فضل الله: سنبقى مصرين على بناء دولة الإنسان والعدل ودولة القانون والاستقلال
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Dec 30 24|16:46PM :نشر بتاريخ
ألقى العلامة السيد علي فضل الله كلمة توجيهية، أمام مجلس مديري المبرات، الذي انعقد في مبرة السيدة خديجة الكبرى على طريق المطار وقال:"نحمد الله أن منحنا الفرصة أن نكون من المؤسسات المتقدمة في خدمة الناس، وفي الحرص على تقويم سيرة عمل المؤسسة والقيام بالمحاسبة ونتفادى التقصير وإعادة النظر بالسياسات والإجراءات لجعلها أفضل وتتناسب مع تطلعاتنا نحو بناء مؤسسة تنشد الأرقى لتحقيق الأهداف التربوية والاجتماعية والإنسانية. نحن اليوم في مرحلة صعبة نواجهها جميعنا. هذه المرحلة تنعكس على كل واحد منا. إما ألما أو خوفا أو قلقا من المستقبل في ظل وجود العدو الصهيوني الغاشم والجاثم على أرضنا، والمرتكب للمجازر التي تجاوزت كل القيم الإنسانية والمدعوم من هذا العالم الذي غطى هذا العدو وترك له الحرية في كل ارتكاباته، وحتى الآن ما زلنا نعيش هذه المشاعر السلبية، ولذا وجب الحذر والأمل في الوقت عينه".
تابع:"هذا هو التحدي الذي نواجهه على مستوى الحاضر والمستقبل والذي نحتاج لمواجهته بالأمل والتفاؤل والايمان الراسخ بإمكان تجاوز هذه الأزمات بفعل ما نملكه من إيمان وإمكانات وثقة بالذات، تحول بيننا وبين السقوط في فخ الضعف والخوف. ومن هنا فإن الحاجة ماسة لدراسة نقاط القوة والضعف والمباشرة بالتخطيط والتنظيم في العمل، آخذين في الاعتبار المعطيات المستجدة ومستفيدين من التجارب والاستناد إلى الحقائق والعلم لمواجهة الأوضاع الصعبة والتحديات القادمة، ونحن قادرون بإذن الله على تجاوز هذه المرحلة وامتلاك الحافزية لمتابعة هذه المسيرة لا سيما مسيرتنا التربوية بروح متوثبة ومعنويات مرتفعة. ومن هنا فإننا نريد لكل العاملين والطلاب أن يكونوا متسلحين بإيمان راسخ واقتناع عميق بالقدرة على تجاوز كل هذه الأزمات والجراحات".
اضاف:" يجب علينا أن نتابع مسيرتنا على مستوى أدائنا في التعليم، أدائنا التربوي، أدائنا الرعائي والصحي وعلى مستوى المعوقين والمسنين، وفي كل المجالات التي نعمل فيها، لنبقى على المستوى نفسه من التطور وأكثر".
وقال:"لقد كانت مؤسساتنا حاضرة في أصعب الظروف، لذا أشكر كل الجهد الذي بذل، فنحن نعلم جيدا عن أولئك الذين كانوا في مواقع الخدمة الاجتماعية لمساندة صمود الناس وأولئك الذين كانوا يؤدون رسالتهم التربوية في المواقع التعليمية، في وقت كان الدمار يعم أرجاء الوطن. لذا فهذا الجهد الذي انجز في هذه الظروف هو موضع اعتزاز وموضع تقدير، وهذا يعبر عن روحية عالية تمتلكونها".
وتابع":في هذه المرحلة، لا بد ان نكون حريصين على الصورة التي تميزت بها مؤسساتنا حيث كانت جمعية المبرات ولا تزال هي عنوان للانفتاح، مؤسسة لها مبادئها وقيمها الإسلامية التي لا تتنازل عنها، لكن دائماً تمد يد التواصل مع الآخرين في أي منطقة. وهي حريصة على هذا التواصل، وحريصة على بث روح الحوار والألفة التي نحتاجها في هذا الوطن انطلاقا من رسالة السيد التي حملها، والتي كان رائدا ومتميزا فيها. ونحن بكل تأكيد نحمل هذه الرسالة. ورغم الألم الذي يتحمله أحدكم من تصريح من هذا أو كلمة قاسية من ذاك، وربما من مواقف تمسنا كطائفة وكمذهب نحن نتحمل ذلك دون تعقيد وبلا ردود فعل سلبية، لأننا نعرف الحساسيات الموجودة في هذا الوطن أو خلفيات بعض الناس أو جهل بعضهم الآخرين بحقيقة ما يجري ووقوعهم اسرى التحريض الطائفي والمذهبي، أو بعض الإعلام الذي يشكك بوطنية هذه الطائفة أو ذاك المذهب وإن أثبتت الوقائع والتجارب أن من يشككون بهم هم من الحريصين على تقديم التضحيات لحماية أرض هذا الوطن ومن المتمسكين به والبقاء فيه رغم كل هذا الدمار".
واكد اننا "نعيش في وطن متنوع شئنا أم أبينا، ولا خيار لنا إلا أن نعيش معاً، وليست مبادرتنا الدائمة لتعزيز العيش المشترك تجاه الآخرين نقطة ضعف بل هي نقطة قوة فينا بأن نبادر لمد جسر التواصل مع الآخر وأن نعمل على توحيد الصفوف لا تقسيمها، ولم نكن يوماً من الدعاة إلى العزلة والانسلاخ عن الوطن بل سنبقى راسخين في هذه الأرض رسوخ السنديان والأرز، ولن نسحب يدنا الممدودة حتى لو سحبها الآخرون وسنبقى مصرين على بناء دولة الإنسان والعدل ودولة القانون ودولة الحرية والاستقلال القادرة على حماية القيم الإنسانية وصون الأرض والعرض والثروة،.
وأشار إلى "أننا وفي مناسبة ميلاد السيد المسيح، علينا أن نعيش روحيته في الانفتاح ومد الجسور والتواصل والمحبة والتسامح، هذه الروحية التي يجب أن نحملها وأن نعمقها في كل منطقة من المناطق التي نتواجد فيها، ويجب ان نكون حريصين على هذا التواصل، فنحن لسنا مؤسسات مغلقة هي مؤسسات مفتوحة ونحن نبحث دوما عن اللقاء والتعاون مع المؤسسات التربوية والاجتماعية، ولا نكف عن البحث الدائم عن ايجاد آليات التواصل ومتابعته".
وختم موضحا أن "الانفتاح والتفاعل بالنسبة الينا يغني عمل المؤسسة وتطورها كما يغني المؤسسات الأخرى أما المديرون والعاملون فلهم دور كبير في مؤسسته بأن يكونوا حريصين على سيرها وتطورها، وبأن تحمل دورا رساليا في المجتمع المتواجدين فيه والدعوة إلى كل القيم الإيمانية والإنسانية ليكون الوطن على الصورة التي يتطلع إليها كل إنسان يؤمن بالأديان السماوية ويسعى إلى بناء وطن يحقق لأبنائه العيش الكريم في ظلال هذا التنوع الذي نريده أن يكون مصدر غنى لهذا البلد .ولن يكون كذلك إلا بالنيات الصادقة والحوار الإنساني الشفاف والإرادة والعزم لتبديد ما يعيشه كل منا من هواجس أو على الأقل تفهم منابع القلق والهموم التي يحملها الآخر وهذه رسالة نؤكدها بأن جمعية المبرات ليست إطار في مقابل الأطر الاخرى ولن تكون فنحن أهل الجمع لا الطرح والتقسيم، كما كان السيد يقول، لذا أؤكد أننا لسنا في مقابل أي أحد في هذه الساحة. نحن نجمع وحين يسعى أحدهم للتفرقة نحاول أن نكون الإطفائي لإيقاف النزف أو الحرائق التي من الممكن ان تشتعل من وراء ذلك".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا