الشيخ بارودي: هنيئاً لأهل سوريا النصر
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Dec 23 24|20:01PM :نشر بتاريخ
ايكو وطن- طرابلس- روعة الرفاعي
قال امين فتوى طرابلس وشيخ قرائها بلال بارودي في معرض قراءة التغيرات في سوريا : وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن اكثر الناس لا يعلمون ، ان الله جل جلاله ناصر للمظلومين ومعز لاوليائه وانما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ، وكل التضحيات التي قدمت على طريق النصر لا تقل أهمية عن التقديمات والتضحيات التي ينبغي ان تقدم في المحافظة على هذا النصر، فالنصر ان صنع بالصبر فينبغي ان يحافظ عليه ببعد النظر والحس بالواقع .
وهذا الذي حصل في عقر دار المسلمين الشام والذي لطالما دعونا ودعونا وابتهلنا وتظاهرنا ، ونحن لسنا وحدنا نحن، بل اكثر من نصف قرن والمسلمون في العالم مات اباؤهم وهم يسمعونهم يدعون على هذا النظام المجرم البائس الفاجر وقدر الله جل جلاله ان يطيل امد هذه الثورة وهذه المعاناة منذ العام ٢٠١١ الى ان تم بدرها وربي ابناؤها ربوا على تلاوة السنن والاخلاق الرفيعة وحسن المعاملة .
هيئ لهم الظرف بان يدخلوا مدنهم فاتحين، فهم لم يفتحوا بلدا ليس لهم، ولم يعودوا الى اراض لم يولدوا فيها ، انما هي مساقط رؤوسهم ومحضنهم ومراضعهم، انها بلادهم حيث ترعرعوا وتعلموا وتربوا وحيطانها تشهد لهم منذ فتح بني امية لبلاد الشام والشام تعبق بزهور الياسمين والحرية.
فهنيئا لكم نصركم وهنيئا لكم فتحكم وسدد الله تعالى خطاكم وثبت الله تعالى اقدامكم وزادكم بصيرة وحزما وعزما وهمة وصرف عنكم كيد اعدائكم .
واننا نقول من جهتنا انه لا يعرف طعم الحرية الا من ذاق لبانها وحليبها ولا يحافظ على الحرية الا من رفض من الداخل ذل العبودية.
وشعب الشام، بلادنا بلاد الشام تنسمت عبق الاسلام وامتزج هذا العبق بدمها وبكرامتها وعنفوانها لا تلين لها قناة ولا تضعف لها همة ولا تخضع لطاغية.
تصبروا على الضيم وصابروا على الجرح تلملم جراحاتها وتحاول ان تخفي اهاتها ، انها الكرامة وانها العزة وانه الشموخ وانه الاباء انه العز انه الاسلام واننا نستحضر وثيقه النبي عليه الصلاه والسلام في المدينة المنورة التي حفظت حق المواطنة وحق الاعتقاد وحق التملك وفي ذلك رعى النبي عليه الصلاه والسلام والتعدد الذي يعرف كل بلد به ، وقد ذهبت الوثيقة الى حد اشاره سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام الى ان يهود بني عوف امة من الناس وهم يهود ولكنهم يسكنون المدينة وقد اقر له من النبي صلى الله عليه وسلم بحق المواطنة وفي بند حق الامن ورد فيها بالحرف ان من ارتحل فهو امن ومن قعد فهو امن الا من ظلم واثم فلا يمكن للبلد ان تقبل اثما او ظالما والا اختل ميزان البلد واختل عقدها الاجتماعي وتعرض نسيجها للانهيار الفوري.
فالبلد الصالح لا ياوي محدثا ولا ياوي ظالما ولا يؤوي فاجرا ، ينبغي ان تلفظ هذه المنكرات خارج البلد حفاظا على المواطنة في هذا البلد.
وفي مسألة حق الاعتقاد ونحن نرى اليوم جل اهتمام الغرب في سوريا على ذلك والاسئلة المتكررة عن مصير الاقليات ، لنسال نحن بدورنا اي الاقليات هذه ، فانهم بقوا لاكثر الف عام من ولم يتعرض لهم احد فما سمعنا ان الدروز هجروا او ان العلويين هجروا او ان المسيحيين هجروا ، ابدا فان كنائسهم موجودة ومعابدهم موجودة وقراهم موجودة فلماذا هذا الالتفات الى هذه الاشياء التي لا تطمئن.
والآن ! كان اهل الشام يعاملون معاملة الاقليات فكم حرر من السجون من الاقليات واهلها هناك مليون مفقود في سوريا ومئات الاف المفقودين والاف المسجونين واكثر من ثلاثة عشر مليون مهجرا هل فيهم من الاقليات ؟
اذا لقد اقر النبي صلى الله عليه وسلم في مسألة حرية الاعتقاد في الوثيقة التاريخية في المدينة بقوله فان للمسلمين دينهم ولليهود دينهم هذا هو بناء الدولة الحديثة التي يتغنون ، لنقول هنا ان العدالة هي الاساس وان الشورى هي الاساس والحق لكل انسان بالعيش بكرامة من الاعتقاد الى المساواة وسقوط المفاضلة بين الطوائف والتمايز بين الناس.
كما جاء في الوثيقة مساله حق المناصرةووعدم نصرة الاتين من الخارج عليهم ، كما في التجارة وفرت الوثيقه لليهود حقوقا في التجارة.
اذا هذه الدولة التي يخشون قيامها على بساط العدالة تضاف في كرامة اهل الشام وفي ثورة احرار الشام فينبغي ان يامن الجميع وينبغي ان يطمئن الجميع الا طائفة واحدة ،والا منهجا واحدا فما بين صبر غزة العزة ونصر و كرامة ثوار الشام انما ينبغي ان نلتفت الى مشروع ولاية الفقيه.
فقد صبر اهل غزه صبرا عظيما وانتصر اهل الشام نصرا عظيما ، هناك صبر محفوف بالمخاطر وهنا نصر محفوف بالكرامة والشهامة ، لذلك مع كل الجراحات النازفة في فلسطين تاتينا البشارات وبالنصر الجارف في الشام والخاسر واحد هو الذي كان يحاول ان يمزق نسيج امتنا وان يدخل الينا ما ليس منا والحمد لله رب العالمين لقد عادت سوريا الى ايدي اهلها بايدي اهلها والشكر كل الشكر لمن ساند ايادي الابطال في تحقيق هذا النصر العظيم والذي فاتته الفرصة وفاتته الساعة من ان يساند بيد العزم والقوة في النصر وصناعته فليمد يد العون في بناء الدولة والحفاظ على كرامة الناس وان لم يستطع فليكف عنا لسانه وليغلق عنا شاشات اعلامه فنحن في غنى عنه وفي غنى عن فتنه وعن وساوسه.
لذلك نقول ان من عاش خمسين سنه يمدح النظام الاب والابن فحري به ان يسكت خمسين سنة حتى لا ينتقم الناس منه ، فينبغي ان يخرس هؤلاء وان يخسأ الخاسئون. ينبغي ان تسكت كل هذه الابواق ولا يصدق احد منهم فمن مدح هؤلاء او قال انه كان ينبغي ان نحافظ على هذا النظام وارسل ابناءه ومقاتليه ينبغي ان يعتبر وينبغي ان نميز نحن اليوم ما بين الانتصارات الحقيقية وما بين الانكسارات والخزي والعار. فما حصل في لبنان يسمونه انتصارا فالحمد لله في لبنان انتصارات هائلة حررت السجون! لا لم تحرر السجون الا في الشام عاد المهجرون الى بلادهم بل لم يعد المهجرون الا الى سوريا ، فر الطغاة ،لم يفر احد من هنا والان الذي يمسك بزمام الامر عندنا المنتصر جنرال امريكي والذي يراقب حركة الناس كلهم قياداتهم سياسييهم ومحاذبيهم هو الاسرائيلي .
لقد حققنا انتصارا هائلا ونسال هنا ما حقيقة الانتصار وكيف يصنع الانتصار ؟
اناشيد الاحرار في مسجد بني اميه وفي حمص العلية هنالك الانتصار فقد تنشق الناس عبق الحرية صغارا كبارا شيوخا . ومع ذلك يخاف الناس على حقوق المرأةةفي سوريا ونسالهم اين انتم عندما كانت نساء سوريا تغتصب في غيابات السجون؟ اين انتم من الاطفال الذين ولدوا في اقبية السجون؟
الان انتم حرصون على المراة اي مرأة ؟ المرأة الصالحة ام المرأة الفاسدة التي تريدونها راقصة او تريدونها مغنية او تريدونها عاهرة في اي امرأة تريدون؟
نحن نريد الامه المدرسة نريد الام الاسوة ، ونريد الام الصابرة المحتسبة التي تعلم ابناءها القيم والاخلاق والمبادئ والعقيدهطة والتاريخ لا ان تعلم الناس بخصرها ولا ان تفتن الناس بجمالها ولا ان تغوي الرجال بمفاتنها . هذه المرأة التي نريد اما المرأة التي تريدون فخذوها الى بلادكم واياكم ان تظنوا ان الاسلام يمنع عن الناس معتقداتهم او ان يظهروا بالمظاهر التي يريدون فكله ضمن قوانين.
اصبروا قليلا اصبروا قليلا فنحن بحاجة الان الى الهدوء والى الحكمة والروية ولا نستعجلن شيئا.
ينبغي ايها الكرام ان نعلم علم اليقين ان هذا الفتح الكبير هو مقدمة للفتح الاكبر وعلى مر التاريخ عندما كان يصل الفتح الى بلاد الشام يقترب فتح بيت المقدس. هكذا على مر التاريخ فعندما كانت تفتح حلب تفتح دمشق وحمص يقترب الفتح من بيت المقدس. فان كنتم تخافون ذلك فخذوا العدة لاننا في مرحلة جديدة .
وفي لبنان الاولى ان تفرغ هذه السجون التي فيها اكثر من ألف وخمسمئة شاب معتقل بسبب الثورة السورية او احداث جبل محسن التبانة المتعلقة بالثورة السورية .
ينبغي ان تفرغ هذه السجون وان تملأ بمن كان يقاتل مع النظام بمن عاد فارا وتاركا القرى التي احتلها. ينبغي ان تمتلئ بهم السجون وان يحاكموا محاكمة عادلة.
اما عن العفو العام فبكل صراحة قلناها منذ ست سنوات نحن لا نريد عفوا عاما فالعفو العام لا يناسبنا نريد محاكمة عادلة وان تعطى للبريء براءته وان يسجن الذي حكم عليه وهو بريء ، هؤلاء القضاة في المحكمة العسكرية ، هؤلاء هم الذين ينبغي ان يحاكموا والمطلوب محكمة مدنية لا عسكريه نستنشق معها معنى الحرية .
اما هذا الطاغية الرئيس الفار فينبغي ان يلاحق في كل المنتديات الدولية و ينبغي ان يجند كل كل الاغتراب السوري ليصلوا الى اعوان هؤلاء في كل العالم فاجرام خمسين سنه لا تذهبه جملة اذهبوا وانتم الطلقاء ، فهؤلاء لا عفو عنهم ولا ينبغي ان يكونوا طلقاء فقد دفعنا ثمنا من هذا الاجرام .
وفي لبنان مررنا منذ العام ١٩٧٦ حتى الان كم اهينت من بيوت وكم غيب من شباب . وعندنا في طرابلس خمسة آلاف شاب ما بين مفقود وسجين لدى الجيش السوري والى الان لا احد يعلم مصيرهم وينبغي ان يعلم الناس حقيقه ذهاب غيظهم من هؤلاء الناس.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا