توقيع اتفاقية تعاون بين المقاصد والمدارس الكاثوليكيّة الحلبي: تقوي ركائز العيش الواحد الحاضن للمواطنة السليمة
الرئيسية تربية / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Dec 12 22|23:51PM :نشر بتاريخ
وقعت جمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في بيروت ممثلة برئيسها الدكتور فيصل سنو والأمانة العامّة للمدارس الكاثوليكيّة في لبنان ممثلة بالأمين العام الأب يوسف نصر، اتفاقية تعاون، برعاية وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال القاضي عباس الحلبي، في كلية خالد بن الوليد مبنى فيصل الأول بالمقاصد في الحرج، في حضور الشيخ محمود الخطيب ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، رئيس اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية المطران حنا رحمة، المديرِ العام لوزارة التربية عماد الأشقر، رئيسةِ المركزِ التربويّ البروفسورة هيام اسحاق وعدد من الشخصيات التربوية والثقافية والإعلامية وأعضاء مجلس أمناء المقاصد.
وتتضمن المذكرة التعاون في المجالات التربويّة والثقافيّة والاجتماعيّة، وتبادل الخبرات في القطاعين التربويّ والإداريّ من حيث التنمية المهنيّة والمناهج والبرامج التربويّة وأهداف التنمية المُستدامة والدمج، عبْر عقد لقاءات عمل بين أفراد القطاعين من حيث الأداء والتقنيّات المستخدمة، إضافة إلى موضوع الانتماء إلى شبكة المدارس الفرنسيّة (Homologation).، وتفعيل دورهما في استنهاض المجتمع وتثبيت مبادئ العيش المشترك.
سنو
استهل الحفل بكلمة ترحيبية للمديرة العامة للشؤون التربوية في المقاصد الدكتورة غنى البدوي حافظ، ثم تحدث رئيس جمعية المقاصد فقال: "نتشرف بأن نكون معاً في هذا الصرح العلمي الذي نعتمد عليه وعلى أمثاله لجمع شتات هذا الوطن، مع العلم بأنهم وصلوا لبعضه لزرع هذا التشتت والضياع، الذي نعيشه وكذلك الكراهية والخوف".
اضاف: "إن وجودنا هنا يحتم علي أن أطلق صرخة بل صرخات الى أين نحن ذاهبون. وما الفائدة من وجود رؤساء أقوياء أو ضعفاء يدفعون الى ضياع الوطن. وهل القوة هي بفرض الآراء ومخالفتها، أم القوة بإرادة بناء الوطن والمواطن والتخطيط للمستقبل وكيف نفتخر باستخدامنا القانون والدستور لغايات شخصية. القوة، هي البقاء متميزين بين أقراننا، كما فعل السلف الصالح. نحن أيها الأخوة أصبحنا ساقطين فاشلين، ومن حَولنا يتقدم حتى تبدلنا من معلمين الى تابعين نطلب المساعدة".
وتابع: "لا يكفي اشراقة من هنا أو هناك لبناء وطن. نحن نخسر المميزين منا بالهجرة، ونفتخر بأن مغتربينا الذين تركونا بسبب الحاجة، هم من سيساعدونا على النهوض. وأقترح تأليف لجنة ما بين المدارس الكاثوليكية ومدارس جمعية المقاصد، يشارك فيها رجال اكفاء لدراسة واقع الهجرة، فهي ان كانت حلماً للشباب فهي في الحقيقة تدمر البلد الذي علم وأنشأ وجاهد فيه الأهل والمجتمع، لنقدم خدمة للمجتمعات الأخرى لسد حاجتها التي ابتدأت بالعمالة وانتهت بالمتعلمين، ولندرس ظاهرتهم بتجرد حيث النقص عندهم على كافة المستويات، ولتدرس هذه اللجنة الأسباب التي اوصلتهم الى هنا وما علينا فعله لبقاء اولادنا عندنا" .
وقال: "ستجدون الأسباب الى جانب الاقتصاد بأن الأخلاق اساس ايضاً. فالشذوذ سيكون احد الأسباب في الماضي والحاضر والسبب الأساسي في المستقبل لتناقص المواليد . لنشرح لأولادنا وأهلهم اسباب الشذوذ وستجدون ان العلاقات العائلية هي احدى اهم الأسباب . فالشذوذ ليس مرضاً الا بنسبة بسيطة كما هو حال الاحتياجات الخاصة. فلنسر بعكس التيار، نحن المهتمين بالأجيال القادمة، وأرجوكم زيادة فقرة الا وهو بتبادل الطلبة بدوام يوم كامل حتى يقضي الطلبة بعض الأيام في مدارس الغير ويعرفوا أن الآخر ليس وحشاً ولا هو عديم الأخلاق. يجب أن يعرف الناس بعضهم بعضاً، فنحن من جيل والحمد لله لم نرب على هذه الأفكار، وكنا نعيش المواطنة بكامل أبعادها. فلنحاول كسر هذا الطوق الذي بني حول أبنائنا وأحفادنا".
وختم: "لقد كرِهنا أبناؤنا وهاجروا بعيدا عن الحقد والخوف، لينعموا كما يظنون بالحرية. نحن أهل الحرية والكرامة فقدناها وتركناها بين أيدي شذاذ الآفاق".
من جهته، قال الأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة: "الكلُّ، متفقًا ومقتَنعًا، أنّهُ بالتربية نبني الوطن وأنّ للتربيةِ التأثيرَ المباشرَ على تركيبة المجتمعِ المحليّ وعلى بِناءِ ثقافَةِ المواطَنةِ وعلى مُثاقَفَةِ الدولة وعلى بِناءِ القوميّةِ الوطنيّةِ وعلى أداءِ المواطنِ وسلوكيّاتِه الأخلاقيّة".
اضاف: "وإذا كنّا نتفاخرُ بتاريخِنا التربويّ المجيد على مدى قرونٍ وعقود، فإزاء ما حصلَ ويَحصلُ كلّ يومٍ بوطنِنا وفي بلدنا العزيز لبنان، لا بدّ إذًا من ضرورةِ إعادةِ قراءة التاريخ اللبنانيّ الحديث بتمعّنٍ وموضوعيّةٍ، وعلى ضوء المؤشِّرات التربويّة والمعايير التربويّة العالميّة لاستكشافِ نقاطِ الضُعف الكامِنة في المَنهجِ اللبنانيّ ابتداءً من منهح السبعينيات الى منهج التسعينيات بهدفِ استدراكِ الأمر والتوافقِ معًا على مقاييسَ تربويّةٍ تضمنُ عدَم السقوطِ مجدّدًا في أخطاءِ الماضي التي دفع الكلُّ ثمنَها غاليًا".
وتابع: "ونحنُ نعتبرُ أنّ التعصّبَ الطائفيّ هو من أهمّ الأسبابِ التي أفسدت العقولَ والنفوس والتي أدَّت بنتيجَة الأمر الى استغلال التربية واستخدامِها وسيلةً في خدمة الزعامات الطائفيّة والمناطقيّة والمصالحَ الفئويّة. فقوّضَت التربيةَ من مضمونِها وجرّدَتها مِن معانيها وأهدافِها السامية. إنطلاقًا من كلّ ذلك، فإني أضعُ اليوم هذا التفاهمَ في خانةِ الإصلاح التربويّ المنشُود من قِبل جميع ذوي الإرادات الصالحة والنوايا الحَسَنة وخدمةً للتربية في لبنان".
واعلن ان "النظامُ التربويّ المُعتمَد في جمعيّة المقاصد الإسلاميّة وفي الأمانةِ العامة للمدارسِ الكاثوليكيّة يتشابَه في التميّز بالنقاط التالية: نهائيّةُ الوطنِ في هُويّتِه وحدودُه وكيانه وانتمائِه العربي وانفتاحِه الثقافيّ. فكلّ المسؤولين الذين تعاقبوا على رئاسَة المؤسّستين منذ التأسيس وحتى اليوم امتازوا بالروحِ الوطنيّة الصادقة التي وضعَت لبنانَ في أعلى سلّمِ الأولويّات بعيدًا من كلّ تعصّبٍ طائفيّ أو مناطقيّ أو حزبيّ أو مذهبيّ. وتوقيعُ التفاهم هذا إنّما يهدِف بالدرجةِ الأولى الى العمل المشترك على تعزيز روحِ الإنتماء الى الوطن الأم الواحد والى الالتزام بجعلِ مؤسّساتِنا صرحًا وطنيًّا لا يُرفعُ فيهِ إلا علم لبنان. ولبلوغ هذا الهدف لا بدّ من اعتمادِ خطابٍ وطنيّ صادقٍ وزيادةَ حجمِ الأنشطة المشتَركة التي تهدِف الى بناءِ المواطِنيّةِ الواعية والفاعِلة والمسؤولَة والمُتفاعِلة والناقِدة والمسائِلة. هذا الشعور الوطنيّ المشترك يدفعُنا الى الالتزامِ بالابتعاد عن الدخولِ في الزواريب السياسيّةِ الضيّقة التي تضيّعُ الهويّة وتفسِد العقولَ والنفوسَ معًا. فنحنُ لا نهَاب السياسة ولكن السياسة التي نُربّي تلامِذتنا عليها هي التدّرب والتمرّس منذ الصغر على حُسن إدارةِ مرافق الدولةِ بكلّ شفافيةٍ ونزاهة وتجرّد وعلى تحمّل مسؤوليّة الخيرِ العام".
المطران رحمة
وقال المطران رحمة: أمامَ كلِّ استحقاقٍ كبيرٍ، يَعمَدُ المسؤولونَ في البلدِ الى الدَفعِ باتجاهِ تعزيزِ الرصيدِ الطائفيّ بهدفِ كسبِ نِقاطٍ إضافيّةٍ في المفاوضاتِ المشترَكة، فرُغمَ الأزَماتِ الحاصلةِ اليومَ على كافةِ الأصعِدة، بارِقَةُ أملٍ واعدةٍ تظهرُ في المُجتمعِ التربويِّ اللبنانيّ، داعيةً الى ميثاقٍ تربويٍّ جديد. هذه البارقةُ تتجسّدُ منْ خلالِ إطلاقِ الإطارِ الوطنيّ للمنهجِ اللبنانيّ، الذي حرصَ على إنجازِهِ معالي وزيرِ التربية، بالتعاونِ مع المركزِ التربويّ واتحادِ المؤسّساتِ التربويّة الخاصة. إنّه ُلمِنْ دواعي سرورِنا أنْ يَتّفقَ اللبنانيّونَ ولو لمرّةٍ واحدة على أيِّ لبنان يريدون وعلى سِماتِ المُتعلِّم اللبنانيّ وعلى سُلَّمِ القيمِ الأساسيّةِ في تربيتِنا اللبنانيّة من جِهة، وعلى المقاربةِ التي يجبُ اعتمادُها لتحقيقِ هذه الأهدافِ من جهةٍ أخرى".
اضاف: "فضمنَ هذا التفاهمِ الوطنيّ الجامِع، يندَرِجُ توقيعُ اتفاقيّةِ التفاهمِ هذه بينَ الأمانة العامةِ للمدارسِ الكاثوليكيّة وجمعيّةِ المقاصدِ الإسلاميّةِ الخيريّة. فلبنانُ الذي نحلمُ بهِ هوَ على صورةِ احتفالِ هذا النهار. التشبيكُ التربويُّ الذي يحصلُ اليومَ هو أساسيٌّ يمكنُ أنْ يُبنى عليهِ، وهوَ المبدَأُ الذي يجعلُنا نبنِي روحَ التعاونِ بينَ مؤسّساتِنا التربويّة وغيرِها، فنجعلَ منَ العلمِ قاعدةً للتفتيشِ عنِ الحقيقة، كلَّ الحقيقة، لنصلَ الى الحقِّ بالذات وهو الله. فنكتشفَ أنّنا كلُّنا بشرًا، خلقَنا اللهُ ودعانا لأنْ نتحابَّ ونتعاونَ لنبني على الأرضِ الفردوسَ السماويّ. وهذا لا يتحقّقُ إلّا بالانفتاحِ والتعاونِ ورصِّ الصفوف وجعلِ الأخوَّة والمواطَنة والإنسانيّة المدخلَ الى الإيمانِ ومعرفةِ الله والأبديّة".
واردف: "وانطلاقًا من ذلك، أودُّ الإشارةَ الى ثلاثِ ثمارٍ يمكنُ جنيُها من هذا التفاهم:
أوّلً:ا التشديدُ على أهميّةِ احترامِ الأديانِ السماويّة. وهي نُقطةٌ مشتَرَكة في النظامِ التربويّ لكلٍّ منَ المؤسّستينِ التربويّتين. فكلاهما يُقرّانِ أنَّ إحدى أهمِّ غايات التربية تكمُنُ في تربيةِ متعلّمٍ مؤمنٍ بالله، يَحترمُ القيمَ الروحيّة والأخلاقيّة والإنسانيّة. فنحنُ نعتبرُ أنَّ الفسادَ الحاصلَ والتفلّتَ القائم في مجتمعِ اليوم إنّما سببُهُ الرئيس هو برودةُ الإيمانِ بالله والالتهاءُ بالدنيويّات دونُ السماويّات. فالإيمانُ بالله هو الركيزةُ الأساس التي تُبنى عليها كلُّ تربية. مِنهُ تستمدُّ التربية الأسسَ والأخلاقَ والمبادئَ والقناعات. والتخبّطُ القائمُ في الغربِ على هذا الصعيد لَهُوَ أكبرُ برهانٍ على ذلك. ابتعدَ الإنسانُ عن الله، ونتيجةَ هذا التباعدِ ضلَّ وفَقَدَ الضوابطَ الدينيّة والأخلاقيّة التي تحصِّنُ المجتمعَ من خطرِ التفلّتِ والضياع. والإيمانُ بالله يهدِفُ ايضًا الى تقاربِ الإنسان من أخيهِ الإنسان. وخبرتي في أبرشيّة بعلبك - دير الأحمر تشهدُ أنّنا قادرونَ على العيشِ معًا بمحبّةٍ ووئامٍ دونَ خِصامٍ أو نِزاع. نحنُ ندعو الى هذه الوَحدةِ ونشجّعُ على الالتزامِ بها وصَهرِها في نفوسِ المتعلّمينَ الجُدُد لنَبني مجتمعًا متماسِكًا وصامدًا بوجهِ الأزَماتِ التي تِعصِفُ به.
أمّا الركيزةُ الثانية التي أودُّ التركيزَ عليها هي العائلةُ والترابطُ العائليّ والقيمُ العائليّة. فنحن مجتمعٌ شرقيّ، لهُ قِيَمُهُ وحضارَتُه وثقافتُهُ ونحنُ متمسّكون بهذه الثقافة. نريدُ التمدّنَ والحضارةَ ولكن ليسَ على حسابِ قيمِنا ومفاهيمِنا الأساسيّة. العائلةُ بالنسبةِ لنا هي ركيزةُ المجتمع، هي كنيسةٌ صغيرةٌ، ذلك للدلالةِ على قدسيّتِها. فإذا أردتَ أن تبنيَ مجتمعًا سليمًا، عليك أن تسهرَ على بناءِ عائلةٍ متماسكةٍ ومترابطة. وكلُّ تفكّكٍ في العائلة يؤدّي الى خرابِ المجتمعِ وفسادِه. ولتحقيقِ هذه الغاية، رأتْ جمعيّةُ المقاصدِ منذ بدايةِ نشاطِها أنّه لا بد من الاهتمامِ بالفتاةِ المسلمة وإعدادِها إعدادًا حسَنًا حتى يتسنّى لها المشاركةَ في تكوينِ جيلٍ مسلمٍ ناضج ومنفتح، لهذا كان الهمّ المقاصديّ الأوّل العملَ على إنشاءِ مدرسةٍ للبناتِ المسلمات. وهذا ما دعا اليه أيضًا مجمعُ سيّدة اللويزة عام 1736 حينما أوصى الإكليروسَ والإرساليّات بالاهتمامِ بتنشِئةِ الفتيات وإعطائِهم حيّزًا هامًا من العملِ التربويّ. ولهذا السبب تأسّسَتْ العديدُ من المؤسّساتِ التربويّة المخصّصة للاعتناءِ بالفتياتِ وإعدادها الإعدادَ الحسنَ لتقومَ بدورِها ومسؤوليّتها في المجتمع.
أمّا الركيزةُ الثالثة فهي التعاضدُ الاجتماعيّ. التفاعلُ الحاصلُ اليومَ من خلالِ توقيعِ هذا التفاهم بينَ الأمانةِ العامة للمدارس الكاثوليكيّة وبين جمعيّةِ المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في بيروت لَهُوَ مبادرةٌ عظيمة، تعكِسُ هذا التوقَ الحقيقيَّ للمشاركة الفاعلةِ في بناءِ الإنسانِ اللبنانيّ الذي يسعى لاكتسابِ المعارف الحقيقيّة التي توصلُهُ الى فهمٍ أعمق وأفضل لسرِّ الكون فيعيشُ فيهِ ويطوّرُهُ ويستخدمُ كلَّ شيءٍ باحترام، وكذلك ليكتشفَ الإيمانَ الحقيقيَّ ومعرفةَ الله الخالقِ الذي خلق الإنسانَ بمحبّةٍ مجانيّة منه ويريدُ لهذا الإنسانَ أنْ يشارِكَهُ في الحياةِ الأبديّةِ بالفردوس السماويّ".
الوزير الحلبي
واختتم الحفل بكلمة لوزير التربية فقال: "التلاقي الوطني الفعلي تصنعه التربية. وتنشئة الأجيال الشابة على العيش معا من دون تكلف مصطنع تكرسها المدارس والمؤسسات التربوية والجامعات. وفي هذا المسار مؤسسات عريقة ضاربة في أعماق تكوين لبنان، مثل جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية والمدارس الكاثوليكية التي تنضوي في إطار الأمانة العامة، ننهل من رحيق تاريخها اسرار الإجتماع اللبناني الحقيقي المقاوم للأزمات".
اضاف: "إنطلاقا من هذا التاريخ الطافح بالشراكة في بناء الوطن والإنسان ، نلتقي اليوم في رحاب المقاصد لنشهد توقيع وثيقة بسيطة من حيث المفردات، معبرة لجهة التوقيت ، عظيمة لجهة الرمزية، مضيئة في الظلام المخيم على البلاد، واعدة لجهة إرادتنا الصريحة بنقل منظومة القيم الوطنية والروحية إلى الأجيال الشابة بالممارسة والنشاط والعيش معا، من دون إلزام او فرض يستجلب الرفض، بل بمحبة صادقة رسخت جذور الماضي وعبرت الحروب والأزمات. واليوم نحتاج نحن إلى ترسيخها وإظهار فضائلها، من خلال تعاون وتضامن إنساني وتربوي".
وتابع: "إن أعضاء اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة ليسوا على خلاف، فهم يلتقون مداورة في مؤسساتهم ويتدارسون أحوال الوطن والتربية وقضايا المعلمين والأهل وغير ذلك. لكن توقيع هذه الإتفاقية اليوم بين الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر مع رئيس الجمعية الدكتور فيصل سنو، يرتدي رمزية الجانبين العظيمين اللذين شهدا على تاريخ من تأصيل القيم المشتركة على الصعد كافة، وتقوي ركائز العيش الواحد، الحاضن للمواطنة السليمة".
وقال: "ولا أبالغ إذ أرى أنَّ هذه الإتفاقية على المستوى التربوي صدى لذلك الميثاق الذي جمع اللبنانيين ذات يوم لصنع دولة، وهي بِيقيني موجهة للخير العام وليست موجهة ضد أحد. واسمحوا لي أن أنوّه بالتوقيت. ففي الوقت الذي يشتد التأزم بالبلد نتيجة الإشتباك السياسي الذي ولَّده الشغور الرئاسي وأحقية إنعقاد مجلس الوزراء والتوتر الذي رافق الجلسة ولا يزال، تبادر المقاصد والمدارس الكاثوليكية إلى عقد التفاهم الذي يرسي للمستقبل تعاونا مثمرا. فأي توقيت أفضل من هذا. لعلهم يتركون أهل التربية يديرون شؤون الحكم لوفروا على لبنان المزيد من الإحتقان وفتحوا القنوات وأقاموا الجسور وأزالوا الجدران. فمباركة لكم هذه المذكرة. وأسأل ألا يكفينا ما دفعناه من أثمان باهظة طيلة الفترات السابقة، وهي الفترات التي قضت على شخصيات وأهلكت الإقتصاد وأفقرت الناس. وبالمناسبة أحيي اليوم ذكرى جبران تويني في ذكرى إغتياله وهو صاحب القسم التوحيدي اللبناني بإمتياز".
واشار الى انه قال "في يوم إقرار الإطار الوطني اللبناني لمنهاج التعليم العام ما قبل الجامعي أنه بمثابة طائف تربوي جامع للكل، واليوم وقبيل الإحتفال بإطلاق الإطار في السرايا الكبير يوم الخميس، أشهد ثمار هذا الإجتماع الوطني المبارك المنطلق من المقاصد الخيرية، ليهز الضمائر الصدئة التي كفرت بالوطن وضيّعت مواعيده الدستورية". وقال: "إننا نستشعر في كل لحظة الخطر على العام الدراسي، ولكننا نراهن على تضحيات المخلصين لكي نصمد في هذا الرهان، على الرغم من الإنقسام العمودي في الوطن ، والذي اطاح مؤسساتنا ، ولكننا صامدون على العهد بان نحافظ على التربية آخر معاقل الوطن ونبنيها ونصونها يوميا بتصميمنا على الإستمرار، لأن خسارة التربية تعني خسارة الوطن".
واقامت المقاصد مأدبة غداء تكريمية على شرف الحضور.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا