ابي المنى من قصر الشعب في سوريا: الدروز دعاة وحدة وتوحيد
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Dec 22 24|17:17PM :نشر بتاريخ
شكلت زيارة الوفد الدرزي إلى قصر الشعب في سوريا اليوم برئاسة سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ومشاركة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط ونواب كتلة اللقاء الديمقراطي وعدد من قضاة المذهب والمشايخ واعضاء المجلس المذهبي ومن مديريتي المجلس ومشيخة العقل، للقاء رئيس السلطة الجديدة قائد "هيئة تحرير الشام" أحمد الشرع ورئيس الحكومة الانتقالية محمد البشير، حدثا سياسيا ومحطة تاريخية مهمة، على مستوى اعادة العلاقات، بعد فترة انقطاع دامت نحو 13 عاما وشهدت توترات عدة مع النظام المخلوع.
ومن العناوين الأساسية للقاء، إطلاق الحوار بين البلدين، والعمل على تصحيح العلاقات اللبنانية-السورية، بعد الشوائب التي واجهتها، وجاءت الرسالة التي قدمها سماحة شيخ العقل والمذكرة التي قدمها جنبلاط للشرع في هذا السياق، والتأكيد على دور الطائفة تاريخيا وفي المحطات الأساسية. الى جانب رسالة التهنئة الى القيادة السورية الجديدة بالتحرّر من نظام حكم الأسد والتطلع نحو سوريا الموحدة والحرّة".
وصل الوفد إلى قصر الشعب قبل ساعة من الموعد مع الشرع، واستقبلته على الطريق الدولي بعد المصنع في الأراضي السورية مجموعات من أبناء الطائفة في سوريا ومن الثوار وهم يرفعون الأعلام والشعارات، على وقع الأهازيج، واجتمع الوفد فور وصوله قصر الشعب إلى رئيس الحكومة الانتقالية محمد البشير، ثم اجتمع إلى الشرع في نفس قاعة الاستقبال.
شيخ العقل
وخلال اللقاء القى الشيخ ابي المنى كلمة، ضمّنها دور طائفة الموحدين المسلمين الدروز في سوريا ولبنان، وسبل تعزيز التعاون بين البلدين، في مواجهة التحديات الإقليمية.
وقال: "شعب سوريا يستحق السلم والازدهار لأنه قلب العروبة النابض"، مشيرًا إلى "أهمية عقد قمة روحية تجمع القادة الروحيين بين البلدين لتعزيز روح الطمأنينة بين الشعبين".
وتابع: "يحق لنا ان نفرح معكم بهذا الانتصار على الظلم والاستبداد والطغيان، لقد عانى الشعب اللبناني بعضاً مما عاناه الشعب السوري، ونحن هنا لنؤكد على العلاقة الوثيقة التي تربط لبنان وسوريا بعضهم ببعض مجتمعا وتراثا وعلاقة روحية وطبيعية يجب ان تنظم وان تدرس بجدية، لكي يكون المستقبل مشرقا بين البلدين.
واشار ابي المنى إلى مرحلتي سلطان الاطرش وكمال جنبلاط، وقال: "هناك خصوصيات في طائفة الموحدين الدروز نأمل ان تراعى، وللطائفة تاريخ وتراث وطاقات يجب ان يستفاد منها، فهم دعاة وحدة وتوحيد، ما حصل يطمئن الناس بأن شمس جديدة تشرق في سوريا، فعسى ان تكون شمس الازدهار والاستقرار والحرية".
كما تناول شيخ العقل في كلمته مسائل متعلقة برسالة الاسلام التي هي قدر ومسؤولية، مثنياً على المجاهدين الذين بدلوا اثواب القتال والثورة بثوب المسؤولية والبناء، مشيراً الى ان أعباء السلم تفوق اعباء الحرب واستثمار الانتصار واجبٌ ومسؤولية، لافتا إلى أن شعب سوريا يستحق السلم والازدهار وانه لا بد من المصالحة وصياغة عقد اجتماعي يطمئن الجميع، لا يقلق الاقلية ويحتاج الى عدل الأكثرية. وقال: نتطلع إلى قيام دولة وطنية ديمقراطية جامعة، وقد بدت تباشيرها بنهج الاعتدال والتنوع ومشاركة الجميع بفعالية، وفي انفتاح نحو العمق العربي واحترام الخصوصيات، واعادة تكوين السلطة والجيش والقضاء والتحضير للمؤتمر الوطني وصياغة الدستور الجديد.
وليد جنبلاط
وفي كلمته، قال جنبلاط: "من جبل لبنان من جبل كمال جنبلاط نحيي هذا الشعب الذي تخلص من الاستبداد والقهر التحية لكم ولكل من ساهم في هذا النصر ونتمنى ان تعود العلاقات اللبنانية- السورية من خلال السفارات وان يحاسب كل الذين اجرموا بحق اللبنانيين وان تقام محاكم عادلة لكل من اجرم بحق الشعب السوري وأن تصبح بعض المعتقلات متاحف للتاريخ".
وأضاف "الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب تشابه جرائم غزة والبوسنة والهرسك وهي جرائم ضد الإنسانية ومن المفيد ان نتوجه الى المحكمة الدولية لتتولى هذا الامر والطريق طويل وختم قائلاً ساتقدم منكم بمذكرة حول العلاقات اللبنانية السورية وعاشت سوريا حرّة ابية حرة ".
الشرع
من جانبه، تحدث أحمد الشرع عن تاريخ العلاقات بين سوريا ولبنان، قائلاً إن "سوريا كانت مصدر قلق وإزعاج للبنان في بعض الفترات، وكان تدخلها في الشأن اللبناني سلبياً"، مشيرًا إلى دور النظام السوري في الفترات الماضية. وأضاف: "النظام السابق في سوريا، بالتعاون مع المليشيات الإيرانية، عمل على تشتيت شمل السوريين وزيادة الفوضى في المنطقة". وأكد أن "معركتنا المشتركة في سوريا كانت ضرورية لإنقاذ المنطقة من حرب إقليمية كبرى كانت قد تندلع لولا التدخل السوري الحاسم".
وفي حديثه عن العلاقة المستقبلية مع لبنان، أشار الشرع إلى أن "سوريا تقف على مسافة واحدة من الجميع وستحترم سيادة لبنان واستقراره الأمني"، لافتًا إلى ضرورة بناء علاقات قائمة على التعاون المشترك والاستقرار المتبادل. كما تطرّق إلى قضايا إقليمية أخرى، حيث أشار إلى دور النظام السوري في قتل العديد من الشخصيات اللبنانية البارزة مثل كمال جنبلاط وبشير الجميّل ورفيق الحريري.
وأضاف الشرع أن لبنان بحاجة إلى "اقتصاد قويّ واستقرار سياسيّ"، وأن سوريا ستكون سندًا للبنان في هذه المرحلة، معربًا عن أمله في أن تُمحى الذاكرة السورية السابقة من أذهان اللبنانيين، مؤكدًا ضرورة بناء علاقات استراتيجية جديدة مع لبنان. وختم بالقول: "المجتمع الدولي عجز عن حل المشكلة السورية خلال 14 عامًا ونحن أخذنا طريقًا مختلفًا ليقيننا بأن الشعوب لا تستطيع أن تأخذ حقّها إلا بيدها".
وقدم جنبلاط وابي المنى كتابين للشرع. وبعد اللقاء تحدث الشيخ ابي المنى إلى الاعلاميين، قائلا: "جئنا إلى سوريا لنقول لهم انه يحق لنا ان نفرح معكم بهذا الانتصار، الانتصار على الظلم وعلى الاستبداد وعلى الطغيان. لقد عانى الشعب اللبناني بعضاً مما عاناه الشعب السوري وقد جئنا لنؤكد على العلاقة الوثيقة التي تربط لبنان وسوريا بعضهم ببعض مجتمعا وتراثا وعلاقة روحية وعلاقة طبيعية يجب ان تنظم وان تدرس بجدية لكي يكون المستقبل مستقبلا مشرق بين البلدين ولنؤكد على أنه هناك خصوصيات في طائفة الموحدين الدروز نأمل ان تراعى، للموحدين الدروز تاريخ وتراث وطاقات يجب ان يستفاد منها، فهم ليسوا ببعيدين عن ذلك، ما حصل يطمئن الناس بأن شمس جديدة تشرق في سوريا، فعسى ان تكون شمس الازدهار والاستقرار والحرية.
من جهته صرح جنبلاط بعدة تصاريح اكد في واحد منها بأن "مزارع شبعا سورية"، مشيرًا إلى أهمية تفعيل الحوار بين لبنان وسوريا لتجاوز التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه البلدين".
وبعد انتهاء اللقاء عاد الوفد ادراجه مباشرة إلى لبنان.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا