إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 19 ديسمبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Dec 19 24|08:46AM :نشر بتاريخ
"الأخبار":
قبل أيام، التقى قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع إعلاميين سوريين وعرباً حضروا إلى دمشق لتغطية الأحداث بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد. ووجّه هؤلاء أسئلة متنوعة إلى الشرع، بينها سؤال عن رأيه في الوضع في لبنان والعلاقة معه، فأجاب بكلام عام، قبل أن يفاجئ سائليه بالقول: «نحن ندعم التوافق على انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية».
عودة إلى عام 1995، عندما دارت معركة حول الانتخابات الرئاسية مع انتهاء ولاية الرئيس الراحل الياس الهراوي واندلاع الجدال حول التمديد له أو انتخاب العماد إميل لحود رئيساً، إلى أن حسم الرئيس الراحل حافظ الأسد الأمر في مقابلة مع صحيفة مصرية، وأجاب على سؤال حول الانتخابات الرئاسية في لبنان قائلاً: «يبدو أن اللبنانيين سيتوافقون على التمديد للرئيس الهراوي».
أمس أعلن، اللقاء الديمقراطي، الكتلة النيابية للحزب التقدمي الاشتراكي، دعمه انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية، بعدَ يوميْن على عودة النائب السابق وليد جنبلاط ونجله النائب تيمور جنبلاط من زيارة خاطفة لباريس التقيا خلالها بعيداً من الإعلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ولدى زيارته الرئيس نبيه بري في عين التينة أولَ أمس، أبلغ جنبلاط الأب رئيس المجلس بأن فرنسا «لا تُعارض التوجه الأميركي والعربي لانتخاب العماد عون رئيساً»، ناصحاً إياه بـ«التفاعل إيجاباً مع الأمر». كما تردّد أن جنبلاط أرسل إلى قائد الجيش ناصحاً إياه أيضاً بالانفتاح على معارضيه، وأن «يفتح» مع بري وحزب الله، ولا يقِف كثيراً عند رأي رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. وقالت مصادر مطّلعة إن جنبلاط أعرب عن ثقته بأن قائد القوات اللبنانية سمير جعجع لن يعارض انتخاب عون وسيُبرّر موقفه بأنه لم يضع عليه فيتو سابقاً، وبأنه يمثّل بالنسبة إليه رئيس مواجهة مع حزب الله والتيار الوطني، كما عون يحظى بدعم البطريركية المارونية. فيما نُقل عن باسيل قوله بأنه «مش الوزير وليد جنبلاط يلّي بيرشّح عن المسيحيين. هيدا هنري حلو تاني».
في هذه الأثناء كان النواب السنّة الحائرون في موقفهم يتقصّون الأنباء الواردة من مصر والسعودية. وقال قسم منهم إن الرياض على وجه التحديد لا تُعارض انتخاب العماد عون، وهذا يكفي برأيهم للسير به، وهو ما يراه أيضاً عدد من النواب المستقلين. أما بالنسبة إلى بري، فهو لم يظهر حماسة لقائد الجيش، لكنه حافظ مع حزب الله على كل خيوط العلاقة معه، وإن كانا قد تركا لمرشحهما رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية إيجاد الآلية التي تناسبه، سواء بالاستمرار في الترشح أو الانسحاب، علماً أن المشاورات بين الثنائي وفرنجية ركّزت على تحويل انسحاب فرنجية إلى ورقة رابحة في الانتخابات. والحصيلة الأكيدة حتى الآن هي أن الجولاني قال إنه يدعم عون، وأميركا أصلاً تدعمه، وعليه ستكبر قائمة الداعمين بمجرد أن تبدأ الرسائل بالوصول إلى هواتف غالبية النواب.
من جهتهم، لم يُعلن نواب قوى المعارضة الذين اجتمعوا في ضيافة حزب «الكتائب» في بكفيا أمس تبنّيهم لأي اسم حتى الآن، وقد حضر الاجتماع النواب أشرف ريفي وفؤاد مخزومي ومارك ضو والياس حنكش ونديم الجميل وغسان حاصباني ووضاح الصادق وبلال الحشيمي وميشال معوض وميشال الدويهي.
وقال بيان المعارضة الذي تلاه حاصباني إنها تقارب جلسة التاسع من كانون الثاني «بجدية مطلقة، وتعتبر أن التعاطي مع الاستحقاق بما يستلزم من إرادة، يجب أن يفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية يكون مقدّمة لإنقاذ لبنان شرط الابتعاد عن النهج الذي كان سائداً طوال فترة التعطيل والذهاب إلى اختيار شخصية قادرة على قياس متطلبات المرحلة». وحول ترشيح اللقاء الديمقراطي لقائد الجيش، قال حاصباني: «لم نرشّح أحداً لأننا ما زلنا في مرحلة البحث والتشاور، وقائد الجيش من الأسماء التي نتناقش فيها».
وفي موازاة المواقف السياسية الداخلية، كانَ الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني الموجود في بيروت في إطار المساعي المبذولة لدفع الاستحقاق الرئاسي قدماً، يواصل لقاءاته التي بدأها مساء أول أمس مع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل. وعلمت «الأخبار» أن الموفد الذي سبقه إلى لبنان وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي، سيلتقي كل القوى السياسية من دون استثناء، إلا أن هذه الجولة فقدت أهميتها، بحسب مصادر مطّلعة، قالت إن «التطورات المتصلة بملف الرئاسة أدخلت البلاد في مرحلة احتساب الأصوات التي قد يحصل عليها قائد الجيش في جلسة 9 كانون الثاني، إلى جانب المشكلة الدستورية التي قد تواجهه في ما يتعلق بالمادة 49 من الدستور» التي تنص على أنه «لا يجوز انتخاب القضاة وموظفي الفئة الأولى، وما يعادلها في جميع الإدارات العامة والمؤسسات العامة وسائر الأشخاص المعنويين في القانون العام مدة قيامهم بوظيفتهم وخلال السنتين اللتين تليان تاريخ استقالتهم وانقطاعهم فعلياً عن وظيفتهم أو تاريخ إحالتهم على التقاعد»، وبالتالي قد يعتبر البعض هذا الأمر مخالفة دستورية، أما كل كلام آخر فهو تفاصيل.
في كل الأحوال، وفي انتظار الجلسة «المنشودة»، يُمكن القول إن ما حصل من متغيّرات في سوريا كشف مرة جديدة عن أن الفريق الذي ينتحل صفة السيادة زوراً، هو فريق «بلسانين» ويبدّل ولاءه من «الأسدين» إلى الجولاني بثوبه الجديد والباب العالي الذي صارَت طريق الشام تمرّ منه، وهو الطريق الذي سيسلكه قريباً جنبلاط على رأس وفد من طائفة الموحّدين الدروز ومن كتلة «اللقاء الديمقراطي» قبل الانتقال إلى دمشق لتهنئة أحمد الشرع بـ«انتصار الشعب السوري وانتصار الحرية في لبنان وسوريا». وقد سبقه إليه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للقاء الرئيس التركيّ رجب طيب إردوغان وعقد محادثات موسّعة تناولت ملفات التعاون المشترك بين البلدين.
فرنجية: مستمر بالترشح
على عكس التوقعات والتسريبات التي تحدثت عن موقف سيُعلن فيه انسحابه لمصلحة قائد الجيش العماد جوزف عون، أكد رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية أنه مستمر في ترشيحه. وقال: «حينما سأتراجع عن ترشيحي لرئاسة الجمهورية فإنه لا يمكننا الذهاب إلى جلسة 9 كانون الثاني الرئاسية من دون اسم»، مضيفاً في كلمة له خلال العشاء التكريمي لخلية أزمة النازحين «لن أختلف مع أصدقائي وليست لدينا رفاهية الاختلاف خصوصاً في هذه المرحلة حتى وإن لم نلتقِ على اسم للرئاسة». وأضاف «أنا مستمر وإذا اتفقنا على اسم في جلسة 9 الشهر فأنا منفتح على ذلك ولكن نريد اسماً على قدر المرحلة».
"النهار":
شحنَ تسابق الأولويات المتزاحمة في الواقع اللبناني، وسط “جرجرة” تنفيذ اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل والعدّ العكسي لموعد 9 كانون الثاني الانتخابي الرئاسي وسط تطورات متسارعة بدا أبرزها في اعلان ما يمكن وصفه بـ”كلمة السر” الجنبلاطية الداعمة لانتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون، والانشغال بتداعيات الحدث السوري الضخم على لبنان، المشهد السياسي الداخلي بحيوية استثنائية عالية صار معها لبنان بأسره تحت وطأة إعادة رسم شاملة غير مسبوقة. وإذا كان استحقاق 9 كانون الثاني يتقدم بوهجه كل “مسارات” الأولويات الأخرى الموازية، فإن “اندفاعاً” لافتاً نحو الشأن السوري – اللبناني في ظل المرحلة الانتقالية التي تشهدها سوريا بدأ يتصاعد على المشهد. وجاءت ترجمة هذا الاندفاع من خلال استحواذ تفاعلات الحدث السوري على الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس مع وفد وزاري لأنقرة حيث أجرى محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأما على الصعيد السياسي، فإن الاستعدادات جارية لقيام وفد درزي لبناني كبير يتقدمه الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بزيارة لدمشق الأحد المقبل للقاء قائد “هيئة تحرير الشام” أحمد الشرع التي تولّت السلطة في سوريا، بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد. ومعلوم أن جنبلاط كان أول زعيم ومسؤول لبناني يتصل بالشرع لتهنئته وسيكون أيضاً أول زعيم ومسؤول لبناني يتجه إلى دمشق بعد سقوط نظام الأسد ويضم الوفد إلى جانب جنبلاط شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى ونواب كتلة “اللقاء الديموقراطي” وقياديين من الحزب ومشايخ من الطائفة الدرزية.
وترقبت الأوساط السياسية والمرشحون الرئاسيون باهتمام إعلاناً مرتقباً لرئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية بانسحابه من المعركة الرئاسية انعكاساً لتطورين كبيرين حصلا تباعاً لغير مصلحته وتمثلا في تداعيات الخسائر التي تلقاها “حزب الله” في الحرب مع إسرائيل وسقوط النظام السوري وهما الحليفان الأساسيان لفرنجية. وفي كلمته مساءً أمام كوادر تياره لم يعلن فرنجية انسحابه بوضوح ولكنه قال “إنه طرح تصوّره الرئاسي وطرح بعض الأسماء ودخل بالمعايير على أساس رئيس لديه حيثية، لذلك نريد رئيساً على قدر الموقع وأنا مستمر (في الترشيح) وإذا وصلنا في جلسة 9 الشهر وإذا اتفقنا على اسم على قدر المرحلة فلنمضِ وأنا مستعد للتنازل من أجل أحد يعبئ هذا المركز المسيحي الأول… نريد رجلاً بحجم رفيق الحريري مسيحي لرئاسة الجمهورية”.
ولكن المفاجأة حصلت قبيل كلمة فرنجية بساعات إذ أعلنت كتلة “اللقاء الديموقراطي” برئاسة النائب تيمور جنبلاط وحضور وليد جنبلاط تأييدها لانتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية، وشكل إعلانها هذا دلالة كبيرة إذ نظرت إليه أوساط كثيرة بأنه بمثابة اطلاق لـ”كلمة سر” دافعة نحو تزكية واسعة لانتخاب عون. وتزامن ذلك مع أجواء نقلت عن رئيس مجلس النواب نبيه بري تشير إلى أنه يعتبر أن صعوبة لا تزال أمام انتخاب قائد الجيش هي أنه يحتاج إلى تعديل دستوري.
وإذ نشطت حركة المرشحين بين المقار السياسية وبكركي، عقدت قوى المعارضة اجتماعًا في مقر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل ولم تعلن بعد موقفها من أي مرشح بل أوضحت على الأثر أنها “تقارب جلسة التاسع من كانون الثاني بجدية مطلقة وتعتبر أن التعاطي مع الاستحقاق بما يستلزم من إرادة، يجب أن يفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية يكون مقدمة لإنقاذ لبنان شرط الابتعاد عن النهج الذي كان سائداً طوال فترة التعطيل والذهاب إلى اختيار شخصية قادرة على قياس متطلبات المرحلة”. وأكد المجتمعون “أن أمام الرئيس المقبل مهمة احترام وتطبيق الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني والقرارات الدولية الضامنة للسيادة، واستعادة علاقات لبنان العربية والدولية ما يعيد الثقة به، وتطبيق كامل لاتفاق وقف إطلاق النار ما يحتّم حصر السلاح بيد القوى الشرعية الدستورية على كامل الأراضي اللبنانية وشمال الليطاني كما جنوبه”.
وتلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالة من رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل نقلها النائب الياس حنكش، في حين أكد عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ميشال موسى أن “بري لا يضع فيتو على أي مرشّح للرئاسة”، وبالنسبة إلى قبول رئيس المجلس دعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون، قال “إنّ الموضوع الأهم هو تلبية حاجات البلد في المرحلة المقبلة نتيجة تراكم الأزمات والتغيّرات في المنطقة وهذا الأمر يتقدّم على أهمية الأسماء”. وأوضح أنّ “حزب الله لم يبلّغ الرئيس بري موقفه من الخيارات الرئاسية بعد”.
ميقاتي وأردوغان والجنوب
أما على جبهة التطورات المتصلة بالوضع على الحدود الجنوبية وعلى وقع الخروقات الإسرائيلية المستمرة لاتفاق وقف النار، فأكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن “الخروقات اليومية التي يقوم بها العدو الإسرائيلي مخالفة لاتفاق وقف اطلاق النار”، وقال: “إن دعمكم أساسي بتعجيل وقف العدوان والانصراف إلى ترميم المجتمعات المتضررة”. ومن جهته أكد أردوغان أن “إسرائيل تجرّ المنطقة إلى الهاوية بمهاجمتها لبنان وغزة وسنقف أمام أي محاولات لزعزعة الاستقرار في لبنان”.
أردوغان وميقاتي في مؤتمرهما الصحافي في أنقرة أمس.
وفي غضون ذلك عقد اجتماع لجنة مراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في رأس الناقورة.وصدر بيان مشترك عن سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في لبنان وعن اليونيفيل بعد الاجتماع أفاد بأن “الولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل والجيش اللبناني وقوات الدفاع الإسرائيلية اجتمعت مرة أخرى في 18 كانون الأول في الناقورة. استضافت قوات اليونيفيل الاجتماع الذي انعقد برئاسة الولايات المتحدة، بمساعدة فرنسا، وبمشاركة الجيش اللبناني وقوات الدفاع الإسرائيلية. سوف تجتمع لجنة الإشراف بهذه الطريقة بانتظام وستنسّق عملها بشكل وثيق لتحقيق التقدّم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701″.
وتزامن الاجتماع مع تواصل عمليات التفجير التي تقوم بها القوات الإسرائيلية لمنازل في منطقة طير حرفا، الجبين وشيحين في قضاء صور وقد سمع دوي الانفجارات إلى صور، فيما يستمر الجيش الإسرائيلي بتفجير المنازل الذي يحتلها في القرى الحدودية ويمعن في هدمها كلياً. كما استمرت الجرافات الإسرائيلية لليوم الثالث بهدم أحياء في بلدة الناقورة جنوب صور. وأفيد بعد الظهر عن توغل ملحوظ لدبابات الجيش الاسرائيلي إلى بلدة بني حيان، وقام جنوده برمي قنابل على منازل في البلدة بعد جرف منزل وهدم حائط المسجد ومحاصرته. كما قاموا بعمليات تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة.
إلى ذلك، كشف الجيش الإسرائيلي عن عبور مواطنين إسرائيليين الحدود إلى لبنان، لافتاً إلى أنهم نصبوا خياماً في منطقة مارون الراس و”التحقيق جار في هذا الحادث الخطير”.
"الجمهورية":
تعتري المشهد الرئاسي مفارقة شديدة الوضوح؛ رئيس مجلس النواب نبيه بري، يعزف وحده على وتر التفاؤل الرئاسي بتأكيده أنّ جلسة الانتخاب قائمة في موعدها المقرّر في التاسع من كانون الثاني المقبل، وتعبيره عن أمل كبير في أن تكون هذه الجلسة كما وصفها مثمرة، بحيث يكون للبنان رئيس للجمهورية في هذا التاريخ.
وفي المقابل، عدّاد الوقت يتحرك من دون أن تشي الوقائع السياسية المرتبطة بالملف الرئاسي بأنّ ظروف التوافق، ولو بالحدّ الأدنى، على مرشّح او مرشّحِين قد نضجت، او قابلة للإنضاج. وسط ما يتردّد في الأوساط المعنية بالملف الرئاسي عن إشارات خارجية معاكسة للمسار الانتخابي، وخصوصاً من قبل بعض دول اللجنة الخماسية، تدفع نحو التريّث في انتظار أن تتبلور الصورة الإقليمية، وهو أمر يناقض منطق الحث والاستعجال الذي اعتمدته اللجنة منذ بداية مرحلة الشغور الرئاسي.
جلسة تلو جلسة
المجال الزمني الفاصل عن موعد جلسة 9 كانون الثاني ضاق إلى حدود الـ20 يوماً، من دون ان تفضي المشاورات التي جرت على خطوط مختلفة إلى تضييق مساحة التعقيدات والتباينات الحاكمة توجّهات القوى السياسية المعنية بالملف الرئاسي، وبناء مساحة توافقية مشتركة على مرشّح او أكثر، ما يجعل من فترة الـ20 يوماً المتبقية، فترة امتحان القدرة على الحسم، أكان في اتجاه التوافق وبالتالي الذهاب إلى جلسة مثمرة رئاسياً، او في الاتجاه الآخر الذي يعيد الدوران في حلقة الفراغ، إلى أن يقضي الله امراً كان مفعولاً. وهذا الحسم مرهون الوصول اليه في فترة ايام قليلة، وخصوصاً أنّ عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة قد تقضم نصف الـ20 يوماً.
وبمعزل عن التوافق أو عدمه، فإنّ المرسوم لجلسة 9 كانون الثاني، وفق مصادر عين التينة لـ«الجمهورية»، هو أنّها إن تعذّر انعقادها بسبب عدم توفّر نصاب الثلثين، فسيبادر رئيس المجلس فوراً إلى تحديد موعد لجلسة جديدة، وإن انعقدت بنصاب، دون ان يتمكن أي من المرشحين من نيل اكثرية الثلثين في دورة الانتخاب الاولى، فستليها دورة ثانية بنسبة فوز بالأكثرية المطلقة من عدد النواب (65 نائباً)، وإن تعذّر ذلك، فتجري دورة ثالثة ورابعة وربما اكثر. وإن تعذّر الانتخاب سيدعو رئيس المجلس فوراً إلى جلسة جديدة بذات السيناريو، هكذا دواليك حتى يتمكن النواب من انتخاب رئيس للجمهورية».
مشاورات عابرة للحدود
وإذا كانت المشاورات حول انعقاد الجلسة وكذلك حول انتخاب الرئيس والتداول بأسماء المرشحين، محصورة في الايام الاخيرة ضمن النطاق الداخلي، الّا أنّها، وفق معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» تجاوزت الداخل، وبدأت تجري على الخط الخارجي، ولاسيما على الخطين الاميركي والفرنسي.
وبحسب المعلومات، فإنّ شخصيات سياسية لبنانية، بينها شخصيات مدرجة أسماؤها في نادي المرشحين لرئاسة الجمهورية، طرقوا في الايام الاخيرة البابين الاميركي والفرنسي، سواء عبر زيارات او لقاءات مباشرة او عبر وسطاء، او عبر اتصالات هاتفية مباشرة ومراسلات. وثمة مِن هؤلاء من حطّ في باريس. واما الهدف الضمني من وراء ذلك، فهو «تقديم اوراق الاعتماد، وطلب الدعم. تُضاف إليها اتصالات سياسية رفيعة المستوى جرت في الساعات الـ24 الماضية على الخط الفرنسي، وخصوصاً بعد ورود إشارات من العاصمة الفرنسية وتحديداً من الإيليزيه، تشي بأنّ باريس، تدرّجت من الدعوة إلى استعجال حسم انتخاب رئيس للجمهورية، إلى إبداء الرغبة في التريّث والانتظار لبعض الوقت، وهذا الموقف متناغم بشكل كامل مع الموقف الاميركي».
اللافت للإنتباه في هذا السياق، وفق ما تقول مصادر المعلومات، أنّ هذا التريّث او ما يرادفه من مفردات تصبّ في خانة نسف جلسة 9 كانون الثاني، لا أذن صاغية له في عين التينة، ولاسيما أنّ الرئيس بري حاسم في تأكيد انعقاد الجلسة في موعدها، دون الركون لأيّ أسباب أو ذرائع مانعة لانعقادها، ويؤكّد «أننا «عم نشتغل» وان شاء الله خير».
وعلى ما هو واضح وفق ما يقول مسؤول رفيع لـ«الجمهورية»، فإنّ الرئيس بري قام بما توجب عليه مسؤولياته الدستورية والوطنية وعيّن الجلسة الرئاسية، وبالتالي ألقى الكرة الانتخابية من يده، ولم تعد في ملعبه، بل أصبحت في ملعب مَن لطالما قدّموا أنفسهم مستعجلين على انتخاب رئيس للجمهورية، وزايدوا في استعجالهم على الجميع، وعندما حانت لحظة الجدّ وتحدّد موعد الجلسة، نفّست همّتهم، وغيّروا رأيهم وصاروا من أنصار التريّث والتأجيل.
واستدرك المسؤول عينه وقال: «حتى الآن لم تصدر أي دعوة علنية إلى التريّث او التأجيل، ما يمكن اعتبارها غير موجودة، وبالتالي لا يُبنى على التسريبات، وعندما تصدر مثل هذه الدعوات يُبنى على الشيء مقتضاه. ولكن مع ذلك لا بدّ من السؤال هنا: إن كانوا يريدون التريث فلأي سبب، وما هو الهدف الحقيقي من التأجيل؟ ثم انّ المواصفات المحدّدة للانتخابات تتلخّص برئيس لا يشكّل تحدّياً لأحد، ويجمع ولا يفرّق. فهل ثمة في الداخل او الخارج من يراهن على أن تنشأ ظروف ما تمكّنه من فرض خياره الرئاسي على قاعدة التحدّي ومنطق الغالب والمغلوب دون الاكتراث لتداعيات هذا الامر وعواقبه؟ وإنْ صحّ هذا الرهان – وهذا أمر قد يكون وارداً في أذهان البعض – فهل ثمّة عاقل يفكر في هذا الأمر ويعتقد ولو للحظة بأنّه قادر على فرض مشيئته والإخلال بالتوازنات الداخلية؟
بري يلتقي المر
وهذا التوجّه نحو انعقاد الجلسة الانتخابية في موعدها، والأمل في ان يكون للبنان رئيس للجمهورية في 9 كانون الثاني اكّد عليه الرئيس بري، خلال استقباله في مقر رئاسة المجلس في عين التينة أمس، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والدفاع السابق الياس المر والنائب ميشال المر. حيث جرى عرض لآخر المستجدات السياسية.
التريث بسبب كمين!
وفي السياق نفسه، كشفت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، أنّ جهات سياسية لبنانية راسلت الاميركيين والفرنسيين، بما يثير الريبة والشكوك حول جلسة 9 كانون الثاني، وعبّرت عن تخوف كبير لديها من وجود كمين منصوب في تلك الجلسة، يسعى من خلاله الفريق الداعم لـ«حزب الله» إلى تهريب رئيس من هذا الفريق.
وفيما رجّحت المصادر أن تكون هذه المراسلات هي الدافع إلى التريث في انتخاب الرئيس، أكّد مصدر رسمي لـ«الجمهورية»، أنّ الأمر أبعد من مراسلات من قبل جهات سياسية متواضعة حجماً ووزناً، فخلف الأكمة الاميركية ما خلفها، وما صدر عن مستشار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للشؤون العربية مسعد بولس، حول انّ من انتظر طويلاً لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان يستطيع ان ينتظر شهراً او شهرين، ليس كلاماً عبثياً او عابراً».
مقاربات جديدة
إلى ذلك، ورداً على سؤال لـ«الجمهورية»، لم تؤكّد مصادر ديبلوماسية من العاصمة الفرنسية او تنفي وجود توجّه لدى ادارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للدعوة إلى التريث في شأن الملف الرئاسي في لبنان، واكتفت بالقول: «من الطبيعي أن يفرض التطور الذي نشأ في سوريا مقاربات جديدة، وفرنسا تواكب هذا الامر من كثب».
على انّ ما تجنّبت المصادر الديبلوماسية الغوص فيه، عكسه ديبلوماسيون غربيون بقولهم ما مفاده بأنّ ما حدث في سوريا أعاد خلط الأوراق، وخصوصاً انّ مدى تأثيراته مفتوح، ولبنان هو المدى الأقرب لتمتد إليه هذه التأثيرات، لا نقول انّها تأثيرات سلبية، بل ثمة وقائع تفرض نفسها، بمعنى أن يتفاعل المسار اللبناني مع المتغيرات التي حصلت، وملاقاتها بانتخاب رئيس للجمهورية يجنّب لبنان علاقة معادية مع النظام الجديد في سوريا».
فرنجية: مستمر
وفي السياق الرئاسي، اكّد رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية «استمراره في المعركة الرئاسية».
وقال فرنجية في كلمة ألقاها في العشاء التكريمي لخلية أزمة النازحين في تيار «المردة»: «إننا طرحنا سلَّة أسماء لرئاسة الجمهورية ولن ندخل بها الآن، لكنَّ تركيزنا هو على معايير الرئيس العتيد». وأوضح بأننا «نريدُ رئيساً «مش على قدّ الكرسي بل بدنا رئيس على قدّ الموقع» ويعمل على نقل لبنان إلى مرحلة جديدة». ولفت إلى اننا طرحنا تصوراً مبنياً على المعايير، وإذا قرّرت التراجع لا يمكننا الذهاب إلى جلسة 9 كانون الثاني دون اسم، كما أننا نريد رئيساً بحجم الموقع» يأخذ لبنان إلى مرحلة جديدة».
وأضاف فرنجية: «أنا مستمر في ترشيحي لرئاسة الجمهورية، وأنا مُنفتح على أي اسم يتلاءم مع المرحلة، لن أختلف مع أصدقائي وليست لدينا «رفاهية الإختلاف» خصوصاً في هذه المرحلة حتى وإن لم نلتقِ على اسم للرئاسة، فنحن نريد بناء الدولة ونحتاج إلى رجل مؤسساتي، ونريدُ رجلاً مثل رفيق الحريري في لبنان على رأس الطائفة المارونية».
ولفت إلى انّ الحرب الإسرائيلية التي شهدها لبنان أخيراً «وسخة جداً» وهجّرت الكثير من اللبنانيين». وتابع: «الشكر لكل الشباب والشابات الذين عملوا على مساعدة النازحين خلال الحرب، وهذا الأمر يعكس الوطنيّة، كلّ منكم قدّم من منطلق وطنيتكم وأصالتكم ولأنكم أهل ضمير وأخلاق وشيم على عكس من تديره المصالح. أنتم رصيدنا الذي بنينا عليه ولا تدوم الّا المحبة. أنتم ظهّرتم سياستنا ببعدها الوطني وكنتم الكتف لكل مظلوم أو مقهور أيّاً كان انتماؤه أو مذهبه أو طائفته وهذا هو تيار المرده تيار حرّ الضمير».
وأردف فرنجية: «نتمنى لسوريا التوفيق والازدهار والخير، ونأمل أن تبقى موحّدة وعربيّة ولجميع أبنائها. كما نتمنى أن تبقى بوابة الشرق للبنان».
التقدمي يؤيّد عون
في سياق رئاسي متصل، ما زالت الأسماء المتداولة لرئاسة الجمهورية خارج مدار التوافق، حيث لم يتمّ طرح أي منها على مائدة البحث. وما سُجّل في الساعات الماضية زيارات لبعض المرشحين لمرجعيات سياسية وروحية. فيما كان البارز في هذا السياق مبادرة «الحزب التقدمي الاشتراكي» إلى إعلان تأييده ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون وانتخابه رئيساً للجمهورية في جلسة 9 كانون الثاني. وجاء هذا الإعلان خلال اجتماع عقدته كتلة «اللقاء الديموقراطي» امس، برئاسة رئيسها رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب تيمور جنبلاط وحضور الرئيس السابق للحزب وليد جنبلاط.
وفي السياق نفسه، أعلن نواب المعارضة في بيان بعد اجتماعهم أمس انّ «المعارضة تقارب جلسة التاسع من كانون الثاني بجدّية مطلقة، وتعتبر أنّ التعاطي مع الاستحقاق بما يستلزم من إرادة، يجب أن يفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية يكون مقدمة لإنقاذ لبنان شرط الابتعاد عن النهج الذي كان سائداً طوال فترة التعطيل والذهاب إلى اختيار شخصية قادرة على قياس متطلبات المرحلة».
ميقاتي في أنقرة
على صعيد سياسي آخر، برزت أمس زيارة دولة قام بها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي إلى أنقرة على رأس وفد وزاري، حيث التقى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، كما عُقد اجتماع موسع بُحثت فيه أمور ثنائية. ومن المقرر ان ينتقل ميقاتي بعد تركيا إلى مصر.
لجنة المراقبة
ميدانياً، واصلت إسرائيل خروقاتها المتمادية لاتفاق وقف إطلاق النار، ولعلّ الخرق الأخطر، تجلّى في عبور مستوطنين إسرائيليين الخط الحدودي ونصبوا خياماً في منطقة مارون الراس رافعين لافتات كُتب عليها «لبناننا». ولوحظ انّ من شارك فيها مجموعة اسرائيلية تعتبر لبنان جزءاً من إسرائيل، ودأبت على تعليم الاطفال بأنّ لبنان ملك لإسرائيل وسنستعيده».
وعلى وقع هذه الخروقات اجتمعت لجنة مراقبة تطبيق إتفاق وقف إطلاق النار بعد ظهر امس، في مقر قيادة «اليونيفيل» في رأس الناقورة.
"الديار":
في اخر حدث هام، قررت كتلة الوزير السابق وليد جنبلاط تبني ترشيح العماد جوزاف عون رسميًا لرئاسة الجمهورية الذي يحظى بدعم اميركي فرنسي وسعودي. وتقول المعلومات انه اثناء زيارة الرئيس الفرنسي الى المملكة العربية السعودية ولقائه ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء الامير محمد بن سلمان، توافقت رؤية الزعيمين على ترشيح قائد الجيش الجنرال جوزاف عون لرئاسة الجمهورية اللبنانية. وتقرر ابلاغ الحلفاء من القيادات اللبنانية هذا القرار، وبالتالي تم اطلاع وليد جنبلاط على ترشيح عون بعد زيارته لفرنسا. اثر ذلك، زار جنبلاط عين التينة واجتمع بالرئيس نبيه بري ووضعه في اجواء القرار الفرنسي- السعودي. وفي اللقاء اكد جنبلاط تبنيه لقائد الجيش مرشحا للرئاسة.
في المقابل، ابدت مصادر اوروبية خشيتها من التغيير السوري الذي أعقب الحرب على لبنان وتداعياته على المشهد اللبناني، اذ من الممكن أن يجعل من انجاز الاستحقاق الرئاسي أمراُ أكثر سهولة أم أكثر تعقيداً . ذلك ان البعض اذا ذهب باتجاه انتخاب رئيس يستفز بعض المكونات في المجتمع اللبناني، عندئذ سيحصل انفجار داخلي لا تحمد عقباه. اما اذا اختارت الاحزاب الرئيسية التوافق على رئيس غير استفزازي، فتكون القوى اللبنانية قد تعاملت مع التطورات السورية والاقليمية بنضج سياسي ورؤية حكيمة تجنب لبنان المزيد من الانقسامات السياسية والطائفية.
وفي هذا النطاق، تساءلت مصادر اوروبية في حديثها للديار ما اذا كان تركيب اللجنة الخماسية سيصبح 5+ 1، بانضمام تركيا اليها في ما يتعلق بدور اللجنة في مسألة ملء الفراغ الرئاسي، او في مسألة تشكيل الحكومة التي تعقب ذلك، باعتبار ان تركيا هي اللاعب الاساسي الآن على الساحة السورية.
توازيا، كشفت مصادر مطلعة ان القوى الرئيسية في لبنان تقترب من تذليل العقبات المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي، تحديدا بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والمردة، في ظل توافق سني - شيعي - درزي على اي شخصية لرئاسة الجمهورية غير استفزازي، او بالاحرى الا يكون الرئيس الجديد جبران باسيل او سمير جعجع. وعليه، يجري البحث حول مرشح لا يستفز باسيل ولا يخفف من قوة جعجع ولا يؤذي فرنجية. اما عن الاسماء المطروحة رئاسيا في الوقت الحالي، فتقول المصادر المطلعة ان أغلبيتها ليس لها حظوظ جدية في الوصول الى قصر بعبدا.
في غضون ذلك، تستمر الخروقات الاسرائيلية جنوب لبنان رغم اتفاق وقف اطلاق النار، حيث كشفت اوساط سياسية للديار ان اللجنة المولجة بمراقبة وقف النار تتعمد اعطاء العدو «الاسرائيلي» فرصة واسعة من الزمن ليقوم بما لم يفعله في زمن الحرب. والحال ان ما يحصل في الجنوب هو مقصود، ومطلوب من اللجنة ان تنكفئ في ممارسة دورها في ردع الجيش «الاسرائيلي» من خرق الاتفاق لان الجو السائد هو ان لبنان ليس جاهزا كفاية لمنع وجود عناصر حزب الله وسلاحه في جنوب الليطاني. ولفتت هذه الاوساط ان اللجنة حاليا ستبقي على دورها غير الفعال في «المحافظة» على وقف اطلاق النار الى ان تمر مهلة الستين يوما والى ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية لمعرفة كيفية تعاطيه مع حزب الله في جنوب الليطاني حتى يبنى على الشيء مقتضاه.
نزوح سوري كثيف باتجاه لبنان
ورغم تحسن الاوضاع في سوريا، تقول المعلومات ان نزوحا سوريا كبيرا مستمر باتجاه لبنان منذ اسبوع وحتى يوم امس لاسباب انسانية. وقد روى سكان اهالي بلدات لبنانية، خاصة في منطقة عكار، انهم شاهدوا سيارات فيها نساء واطفال سوريون يعبرون باتجاه الداخل اللبناني، دون ان يتم تحديد العدد للنازحين السوريين الذين دخلوا في الفترة الاخيرة بعد سقوط نظام الرئيس بشار الاسد. انما الوضع الاقتصادي اللبناني لا يتحمل وفودا جديدة من النازحين السوريين، فالبنية التحتية بائسة وتكاليف المعيشة باهظة، وعليه هذا الامر سيزيد من معاناة الشعب اللبناني.
في المقابل، لا يزال الاتحاد الاوروبي مترددا في اعادة النازحين السوريين الى سوريا، نتيجة الوضع المتغير في البلاد.
بري يتواصل مع هوكشتاين تنديدا بالخروقات الاسرائيلية
من جهتها، عقدت لجنة مراقبة وقف اطلاق النار في رأس الناقورة اجتماعا امس حيث تم التركيز على المسيرات الاسرائيلية التي تخرق الاتفاق، الا ان اسرائيل تعتدي على السيادة اللبنانية بمختلف الطرق.
بدوره، تواصل الرئيس بري مع الموفد الرئاسي اموس هوكشتاين في اتصال هاتفي للتنديد بعدم احترام الكيان الصهيوني اتفاق وقف اطلاق النار في جنوب لبنان، خصوصا لناحية المسيرات التي تحلق جنوبا وفوق سماء بيروت والضاحية.
وفي التفاصيل، استهدف الطيران المعادي سيارة في مجدل زون جنوب لبنان، وقصف اطراف بلدة كفرشوبا وحلتا وشبعا، الى جانب تحليق مكثف لمسيرات في اجواء قرى حاصبيا والعرقوب، وايضا في سماء بيروت والضاحية. وكشف رئيس بلدية رأس الناقورة ان نسبة التدمير الممنهج للبلدة ارتفعت إلى 70% منذ نفاذ الاتفاق، بفعل خروقات جيش الاحتلال.
في المقابل، دخل الجيش اللبناني حتى هذا التاريخ بلدات الخيام وعين عرب وشبعا.
جنبلاط وسوريا
على صعيد اخر، يزور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط الحاكم الجديد لسوريا احمد الشرع نهاية الاسبوع بهدف حماية دروز سوريا اولا، وثانيا اعادة التواصل بين دروز لبنان وسوريا. هذا ويريد جنبلاط معرفة مقاربة النظام السوري الجديد مع الاقليات، سواء اذا كان سيحترم حقوقهم ووجودهم ام لا. من جهتها، اعتبرت مصادر ديبلوماسية للديار ان جنبلاط يرى انه امام موازين قوى جديدة، حيث ربح الخط الاميركي في المنطقة، ولذلك يسعى للتواصل مع النظام الجديد في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الاسد. وتابعت هذه المصادر، ان جنبلاط يفتح الباب امام المسؤولين اللبنانيين الرسميين على غرار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لتطبيع العلاقات اللبنانية –السورية، حيث ان ميقاتي لا يمكنه لقاء الشرع بما ان الاخير مصنف ارهابيا، وفقا للولايات المتحدة الاميركية والسعودية والامارات وبعض الدول في الاتحاد الاوروبي.
من ناحية اخرى، قالت اوساط سياسية للديار ان وضعية الوزير السابق وليد جنبلاط الحالية هي نسخة 14 اذار 2005 حيث جنبلاط كان يقول تكرارا انه يجب انتظار جثة الخصم على ضفة النهر، وها هي قد تحققت مقولته بعد سقوط نظام الرئيس بشار الاسد. وفي هذا السياق، اعتبرت هذه الاوساط ان جنبلاط يتماهى مع المعارضة دون ان يكون جزءا منها، ويتواصل مع الكتل المعارضة بعمق سعودي واميركي وسوري. ذلك ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق يتعامل مع التغييرات السورية على قاعدة انه زعيم الدروز في سوريا ولبنان. وبالتالي الحالة الجنبلاطية تضع نفسها في كنف الوضعية السنية، وعلى هذا الاساس ترى ترابطا جديا مع الحالة السنية، «بصبغة» تركية. وعليه، يقوم وليد جنبلاط بزيارة سوريا نهاية الاسبوع، ولقاء رئيس هيئة تحرير الشام احمد الشرع.
القوات اللبنانية: الاستحقاق الرئاسي هو مدخل لمشروع الدولة
من جهتها، قالت مصادر القوات اللبنانية للديار انها تعتبر المسار الرئاسي مزدوجا، اي مسارا سياسيا ووطنيا، مشيرة الى ان القوات لا تقارب الانتخابات الرئاسية كانتخابات كلاسيكية وتقليدية، بل مدخل لمشروع دولة، كما لا تتطلع الى هذا الاستحقاق على قاعدة تنافس شخصي بين مرشحين. ورأت المصادر القواتية ان اليوم هناك فرصة ذهبية تاريخية لترسيخ مشروع الدولة، وعليه، يجب تطبيق الدستور والقرارات الدولية. وبناء على ذلك، يجب التوافق على اسماء تجسد هذا المشروع.
ولفتت المصادر القواتية الى وجود قنوات تواصل بين المعارضة، ومن ضمنها القوات مع التيار الوطني الحر، ولكن ليس هناك تقاطع على الاسماء لهذه اللحظة.
وردا على سؤال حول رهان المعارضة، ومن بينها القوات، على تسلم الرئيس الاميركي رسميا الحكم في 20 كانون الثاني من السنة الجديدة وترقب احداث قد تصب في مصلحة المعارضة لتحسين شروطها الرئاسية، اعتبرت القوات اللبنانية ان ما تحقق قد تحقق نظرا الى المرحلة التي دخلت فيها المنطقة، مع التبدل في المسرح السوري، وانقطاع المد الحيوي من ايران الى لبنان، الى جانب قبول حزب الله اتفاق وقف اطلاق النار. وهنا شددت المصادر القواتية على ان حزبها يتطلع الى انتخاب رئيس للجمهورية في 9 كانون الثاني.
اما بالنسبة لترشح رئيس القوات سمير جعجع، فقد قالت المصادر القواتية انه في حال رأت بعض الكتل هذه المرحلة تستدعي وصول من شكل تاريخيا رأس حربة مشروع الدولة ان يكون رئيسا، فليكن عندئذ جعجع رئيسا للجمهورية. وتابعت انه في الوقت الحاضر يعمل الدكتور جعجع على التقاطع من اجل انهاء الشغور الرئاسي وتعزيز مشروع المؤسسات.
فرنجية:طرحنا سلة من الاسماء لرئاسة الجمهورية وأنا مستمر بترشيحي...
اشار رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية في العشاء التكريمي لخلية أزمة النازحين في تيار المردة، الى «اننا طرحنا سلَّة أسماء لرئاسة الجمهورية ولن ندخل بها الآن لكنَّ تركيزنا هو على معايير الرئيس العتيد».
ولفت فرنجية الى ان الحرب الإسرائيلية التي شهدها لبنان مؤخراً «وسخة جداً» وهجرت الكثير من اللبنانيين.
واوضح: نريدُ رئيساً «مش على قد الكرسي بل بدنا رئيس على قد الموقع» ويعمل على نقل لبنان إلى مرحلة جديدة.
وقال: نريد رئيساً على قدر المرحلة في جلسة 9 كانون الثاني وإلا لن نشارك في إيصال رئيس لا يملأ الموقع المسيحي الأول و»نبقى برّا أشرفلنا».
واضاف «أنا مُستمر بترشيحي لرئاسة الجمهورية وأنا مُنفتح على أي اسم يتلاءم مع المرحلة».
"نداء الوطن":
قلب زعيم المختارة وليد جنبلاط الطاولة على الجميع، وأحرج الجميع، وخلط الأوراق الرئاسية، وأراد أن يكون بيضة القبَّان ليعلِن، تأييد انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية. جاء التأييد في بيان صادر عن كتلة اللقاء الديمقراطي في حضور وليد جنبلاط، وورد في البند الخامس والأخير منه الذي جاء فيه حرفياً: “شددت الكتلة على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 9 كانون الثاني المقبل، معلنة تأييدها لانتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية”.
جاء موقف جنبلاط قبيل خمسة أيام من توجهه إلى دمشق للقاء أحمد الشرع (ابو محمد الجولاني)، وقبيل توجهه إلى تركيا التي على ما يبدو أصبحت ممراً إلزامياً للسياسة اللبنانية وللسياسيين اللبنانيين، وفي هذا الإطار أدرجت زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى أنقرة.
جنبلاط له باع طويلة في استحقاقات انتخاب رئيس الجمهورية، سبق أن انتخب العماد ميشال عون عام 2016، لكنه عارض بشدة انتخاب العماد أميل لحود عام 1998، وغاب وأعضاء كتلته عن جلسة الانتخاب، لا بل ذهب أبعد من ذلك لاحقاً، ففي جلسة مناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيس رفيق الحريري عام 2000، بعد فوزه الساحق في الانتخابات النيابية، هاجم جنبلاط خطاب القسم للرئيس أميل لحود وسمَّاه “خطاب العرش”. يبقى السؤال الكبير: لماذا وقَّت جنبلاط تأييد انتخاب العماد جوزيف عون بعد عودته من باريس ولقائه الرئيس ماكرون، وقبل توجهه إلى دمشق ولقائه أبو محمد الجولاني؟
وفي أعنف رد على موقف جنبلاط من تأييد انتخاب العماد عون لرئاسة الجمهورية، قال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل: “مش جنبلاط يلّي بيرشّح عن المسيحيين ، هيدا هنري حلو تاني…”.
الحدث الرئاسي كان أيضاً في زغرتا حيث قال رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه: “نريد رئيساً على قدر المرحلة في جلسة 9 كانون الثاني وإلا لن نشارك في إيصال رئيس لا يملأ الموقع المسيحي الأول و”نبقى برّا أشرفلنا” ، وفُهِم من كلام فرنجيه أنه لم يسحب ترشيحه وفي الوقت عينه لم يسمِّ أحداً ، وفسَّرت مصادر سياسية موقف فرنجيه بأنه موجَّه ضد الرئيس بري الذي لم يستمر في ترشيحه. جاء الموقف خلال العشاء التكريمي لخلية الأزمة في المرده
في سياق الملف الرئاسي أيضاً، أكدت مصادر تكتل “الاعتدال الوطني” لـ”نداء الوطن” أنهم والحلفاء أي النواب نبيل بدر وعماد الحوت وعبد الرحمن البزري وبلال الحشيمي حسموا موقفهم باتجاه التصويت لقائد الجيش في جلسة 9 كانون الثاني، وسيعلنون عن هذا الأمر بشكل رسمي في اجتماع قريب.
وكشفت المصادر عن تنسيق هذا الدعم لقائد الجيش مع النائب السابق وليد جنبلاط وعدد من أطراف المعارضة، والقوات اللبنانية التي تشكل العمود الأساسي للمعارضة ليست بعيدة عن هذه الأجواء، إذ لا يمكن انتخاب رئيس من دون موافقة معراب التي تتحفظ عن ذكر مرشحها.
في ملف جنوب لبنان، وفيما اجتمعت لجنة المراقبة في الناقورة، وأصدرت بياناً تحدثت فيه عن تنسيق عملها بشكل وثيق لتحقيق التقدم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701″، فجَّرت إسرائيل قضية تتعلق بأَنفاق “حزب الله” في الجنوب، الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أفيخداي أدرعي، كشف أنه تم رصد مسار نفق يمتد لعشرات الأمتار ويؤدي إلى مقر قيادة تابع لـ”حزب الله” (في الجنوب) وتم داخل مقر القيادة المذكور العثور على وسائل قتالية وأجهزة استطلاع ومعدات عسكرية أخرى كانت عناصر “حزب الله” قد استخدمتها لتوجيه النشاطات في المنطقة. كما تم العثور بجوار مقر القيادة على عدة مخازن للوسائل القتالية وكذلك على مخزن أسلحة وذخيرة آخر داخل مسجد، علماً بأن المخازن احتوت على مئات العبوات الناسفة والبنادق والقنابل اليدوية وغيرها من العتاد
في شأن اقتصادي، شهد الطلب على الليرة في الأسبوعين الماضيين ارتفاعاً كبيراً لدرجة فقدان الليرة لدى بعض الصرافين. والسبب هو الإقبال الكبير على ما تعرضه المصارف من فوائد عالية تصل إلى 45% على الحسابات الجديدة المجمّدة بالليرة.
هذا المنتج الجديد بدأت المصارف بترويجه منذ نحو الشهر، وهو يلقى إقبالاً ملحوظاً من قبل المودعين، وهو عبارة عن حسابات مصرفية جديدة بالليرة تجمّد على شهر أو 3 أشهر أو 6 أشهر وتصل إلى السنة بفوائد تراوح بين 25%لشهر واحد، 30% لـ 3 أشهر و35% لـ 6 أشهر وصولاً إلى 40 في المئة وحتّى 45% لدى بعض المصارف للحسابات المجمّدة لسنة.
"اللواء":
على مرمى حجر من جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بدا للمعنيين ان الظروف والمعطيات الاقليمية والدولية تتغير بسرعة، ولم تستقر على حال، على طريقة «أحجار الدومينو».
ومع متغيرات الترشيحات والانسحابات او الانتظارات، بدا ان مساراً معقداً بدأت تأخذه المعركة الرئاسية، وتوقعت مصادر نيابية مطلعة ان تتحول جلسة الانتخاب الى دورات متتالية، مع مقاربات متعددة لتدوير الزوايا، وتعزيز التحالفات او الخيارات.
وتوقفت مصادر سياسية مطلعة عبر «اللواء» عند سلسلة تطورات تتصل بالمشهد الرئاسي ولاسيما موقف رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية الذي أعلن خروجه من السباق الرئاسي وقوله نريد رئيسا بحجم الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما يحمله، وقالت أن الحزب التقدمي الإشتراكي أعلنها صراحة بشأن ترشيح قائد الجيش وهو موقف ينسجم مع ما أعلنه في وقت سابق في لائحة الترشيحات.
ولفتت المصادر إلى أن امتناع البعض عن الإفصاح عن الترشيح يهدف إلى انتظار الفرصة المناسبة وتوحيد التشاور.
وتحدثت عن إمكانية ارتفاع الأصوات الداعمة لقائد الجيش في الأيام المقبلة إذا بدأت الكتل بإعلان دعم الترشيح، معلنة أن الأيام المقبلة ستشهد تزخيما لعملية التشاور. وقالت أن مواقف البعض ما تزال مبهمة وتنتظر بروز معطيات محددة..
وهذا ما جعل المشهد يحمل متغيرات، وإن لم تكن مفاجئة فإنها أرست مساراً رئاسياً مغايراً، فاقترب مرشح الموالاة النائب السابق سليمان فرنجية من الخروج من السباق لصالح شخصية تحدث تحولاً ايجابياً في لبنان، وإن لم يعلن انسحابه في لقائه ليل امس مع «خلية النازحين» في تيار المردة.
واستطرد فرنجية أنّه «حينما طرحت نفسي لرئاسة الجمهورية كان ذلك انطلاقاً من مشروع لحلّ مشكلة البلد»، متابعاً:«حينما سأتراجع عن ترشيحي لرئاسة الجمهورية فإنه لا يمكننا الذهاب إلى جلسة 9 كانون الثاني الرئاسية من دون إسم».
وأكّد أنّه «مُستمر بترشيحي لرئاسة الجمهورية وأنا مُنفتح على أي اسم يتلاءم مع المرحلة».
وأوضح أنّه «طرحنا سلَّة أسماء لرئاسة الجمهورية ولن ندخل بها الآن لكنَّ تركيزنا هو على معايير الرئيس العتيد»، مؤكداً أنّه «نريد رئيساً لديه حيثية»، متابعاً:«نريدُ رئيساً مش على قد الكرسي بل بدنا رئيس على قد الموقع ويعمل على نقل لبنان إلى مرحلة جديدة».
ولم يتأخر اللقاء الديمقراطي، الذي يستعد رئيسه السابق النائب السابق وليد جنبلاط لزيارة دمشق الاحد المقبل من المجاهرة بتأييد انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، من زاوية ضرورة انتخاب الرئيس في جلسة 9 ك2.
وسارعت مصادر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل للردّ على ترشيح اللقاء الديمقراطي بالقول: مش جنبلاط يللي بيرشح عن المسيحيين، هيدا هنري حلو تاني..
وافادت بعض المعلومات أن موقف اللقاء الديموقراطي ستتبعه مواقف مشابهة تباعاً، فالكتلة السنية او اغلب نواب السنة في البرلمان سيدعمون ترشيح قائد الجيش و«التكتل النيابي المستقبل» سبق له وأن أعلن دعمه له. وقالت إن «إعلان الديمقراطي ترشيح عون يأتي بعد عودة جنبلاط من باريس ونقله رسالة إلى بري مفادها أن القوات الدولية تدعم وصول قائد الجيش».
كما تسرّب حسب المعلومات ان اجتماع نواب المعارضة امس في بكفيا رفض تبني ترشيح العماد عون، معتبرين انه من ضمن الاسماء المطروحة لكن لا توافق نهائياً حول ترشيحه او ترشيح غيره. وتسربت معلومات ايضاً مفادها ان نواب المعارضة قد يلجأون الى فرط نصاب الجلسة بعد الدورة الاولى اذا لم تكن الاجواء مناسبة لتوجهاتهم.
لكن معلومات اخرى افادت مساءً، أن «كتلة تجدد» والنواب ميشال الدويهي ومارك ضو ووضاح الصادق وكتلة الكتائب ستنضم الى الكتل المرشحة لقائد الجيش. وأن القوات والثنائي سيلتحقان بترشيح قائد الجيش ولكن في المرحلة المقبلة قبل التاسع من كانون الثاني. ولم يتم التأكد من دقة هذه المعلومات المتضاربة.
والبارز في الحراك الرئاسي امس، لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري بعضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش في حضور الأمين العام لحزب الكتائب اللبنانية سيرج داغر، وبحث معه في المستجدات السياسية لاسيما الإستحقاق الرئاسي وشؤونا تشريعية. بعد اللقاء، قال حنكش نقلنا للرئيس بري رسالة من رئيس حزب الكتائب الشيخ سامي الجميل والحاجة في هذه المرحلة التي نمر بها ونسير فيها بين النقاط بأن نذهب بنفس الوقت الى جلسة نهائية في 9 كانون الثاني لانتخاب رئيس للجمهورية مهما صار.
وأضاف: المطلوب بأن نخرج من هذه الجلسة، ويكون لدينا رئيس للجمهورية على مستوى التحديات التي نمر بها ويكون أيضا لديه برنامج لجمع اللبنانيين ما بعد هذه الإنتخابات.
وبعد إستقباله المرشح الرئاسي النائب نعمت افرام، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، النائب فريد هيكل الخازن الذي اقترح فرنجية اسمه للرئاسة. وبعد اللقاء قال الخازن ان سيد بكركي يدرك تماماً أهمية الاستحقاق الرئاسي بالنسبة للبنان وضرورة إجرائه في موعده المقرر في 9 كانون الثاني، وأن هذا الاستحقاق يجب أن يكون مثمرًا وينتج عنه انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
واضاف الخازن: وضعت البطريرك الراعي في أجواء الاتصالات التي أقوم بها بهدف تقريب وجهات النظر بين الكتل النيابية للوصول إلى توافق حول اسم رئيس للجمهورية. وليس صحيحاً أن الكتل متمسكة بمواقفها بشكل مطلق، فقد لمست في أماكن معينة وعند كتل أساسية نية للتقارب والتفاهم، وهناك استعداد للأخذ والردّ للوصول إلى اتفاق حول اسم الرئيس.
وتابع: أكدت للبطريرك ان سيكون للبنان رئيس جديد في ٩ كانون الثاني المقبل، وكل الكلام عن تأجيل للجلسة أو وجود شروط تعيقها هو كلام غير صحيح.
وحول الحديث عن قائد الجيش جوزيف عون كمرشح محتمل، قال الخازن: هناك إشكالية دستورية تتعلق بانتخابه، إذ يتطلب ذلك تعديلًا للدستور. وظروف انتخاب الرئيس السابق ميشال سليمان كانت مختلفة تماماً.
ويلتقي رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل قبل ظهر اليوم «تكتل الاعتدال الوطني» في بكفيا وذلك في اطار لقاءات التكتل مع القوى السياسية والنيابية.
واعلن عدد من نواب المعارضة (11نائباً) في بيان بعد اجتماعهم في بكفيا: تقارب المعارضة جلسة التاسع من كانون الثاني بجدية مطلقة، وتعتبر أن التعاطي مع الاستحقاق بما يستلزم من إرادة، يجب أن يفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية يكون مقدمة لإنقاذ لبنان شرط الابتعاد عن النهج الذي كان سائداً طوال فترة التعطيل والذهاب إلى اختيار شخصية قادرة على قياس متطلبات المرحلة. ومن هنا يؤكد المجتمعون أن أمام الرئيس المقبل مهمة احترام وتطبيق الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني والقرارات الدولية الضامنة للسيادة، واستعادة علاقات لبنان العربية والدولية ما يعيد الثقة به، وتطبيق كامل لاتفاق وقف إطلاق النار ما يحتّم حصر السلاح بيد القوى الشرعية الدستورية على كامل الأراضي اللبنانية وشمال الليطاني كما جنوبه وهو ما سيحرص المجتمعون على مراقبته عن كثب.
وإعتبر المجتمعون «ان المرحلة المقبلة هي مرحلة بناء لبنان على أسس دستورية متينة تنطلق لحظة انتخاب الرئيس بالالتزام بخارطة طريق واضحة تبدأ بمصالحة اللبنانيين مع بعضهم البعض، والانكباب مع رئيس حكومة وحكومة متجانسة تحصر بيانها الوزاري بمصلحة لبنان وشعبه وتنكب على ورشة إصلاحات بنيوية في الإدارة والاقتصاد بعد سنوات الانهيار التي شهدتها الدولة والمؤسسات، وتلتزم المالي والاقتصادي وإيقاف الفساد».
واستمر اجتماع نواب المعارضة بعد تلاوة البيان، للتعمق في درس الموقف بعد اعلان اللقاء الديموقراطي تأييده ترشيح قائد الجيش.
أردوغان لميقاتي: نراقب ضرورة التزام إسرائيل بوقف النار
إقليمياً، تبلغ الرئيس نجيب ميقاتي وقوف تركيا الى جانب لبنان ضد الاعتداءات الاسرائيلية، وشدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان امام رئيس الحكومة على ضرورة التزام اسرائيل بوقف اطلاق النار، والضغط عليها من اجل الالتزام بوعودها، ونحن سنراقب هذا الامر عن كثب.. مهنئاً الرئيس ميقاتي وعلى ما اسماه بالوقفة القيادية المتينة..
واعتبر الرئيس ميقاتي ان العلاقات الوطيدة ستفتح الابواب للتعاون والمساعدة، مشيراً الى ان العدوان الاسرائيلي على لبنان متواصل عسكرياً من خلال الخروقات اليومية لوقف اطلاق النار.
وعقد الرئيس ميقاتي اجتماعاً ثنائياً بعد ظهر أمس، قبل الاجتماع الموسع الذي شارك فيه الوزراء المعنيون من البلدين.
وكانت اقيمت للرئيس ميقاتي مراسم الاستقبال الرسمية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، ورافقت فرقة الخيالة سيارة رئيس الحكومة حتى الباب الرئيسي للمجمع الرئاسي، حيث كان الرئيس أردوغان في استقباله.
وبعد وصول الرئيسين أردوغان وميقاتي إلى منصة البروتوكول، عزف النشيدان الوطنيان التركي واللبناني وأطلقت المدفعية 21 طلقة، ترحيبا بالرئيس ميقاتي.
وحيّا رئيس الحكومة حرس الشرف، ثم توجه والرئيس أردوغان لالتقاط الصور الرسمية أمام العلمين التركي واللبناني.
وكانت المحطة الاولى في زيارة رئيس الحكومة الى انقرة زيارة ضريح مؤسس الدول التركية الحديثة مصطفى كمال اتاتورك حيث كان في استقباله والوفد اللبناني المدير العام لادارة ضريح اتاتورك ومدير عام المراسم في وزارة الخارجية التركية.
وقد وضع الرئيس ميقاتي اكليلا من الزهر على الضريح.
لجنة الإشراف على وقف النار
وسط هذه التطورات المتسارعة وعلى وقع تمادي الاحتلال بخرق وقف النار من الجنوب الى الضاحية الجنوبية، تعهدت لجنة الاشراف على تطبيق اتقاف وقف اطلاق النار والقرار 1701 بالعمل بانتظام وتنسيق عملها «بشكل وثيق لتحقيق تقدم»، وفقاً للبيان الصادر عن سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل حول الاجتماع.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد توغلت ظهر أمس في وسط بلدة بني حيان لأول مرة مستغلة وقف إطلاق النار وقامت بتهديم جدران بعض المنازل وجدران المسجد وتنفيذ تفجيرات في البلدة، برفقة عدد من دبابات ميركافا. وقام جنود العدو برمي قنابل على منازل في البلدة. كما قاموا بعمليات تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة.
وفجّر الجيش الصهيوني قبل الاجتماع منازل في مناطق الناقورة لليوم الثالث على التوالي، وفي طير حرفا، والجبين وشيحين ويارون في قضاء صور وقد سمع دوي الانفجارات إلى صور. ثم عاد واكمل عمليات التفجير في الناقورة بعد انتهاء اجتماع لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف النار في مقر اليونيفيل رأس الناقورة، ثمقام مساءً بتفجيرعددٍ من المنازل في بلدتي يارون ومارون الراس.
وقال رئيس بلدية الناقورة المهندس عباس عواضة: ان العدو الاسرائيلي يقوم بتدميرٍ ممنهج للبلدة الواقعة على بُعد 3 كلم من الحدود، حيث ارتفعت نسبة الدمار الى 70% منذ سريان الهدنة، مشيرا الى أن نسبة الدمار قبل دخول الهدنة حيّز التنفيذ كان 35% تقريباً.
واستغرب عواضة عدم تحرّك قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) والجهات المعنية ولجنة مراقبة الهدنة، وعدم التدخل لمنع ما تقوم بها القوات الاسرائيلية من تخريبٍ ممنهج للبنى التحتية والمنشآت المدنية في أكثر من بلدة، وتحديدًا الناقورة التي يقع فيها مركز قيادة قوات الطوارئ الدولية.
وكان المستغرب ما اعلنه الجيش الاسرائيلي عن قيام مجموعة من المواطنين الإسرائيليين عبروا الحدود إلى الأراضي اللبنانية، وقاموا بنصب خيام في منطقة مارون الراس، في حادث اعتبره الجيش «خطيرًا» ويجري التحقيق فيه حاليًا.
وبحسب الصور التي تم نشرها والشعارات التي رُفعت، ظهر أفراد المجموعة وهم يحملون لافتات مكتوب عليها باللغة العبرية «لبنان لنا!»، يتوسطها علم إسرائيل وإلى جانبه صورة شجرة الأرز اللبنانية.
"البناء":
أعلنت وسائل إعلام كيان الاحتلال عن حال استنفار جوي شرقاً وجنوباً تحسباً لطائرات مسيرة وصواريخ يمينة، بينما قالت مصادر يمنية إن عمليات مشتركة بين اليمن والمقاومة العراقية نحو عمق الكيان وميناء إيلات في طريق الإنجاز، بعدما تناقلت وسائل الإعلام اليمنية والعالمية أنباء عن استهداف يمني بالصواريخ والطائرات المسيّرة لحاملات الطائرات والسفن الحربية الأميركية في البحر الأحمر.
في جنوب لبنان توسّعت رقعة ونوعية الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، فسجلت عمليات تفجير في عدد من القرى الحدودية طالت منازل ومساجد، بينما توسعت قوات الاحتلال نحو بلدة بني حيان التي لم تدخلها خلال الحرب، وكانت ذروة التصعيد في الانتهاكات للسيادة اللبنانية دخول مستوطنين من المتطرفين الدينيين للمرة الأولى الى الجنوب اللبناني، عندما اصطحب عدد من هؤلاء خيامهم وجاؤوا لنصبها في بلدة مارون الراس، وقد حدث كل ذلك بينما لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار تجتمع في الناقورة، دون أن يخرج عنها موقف، بحيث بدا أن لبنان عندما تتريث المقاومة بالرد منزوع السيادة كامل العجز، لا حول ولا قوة، ليصبح السؤال برسم كل الذين لم يتوقفوا عن الحديث عن جدوى الرهان على المعادلات الدولية في حماية لبنان.
في الملف الرئاسي أعلن اللقاء الديمقراطي برئاسة النائب تيمور جنبلاط تأييد ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، وجاء أول رد فعل اعتراضاً من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بأن يقوم غير المسيحيين بترشيح رئيس الجمهورية المسيحي، فيما أعلن الوزير السابق سليمان فرنجية أنه لا يزال مرشحاً للرئاسة وأنه منفتح على النقاش حول مرشح يلبي المواصفات المطلوبة للموقع.
الحراك السياسي على قدم وساق بين القوى السياسية حول الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس الجمهورية، والتي يريدها رئيس مجلس النواب نبيه بري جدّية ونهائيّة، علماً أن إجازة الأعياد التي تبدأ الأسبوع المقبل ستستمرّ حتى أسبوع الجلسة المفترضة وقد تتجمّد معها المشاورات السياسية الجدية.
وأمس، أعلن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أننا طرحنا سلَّة أسماء لرئاسة الجمهورية ولن ندخل بها الآن لكنَّ تركيزنا هو على معايير الرئيس العتيد. وأوضح باننا «نريدُ رئيساً «مش على قد الكرسي بل بدنا رئيس على قد الموقع» ويعمل على نقل لبنان إلى مرحلة جديدة». وقال: «أنا مُستمرّ بترشيحي لرئاسة الجمهورية وأنا مُنفتح على أي اسم يتلاءم مع المرحلة، لن أختلف مع أصدقائي وليست لدينا «رفاهية الاختلاف» خصوصاً في هذه المرحلة حتى وإن لم نلتقِ على اسم للرئاسة، ونحن نريد بناء الدولة ونحتاجُ إلى رجل مؤسساتي»، داعياً جعجع كما الجميع للمشاركة في جلسة 9 كانون الثاني وانتخاب رئيس قادر على الحكم وإدارة المؤسسات، مضيفاً: نحتاج إلى شخص بحجم الشهيد رفيق الحريري في الطائفة المارونية فمستقبل لبنان «بالدقّ». وأردف فرنجية: «نتمنى لسورية التوفيق والازدهار والخير، ونأمل أن تبقى موحدة وعربيّة ولجميع أبنائها كما نتمنى أن تبقى بوابة الشرق للبنان».
ولفت فرنجيّة في العشاء التكريمي لخلية أزمة النازحين في تيار المردة، إلى أن الحرب الإسرائيلية التي شهدها لبنان مؤخراً «وسخة جداً» وهجّرت الكثير من اللبنانيين.
وأعلنت كتلة «اللقاء الديمقراطيّ»، عن تأييدها انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهوريّة في جلسة التاسع من كانون الثاني المُزمع عقدها لانتخاب رئيس. وشدّد البيان الذي تمّت تلاوته بعد الاجتماع على تأكيد الكتلة بضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 27 تشرين الثاني الماضي وتطبيق القرار الدولي 1701 وسائر القرارات الدولية واتفاق الطائف خصوصًا في ما يتعلق باتفاقية الهدنة. وأكدّت الكتلة ضرورة وضع الخطط اللازمة للمباشرة في إعادة إعمار الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع. وجرى التذكّير بمؤتمر باريس الذي دعا إليه الرئيس إيمانويل ماكرون والذي أقرّ مساعدات بقيمة مليار يورو للبنان وللجيش اللبناني نظراً لأهمية دعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية.
أفادت المعلومات بأن «الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط طلب مسبقاً حضور اجتماع الكتلة خصيصاً لإعلان تبني ترشيح قائد الجيش للرئاسة»، لافتةً الى أن «إعلان الديمقراطي ترشيح عون يأتي بعد عودة جنبلاط من باريس ونقله رسالة إلى الرئيس بري مفادها أن القوات الدولية تدعم وصول قائد الجيش».
وذكرت مصادر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بأنه «مش الوزير السابق وليد جنبلاط يلّي بيرشّح عن المسيحيين هيدا هنري حلو تاني».
وكشفت المعلومات، أن «موقف التقدمي ستتبعه مواقف مشابهة تباعاً فالكتلة السنية في البرلمان ستعلن دعمها لقائد الجيش، علماً أنه سبق للتكتل النيابي المستقل أن أعلن دعمه له، على ان تنضم كتلة تجدد وكتلة الكتائب الى الكتل المرشحة لقائد الجيش».
واستقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، النائب فريد هيكل الخازن الذي اقترح فرنجية اسمه للرئاسة. وبعد اللقاء قال الخازن «هذا الاستحقاق يجب أن يكون مثمرًا وينتج عنه انتخاب رئيس جديد للجمهورية». وقال الخازن «وضعت البطريــرك الراعــي في أجواء الاتصالات التي أقوم بها بهدف تقريب وجهات النظر بين الكتل النيابية للوصول إلى توافق حول اسم رئيس للجمهورية. وليس صحيحًا أن الكتل متمسكة بمواقفها بشكل مطلق، فقد لمست في أماكن معينة وعند كتل أساسيّة نية للتقارب والتفاهم، وهناك استعداد للأخذ والردّ للوصول إلى اتفاق حول اسم الرئيس». وأضاف «أكدت للبطريرك أن سيكون للبنان رئيس جديد في 9 كانون الثاني المقبل، وكل الكلام عن تأجيل للجلسة أو وجود شروط تعيقها هو كلام غير صحيح».
وأكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ميشال موسى أن «برّي لا يضع فيتو على أيّ مرشّح للرئاسة»، وبالنسبة إلى قبول رئيس المجلس دعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون، قال «إنّ الموضوع الأهم هو تلبية حاجات البلد في المرحلة المقبلة نتيجة تراكم الأزمات والتغيرات في المنطقة وهذا الأمر يتقدّم على أهمية الأسماء». وأوضح في حديث إذاعي، أنّ «حزب الله لم يبلّغ الرئيس بري موقفه من الخيارات الرئاسية بعد»، مشدداً في الوقت عينه على أنّ «التواصل بين الأفرقاء حثيث من أجل الوصول إلى الهدف المنشود، وهناك متّسع من الوقت لبلورة الأمور لا سيما أنّ في لبنان كل شيء يحصل في ربع الساعة الأخير».
وجدّد رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، بعد الاجتماع المُوسّع الذي جمعه بين الرئيس التركيّ رجب طيب أردوغان في العاصمة التركيّة أنقرة، أن «الخروق اليومية التي يقوم بها العدو الإسرائيلي مخالفة لاتفاق وقف إطلاق النار»، وقال: «إن دعمكم أساسي بتعجيل وقف العدوان والانصراف الى ترميم المجتمعات المتضرّرة». وخلال المؤتمر الصحافيّ الذي عُقد بعد الاجتماع، قال ميقاتي: «العدوان الإسرائيلي ما زال متواصلًا عسكريًّا بشكلٍ مباشر من خلال الخروق اليومية لورقة الالتزامات الخاصة بوقف إطلاق النار».
وأضاف ميقاتي: «لقد بتنا اليوم أيضًا نعوّل على الدور الذي تتمتعون به والحضور الفاعل لتركيا في المنطقة والعالم، خصوصاً في ما يحفل به محيطنا الجغرافي من تغييرات سياسية جذرية خاصة في سورية التي تشهد احتلالًا لجزء من أرضها ويجب الضغط بقوة لإنهائه فورًا».
وأكدّ أردوغان من جهته أن «»إسرائيل» تجر المنطقة إلى الهاوية بمهاجمتها لبنان وغزة وسنقف أمام أي محاولات لزعزعة الاستقرار في لبنان». وأشار الى أن «تركيا ولبنان اتفقا على العمل معاً في سورية». وتابع: «أي دولة تؤمن انه بزيادة القتل تستطيع تحقيق أمنها فهي تقع في خطأ فادح. «إسرائيل» لا تريد ان تفهم هذه الحقيقة. تركيا ستبقى الى جانب لبنان ضد اعتداءات «إسرائيل» من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، ونؤكد ضرورة وقف إطلاق النار والتزام «إسرائيل» بهذه الاتفاقية، ومن الضروري الضغط على «إسرائيل» من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من أجل الالتزام بوعودها ونحن سنراقب هذا الأمر عن كثب».
وأكمل «هناك اتفاقيات عديدة للتعاون بين البلدين ونحن خلال هذا اللقاء قمنا ببحث ما يمكن اتخاذ خطوات أكثر لزيادة التعاون وتعميق العلاقات التركية اللبنانية. سنقف أمام أي محاولات تصبو إلى زعزعة الإستقرار في لبنان وسنستمر في متابعة الأوضاع عن قرب». وأشار «بحثنا التطورات في سورية ونؤكد أنه تمّ البدء بمرحلة جديدة ونتفق على ضرورة استقرار سورية، وهذا الأمر يعني استقرار المنطقة».
واستقبل رئيس حكومة قبيل توجهه الى تركيا، سفير قطر في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني في السرايا وعرض معه الأوضاع والمستجدات المحلية والإقليمية كافة. كما استقبل عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور وعرض معه الأوضاع والتطورات الراهنة.
وأكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بعد لقائه المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة ايمي بوب «هناك فرصة حقيقية للبدء بعملية إعادة النازحين السوريين من خلال برامج نموذجية وبتمويل دولي».
وعلى وقع الخروق الإسرائيلية المستمرة لاتفاق وقف النار، عقد اجتماع لجنة مراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في رأس الناقورة. وأشار بيان مشترك صادر عن سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في لبنان وعن اليونيفيل حول التنسيق لدعم القرار 1701، إلى أنه اجتمعت الولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل والجيش اللبناني وقوات الجيش الإسرائيلية مرة أخرى في 18 كانون الأول في الناقورة. استضافت قوات اليونيفيل الاجتماع الذي انعقد برئاسة الولايات المتحدة، بمساعدة فرنسا، وبمشاركة الجيش اللبناني وقوات الجيش الإسرائيلي. سوف تجتمع لجنة الإشراف بهذه الطريقة بانتظام وستنسّق عملها بشكل وثيق لتحقيق التقدّم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701.
وفي الميدان، أفيد عن تقدم آليات للجيش الإسرائيلي داخل بلدة بني حيان في الجنوب مع تمشيط بالأسلحة الرشاشة، توازياً مع عمليات تفجير لمنازل قامت بها القوات الإسرائيلية في منطقة طير حرفا، الجبين وشيحين في قضاء صور. وقد سُمِع دويُّ الانفجارات إلى صور، فيما يستمرّ جيش العدو الإسرائيلي بتفجير المنازل التي يحتلها في القرى الحدودية ويمعن في هدمها كلياً. ولليوم الثالث على التوالي تستمرّ الجرافات الإسرائيليّة بهدم أحياء في بلدة الناقورة جنوب صور.
وأشار رئيس بلدية الناقورة عباس عواضة إلى أن: «الجيش الاسرائيلي يقوم بتدميرٍ ممنهج للبلدة الواقعة على بُعد 3 كلم من الحدود، حيث ارتفعت نسبة الدمار إلى 70% منذ سريان الهدنة، في حين أن نسبة الدمار قبل دخول الهدنة حيّز التنفيذ كان 35% تقريباً».
في مسألة نصب الخيام، أكد الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أن «التحقيق جارٍ لمعرفة ملابسات الحادث ودوافع «المواطنين» الذين عبروا الحدود»، إلاّ أنّه لم يذكر ما إذا كان هذا الأمر قد حدث بالفعل اليوم، أو أنّ الجيش يتحدّث عن حدث مماثل حصل قبل أيام.
من جهتها، أفادت إذاعة جيش العدو الإسرائيلي بأنّ نشطاء في حركة تُسمى «استيقظي يا شمال»، تجاوزوا بالفعل الخط الأزرق بعدة أمتار في منطقة مارون الراس، وبعدما تمّ رصدهم من قبل قوات جيش العدو، جرى إبعادهم من الموقع. وفي تعليق على الحادثة، قال المتحدث باسم جيـش العدو الإسرائيلي: «هذه حادثة خطيرة تخضع للتحقيق. أي محاولة للاقتراب أو عبور الحدود إلى الأراضي اللبنانية دون تنسيق تشكل خطرًا على الحياة وتضرّ بقدرة الجيش على العمل في المنطقة وتنفيذ المهمة».
وأشار إلى أنّه «خلال الأسابيع الأخيرة، تم تنفيذ عدة إجراءات لإغلاق المعابر في السياج، بالإضافة إلى تشديد التعليمات المتعلقة بالوصول إلى منطقة الحدود أمام القوات».
"الشرق":
الحركة على الضفة الرئاسية لا تهدأ. عشية جلسة 9 كانون الثاني، المفتوحة على على السيناريوهات كلّها، من الاكثر ايجابية الى الاكثر سلبية، الاتصالاتُ تتكثف بين القوى السياسية قاطبة، وهي عابرة للاصطفافات التقليدية في محاولة لتأمين اتفاق على اسم مرشح يحصد الـ86 في الدورة الأولى او الـ65 صوتا في الدورة الثانية.
رئيس في 9
الصرح البطريركي لولب الدينامية الرئاسية، وغداة استقباله المرشح الرئاسي النائب نعمة افرام، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، النائب فريد هيكل الخازن الذي اقترح الوزير السابق سليمان فرنجية اسمه للرئاسة. وحول الحديث عن قائد الجيش جوزيف عون كمرشح محتمل، قال الخازن: “هناك إشكالية دستورية تتعلق بانتخابه، إذ يتطلب ذلك تعديلًا للدستور. وظروف انتخاب الرئيس السابق ميشال سليمان كانت مختلفة تمامًا”.
لتطبيق “الطائف”
وفي وقت أمل الراعي امام وفد من سيدة الجبل “انتخاب رئيس للجمهورية في 9 كانون الثاني ليتم بدء ورشة الإعمار وتطبيق الدستور والطائف، وعندها يصبح من الممكن أن نبدأ ببناء لبنان الجديد”، استقبل أيضا عضو تكتل لبنان القوي النائب جورج عطاالله موفدا من رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لاطلاعه على أجواء الاتصالات التي يقوم بها “التيار” من أجل بلورة توافق في جلسة التاسع من كانون الثاني.
رسالة كتائبية
رئاسيا ايضا، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش في حضور الأمين العام لحزب الكتائب اللبنانية سيرج داغر، وبحث معه في المستجدات السياسية لاسيما الإستحقاق الرئاسي وشؤونا تشريعية. بعد اللقاء، قال حنكش “نقلنا للرئيس بري رسالة من رئيس حزب الكتائب الشيخ سامي الجميل والحاجة في هذه المرحلة التي نمر بها ونسير فيها بين النقاط بأن نذهب بنفس الوقت الى جلسة نهائية في 9 كانون الثاني لانتخاب رئيس للجمهورية مهما صار”. وأضاف “المطلوب بأن نخرج من هذه الجلسة، ويكون لدينا رئيس للجمهورية على مستوى التحديات التي نمر بها ويكون أيضا لديه برنامج لجمع اللبنانيين ما بعد هذه الإنتخابات”.
لا فيتو
في المواقف ايضا، أكد عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ميشال موسى أن “بري لا يضع فيتو على أي مرشّح للرئاسة”، وبالنسبة إلى قبول رئيس المجلس دعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون، قال “إنّ الموضوع الأهم هو تلبية حاجات البلد في المرحلة المقبلة نتيجة تراكم الأزمات والتغيرات في المنطقة وهذا الأمر يتقدّم على أهمية الأسماء”. وأوضح في حديث اذاعي، أنّ “حزب الله لم يبلّغ الرئيس بري موقفه من الخيارات الرئاسية بعد”، مشددا في الوقت عينه على أنّ “التواصل بين الأفرقاء حثيث من أجل الوصول الى الهدف المنشود، وهناك متّسع من الوقت لبلورة الأمور لا سيما وأن في لبنان كل شيء يحصل في الربع الساعة الأخير”.
لجنة المراقبة
في السياق، وعلى وقع الخروقات الاسرائيلية المستمرة لاتفاق وقف النار، عقد امس اجتماع لجنة مراقبة تطبيق إتفاق وقف إطلاق النار في رأس الناقورة. في الميدان، فجرت القوات الاسرائيلية منازل في منطقة طير حرفا، الجبين وشيحين في قضاء صور وقد سمع دوي الانفجارات إلى صور، فيما يستمر الجيش الإسرائيلي بتفجير المنازل الذي يحتلها في القرى الحدودية ويمعن في هدمها كليا. كما استمرت الجرافات الاسرائيلية لليوم الثالث بهدم احياء في بلدة الناقورة جنوب صور. الى ذلك، كشف الجيش الإسرائيلي عن عبور مواطنين إسرائيليين الحدود إلى لبنان، لافتا إلى أنهم “نصبوا خياماً في منطقة مارون الراس والتحقيق جار في هذا الحادث الخطير”.
«اللقاء الديموقراطي» أيّد انتخاب
قائد الجيش رئيساً للجمهورية
الشرق – عقدت كتلة «اللقاء الديمقراطي» اجتماعها في حضور الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط وناقشت فيه الأوضاع العامة في لبنان والتطورات الإقليمية. وأكدت الكتلة في بيان، «ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 27 تشرين الثاني الماضي وتطبيق القرار الدولي 1701 وسائر القرارات الدولية واتفاق الطائف، خصوصا في ما يتعلق باتفاقية الهدنة». واستنكرت «استمرار الخروق الإسرائيلية لقرار وقف إطلاق النار»، داعية «اللجنة المشرفة على تطبيقه إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف اسرائيل لانتهاكاتها»، مؤكدة «ضرورة وضع الخطط اللازمة للمباشرة في إعادة إعمار الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع».
وذكرت بـ «مؤتمر باريس الذي دعا إليه الرئيس إيمانويل ماكرون وكان أقر مساعدات بقيمة مليار يورو للبنان وللجيش اللبناني، نظرا إلى أهمية دعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية»، مؤكدة «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 9 كانون الثاني المقبل»، معلنة «تأييدها انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية».
"الانباء":
خرقت كتلة اللقاء الديمقراطي التردّد والضبابية السائدة على خط الاستحقاق الرئاسي، إيذاناً ببدء العدّ العكسي للجلسة المرتقبة في التاسع من كانون الثاني المقبل. فشددت على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، معلنة تأييدها لانتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية، دافعة باتجاه التوافق على إسمه ومن دون تغييب أي مكوّن وخاصة المسيحي.
تأتي هذه الخطوة للقاء الديمقراطي لترفع منسوب التفاؤل باقتراب الاتفاق عا إسم قادر على قيادة المرحلة. كما تشكل دعوة لباقي القوى السياسية للتعامل بجدية مع الجلسة المقبلة، والاعلان عن مواقفها بصراحة ووضوح، فالبلد لا يحمل ترف الوقت للدخول بمزيد من المناورات ومحاولات شراء الوقت.
قرار "اللقاء الديمقراطي" اتُخذ خلال اجتماع برئاسة النائب تيمور جنبلاط، وحضور الرئيس وليد جنبلاط، القادم منذ أيام من باريس حيث التقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ويقود حراكاً سياسياً واسعاً للإفراج عن الاستحقاق الرئاسي، والاستفادة من الفرصة السانحة اليوم لإحداث هذا الخرق.
علّقت مصادر سياسية على موقف "اللقاء الديمقراطي" عبر الأنباء الالكترونية، معتبرة أنه سبّاق على بعد أيام من جلسة يصفها الجميع بالحاسمة والمثمرة، في حين أن غالبية القوى لا تزال تتمترس في مواقعها، وسط تردّد واضح لدى الكتل الكبرى من إعلان موقف واضح، متجنبة الغوص في الأسماء.
وتشير المصادر الى أن العقد لا تزال قائمة، لكنها قابلة للحل من خلال فتح قنوات تواصل، وإن كان بعضها قائم بين كتل أساسية، وزيارة الوفد الكتائبي الى عين التينة، أمس، خير دليل على ذلك.
لكن المصادر شددت على ضرورة توسيع دائرة الاتصالات، وتعزيز قنوات التواصل مع الثنائي الشيعي كما القوى المسيحية.
تمايز فرنجية والانسحاب المعلّق
في هذه الأثناء، أعلن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية استمراره بالترشّح، ولكن من دون إقفال الباب على الخيارات الأخرى، ومنها الانسحاب من المعركة.
واعتبرت مصادر سياسية عبر جريدة الأنباء الالكترونية أن فرنجية ألمح بشكل واضح الى استعداده للانسحاب من السباق الرئاسي وإن لم يعلن ذلك رسمياً، بانتظار مزيد من التنسيق والنقاش مع حلفائه في حزب الله وحركة أمل.
لكن المصادر أشارت الى أن فرنجية على استعداد لدعم ترشيح قائد الجيش، لافتة الى ما أظهره في إطلالته أمس من تمايز عن حلفائه عندما حرّر نفسه في كلامه من أي إسم لا يجد فيه المواصفات المطلوبة ليكون رجل هذه المرحلة.
دعم الكتل لقائد الجيش
وبعدما شكّل إعلان كتلة اللقاء الديمقراطي دفعاً كبيراً للكتل السياسية الأخرى، كشفت مصادر سياسية عبر الأنباء الالكترونية، أن العديد من الكتل والنواب سيحذون حذو كليمنصو بإعلان دعم ترشيح قائد الجيش.
وأشارت المصادر الى أن أجواء اللجنة الخماسية ليست ببعيدة عن هذا الخيار أيضاً.
اجتماع للمراقبين على وقع الخروقات
على صعيد آخر، وفيما استمرت الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار توغّلاً وقصفاً وتدميراً، عُقد أمس الأربعاء اجتماع لجنة الرقابة لتطبيق القرار 1701 برئاسة الجنرال الأميركي كاسبر جيفرز وضباط يمثلون فرنسا والجيشين اللبناني والإسرائيلي، فضلا عن القوة الدولية "اليونيفيل".
وفيما أشارت مصادر مواكبة عبر جريدة الأنباء الالكترونية الى ان هذا الاجتماع العملي يُعتبَر الأول، نظراً لكون اللقاء الأول كان للتعارف بين أعضاء اللجنة. كشفت المصادر أن التركيز في الاجتماع من الجانب اللبناني كما "اليونيفيل" كان على الانتهاكات الإسرائيلية لقرار وقف إطلاق النار، وفي أكثر من منطقة بما فيها الخروقات الجوية اليومية للعاصمة بيروت وغيرها من المناطق.
وكانت أفادت معلومات أن هذه الخروقات حضرت أيضاً في اتصال بين الرئيس نبيه بري والموفد الأميركي آموس هوكشتاين.
أردوغان يؤكد دعم لبنان
وفي زيارة تحمل الكثير من الدلالات، لا سيما بعد التطورات السورية، إستقبل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مستهل زيارة دولة استمرت لساعات، على رأس وفد وزاري كبير.
وشدد اردوغان على دعم لبنان ووقوف تركيا في مواجهة أي محاولة لزعزعة أمن واستقرار لبنان، مؤكداً ضرورة وقوف تركيا ولبنان إلى جانب سوريا من أجل نهضتها.
تحية من السويداء للقاء بيروت
في الحدث السوري، ترك اللقاء الدرزي الجامع الذي عُقد في دار طائفة الموحدين الدروز في فردان، ترحيباً كبيراً في جبل العرب، حيث علّق الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في سوريا الشيخ حكمت الهجري بالقول: "نعلم أنه كعنوان توحيدي أينما كان اللقاء ينعقد للمصلحة التوحيدية وما نريده من تلك اللقاءات دعم موقف السويداء. ونوجه التحية للذين اجتمعوا وذلك لاهتمامهم وحمل همومنا".
وفي خطوة لافتة، تحمل الكثير من المعاني حول وحدة سورية دولة وشعباً، قام العقيد رياض الأسعد مؤسس الجيش السوري الحر بجولة في مدينة السويداء، حيث زار مضافة المرحوم الشيخ أبو فهد وحيد البلعوس ومنزل والد الملازم أول خلدون زين الدين (قائد كتيبة سلطان الأطرش وأول منشق عن الجيش من السويداء). كما زار الشيخ حكمت الهجري. هذا وسُجلت زيارة لافتة أيضاً للوفد الوزاري السوري الى منطقة السويداء.
"الشرق الاوسط":
لا تزال قضية المقاتلين المفقودين خلال الحرب الإسرائيلية تربك «حزب الله» وتؤرق عائلاتهم التي تنتظر سماع أي خبر عن أبنائهم أو الحصول على رفاتهم لدفنه؛ إذ، وبعد مرور نحو 3 أسابيع على بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، لا يزال مصير أكثر من ألف مقاتل مجهولاً، بعدما فُقد الاتصال بهم ولم يُعثر على جثثهم حتى الساعة، وبالتالي لم يجرِ التأكد مما إذا كانوا قتلوا في المعركة، أم أسر الجيش الإسرائيلي عدداً منهم.
أسرى «حزب الله»
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن عن أسره مقاتلين من «حزب الله» من دون أن يحدد عددهم، فيما يشير بعض المعلومات إلى أنهم نحو 10 عناصر، ونشرت القوات الإسرائيلية مقاطع فيديو لاثنين منهم وهما يخضعان للتحقيق.
وكان الحزب قد أقرّ، على لسان المسؤول الإعلامي السابق محمد عفيف، بوجود أسرى لدى إسرائيل، فيما يتجنب مسؤولوه، منذ اتفاق وقف إطلاق النار، الحديث كثيراً عن هذه القضية، ويكتفون بالتأكيد على متابعتها، مذكرين بمقولة الأمين العام السابق لـ«الحزب»، حسن نصر الله، بأنه «لن نترك أسرانا في السجون».
وتشير المعلومات إلى أن «الحزب» كان قد وضع قضية الأسرى في الملاحظات على مسودة الاتفاق التي جرى بحثها قبل الموافقة النهائية عليه، لكن لم يؤخذ بها وتلقى وعوداً بأن تُبحث لاحقاً، فيما يلفت البعض إلى أن تحريرهم قد يكون مرتبطاً بأي حل يجري العمل عليه بشأن غزة.
مئات المقاتلين مجهولي المصير... بين «السعيد» و«مفقود الأثر»
ولم يعلن «حزب الله» حتى الساعة عن عدد عناصره الذين سقطوا خلال 66 يوماً من الحرب مع إسرائيل، بعدما كان قد توقف عن النعي في نهاية شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، وكان العدد قد وصل حينها إلى 450 قتيلاً منذ بدء حرب الإسناد في 8 أكتوبر (تشرين الثاني) 2023. وفيما تشير التقديرات إلى أن عدد قتلى «الحزب» وصل حتى نهاية الحرب إلى أكثر من 3 آلاف شخص، فإن مصادر مطلعة تقول لـ«الشرق الأوسط» إن هناك ما بين 1000 و1500 مقاتل مجهول المصير، بعدما فقد الاتصال بهم.
من هنا عمد «حزب الله» إلى إبلاغ عائلات هؤلاء بفقدان الاتصال بهم، كل وفق حالته والمنطقة التي كان فيها، وذلك قبل أيام من سريان اتفاق وقف إطلاق النار أو قبل ذلك بأسابيع، على أن يحدَّد مصيرهم في الفترة المقبلة بناء على عمليات البحث ورفع الأنقاض التي تجري منذ توقف الحرب.
ومن عثر على جثمانه خلال الحرب أو بعد توقفها، أُبلغت عائلته بأنه «شهيد سعيد» وفق التوصيف الذي يعتمده «الحزب» لنعي المقاتلين، ومعظمهم سلّمت جثامينهم وأقيمت مراسم الدفن لهم، فيما أُبلغ عدد آخر من العائلات بأن أبناءهم باتوا «مفقودي الأثر»، أي إنهم لم يعثروا على أثر لهم، أو بات من المؤكد أنه من الصعوبة العثور على جثامينهم نتيجة التفجيرات التي طالت المنازل والقرى وحالت دون القدرة على البحث عنها بين الأنقاض.
وهذا ما تشير إليه فاطمة التي انتظرت زوجها 60 يوماً على أمل اللقاء به مجدداً، لكنها أُبلغت من قبل «حزب الله» قبل يومين بأنه «شهيد مفقود الأثر»، فيما لا تزال أم حسين، والدة أحد المقاتلين، تنتظر أي خبر عن ابنها الذي فقد الاتصال به منذ شهر و3 أيام، بينما كانت سيدة ثانية «محظوظة» بأنها تمكنت من تسلّم جثة شقيقها بعدما فُقد الاتصال به قبل 4 أسابيع، وتقول: «نعلم أنه استشهد أفضل بكثير من أن نبقى ننتظر من دون أن نعرف مصيره».
من جهتها، تنتظر زينب أي خبر يطمئن قلبها على أخيها، وتقول: «آخر مرة اتصل بنا كانت قبل 75 يوماً، ومنذ ذلك الحين لم نعرف شيئاً عنه، يقولون لنا إنه كان موجوداً في مكان دقيق ومن الصعب الوصول إليه في المرحلة الحالية، في انتظار أن ينسحب الجيش الإسرائيلي حتى يجري البحث عنه وعن عدد من رفاقه»، ورغم ذلك، فإن زينب لا تزال تتمسك بأمل عودة أخيها، وتقول: «لم نفقد الأمل، وننتظر عودته إلينا بخير وسلامة، وإذا كان من الشهداء السعداء فسنكون أيضاً فرحين؛ لأنه يكون قد وصل إلى غايته».
لكن الأمل الذي تعيش عليه زينب، فقدته سلمى، عندما اكتشفت أن والدها قتل، وتقول: «رغم أننا فقدنا الاتصال به قبل توقف الحرب بنحو 3 أسابيع، فإن من نتواصل معهم في (الحزب) كانوا يؤكدون لنا أنه بخير، وأن الاتصالات مقطوعة حيث هو موجود، إلى أن بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار واكتشفنا أنه استشهد، وكانت صدمة بالنسبة إلينا».
في انتظار الانسحاب الإسرائيلي من القرى الحدودية
وتنتظر مئات العائلات انسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى التي دخل إليها لتعرف مصير أبنائها، مع وعود انسحابه خلال الـ60 يوماً، وفق ما ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وكي ينتشر فيها الجيش اللبناني.
وهو ما يحدث على سبيل المثال في بلدات الخيام والعديسة والطيبة، بحيث يمنع «حزب الله» من دخولها، ويبقى التعويل في مهمة البحث عن القتلى على الصليب الأحمر والجيش اللبناني. وفي هذا الإطار، تقول مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» عند دخول الجيش إلى القرى وخلال فتح الطرقات وتفجير الذخائر غير المنفجرة، إذا ما عُثر على جثث، فإنها تُسلَّم إلى الصليب الأحمر الذي يسلمها بدوره إلى «حزب الله» ليفحص الحمض النووي ويبلغ العائلات بمصير أبنائها.
أزمة وارتباك داخل «حزب الله» وإعلامه
وتؤكد مصادر محلية في الجنوب لـ«الشرق الأوسط» أن قضية الأسرى والمفقودين تشكل أزمة بالنسبة إلى «حزب الله» أمام عائلات المقاتلين بشكل خاص وبيئته بشكل عام، مشيرة إلى بروز حالات احتجاج واعتراضات واتهامات لمسؤولي «الحزب» بسبب ما يعدّونه تقصيراً في قضيتَي المفقودين والأسرى على حد سواء.
ويبدو واضحاً أن إعلام «حزب الله» يعاني بدوره من ارتباك في مقاربة القضية، وهو ما يظهر من المعلومات المتناقضة التي يبثها، بحيث أعلن مثلاً يوم الثلاثاء في مقدمة نشرة الأخبار المسائية، عن أنه «بدأ رفع أجساد الشهداء من تحت أنقاض العديسة الجنوبية، على أن يتمدد إلى الطيبة وما بعدها»، قبل أن يعود وينقل عن مراسله بعد نحو ساعتين أن «الجيش اللبناني لم يدخل العديسة ولم يتم سحب أي شهيد، كما أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء مشابه في بلدة الطيبة»، مشيراً إلى أن «الاتصالات مع قوات الـ(يونيفيل) في هذا الإطار لم تنجح حتى الآن».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا