إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 20 ديسمبر 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Dec 20 24|08:52AM :نشر بتاريخ

"النهار":

مع أن التطورات المتصلة بمسار العدّ العكسي لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 9 كانون الثاني المقبل شهدت مفاجأة وازنة عبر مسارعة كتلة “اللقاء الديموقراطي” إلى إعلانها تأييد ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون، بدا غداة هذه الخطوة أن غيوم الاحتمالات التي تحوط السباق إلى الرئاسة قد تكثفت ولم تتبدد بقدر ما توقعت أوساط عدة تنظر إلى الترشيح الجنبلاطي لعون من منظار اعتباره علامة متقدمة للغاية حيال ارتفاع مطرد لأسهم قائد الجيش. ذلك أنهرغم الرجحان الواضح لكفة العماد عون في الطريق إلى جلسة 9 كانون الثاني تكشف المعطيات التي أعقبت مبادرة الكتلة الجنبلاطية أن موقفي تكتلين وازنين لا بد من مرور أي مرشح من خلالهما إيجاباً لضمان انتخابه رئيساً للجمهورية لا يزالان قيد التريث وطي البحث الذاتي والحسابات المتصلة بأي ترشيح سيتبناه أي منهما. والتكتلان هما أولاً، تحالف قوى المعارضة التي لم تتخذ موقفاً حاسماً في اجتماعها الأخير في بكفيا، فيما علمت “النهار” أن عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة الجديدة لن توقف المشاورات الكثيفة بين هذه القوى ونوابها ويفترض توقع لقاءات على جانب من الأهمية بين بعض أركانها من غير المستبعد أن تفضي إلى بلورة متقدمة للموقف الذي ستتبناه وهذه المرة بتسمية المرشح أو المرشحين الذين ستدعمهم المعارضة. وبهذه المعطيات يثبت أن أي تنسيق لم يحصل مسبقاً بين المعارضة والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أو كتلة “اللقاء الديموقراطي” حول مبادرة الأخير لتسمية العماد جوزف عون التي جاءت بقرار اشتراكي خاص عقب عودة رئيسه النائب تيمور جنبلاط ووالده من لقائهما مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس. كما حرّك مجدداً احتمال حصول لقاء بين جنبلاط ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في فترة ما قبل جلسة 9 كانون الثاني. ولم يتطرق جعجع في كلمته مساء أمس في الاحتفال الميلادي في معراب إلى الاستحقاق الرئاسي مباشرة بل اكتفى بالإشارة إلى أن “لدينا متغيرين نعايد معهما هذه السنة، ففي لبنان أولاً فتحت كل الطرق لبناء الدولة الفعلية، والثاني أنه كان لدينا شرّ كبير هو نظام الاسد الذي سقط” . وجدّد دعوته إلى اللبنانيين في بلدان الانتشار للعودة الى لبنان.

أما التكتل الثاني، فهو الثنائي الشيعي الذي لم يوافق بعد عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري على تبني ترشيح قائد الجيش وشكل إثارة بري لموضوع التعديل الدستوري الذي يحتاج إليه ترشيحه وانتخابه مؤشراً واضحاً إلى أن الأمر يستلزم مساومات لم تحصل بعد أو لم تبلغ بعد خواتيمها. وفي هذا السياق أعلن أمس نائب رئيس المجلس السياسي في “حزب الله” محمود قماطي، تمسك الحزب بدعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية اللبنانية، مشيرًا إلى أن “هذا الموقف ثابت طالما ظل فرنجية مرشحًا لهذا المنصب”. وأضاف قماطي أن “حزب الله” لم يتلق أي إشعار بانسحاب فرنجية من السباق الرئاسي”، موضحًا أن “موقف الحزب في دعمه لهذا الترشيح لن يتغير”.
وفي ظل هذه الضبابية يرجح الا تظهر معطيات حاسمة قبل بدء السنة الجديدة إذ سيشكل الأسبوع الأخير قبل 9 كانون الثاني المسافة الحاسمة الحقيقية لبت مصير الانتخاب والمرشحين والأسماء سواء تم التوافق العريض على إسم قائد الجيش أو إذا اصطدمت الامور بتعقيدات تخلط الأوراق مجدداً وتبقي استحقاق 9 كانون الثاني طي المجهول.
وسط هذه الأجواء استمرت حركة المرشحين على زخمها بين المقرات السياسية والدينية. وفي هذا السياق سجلت أول حركة علنية للمرشح الخبير الدولي للشؤون المصرفية سمير عساف، والذي يعتبر من المرشحين الذين تؤيدهم باريس خارجياً و”التيار الوطني الحر” داخلياً، إذ زار أمس رئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع في معراب، كما علم انه زار رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في بكفيا.

المفتي دريان مستقبلاً أعضاء اللقاء التشاوري النيابي المستقل”
وفي الوقت نفسه التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أعضاء “اللقاء التشاوري النيابي المستقل” الذي ضمّ النواب الياس بو صعب وابراهيم كنعان وألان عون وسيمون أبي رميا، وتحدّث كنعان على الاثر عن “فرصة استثنائية للعودة إلى الدستور وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وبناء مؤسسات، وعودة الجميع إلى كنف الدولة، والشرعية الدستورية، واحترام الشرعية الدولية لاستعادة الثقة بلبنان، ولاستعادة الثقة العربية التي نحتاجها ضمن محيطنا لنستمر ونعيد بناء الوطن على أسس سليمة”. وأكد أن “من حق كل شخص أن يترشّح أو كتلة أن ترشّح، اللهم أن نتوصّل في ضوء المعطيات إلى قواسم مشتركة بحثناها مع سماحة المفتي، وهي يجب أن تتخطى الشخص إلى خريطة طريق للخروج من الوضع الذي نحن فيه”.
دعوة لدعم لبنان
في سياق آخر، شارك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي غداة زيارته لتركيا في أعمال القمة الـ11 لـمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي التي عقدت في القاهرة، بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وأثار في كلمته الخسائر الفادحة التي تكبدها لبنان نتيجة الحرب الإسرائيلية الأخيرة عليه، وقال “لبنان اليوم يعوّل كثيراً على وقوفكم إلى جانبه في محنته المستجدة، لكي يستطيع أن ينهض من جديد ويتخطى المصاعب الكبيرة التي تواجهه، بدءاً بمعالجة تداعيات العدوان الإسرائيلي الأخير. جئتكم اليوم من بلدي لبنان برسالة أمل بأننا كنا وسنبقى شركاء فاعلين في كل اللقاءات التي تجمع دول العالم للبحث في الهموم المشتركة والسعي لحل الأزمات المتراكمة. لكن هل يستقيم الحديث عن التعاون الاقتصادي فيما يستمر العدوان الإسرائيلي على لبنان وسوريا وغزة، حاصداً الشهداء والجرحى والدمار غير المسبوق في كل القطاعات؟ وهل يستقيم الحديث عن التنمية ونحن نشهد كل يوم انتهاكاً جديداً لحرمة ارضنا وسيادتها؟”.وأضاف “أن المدخل الحقيقي لولوج باب التنمية يبدأ باحترام الشرعية الدولية وتطبيق القوانين والمعاهدات والقرارات ذات الصلة بدءاً من القانون الدولي الإنساني والضغط على إسرائيل التي تواظب على عدوانها التدميري الذي لم يوقف عجلة التنمية في لبنان فحسب، بل أعاد الكثير من القطاعات سنوات طويلة الى الوراء. ومن جهتنا نؤكد موقفنا الثابت بالالتزام بالقرارات الدولية لا سيما القرار 1701”.
وقد شهدت الوقائع الميدانية استمرار عمل الجرافات الإسرائيلية لليوم الثالث في تدمير وجرف منازل في الأحياء الداخلية في الناقورة. وما زالت آليات الجيش الإسرائيلي في أحياء بلدة بني حيان، بعد التوغل إليها أول من أمس، ويتم هدم المنازل، بالتزامن مع أعمال تمشيط ورمي قنابل عليها، كما فجر الجيش الإسرائيلي عدداً من المنازل في بلدة طير حرفا. وأفيد أن وحدات من اليونيفيل كشفت على الأودية الواقعة عند مجرى نهر الليطاني في ظل تحليق للمسيّرات التجسسية على علو منخفض في أجواء المنطقة.

 

 

"الأخبار":

أسّس الحديث المستجدّ عن دعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون كرئيس توافقي للجمهورية، وإعلان الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط تأييد هذا الترشيح، لجملة أسئلة تمحورت غالبيتها حول صدور «كلمة السر» ومصدرها وما إذا كانت لتمرير الاستحقاق في 9 كانون الثاني وفقَ الاسم المحدد أم أنها مناورة سياسية لحرق اسمه؟

عملياً، يقرّ الجميع بوجود دفع حقيقي في اتجاه انتخاب عون، لكن، يبدو أن الأمر يحتاج إلى تمهيد عند القوى المسيحية قبل الآخرين، حيث برزت أمس أجواء قوى بارزة من التيار الوطني الحر وحتى «القوات اللبنانية» تعكس انزعاجاً من مبادرة جنبلاط إلى إعلان الترشيح والدعم، وتصرّف نواب آخرون مع الأمر، وكأنه محاولة «المسلمين العودة إلى إملاء المرشح الرئاسي على المسيحيين»، علماً أنه بينما يعارض التيار انتخاب عون، فإن «القوات» لم تعلن موقفاً رافضاً، وهي تقول إنه ليس لديها فيتو على قائد الجيش، ولكن هناك حاجة إلى حوار معه قبل إعلان الموقف النهائي.

وعليه، بقي جنبلاط هو الجهة التي تركّزت عليها الأنظار والهجوم، علناً وسراً، لعدة أسباب، خصوصاً أن الجميع سأل عن الأسباب التي دفعت بزعيم المختارة لقول كلمته باكراً. ولماذا أيّد جنبلاط ترشيح عون، وهو من المعروفين بموقفه غير المحبّذ لوصول بدلة عسكرية إلى بعبدا؟

وكان جنبلاط قد أوضح أمس أن سبب دعم عون للرئاسة "لأنه يمثّل مؤسسة مهمة وقام بعمل ممتاز من أجل استقرار لبنان، وهو مهم جداً في هذه المرحلة للاستقرار والأمن في البلد".

وفي لقاء مع مجلس العلاقات العربية الأميركية، قال جنبلاط "أفضّل انتخاب رئيس للجمهورية خلال عهد بايدن، رغم عدم موافقتي على سياسته، وخصوصاً بعد ما شهدناه في غزة. ولكن لا ينبغي الانتظار حتى تولّي الإدارة الأميركية الجديدة، فقد رأينا ما قد تحمله من توجهات". وأضاف: "آمل أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 9 كانون الثاني، وأعتقد أن عون يحظى بدعم من الإدارتين الأميركية الحالية والمقبلة".

لكن الجديد، هو أن الجميع فسّر خطوة جنبلاط على أنها انعكاس لتوجه خارجي، باعتبار أنه لا يخفي في مجالسه الخاصة أنه «لا يمشي عكس التيار السعودي»، فبادر كثيرون إلى التصرف على أساس أن الرياض تتجه إلى إعلان تأييدها لعون، وبالتالي فإن عربة الأخير أصبح لها حصانان: أميركي وسعودي وهذا كافٍ للنواب أن يسيروا به.

وقد عزّز هذا الرأي، ما أعلنه عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب وليد البعريني عن أن «اللجنة الخماسية تقدّم اسم قائد الجيش على غيره من الأسماء التوافقية». وهو موقف فتح الباب للبحث عن الأصوات السنية التي صارت في جيب عون، إلا أن ما تبيّن حتى مساء أمس أن «غالبية النواب السنّة تميل إلى انتخابه لكنها تنتظر موقفاً واضحاً من الرياض».

وقالت مصادر معنية بالملف الرئاسي، إن «إخراج اسم جوزف عون إلى العلن وفي هذا التوقيت لم يكُن بإيعاز أميركي – سعودي مباشر، إنما كانَ حركة جرى تمريرها عبر جهات محلية لإيصال رسالة إلى الفريق الآخر وتحديداً حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر بأن ورقة جوزف عون صارت قريبة ولتحريك المياه الراكدة، علّه يحصل توافق معين، خصوصاً أن عون يواجه عقبة التعديل الدستوري».

لكنّ المصادر نفسها تدعو إلى التوقف عند الموقف المسيحي مما حصل، كاشفة أن «هناك امتعاضاً من الجو المحيط بجلسة 9 كانون المقبل، ولا يتعلق الأمر فقط باسم عون بل لأن تسويقه خرج من المختارة، وهذا ما يجعل الأحزاب المسيحية في موقع من ينتظر صدور الأمر». وقالت المصادر إن «خطوة جنبلاط تعيدنا إلى تجربة حصلت عام 2008 قبل انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية. وكانت القصة بدأت مع كلام عابر لأحد نواب كتلة «المستقبل» النيابية وهو النائب عمار حوري المعروف عنه التزامه الكامل بمواقف الكتلة ورئيسها النائب سعد الحريري عن إمكانية القبول بالعماد سليمان مرشحاً توافقياً. يومها كانَ ترشيح قائد الجيش مرفوضاً من قبل عدة أطراف، بينها «القوات» التي اتهمت سليمان بأنه لم يقم بواجبه في 7 أيار كما تدّعي معراب. وعلى إثر تصريح حوري، جرى التواصل مع الرئيس سعد الحريري للاستفسار عن ذلك والاعتراض على كلام نائب كتلته، ليقول الحريري إن كلمة السر السعودية وصلت: يريدون ميشال سليمان وهكذا حصل!

اليوم تبدو الأمور أكثر تعقيداً. فجعجع لا يزال مصرّاً على ما قاله في الأسابيع الماضية، وشدّد عليه بعد سقوط النظام في سوريا، لجهة اعتبار موقع رئاسة الجمهورية يخص التمثيل المسيحي، وطالما أن «القوات» تمثّل أكبر كتلة نيابية مسيحية، فهي من يطرح الأسماء ويأتي الآخرون للتفاهم معها وليس العكس. ويسري هذا الكلام طبعاً على جنبلاط، الذي تعتبر أوساط نيابية أنه أحرج المعارضة، فهي لم يعد باستطاعتها التقاطع على اسم، مثل ما فعلت مع الوزير السابق جهاد أزعور لأنها لن تستطيع تأمين 65 صوتاً له. ولذلك سرّبت «القوات» أمس أجواء أن «الأمور في الملف الرئاسي لم تنضج بعد».

وفي ما اعتبرت المصادر أن جعجع «يحاول أن يحصل على ثمن كبير مقابل القبول بعون»، أكّدت أن العقبة الدستورية ليست تفصيلاً أمام قائد الجيش لأنّ الدعم الخارجي الذي يحظى به ليس كافياً لإزالة كل الحواجز. فالاتفاق مع الرئيس نبيه بري هو ضرورة قصوى، وفي حال لم يوافق بري ومعه حزب الله واستمر رئيس «التيار الوطني» جبران باسيل على موقفه فإن النصاب لإجراء التعديل الدستوري أو تكرار تجربة ميشال سليمان سيكون شبه مستحيل. وفي هذا الإطار، اعتبرت مصادر نيابية بارزة، أن طرح اسم عون بالطريقة التي جرت من قبل جنبلاط، شكّل استفزازاً للقوى المسيحية قد لا يكون بالضرورة لانتخابه وإنما لحرق اسمه وإسقاطه من لائحة المرشّحين.

 

 

 

"نداء الوطن":

هل حقق زعيم المختارة وليد جنبلاط ما أراد من وراء إعلانه تأييد انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية؟ هذا السؤال كان يدور أمس في السر والعلن في كل الأروقة المشغولة أصلاً بهذا الاستحقاق. وأتت أجوبة من منطلقات مختلفة تشبه ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي في أوبريت “قيس وليلى”، ولا سيما ما قاله عم قيس للأخير: “جئت تطلب نارا أم ترى جئت تشعل البيت نارا”.

وعلمت “نداء الوطن” من أوساط نيابية “أن ترشيح جنبلاط لقائد الجيش أتى بمثابة قطع للطريق أمام ترشيح للثنائي الشيعي ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل للمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري”.

وأقرب مثال على تداعيات الخطوة الجنبلاطية ما كتبه العضو السابق في الكتلة النيابية لزعيم المختارة النائب السابق هنري حلو على منصة “أكس”، ردّاً على ما قاله باسيل في الموقف الجنبلاطي: “مش جنبلاط يلّي بيرشّح عن المسيحيين، هيدا هنري حلو تاني”.

وجاء في ردّ حلو: “مصادر رئيس “التيار الوطني الحرّ” تشبّه ترشيح “اللقاء الديمقراطي” للعماد جوزيف عون بأنه هنري حلو تاني. مع تأييدي التام لترشيح قائد الجيش، أعتقد أن الأهمّ ألّا يكون أيّ رئيس مقبل، كائناً من كان، ميشال عون تاني”.

كيف كان وقع هذا السجال على الحركة السياسية أمس؟ أبرز المواقف جاءت نقلاً عن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أمام زواره في بكركي. ولم يأت هذا الموقف كردّ على السجال العوني الجنبلاطي بل ورد في الإطار الأشمل. فخلال استقباله النائب عبد الرحمن البزري نقل الأخير عن الراعي قوله: ” … مع الإصرار على تاريخ التاسع من كانون الثاني كموعد يجب الالتزام به، ليس فقط لناحية إجراء جلسة لانتخاب الرئيس، وإنما أيضاً للوصول إلى الخواتيم والنتائج التي يتوقعها المواطنون”.

وفي تقييم للمشهد الرئاسي قالت مصادر بارزة في المعارضة لـ “نداء الوطن”، إنه “من المعروف أن العماد جوزيف عون هو متقدم بين المرشحين ويحظى بتأييد خارجي إضافة إلى التأييد الداخلي”. أضافت: “انتقل الأميركيون اليوم من مرحلة وصول أي رئيس للجمهورية لإنهاء الشغور إلى مرحلة وضع فيتوات على أسماء لا تنطبق عليها مواصفات الوضع السياسي الراهن في لبنان.

وبالتالي فإن الإدارة الأميركية تتشدد في التعاطي مع الأسماء من بينها مرشح الرئيس بري (اللواء البيسري) في مواجهة خيار قائد الجيش”.

ولفتت المصادر إلى “أن “حزب الله ” تعامل مع ترشيح جنبلاط لعون على أنه اختيار الجولاني من أجل إحراج المسيحيين”. وتساءلت حول ما إذا كانت كتلة جنبلاط قد “تسرعت” في موضوع كان يجري التعامل معه بالكتمان، ووصفت المرحلة الراهنة بأنها مرحلة “خلط أوراق رئاسية”

وخلصت المصادر إلى القول: “أصبح المشهد الرئاسي أكثر ضبابية وأصبح اسم جوزيف عون أكثر تقدماً، مع فارق أنه صار على مؤيديه الوقوف في موقع دفاعي عنه وليس في موقع تبرير له”.

دوليّاً، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه يعتزم التحدث مع الرئيس السوري السابق بشار الأسد.

وأضاف بوتين أنه سيسأل الأسد عن الصحفي الأميركي المفقود في سوريا أوستن تايس.

وأكد الرئيس الروسي أن “روسيا لم تُهزم في سوريا بل حققنا أهدافنا هناك”، مشدداً على أن الغرب يحاول تصوير الأوضاع في سوريا كهزيمة لروسيا، لكنه أكد أن ذلك بعيد عن الواقع.

وأكمل: “علينا أن نبحث ما إذا كنا سنحتفظ بقواعدنا العسكرية في سوريا، اقترحنا أن يستخدم شركاؤنا قاعدتنا الجوية في سوريا لأغراض إنسانية وكذلك القاعدة البحرية”.

ولفت إلى أن “روسيا أجلت 4 آلاف مقاتل إيراني من سوريا”.

 

 

"الجمهورية":

على مسافة 20 يوماً من جلسة انتخاب الرئيس المقرّرة في 9 كانون الثاني المقبل، ينقص عدّاد الأيام وترتفع سخونة المعركة، وكل الأحجار التي تُرمى في مستنقع الاستحقاق الرئاسي، تحرّك المياه الراكدة لكنها لا تسمن ولا تغني من معرفة هوية سيّد قصر بعبدا العتيد، فعلى العكس فإنّ الأمور تزداد تعقيداً وتجعل الجلسة في مسار ضبابي... وآخرها تطوّران بارزان خلطا الأوراق: عدم انسحاب رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية من لائحة المرشحين، وتسمية الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط لقائد الجيش العماد جوزف عون. في الوقت الذي تؤكّد أوساط واسعة الاضطلاع، أنّ مفاجأة الرئاسة ربما ستحصل في الربع الساعة الأخير.

واكّد مصدر سياسي رفيع لـ«الجمهورية»، انّ احتمال التوافق على أي من الأسماء المطروحة ضعيف جداً، فـ«الفيتوات» من هنا او هناك غير معلنة في الشكل، ولكن عند النقاش تبرز في وضوح، وحتى الآن إحصاءات الصوت على الصوت لمن أعلن مرشحه ولمن يميل او يتّجه إلى الإعلان، لا يمكن البناء عليها أبداً، لأنّها لا تتعدى نصف المئة، فكيف برئيس توافقي هناك اقتناع تام بأنّه يجب ان يحصل على 86 وما فوق ليتمكن من الحكم!!!».

وكشف المصدر، انّ دعم كتلة جنبلاط الدرزية وبعض المستقلين لقائد الجيش، لم يغيّر شيئاً. فـ«الثنائي الشيعي»، بحسب المصدر لا يضع «فيتو» على عون لكنه يرفض تعديل الدستور، وهذا الموقف هو التزام بالدستور، ثم انّ وجوه المرشحين من الفئة الجديدة تظهر في شكل يومي وتعقد اجتماعات عدة بعيداً من الإعلام وآخرها سمير عساف الذي تقصّد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إظهار زيارته لمعراب في الإعلام على غير عادة».

وقال المصدر: «إنّ «الثنائي» وبعض الكتل لم يبدوا أي موقف تجاه ترشيح جعجع طالما أنّ الأخير لم يعلن هذا الأمر رسمياً، فالأمور لا تُبنى على افتراضات، والأوراق لم تُكشف كلها بعد»، يقول المصدر، مؤكّداً انّه حتى الآن كل الأسماء جدّية إلى ان يثبت العكس.

صورة ضبابية

وإلى ذلك، أكّدت مصادر تواكِب الاتصالات في شأن الملف الرئاسي لـ«الجمهورية»، أنّ «صورة جلسة 9 كانون الثاني لا تزال ضبابية على رغم من المؤشرات التي توحي احياناً باقتراب التفاهم على هذا المرشح او ذاك». وأشارت إلى «انّ قرار رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية بالاستمرار في ترشيحه وربط انسحابه بالتوافق على شخصية وازنة إنما يعكس الغموض الذي لا يزال يحوط بمسار الاستحقاق الرئاسي ووجهة جلسة 9 كانون».

ولفتت المصادر إلى «صعوبة فوز اي مرشح ما لم يحصل على موافقة الكتلتين المسيحيتين النيابيتين الكبيرتين او إحداهما على الاقل، إلى جانب كتل أخرى، بحيث يتمكن من نيل اكثرية مريحة ومحصنة بالشرعية المسيحية في الوقت نفسه».

ولاحظت المصادر «انّ بعض مكونات اللجنة الخماسية بادرت اخيراً إلى تفعيل دورها في المشاورات الرئاسية»، لافتة إلى «انّ التحول الدراماتيكي في الساحة السورية قد يكون ترك أثراً على حسابات بعض القوى الخارجية حيال الملف اللبناني».

المعارضة مرتبكة

وفي السياق، بدت أجواء المعارضة المسيحية في وضعية ارتباك أمس. وقالت مصادرها لـ«الجمهورية» إنّ «مردّ الإرباك لا يعود إلى عدم اقتناعها بترشيح قائد الجيش الذي تربطها به علاقات ثقة لا تحتاج إلى إثبات، بل هو احتمال وقوع الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في فخ يُراد منه إحراق عون والمرشح الذي يمكن أن تتوافق عليه المعارضة في آن معاً».

وتخشى المصادر «أن يكون الهدف من استعجال جنبلاط تسمية مرشحه، استباق تسمية المعارضة لمرشحها، فيما تتحسن حظوظها لإيصال هذا المرشح إلى سدّة الرئاسة. فالمعارضة، في ضوء التطورات المتسارعة، باتت تمتلك هامشاً أكبر لإحداث تغييرات في «ستاتيكو» السلطة الذي كان سائداً منذ سنوات، والذي تميل فيه الكفة لمصلحة «حزب الله» وحلفائه». ووفق هذه المصادر، «تخشى المعارضة أن تكون عرضةً لعملية التفاف هدفها قطع الطريق على أي محاولة منها لتغيير هذا «الستاتيكو»، بدءاً بموقع رئيس الجمهورية.

جنبلاط وترشيح عون

في غضون ذلك، قال جنبلاط أمس في لقاء مع مجلس العلاقات العربية – الأميركية: «اخترنا دعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون للرئاسة، لأنّه يمثل مؤسسة مهمّة وقام بعمل ممتاز من أجل استقرار لبنان، وهو مهمّ جداً في هذه المرحلة للاستقرار والأمن في البلد». واضاف: «أفضل انتخاب رئيس للجمهورية خلال عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، وهذا لا يعني أنني أوافق على سياسته. لقد رأينا ما حصل في غزة، لكن لا يجب انتظار الإدارة الأميركية الجديدة، وقد رأينا نماذج من ستضمّ».

وتمنّى «انتخاب رئيس في جلسة 9 كانون الثاني»، وقال: «أعتقد أنّ جوزف عون مرشح مدعوم من الإدارتين الأميركيتين القديمة والجديدة». ورأى جنبلاط، أنّ «الاستقرار في سوريا ضروري للاستقرار في لبنان»، وقال: «سوريا تحتاج إلى فرصة ومساعدة، وسأزورها الأحد ( بعد غد) مع «الحزب التقدمي الاشتراكي» وشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبو المنى».

«حزب الله»

في المقابل، أكّد نائب رئيس المجلس السياسي في «حزب الله»، محمود قماطي، تمسك الحزب بدعم ترشيح فرنجية، مشيرًا إلى أنّ «هذا الموقف ثابت طالما ظل فرنجية مرشحًا لهذا المنصب». وأضاف في حديث إذاعي أنّ «حزب الله» لم يتلق أي إشعار بانسحاب فرنجية من السباق الرئاسي»، موضحًا أنّ «موقف الحزب في دعمه لهذا الترشيح لن يتغير». وانتقد «المشروع الذي يطرحه الفريق الآخر في لبنان، الذي يسعى إلى ترشيح أكثر من شخصية للرئاسة». وأوضح أنّ «هناك تباينًا في المواقف داخل الكتل السياسية، حيث توجد تكتلات مسيحية غامضة حول ترشيح الرئيس، فيما يعلن البعض عن رفضهم لموقف «حزب الله». وشدّد على أنّ «حزب الله» يدعم ترشيح فرنجية، وهو موقف ثابت لم يتغير».

الخروقات الإسرائيلية

وعلى صعيد اتفاق وقف اطلاق النار وغداة اجتماع الناقورة للجنة الإشراف عليه، تواصلت الخروقات الاسرائيلية لهذا الاتفاق. إذ لليوم الثالث على التوالي عملت الجرافات الاسرائيلية على تدمير وجرف منازل في الأحياء الداخلية في بلدات الناقورة وطير حرفا وبني حيان فضلًا عن تنفيذ تفجيرات متتالية على أطراف بلدة علما الشعب، قبالة موقع حانيتا. فيما كشفت وحدات من قوات «اليونيفيل» على الأودية الواقعة عند مجرى نهر الليطاني في ظل تحليق للمسيّرات التجسسية الإسرائيلية على علو منخفض في أجواء المنطقة.

وناشدت بلدية بني حيان «الحكومة اللبنانية وجيشنا الوطني الذي نثق به والمجتمع الدولي والهيئة المولجة مراقبة تنفيذ مضمون القرار 1701، بالعمل الفوري على إجبار العدو الإسرائيلي على الخروج والانسحاب من بلدتنا بني حيّان الذي، يُمعن منذ صباح يوم الأربعاء 18/12/2024 ولا يزال، بتدمير منازل البلدة وأماكن العبادة فيها وتجريف البنية التحتية دون رادع».

واشار عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» ابراهيم الموسوي في احتفال تأبيني في الضاحية الجنوبية لبيروت امس، إلى «الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، تحت أعين لجنة المراقبة والأمم المتحدة وكل العالم»، وقال: «إنّ ما يحدث من تدمير للمباني في الأماكن التي لم يتمكن العدو من دخولها أثناء الحرب، يدل إلى عجزه خلال المواجهة مع أبطال المقاومة. هذا هو دليل قاطع أنّ المقاومة هي من تحمي لبنان، أرضه، سيادته وشعبه». وشدّد على أنّ «الخط والنهج مستمران، رغم كل التحدّيات، ونحن على المستوى الداخلي سنكون الأقوياء دائمًا، مهما فعل البعض».

مسؤول أميركي إلى دمشق

وفي تطور لافت على الصعيد الحدث السوري، وفي زيارة هي الأولى لمسؤول أميركي إلى سوريا بعد سقوط نظام الأسد، تصل المسؤولة في وزارة الخارجية الأميركية، باربرا ليف، إلى دمشق في الأيام المقبلة. وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال الأسبوع الماضي، إنّ الولايات المتحدة كانت على اتصال مباشر مع جماعة المعارضة الإسلامية السنّية «هيئة تحرير الشام» (HTS)، التي قادت الهجوم الذي أطاح نظام الأسد.

 

 

 

"اللواء":

من المتفق عليه، أن الساعات الـ48 الماضية شهدت خلطاً قوياً للأوراق الرئاسية.. فبعد خطوتين موصوفتين: ترشيح النائب السابق وليد جنبلاط لقائد الجيش العماد جوزاف عون للرئاسة الاولى، وترك النائب السابق سليمان فرنجية رئيس تيار المردة باب الرئاسة مفتوحاً على ترشيحه، وترشيح شخصية على «قدّ المرحلة»، في حال تبيَّن ان لا مجال لانتخابه، تزايدت الانشغالات الرئاسية، وانضم إلى المرشحين الطامحين المصرفي والاقتصادي اللبناني سمير عساف، الذي زار معراب، واجتمع الى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع للبحث في ترشيحه، وللحصول على دعم «القوات» وكتلة الجمهورية القوية لهذا الترشيح.

ولئن كان الرئيس نبيه بري نأى بنفسه عن التعليق على موقف فرنجية المعروف لديه قبل اعلانه، فإن نائب رئيس المجلس السياسي في حزب لله محمود قماطي اكد استمرار تأييد رئيس تيار المردة ما دام لم ينسحب من السباق الرئاسي.

وقال مصدر نيابي على خط الاتصالات لـ «اللواء» ان «خلط اوراق» حدث وطفا على السطح، ولن تتبين خيوطه البيضاء من السوداء الا في اروقة المجلس وغرفة المغلقة قبل 9 ك2 وخلال الجلسة التي لن تقفل، الا في حال التوجه لجلسة تشريعية، تسمح للعماد عون من الترشيح.

ولتاريخه اصبح عدد المرشحين 8، بينهم 3 نواب هم: ابراهيم كنعان، ونعمت افرام وفريد هيكل الخازن، وثلاثة عسكريين: العماد عون، واللواء الياس البيسري (مدير عام الامن العام بالوكالة) والسفير السابق في الفاتيكان العميد جورج خوري، ومن الاقتصاديين، سمير عساف وزياد حايك (رئيس المجلس الاعلى للخصخصة).

ومع ارتفاع بورصة الترشيحات (9 لتاريخه، برزت عقبات الى الواجهة: الغطاء المسيحي، تعديل الدستور ونصاب الجلسة.

السيسي وميقاتي

وفي القاهرة، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الرئيس نجيب ميقاتي مساء امس، في حضور الوفد اللبناني الى اعمال القمة لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي.

وجدد ميقاتي خلال الاجتماع شكر السياسي على «وقوفه الدائم الى جانب لبنان في كل المحافل العربية والدولية، وعلى نصرة قضاياه...

واكد الرئيس ميقاتي في كلمة امام القمة لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، على موقف لبنان الثابت بالالتزام بالقرارات الدولية سيما القرار 1701»، مشيرا «ان المدخل الحقيقي لولوج باب التنمية يبدأ باحترام الشرعية الدولية وتطبيق القوانين والمعاهدات والقرارات ذات الصلة بدءا من القانون الدولي الإنساني والضغط على إسرائيل التي تواظب على عدوانها التدميري الذي لم يوقف عجلة التنمية في لبنان فحسب، بل أعاد الكثير من القطاعات سنوات طويلة الى الوراء».

لهاث نيابي إلى الرئاسة

رئاسياً، أعاد سليمان فرنجية في كلمته مساء امس الاول، خلط اوراق الاستحقاق الرئاسي، ولو أن كتلة اللقاء الديموقراطي اعادت خلطها قبله بتأييد ترشيحها لقائد الجيش العماد جوزيف عون، وكما فعل وليد جنبلاط بوضع الكتل النيابية امام ضرورة المبادرة الى تسمية مرشحيها بدل تضييع الوقت والذهاب الى العملية الانتخابية، وضع فرنجية كل القوى السياسية لا سيما المسيحية منها امام واقع جديد تمثّل بإعلانه الاستمرار بالترشح... ولكن مع استعداده للعزوف في حال توافرت شخصية تحمل «المعايير» التي حددها. بمعنى آخر، رفض فرنجية أي إملاءات داخلية او خارجية لإنتخاب هذا المرشح او ذاك، وفرض نفسه مرشحاً قوياً وفي الوقت ذاته ناخباً قوياً للرئيس العتيد، وترك الباب موارباً بين دفتي الترشيح والعزوف، وهو أمر لا شك سيعيد حسابات الذين راهنوا وتحركوا على اساس انه منسحب من السباق الانتخابي.

ووفق أجواء «تيار المردة»، فبالرغم من ان فرنجية تحدث عن المسيحيين الاربعة الكبار كمرشحين طبيعيين للرئاسة، فهو ترك الباب مفتوحاً ولو بهامش صغير امام التوافق على مرشحين آخرين ممّن تتوافر فيهم معايير الرئاسة، وقد يكون بينهم قائد الجيش. كما وضع جميع الاطراف امام حيثية جديدة له بأن يكون مرشحاً رئاسياً قوياً وناخباً مسيحياً قوياً، بحيث لا يمكن تجاوزه في الحالتين.

وبنظر متابعين آخرين، فقد قطع فرنجية الطريق بذلك على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لطرح مرشحين آخرين لن تكون لهم حظوظ كبرى بلا توافق اغلبية القوى السياسية على مرشحي التيار. كما قطع الطريق على رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في طرح نفسه مرشحاً رئاسياً او في اختيار مرشح للمعارضة لا توافق حوله بين اغلبية الكتل النيابية. مع إقرار فرنجية الضمني ان باسيل وجعجع حكماً من الناخبين الكبار.

واستمر الحراك الرئاسي للمرشحين والكتل النيابية، حيث استقبل فرنجية في دارته في بنشعي، المرشح النائب نعمة افرام، وجرى التداول في مختلف التطورات السياسية الراهنة بما فيها ملف رئاسة الجمهورية.

وإلتقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان «اللقاء التشاوري النيابي المستقل» الذي ضمّ النواب الياس بو صعب وابراهيم كنعان وآلان عون وسيمون أبي رميا لحوالى الساعة.

وقال النائب كنعان عقب اللقاء: بعد الحرب المدمرة التي عشناها والاعتداءات على أرضنا، والنزيف الكبير الذي استمر اكثر من ثلاثة عقود، إن مع عدم تطبيق وثيقة الوفاق الوطني، أو عدم تطبيق القرار 1701 منذ العام 2006، فهناك فرصة استثنائية للعودة الى الدستور وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وبناء مؤسسات، وعودة الجميع الى كنف الدولة، والشرعية الدستورية، واحترام الشرعية الدولية لاستعادة الثقة بلبنان، ولاستعادة الثقة العربية التي نحتاجها ضمن محطيتنا لنستمر ونعيد بناء الوطن على اسس سليمة.

اضاف: الجلسة مع سماحة المفتي أعطتنا الزخم والاندفاع والايمان الأكبر بالوحدة اللبنانية والاستقرار والابتعاد عن الشعبويات والمشاريع التي تتناقض مع مشروع الدولة. وكلنا أمل، بأن اللبنانيين جميعاً، بدءاً بنا كنواب سنقوم بواجباتنا في جلسة 9 كانون الثاني لأنها فرصة استثنائية لنخرج من النفق المظلم الذي يعاني شعبنا منه.

وعمّا اذا كان يرى أن كثرة المرشحين عاملاً صحياً؟ أجاب كنعان: من حق كل شخص أن يترشّح أو كتلة أن ترشّح، المهم أن نتوصّل في ضوء المعطيات الى قواسم مشتركة بحثناها مع سماحة المفتي، وهي يجب ان تتخطى الشخص الى خريطة طريق للخروج من الوضع الذي نحن فيه. فالأهم من المرشحين هي امكانية الالتقاء لتشكيل قوة لانقاذ لبنان، من أجل مشروع واضح المعالم، وهي العودة الى الدستور، وسيادة لبنان، وتطبيق وثيقة الوفاق الوطني، والعودة الى الشرعية الدولية، بما تتطلب من استعادة الثقة بلبنان. وهو ما يجعلنا أكثر حكمة في عملية الانتخاب لتكون عملية انقاذية لا مسألة مغانم وتقاسم سلطة.

وعن دعم اللقاء الذي ينتمي اليه ترشيحه للرئاسة قال كنعان: اسمي طرح للرئاسة من خلال لائحة صدرت عن بكركي، وقد حصلت اتصالات ومواقف في هذا المجال. ومن الطبيعي أن اللقاء الذي انتمي اليه يدعم هذا التوجه، ولكن الأهم يبقى ان نتفق على الرؤية الانقاذية والتكاتف حول رئيس يعطي الأمل، ويقود الشعب اللبناني الى طريق الخلاص.

وزار وفد من اللقاء النيابي ايضاً «كتلة تجدد»، وتم عرض المستجدات الداخلية في مرحلة ما قبل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 9 كانون الثاني المقبل.

وعلى الأثر، قال كنعان: التقينا مع الكتلة على الكثير من المسائل، التي تمثل أكثر من قاسم مشترك. ومن المهم اليوم أن نغلِّب المصلحة الوطنية لإنقاذ لبنان. ولذلك، نأمل أن تكون جلسة 9 كانون الثاني، منتجة لرئيس سيادي وإصلاحي».

بدوره، قال النائب ميشال معوض: نحن نصر على أن تكون جلسة 9 كانون الثاني، حاسمة لانتخاب الرئيس، بما يؤدي الى إعادة بناء الدولة والمؤسسات وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وتثبيت السيادة على كل الأراضي اللبنانية. ولذلك، نصر على انتخاب رئيس على قياس المهمة التي تنتظره وتنتظرنا، فلا يمكن أن يكون الرئيس ضعيفا ومترددا أو «أبو ملحم».

وفي إطار التشاور الرئاسي، زار مقر كتلة «تجدد» النائب فريد هيكل الخازن والنائب السابق فريد الياس الخازن. كما زار الكتلة، المرشح زياد حايك.

كما التقى رئيس حزب «القوات اللبنانيّة» سمير جعجع في معراب، الخبير الدولي للشؤون المصرفية المرشح للرئاسة سمير عساف، في حضور النائب غسان حاصباني، وعضو المجلس المركزي في «القوات» حبيب حسني. وتباحث المجتمعون في آخر التطورات المحلية والإقليمية.

وفي السياق ايضاً، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي النائب عبد الرحمن البزري والمحامي جوزف ابو شرف. وتم عرض للتطورات الراهنة.

وقال النائب البزري: كان لغبطته موقف واضح وصريح من ضرورة تأمين الاستحقاق الرئاسي في مواعيده التي تأخرت أكثر من سنتين، مع الاصرار على تاريخ التاسع من كانون الثاني كموعد يجب الالتزام به، ليس فقط لناحية اجراء جلسة لانتخاب الرئيس، وإنما أيضا للوصول الى الخواتيم والنتائج التي يتوقعها المواطنون.

سئل: هل من كتلة سنية على وشك الظهور؟

أجاب: في المجلس النيابي، كتل وسطية فيها حيِّز تمثيل سني واسع، لكنها تضم ايضا نوابا من مذاهب وطوائف أخرى ، لكن ما يجمعنا هو نظرة مشتركة الى لبنان وضرورة الا يكون هنالك غالب او مغلوب في ما يحدث الان في لبنان، وبالتالي ان يكون الاستحقاق الرئاسي استحقاقا جامعا بشكل واسع وصريح بحيث لا يتم تغييب اي مكون لبناني تغييبا كاملا. ونحن ما نقوم به الان كمجموعة لا بأس بها من النواب تقارب العشرين نائبا ستستعمل حجمها داخل المجلس النيابي من أجل تأمين الاستحقاق، اولاً لأن اللبنانيين يتوقون اليه ومن أجل تأمين ان يكون هذا الاستحقاق لا يتغيب عنه اي مكون لبناني رئيسي.

وكشف النائب فيصل كرامي عن السعي الى اقامة جبهة نيابية عريضة حول انضاج التفاهم على رئيس ينتخب في الجلسة المقبلة.

جنبلاط: عون مدعوم من بايدن وترامب

واعرب النائب السابق وليد جنبلاط عن امله في ان يصار الى انتخاب العماد جوزاف عون في جلسة 9 ك2 (2025)، المدعوم من قبل الادارتين القديمة والجديدة، معرباً عن تفضيله انتخاب الرئيس في عهد ادارة الرئيس جو بايدن، معتبرا ان عون يمثل مؤسسة مهمة، وقام بعمل ممتاز من اجل استقرار لبنان، وهو مهم جدا في هذه المرحلة للاستقرار والامن في البلد.

حزب الله وفرنجية

وفي سياق المواقف اكد محمود قماطي، تمسك الحزب بدعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، لرئاسة الجمهورية اللبنانية، مشيراً إلى أن هذا الموقف ثابت طالما ظل فرنجية مرشحًا لهذا المنصب. .

كما انتقد قماطي «المشروع الذي يطرحه الفريق الآخر في لبنان، الذي يسعى إلى ترشيح أكثر من شخصية للرئاسة. وأوضح أن هناك تباينًا في المواقف داخل الكتل السياسية، حيث توجد تكتلات مسيحية غامضة حول ترشيح الرئيس، فيما يعلن البعض عن رفضهم لموقف الحزب.

وفي ما يخص القرار 1701، الذي صدر عام 2006، أشار إلى أن «حزب لله» وافق عليه بتحفظ، واعتبر أن إسرائيل خرقت هذا القرار بشكل فاضح مما دفع الحزب إلى التوقف عن الالتزام به».

وأوضح قماطي أن «المشكلة تكمن في التفاهم التنفيذي لهذا القرار، حيث تقوم كل جهة ودولة بتفسيره حسب مصالحها، بينما إسرائيل تفسره بشكل خاطئ وتعتبر أنه من حقها الدفاع عن النفس وشن هجمات متى شعرت بالخطر».

وأكد قماطي أن «تفسير «حزب لله» واضح، حيث يلتزم الحزب بتطبيق الاتفاق القاضي بعدم وجود أي سلاح أو أي نشاط عسكري جنوب نهر الليطاني، بالتعاون مع الجيش اللبناني، لكن في حال استمرار الخروقات الإسرائيلية، فإن الحزب سيكون مضطرًا لاتخاذ مواقف مختلفة».

وفي ما يتعلق بالشأن السوري، أوضح قماطي أنه ينظر إلى الوضع في سوريا على أن الشعب السوري هو صاحب الحق في تقرير مصيره، داعيًا إلى احترام هذا الحق ورفض أي تدخل خارجي في هذا الصدد.

إجراءات في المطار

على صعيد الاجراءات في مطار رفيق الحريري الدولي، تفقد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي الترتيبات والإجراءات الأمنية المتخذة من قبل جهاز أمن المطار لاسيما عشية الأعياد. في المناسبة، قال مولوي: العمل الأمني يجري بشكل جيد جداً والهواجس الأمنية لم تؤثر على المطار والإجراءات المتخذة بالتنسيق مع كل الاجهزة الامنية.

اضاف: جهاز أمن المطار مستمر بالإجراءات الأمنية المشددة ويقوم بجهد كبير لمكافحة كل تهديد.

التيار يعود الى الضاحية

وبعد شهرين ونصف، تمكنت مؤسسة كهرباء لبنان من اعادة التغذية تدريجيا الى مناطق الضاحية الجنوبية، منذ ان تعطلت شبكة التحويل لاصابات مباشرة في 4/10/2024.

على صعيد الخروقات الاسرائيلية،وبعد اجتماع الناقورة للجنة الاشراف على اتفاق وقف النار، استمرت الخروقات الاسرائيلية في شكل فاضح. ولليوم الثالث على التوالي تعمل الجرافات الاسرائيلية على تدمير وجرف منازل في الأحياء الداخلية في الناقورة وتفجير منازل في بلدة طير حرفا. ولا تزال آليات الجيش الاسرائيلي في أحياء بلدة بني حيان، بعد التوغل إليها أمس، وهدم عدد من المنازل، والقيام بأعمال تمشيط ورمي قنابل على المنازل. وافيد ان وحدات من اليونيفيل تقوم بالكشف على الأودية الواقعة عند مجرى نهر الليطاني في ظل تحليق للمسيَّرات التجسسية على علو منخفض في أجواء المنطقة.

وتواصل وحدات الجيش اللبناني فتح الطرقات ورفع الركام واجراء مسح هندسي وتفجير الذخائر غير المتفجرة في المناطق، وافساحاً في المجال لعودة الاهالي الى منازلهم عندما تتوفر الظروف المؤاتية.

وليلاً، ادت تفجيرات في كفركلا الى ارتجاجات سمعت في مختلف انحاء الجنوب، ولا سيما في اقضية مرجعيون والنبطية ومرجعيون.

 

 

 

"البناء":

 لم يحجب التفاوض المتسارع على اتفاق مرتقب في غزة، الأضواء عن عملية نوعية للمقاومة في جباليا حيث قام مقاوم بطعن جندي من جيش الاحتلال واستولى على سلاحه وأطلق النار من سلاحه على ثلاثة جنود من المسافة صفر، بينما في التفاوض الذي تدور جولاته في الدوحة، حيث كان مدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز يتابع عن كثب تفاصيل التفاوض، التي تقول مصادر تتابع مساراته أنه بلغ مراحل متقدّمة تقترب من التوصل إلى الاتفاق، وأن البحث دخل في نقاط تفصيلية حيث البحث حالياً في برمجة وإعداد الأسرى وعمليات التبادل وتفاصيلها.

في المنطقة طغى الحدث اليمني على السطح، حيث نجحت القوات اليمنية باستهداف تل أبيب صاروخين بالستيين من الطراز المحدث الفرط صوتي، ما تسبّب بتدمير عدد من المباني، حسب اعتراف سلطات الاحتلال وإصابة أهداف حيوية، كما قال البيان اليمني. وبالتوازي كان الاحتلال يشن غارات على اليمن تستهدف بنى مدنية كالموانئ ومحطات الكهرباء ما أثار ردود فعل مستنكرة، وتحدث السيد عبد الملك الحوثي قائد حركة انصار الله اليمنية مؤكداً استمرار الإسناد اليمني لغزة مستعرضاً الاعتداءات الإسرائيلية في سورية بصفتها تعبيراً عن مشروع التوسع والعدوان الذي لا يمكن ردعه إلا بالمقاومة.

لبنانياً، تواصلت الانتهاكات الإسرائيلية جنوباً، بالرغم من انعقاد اجتماع لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار، وقد ارتفعت التساؤلات بين الجنوبيين حول دور اللجنة وموقف الحكومة في ظل حجم ونوع الانتهاكات التي تسببت بسقوط شهداء وجرحى، بما يؤكد أن كل بحث عن ردع العدوان الإسرائيلي خارج إطار الاستناد على المقاومة مجرد وهم وسراب.

على الرغم من اجتماع الناقورة للجنة الإشراف على اتفاق وقف النار أمس الأول، استمرت الخروق الإسرائيلية بشكل فاضح. ولليوم الثالث على التوالي عملت الجرافات الإسرائيلية على تدمير وجرف منازل في الأحياء الداخلية في الناقورة وفجّرت منازل في بلدة طير حرفا، فيما لا تزال آليات جيش الاحتلال في أحياء بلدة بني حيان، بعد التوغل إليها أمس الأول، وهدمت عدداً من المنازل وقامت بأعمال تمشيط ورمي قنابل على المنازل. وأفيد أن وحدات من قوات اليونيفيل تقوم بالكشف على الأودية الواقعة عند مجرى نهر الليطاني في ظل تحليق للمسيرات التجسسية على علو منخفض في أجواء المنطقة. وأفيد أيضاً أنّ جيش الاحتلال نفّذ أمس عمليّة نسف ضخمة في بلدة كفركلا، ما تسبّب بارتجاجات في أجواء الجنوب.

وحذّرت أوساط مطلعة في فريق المقاومة من استمرار الخروق والاعتداءات الإسرائيلية للجنوب لا سيما للقرى الحدودية، لا سيما أن «لاحتلال يحاول تكريس هذه الممارسات العدوانية كحق له في المستقبل طيلة مدة هدنة الستين يوماً وربما ما بعدها، لكي يحتفظ لنفسه بحرية الحركة الميدانية والجوية». وأوضحت الأوساط لـ»البناء» الى أن «ما يقوم به جيش الاحتلال لم يستطع فعله خلال الحرب بسبب كثافة صواريخ المقاومة على القوات المتقدمة والتي لم تستطع التمركز بشكل مريح وسهل، لكنها اليوم تفعل ما تريد من دون خطر تعرضها لنيران المقاومة». وتساءلت الأوساط عن «دور لجنة الإشراف في لجم الخروق الإسرائيلية وعن جدوى بقاء هذه اللجنة والقوات الدولية والجيش اللبناني في الجنوب إذا لم يستطيعوا وقف العدوان الإسرائيلي الذي يشكل انتهاكاً واضحاً للقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار»، نافية أن يكون ما يقوم به العدو في الجنوب براً وجواً يندرج ضمن الاتفاق، الدليل وفق الأوساط هو أن مبعوث الرئيس الأميركي عاموس هوكشتاين أشار بوضوح الى ضرورة أن توقف «إسرائيل» خروقها للاتفاق، إضافة الى دعوات مماثلة لمسؤولين فرنسيين ومن الأمم المتحدة.

وإذ أفادت مصادر ميدانية لــ «البناء» بأن قوات الاحتلال لم تنسحب من مدينة الخيام بشكل كامل رغم دخول وحدات الجيش واليونفيل اليها، لفتت الأوساط الى أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية سيرسم علامات استفهام حول جدوى استمرار لجنة الإشراف واتفاق وقف إطلاق النار ويضع الجيش اللبناني أمام مسؤولياته في الدفاع عن أرضه وشعبه في الجنوب، وإلا فإن المقاومة ستعود الى الواجهة بتكليف من شعبها وأهلها في الجنوب للدفاع العسكريّ عن الحدود، ما قد يضع إسرائيل أمام خيارين: الانسحاب من كامل القرى الجنوبية وفق القرارات الدوليّة وتسلم الجيش واليونفيل، أو تحمل الذهاب الى أيام قتاليّة أو معركة جديدة مع لبنان.

وفي سياق ذلك، أشار عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النّائب إبراهيم الموسوي، إلى أنّ «الخروق الإسرائيليّة الّتي تحصل بعد وقف إطلاق النّار تحت أعين لجنة المراقبة والأمم المتّحدة وكلّ العالم، لا سيّما من نسف للمباني في الأماكن الّتي لم يستطيعوا أن يدخلوا إليها أثناء الحرب، تظهر أنّ العدو كان عاجزًا عن القيام بذلك أثناء مواجهة أبطال المقاومة، وهذا دليل وحجّة قاطعة أنّ المقاومة هي الّتي تدافع عن لبنان وتحمي أرضه وسيادته وشعبه».

ورأى، خلال احتفال تكريمي أقامه «حزب الله» لعنصره الرّاحل عباس محمود خليل «كرار»، في مجمع الإمام الكاظم في حي ماضي، أنّ «ما حصل في سورية من استغلال سقوط النّظام وتدمير كلّ مخزون الجيش السّوري من الصّواريخ والدّفاع الجوّي وغيرها من الأسلحة، يدلّ على أنّ «إسرائيل» لديها قلق وجودي وخوف أبدي، وهذا ما يجعلهم يدمّرون كلّ محيطهم»، مركّزًا على أنّ «الخوف كلّ الخوف أن يمضوا أكثر فأكثر بمشروعهم القديم الجديد للتّقسيم والتّفتيت، وتحويل هذا المحيط والإقليم إلى دويلات متناحرة ومتنازعة، كي يسوّغوا ويبرّروا دولتهم اليهوديّة الصافية».

وشدّد الموسوي على «أنّنا نعاهد أهلنا وشهداءنا أنّنا أصحاب مشروع وقضيّة، وأصحاب القضيّة والمشروع لا يهنوا ولا يحزنوا ولا يفتّ في عضدهم خسارة جولة من هنا أو هناك. فهذا الخط والنّهج مستمر بإذن الله، وطالما أنّ هناك أجيالًا تربّى على المقاومة والوفاء والولاء، فنحن مستمرّون بإذن الله».

رئاسياً، أكد الرّئيس السّابق للحزب «التقدّمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، في لقاء مع مجلس العلاقات العربية الأميركية، «أننا اخترنا دعم ترشيح قائد الجيش جوزاف عون للرئاسة لأنه يمثّل مؤسسة مهمة وقام بعمل ممتاز من أجل استقرار لبنان وهو مهم جداً في هذه المرحلة للاستقرار والأمن في البلد».

وأشار الى أنني «أفضّل انتخاب رئيس للجمهورية خلال عهد الرئيس الاميركي جو بايدن وهذا لا يعني أنني أوافق على سياسته وقد رأينا ما حصل في غزة لكن لا يجب انتظار الإدارة الأميركية الجديدة وقد رأينا نماذج ممن ستضم»، متمنياً «انتخاب رئيس في جلسة 9 كانون الثاني وأعتقد أن جوزيف عون هو مرشّح مدعوم من قبل الإدارتين القديمة والجديدة».

وفي الملف السوري، أكد أن «الاستقرار في سورية ضروري للاستقرار في لبنان، وسورية تحتاج الى فرصة ومساعدة وسأزورها الأحد مع الحزب التقدمي الاشتراكي وشيخ العقل سامي أبي المنى». وأوضح أن «الشيخ موفق طريف لا يمثّل الدروز في الشرق الأوسط إنما يمثّل فقط الدروز في فلسطين».

وفي إطار المشاورات السياسية تمهيداً لجلسة انتخاب الرئيس الشهر المقبل، التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان «اللقاء التشاوري النيابي المستقل» الذي ضمّ النواب الياس بو صعب وإبراهيم كنعان وألان عون وسيمون أبي رميا.

وشدد النائب كنعان بعد اللقاء على «أهمية الالتقاء لتشكيل قوة لإنقاذ لبنان، من أجل مشروع واضح المعالم، وهي العودة الى الدستور، وسيادة لبنان، وتطبيق وثيقة الوفاق الوطني، والعودة الى الشرعية الدولية، بما تتطلب من استعادة الثقة بلبنان. وهو ما يجعلنا أكثر حكمة في عملية الانتخاب لتكون عملية إنقاذية لا مسألة مغانم وتقاسم سلطة».

وعن دعم اللقاء الذي ينتمي اليه ترشيحه للرئاسة قال كنعان: «اسمي طرح للرئاسة من خلال لائحة صدرت عن بكركي، وقد حصلت اتصالات ومواقف في هذا المجال. ومن الطبيعي أن اللقاء الذي أنتمي اليه يدعم هذا التوجه، ولكن الأهم يبقى ان نتفق على الرؤية الإنقاذية والتكاتف حول رئيس يعطي الأمل، ويقود الشعب اللبناني الى طريق الخلاص».

وفيما علمت «البناء» أن رئيس حزب «القوات اللبنانيّة» سمير جعجع رفض كل الأسماء التي عرضت عليه من الكتل النيابية والنواب المستقلين، على اعتبار أن المتغيرات في لبنان والمنطقة والأحداث المتوقعة على صعيد استهداف العراق وإيران واليمن تصبّ جميعها في مصلحة فريق القوات ما يعزز فرص فرض رئيس على فريق الثنائي وحلفائه.

واستقبل جعجع في معراب، الخبير الدولي للشؤون المصرفية سمير عساف، وجرى البحث في التطورات المحلية والإقليمية.

إلا أن مصادر نيابية شددت لـ»البناء» على أن «التطورات في المنطقة وإن كانت ستترك تأثيرات كبيرة على لبنان، لكنها لن تغير في المعادلة النيابية والسياسية الداخلية، لأن أي محاولة طرف لكسر طرف آخر عبر فرض رئيس لا يحظى بتوافق ويشكل استفزازاً لطرف، سيؤدي الى تهديد السلم الأهلي وأخذ البلد الى الفوضى، لذلك الحل بالحوار بين الأطراف السياسية لإنتاج رئيس وفق المعادلة الدستورية، وإلا الاحتكام للديمقراطية واللعبة البرلمانية». ونفت المصادر أن يكون الحراك الرئاسي حتى الآن قد أزال العقبات أمام انتخاب الرئيس، متوقعة أن تتبلور الصورة الرئاسية مطلع العام الجديد وأن لا يتم الكشف عن مرشح التسوية إلا قبل أيام قليلة من انتخابه أو في الجلسة الانتخابية نفسها والتي قد لا تكون بالضرورة هي جلسة 9 كانون الثاني.

على صعيد آخر، ناشد النازحون اللبنانيون الى العراق، المسؤولين إرجاعهم الى بلدهم وتأمين كلفة التذاكر.

وتابع نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب هذه القضية منذ أيام، حيث أجرى اتصالًا برئاسة الوزراء العراقية واطلع على الأسباب التي تحول دون تسيير الطيران العراقي، متمنيًّا «العمل على معالجة هذه القضية بالسرعة الممكنة». وقد تبلّغ العلامة الخطيب من وزير الأشغال علي حمية أنه تمّ التوافق مع شركة طيران الشرق الأوسط على تكثيف رحلاتها إلى العراق، وهي ستسيّر 37 رحلة خلال الأيام الأربعة المقبلة إلى العراق كي تتمكن من نقل اللبنانيين، مؤكدًا أن هذه المسألة وضعت على طريق الحل.

 

 

"الشرق":

مجمل المعطيات المتصلة بالملف الرئاسي الذي يتحرك بدينامية ملحوظة منذ نحو اسبوع من دون ان يرسو على خيار حتى الساعة، تنحو في اتجاه تقليص حظوظ بعض الطامحين للجلوس الى كرسي المقام الاول في البلاد، مقابل ارتفاعها لآخرين. وغداة عدم اعلان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية انسحابه من السباق الى بعبدا كما كان متوقعا اول امس واعلان استمراره حتى جلسة 9 كانون الثاني المقبل، واعلان اللقاء الديمقراطي دعمه لقائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا، وانضمام اخرين اليه، بقيت المقار السياسية والحزبية لا سيما المؤثرة عددياً في البرلمان،محطة لزيارات بعض المرشحين الطامحين.

في اليرزة

وامس استقبل قائد الجيش العماد حوزيف عون سبعة نواب هم اعضاء تكتل التوافق الوطني برئاسة النائب فيصل كرامي، ثم كلا من النائبين فريد هيكل الخازن وغسان سكاف.

في معراب

في السياق، التقى رئيس حزب “القوات اللبنانيّة” سمير جعجع في معراب، الخبير الدولي للشؤون المصرفية سمير عساف، في حضور النائب غسان حاصباني، وعضو المجلس المركزي في “القوات” حبيب حسني. وتباحث المجتمعون في التطورات المحلية والإقليمية.

فرصة استثنائية

ايضا، التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان “اللقاء التشاوري النيابي المستقل” الذي ضمّ النواب الياس بو صعب وابراهيم كنعان وألان عون وسيمون أبي رميا لحوالى الساعة”. وتحدّث النائب كنعان عقب اللقاء فقال “نلجأ الى هذه الدار، وسماحة المفتي، المرجعية الوطنية، لنستنير بحكمته في الأيام الصعبة. وبعد الحرب المدمرة التي عشناها والاعتداءات على أرضنا، والنزيف الكبير الذي استمر اكثر من ثلاثة عقود، إن مع عدم تطبيق وثيقة الوفاق الوطني، أو عدم تطبيق القرار 1701 منذ العام 2006، فهناك فرصة استثنائية للعودة الى الدستور وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وبناء مؤسسات، وعودة الجميع الى كنف الدولة، والشرعية الدستورية، واحترام الشرعية الدولية لاستعادة الثقة بلبنان، ولاستعادة الثقة العربية التي نحتاجها ضمن محطيتنا لنستمر ونعيد بناء الوطن على اسس سليمة”. وقال “الجلسة مع سماحة المفتني أعطتنا الزخم والاندفاع والايمان الأكبر بالوحدة اللبنانية والاستقرار والابتعاد عن الشعبويات والمشاريع التي تتناقض مع مشروع الدولة. وكلنا أمل، بأن اللبنانيين جميعاً، بدءاً بنا كنواب سنقوم بواجباتنا في جلسة 9 كانون الثاني لأنها فرصة استثنائية لنخرج من النفق المظلم الذي يعاني شعبنا منه”. وهل يرى كثرة المرشحين عاملاً صحياً، أجاب كنعان رداً على سؤال ” من حق كل شخص أن يترشّح أو كتلة أن ترشّح، اللهم أن نتوصّل في ضوء المعطيات الى قواسم مشتركة بحثناها مع سماحة المفتي، وهي يجب ان تتخطى الشخص الى خريطة طريق للخروج من الوضع الذي نحن فيه. فالأهم من المرشحين هي امكانية الالتقاء لتشكيل قوة لانقاذ لبنان، من أجل مشروع واضح المعالم، وهي العودة الى الدستور، وسيادة لبنان، وتطبيق وثيقة الوفاق الوطني، والعودة الى الشرعية الدولية، بما تتطلب من استعادة الثقة بلبنان. وهو ما يجعلنا أكثر حكمة في عملية الانتخاب لتكون عملية انقاذية لا مسألة مغانم وتقاسم سلطة”. وعن دعم اللقاء الذي ينتمي اليه ترشيحه للرئاسة قال كنعان: اسمي طرح للرئاسة من خلال لائحة صدرت عن بكركي، وقد حصلت اتصالات ومواقف في هذا المجال. ومن الطبيعي أن اللقاء الذي انتمي اليه يدعم هذا التوجه، ولكن الأهم يبقى ان نتفق على الرؤية الانقاذية والتكاتف حول رئيس يعطي الأمل، ويقود الشعب اللبناني الى طريق الخلاص.

البزري

على الضفة ذاتها، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي النائب عبد الرحمن البزري والمحامي جوزف ابو شرف. وتم عرض للتطورات الراهنة. كان لغبطته موقف واضح وصريح من ضرورة تأمين هذا الاستحقاق في مواعيده التي تأخرت أكثر من سنتين مع الاصرار على تاريخ التاسع من كانون الثاني كموعد يجب الالتزام به.

الحزب وفرنجية

في المواقف ايضا أكد نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله، محمود قماطي، تمسك الحزب بدعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، لرئاسة الجمهورية، مشيرا إلى أن “هذا الموقف ثابت طالما ظل فرنجية مرشحًا لهذا المنصب”.

وأضاف قماطي في حديث عبر إذاعة “سبوتنيك”، أن “حزب الله” لم يتلق أي إشعار بانسحاب فرنجية من السباق الرئاسي”، موضحا أن “موقف الحزب في دعمه لهذا الترشيح لن يتغير”.

ديكتاتورية الحلفاء

من جانبه، كتب النائب وضاح الصادق عبر حسابه على “اكس”: من حق أي نائب أو كتلة طرح مرشحها لرئاسة الجمهورية، وهو حق يكفله الدستور ولا يمكن لأحد سرقته. ومع ذلك، يبدو أن البعض لا يزال يعيش في ديكتاتورية حلفائه في محور سقط إلى الأبد.

الخروقات

في غضون ذلك، وغداة اجتماع الناقورة للجنة الاشراف على اتفاق وقف النار، استمرت الخروقات الاسرائيلية في شكل فاضح. ولليوم الثالث على التوالي تعمل الجرافات الاسرائيلية على تدمير وجرف منازل في الأحياء الداخلية في الناقورة وتفجير منازل في بلدة طير حرفا. ولا تزال آليات الجيش الاسرائيلي في أحياء بلدة بني حيان، بعد التوغل إليها أمس، وهدم عدد من المنازل، والقيام بأعمال تمشيط ورمي قنابل على المنازل. وافيد ان وحدات من اليونيفيل تقوم بالكشف على الأودية الواقعة عند مجرى نهر الليطاني في ظل تحليق للمسيرات التجسسية على علو منخفض في أجواء المنطقة.

 

 

 

"الانباء":

تترقب الأوساط السياسية والشعبية على حد سواء الزيارة المقررة يوم الأحد المقبل للرئيس وليد جنبلاط واللقاء الديمقراطي وشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى إلى دمشق للقاء قائد "الادارة الجديدة" أحمد الشرع، مع ما تحمله الزيارة من دلالات سياسية، وسط ترحيب سياسي وشعبي سوري بجنبلاط والوفد الذي سيرافقه.

وأمس أكد جنبلاط أن الاستقرار في سوريا ضروري للاستقرار في لبنان. وسوريا تحتاج إلى فرصة ومساعدة.

وفي موضوع انتخاب رئيس للجمهورية قال جنبلاط في لقاء مع مجلس العلاقات العربية الأميركية عبر الـ Webinar: "اخترنا دعم ترشيح قائد الجيش جوزيف عون للرئاسة لأنه يمثّل مؤسسة مهمة وقام بعمل ممتاز من أجل استقرار لبنان، وهو مهم جداً في هذه المرحلة للاستقرار والأمن في البلد".

وقال جنبلاط: "أفضّل انتخاب رئيس للجمهورية خلال عهد بايدن، وهذا لا يعني أنني اوافق على سياسته وقد رأينا ما حصل في غزة. لكن لا يجب انتظار الإدارة الأميركية الجديدة وقد رأينا نماذج ممن ستضم".

موسى

عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى رأى في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أن الحوارات التي أجراها جنبلاط مع الفرقاء السياسيين، والمناخ العام في المنطقة حتّم على اللقاء الديمقراطي تأييد ترشيح قائد الجيش، مشدداً على أن المهم أن يكون هناك رئيس بأكثرية موصوفة، مبدياً اعتقاده أن التداول الجدي بين الفرقاء لن يتم عملياً اﻻ قبل فترة قصيرة من موعد جلسة اﻻنتخاب، لكن من المؤكد أن اﻻمور بدأت تأخذ منحى جدياً.

السعد

عضو اللقاء الديمقراطي النائب راجي السعد أكد في اتصال مع "الأنباء" الإلكترونية، أن العماد جوزيف عون برأينا هو الشخصية الأنسب لقيادة دفة الوطن في هذه المرحلة الحساسة. نظراً لما يتمتع به من مواصفات قيادية وحكمة، وحزم، ونظافة كف ومناقبية، ونظراً لقدرته على اعادة هيبة الدولة وبسط سيادتها على كامل التراب الوطني، واستعادة علاقات لبنان بالدول العربية والأجنبية وإجراء الإصلاحات المطلوبة وفق المصالح الوطنية العليا.

حلو

النائب السابق هنري حلو رد على رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل تشبيهه ترشيح اللقاء الديموقراطي للعماد جوزاف عون بأنه هنري حلو ثان. فقال، مع تأييدي التام لترشيح قائد الجيش، أعتقد أن الأهمّ ألاّ يكون أيّ رئيس مقبل، كائناً من كان، ميشال عون ثان".

حزب الله

في الأثناء، حزب الله متمسك بدعم ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية كما أكد نائب رئيس المجلس السياسي محمود قماطي، الذي أشار إلى أن هذا الموقف ثابت طالما ظل فرنجية مرشحا.

ميقاتي في قمة القاهرة

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وفي كلمة في القمة الـ 11 لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي في القاهرة، أكد أن المدخل الحقيقي لولوج باب التنمية يبدأ باحترام الشرعية الدولية وتطبيق القوانين والمعاهدات والقرارات ذات الصلة بدءا من القانون الدولي الإنساني، والضغط على إسرائيل التي تواظب على عدوانها التدميري الذي لم يوقف عجلة التنمية في لبنان فحسب، بل أعاد الكثير من القطاعات سنوات طويلة الى الوراء. وجدد موقف لبنان الثابت بالالتزام بالقرارات الدولية لا سيما القرار 1701.

هذا وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تخصيص جلسة بقمة الدول الثماني النامية عن الأوضاع في فلسطين ولبنان.

 

 

 

"الشرق الاوسط":

 فُتِحَت قنوات التواصل ما بين الدولة اللبنانية والحكومة السورية المؤقتة، ونقل دبلوماسيون رسالة من قائد "هيئة تحرير الشام"، أحمد الشرع، إلى القيادات اللبنانية، مفادها "ألّا مشكلة لدى الحكومة السورية الجديدة مع الدولة اللبنانية، وأن المشكلة كانت مع تنظيم (حزب الله) الذي انخرط مع نظام بشّار الأسد في قتل الشعب السوري، واحتلّ مناطق في سوريا، وهجَّر أهلها منها".
وأوضح مصدر مقرَّب من رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، أن الأخير "تلقّف الرسالة السورية بإيجابية مطلقة، وبدأ البناء عليها لإقامة علاقات سليمة مع الأشقاء في سوريا".
وكشف المصدر لـ"الشرق الأوسط" أن رئيس الحكومة "أعطى تعليماته إلى جميع المؤسسات الرسمية للتعاون مع (هيئة تحرير الشام) التي تُمسِك بالأمن على الأراضي السورية، والتنسيق بكلّ القضايا الأمنية المشتركة بين البلدين"، مشيراً إلى أن "الثمرة الأولى لهذا التعاون بدأت باجتماع، عُقِد الأربعاء، بين وفد من "هيئة تحرير الشام" وجهاز الأمن العام اللبناني، في مركز الأخير، عند معبر المصنع (البقاع)، وكان هناك تفاهم على أطر التنسيق بين الوفدين، لما يحفظ الأمن على الجانبين، اللبناني والسوري".
وقال إن "أكثر ما يهمّ الرئيس ميقاتي تنظيم الوضع الأمني على الحدود، وضبطه على الجهتين، وإن رئيس الحكومة تلقَّى، في الساعات الماضية، تقارير من الجيش اللبناني تفيد بأن الجانب السوري ضبط 80 في المائة من المعابر غير الشرعية التي كانت ممراً للمهربين من الجانبين، وهذا أمر يبعث على الارتياح".
وفي مؤشر على أن "هيئة تحرير الشام" طوت صفحة الماضي ورواسبها، أشار المصدر المقرب من رئيس الحكومة إلى أن "مُوفَداً تركياً وآخرَ قطرياً نقلا رسالة تؤكد أن الدولة السورية الجديدة ليست بوارد فتح أوراق الحرب السورية، ولا حتى تعامل حلفاء الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، بمن فيهم (حزب الله)، مع المعارضين الذين جرى اعتقالهم في لبنان وزجُّهم بالسجون، ولا حتى في وارد تصفية حسابات مع الحزب، ما دام الأخير انسحب من سوريا ولم يعد له أي نشاط عسكري أو أمني على الأراضي السورية".
وفي خطوة تؤكد أن الجانب السوري طوى المشكلة التي كانت قائمة مع "حزب الله"، كشف مصدر أمني لـ"الشرق الأوسط"، أن "هيئة تحرير الشام" سبق لها أن سهّلت انتقال العشرات من مقاتلي "حزب الله" وعائلاتهم من سوريا إلى لبنان، من دون إيذاء أحد منهم أو التعرّض لهم.
ولم يُسجّل حتى الآن أي اتصال علني ما بين الحكومة اللبنانية ورئيس السلطة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، رغم مرور أسبوعين على سقوط نظام الأسد.
ورأى الوزير السابق، رشيد درباس، أن الرئيس نجيب ميقاتي "قام بزيارة استكشافية إلى أنقرة لمعرفة كيف ستتوجه الأمور في سوريا".
وأوضح في تصريح لـ"الشرق الأوسط" أن "الفصائل المسلحة التي تمسك الأمن في سوريا تقف أمام امتحان القدرة على حفظ الأمن والاستقرار، إلى أن تتشكّل سلطة سياسية جديدة منبثقة عن إرادة السوريين في انتخابات حرة ونزيهة؛ خصوصاً أن الجيش السوري النظامي لم يعد له وجود على الأرض".
وقال درباس: "حتى الآن، كلام السوريين عن العلاقة مع لبنان جيّد، لكن من حقّ لبنان أن يبقى حذراً ويقظاً من إمكان اندلاع فوضى في سوريا، وتسرّبها إلى لبنان".
ويبقى التحفّظ اللبناني قائماً، رغم أن وفوداً أوروبية زارت دمشق في الأيام الأولى التي أعقبت الإطاحة بنظام الأسد، واعتبر الوزير درباس أن "زيارات الوفود الأجنبية ذات مهمّة استطلاعية، ولتلمّس مدى قدرة الحكومة الجديدة على إدارة مرحلة انتقالية وضبط الأوضاع على كامل الأراضي السورية"، مشدداً على أن "المحادثات التي أجراها الرئيس نجيب ميقاتي مع الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان تأتي في هذا السياق"، لافتاً إلى أن "الارتياب والحذر ينمّ عن حكمة".
أما عن زيارة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط المقررة إلى دمشق، يوم الأحد المقبل، فوضعها درباس في إطار الاستكشاف، فضلاً عن أن جنبلاط لديه قضيّة أخرى (في إشارة إلى وضع الدروز في سوريا ودورهم في المرحلة المقبلة)، و"هذا أمر مفهوم".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية