إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين 30 ديسمبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Dec 30 24|08:55AM :نشر بتاريخ
"الجمهورية":
تتصاعد الحركة الديبلوماسية في اتجاه لبنان بالتزامن مع الاستعداد لجلسة الانتخابات الرئاسية المقرّرة في 9 كانون الثاني المقبل، والتي يشدّد الداعي إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، على انّها ستكون ناجزة، في الوقت الذي بدأ البحث في الخيارات المطروحة يقترب من الحسم، اللهّم الّا إذا حصل ما ليس في الحسبان، وأدّى الى تأجيل الجلسة الانتخابية او تعطيل نصابها يوم الانعقاد، خصوصاً انّ التوجّه هو انّها ستكون مفتوحة لدورات انتخابية متتالية إلى أن تنتهي بانتخاب الرئيس الجديد.
تقاطعت مصادر ديبلوماسية عدة حول ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي ضمن «مهلة معقولة»، أي في جلسة 9 كانون الثاني المقبل أو ربما بعد ذلك بأيام، ولكن في اعتقادها أنّ الوضع لا يتحمّل التأجيل أسابيع أو أشهراً أخرى.
وفي تقدير المصادر عبر «الجمهورية»، أنّ هناك خطراً حقيقياً يتهدّد البلد نتيجة التطورات المحلية والإقليمية والدولية المتسارعة والمرتقبة، وأبرزها دخول سوريا في مرحلة جديدة ما زالت غير واضحة، واحتمال احتدام المواجهة الأميركية- الإيرانية بعد دخول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وطبعاً انقضاء مهلة الـ60 يوماً المعطاة لتنفيذ اتفاق وقف النار في لبنان. فهذه التطورات البالغة الأهمية يمكن أن تُدخل الوضع اللبناني في مخاطر لا يمكن تقديرها ما لم يتمّ تحصينه باستعادة بناء مؤسساته، لكونها المساحة القادرة على جمع أواصر البلد، بدءاً برئاسة الجمهورية وتشكيل حكومة فاعلة.
ولذلك، لاحظت المصادر أنّ هناك تحضيراً لهجمة ديبلوماسية في اتجاه لبنان، مع مطلع السنة، هدفها التشجيع على إتمام الاستحقاق الرئاسي في موعده، وتبرز فيها خصوصاً زيارة الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين والحراك المستعاد من جانب أركان اللجنة الخماسية، فيما يجري الحديث أيضاً عن زيارة لوفد سعودي رفيع إلى بيروت بعد الأعياد، برئاسة وزير الخارجية فيصل بن فرحان.
وفدان فرنسي وسعودي
وفي الوقت الذي ينتظر فيه لبنان وصول وزيري الجيوش والخارجية الفرنسيين سيباستيان لوكورنو وجان نويل بارو اليوم في زيارة تستمر حتى الأربعاء المقبل، شكّكت مصادر ديبلوماسية بوجود موعد محدّد لزيارة هوكشتاين لبيروت في انتظار أن يزورها الوفد الديبلوماسي السعودي برئاسة وزير الخارجية فيصل بن فرحان يرافقه الامير يزيد بن فرحان الذي تسلّم الملف اللبناني في الخارجية السعودية نهاية الاسبوع الجاري او مطلع الاسبوع المقبل.
ونقلت قناة «الجديد» عن مصادر ديبلوماسية أنّ «هذه الزيارة بالغة الأهمية في دلالاتها، لاسيما وأنّها تفتتح عودة سعودية رسمية إلى لبنان بعد السنوات الماضية. وهذه الزيارة بكل ما فيها من ملفات دعم يحملها وزير الخارجية السعودي، هي برعاية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ووزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان الذي انتقل إليه الملف اللبناني بعد قرار ترفيع الشأن اللبناني في الدوائر السعودية الملكية».
على انّ الموفد القطري فهد بن جاسم آل ثاني موجود في لبنان منذ نحو اسبوعين ويعقد لقاءات مع مسؤولين وسياسيين حول الاستحقاق الرئاسي والمساهمة القطرية في إعادة الاعمار ويبقي غالبيتها بعيدة من الأضواء.
وإلى ذلك، وفي غياب أي تأكيد او نفي ديبلوماسي لبناني لوجود وزير الخارجية عبدالله بوحبيب في عطلة تمتد لأكثر من عشرة ايام، كشفت مصادر ديبلوماسية اوروبية لـ «الجمهورية» انّ الوفد الفرنسي يحمل رسالة بالغة الأهمية من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تشدّد على مجموعة ملاحظات أبرزها عدم تفويت الفرصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في الموعد المحدّد، لئلا يُسجّل على اللبنانيين عجزهم عن الإفادة من لحظة بالغة الحساسية في وقت تعيش المنطقة مخاضاً عسيراً.
ولفتت هذه المصادر إلى انّ الذين عرقلوا انتخاب الرئيس طوال الأشهر الأربعة والعشرين الماضية تراجعوا عن عنادهم، ولا بدّ من ملاقاتهم لانتخاب رئيس يمكنه أن يشرف على تطبيق الاتفاقيات التي تمّ التوصل إليها لفتح صفحة لبنانية جديدة عنوانها إعادة بناء ما تهدّم من الدولة وإنهاء وجود كل ما يشكّل «دويلة» تهدّد الدولة قبل الانهيار الشامل الذي ما زال ماثلاً أمام أعين الجميع إن لم يلتزم اللبنانيون بمضمون الاتفاقيات التي أنهت العمليات العسكرية ووضع حدّ نهائي لعدم الاستقرار في لبنان، على أمل ان تمتد هذه المؤشرات لتشمل دول المنطقة، فيكون ما حصل من آخر الحروب التي عاشها لبنان.
وفي المعلومات، انّ من النادر أن يتشكّل وفد وزاري فرنسي مزدوج يجمع بين رأسي الديبلوماسية والقوة العسكرية. وهي رسالة في حدّ ذاتها لما يشكّله الموقف الفرنسي من دعم للاتفاق الأخير لوقف اطلاق النار، وخصوصاً انّه نتاج مبادرة فرنسية- اميركية أُطلقت في الأسبوع الأخير من أيلول الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وكما بات معلوماً، فإنّ زيارة الوفد، وان كانت تحت عنوان تفقّد القوة الفرنسية العاملة في اطار قوات «اليونيفيل» لمناسبة حلول السنة الجديدة، فإنهما سيلتقيان فور وصولهما قائد الجيش العماد جوزيف عون «الذي سيقود عملية نشر الجنود في جنوب البلاد بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله»، حسب البيان الحكومي الفرنسي حول الزيارة. ومن المقرر أن يلتقي بعد غد الأربعاء قائد منطقة قطاع جنوب الليطاني في الجيش العميد إدغار لاوندوس الذي يمثل لبنان في اللجنة الخماسية لمراقبة وقف إطلاق النار الى جانب إسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا و«اليونيفيل»، وذلك للبحث في ما يعوق تنفيذ الخطوات المقررة ضمن مهلة الايام الـ60 ووقف الخروقات الإسرائيلية المتمادية.
الراعي يحذّر
وكان من المواقف البارزة امس، ما عبّر عنه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد من بكركي، حيث رفض تأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 9 كانون الثاني المقبل، محذّراً من «اللعب بهذا التاريخ الحاسم»، واصفاً انتظار اسم الرئيس من الخارج بأنّه «عار كبير». وقال: «إنّ مشكلة لبنان اليوم هي فقدان الثقة لدى السياسيّين بأنفسهم، وببعضهم البعض، وبمؤسّسات الدولة.
فقدان الثقة لدى السياسيّين بأنفسهم، كما هو ظاهر اليوم في عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سنتين وشهرين. فإنّهم ينتظرون اسم الرئيس من الخارج، وهذا عار كبير، علماً أنّنا نقدّر للدول الصديقة حرصها على انتخاب الرئيس، ونشكرها على تشجيعها للدفع إلى الأمام بعجلة انتخابه، في التاسع من كانون الثاني المقبل، أي بعد عشرة أيّام، وهو اليوم المحدّد لانتخاب الرئيس، ما زال البعض يفكّر في التأجيل في انتظار إشعارٍ ما من الخارج. وهذا عيب العيوب وهو مرفوض بكلّيته. وحذار اللعب بهذا التاريخ الحاسم». وأضاف: «ثقة السياسيّين بعضهم ببعض مفقودة، وهي ظاهرة في عدد المرشّحين المعلنين والمخبّئين وغير الصرحاء والموعودين، وكأنّهم لا يجرؤون على المجيء إلى البرلمان لانتخاب الرئيس، في انتظار اسم من الخارج».
وأكّد أن «لا أحد يقدّر دور الرئيس الآتي: فأمامه إعادة الثقة إلى السياسيّين بأنفسهم، وببعضهم البعض، وبالدولة ومؤسّساتها. وأمامه بناء الوحدة الداخليّة بين جميع اللبنانيّين بالمحبّة المتبادلة، على أساس من المواطنة اللبنانيّة والولاء للبنان والمساواة أمام القانون. وأمامه إصلاحات البنى والهيكليّات المقرّرة في مؤتمرات باريس وروما وبروكسل. مثل هذا الرئيس يُبحث عنه، ويُرغم على قبول المهمّة الصعبة، ويحاط بثقة جميع السياسيّين واللبنانيّين عموماً».
الشعر والشعارات
أكّد رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع خلال العشاء السنوي لمنسقيّة «القوّات» في كسروان، أنّ «اتفاق وقف إطلاق النار هو مسؤولية الحكومة الحالية، وهي من تقع عليها مسؤولية أن ترى ما يجب القيام به من أجل تطبيقه في الشكل المطلوب». وأوضح أنّ «بعض نواب «حزب الله» يدّعون اليوم أنّ السياديين بلعوا ألسنتهم، وكأنّ المسألة هي بالكلام وليس بالفعل أبدًا، فبالفعل، لا بالكلام، هم من يسيطرون على الحكومة الآن، ولذلك فليقوموا بما يجب القيام به إزاء الخروقات الإسرائيليّة الكبيرة». وأضاف: «ليأمروا الجيش بشن هجوم لاستعادة وادي الحجير على سبيل المثال، أو ليكلّفوا وزارة الخارجية القيام بما يجب القيام به، من إعداد عرائض وكل ما يلزم من مبادرات. فالحكومة معهم في الوقت الراهن. وجلّ ما يقومون به هو الشعر والشعارات ومحاولة تحميلنا جميعًا كمعارضة مسؤولية مسألة كنا نقول لهم منذ اللحظة الأولى إنّها ستوصلنا إلى ما وصلنا إليه». وشدّد على أنّ «لا مناص من تطبيق كامل للقرار 1701، ولا مناص من تطبيق القرار الذي اتخذته الحكومة الحالية لوقف اطلاق النار والمتعلق بالترتيبات التي يجب القيام بها، والتي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من القرار 1701».
«حزب الله» والخروقات
جنوباً، تواصلت الخروقات الإسرائيلية للاتفاق على وقف اطلاق النار منذ توقيعه في 27 تشرين الثاني الماضي، وكان جديدها امس قطع الجيش الاسرائيلي الطريق بين الطيبة وديرسريان قرب مركز الدفاع المدني القديم، وتمركزه هناك. فيما افيد عصراً عن عمليتي نسف كبيرتين قامت بهما قوات الاحتلال الاسرائيلي في بلدة ميس الجبل وسُمعت أصداؤها في القرى المجاورة.
وفي هذا الاطار أكّدت اوساط قريبة من «حزب الله» لـ«الجمهورية» أنّ الحزب يتصرّف بحكمة حيال الوضع في الجنوب، على قاعدة انّه يتفادى استدراجه إلى فتح الجبهة مجدداً تقيّداً منه بقواعد اتفاق وقف إطلاق النار، انما من دون أن يعني ذلك التسليم بالخروقات الإسرائيلية كأمر واقع مفروض.
وأشارت الاوساط الى انّ الحزب يحرص على عدم التعاطي بانفعال مع الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق، بالترافق مع إصراره على وضع جميع المعنيين أمام مسؤولياتهم للجم الاعتداءات الإسرائيلية، من لجنة الإشراف إلى الدولة اللبنانية.
واعتبرت الاوساط انّ الخروقات المتفاقمة يجب أن تُحرج بالدرجة الأولى المنادين بالاحتكام الى القرارات الدولية ومظلة الدولة لحماية لبنان بعدما ثبت بالتجربة انّ العدو لا يحترم هذه المعادلة التي يعتبر البعض انّها تشكّل بديلاً من خيار المقاومة.
ولفتت الاوساط إلى انّ ما يجري في الجنوب يعزز حجج المقاومة ومنطقها وليس العكس، داعية الى انتظار انتهاء مهلة الـ60 يوما حتى يبنى على الشيء مقتضاه.
الموقف الإسرائيلي
في غضون ذلك، اجرى رئيس الأركان الإسرائيلي، الجنرال هارتسي هاليفي امس، تقييمًا للوضع العسكري في جنوب لبنان، خلال اجتماع مع قائد القيادة الشمالية وقادة آخرين من الفرقة 146 واللواء 300، بحسب ما نقل المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي على حسابه عبر «إكس».
وأكّد هاليفي خلال الاجتماع «أنّ الجيش الإسرائيلي قد حقق انتصارًا عسكريًا واضحًا على «حزب الله» في المنطقة،» مشيرًا إلى «أنّ هذا الانتصار يشكّل خطوة مهمّة نحو تحقيق الأهداف العسكرية الإسرائيلية. وقال: «لقد انتصرنا عسكريًا على حزب الله بشكل واضح، وهذا أمر لا يمكن إنكاره. لكن النصر الحقيقي والبعيد المدى لا يعني فقط التفوق العسكري، بل أن يعمّ السلام والاستقرار في المنطقة، بحيث يعيش هنا كثير من العائلات، ويزدهر النشاط السياحي، وتصبح الحياة اليومية أكثر رخاءً».
وختم: «نريد أن نرى في هذه المنطقة كثيراً من السكان الذين يعيشون هنا، مع ازدهار في قطاع السياحة والمطاعم والمقاهي. نريد أن نشهد الناس يركبون الدراجات الهوائية في شوارع الجنوب، وتزدهر الزراعة في هذه الأراضي. هذا هو النصر المستدام الذي نسعى لتحقيقه».
«جس نبض» فاشل
من جهة ثانية، وفي محاولة لإحراج قيادة «حزب الله» وزّع مجهولون أمس خبراً مفاده انّ رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد تسلّم منصب نائب الأمين العام لحزب الله الذي كان يشغله الشيخ نعيم قاسم الذي عُيّن قبل اسابيع اميناً عاماً اصيلاً خلفاً للأمين العام الشهيد السيد حسن نصرالله.
وقالت مصادر قريبة من الحزب لـ«الجمهورية» انّ هذا الخبر كاذب ولا أساس له من الصحة. ووصفت المحاولة بأنّها «لجسّ نبض الحزب» وإن كان المقصود من تسريبه «استهداف النائب رعد فإنّ المحاولة فاشلة سلفاً». واضافت: «انّ لدى الحزب آلية محدّدة في توزيع المواقع ان كانت تعييناً او انتخاباً. ولا حاجة لمثل هذه المحاولات».
من جهتها أكّدت العلاقات الإعلامية في «حزب الله» أن «لا صحة للهيكليات الافتراضية التي يتمّ تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تعيينات في مواقع وتشكيلات حزب الله»، مضيفة: «عندما تقرّر القيادة تعيين المسؤولين سيتمّ إعلان الأسماء ضمن الأطر الإعلامية الواضحة التابعة لحزب الله».
"النهار":
لم تنتظر التعبئة السياسية الداخلية الواسعة ولا التعبئة الديبلوماسية الكثيفة مرور رأس السنة من أجل توفير أقصى الضمانات بانجاح اليوم الموعود في 9 كانون الثاني (يناير) عبر انتخاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية الذي يشغر منصبه منذ سنتين وشهرين. ذلك أن كل المعطيات والمعلومات الموثوقة تعكس انطلاق هذه التعبئة فعلاً في سائر الكواليس الداخلية، كما عبر تحركات مكتومة للسفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية، إذ يُنظر على مستوى دولي واسع إلى محطة 9 كانون الثاني (يناير) بأنها المحطة الحاسمة المرجحة بنسبة عالية جداً لخروج الدخان الأبيض الرئاسي من مدخنة ساحة النجمة رغم كل معالم الضبابية التي لا تزال تغلّف مواقف الكتل النيابية والقوى السياسية على اختلافها. وقد يكون من معالم التعبئة التي ستبلغ بعد رأس السنة مستوى قياسياً غير مسبوق أن أوساطاً ديبلوماسية في عواصم غربية معنية برصد العد العكسي ليوم “الاستحقاق” كباريس تحدثت عن حتمية انتخاب الرئيس العتيد في الموعد المحدد، وتوقعت أن يتميز الأسبوع المقبل بتعبئة ديبلوماسية مكثفة تخلق الظروف اللازمة لسد الفراغ الرئاسي. وأشارت إلى أن الأسبوع المقبل سيكون حاسماً لان الضغوط الخارجية من أعضاء المجموعة الخماسية (الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر) ودول أخرى لها تاثير على الساحة الداخلية، كما من الموفدين الذين يتوقع زيارتهم لبنان لمتابعة الملف الرئاسي، ستبلغ مستويات غير مسبوقة. وسيتم التأكيد على أولوية انتخاب رئيس توافقي كمعبر نحو تشكيل حكومة فاعلة للقيام بالإصلاحات البنيوية الضرورية وإعادة الإعمار ووقف نهائي لإطلاق النار والبدء بالمباحثات بين الدولة اللبنانية وإسرائيل لوضع حد للنقاط الخلافية على الحدود بين البلدين ما سيثبت وقف اطلاق النار نهائياً وتطبيق القرار الدولي 1701 بكل مندرجاته. ولفتت إلى أن رئيساً توافقياً لا يعني انتخابه من كل النواب ولكن من أكثرية كبيرة للنواب. وفي اطار زيارات الموفدين، ثبت أن الموفد الاميركي آموس هوكشتاين سيصل الى بيروت في الخامس من كانون الثاني المقبل ساعياً بقوة إلى تثبيت اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، كما إلى الحض بقوة على انتخاب رئيس للجمهورية وعدم تبديد الفرصة.
كما أن الزيارة التي يقوم بها وزيرا الخارجية والدفاع الفرنسيان جان نويل بارو وسيبستيان لوكورنو لبيروت اليوم وغداً، وإن كانت تهدف اساساً الى تمضية عيد رأس السنة الجديدة مع الكتيبة الفرنسية ضمن قوة اليونيفيل، فإنها تتضمن وجهاً ديبلوماسياً ينقل عبره الوزيران إلى لبنان الدفع القوي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لانتخاب رئيس.
في غضون ذلك، سألت ” النهار” الرئيس نبيه بري عن جلسة الانتخاب في 9 كانون الثاني المقبل وما ستحمله وما اذا كانت منتجة؟
أجاب: “أنا حاسم في هذه الجلسة لانتخاب رئيس الجمهورية حتى لو أجرينا أكثر من دورة في الجلسة نفسها. المهم أن ينتخب البرلمان رئيساً ويتحمل النواب مسؤولياتهم حيال هذا الواجب الدستوري”.
وعن الخروقات الإسرائيلية المتواصلة في الجنوب، قال: “على لجنة المراقبة القيام بمسؤولياتها مع اليونيفيل. على إسرائيل الانسحاب من البلدات التي وصلت إليها وأن ينتشر الجيش اللبناني في هذه الاماكن لا أكثر ولا أقل. وبالنسبة إلى “حزب الله” فهو متجاوب مع الجيش لتطبيق ما تم الاتفاق عليه”.
المرشحون وموقف الرياض
أما عن احتمالات تقدم وتراجع وبلورة حظوظ المرشحين الجديين في ربع الساعة الأخير قبل موعد الجلسة الانتخابية، فتشير المعطيات الجادة إلى أن استمرار تقدم أسهم قائد الجيش العماد جوزف عون لا يعني انتفاء العقبات الكبيرة الماثلة أمام توفير 86 نائباً لانتخابه من الدورة الأولى كشرط لا مفر منه في ظل عقدة التعديل الدستوري الإلزامية. اما ألمروحة الأخرى من المرشحين الجدّيين إلى جانب العماد عون، فثمة رهانات كبيرة على حصرهم بما لا يتجاوز الثلاثة مرشحين في الأيام القليلة التي تسبق موعد 9 كانون الثاني، وإذا لم يجرِ التوافق على حصر المرشحين كما تعذر التوافق الواسع على انتخاب قائد الجيش سيتعاظم خطر عدم انتخاب رئيس في الموعد المحدد.
يشار في هذا السياق إلى أن مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين نقلت عن مصدر سعودي رفيع رداً على سؤالها له عن موقف الرياض من المطالبة الفرنسية للسعودية بدعم الجيش اللبناني “إن المملكة تكن احتراماً كبيراً لقائد الجيش اللبناني ومهمته، ولكنها لا تتدخل في اختيار رئيس للبنان لأن ذلك خرق للسيادة اللبنانية مثلما لا تريد أن تتدخل أي دولة في قرار المملكة”. وأشار إلى أن دعوة قائد الجيش العماد جوزف عون إلى الرياض واستقباله من وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان شقيق ولي العهد يندرج في سياق البحث في مساندة الجيش الذي ستقدم إليه المملكة الدعم وهي تحترم شخص قائد الجيش، وإن تم انتخابه رئيساً سترحب بذلك. لكن المملكة لا تريد الانخراط في دعم أي اسم مرشح . حتى أن الرئيس إيمانويل ماكرون أصرّ على مواكبة المصرفي سمير عساف معه ليعرّفه على القيادة السعودية لأن الرئيس الفرنسي مقتنع بقدرة عساف على تولي الرئاسة في لبنان، لكن الجانب السعودي شدّد على عدم عزمه التدخل في أسماء المرشحين.
وأفادت مراسلة “النهار” أن دول الخماسية، الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر كلها مهتمة بالانتخاب كي يكون هناك رئيس يوم 9 كانون الثاني لكن الساحة السياسية الداخلية لا توحي بظهور أي مرشح توافقي لتوقع انتخاب في هذا الموعد.
تحذير
ولعل هذا ما دفع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أمس إلى دق جرس التحذير من أي تأجيل للجلسة وقال: “إنّ مشكلة لبنان اليوم هي فقدان الثقة لدى السياسيّين بأنفسهم، وببعضهم البعض، وبمؤسّسات الدولة.
فقدان الثقة لدى السياسيّين بأنفسهم، كما هو ظاهر اليوم في عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سنتين وشهرين. فإنّهم ينتظرون اسم الرئيس من الخارج، وهذا عار كبير، علماً أنّنا نقدّر للدول الصديقة حرصها على انتخاب الرئيس ونشكرها على تشجيعها للدفع إلى الأمام بعجلة انتخابه في التاسع من كانون الثاني المقبل، وما زال البعض يفكّر في التأجيل في انتظار إشعارٍ ما من الخارج. وهذا عيب العيوب وهو مرفوض بكلّيته. وحذار اللعب بهذا التاريخ الحاسم. وثقة السياسيّين بعضهم ببعض مفقودة، وهي ظاهرة في عدد المرشّحين المعلنين والمخبّئين وغير الصرحاء والموعودين، وكأنّهم لا يجرؤون على المجيء إلى البرلمان لانتخاب الرئيس، في انتظار اسم من الخارج”.
واستوقفت الأوساط السياسية حملة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على “محور الممانعة” متهماً اياه بأنه “لا يريد العماد جوزف عون، وبطبيعة الحال، “التيار الوطني الحر” أيضًا، وهم يخططون لإسقاطه في الانتخابات”. وقال: “المنظومة” تعمل ليلاً نهاراً لتهريب رئيس للجمهورية لا يحقق طموحات الشعب اللبناني، وإنما يضمن لهم استمرار المرحلة الماضية. وفي المقابل، نحن مستمرون في العمل بكل جدية لمنعهم من تحقيق ذلك، ولن نسمح لهم بإعادة إحياء أنفسهم من جديد من خلال رئيس ينفذ أجندتهم”.
"الأخبار":
أكّدت تطورات الساعات الماضية المؤكّد لجهة أن انتخاب رئيس الجمهورية يُراوح في المأزق، وأن جرعات التفاؤل التي تُشاع بين حين وآخر ليست سوى رغبات أو مناورات في سياق الضغط، بينما لا تزال التعقيدات ذاتها، ما يُبقي الملف مفتوحاً على كل الاحتمالات. الأكيد أن الأيام الأخيرة، لم تشهد أي تطور على صعيد المواقف الداخلية، ولم ينجح أيّ طرف في ملاقاة طرف آخر أو التقاطع على اسم محدد. فلا يزال حزب الله وحركة أمل يتحفّظان عن الإعلان عن اسم جديد غير رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، ولا يزال نواب التغيير أو المستقلين منقسمين في ما يتعلق بدعم قائد الجيش العماد جوزف عون، فيما يسيطر الإرباك على موقف النواب السنّة الذين ينتظرون بغالبيتهم، موقف المملكة العربية السعودية. أما بالنسبة إلى القوى المسيحية، فإن رأي التيار الوطني الحر المعروف بانتخاب عون يقابله «غموض» في قرار معراب، من دون أن ينجح الطرفان في التقاطع حول اسم جديد.
وعلمت «الأخبار» أن الأيام الأولى من السنة الجديدة والفاصلة عن جلسة 9 كانون الثاني الرئاسية، ستشهد حركة خارجية باتجاه بيروت، تتمثل بوفود أميركية وفرنسية وسعودية ستزور لبنان، للتسويق لانتخاب قائد الجيش، وإعلان موقف واضح بدعمه. وهذا الأمر لن يؤدي إلى انتخاب رئيس على الأرجح، إلا في حال وافقَ رئيس مجلس النواب نبيه بري ومعه حزب الله، وفي حال كان الكلام الدولي يحمل عرضاً للبنان والتزاماً تراه الكتل فرصة للخروج من المأزق. أما إذا تبيّن عدم وجود قدرة على تأمين التوافق حول اسم عون، فذلك يعني العودة إلى النقاش في أسماء أخرى. وقالت مصادر مطّلعة «إن ترشح رئيس القوات سمير جعجع مستبعد، فهو أيضاً من الجهات الداخلية التي يشملها الضغط للسير في ترشيح عون، ولا يوجد أي مؤشر إلى دعمه»، لذا هو «يفضّل تأجيل الجلسة شهرين إضافيين بانتظار وضوح الصورة في الولايات المتحدة وسياستها تجاه المنطقة، والتي قد تؤمّن ظروفاً تدعم ترشحه»، لافتة إلى أنه «يفضّل تطيير الجلسة، لكنه لا يفعل ذلك لتحميله مسؤولية أي تطيير للنصاب».
وعليه، بدأ جعجع عملية جسّ نبض لبعض الدول من أجل فهم موقفها من ترشحه. وكشفت مصادر بارزة أن قائد «القوات» أوفد النائب بيار بو عاصي إلى المملكة العربية السعودية للقاء الأمير يزيد بن فرحان المسؤول المباشر عن الملف اللبناني في الخارجية السعودية، ومحاولة فهم ما إذا كانت هناك إمكانية لتبنّي ترشيحه.
وبسبب وجود هذا الجو، قال البطريرك بشارة الراعي أمس إنه «في التاسع من كانون الثاني المقبل، أي بعد عشرة أيّام وهو اليوم المحدّد لانتخاب الرئيس، ما زال البعض يفكّر بالتأجيل بانتظار إشعارٍ ما من الخارج. وهذا عيب العيوب وهو مرفوض بكلّيته. وحذار اللعب بهذا التاريخ الحاسم»، مشيراً إلى «فقدان السياسيين الثقة بأنفسهم، كما هو ظاهر اليوم في عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سنتين وشهرين، وانتظارهم اسم الرئيس من الخارج، وهذا عار كبير، علماً أنّنا نقدّر ونشكر للدول الصديقة حرصها على انتخاب الرئيس وتشجيعها للدفع إلى الأمام بعجلة انتخابه».
"الديار":
قريبا جدا ينطلق العد العكسي لجلسة التاسع من كانون الثاني الرئاسية، على ان يكون الخميس المقبل مفصليا لجهة انطلاق المساعي، اذا لم نقل الضغوط الدولية، لانهاء الشغور المتمادي منذ اكثر من عامين في سدة الرئاسة الاولى.
وأكد مصدر نيابي لبناني واسع الاطلاع لـ»الديار» ان وفدا ديبلوماسيا سعوديا رفيعا، يترأسه وزير الخارجية فيصل بن فرحان سيصل الى بيروت مطلع العام، كما سيصل ايضا المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين باطار جهود وضغوط اميركية- سعودية، ستتكثف قبل الجلسة المرتقبة. وكشف المصدر ان «دعم الطرفين لترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون ليس خافيا، وهما سيسعيان لازالة العوائق التي لا تزال تحول دون انتخابه، وابرزها عدم اتضاح موقف الثنائي الشيعي».واضاف:»الارجح انه سيكون هناك ضمانات يقدمانها، مرتبطة باعادة الاعمار وحفظ دور الطائفة الشيعية في الدولة اللبنانية».
ويوم أمس، وخلال عظة الأحد، وصف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي انتظار السياسيين اللبنانيين اسم الرّئيس من الخارج، بـ «العار الكبير، علمًا أنّنا نقدّر ونشكر للدّول الصّديقة حرصها على انتخاب الرّئيس، وتشجيعها للدّفع إلى الأمام بعجلة انتخابه». ولفت الى أنّه «في التّاسع من كانون الثّاني المقبل أي بعد عشرة أيّام، هو اليوم المحدّد لانتخاب الرّئيس، وما زال البعض يفكّر بالتأجيل بانتظار إشعارٍ ما من الخارج. وهذا عيب العيوب وهو مرفوض بكلّيته، وحذار اللّعب بهذا التّاريخ الحاسم».
مُهمّة أميركيّة - فرنسيّة
واذا كانت مهمة الوفد السعودي مرتبطة بالملف الرئاسي، خاصة بعد زيارة العماد عون الى الرياض، فان مهمة هوكشتاين لن تقتصر على الرئاسة، فهو كما وزيرا الجيوش والخارجية الفرنسيان سيباستيان لوكورنو وجان نويل بارو، اللذان يصلان ايضا الى لبنان اليوم الاثنين في زيارة تستمر حتى الأربعاء، للقاء الجنود الفرنسيين في قوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) بمناسبة حلول العام الجديد، سيحاولان استيعاب التطورات الاخيرة في الجنوب، ووضع حد للخروقات «الاسرائيلية» المتمادية لاتفاق وقف النار.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ «الديار» ان «الطرفين الاميركي والفرنسي يعتبران نفسيهما معنيان اساسيان، بالحفاظ على الهدنة القائمة جنوبا، وتمديدها حتى بعد انتهاء مهلة الستين يوما، لذلك سيحاولان خلال تواجد ممثلين عنهما في لبنان، اقناع المسؤولين اللبنانيين باقناع حزب الله بمواصلة ضبط النفس، على ان يقنعا «تل ابيب» بتنفيذ الاتفاق ووقف الخروقات، والاهم الانسحاب من القرى والبلدات اللبنانية التي لا تزال تحتلها».
خشية من عدم الانسحاب
وأثارت تصريحات نقلتها وسائل إعلام «اسرائيلية» عن مسؤولين «اسرائيليين» في الايام الماضية، عن ان مهلة الستين يوما ليست مقدسة، وان الجيش «الاسرائيلي» لن ينسحب من لبنان اذا لم ينتشر الجيش اللبناني في كامل منطقة جنوبي الليطاني»، هذا الكلام تلقفه لبنان الذي يخشى من ان تكون «تل ابيب» تمهد لعدم الانسحاب من كامل البلدات والقرى المحتلة، تحت حجج ومبررات واهية، ما ادى لاستنفار رسمي لبناني، لمطالبة الوسطاء بالتحرك الفوري لتجنب هكذا سيناريو.
ويوم امس الاحد، واصل العدو «الاسرائيلي» خروقاته لاتفاق وقف النار. فقطعت قواته الطريق بين الطيبة و ديرسريان قرب مركز الدفاع المدني القديم، وتمركزت هناك. وأفيد عن قيام ٣ دبّابات وجرّافة عسكريّة «إسرائيليّة» بالتقدم من بلدة العديسة باتجاه بلدة الطيبة ومنها إلى مشارف دير سريان.
وأشارت نائبة مدير المكتب الإعلامي لـ»اليونيفيل» كانديس أرديل، إلى أنّ «القوّات «الإسرائيليّة» أبلغت قوّات «اليونيفيل» أنّ سلامة حفظة السّلام، لا يمكن ضمانها في محيط منطقة الطيبة، وعلى الدّوريّات تجنّب هذه المنطقة»، مؤكّدةً أنّ «سلامة جنود حفظ السّلام تشكّل أولويّةً قصوى، ولن نقوم بأي شيء يعرّضهم لأي خطر غير ضروري». وذكّرت في تصريح لـ»الوكالة الوطنيّة للإعلام»، القوّات الإسرائيليّة بـ»التزاماتها بموجب القرار 1701، لضمان سلامة قوّات حفظ السّلام، وضمان حرّيّة حركتهم في جميع أنحاء منطقة عمليّات اليونيفيل في جنوب لبنان».
مواقف الشرع
اما على خط الملف السوري، فلفتت المواقف التي اعلنها يوم امس قائد «هيئة تحرير الشام» و»إدارة العمليات العسكرية» في سوريا محمد الجولاني في مقابلة مع شاشة «العربية»، اذ قال ان «تحرير سوريا يضمن أمن المنطقة والخليج لخمسين سنة قادمة».
وكان لافتا حديثه عن أن «إعداد وكتابة دستور جديد في البلاد، قد يستغرق نحو 3 سنوات، وتنظيم انتخابات قد يتطلب أيضا 4 سنوات، بحيث ان انتخابات سليمة ستحتاج إلى القيام بإحصاء سكاني شامل ما يتطلب وقتاً». وهو ما قرأته مصادر سورية بأنه محاولة لـ «الاستئثار بالحكم يمهد له الجولاني».
كذلك اعتبر أن البلاد اليوم في مرحلة إعادة بناء القانون، مشددا على أن «مؤتمر الحوار الوطني سيكون جامعا لكل مكونات المجتمع، وسيشكل لجانا متخصصة وسيشهد تصويتاً أيضاً». ورجح أن «تحتاج سوريا إلى سنة ليلمس المواطن تغييرات خدمية جذرية».
أما عن تعيينات اللون الواحد في الحكومة الانتقالية الحالية، فأوضح «أن تلك الخطوة أتت لأن المرحلة تحتاج انسجاما بين السلطة الجديدة». وقال: «شكل التعيينات الحالي كان من ضرورات المرحلة وليس إقصاء لأحد».كما اعتبر أن «المحاصصة في هذه الفترة كانت ستدمر العملية الانتقالية».
أما عن حل الفصائل ومنها «هيئة تحرير الشام»، فقال الشرع: «بالتأكيد سيتم حل الهيئة، وسيعلن ذلك في مؤتمر الحوار الوطني».
"نداء الوطن":
على رغم أجواء عيدي الميلاد ورأس السنة، فإن ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية بقي محافظاً على حماوته، على رغم برودة الطقس. والاهتمام نابع من قرب موعد الجلسة حيث المسافة لا تتجاوز العشرة ايام، وكأننا أصبحنا أمام «المئة متر الأخيرة»، في السباق نحو قصر بعبدا.
كيف يبدو المشهد الرئاسي؟
المواقف شبه متبلورة، معظم المرشحين باتوا في حال جهوزية، النواب والكتل يضربون «أخماساً بأسداس»، لكن، وللمفارقة، كلما اقترب موعد الاستحقاق، كلما طغى الغموض على الوضوح.
الأنظار موجَّهة إلى أكثر من موقع في الداخل، من عين التينة إلى بكركي إلى معراب إلى ميرنا شالوحي:
الرئيس نبيه بري يدير الملف بأسلوب المحترِف، يحاول أن لا يفقد السيطرة على مقود القيادة، لكنه حذِر أكثر من أي وقت مضى، لكن مصادر سياسية خبيرة تعتبر أن مخاوفه ليست دائماً في محلّها، وتدعو هذه المصادر إلى أن يناقش الرئيس بري ماذا يعني ترشيح رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع؟ ألا يحق للسياديين أن يقدِّموا ما لديهم في رئاسة الجمهورية؟ وتتابع هذه المصادر: لقد اختبر محور الممانعة معظم الرؤساء منذ الطائف إلى آخر رئيس، فلماذا لا يحق للفريق السيادي أن يكون الرئيس من معسكره ليبرهِن ماذا يمكن أن يعطي؟
مصادر مطلعة على الحراك الرئاسي تعتبر أن التحولات والتبدلات الإقليمية تتطلب اليوم وأكثر من أي يوم قيام دولة فعلية في لبنان تضمن حضور وحقوق جميع المكونات اللبنانية وأوّلهم المكوّن الشيعي. من هنا فإن من مصلحة الثنائي الشيعي أن تقوم دولة فعلية في لبنان على رأسها شخصية تدرك جيداً الخصوصية اللبنانية وتحترم التعدديّة أولاً، شخصية تلتزم الدستور الذي يشكل مظلة جامعة للبنانيين وتدخل بجديّة بالتعاون مع الجميع في ورشة قيام الدولة وتفعيل مؤسساتها. وتعتبر المصادر نفسها أن سمير جعجع، رئيس حزب «القوات»، هو الشخصية الأنسب لمرحلة إطلاق الدولة من جديد، لذلك على الثنائي الشيعي، وانطلاقاً من اعتبارات التبدلات الإقليمية وضرورة قيام الدولة، اختيار سمير جعجع للرئاسة الأولى نظراً لجديّته والتزامه وتثبيتاً للشراكة الحقيقة التي ينادون بها.
ماذا عن موقف باسيل؟
تعتبر مصادر متابعة للحراك الرئاسي أن من مصلحة رئيس التيار الوطني الحر تبني ترشيح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع للرئاسة، الأمر الذي يعيد له اعتباره على الساحة المسيحية. وتعتبر هذه المصادر أن ترشيح باسيل لجعجع يضمن له ولتياره استمرارية في الحياة السياسية، كما يؤمن له حضوراً وازناً على الساحة الوطنية والمسيحية، مدخله هذا الترشيح والتصويت لرئيس «القوات». وفي اعتقاد هذه المصادر أن ترشيح باسيل لجعجع هو عودة لباسيل وتياره إلى خط تاريخي في السياسة أثبت صوابيته في الأحداث والتطورات الأخيرة، خطٌ ابتعد عنه باسيل في السابق وغرّد خارج سربه.
على رغم كل هذه المؤشرات، فإن الأمور تبقى مرهونة بأوقاتها، فحركة المرشحين تسير بوتيرة متسارعة، المعلَنون منهم وغير المعلنين. وفي هذا السياق، كان للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي موقف متقدّم من ملف الانتخابات.
جلسة ومرشحون
يركِّز البطريرك الراعي على «فقدان الثقة لدى السياسيّين بأنفسهم، كما هو ظاهر اليوم في عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سنتين وشهرين. فإنّهم ينتظرون اسم الرئيس من الخارج، وهذا عار كبير، علماً أنّنا نقدّر ونشكر للدول الصديقة حرصها على انتخاب الرئيس وتشجيعها للدفع إلى الأمام بعجلة انتخابه».
البطريرك الراعي تطرق إلى جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل، فاعتبر أنه «ما زال البعض يفكّر بالتأجيل بانتظار إشعارٍ ما من الخارج. وهذا عيب العيوب وهو مرفوض بكلّيته. وحذار اللعب بهذا التاريخ الحاسم».
كما توقف البطريرك الراعي عند «ظاهرة عدد المرشّحين المعلنين والمخبئين وغير الصريحين والموعودين»، وهي المرة الأولى التي يتطرق فيها البطريرك الراعي إلى هذا التصنيف المرتبط بالمرشحين.
"اللواء":
تذهب إسرائيل، عشية السنة الجديدة الى وضع لبنان وربما المنطقة برمتها امام مشهد، ليس بإمكان احد القبول به: خرق فاضح للاتفاقيات، وتجاوز لمقتضيات الحرب من التفاهمات، وتظهر على صورة متمرّد، يقتل ويبطش، ويستفز من دون أن تجرأ دولة على «كبش» العدوانية الاسرائيلية، ووضع حد للاستهتار بالآخرين، وتحويل حياتهم الى كوابيس، عبر القتل والقصف والتجريف، والاعلان عن ان الجيش الاسرائيلي طلب تأخير اعادة المستوطنين مستعمرات الى الشمال، او مصادقة الكابينت على بقاء جيش الاحتلال الى آذار المقبل، اي بما يوازي ثلاثة اشهر كاملة من العام المقبل.
على ان الاخطر، مزاعم جيش الاحتلال ان خطواته سواءٌ التفجيرات التي اقدم عليها في الطيبة والعديسة ودير سريان او الزحف باتجاه القرى التي يخرج منها، هي منسقة مع الادارة الاميركية.
وطغت الخروقات الاسرائيلية على عطلة نهاية الاسبوع بظل غياب اي حركة رئاسية بسبب عطلة الميلاد ورأس السنة، ما لم تحصل لقاءات جديدة اليوم، فيما يبدأ وزيرا الدفاع والخارجية الفرنسيان سيباستيان ليكورنو وجان– نويل بارو، اليوم الاثنين، زيارة إلى بيروت، تستمرّ حتى الأربعاء، لتمضية ليلة رأس السنة الجديدة مع نحو سبعمئة جندي من الكتيبة الفرنسية في قوات «اليونيفيل» بقاعدة «دير كيفا» في جنوب لبنان.
ويتخلّل الزيارة، لقاء مع قائد الجيش العماد جوزف عون، اليوم ، وآخر مع ممثل لبنان في لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار العميد إدغار لاوندس يوم غد الثلاثاء. ويجري الوزيران لقاءات مع المسؤولين وقيادات سياسية، تتناول تطبيق اتفاق وقف النار والاستحقاق الرئاسي.
مصارحة هوكشتاين
وسيصارح لبنان، سواءٌ عبر الرئيس نبيه بري، او الرئيس نجيب ميقاتي الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، الذي يتوقع ان يكون في بيروت، بين الخميسين، فيشارك في اجتماع لجنة مراقبة وقف النار الثلثاء في 7 ك2، ولم يُعرف ما اذا كان بصدد تغيير رأيه لجهة المشاركة في جلسة انتخاب الرئيس في الخميس الذي يلي بعد 48 ساعة من اجتماع لجنة وقف النار.
ودعا الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والفرنسي ايمانويل ماكرون الى استكمال تطبيق مندرجات وقف النار، وتنفيذ القرار 1701 كاملاً.
الرئاسة بين «خميسين»
رئاسياً، بين «الخميسين الأولين» من السنة الجديدة، تحتدم حركة الاتصالات المحلية، وربما في الخارج على نية الجلسة الرئاسية، التي تتحدث عن توجه لانتخاب رئيس جديد للجهورية، وفقا لما اعلنه المعاون السياسي للرئيس نبيه بري.
لكن اوساط كنسية ونيابية مسيحية اوضحت لـ «اللواء» انها لا تبدي حماسا لإمكان صعود الدخان الابيض في جلسة 9 ك2 المقبل، بسبب التباينات بين الكتل، وانعدام الخطوات الوفاقية او التنسيقية الجدية فيها.
وفي اطار المساعي العربية لدعم انضاج التفاهم على انتخاب رئيس جديد للدولة، تحدثت بعض المصادر عن قيام وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان والامير زيد بن فرحان المسؤول عن الملف اللبناني في الخارجية السعودية بزيارة بيروت بين الخميسين أيضاً.
الراعي وانتظار ترشيح رئيس من الخارج
واعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان مشكلة لبنان اليوم، هي فقدان الثقة لدى السياسيين بأنفسهم، وببعضهم البعض، وهذا ظاهر بعده انتخاب رئيس للجمهورية منذ سنتين وشهرين، وهم ينتظرون اسم الرئيس من الخارج، وهذا عار كبير.. ملمحا الى ان البعض ما يزال يفكر بالتأجيل بانتظار اشعار ما من الخارج.
ويزور المرشح الرئاسي الوزير السابق جهاد ازعور بكركي اليوم للقاء الكاردينال الراعي.
المواطنون لسلسلة جديدة
معيشياً، حذر تجمع موظفي الادارة العامة، الحكومة من العودة الى اعتماد وسائل الضغط، في حال مضت الحكومة في تجاهل مطالب الموظفين، محذرة ايضا من النهج الاستبدادي في التعاطي مع الموظفين، وطالب بتطبيق المادة 3 من المرسوم 14033 بشكل صحيح، والغاء الشروط المتعلقة بتحديد ايام العمل، والاسراع في اصدار قانون تصحيح الرواتب واعادة قيمتها الشرائية الى ما كانت عليه قبل الازمة، وتعديل التعويضات العائلية بما يتناسب مع سعر الصرف الحالي.
الخروقات
على صعيد العربدة الاسرائيلية، وصلت الخروقات حد استئناف الغارات الجوية على قرى الجنوب والبقاع، مؤشراً خطيراً على خطط كيان الاحتلال الإسرائيلي حيال لبنان، لا سيما وأن المهلة المعطاة له لتنفيذ الاتفاق والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي دخلها بعد الاتفاق تمتد الى نحو شهر من الوقت، ما يعطي الاحتلال مزيداً من حرية الحركة داخل لبنان وتثبيت خططه الاحتلالية، وزاد من خطورة الوضع وصول حركة الاحتلال الى تخوم حدود لبنان الشرقية من محور جبل الشيخ حتى الخيام والبقاع الشرقي الجنوبي لجهة عين عطا وراشيا الفخار.
ومنذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الإسرائيلي في 27 تشرين الثاني الماضي، تم تسجيل 319 خرقاً من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، مما أسفر عن استشهاد 32 شخصاً وإصابة 38 آخرين، وفقاً لبيانات وزارة الصحة اللبنانية.
وواصل العدو خروقاته للإتفاق، فتقدمت صباح امس الأحد 3 دبابات و جرافة عسكرية معادية، من بلدة العديسة باتجاه بلدة الطيبة ومنها الى مشارف ديرسريان. وقطع جيش العدو الاسرائيلي الطريق بين الطيبة ودير سريان قرب مركز الدفاع المدني القديم، ثم تمركز هناك.وكانت قوات العدو قد وجهت اشعاراً لقوات «اليونيفيل» الدولية طالبة عدم التحرك في المنطقة.
وافد عن عملية نسف كبيرة قام بها الجيش الاسرائيلي في بلدة ميس الجبل قرابة الخامسة من غروب امس، وسمعت اصداؤها في القرى المجاورة.
والى ذلك، أثار رصد جرافة تابعة لجيش الاحتلال الاسرائيلي تعمل اخيرا بالقرب من سفوح جبل الشيخ على سلسلة لبنان الشرقية الحدودية مع سوريا بشكل واضح على شق أحد الطرق وسط الجبل من الجهة اللبنانية، انتباه الأجهزة الأمنية والجهات المعنية في الدولة، خصوصا في المنطقة القريبة لبلدة عين عطا الواقعة بين قضاءي حاصبيا وراشيا (البقاع).
وقالت نائبة مدير المكتب الإعلامي لـ «اليونيفيل»، كانديس ارديل، أن «القوات الإسرائيلية أبلغت قوات اليونيفيل أن سلامة حفظة السلام لا يمكن ضمانها في محيط منطقة الطيبة، وعلى الدوريات تجنّب هذه المنطقة.
وأكدت أرديل أن «سلامة جنود حفظ السلام تشكل أولوية قصوى ولن نقوم بأي شيء يعرضهم لأي خطر غير ضروري».
كما ذكّرت القوات الإسرائيلية بالتزاماتها بموجب القرار 1701 لضمان سلامة قوات حفظ السلام وضمان حرية حركتهم في جميع أنحاء منطقة عمليات اليونيفيل في جنوب لبنان.
مطر عاصف وثلج حتى مساء غد
قطع «الجنرال الأبيض» ضمن المنخفض الجوي العاصف والبارد والممطر الطرقات الدولية بين بيروت والمحافظات، لا سيما في بعض أقضية جبل لبنان، وصولا الى البقاع.
وتوقعت مصلحة الارصاد الجوية، ان يكون الطقس اليوم الاثنين غائما اجمالا مع انخفاض في درجات الحرارة، وضباب كثيف على المرتفعات، وتساقط الثلوج على ارتفاع 1400م وما فوق وتلامس الـ1300 خلال الليل.
ويستمر المنخفض مصحوباً برياح قوية وباردة من فوق المتوسط بالتأثير على لبنان، ويستمر الى يوم غد، وتتساقط الثلوج على الجبال المتوسطة، ويعود الاستقرار عشية ميلاد السنة الجديدة (مساء غد) ويستمر لأيام عدة.
وألحقت الثلوج خسائر في الممتلكات وحاصرت المواطنين في منازلهم وعلى الطرقات، وليلاً، اعلن الدفاع المدني عن تمكن عناصره من سحب اربعة سيارات، وانقاذ من كان بداخلها، بعدما تعثرت في الثلوج على طريق ترشيش- حداثا - زحلة.
"البناء":
فيما أنهى رئيس حكومة الاحتلال عملية جراحية وانتقل إلى غرفة عناية محصّنة تحت الأرض خشية الصواريخ اليمنية التي لا تزال تقلق كيان الاحتلال يومياً، رغم الغارات الجوية على المدن والمواقع اليمنية، كان جيش الاحتلال يستعرض فائض قوته في شمال غزة مستهدفاً المستشفيات وقد توّجها بإحراق وتدمير مستشفى كمال عدوان واقتياد المرضى والجهاز الطبي أسرى مكبّلين شبه عراة، بينما كانت الضفة الغربية تعود إلى أجواء القلق والتوتر مع استئناف الأجهزة الأمنية للسلطة حملتها ضد قوى المقاومة في جنين ومخيمها.
في سورية كانت تصريحات لافتة لرئيس الإدارة الجديدة للحكم احمد الشرع خلال حوار تلفزيوني مع قناة العربية السعودية، تضمّنت توجيه رسائل نحو كل من موسكو والرياض والقاهرة وطهران، اتسمت بمحاولة مدّ الجسور مع العواصم التي تسببت التطورات السورية بإبعادها عن دمشق مثل طهران أو إضعافها مثل موسكو أو إثارة قلقها مثل القاهرة أو التسبب بتحفظها كحال السعودية. وقال الشرع إن العلاقات مع موسكو تاريخيّة وإنه يتطلع الى تطويرها مشيراً إلى مصالح مشتركة كثيرة، محيطاً مستقبل القواعد العسكرية الروسية بالغموض، مكتفياً بالقول إنه لم يكن يريد لروسيا أن تغادر سورية بطريقة سلبية، بينما دعا الشرع طهران إلى مبادلة الإيجابية التي تمثلت بحماية المقامات الدينية بإيجابية في التصريحات الإعلامية بما يفتح الطريق لعلاقات مستقبلية دون شوائب. ونفى الشرع أن يكون ظهور بعض الشخصيات المصرية المعارضة في دمشق والتي أثارت قلق القاهرة أمراً مدروساً، مؤكداً أنه حريص على التمييز بين المرحلة السابقة والمرحلة الحاليّة، حيث الأولوية اليوم هي لمصلحة الدولة السورية بأفضل العلاقات مع الدول العربية وعدم السماح بأي استخدام لسورية لتشكيل مصدر قلق لأي بلد عربيّ، وأشاد الشرع بالسعودية وخططها الاقتصادية وأهميتها الدولية والإقليمية والحاجة إلى الاستفادة من خبراتها الاقتصادية، وتحدّث الشرع عن الوضع الداخلي فقال إن تعيينات اللون الواحد ضرورة للانسجام، وإن التشاركية سوف تأتي لاحقاً، وإن الدستور سوف يحتاج الى ثلاث سنوات والانتخابات إلى أربع سنوات.
في جنوب لبنان وعلى أطراف المناطق الحدودية قام رئيس أركان جيش الاحتلال يرافقه قادة جيشه بجولة تحدّث خلالها عن أن جيشه حقق انتصاراً واضحاً في لبنان على المقاومة، لكن المهم يبقى النجاح بإعادة النازحين، بينما ترى المصادر الإعلامية والخبراء داخل كيان الاحتلال أن عدم عودة النازحين يعود إلى أن هؤلاء النازحين لا يصدّقون كلام بنيامين نتنياهو وهرتسي هليفي عن الانتصار.
يقترب موعد الجلسة الرئاسية دون أن يلوح أيّ مؤشر واضح حيال إمكانية تأجيل الجلسة أم انعقاد الجلسة من دون التوصل إلى انتخاب رئيس، فيما أفيد أن حراكاً دبلوماسيّاً سوف ينشط بعد عيد رأس السنة لكي تثمر الجلسة انتخاب رئيس للبلاد. ومن المتوقع أن يبحث وزير الخارجية الفرنسي جان – نويل بارو، الذي يصل بيروت اليوم، مع المسؤولين السياسيّين الملف الرئاسيّ فضلاً عن تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار، وتستمر زيارة وزير الخارجية الفرنسي ووزير الدفاع سيباستيان ليكورنو حتى الأربعاء، لإمضاء ليلة رأس السنة مع نحو سبعمئة جنديّ من الكتيبة الفرنسيّة في قوات “اليونيفيل” بقاعدة “دير كيفا” في جنوب لبنان.
ويتخلّل الزيارة، لقاء مع قائد الجيش العماد جوزف عون، يوم الاثنين، وآخر مع ممثل لبنان في لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار العميد إدغار لاوندس يوم غد الثلثاء.
واستباقاً لزيارة الوزيرين الفرنسيين الى بيروت أجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اتصالات مع كبار القادة العرب والأوروبيين تناولت الوضع في لبنان على خلفية التعهّدات التي قطعها بمساعدة اللبنانيّين على تجاوز الأزمتين الدستورية والأمنية. كما تناول ماكرون خلال اتصال مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القضيتين اللبنانية والسورية وسجّلا موقفاً متوافقاً مما يجري على الساحتين، بما يخدم التهدئة والأمن والاستقرار في المنطقة. وشدّد الرئيس ماكرون على أنه “يجب القيام بكل شيء لإنجاز انتخاب الرئيس في لبنان”. وانتهى إلى القول: “نعمل مع أميركا لضمان احترام اتفاق وقف النار في لبنان”.
وحذّر البطريرك الماروني بشارة الراعي من خطورة تأجيل الجلسة المحدّدة في التاسع من كانون الثاني المقبل، معتبرًا أنّ “انتظار الخارج لتسمية الرئيس يشكّل عارًا كبيرًا”. أضاف: “ثقة السياسيّين بعضهم ببعض مفقودة، وهي ظاهرة في عدد المرشّحين المعلنين والمخبّئين وغير الصرحاء والموعودين، وكأنّهم لا يجرؤون على المجيء إلى البرلمان لانتخاب الرئيس، في انتظار اسم من الخارج.
والثقة بمؤسّسات الدولة مفقودة، لأنّ بعض السياسيّين لا تعنيهم هذه المؤسّسات، وأوّلها المجلس النيابيّ فاقد صلاحيّة التشريع، وأن يتوقّف مدّة سنتين وشهرين عن مهمّته التشريعيّة فلا يعنيهم الأمر، ولا تعنيهم مخالفتهم للدستور، ولا يعنيهم الضرّر اللاحق بالبلاد”.
متسائلاً “وما القول عن تعطيل بعض القضاء أو السيطرة عليه أو تسييسه من بعض السياسيّين، علمًا أنّ القضاء أساس الملك. وما القول عن عدم ثقة بعض السياسيّين بالدولة ككلّ، دستوراً وقوانين وأحكاماً قضائيّة، وإدارات عامّة، واقتصاداً ومالاً ومصارف، وإيداع أموال فيها، وهجرة خيرة شبابنا وشاباتنا وقوانا الحيّة، وكأنّ لا أحد مسؤولاً عن هذا الخراب؟”.
إلى ذلك يعقد اجتماع نيابي اليوم تمهيداً لإعلان تكتل نيابي وسطي يضمّ “التوافق الوطني” و”الاعتدال” و”لبنان الجديد” وآخرين منتصف الأسبوع.
إلى ذلك يصل الموفد الأميركي آموس هوكستين إلى لبنان في السادس من كانون الثاني ليلتقي الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ويناقش ملفي تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وملف رئاسة الجمهورية.
وبعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان و”إسرائيل” في 27 تشرين الثاني الماضي، تمّ تسجيل 330 خرقًا من قبل قوات العدو الإسرائيلي، مما أسفر عن استشهاد 32 شخصًا وإصابة 38 آخرين، وفقًا لبيانات وزارة الصحة اللبنانية.
وصباح أمس، قطع جيش العدو الإسرائيلي الطريق بين الطيبة وديرسريان قرب مركز الدفاع المدني القديم، ثم تمركز هناك.
وعصر أمس، أفيد عن عمليتي نسف كبيرتين قامت بهما قوات العدو الإسرائيلي في بلدة ميس الجبل، وسمعت أصداؤها في القرى المجاورة.
وقالت نائبة مدير المكتب الإعلامي لـ “اليونيفيل”، كانديس ارديل في تصريح إلى “الوكالة الوطنية للإعلام”، إن “القوات الإسرائيلية أبلغت قوات اليونيفيل أن سلامة حفظة السلام لا يمكن ضمانها في محيط منطقة الطيبة، وعلى الدوريات تجنّب هذه المنطقة”.
وأكدت أرديل أن “سلامة جنود حفظ السلام تشكل أولوية قصوى ولن نقوم بأي شيء يعرّضهم لأي خطر غير ضروري.»
كما ذكّرت أرديل قوات الاحتلال الإسرائيلي بالتزاماتها بموجب القرار 1701 لضمان سلامة قوات حفظ السلام وضمان حرية حركتهم في جميع أنحاء منطقة عمليات اليونيفيل في جنوب لبنان.
على خط آخر، قامت السلطات اللبنانية بتوقيف عبد الرحمن يوسف القرضاوي، نجل الداعية يوسف القرضاوي، وذلك أثناء عودته من زيارة سريعة إلى سورية.
وذكرت المصادر أن القرضاوي كان قد شارك في الاحتفال بالثورة السورية وقدّم التهنئة للشعب السوري.
وأوضحت المنصات الإخوانية أن توقيف القرضاوي جاء في إطار التنسيق الأمني بين مصر ولبنان، حيث يُعدّ نجل القرضاوي مطلوبًا في مصر على خلفية قضايا تتعلق بالعنف والتحريض على الإرهاب.
"الشرق":
قبل يومين من طي آخر اوراق روزنامة العام 2024، هدأت الحركة السياسية واستكان الامن. وتيرة العمليات العسكرية والخروقات الاسرائيلية تراجعت الى درجة الانعدام بعدما ارتفعت عاليا الاعتراضات اللبنانية وتزخمت حركة الاتصالات براعيي اتفاق وقف النار الاميركي والفرنسي الذي يوفد الى بيروت غدا وزيري الخارجية جان نويل بارو والدفاع سيباستيان ليكورنو لاجراء معاينة ميدانية عن كثب للوضع اللبناني وتمضية عيد راس السنة مع الكتيبة الفرنسية في اليونيفيل جنوباً، كما في كل عام.
وعلى مسافة 10 ايام من موعد جلسة انتخاب رئيس جمهورية حددها الرئيس نبيه بري في 9 كانون الثاني المقبل، تبدو الصورة تزداد ضبابية تجاه مصيرها وما اذا كان الدخان الابيض سيتصاعد من مدخنة البرلمان ام يخرج النواب كما دخلوا ويضاف الى عداد الجلسات الانتخابية رقم اضافي من دون انتخاب، والترجيحات تنحو في هذا الاتجاه حتى الساعة.
ماكرون
وقد برز موقف فرنسي متجدد يدعو للانتخاب اذ شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أنه “يجب القيام بكل شيء لإنجاز انتخاب الرئيس في لبنان”.
وقال ماكرون: “نعمل مع أميركا لضمان احترام اتفاق وقف النار في لبنان”.
جعجع والقائد
داخليا اعتبر رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “المنظومة” لا تزال موجودة وهي تستمر بعملها كمنظومة وكأن شيئًا لم يكن، ولفت إلى أن “محور الممانعة” لا يريد العماد جوزيف عون، وبطبيعة الحال، “التيار الوطني الحر” أيضًا لا يريده، وهم يخططون لإسقاطه في الانتخابات”.
ورد التيار الوطني الحر داعيا جعجع الى اعلان تأييده للعماد عون.
مرشح تحد
في المقابل، أشار الأمين العام لحزب الطّاشناق النّائب هاغوب بقرادونيان الى ان جعجع اسم تحدّ. واعتبر ان “احتمال انعقاد جلسة التّاسع من كانون الثّاني وخروج الدّخان الأبيض الرّئاسي منها تصل إلى نسبة ثمانين في المئة”.
تنسيق سنّي
من جهته، أكد النائب عبد الرحمن البزري ان “التنسيق بين النواب السنّة هو لتشكيل أرضية وسطيّة الهدف منها إيجاد صيغة لانتخاب رئيس للجمهورية من دون تجاوز أي طرف أو تغييبه”، مشيرا الى ان “اللقاءات بين النواب السنّة مستمرّة وأي موقف صريح عنهم سيصدر بعد رأس السنة ومن أهم صفات المرشّح ألّا يكون جزءًا من منظومة الفساد وأن يكون قادرًا على إعادة الثقة”.
سعد راجع
كتب المنسق العام للمؤتمر اللبناني -العربي الدكتور زياد العجوز على منصة “إكس”: “في إشارة لعودة الرئيس سعد الحريري، قريبا. اتخذ القرار.. الخبر اليقين سيأتي قريبا من الرياض… شدوا الرحال وجهزوا الساحات.. السعد آت”.
جوازات سفر غير قانونية
على الخط اللبناني- السوري ووقت يستعد وفد سيادي لزيارة سوريا بعد الاعياد، افيد ان رفعت الأسد عم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد سافر الثلاثاء الماضي من مطار بيروت إلى دبي يرافقه شخصان بطائرة خاصة. واشارت المعلومات الى ان حفيدة رفعت الأسد موقوفة في لبنان بسبب حيازتها جواز سفر غير قانوني، مضيفة ان عدداً من عائلات المسؤولين السوريين غادرت لبنان عبر الطيران العادي من صالة الـ VIP كما لفتت المعلومات الى وجود خط تهريب من دمشق إلى بلدة حلوة في راشيا ثم بيروت، وكانت الأجهزة الأمنية أوقفت ضابطًا سابقًا في الفرقة الرابعة من عائلة الكريدي كان في طريقه إلى بيروت ومعه 170 ألف دولار.
تعليق العمل
في الغضون، أعلنت السفارة السورية في بيروت، بحسب التلفزيون السوري، تعليق العمل القنصلي فيها حتى إشعار آخر بناء على تعليمات وزارة الخارجية والمغتربين في دمشق.
ترحيل سوريين
وليس بعيداً، قام عناصر من مركز جبيل في المديريّة العامة للأمن العام ، وبمؤازرة من مكتب الأمن القوميّ في المديريّة، بترحيل 67 سوريّاً عبر معبر العريضة الحدودي شمالا، كانوا أوقفوا من قبل شرطة بلدية البربارة وفصيلة جبيل في قوى الأمن الداخلي بعدما دخلوا خلسة وبطريقة غير قانونية إلى لبنان عبر احد المعابر الحدودية غير الشرعية.
"الانباء":
المدة الفاصلة عن موعد جلسة الانتخاب في ٩ كانون الثاني تتقلص، والفجوات بين الكتل النيابية تتوسع. هكذا تبدو الصورة مع الضبابية التي تلف الاتصالات الهادفة إلى الاتفاق على مرشح إجماع يصار الى انتخابه في الجلسة.
ومع تزايد الكلام عن احتمال تأجيل جلسة الانتخاب، حذر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من مغبة اللعب بتاريخ التاسع من كانون الثاني. وأشار في عظة الأحد في بكركي إلى أن "مشكلتنا هي فقدان الثقة لدى المسؤولين بأنفسهم وببعضهم وبالدولة. ورأى ان البعض ما زال يفكر بتأجيل الانتخابات الرئاسية. واصفاً تلك المداولات بالمعيبة.
مصادر مراقبة اتهمت عبر الانباء الالكترونية غالبية القوى السياسية بقصر النظر وعدم التنبه لما يجري من حولهم من تطورات. معتبرة أن لبنان لن يكون في مأمن من تداعياتها ومخاطرها، اذا لم تتدارك هذه القوى مسؤولياتها بالعمل على تحييد البلد والذهاب الى انتخاب رئيس جمهورية في التاسع من كانون الثاني. وتحدثت عن ثلاث سيناريوهات يجري العمل عليها لتعطيل انتخاب الرئيس، تنطلق من المواقف المتقلبة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يعارض بشدة ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون. وهو بذلك يسعى الى اعادة ترميم العلاقة مع حزب الله. لكنه لغاية الآن لم يحصل على رد إيجابي من الحزب تحاشياً لردة فعل رئيس مجلس النواب نبيه بري لأن حزب الله لا يرغب بالخروج من تحت عباءته في هذه الظروف. لكن الحزب وباسيل متفقان على مبدأ تأجيل انتخاب الرئيس في هذه الفترة حتى جلاء الصورة في المنطقة وتحديداً في سورية.
أما في حال فشل التنسيق بين الحزب والتيار، فترى المصادر أن باسيل قد يسعى إلى قطع الطريق على رئيس حزب القوات سمير جعجع للذهاب إلى تأييد قائد الجيش إذا ما وجد ان بري وكتلة اللقاء الديمقراطي والتكتل السني المرتقب تشكيله يدعمون العماد جوزيف عون، فعندها لن يتردد في قلب الطاولة وإعلان ترشحه للرئاسة كمرشح من قبل التكتلين المسيحيين الأكبر القوات والتيار الوطني الحر. لكن هذا الترشيح سيبقى ناقصاً اذا لم تبادر الكتل الإسلامية إلى تبنيه. وإذا لم يحصل ذلك فقد يؤدي الى عودة الانقسام العمودي في المجلس بين الكتل المسيحية والمسلمة، ما يهدد الشراكة بداخل مجلس النواب وينعكس سلباً على انتخاب الرئيس بحسب المصادر التي توقعت ان تسفر الاتصالات مع بداية العام الجديد التي سيجريها كل من الموفد الاميركي اموس هوكشتاين والموفد الفرنسي جان ايف لودريان والوفد السعودي برئاسة وزير الخارجية فيصل بن فرحان في حلحلة العقد ويرفع من حظوظ قائد الجيش، على ان تظهر نتائجها الإيجابية في جلسة 9 كانون الثاني. المصادر أشارت الى زيارة خاطفة يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي الى بيروت لتمضية عيد رأس السنة مع القوات الفرنسية العاملة في نطاق اليونيفل ومن المتوقع ان يلتقي المسؤول الفرنسي قائد الجيش في اليرزة.
الشرع
في سياق المواقف التي يعلنها حول مستقبل سورية قال القائد احمد الشرع إن هناك مراحل عديدة ستسبق اختيار شخصية الرئيس وكتابة الدستور، وقد تستغرق ثلاث سنوات ويستمر لأطول مدة ممكنة. كما ان تنظيم انتخابات شفافة ونزيهة قد يستغرق 4 سنوات. إذ إن الانتخابات قد تحتاج لإحصاء سكاني شامل. فسورية تمر اليوم بمرحلة بناء القانون. وذلك يتطلب مؤتمر حوار سيكون جامعاً لكل مكونات الوطن.
هذا وأكد أكد التلفزيون السوري نقلا عن "مصدر خاص في الإدارة السورية" قوله إنه "سيتم الإعلان عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني المقرر عقده الأسبوع المقبل". أضاف المصدر، أنه "من المقرر ان يعقد المؤتمر الوطني في 4 - 5 من الشهر الأول من العام الجديد"، مشيرا الى انه "ستتم دعوة 1200 شخصية سورية من الداخل والخارج على مستوى الأفراد وليس الكيانات، وسيدعى للمؤتمر الوطني ما بين 70-100 شخص من كل محافظة من الشرائح كافة". وقال انه "سيتم حل مجلس الشعب وهيئة تحرير الشام وجميع الفصائل خلال المؤتمر"، وانه "سينبثق عن المؤتمر الوطني لجنة لصياغة الدستور وتشكيل هيئة استشارية للرئيس المؤقت من مختلف الأطياف على أساس الكفاءة".
أبو فاعور
عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور دعا لأن أن تتغلب الحكمة والمسؤولية اللبنانية، وأن تبادر الدولة اللبنانية الى فتح قنوات التواصل الجدي مع الحكم الناشئ في سورية وترتيب العلاقات الثنائية بين البلدين على قاعدة الاحترام المتبادل، والوقائع السياسية الجديدة. وأكد أبو فاعور على موقف الرئيس وليد جنبلاط وقناعاته التاريخية بأننا لا نقبل ولا نسعى الى استثمار أي أمر خارجي في السياسة الداخلية. وشدد على أن العلاقات التي يجب أن تنشأ بين لبنان وسورية هي علاقات بين دولتين على قاعدة استقلال ووحدة البلدين والشعبين، وليس على قاعدة التدخل الذي كان يجري من قبل النظام البائد، لأن مستقبل سورية الديمقراطية هو مستقبل لبنان الحر الديمقراطي.
"الشرق الاوسط":
أخذت قضية توقيف حفيدة رفعت الأسد ووالدتها في مطار رفيق الحريري الدولي لدى محاولتهما السفر إلى الخارج بواسطة جوازي سفر مزورين، بعداً قضائياً وأمنياً تخطّى لبنان، ووصل إلى الإدارة السورية الجديدة، التي علّقت العمل في قنصليّة سفارتها في بيروت، بعدما تبيّن أن عملية تزوير الجوازين حصلت داخل السفارة السورية في لبنان، وفتحت تحقيقاً لتحديد هوية الموظفين الذين زوّروا تاريخ صلاحية الجوازين، وتلاعبوا بـ«الوقوعات» والمعلومات الشخصية التي يحتويانها.
تهمة التزوير
وبمعزل عن الإجراءات التي ستلجأ إليها السلطات السورية في هذا الصدد، تستمرّ ملاحقة شمس دريد رفعت الأسد ووالدتها رشا خزيم في لبنان. وأفاد مصدر قضائي لبناني بأن جهاز الأمن العام «أنهى التحقيقات الأولية التي أجراها على مدى يومين مع شمس الأسد ووالدتها، بإشراف النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن الحجار «أعطى إشارته بإحالة الموقوفين مع محاضر التحقيقات الأولية التي أجريت معهما على النيابة العامة في جبل لبنان للادعاء عليهما وملاحقتهما قضائياً بجرم حيازة جوازي سفر مزورين خلال تواجدهما على الأراضي اللبنانية، واستعمالهما عبر محاولة السفر بهما من مطار بيروت الدولي إلى القاهرة».
ولم تعرف مدة توقيف شمس الأسد ورشا خزيم في لبنان، إلّا أن المصدر القضائي أوضح أنهما «سيحاكمان بجرم حيازة وثيقة رسمية مزورة واستعمالها، وهي جنحة تتراوح عقوبتها بين السجن شهرين وثلاث سنوات»، مشيراً إلى أن «مدة التوقيف الاحتياطي يعود تقديرها إلى قاضي التحقيق، كما أن تقدير مدّة العقوبة يعود إلى محكمة الأساس، أي القاضي المنفرد الجزائي صاحب الاختصاص للنظر في الأمر؛ كون الجريمة هي من قبيل الجنحة وليست الجناية». واعتبر المصدر القضائي أنه «إذا تعززت الأدلة بأن واقعة تزوير جوازي السفر حصلت داخل السفارة السورية في لبنان، فهذا لا يعني أن جرم التزوير حصل على الأراضي اللبنانية، وتعود صلاحية الملاحقة فيها للسلطات السورية».
دخول خلسة
وعلى أثر توقيف حفيدة رفعت الأسد ووالدتها في مطار بيروت الدولي، اعترفتا بحسب المصدر القضائي بـ«دخول لبنان خلسة من خلال معبر غير شرعي وبمساعدة مهربين، وذلك بعد ساعات على سقوط نظام بشار الأسد، وأعلنتا أنهما لم تتمكنا من تجديد جواز سفرهما بسبب انتهاء مدة صلاحيتهما»، فيما ترددت معلومات مفادها بأن «دريد الأسد سافر إلى القاهرة قبل ساعات من توقيع زوجته وابنته، فيما غادر والده رفعت الأسد إلى الإمارات العربية المتحدة عبر مطار بيروت الدولي، وذلك بواسطة جوازات سفر صحيحة».
رفعت الأسد
وأكد المصدر القضائي أن «مغادرة رفعت الأسد ونجله دريد حصلت بطريقة عادية جداً، إذ لم يثبت أنهما مطلوبان للقضاء اللبناني، ولا توجد مذكرات دولية بتوقيفهما».
وأثار تزوير الجوازين في مقر السفارة السورية، قلق الإدارة السياسية الجديدة في دمشق، التي أرسلت فريقاً للتحقيق في العملية، وكشف متابع للملف أن «موظفي السفارة السورية، وخصوصاً القسم القنصلي، يخضعون لتحقيقات مشددة من قبل السلطات السورية الجديدة».
وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «واقعة التزوير والتلاعب بواقعات جوازي السفر لمساعدة زوجة دريد الأسد وابنته على مغادرة لبنان، تثير الريبة من وجود تعاطف من موظفي السفارة مع مسؤولين في نظام بشار الأسد، ومساعدتهم على الفرار إلى الخارج».
ولم يستبعد أن «يطلب الجانب السوري تعاوناً فنياً من لبنان لتبيان كيفية حصول التزوير، فإذا ما طلبوا هذه المساعدة يبنى على الشيء مقتضاه». وقال المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، إن «واقعة التزوير تتناقض مع البيان الصادر عن السفارة في اليوم التالي لسقوط النظام السوري، الذي عبّر عن الارتياح التام للتخلص من حقبة الظلم والإجرام التي عاشها الشعب السوري في ظلّ حكم آل الأسد على مدى نصف قرن».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا