إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 4 يناير 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jan 04 25|08:34AM :نشر بتاريخ

"الديار":

التوجه الى انتخاب رئيس للجمهورية في 9 كانون الثاني باشراف عربي ودولي وحضور ممثل عن الرئيس الفرنسي والمبعوث الاميركي هوكشتاين وربما وزير الخارجية السعودي وسفراء الخماسية وحشد ديبلوماسي وسياسي واعلامي ونقابي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري لن يرفع الجلسة قبل انتخاب الرئيس التوافقي المقبول من الجميع الا اذا حدث امر استثنائي فوق العادة، أمني او غيره، في «بلد العجائب» نتيجة الخلافات الاقليمية الكبرى والمتشعبة بعد الحدث السوري. وفي المعلومات، ان الرئيس بري سيسحب «ارنبه» مع بدء الجلسة الثانية بالتوافق مع واشنطن اولا وقبول الرياض، والاسم لم يكشف عنه لاي شخص حتى للعاملين معه واقرب المقربين له، وتحظى حركته بدعم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والفاتيكان، والطبخة الرئاسية “استوت” بمشاركة معظم القوى السياسية وحضور 120 نائبا للجلسة حسب المتابعين للاتصالات الرئاسية ولن يغادروا قبة البرلمان في الجلسات المتلاحقة الا بعد انتخاب الرئيس، «ما تحت الطاولة ليس كما فوقها» والرئيس بري يعرف كيف يدير الامور وايصالها الى خواتيمها الحاسمة السعيدة؟

 

ويسال المتابعون للاتصالات السياسية، ما الذي يمنع انتخاب رئيس الجمهورية الخميس وما المبرر امام الكتل للتأجيل ؟ والجميع يعلم ظروف المنطقة الخطرة والدقيقة والاستثنائية التي لم يشهدها لبنان منذ 1948، بالإضافة الى ما تقوم به اسرائيل من خروقات واسعة لوقف اطلاق النار ومنع عودة الاهالي الى قرى الحافة الامامية والتدمير الممنهج وممارسة سياسة الأرض المحروقة، وعلى القوى السياسية قراءة الرد الاسرائيلي بالغارة العنيفة على اقليم التفاح بعد ساعتين على كلام الرئيس نبيه بري العالي السقف امام رئيس لجنة المتابعة الدولية لوقف النار الجنرال الاميركي جاسبر جيفيرز ومطالبته الحاسمة بضرورة تدخل اللجنة لوقف الاعتداءات الاسرائيلية وتحليق المسيرات ورد الجنرال الاميركي بالعمل على هذا الامر من دون اي ضمانات. وعلى القوى السياسية النظر ايضا الى موقف حزب الله من الرد على الخروقات عبر نوابه وقولهم «في اليوم 61 بعد الهدنة لنا كلام اخر، وسنكون في موقع نذيق فيه الاسرائيلي باسنا، ومشتبه من يظن ان حزب الله تعب، ونملك الامكانات والعقول ما يمكننا أن نكون في موقع مواجهة العدو».

 

وحسب المتابعين ايضا، فان على القوى السياسية النظر الى ما يجري في سورية وتحديدا في الجولان والمناطق المحاذية للجنوب وراشيا، ووصول القوات الإسرائيلية الى سد القنيطرة وتحريضها الاقليات على اقامة الحكم الذاتي علنا، والذي سيصيب بشظاياه لبنان. كل هذه التطورات تفرض الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، والا فان القوى السياسية ستهتز صورتها داخليا، فيما صورتها الخارجية غير «ناصعة»، وفسادها مكشوف «على مد عينك والنظر» والمساعدات لن تأتي حسبما ابلغ المسؤولون اللبنانيون، الا بعد انتخاب رئيس الجمهورية الذي سيشرف على توزيع المساعدات مع فريق حكومي واداري مختص بالاعمار.

 

وحسب المتابعين، هناك كلمة سر دولية وعربية وتحديدا اميركية بانتخاب الرئيس في 9 كانون الثاني، والسفير المصري علاء موسى اكد استمرار جهود الخماسية لحصر المرشحين باثنين او ثلاثة واجراء الانتخابات في جلسة الخميس، كل الترتيبات لعقد الجلسة اكتملت والمعرقلون سيدفعون الثمن، وعلى البعض، ان يضعوا في حساباتهم، ان الدول المقررة في لبنان لا تريد شيطنة الشيعة واخراجهم من الحياة السياسية الداخلية.

 

ويؤكد المتابعون، الرئيس القادم سيكون توافقيا، والعقبة الكبرى امام قائد الجيش العماد جوزيف عون عدم سير الثنائي الشيعي حتى الان بانتخابه، بالمقابل، تعج الصالونات السياسية بالاجتماعات والاتصالات وتعدد الاراء وطرح الحلول بعيدا عن الاضواء بالتزامن مع «كب» المعلومات والتسريبات وحرق هذا الاسم او ذاك، وخطوط الهاتف لا تتوقف عن «الرنين» ليل نهار، لكن هذه «الحركة ما زالت دون بركة»، لجهة التوافق على اسم الرئيس، لكنه ليس مستحيلا، وسيبقي سرا من الأسرار حتى دخول النواب قاعة المجلس  كي «لا تحترق الطبخة» وربما تذهب الامور ايضا الى معركة بين اسمين او ثلاثة في الجلسة الاولى، وينتخب الرئيس في الجلسة الثانية او الثالثة، والمشكلة ان القوى المسيحية الأساسية ما زالت اوراقها مستورة، ولم تستقر على مسار معين او ترسو على اسم محدد، في ظل الغموض الذي يحكم موقف القوات اللبنانية من ترشيح رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع الذي ينتظر الاجوبة الاميركية السعودية، فيما المحاولات لتأمين زيارة للدكتور جعجع الى عين التينة لم تنضج بعد، والاتصالات لجمع جنبلاط وجعجع مجمدة، والعلاقة بين باسيل وجنبلاط في أسوأ مراحلها حاليا بعد الانتقادات العونية العنيفة لترشيح اللقاء الديموقراطي للعماد عون واستخدام مصطلحات طائفية ضد جنبلاط. لكن المعلومات تؤكد ان بري والحريري وجنبلاط سيكونون على موجة رئاسية واحدة، اما كلام جبران باسيل المعسول عن الدكتور سمير جعجع فليس الا «نكاية» بالعماد عون، و «شيك من دون رصيد» في معراب نتيجة انعدام الثقة بين الطرفين، رغم ان باسيل يفضل جعجع على العماد عون اذا وصلت الامور الى هذه المعادلة، علما ان اوساطا سياسية تجزم ان حلم الترشح يراود ايضا رئيس التيار الوطني الحر وكل الاقطاب الموارنة، وسليمان فرنجية ما زال مرشح الثنائي الشيعي حتى اللحظة، ولن يكشف عن «جبهته» الا قبل ساعات من بدء الجلسة الثانية.

 

الوضع الأمني

وكان لافتا امس الاشتباك بين الجيش اللبناني وعناصر هيئة تحرير الشام على احد المعابر غير الشرعية في معربون، مما ادى الى سقوط جريح من الجيش اللبناني الذي دفع بتعزيزات الى المنطقة. وقد بدات الاشتباكات بعد تصدي عناصر من هيئة تحرير الشام في منطقة معربون على الحدود اللبنانية السورية من جهة بعلبك لوحدة من الجيش اللبناني كانت تحاول إغلاق احد المعابر، ورد عناصر هيئة تحرير الشام بفتح المعبر بواسطة جرافة، فما كان من الجيش الا ان أطلق رصاصا تحذيريا، بينما رد المسلحون بشكل مباشر فاصيب رائد بيده واستمرت الاشتباكات لبعض الوقت، وتوقفت بعد اتصالات بين هيئة تحرير الشام والامن العام اللبناني، واصيب عدد من عناصر الهيئة وبقي المعبر مغلقا، وبعد ساعات تعرضت دورية للجيش اللبناني من جهة سرغايا في السلسلة الشرقية الى اطلاق نار من رشاشات متوسطة، مما ادى الى سقوط 4 جرحى من عناصر الجيش اصاباتهم متوسطة، ورد الجيش بالاسلحة المناسبة.

وفي حادث مماثل، أوقف الجيش اللبناني على احد حواجزه في المصنع 4 عناصر من هيئة تحرير الشام ادعوا انهم ضلوا الطريق أثناء ايصال زميل لهم للدخول الى لبنان، وانهم يعملون في مركز جديدة يابوس. وجرت اتصالات بين الامن العام وهيئة تحرير الشام، وتم الافراج عن المسلحين بعد 5 ساعات، مما اثار غضب قيادة هيئة تحرير الشام التي اخذت قرارا بمنع دخول اي لبناني الى سورية، الا الذين يحملون اقامات رسمية من وزارة الداخلية السورية، فيما اعلن الامن العام اللبناني انهم فوجئوا بالقرار السوري بمنع دخول اللبنانيين الى سورية ولم يتبلغوا رسميا باي قرار حتى الان .

الأموال الايرانية وتفتيش الديبلوماسيين

تقدم الى الواجهة امس موضوع تفتيش الطائرات الإيرانية الاتية الى مطار رفيق الحريري الدولي على خلفية نقل أموال الى حزب الله، والقضية بدات في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة عندما اعلن رئيس الحكومة بشكل واضح وعلني رفضه مشاركة أموال إيرانية في عمليات الاعمار وانه لن يسمح بدخول هذه الأموال عبر مطار رفيق الحريري الدولي، ورد وزير العمل مصطفى بيرم على كلام ميقاتي بموقف عالي السقف وتوجه اليه بالقول «لقد استشهد اعقلنا، ما حدا يلعب معنا، اذا بدكم يمشي البلد مش هيك بيمشي، وما حدا يحسبها غلط، ما في شي عنا نخسروا، اللي بدو يوقف ويمنع عنا الأموال سنحرك جمهور المقاومة ضده في كل الميادين والساحات، ويلي بدو يقرب من سلاح المقاومة سنقطع يده» وتوقفت الامور عند هذا الحد، وامس الاول تعرضت طائرة إيرانية لعملية تفتيش دقيقة استمرت لساعات وادت الى اعتراضات لاهالي العائدين، وجرى مصادرة حقيبتين عائدتين لديبلوماسي ايراني للشك بان في داخلهما أموالا الى حزب الله بعد رفضه الخضوع للتفتيش، وتم تسليمهما الى السفارة امس بعد تلقي وزارة الخارجية اللبنانية بلاغا من السفارة الإيرانية بان الأموال تعود إلى قضايا تشيغلية في السفارة، علما ان الطائرة رافقتها حملة اعلامية داخلية عن نقل أموال لحزب الله قبل ان تتحرك من مطار طهران بساعات. واعتبر وزير الداخلية بسام مولوي الاجراءات بالعادية، مما استدعى ردا من نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، ووجه انتقادا شديد اللهجة لتصرف السلطة الامنية تجاه العائدين من طهران، وقال، على وزير الداخلية ان يبرهن عن بطولاته مع العدو وليس مع من قدم التضحيات في سبيل الدفاع عن لبنان، والسؤال، هل الاجراءات تقنية ام سياسية ومن يقف خلفها؟ والامور لن تمر مرور الكرام كما يعتقد البعض ؟ وعلم ان اتصالات على اعلى المستويات تجري مع الولايات المتحدة لحل هذه القضية عبر السفيرة الاميركية في بيروت لتسهيل وصول الأموال لحزب الله المتعلقة بالاعمار ومساعدة أهالي الضاحية والبقاع والجنوب، والا فان الامور قد تأخذ منعطفات خطرة، الملف حساس ومتفجر ولن يسمح حزب الله بمحاصرة جمهوره ومنع اعادة اعمار ما هدمته الحرب مهما كانت الاسباب.

 

 

"الجمهورية":

على مسافة خمسة أيام من جلسة مجلس النواب المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية، لا يملك أيّ من اللاعبين على الحلبة الرئاسية أن يؤكّد ما إذا كان الدخان الأبيض الرئاسي سيتصاعد من المدخنة النيابية يوم الخميس في التاسع من كانون الثاني الجاري. والطاغي على هذا المسار هو التبصير السياسي الذي يؤرجح جلسة الإنتخاب بين إيجابية يعزف على وترها من يؤكّد أنّها ستكون مثمرة، وبين سلبية يروّج لإخفاقها في إتمام الانتخاب، وإلحاقها بالتالي بما سبقها من جلسات فاشلة.
وعلى مسافة ثلاثة اسابيع من انتهاء هدنة الـ60 يوماً، تراكم الخروقات الإسرائيلية المتتالية لاتفاق وقف اطلاق النار، مخاوف من احتمالات تصعيدية، في ظل الخطوات العدوانية التي تقوم بها اسرائيل، بتلويحها بعدم الانسحاب من المناطق التي تحتلها، وبالإمعان في نسف القرى وتجريف منازلها، والقصف المتواصل على امتداد البلدات القريبة من خط الحدود، والتحليق المتواصل للطيران الحربي والمسيّر في الأجواء اللبنانية، ولاسيما فوق الضاحية الجنوبية والعاصمة بيروت، وصولاً إلى الانتقال إلى وتيرة أعنف بالغارات الجوية على مناطق لبنانية شمال الليطاني. وأيضاً في ظلّ ما يحضّر له أو يُقدم عليه «حزب الله» بعد انتهاء الهدنة، ربطاً بتحذيرات الحزب بأنّ أداءه بعد الهدنة سيكون مختلفاً.

 

صعوبة اكيدة
رئاسياً، الجلسة العتيدة، على ما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري، بلا سقف زمني، وستكون متواصلة ومفتوحة بدورات متتالية حتّى يتمكن المجلس من انتخاب رئيس الجمهورية، إلّا أنّ الجوّ السياسي العام السائد عشية الجلسة، وفق ما يؤكّد العاملون الأساسيون على الخط الرئاسي «لا يوحي أنّها سائرة إلى برّ الإنتخاب، إلّا اذا صُدِم الداخل بمفاجأة خارقة غير متوقعة، تقلب الواقع الداخلي وتفرض الحسم الانتخابي وتُلزم جميع الاطراف بالانصياع الى قاعدة «كن فيكون».

 

وقال مصدر سياسي رفيع لـ«الجمهورية» إنّ «الرئيس بري بتصميمه على عقد الجلسة الإنتخابية في موعدها، وعدم إغلاقها قبل انتخاب رئيس للجمهورية، أحرج كلّ الأطراف بجلسة كشف علني وصريح أمام الرأي العام، لنوايا من يريد انتخاب رئيس للجمهورية ومن لا يريد ذلك، ومن سيلتزم بنصاب الجلسة انعقاداً وانتخاباً، ومن يريد فرط النصاب وتطيير الجلسة. وتبعاً لذلك فإنّ كل الكتل والتوجّهات النيابية ستكون ملزمة بحضور جلسة الانتخاب، وهذا الالتزام ليس مستبعداً ابداً أن يتجلّى بانخراط الجميع في مسار التوافق والتفاهم الذي سيبقى بابه مفتوحاً في كل دورات الاقتراع، وخصوصاً أولئك الذين كانوا يرفضون التوافق والتفاهم ويتجنّبونه منذ بداية الشغور الرئاسي».
على أنّ هذا التقدير المطعّم بشيء من التفاؤل، تقابله قراءة تشكّك في إمكان أن تشهد جلسة الخميس المقبل انتخاباً سلساً لرئيس الجمهورية، وتستند في تشكيكها إلى الخريطة النيابية التي تعتريها تناقضات ورؤى وفوارق عصية على الردم، تؤكّد بما لا يقبل أدنى شك أنّ الموقع الرئاسي الأول ما زال عالقاً بين العِقَد والمطبّات.

وفي موازاة هذه الخريطة المعقّدة، يقول مرجع معني بالملف الرئاسي لـ«الجمهورية»، إنّ «التوافق ممكن في حالة وحيدة، أي عندما تحسم الأطراف قرارها بالسير في هذا الإتجاه، ولكنّه وفق خريطة المواقف والتوجّهات الراهنة صعب جداً».
ويشير المرجع عينه إلى أنّ هذا الوضع يضع المجلس النيابي والكتل السياسية والنيابيّة أمام مهمّة شاقة جداً لتوفير أكثرية الفوز برئاسة الجمهورية لأيّ من المرشحين، ما قد يعزّز الحاجة إلى إبقاء جلسة الانتخاب مفتوحة لأكثر من يوم أو يومين وربما أكثر.

ويلفت المرجع، إلى انّ هذه الصعوبة تتجلّى في أنّ الانتخابات الرئاسية لا تجري لانتخاب مرشّح بعينه على جاري ما كان يحصل في السابق، او بين مرشّحين اثنين، او ثلاثة، بل تجري بوجود مجموعة الأسماء المعروفة، والقاسم المشترك بينها، أنّ أيّا من هذه الأسماء المدرجة في نادي المرشّحين لرئاسة الجمهورية، لا يملك قدرة الفوز برئاسة الجمهورية من دورة الاقتراع الأولى التي توجب نيله أصوات ثلثي النوّاب (86 نائباً)، ولا الفوز في الدورة الثانية التي توجب نيله الاكثرية المطلقة من اصوات النواب (65 نائباً).

 

الكلمة الفصل للتوافق
ما أشار اليه المرجع المذكور، يتقاطع مع تقديرات نيابية تؤكّد أنّ جمع ثلثي النواب على اسم معين ضرب من المستحيل. وبحسب التقديرات النيابية، فإنّ الكلمة الفصل في نهاية المطاف هي للتوافق، حيث انّه وكما يستحيل توفير اكثرية الثلثين لصالح مرشّح بعينه، فتوفير الأكثرية المطلقة (65 صوتاً) لأيّ من الأسماء المدرجة في نادي المرشحين لرئاسة الجمهورية دونه صعوبات ومطبّات وتعقيدات. ومن هنا فإنّ المعارضة وكل حلفائها لم تجمع حتى الآن على مرشّح بعينه، وحتى ولو أجمعت فلا تستطيع أن تؤمّن له الـ65 صوتاً. وفي المقابل فإنّ الثنائي وحلفاءهما لا يستطيعان بلوغ الـ65 صوتاً، ما يعني انّ السباق سيكون محتدماً في اتجاه جذب الاطراف الاخرى (تكتل لبنان القوي، تكتل اللقاء الديموقراطي، وإن كان قد حسم دعمه لقائد الجيش، وسائر الكتل والنوّاب المستقلين). ومن هنا يُنتظر أن تشهد الايام القليلة الفاصلة عن جلسة 9 كانون الثاني، زحمة مشاورات وحراكات مكثفة على اكثر من خط داخلي لحسم الأسماء والخيارات.

 

تقدير ديبلوماسي
إلى ذلك، أعرب ديبلوماسي غربي عن أمله في أن يتمكّن لبنان من اتمام استحقاقه الدستوري الأسبوع المقبل، وبالتالي الانتقال الى ما سمّاها «مرحلة إنهاض لبنان».
وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ الديبلوماسي الغربي كان يتحدث امام مجموعة من الشخصيات وبينها نواب، حيث أثنى على تصميم الرئيس نبيه بري على انتخاب رئيس الجمهورية، وقال: «نحن نشاركه اعتبار جلسة الانتخاب التي حدّدها في 9 كانون الثاني، فرصة ثمينة جداً ندعو كل الاطراف ألى أن يغتنموها، ويمكنوا مجلس النواب من القيام بمسؤولياته واختيار الشخصية الرئاسية التي تعبّر عن تطلعات الشعب اللبناني، وتطلق مسار الإنقاذ والاصلاحات التي يتوق اليها لبنان، وتوقف معاناته وازماته الصعبة».
واللافت في كلام الديبلوماسي الغربي أنّه كرّر اكثر من مرّة وجوب انتخاب رئيس الجمهورية في جلسة 9 كانون. وفي ما بدا انّه تحذير غير مباشر، قال: «ما حصل في لبنان في الآونة الأخيرة أدرج في أجندته تحدّيات خطيرة جداً، منها ما هو متّصل بوضعه الداخلي، ومنها ما هو متراكم حوله في المنطقة. وما نقوله في هذا السياق هو أننا كأصدقاء للبنان مهتمون إلى أبعد الحدود بما يمكن ان يحقق مصلحته، وعلى اللبنانيين ان يكونوا السبّاقين إلى ذلك. فلبنان لا يحتاج فقط إلى الأصدقاء، بل يحتاج إلى الحماية من الداخل، وانتخاب رئيس للجمهورية خطوة اولى في هذا الاتجاه، وخصوصاً في ظل مخاطر المنطقة التي نخشى انّها مفتوحة على تداعيات في أكثر من نقطة».

 

جولة جيفيرز
جنوباً، وفي موازاة الخروقات الإسرائيلية المتواصلة، أُعلن أمس عن جولة لرئيس لجنة المتابعة الدولية لوقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز في الخيام، برفقة قائد اللواء السابع في الجيش اللبناني العميد الركن طوني فارس ووفد مرافق.

 

سكان الشمال
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية «أنّ القلق مما قد يحدث في المستقبل مع «حزب الله» هو الجزء الرئيسي من صداع سكان الشمال، فوقه تأتي مخاوف تتعلق بالرزق والتعليم، والقلق الكبير بشأن مستقبل هذه المنطقة التي تعرّضت لضربة قاسية جدًا، هذه الضربة لها أوجه عديدة، وأكثرها إثارة للقلق هو هجرة السكان».
وأشارت الصحيفة إلى إنّ استطلاعاً لفحص استعداد الشباب الذين غادروا شمال البلاد خلال الحرب للعودة إلى منازلهم جاء صادماً، إذ اشار إلى انّ 93% من المشاركين أجابوا بأنّهم لا ينوون العودة إلى المنطقة. والبعض منهم تأقلم في وسط البلاد، وجد عملاً، أو التحق بالدراسة. أما الجزء الآخر فلا يعتقد ببساطة أنّ شيئًا جيدًا يمكن أن ينمو في الشمال.

 

من جهة ثانية، وفي تطور أمني لافت، تعرّض الجيش اللبناني لاعتداء من قبل مسلحين سوريين في منطقة معربون - بعلبك.
وفي تفاصيل الحادث، كانت وحدة من الجيش اللبناني تقوم بمهمة إغلاق معبر غير شرعي في المنطقة المذكورة، عندما حاول أشخاص سوريون فتح المعبر بواسطة جرافة. عندها، أطلق عناصر الجيش نيرانًا تحذيرية في الهواء، ولكن الأشخاص المجهولين ردّوا بإطلاق النار نحو الجيش اللبناني، مما أسفر عن إصابة أحد العناصر.
ووفق بيان للجيش: «تواصل وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة اتخاذ التدابير العسكرية المشدّدة، كما تقوم الجهات المعنية بمتابعة التحقيقات والوقائع المرتبطة بالحادث لضمان السلامة والأمن في المنطقة».
يُذكر أنّ معابر غير شرعية على الحدود اللبنانية - السورية تواصل التسبب بتهديدات أمنية، حيث تكثر محاولات تهريب الأشخاص والسلع عبرها، وهو ما دفع القوات المسلحة إلى تكثيف إجراءاتها على الحدود لمنع هذه الأنشطة غير القانونية.
في سياق متصل، أُفيد أمس عن انّ السلطات الحاكمة في سوريا، منعت دخول اللبنانيين إلى سوريا الّا ضمن مجموعة شروط مثل الإقامة وغير ذلك. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول في الأمن العام اللبناني قوله: «لم نتبلّغ بأي إجراء جديد من الجانب السوري. وفوجئنا بإغلاق الحدود أمام اللبنانيين».

 

كما نقلت الوكالة عن وزير الداخلية بسام مولوي قوله: «نعمل لإيجاد حل مع دمشق بشأن منع دخول اللبنانيين إلى سوريا».
ومساء اعلن الجيش اللبناني ان الاشتباكات تجددت في منطقة معربون - بعلبك عند الحدود اللبنانية السورية بين الجيش ومسلحين سوريين بعد استهدافهم وحدة عسكرية بواسطة سلاح متوسط، ما أدى إلى تعرُّض ٤ عناصر من الجيش لإصابات متوسطة.

 

 

"الشرق":

عندما أقول إنّ احتمالات انتخاب رئيس جديد للجمهورية في 9 ك2، كما حدّد الرئيس نبيه بري، تبدو ضعيفة.

لا أقول هذا الكلام وكأني اعتمدت أسلوب المنجم «ميشال حايك»، أو السيدة «ليلى عبد اللطيف». على كل حال إني أحترم وأقدّر الاثنين.

كلامي هذا مبني على الحقائق التالية:

أولاً: رئيس المجلس يعلم جيداً أن الضوء الأخضر الخارجي لم يأتِ. ولكن حرصاً منه على أن يقول للجميع إنه غير مسؤول عن هذا التأخير، دعا الى جلسة في 9 ك2 على أمل أن تتغيّر الظروف. مع العلم، أنه لا يزال يرى الأمور الداخلية غير مستوية بعد.

ثانياً: قبل انتهاء مدة شهرين على الاتفاق اللبناني مع إسرائيل لوقف إطلاق النار لا يمكن أن يحدث أي انتخاب.. خصوصاً أن إسرائيل، وكما هي العادة، لا تريد أي اتفاق سلام مع أي عربي.

ثالثاً: «الحزب» لا يريد أن يعترف بالهزيمة، وهو يحاول أن يرقص على «الحبال»، ويظن أنه يستطيع أن يكرر ما فعله أيام القرار 1701 حيث أخذ يماطل ويؤجّل ويلعب… حتى جاءت ساعة الحقيقة فدفع الثمن غالياً جداً..

رابعاً: الظروف الأميركية لم تنضج بعد، كما قال مستشار الرئيس المنتخب مستر ترامب، مسعد بولس «يمكن تأجيل الانتخابات الى موعد آخر حتى يتسلم الرئيس ويتدخل شخصياً للوصول الى اتفاق».

خامساً: لا أحد في العالم يستطيع إجبار إسرائيل على أي اتفاق إلاّ الرئيس الأميركي. لذلك فإنّ كلمة السر تأتي من الرئيس دونالد ترامب مباشرة.

سادساً: إيران لا تزال تلعب وتحاول أن تستغل «الحزب» المنهار معنوياً وعسكرياً. وهذا يمكن قراءته من حديث الأمين العام الجديد الشيخ نعيم قاسم حيث أخذ يهدد ويتوعد.

سابعاً: حادثة توقيف «شنطة ديبلوماسي إيران» في مطار بيروت ليخضع للتفتيش، مما أثار الشارع، ورأينا كيف أن أسطول “الموتور سايكلز” تحرك حيث اضطر الجيش اللبناني الى إقفال بعض الطرقات.

ثامناً: مشكلة المسيحيين أنه لا يوجد زعيم عندهم يحب الزعيم الآخر.. وآخر خدعة أو كذبة ما أعلنه جبران باسيل، أنه يهدد بتأييد سمير جعجع للرئاسة، إذا أيّد «الحزب» الجنرال جوزيف عون للرئاسة. وهنا نسأل جبران: ماذا ينتظر؟ على كل حال: الكذب ملح الرجال.

 

 

"البناء":

أنهى وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا زيارة سريعة إلى دمشق ركّزت على استعداد الدول الأوروبية للانفتاح على الحكم الجديد في سورية، وإدارة التفاوض على رفع تدريجيّ للعقوبات، على قاعدة مراقبة مسار بناء الدولة الجديدة وفق معايير تحقق مشاركة جامعة في المرحلة الانتقالية التي يفترض أن تنتهي بدستور مدني وانتخابات موثوقة. وقالت تصريحات الوزيرين إن مفتاح العملية السياسية الموثوقة هو النجاح بدمج الأكراد في المرحلة الانتقاليّة، ومشاركتهم في بناء الجيش الجديد ووضع الدستور والحكومة، مقابل استعداد أوروبيّ للمساعدة في التفاوض مع الجانب الكرديّ إذا توافرت ضمانات كافية للاطمئنان إلى مستقبل الدور السياسيّ والأمن الإقليميّ للأكراد.
في ضفة موازية، بدت العلاقة اللبنانية السورية على طاولة البحث مجدداً في ضوء الاشتباكات التي شهدتها الحدود اللبنانية السورية في منطقتي البقاع وعكار، حيث فتحت جماعات مسلحة النار على الجيش اللبنانيّ عندما كان يقوم بإقفال معابر غير شرعيّة يستخدمها المهرّبون، وأصيب خلالها عدد من جنود الجيش اللبنانيّ، ولم تتوقف الاشتباكات إلا بعد عدة ساعات ووصول قوة من دمشق لضبط الجماعات المسلحة التي قامت بفتح النيران على الجيش اللبناني. ومساء أمس وجّه أحمد الشرع رئيس الإدارة المؤقتة في دمشق دعوة لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي لزيارة دمشق من أجل التباحث بالعلاقات الثنائيّة بين البلدين. وكانت الإدارة الجديدة في سورية قد أعلنت عن منع اللبنانيين الذين لا يملكون إقامة دائمة في سورية من دخول الأراضي السورية، قيل إنها إجراءات تأتي رداً على التقييدات المفروضة على المعابر اللبنانية على دخول السوريين، بينما توضح المراجع اللبنانية المعنية أن إجراءاتها تأتي بعدما بلغ عدد النازحين السوريين في لبنان قرابة المليونين، بما فاق قدرة لبنان على التحمّل.
في لبنان، بقي حادث إخضاع الطائرة الإيرانية التي كانت تحمل زواراً لبنانيين عائدين من زيارة العتبات المقدّسة في إيران، لتفتيش استثنائيّ استمرّ لساعات عديدة، وشارك فيه أجانب، كما قال عدد من المسافرين على متن الطائرة، وخضع خلاله الركاب لمعاملة لم تطبَّق على سواهم، ربطاً بكونهم عائدين من إيران، وما يرتبط به ذلك من إيحاءات طائفية وسياسية، والتفتيش الانتقامي، كما وصفه عدد من الركاب، والعقابي، كما وصفه آخرون، يستهدف بيئة المقاومة بتحريض أجنبيّ، عبرت عنه قناة الحدث التي كانت صاحبة الخبر المضلّل عن نقل مليارات الدولارات على متن الطائرة، وبعد الفضيحة التي انتهت «دون غلة»، تحدّث غاضباً نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب عن خطورة معاملة الطائفة الشيعيّة وكأنّها طائفة مهزومة، داعياً وزير الداخلية بسام مولوي للبطولة جنوباً حيث يعتدي الاحتلال على السيادة اللبنانية ولا يقيم أي اعتبار للاتفاقيّات والقوانين.

وفيما بدأ العد العكسي للمهلة الفاصلة عن جلسة المجلس النيابي المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية من دون التوصل إلى توافق بين الكتل النيابية حتى الساعة، وفق معلومات «البناء» من أكثر من مصدر نيابيّ، تصل الوفود الدبلوماسية تباعاً للبنان في إطار الحراك الدبلوماسي الخارجي في استحقاق الرئاسة والجهود الدولية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، إذ وصل المكلّف بالملف اللّبناني في وزارة الخارجية السعودية يزيد بن فرحان أمس، لبيروت، فيما أفيد أن الموفد الأميركي أموس هوكشتاين سيصل يوم الاثنين المقبل لبيروت في مهمة مزدوجة تتعلق بمراقبة بوقف إطلاق النار وانتخابات الرئاسة.
وفيما كانت الأنظار منصبّة على أحداث الجنوب ومطار بيروت الدولي، سرقت الحدود اللبنانية – السورية الأضواء حيث شهدت تطورات أمنية وسياسية وإدارية، تمثل الأول باشتباكات مسلحة في منطقة معربون بين الجيش اللبناني وعناصر مسلحة سورية أفيد أنهم مهربون معروفون في المنطقة، والثاني يتعلق بمنع اللبنانيين من الدخول إلى سورية إلا بشروط معينة، والثالث تمثل بدعوة تلقاها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع لزيارة سورية.
في الجانب الأمنيّ، أعلنت قيادة الجيش أنه «أثناء عمل وحدة من الجيش على إغلاق معبر غير شرعيّ عند الحدود اللبنانية السورية في منطقة معربون – بعلبك، حاول أشخاص سوريون فتح المعبر بواسطة جرافة، فأطلق عناصر الجيش نيرانًا تحذيريّة في الهواء، وعمد السوريون إلى إطلاق النار نحو عناصر الجيش ما أدّى إلى إصابة أحدهم ووقوع اشتباك بين الجانبين». وما لبثت أن تجدُّدت الاشتباكات في منطقة معربون – بعلبك وفق بيان الجيش عند الحدود اللبنانية السورية بين الجيش ومسلحين سوريين بعد استهدافهم وحدة عسكرية بواسطة سلاح متوسط، ما أدّى إلى تعرُّض ٤ عناصر من الجيش لإصابات متوسطة».
ووفق معلومات «البناء» لا علاقة لهيئة «تحرير الشام» بالاشتباكات، حيث أرسلت «الهيئة» قوة الى سرغايا وأجرت اتصالات مع الجانب اللبناني لضبط الوضع.
وأوضح وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي أنّ «المسلحين الذين اشتبك معهم الجيش اللبنانيّ على الحدود لا يتبعون لإدارة سورية الجديدة».
وأعلنت رئاسة مجلس الوزراء، أنّ «اتصالًا جرى بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الإدارة السّوريّة الجديدة أحمد الشرع، تمّ خلاله البحث في العلاقات بين البلدين وبشكل خاص الملفّات الطّارئة. كما تطرّق البحث إلى ما تعرّض له الجيش على الحدود مع سورية في البقاع».
وأوضحت في بيان، أنّ «الشّرع أكّد أنّ الأجهزة السّوريّة المعنيّة قامت بكلّ ما يلزم لإعادة الهدوء على الحدود، ومنع تجدّد ما حصل»، مشيرةً إلى أنّ «في ختام الاتصال، وجّه الشّرع دعوة لرئيس الحكومة لزيارة سورية، من أجل البحث في الملفّات المشتركة بين البلدين وتمتين العلاقات الثّنائيّة».
ومنع الأمن العام اللبناني اللبنانيين من عبور نقطة المصنع الحدودية في اتجاه سورية، منذ ساعات الليل (أمس الأول)، بناءً على توصيات سورية بمنع دخول اللبنانيين إلى البلد، إلّا لمن يحمل إقامة سوريّة. وعليه، توقّف الأمن العام اللبناني عن السماح للمواطنين اللبنانيين بالعبور إلى الداخل السوريّ، على عدد من المعابر الحدودية البقاعية شرقاً، وشمالاً أيضاً في العريضة والعبودية وجسر قمار. وأفادت المعلومات بأنّ القرار السوريّ أتى ردّاً على إجراءات لبنانيّة مماثلة تمنع دخول السوريين غير المستوفين للشروط اللبنانية، وأبرزها إقامة لبنانيّة سارية المفعول. وبحسب المتداول، فإنّ الإجراءات السورية الجديدة تتطلّب من اللبناني أن يكون حائزاً على إقامة سوريّة سارية المفعول، أو حجز فندقي ومبلغ ألفي دولار، أو موعد طبيّ مع وجود كفيل سوريّ، مع الإشارة إلى أنّ «أيّ مخالفة بالإقامة داخل الأراضي السوريّة ليوم إضافيّ تفرض على اللبناني غرامة مالية، مع منعه من دخول سورية لمدة عام». وأوضحت المعلومات أن السلطات السورية طلبت من وزير الداخلية اللبناني التواصل مع نظيره السوري لحل مسألة منع اللبنانيين من دخول سورية.
وأكد المولوي، في حديث لـ»فرانس برس» أن «العمل جار لحلّ مسألة «منع» دخول مواطنيه إلى سورية. ولفت المولوي في تصريح إلى أن «دخول السوريين إلى لبنان يتم وفق التعليمات والقانون، ونحن لا نوقف أي سوري إلا إذا كان مطلوباً في لبنان أو صدرت بحقه مذكرة دولية». وأوضح أنّ «السوريين الذين دخلوا إلى لبنان بصورة غير شرعية موقوفون حالياً، ورحّلنا بعض السوريين الذين دخلوا بصورة غير شرعية إلى بلدهم، بعد انتهاء التحقيق معهم».
إلى ذلك تفاعلت حادثة تفتيش الأجهزة الأمنية اللبنانية طائرة إيرانية بناء على معلومات أنها تحمل على متنها مبالغ مالية لحزب الله في حقيبة دبلوماسية، لا سيما أن تفتيش الحقائب الدبلوماسية تخالف القوانين والأعراف الدبلوماسية لا سيما اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسيّة، حيث أن الحقائب الدبلوماسية تُمنح الحصانة الدبلوماسية، كما مراكز السفارات.
وفيما شهدت الضاحية الجنوبية احتجاجات رفضاً لهذه الخطوة ومنع الأموال الإيرانيّة المخصصة لإعادة الإعمار من الوصول للبنان، أوضح بيان لوزارة الخارجية اللبنانية، أنها تلقت «مذكرة توضيحيّة» من السفارة الإيرانية في بيروت، بشأن محتويات حقيبتين صغيرتين دبلوماسيتين على متن طائرة قدمت، الخميس، حيث كانت داخلهما «وثائق ومستندات وأوراق نقديّة، لتسديد نفقات تشغيلية خاصة باستعمال السفارة فقط». وأشار بيان الخارجية اللبنانية إلى أنه تمّ السماح بدخول الحقيبتين، وفقاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.
وأوضح مستشار الوزير مولوي في هذا الاطار، إلى أننا «نفتش كل من يمرّ عبر مطار بيروت حتى الدبلوماسيين، وعثرنا على مبالغ مالية تشغيلية ومستندات لسفارة إيران بحقائب أمس».
بدوره أعلن المدير العام للطّيران المدني فادي الحسن، أنّ «طائرةً إيرانيّةً أخرى وصلت اليوم (أمس) إلى مطار بيروت الدولي، وتمّ تفتيش ركّابِها كما جرى بالأمس (أمس الأول)، من دون أن تُسجّل أي شكوى»، مؤكّدًا أنّ «إجراءات التّفتيش المشدّدة في المطار تنفَّذ على القادمين كافّة».
وشدّد في تصريح على «أنّنا لن نوفّر أيّ لحظة في سبيل استمرار عمل مطار بيروت، والطّيران الإماراتي وبعض شركات الطّيران الأخرى تترقّب الوضع قبل عودة رحلاتها إلى لبنان»، مشيرًا إلى أنّ «وطننا دائمًا بحاجة إلى مغتربيه ويرحّب بهم، فالمطار بحاجة إلى وجود المستثمرين وشركات الطّيران، والمستفيد الأوّل هو الدّولة اللّبنانيّة».
في غضون ذلك، واصل العدو الإسرائيلي خروقاته اليومية لاتفاق وقف إطلاق النار.
وكشفت جهات دبلوماسية غربية لـ»البناء» أن اتفاق وقف إطلاق النار سيسلك طريقه الى التنفيذ بعد نهاية مدة هدنة الستين يوماً رغم كل الخروقات الإسرائيلية، وهناك اهتمام والتزام أميركي – فرنسي باحترام جميع الأطراف لاتفاق وقف إطلاق النار وعدم انزلاق الأمور الى التوتر»، وشدّدت الجهات على أن «اللجنة الدولية لمراقبة تنفيذ الاتفاق ستقوم بواجباتها ومسؤولياتها المحددة وفق الاتفاق وستعمل على وقف الخروقات من أي جانب كانت وتحثّ أيضاً الدولة اللبنانية على التحقق من تطبيق الاتفاق المتعلق بانسحاب حزب الله وسلاحه من جنوب الليطاني وفق القرار 1701 وكل الالتزامات والقرارات ذات الصلة».
وفي سياق ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن المتحدث باسم مجلس الأمن في البيت الأبيض جون كيربي، أننا «ملتزمون بالعمل لضمان الحفاظ على وقف إطلاق النار بين لبنان و»إسرائيل»».
وكان جيش الاحتلال نفذ عملية نسف في محيط بلدة بني حيان، في حين أحرقت قوات الاحتلال منزلين في البلدة بعد تفتيشهما. كما قامت بعمليات تجريف تظهر في الوادي الذي يصل إلى البلدة من الجهة الغربية وصولًا إلى وادي السلوقي. ونفذت أيضاً عملية نسف كبيرة في كفركلا سُمع دويها في أرجاء الجنوب وفي بلدتي الضهيرة وأطراف الجبين. وعملية تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة بين بلدتي بني حيان وطلوسة. كما عمد جنود العدو إلى إشعال النّيران في عدد من المنازل السّكنيّة في بلدة حولا.
ومساء أمس، تقدمت قوة عسكرية إسرائيلية مؤلفة من عدد من سيارات الهامر المصفّحة من أطراف بلدة كفركلا باتجاه أطراف برج الملوك، حيث قام عناصرها بوضع أسلاك معدنية وشائكة، قطعوا خلالها الطريق وما لبثوا أن غادروا المنطقة.
ووجّه جيش الاحتلال تهديداً إلى سكان عدد من القرى في جنوب لبنان من الانتقال جنوبًا إلى خط القرى التالية ومحيطها: شبعا، الهبارية، مرجعيون، أرنون، يحمر، القنطرة، شقرا، برعشيت، ياطر، المنصوري حتى إشعار آخر».
وجال رئيس لجنة المتابعة الدولية لوقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز في الخيام، برفقة قائد اللواء السابع في الجيش اللبناني العميد الركن طوني فارس ووفد مرافق.
ولم يسجل الملف الرئاسي أي جديد باستثناء زيارة المسؤول السعودي عن الملف اللبناني الأمير يزيد بن فرحان، الذي التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري بعيداً عن الإعلام، وفق مصادر إعلامية محلية، حيث استمرت زيارته ساعات قليلة وسط إجراءات أمنية مشددة.
وتوقعت أوساط نيابية عبر «البناء» أن تنشط الاتصالات واللقاءات مطلع الأسبوع في إطار التشاور بين الكتل النيابية للتوصل الى تفاهم حول انتخاب رئيس جديد للجمهورية، على أن يتضح المشهد قبيل موعد الجلسة بيومين. كما لفتت الأوساط الى أن جميع الأطراف السياسية لم تفصح عن مواقفها الحقيقية ولا عن «الخطة ب»، أي أسماء المرشحين غير المعلنين، لكن الأسماء المتداولة التي تملك فرص الفوز تتراوح بين قائد الجيش العماد جوزاف عون والمدير العام بالوكالة اللواء الياس البيسري والوزير السابق جهاد أزعور والمصرفي سمير عساف. لكن الأوساط شدّدت على أن كافة الاحتمالات واردة ومنها تعذر انتخاب الرئيس في جلسة 9 كانون الحالي.

 

 

"الاخبار":

ثمّة وقائع تجعل من الصعب التفريق بين الأعداء. وثمّة أحداث تجعل أفعال أي جهة تحدّد في أي موقع تقف. وهذه حال لا يمكن تجاوزها في بلد كلبنان.

حتى قبل اندلاع الحرب مع العدو، كان في لبنان من يقفون إلى جانب إسرائيل ويساعدونها ليس في شيطنة المقاومة فحسب، بل في كل ما يحقق لها هدفها بسحق هذه المقاومة. وهؤلاء ليسوا طارئين على المشهد اللبناني. بل كانوا موجودين من قبل قيام كيان الاحتلال. بينهم من كانت له علاقاته مع المنظمات الصهيونية التي أسّست لقيام الكيان. وبينهم أيضاً من تواصل مع الوكالة اليهودية العالمية وباعها أراضيَ، ومن تحالف معها عشية قيام الكيان، ومن أقام معها علاقات أمنية في العقد الأول من عمر الكيان، ومن وقف إلى جانبها في كل الحروب التي خيضت ضد العرب. وهكذا، كان في لبنان من غيّر نظرته إلى مستقبل البلاد ربطاً بوجود مشروع عنصري اسمه إسرائيل.

 

هذه الخلافات هي التي منعت فعلياً، وليس لفظياً، اتفاق اللبنانيين جميعاً على أن إسرائيل هي العدو. كل كلام يقال في الخطب والبيانات والتصريحات لا قيمة له، عندما يخرج من اللبنانيين من يرى الخطر على البلاد في ناس من أهله، ولا يرى الشر آتياً من الكيان. هؤلاء هم من برّروا ولا يزالون حصول تعامل جماعي مع العدو في العقود الماضية. وهم أنفسهم الذين يرفضون توصيف من قاتلوا مع جيش الاحتلال في الجنوب بالعملاء، واعتبروا القتال الذي استمر سنوات حتى طرد الاحتلال عام 2000 جزءاً من الحرب الأهلية، فتصرفوا مع المقاومة كميليشيا ومع سلاحها كسلاح من قاتلوا في الداخل، وهم من يريدون أن يشمل العفو كلَّ من تعامل مع إسرائيل حتى بعد توقف الحرب الأهلية. وهؤلاء لم يوافقوا يوماً لا على مبدأ المقاومة، ولا حتى على الإتيان على ذكرها في البيانات الوزارية، ويرفضون اعتبار 25 أيار عيداً وطنياً للتحرير، ويفضّلون أن تُسمى شوارع بيروت بأسماء الغزاة الغربيين، ويعارضون أن تُسمّى بأسماء شهداء المقاومة.

 

لم يكن أهل المقاومة يوماً غافلين عن هذه الحقيقة. لكن فكرة حصر المعركة مع العدو كانت بقصد أن هزيمته ستسمح بإقناع هؤلاء بالتخلي عن خياراتهم وأوهامهم، الأمر الذي لم يحصل. وهو ما عشناه خلال عام ونصف عام بين اغتيال رفيق الحريري واندلاع حرب تموز 2006. وهو مناخ ظل قائماً بعد تلك الحرب المجنونة، وكانت ذروته في 5 أيار 2008، عندما قرّر هذا الفريق الاعتداء على المقاومة من خلال مد اليد إلى سلاح الإشارة الخاص بها.

هؤلاء أنفسهم دعموا خصوم النظام السوري بعد عام 2011، ليس كرهاً به فحسب، بل لأن سوريا كانت مركز دعم متقدماً للمقاومة، ومعبراً لسلاحها وعتادها. وهم أنفسهم دعموا المجموعات التكفيرية طوال 5 سنوات، واعتبروها مجموعات ثوار انتفضت ضد حاكم ظالم، وهم من لم يجدوا في موجات النزوح السوري مشكلة لأن رعاتهم الغربيين قالوا لهم إنه يمكن الاستعانة بالنازحين في مواجهة المقاومة، رغم أنهم يختزنون عنصرية مَقيتة تجاه كل ما هو سوري. وحتى عندما عبّروا عن فرحتهم بسقوط بشار الأسد، لم يسألوا عن هوية الحاكم الجديد لأن همّهم الوحيد أن ما حصل لا يفيد المقاومة.

 

ما خبرناه، في الأشهر القليلة الماضية، مع هذا الصنف من اللبنانيين مثّل ذروة الخِسّة والقرف. فقد شهدنا كيف نكّلوا يومياً بالمقاومة، وكيف تطوعوا لتشخيص رؤوس المقاومين لانتزاعها من مكانها. ولا جميل لأي من هؤلاء إن تحدّثوا عن تضامن أهلي مع النازحين، لأن هذا فعل إنساني موجود في كل الأرض. وأعداء المقاومة لم يمثّلوا يوماً – ولن يمثّلوا – غالبية لبنانية. لكنهم يحتلون اليوم مراكز ثقل رئيسية في البلاد. وهم كانوا يريدون للعدو أن يواصل حربه حتى القضاء على آخر مقاوم، ولم يخفوا غيظهم كلما سقط صاروخ في مواقع العدو، وكانوا يبخسون بكل فعل مقاوم على أرض الجنوب، وعملوا ليلَ نهارَ، قبل الحرب وخلالها وبعدها، على إشاعة أجواء الهزيمة، واعتبروا أن الدمار الذي ألحقه العدو هو معنى الهزيمة للمقاومة، علماً أنهم لو راجعوا يوميات قادتهم في حروب لبنان الأهلية، لصمتوا قليلاً على الأقل.

 

غبي من يعتقد بأنه يجر المقاومة إلى ردة فعل على عمليات الاستفزاز المتواصلة وتافه من صدّق أن العدو ربح الحرب وأن المقاومة هُزمت واللؤم إن تمظهر على هيئة بشر، يمكن العثور عليه في وجوه هؤلاء، وليس في وجوه الإسرائيليين أو الأميركيين فقط. اللؤم عندهم فعل كامل، فيه كل الخِسّة والخبث وأعمال النكاية. هؤلاء، وهم من أبناء بلدنا، ساءهم أن النازحين ما كانوا يضطرون لمد اليد من أجل الطعام والسكن، كما ساءهم أن الناس سبقوا الفجر في رحلة العودة إلى بيوتهم، وساءهم أكثر أن تخرج المقاومة لتقول لشعبها وناسها إنها ملتزمة بوعد الشهيد الكبير بإعادة الإعمار واحتضان الناس. والمشكلة اليوم أن هذا الفريق لا يكتفي بالتعبير عن غضبه بالكلام، بل في أن من يقدّم أوراق اعتماده إلى السيد الأميركي، يعلن عن استعداده للقيام بكل ما يلزم لقهر المقاومة من خلال قهر ناسها. وهم يتطوّعون اليوم لشن حملة ضد إيواء كريم للنازحين، وضد ترميم سريع لبيوت تضرّرت وبالإمكان إصلاحها في وقت قصير، وهم حتماً، ضد إعادة إعمار الأحياء والقرى والطرقات والشوارع التي يسكنها أهل المقاومة.

 

ما يحصل في مطار بيروت ليس أمراً عابراً، وبمعزل عما إذا كان مانعاً فعلياً لوصول الأموال إلى المقاومة لتلبية متطلبات الإعمار، فإن المشكلة تكمن في العقل الذي يقف خلف هذه التصرفات. وهو ما يوجب مصارحة القائمين عليها، من رئاسة الحكومة إلى وزارة الداخلية وصولاً إلى قيادة الجيش. والقول لهم، إن كل اعتقاد بأنها أمور مقبولة أو يجب تفهّمها هو اعتقاد ساذج، لأنه يخفي ما هو أكثر من «تفادي غضب أميركا»، لكونه يتصل مرة جديدة بالانقسام الداخلي حول المقاومة وفكرتها.

 

خلال الحرب، قال الرئيس نجيب ميقاتي إن شروط عدم ضرب إسرائيل لمطار بيروت الدولي تحتاج إلى إجراءات خاصة، تمنع استخدام المطار من قبل المقاومة لنقل السلاح وخلافه من الأدوات المتصلة بالحرب. وبناءً عليه، صدرت قرارات بتكليف جهاز أمن المطار بالقيام بكل ما يراه مناسباً لضمان هذا الأمر، وحصلت أمور كثيرة أثّرت على حركة المسافرين، لأن بعض شركات الطيران غير اللبنانية كانت مستعدة لأن تواصل العمل في مطار بيروت، مثل الطيران العراقي والإيراني، لكن لبنان التزم مع الأميركيين بوقف هذا الخط الجوي. وتبيّن أن الأميركيين اشترطوا أيضاً ألا يستقبل لبنان أي مساعدات لها صلة بإيران، والكل يتذكّر الحوار الذي دار بين الرئيس ميقاتي والمسؤول الإيراني علي لاريجاني، عندما قال الأخير إن طهران تريد مساعدة لبنان مادياً، عبر الدولة أو من خلالها، وكان جواب رئيس الحكومة بأنه لا يمكن للبنان تلقّي المساعدات الإيرانية، ولا يوجد أي إطار يسمح بذلك.

 

في المقابل، كان مطار بيروت يستقبل طائرات الدعم الآتية من عواصم عربية ودولية، وربما من المفيد سؤال الجهات المختصة عن حجم المساعدات التي وصلت من هذه الدول، وأين أصبحت، وفي أي مخازن تمّ جمعها، وما الذي وصل منها إلى المعنيين بها، رغم الحملة الإعلامية الكبيرة التي رافقتها. لكنّ المشكلة صارت تتفاقم يوماً بعد يوم، عندما تبيّن أن وزارة الداخلية وقيادة الجيش وافقتا على أن يُسمح لفريق أمني – دبلوماسي أميركي بالتثبت من التزام لبنان بالشروط. وكان أن فُتح المطار، بكل ما فيه، أمام الأمنيين الأميركيين الذين كان بوسعهم التثبت من بطاقات الموظفين في المطار نفسه. وهم أنفسهم من وضعوا آلية التفتيش، ولاحقاً قالوا إنها آلية تشمل كل من وما يدخل إلى المطار، وكأنّ اللبنانيين لا يعرفون عن مطار حامات، أو عن المروحيات التي تنتقل من قبرص مباشرة إلى عوكر، أو لا يعرفون عن المواكب التي تصل إلى سلّم الطائرة لتحمل الزوار ويُترك لموظفين إنجاز معاملاتهم لاحقاً، ثم يأتي من يدّعي بأن الموفد الأميركي الفلاني مرّر حقيبته على آلة الكشف.

 

توقفت الحرب، وكان يُفترض أن تتوقف الإجراءات التي اتُّخذت خلالها أيضاً. لكن ما يحصل اليوم يعني أمراً واحداً، هو أن في لبنان قوى وقيادات سياسية وعسكرية وأمنية، وموظفين كباراً، يقدمون على أمور من دون سؤال أو تدقيق، وطبعاً من دون أي اعتراض على ما يصل غبّ الطلب عبر أمنيّ في سفارة أجنبية في بيروت، قبل أن يتم تعميمه عبر قناة «العربية» التي كانت خلال الحرب، ولا تزال اليوم، تلعب دور الناطق باسم جيش الاحتلال.

 

ما يجب أن يفهمه القائمون على هذا الأمر، بمعزل عن رتبهم ومواقعهم وأدوارهم، هو أن الطموحات لتولّي مناصب كبيرة، من رئاسة الجمهورية أو رئاسة الحكومة أو إدارة مرفق أمني، لا يمكن تحقيقها من خلال إرضاء الوحش الأميركي، ولا من خلال ترهيب الناس، أو محاولة الاعتداء على كرامة أهل المقاومة وناسها، ومن يقوم بهذا الفعل، إما غبي يعتقد بأنه يجر المقاومة إلى ردة فعل على عمليات الاستفزاز المتواصلة، أو تافه صدّق أن العدو قد ربح الحرب وأن المقاومة هُزمت، ولم يعد لديها صوت يُسمع، أو قبضة ترتفع فوق الهامات…

 

ما يجري، لا اسم له سوى انخراط لبنانيين في الحرب الإسرائيلية المفتوحة ضدنا، ومن يضع منع الإعمار هدفاً له، عليه أن ينظر من حوله جيداً، وألا يتفاخر بعضلات الآخرين، وأن يتذكّر بأن هذه البلاد، لم يقدر عليها جيش كبير، أو طاغية مستبدّ، أو عميل فاسد.. وهي أرض لم تودّع بعد كل شهدائها، لكنها، سترسم قريباً، للناس في لبنان وللأعداء في الخارج، صورة ناسها وأين يقفون، وستعيد تظهير حقيقة أهل المقاومة المستعدين لما هو أكثر مما يظن العملاء، إذ يعرف الجميع أن أهل المقاومة يكونون دوماً حيث يجب أن يكونوا… عسى أن يدخل القادر بعض الحكمة إلى ما تبقّى من رؤوس، قبل أن يقضي عليها البخار!

 

 

"النهار":

كلما اقترب موعد التاسع من كانون الثاني تصاعدت حال حبس الأنفاس التي تتسع تدريجاً في لبنان إذ إن هذا الموعد صار أشبه بتاريخ مفصلي سيرتسم على أساسه مصير لبنان النظام والدستور والمؤسسات ولا شيء أقل من ذلك. ولذا يبدو طبيعياً قبل خمسة أيام لا تزال تفصل عن الجلسة النيابية الانتخابية المحددة الخميس المقبل أن تسود حال غير مسبوقة من الإرباك والتوتر والغموض مجمل الوسط السياسي في لبنان وسط تفاقم المخاوف من بلوغ اليوم الموعود والوضع السياسي – الانتخابي على حاله من التشتت والتوزع والتعقيد إذ يكفي للدلالة على ذلك تصور السيناريو المجهول الذي ستكون عليه جلسة تفتقر إلى خريطة تفصيلية للمرشحين وداعميهم والتحالفات التي ستحكم المبارزة الانتخابية لانتخاب رئيس الجمهورية الذي شغر منصبه منذ سنتين وشهرين.

 

وقد شهدت حركة الكواليس النيابية والسياسية في الساعات الأخيرة تصاعد التشكيك في أن يحسم يوم التاسع من كانون الثاني الأزمة الرئاسية إذ لوحظ اتساع حالة استبعاد أن تنتهي الجلسة إلى انتخاب وتاليا بدأت محاولات رسم سيناريوات ما بعد الإخفاق المحتمل بل المرجح للجلسة تتردّد بلا وجل لدى قوى وأوساط بارزة. ومع ذلك ثمة من الأوساط المعنية من لا يسقط من الحسابات امكان ان تشهد الجلسة “المفاجأة الموعودة” إذا صح التعبير لجهة أن يحصد مرشح ما في سياق الجلسات المفتوحة النصف زائد واحد لكي يغدو “منقذ الجمهورية” مع أن أحداً من المرشحين لا يمتلك حتى الآن هذا الرصيد. وستكون الأيام المقبلة الفرصة الحاسمة لتبين ما إذا كانت المعطيات الداخلية وحدها سبب العجز الذي يلوح حيال احتمال عدم انتخاب الرئيس أم أنّ العوامل الخارجية تلعب دوراً أكبر حتى من الوقائع الداخلية الصعبة . يدلل على أهمية العامل الخارجي أن الكواليس تضج بأسباب مختلفة عن عدم مجيء وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الى بيروت وما الذي املى عليه التراجع عن هذه الزيارة. وقد أثيرت تفسيرات متناقضة لذلك ولكن الأقرب منها الى الواقعية تمثل في ان المملكة لا ترغب ابدا في إظهار أي تدخل في الانتخابات الرئاسية ترجمة لقرار فعلي بعدم التدخل لا في ملف الترشيحات ولا في ملف المرشحين.

 

وسط هذه الأجواء طرأ واقع سلبي أمس على الحدود اللبنانية السورية حيث أعلنت قيادة الجيش عبر حسابها على منصة “أكس” أنه أثناء عمل وحدة من الجيش على إغلاق معبر غير شرعي عند الحدود اللبنانية السورية في منطقة معربون – بعلبك، حاول أشخاص سوريون فتح المعبر بواسطة جرافة، فأطلق عناصر الجيش نيرانًا تحذيرية في الهواء، وعمد السوريون إلى إطلاق النار نحو عناصر الجيش ما أدى إلى إصابة أحدهم ووقوع اشتباك بين الجانبين

وعصرا حاول مسلحون سوريون التقدم مجددا في اتجاه الأراضي اللبنانية غير ان عناصر فوج الحدود البري عملوا على صدهم وإبعادهم عن المنطقة فتراجعوا الى داخل الأراضي السورية .وصدر عن قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه البيان الآتي: “تجدُّد الاشتباكات في منطقة معربون – بعلبك عند الحدود اللبنانية السورية بين الجيش ومسلحين سوريين بعد استهدافهم وحدة عسكرية بواسطة سلاح متوسط، ما أدى إلى تعرُّض ٤ عناصر من الجيش لإصابات متوسطة”.

 

ولاحقاً، أفادت معلومات عن توقف  الاشتباكات على الحدود اللبنانية السورية بعد إرسال هيئة تحرير الشام قوة إلى سرغايا، وإجراء اتصالات مع الجانب اللبناني تؤكد رغبتها بتوقف الاشتباكات وعدم اتساعها. وكانت قد افادت بأن الجيش اللبنانيّ عالج أهدافًا للمسلّحين كانت تطلق النار وتستهدف الجيش وذلك بعد عملية رصد دقيقة ولا تزال الاشتباكات مستمرة في معربون. وأشارت معلومات ان الاشتباك الذي حصل على الحدود كان بين الجيش اللبناني ومهرّبين معروفين في المنطقة ولا علاقة لما حصل بإغلاق الحدود، مؤكدا ان “ما يجري في معربون هو بين الجيش اللبناني ومجموعة من المهربين الذين أضرّهم ضبط الحدود بعد سقوط النظام الذي كانوا محسوبين عليه”.

 

وتزامن ذلك مع المعلومات عن منع الأمن العام اللبناني اللبنانيين من عبور نقطة المصنع الحدودية في اتجاه سوريا، منذ ساعات الليل، بناءً على توصيات سورية بمنع دخول اللبنانيين إلى البلد، إلّا لمن يحمل إقامة سوريّة.وعليه، توقّف الأمن العام اللبناني عن السماح للمواطنين اللبنانيين بالعبور إلى الداخل السوري، على عدد من المعابر الحدودية البقاعية شرقا، وشمالا أيضاً في العريضة والعبودية وجسر قمار. وأفادت المعلومات بأنّ القرار السوري أتى ردّاً على إجراءات لبنانية مماثلة تمنع دخول السوريين غير المستوفين للشروط اللبنانية، وأبرزها إقامة لبنانية سارية المفعول. وذكر ان الإجراءات السورية الجديدة تتطلّب من اللبناني أن يكون حائزاً على إقامة سوريّة سارية المفعول، أو حجز فندقي ومبلغ ألفي دولار، أو موعد طبيّ مع وجود كفيل سوري، مع الإشارة إلى أنّ “أيّ مخالفة بالإقامة داخل الأراضي السورية ليوم إضافي تفرض على اللبناني غرامة مالية، مع منعه من دخول سوريا لمدة عام”. واوضحت المعلومات ان السلطات السورية طلبت من وزير الداخلية اللبناني التواصل مع نظيره السوري لحل مسألة منع اللبنانيين من دخول سوريا.

 

كذلك تفاعلت امس قضية تفتيش طائرة إيرانية في مطار بيروت على خلفية الاشتباه في تهريب أموال إيرانية الى “حزب الله” . وأثارت مظاهر الاحتجاجات التي قام بها انصار “حزب الله” على طريق ألمطار اشمئزازا واستنكارا واسعا اذ وصفت بانها عارض من عوارض التنكر للسلطة الشرعية التي تبسط سيادة الدولية بشق النفس .

 

وفيما أعلن وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي ان تفتيش الطائرة الإيرانية هو “بمثابة إجراء روتيني ونحن نطبّق القانون ونحمي المطار وكل لبنان لأنه لا يحتمل أي إعتداء جديد” موضحا ان القرار اتُخذ بتفتيش كل الدبلوماسيين، هاجم  نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب في خطبة الجمعة  تصرف السلطة الأمنية في المطار تجاه القادمين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال:”على وزير الداخلية أن يبرهن عن بطولاته مع العدو وليس مع من قدم التضحيات في سبيل الدفاع عن سيادة لبنان”.

 

 

"نداء الوطن":

بات جلياً على مسافة 5 أيام من جلسة الانتخابات الرئاسية، أن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل دبّر في ليل “صفقة الشيطان” مع “الثنائي الشيعي”. وستكون هذه الصفقة التي تصاعدت روائحها في الساعات الماضية بمثابة تأكيد المؤكد، ونوع من “تفاهم مار مخايل جديد” يعيد ربط لبنان بمحور الممانعة. وفي الوقت الذي وصل مساء أمس الموفد السعودي الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان، ثمة مؤشرات جدية إلى أن هذه الزيارة بحسب جهة مطلعة “مهمة ومفصلية ولا يقلل من مضامينها أن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان ليس هو الزائر”. وتوافرت معلومات لـ”نداء الوطن” أن الزيارة ستعيد خلط بعض الأوراق التي حاول البعض فرضها من خارج السياق الذي كان يدور بشأن رئيس يؤمن بالفعل بتطبيق القرار 1701 بكل تفاصيله ويؤمن بأن لبنان انتقل فعلاً لا قولاً و”تورية”، إلى مرحلة جديدة لا مكان فيها للتأثير الإيراني بأي شكل من الأشكال. هذا الكلام يمنح الزيارة أبعاداً سياسية مهمة خصوصاً بعدما توافرت معلومات لـ “نداء الوطن” أن حركة “أمل” و”حزب الله” اتفقا مع باسيل على تمرير مرشح رئاسي “تهريبة”.

 

وتلفت هذه الأوساط إلى أن باسيل حاول على امتداد المرحلة التي قاد فيها “حزب الله” لبنان إلى الهاوية، منذ فتح “جبهة إسناد” غزة، عدم رفع سقف الاعتراض على هذه الجبهة مكتفياً بكلام إعلامي خلط فيه تأييده للمقاومة بعدم تأييده إشعال “حزب الله” الحرب، أي قال الشيء ونقيضه، وطبعاً لم يتحرك سياسياً لا في الداخل ولا في المحافل العربية والدولية لشجب هذه المغامرة القاتلة.

 

لكن ما هو الأخطر بقرار باسيل عدم مغادرته مرحلة الهيمنة الإيرانية من خلال كلامه المتكرر عن “استراتيجية دفاعية”، والتي تعني ضمناً “ثلاثية جيش شعب ومقاومة”، في وقت دخل لبنان مرحلة مختلفة جذرياً، وتالياً ها هو ينضم إلى قافلة الذين يعيشون حال إنكار سياسي واستراتيجي كبير، محاولاً بشتى الطرق إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

أوساط مطلعة قالت بهذا الصدد “هذه المناورة كشفت عدم صدقية باسيل بحديثه عن احتمال تأييده رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع. فهو فضح نفسه بنفسه عندما ربط هذا التأييد بتوافق كتل أخرى. فهل اشترط جعجع عام 2016 عندما أيّد انتخاب ميشال عون شرطاً كهذا”؟

 

ومضت إلى القول “المهم عنده استبعاد العماد جوزيف عون ولو كان الثمن بقاء لبنان ضمن “وحدة الساحات” التي تريدها إيران وترفضها كل الدول المهمة في العالم العربي. وتساءلت هذه الأوساط “من المستغرب أن باسيل لا يتورع عن محاولات إحداث البلبلة ضمن “اللجنة الخماسية” حيث من الواضح أهمية الدورين السعودي والأميركي اللذين قد ينظران بعين الريبة إلى مرشح سيعتبر عند أطراف لبنانية وازنة نوعاً من “التهريبة”. باسيل يسعى إلى إهمال هذين الدورين محاولاً استجداء أطراف آخرين في اللجنة، علماً بأن هذه اللجنة اتفقت قبل أشهر على وحدة الموقف. ويراهن باسيل على أن “الخماسية” قد لا تكون على موقف واحد مما يحصل في سوريا ويريد استجلاب هذا التباين إلى لبنان. وحجز موطئ قدم لأطراف قد يشعرون بأن دورهم في سوريا سيكون محدوداً”. من هنا ترتدي زيارة الموفد السعودي الأمير يزيد الفرحان أهمية إضافية لمعالجة ما يريد باسيل والثنائي إفساده.

 

وربما “المقتل الباسيلي” الجديد تسخيره مرة أخرى تياره ليكون غطاء مسيحياً لـ”حزب الله” في وقت تنفض قوى لبنانية عديدة يدها منه، ويشعر أصحاب الصفقة أن 9 كانون الثاني الجاري فرصة أخيرة لن تعوض إذا تأجل الاستحقاق ولم يثمر عن انتخاب رئيس.

هذا الإصرار على تمرير الصفقة وصل إلى حد تكليف مَن يدور على النواب الرماديين نائباً نائباً لإقناعهم بمختلف المغريات بالتصويت لمرشح “التهريبة”.

 

في غضون ذلك، علمت “نداء الوطن” أن المعارضة تعي حجم أضرار صفقة يعمل “الثلاثي الجهنمي” من خلالها على فرض رئيس بعد كل المتغيرات التي حصلت، وبعدما استنشق اللبنانيون هواء مرحلة جديدة وواعدة. لا سيما أن من مخاطر هذه الصفقة أنها تتعامل بالفرض مع شريحة وازنة من اللبنانيين المسيحيين والمسلمين والدروز. وبحسب المعلومات يجري التصدي لذلك ومن شروط التصدي أن المعارضة لن تفصح عن موقف محدد إلا قبل 48 ساعة من الجلسة المقبلة.

 

 

"اللواء":

في خطوة تتحدث بنفسها عن دلالاتها قبل 5 أيام من موعد الجلسة النيابية الرئاسية، وصل الى بيروت المكلف بملف لبنان في الخارجية السعودية الأمير يزيد بن فرحان، وعاد معه سفير المملكة في لبنان وليد بخاري.

وتأتي الزيارة تأكيداً من المملكة على الإلتزام بمساعدة لبنان في مواجهة أزمته الراهنة، فضلاً عن الحد من تبعاتها الإنسانية» وجددت دعم الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز استقرار لبنان وسيادته.

وسيكون في اول لقاءاته اليوم، زيارة الى عين التينة، حيث يلتقي الرئيس نبيه بري، المُصرّ على ان تثمر جلسة الانتخاب الخميس رئيساً للجمهورية، كما سيلتقي قائد الجيش العماد جوزاف عون، وعددا من الشخصيات السياسية والنيابية.

ولن يلتقي مع الرئيس نجيب ميقاتي لوجوده خارج لبنان، الا اذا عاد قبل سفر الوفد السعودي.

ونقل عن الرئيس نبيه بري قوله: إن شاء الله الخميس تفتح الجلسة، والجمعة الرئيس.

ونقل الزوار عن الرئيس بري ان جلسة 9 ك2 ستبقى منعقدة بلا انقطاع حتى ولادة الرئيس، موضحا انها تكون بدورات متتالية، ولن ترفع الا بعد انجاز عملية الانتخاب مهما طال الوقت، مشيرا الى انها من المرات القليلة في تاريخ الرئاسة، التي لا يعرف فيها اسم رئيس الجمهورية قبل اسبوع من موعد الجلسة، وهذا يعني ان الانتخابات غير معلبة، ولم يسقط الاحتمالات من حساباته لحين موعد الجلسة.

 

اتصال بين ميقاتي والشرع

وسجل امس اتصال هاتفي بين الرئيس ميقاتي وقائد الادارة السورية الجديدة احمد الشرع.

جرى البحث خلال اللقاء ما تعرض له الجيش اللبناني على الحدود مع سوريا في البقاع. واكد الشرع ان بلاده قامت بكل ما يلزم لاعادة الهدوء على الحدود ومنع تجدد ما حصل.

ووجه الشرع الدعوة الى  الرئيس ميقاتي لزيارة سوريا، وبحث بالملفات المشتركة بين البلدين، والعلاقات الثنائية.

وكان من المفترض ان يزور العماد جوزاف عون قائد الجيش بكركي امس، لكنه أرجأها على خلفية الاشتباك بين الجيش اللبناني وعناصر سورية احتجت على اغلاق معبر معربون البقاعي الحدودي.

ونشطت حركة الاتصالات والمشاورات بين الكتل، لا سيما المتقاربة منها، في ضوء الجلسة الاخيرة، التي كان التنافس على اشده بين الوزير السابق جهاد ازعور (مرشح المعارضة والتيار الوطني الحر) ومرشح الممانعة (حسب التسمية السائدة فيها) النائب السابق سليمان فرنجية.

وحسب مصادر «الثنائي الشيعي» فإن التنسيق على أتمِّه بين حركة امل وحزب الله، وأن الاتجاه لدعم ترشيح اللواء الياس البيسري، على اساس ان تعديل الدستور بالنسبة اليه يحتاج الى 65 صوتا، في حين ان التعديل لصالح العماد عون يحتاج الى 86 صوتا لتعديل الدستور لصالحه.

وحسب المعطيات قد تكون المواجهة بين ازعور والبيسري في حال قرر النائب فرنجية الخروج من السباق، بعد دورة الاقتراع الاولى او الثانية.

وتحدثت مصادر عن استنفار نواب المعارضة خشية حصول ما لم يكن بالحسبان، لجهة عدم تأمين النصاب او تطيير الجلسة اذا ما بدا ان الرئيس العتيد، لن يحدث التغير المطلوب لجهة الابتعاد عن المحور الايراني.

وعلمت «اللواء» في هذا الصدد ان الاتصالات قائمة لتشكيل تجمع او مجموعة نيابية وطنية تضم مسلمين ومسيحيين لا النواب السنّة فقط لتكون بمثابة تكتل وطني يُفترض ان يبصر النور قبيل جلسة انتخاب الرئيس، وسيعقد اجتماع لهذا الغرض يوم الاثنين المقبل بين الكتل والنواب المستقلين المعنيين لإستكمال البحث في تشكيل هذه الكتلة.

وعلمت «اللواء» أن عددا من الكتل النيابية يتجه إلى الإعلان الرسمي عن مرشحيهم للرئاسة الثلاثاء أو الأربعاء المقبلين على أبعد تقدير، ورأت مصادر سياسية مطلعة عبر «اللواء» أن بعض النواب يتوقع ألا ينجز الاستحقاق الرئاسي في جلسة يوم الخميس متحدثا عن دورات متتالية دون التمكن من حسمه، في المقابل قالت أن هناك تفاؤلا حذرا لدى كتل نيابية أخرى وإن قيام تطور في الربع الساعة الأخير ليس مستبعدا.

 

الى ذلك،أوضح عضو  كتلة «الاعتدال الوطني» النائب عبد العزيز الصمد في تصريح لـ «اللواء» أن التكتل يواصل إجراء مشاورات مع باقي الكتل النيابية من أجل التوصل إلى التفاهم على تبني اسم مقبول للرئاسة يلتزم تطبيق اتفاق الطائف والقرارات الدولية وبناء المؤسسات وإجراء الإصلاحات.

ولفت النائب عبد الصمد إلى أنه حتى الآن ما من اتفاق على اسم محدد إنما خطوط التواصل قائمة لهذه الغاية.

المطار: تعزيزات وانتقادات

 

وفي شأن داخلي، عزز الامن العام مراقبة في مطار رفيق الحريري الدولي عبر «السكانر» وتبين بعد إخضاع الحقيبة الدبلوماسية الايرانية للتفتيش، بعد الليلة المقلقة بالطائرة الايرانية، وتبين خلوها من الاموال او السلاح ما خلا احتياجات «لنفقة السفارة».

وتفاعلت قضية التفتيش لحقائب العائدين من ايران، وطالب نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب وزير الداخلية بسام مولوي بأن يبرهن بطولاته مع العدو، وليس مع من قدَّم التضحيات في سبيل الدفاع عن سيادة لبنان.

ودعا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان من يهمه الامر، ان يجنب لبنان خضة داخلية غير مرغوب بها، فالمطار سيادة وطنية، وليس ملحقاً بالسفارة الاميركية.

وقال: لمن يضغط لمنع اعادة الاعمار، ويريد خنقنا وتركنا فوق الركام، فهذا لن يحصل حتى لو اجتمع العالم كله، والمزيد من الضغط سيضع لبنان في قلب الانفجار.

إشادة اميركية بحرفية الجيش وتفانيه

جنوباً، حظي اداء الجيش اللبناني في الجنوب، باشادة واضحة من رئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف النار، لجهة الحرفية والتفاني.

وتحدث الجنرال الاميركي جاسبر جيفيرز، بعد جولة على مواقع الجيش اللبناني جنوب الليطاني، برفقة قائد اللواء السابع في الجيش العميد الركن طوني فارس وعدد من الضباط.

وكانت بلدة الخيام ابرز المناطق التي شملتها زيارة الوفد العسكري الاميركي – اللبناني.

وحسب بيان السفارة الاميركية فالخيام هي اول منطقة حدودية تنتقل بالكامل الى السيطرة اللبنانية منذ توقيع اتفاقية وقف الاعمال العدائية في 27 ت2 (2024).

وحسب الجنرال جيفرز فإن الجيش اللبناني يعمل على مدار الساعة لضمان عودة آمنة للبنانيين الي ديارهم. وقد ازال اكثر من 9800 قطعة من الذخائر المتفجرة من اكثر من 80 موقعا.

وتأتي جولة الجنرال الاميركي قبل ايام قليلة من اجتماع متوقع للجنة الاشراف على وقف اطلاق النار في الناقورة، يوم الاثنين المقبل أو الثلاثاء، برئاسة الوسيط آموس هوكشتاين في حال وصوله الى بيروت، قبل هذا التاريخ، ومع الاشارة الى ان وصوله لن يتخطى مساء الاثنين.

وعلمت «اللواء» ان الرئيس ميقاتي سيقيم مأدبة غداء تكريمية لهوكشتاين.

 

وعلى الأرض، لم تتوقف الخروقات الاسرائيلية جنوباً، وعلى مستوى طيران الاستطلاع من الجنوب الى الضاحية الجنوبية وبيروت، منذ ساعات الصباح الاولى.

ونفذ جنود العدو عملية نسف  في بلدة بني حيان، ولجأت الى عملية تجريف وصولا الى وادي السلوقي.

كما واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تحذير سكان جنوب لبنان قائلاً:انه «حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوبًا الى القرى الحدودية ومحيطها».

وفي مجال جنوبي آخر، اعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في بيان: «في اليوم الخامس من الأسبوع الثالث لمواصلة عمليات البحث والمسح الميداني الشامل في موقع العدوان الإسرائيلي على بلدة الخيام، تمكنت فرق البحث والإنقاذ المتخصصة التابعة للمديرية العامة للدفاع المدني، بتوجيهات المدير العام للدفاع المدني بالوكالة العميد نبيل فرح، وبالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني، من انتشال جثماني شهيدين من تحت الأنقاض في الحي الشرقي، وجثمان شهيد آخر في حي الساحة في بلدة الخيام. وتم نقل الجثامين إلى مستشفى مرجعيون الحكومي.وعمليات البحث والمسح الميداني الشامل في الموقع المذكور من المقرر أن تستأنف صباح الغد حتى العثور على جميع المفقودين».

 

الجيش يلاحق عصابات سورية

وفي تطور امني، تصدت وحدات من الجيش اللبناني لعصابات سورية من بلدة سرغايا على السلسلة الشرقية عند الحدود الشرقية. وقصف الجيش اللبناني مواقع العصابات داخل سوريا بقذائف الهاون.

وافادت مصادر ميدانية لاحقا عن وقوع اشتباك بين قوة الجيش والمسلحين اسفر عن اصابة 3 عسكريين وعدد من المسلحين قبل ان يهربوا من المكان. وارسل الجيش تعزيزات للمكان. فيما بقي المعبر غير الشرعي مغلقاً.

وتجددت الاشتباكات مع بداية المساء عند الحدود الشرقية بين الجيش اللبنانيّ وعناصر من المسلحين السوريين. واعلنت قيادة الجيش في بيان: ان الاشتباكات تجددت في منطقة معربون- بعلبك عند الحدود اللبنانية السورية بين الجيش ومسلحين سوريين، بعد استهدافهم وحدة عسكرية بواسطة سلاح متوسط، ما أدى إلى تعرُّض ٤ عناصر من الجيش لإصابات متوسطة.

 

وعلمت «اللواء» من مصادر رسمية مسؤولة ان الاشتباك تجدد بسبب محاولة المسلحين مرة اخرى فتح المعبر غير الشرعي الذي اقفله الجيش بالبلوكات، ولما اعترضهم اطلقوا النار فرد الجيش بالمثل واوقع بهم اصابات.

واوضحت المصادر ان المسلحين هم من المهربين وليسوا من قوات نظامية او رسمية سورية.

 

وافادت معلومات ميدانية من المنطقة ان الجيش اللبنانيّ عالج أهدافًا للمسلحين كانت تطلق النار وتستهدف الجيش، وذلك بعد عملية رصد دقيقة.

لكن «المرصد السوري لحقوق الانسان» زعم «ان اشتباكات عنيفة دارت بين قوات وزارة الدفاع السورية ومقاتلي حزب الله على الحدود اللبنانية في ريف دمشق الغربي»، وهو ما نفته المصادر الرسمية..

ولاحقاً، افيد عن توقف الاشتباكات على الحدود اللبنانية السورية مساء، بعد إرسال «هيئة تحرير الشام» قوة إلى سرغايا، وإجراء اتصالات مع الجانب اللبناني تؤكد رغبتها بتوقف الاشتباكات وعدم اتساعها.

واوقف الجيش اللبناني سيارة بالسلاح عند معبر المصنع، وسلمها للامن العام، على ان يقوم الجانب السوري بدوره، لكن دمشق ردّت بوضع سلسلة من الشروط للسماح بدخول سوريا منها شرط الاقامة.

 

إزاء ذلك، منع الأمن العام اللبناني اللبنانيين من عبور نقطة المصنع الحدودية في اتجاه سوريا، منذ ساعات الليل، بناءً على توصيات سورية بمنع دخول اللبنانيين إلى البلد، إلّا لمن يحمل إقامة سوريّة.وعليه، توقّف الأمن العام اللبناني عن السماح للمواطنين اللبنانيين بالعبور إلى الداخل السوري، على عدد من المعابر الحدودية البقاعية شرقا، وشمالا أيضاً في العريضة والعبودية وجسر قمار. وأفادت المعلومات بأنّ القرار السوري أتى ردّاً على إجراءات لبنانية مماثلة تمنع دخول السوريين غير المستوفين للشروط اللبنانية، وأبرزها إقامة لبنانية سارية المفعول. وبحسب المتداول، فإنّ الإجراءات السورية الجديدة تتطلّب من اللبناني أن يكون حائزاً على إقامة سوريّة سارية المفعول، أو حجز فندقي ومبلغ ألفي دولار، أو موعد طبيّ مع وجود كفيل سوري، مع الإشارة إلى أنّ «أيّ مخالفة بالإقامة داخل الأراضي السورية ليوم إضافي تفرض على اللبناني غرامة مالية، مع منعه من دخول سوريا لمدة عام».

وأوضحت المعلومات ان السلطات السورية طلبت من وزير الداخلية اللبناني التواصل مع نظيره السوري لحل مسألة منع اللبنانيين من دخول سوريا.

 

 

 

"الانباء":

وسط تزايد الإعتداءات الإسرائيلية التي تخطّت منطقة جنوب الليطاني لتصل الى جزين وإقليم التفاح، وفي ظل الخروقات المتكررة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بشكل يومي، تزداد المخاوف التي باتت تحيط بمصير اتفاق وقف إطلاق النار بعد انتهاء مهلة الستين يوماً، والوضع الذي سيكون عليه الميدان في الجنوب حينها. 

ورغم هذا الوضع الشاذ، أشاد رئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز بجهود الجيش اللبناني الأمنيّة وذلك خلال جولته في منطقة الخيام الجنوبيّة، قائلاً: "أنا معجب للغاية بحرفية الجيش اللبناني وتفانيه، فهو يعمل على مدار الساعة لتوفير الأمن وتفكيك الذخائر غير المتفجرة لكي يتمكّن المواطنون اللبنانييون من العودة الى ديارهم".

في هذه الأثناء، يترقّب لبنان وصول الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، عرّاب الاتفاق، للمساعدة على معالجة هذا الواقع واستشراف ملامح الهدنة الهشّة عند الحدود الجنوبية. 

 

حراك دبلوماسي

زيارة هوكشتاين، المتوقعة يوم الاثنين المقبل، لن تكون محصورة بالوضع الأمني فقط، كما تفيد مصادر سياسية عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية، إنما قد تحمل رسائل أميركية على خط الاستحقاق الرئاسي، قبل 4 أيام من الجلسة الرئاسية في التاسع من كانون الثاني الجاري.

واعتبرت المصادر أن الزيارة قد تساهم في اتضاح الصورة الضبابية للاستحقاق، إضافة إلى مدى ارتفاع أسهم مرشحين على حساب آخرين.

وتأتي زيارة هوكشتاين بعد يومين على زيارة الوفد السعودي إلى لبنان، والتي يشكل الاستحقاق الرئاسي طبقاً أساسياً فيها.

وقد وصل الوفد السعودي برئاسة الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان، الى بيروت مساء الجمعة، ومن المتوقع أن يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري وأن يكون له سلسلة اجتماعات سياسية.

 

ضبابية رئاسية

وفيما تتكثف الإتصالات بين القوى السياسية لبلورة موقف واضح من جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، لفتت مصادر متابعة عبر جريدة الأنباء الالكترونية إلى الضبابية التي تحيط بمواقف الكتل النيابية وعدم وضوح الرؤية، باستثناء كتلة اللقاء الديمقراطي، من أجل الإعلان عن تصوّر واضح لطبيعة الجلسة، ومَن هم المرشحون الجديون الذين سيتنافسون على موقع الرئاسة، متسائلة عمّا إذا سيتأمن النصاب المطلوب لعقد الجلسة وضمان عدم تأجيلها. 

المصادر تحدثت عن كتلة نار عالقة تنتظر انتخاب رئيس جمهورية لبنان المقبل، وقد تتحوّل الى حقل ألغام طوال ولايته، وهل سيحمل التاسع من كانون معجزة لخلاص لبنان تبدأ بانتخاب الرئيس، أم ستتحول الجلسة الى إخفاق في إنجاز هذا الاستحقاق، وبالتالي تخلّي الدول الداعمة عن لبنان، وتركه الى قدره بعد فشل نوابه بانتخاب رئيس جمهوريتهم.

 

هل يتصاعد الدخان الأبيض؟

بالتزامن، أعربت مصادر كتلة التنمية والتحرير في اتصال مع "الأنباء" الالكترونية عن تفاؤلها بعقد الجلسة وتصاعد الدخان الأبيض. لكنها رفضت في المقابل الدخول في أجواء الاتصالات الجارية ومواقف الكتل النيابية والمدوالات التي تجري في هذا الشأن وذلك استجابة لطلب الرئيس بري إلى ما بعد انتخاب الرئيس العتيد.

وفي المواقف، أشارت النائب نجاة عون في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية الى أن المداولات الرئاسية لا زالت ضبابية وغير واضحة. ولفتت الى وجود أسماء عدة تدور في الفلك الرئاسي لكن لا شيء واضح بعد، بانتظار ان تعطي الكتل الكبيرة رأيها. فهو يميل الدفة. 

وتوقعت عون استمرار الوضع على حاله بانتظار وصول هوكشتاين إذا سيحمل أي أسماء محددة، لافتة الى تقدم حظوظ قائد الجيش جوزف عون وأن المدير العام للامن العام اللواء الياس البيسري من بين الأسماء المتداولة.

عون أعربت عن رفضها حصرية الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية بالكتل المارونية وحدها، لأنه رئيس جمهورية لبنان وليس رئيس جمهورية الموارنة، وما ينطبق على رئاسة الجمهورية ينطبق ايضاً على رئيس الحكومة. 

ورأت أن نجاح جلسة الانتخاب يتوقف على الضغط الخارجي، فاذا كان لدى الخارج نية لانتخاب الرئيس فقد يتصاعد الدخان الابيض اثناء الجلسة، معتبرة أن اسم قائد الجيش هو الأوفر حظاً لغاية تاريخه، لافتة الى وجود تباين بشأن تعديل الدستور وهذه نقطة مهمة يتم النقاش حولها. لكن  قائد الجيش أثبت جدية في التعاطي مع كل الأزمات التي مرّ بها البلد وصولاً الى الحرب المقاومة، وهو القادر على تطبيق وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701. 

 

جلسة وزارية

على صعيد آخر، يعقد مجلس الوزراء جلسة في الرابعة من بعد ظهر يوم الثلاثاء الواقع في 7 كانون الثاني 2025 في السراي الكبير.

وأوضحت مصادر حكومية لجريدة الانباء الالكترونية ان جلسة مجلس الوزراء تأتي في وقت حساس بالنسبة للبنان حيث تتركز الأنظار على القرارات التي سيتم اتخاذها في ضوء التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها البلد في هذه الفترة. ومن المتوقع ان تناقش القضايا الملحة التي تهم المواطنين بما في ذلك الاجراءات المالية والاقتصادية الى جانب بعض القوانين العالقة في مجلس الوزراء.

 

ميقاتي - الشرع

من جهة اخرى، وبعد التوتر الحدودي بين الجيش اللبناني ومسلحين سوريين، إضافة إلى القرار السوري المفاجئ بمنع دخول اللبنانيين الذين لا يحملون إقامات الى سوريا، كان لافتاً الإتصال الذي جرى، مساء الجمعة، بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، حيث تم خلاله البحث في العلاقات بين البلدين وبشكل خاص الملفات الطارئة.

كما تطرق البحث الى ما تعرض له الجيش على الحدود مع سوريا في البقاع. وأكد الشرع ان الاجهزة السورية المعنية قامت بكل ما يلزم لاعادة الهدوء على الحدود ومنع تجدد ما حصل.

وفي ختام الاتصال، وجه الشرع دعوة لرئيس الحكومة لزيارة سوريا من اجل البحث في الملفات المشتركة وتمتين العلاقات الثنائية.

 

 

"الشرق الاوسط":

يمكن أن يؤدي منسوب المخاوف من لجوء إسرائيل في مواصلتها خرق الهدنة لاستدراج «حزب الله» للدخول في مواجهة إلى تعطيل جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من يناير (كانون الثاني) الحالي، أخذ ينخفض تدريجياً مع تأكيد رئيس هيئة الإشراف على تثبيت وقف النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، في حضور سفيرة بلاده ليزا جونسون، أن إسرائيل ستنسحب فور انتهاء الهدنة في 27 من الشهر الحالي، وأن اللجنة ستنزل على الأرض لمواكبة انسحابها بعد أن تكون قد أتمّت استعدادها اللوجستي، وأن لا خوف، كما نقلت عنه مصادر نيابية لـ«الشرق الأوسط»، من عودة الوضع إلى المربع الأول الذي من شأنه أن يطيح الاتفاق.

 

ولفتت المصادر النيابية إلى أن «حزب الله» لن يُستدرج إلى مواجهة عسكرية مع إسرائيل، وسيبقى يمارس ضبط النفس إفساحاً في المجال أمام تطبيق الاتفاق، وكشفت أن اللجنة عازمة على استباق الجلسة المخصصة لانتخاب الرئيس بعقد اجتماع في السابع من الشهر الحالي، أي قبل يومين من انعقادها، وقالت إن الوسيط الأميركي أموس هوكستين هو من سيرأس الجلسة، وهذا ما تبلغه بري من السفيرة جونسون.

 

وقالت إن الهدف من الاجتماع إسقاط أي ذريعة يمكن أن يتذرع بها البعض لتعطيل جلسة الانتخاب التي تبقى قائمة في موعدها، وإن لا مجال لتأجيلها، وأكدت أن زيارة وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو للرئيس بري تأتي في إطار حرص باريس على توفير الأجواء لتثبيت وقف النار في الجنوب، وإلزام إسرائيل الانسحاب من البلدات التي لا تزال تحتلها.

 

وأوضحت أن بارو لم يتطرق مع بري بالتفصيل لانتخاب الرئيس، واكتفى بالتأكيد على ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده، وقالت إنه كان على موعدٍ للقاء عدد من النواب، لكنه عدل عن الاجتماع بهم لاضطراره التوجه على عجل إلى دمشق.

 

جلسة حاسمة

لكن توفير الحماية الدولية لانعقاد الجلسة يفتح الباب أمام السؤال ما إذا كانت الطريق النيابية سالكة لانتخابه في ضوء إصرار بري على عدم رفع الجلسة ما لم تنته إلى تصاعد الدخان الأبيض من القاعة بالتفاهم على الإتيان برئيس توافقي لا يشكل تحدياً لأحد؟ أم أن الغموض لا يزال يتحكم بتوجهات النواب على نحو لا يحسم خياراتهم ترشحاً واقتراعاً ويزيد من إرباكهم ويحاصرهم؟

 

ورغم أن بري يصر أمام زواره، كما تنقل عنه المصادر النيابية، على أن جلسة الانتخاب ستكون حاسمة وستبقى مفتوحة على دورات متتالية من دون أن يبوح بكلمة السر، فيما لم ينقطع عن استقبال المرشحين ويتواصل مع معظم الكتل النيابية التي لم تتمكن أن تنتزع منه ما يؤشر إلى ما يضمره سوى تأكيده عدم تحبيذه تعديل الدستور.

 

إلا أن ما يدعو للحيرة يكمن في عدم التواصل بينه وبين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، مع أن عضو كتلته النائب ملحم رياشي على احتكاك دائم بالمعاون السياسي لبري النائب علي حسن خليل، إضافة إلى عدم وجود عوائق أمام تواصله بعدد من نواب حزب «الكتائب» بالإنابة عن رئيسه سامي الجميل الذي يرابط في مسقطه في بكفيا ولا يغادرها لأسباب أمنية.

 

ويبقى السؤال: هل يأتي إصرار بري على أن تكون جلسة الانتخاب حاسمة في سياق الضغط على النواب وحضهم على إخراج انتخاب الرئيس من المراوحة، وذلك استباقاً لدخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب البيت الأبيض في 20 يناير، مع أن الكتل النيابية تتردد في حسم خياراتها وتبقي عليها طي الكتمان ريثما تكون على بيّنة مما ستؤول إليه الاتصالات العربية والدولية في مواكبتها لانتخاب الرئيس؟

 

فالغموض الذي يكتنف مواقف الكتل النيابية لا يقتصر على فريق دون الآخر، ويكاد يشمل الجميع، وهذا ما ينسحب على قوى المعارضة التي تبقي على اجتماعاتها مفتوحة وعلى جدول أعمالها الانفتاح على الكتل التي تُصنّف على خانة الوسطية في محاولة تبقى في حدود جس نبضها حول إمكانية التوافق على مرشح على قاعدة عدم استبعاد الثنائي الشيعي، شرط أن يُبدي انفتاحاً للتوصل إلى رئيس يتمتع بالمواصفات التي حددتها اللجنة «الخماسية» لإنقاذ لبنان.

 

الاجتماع الأخير للمعارضة

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الاجتماع الأخير للمعارضة لم ينته إلى حسم موقفها من الترشح، وفضّلت التروّي بإعلان تأييدها قائد الجيش العماد جوزف عون في ظل امتناع بري عن تعديل الدستور لعل الاتصالات التي تدور في الإقليم والمتعلقة بمواكبة الاستحقاق الرئاسي تؤدي إلى إقناعه بتعديله الذي يتطلب تأييد ثلثي أعضاء البرلمان، أي 86 نائباً.

 

ورأت المعارضة، حسب مصادرها، أن هناك ضرورة للتريث بانتظار ما ستؤول إليه حركة الموفدين إلى لبنان بما يسمح بإنضاج الظروف المؤاتية للتوافق على رئيس. وقالت بأنها ليست وارداً إحراج العماد عون وحرق المراحل قبل أوانها، وتترك قرارها ريثما تتوضح الصورة النهائية للمشهد الانتخابي بخروج النواب من الإرباك مع بدء غربلة أسماء المرشحين، إذا كانوا في عداد من أعلنوا ترشحهم أو الذين يتحركون بعيداً عن الأضواء.

 

وأكدت أن إدراجها اسم العماد عون على لائحة من تدعمهم لا يمنعها من البحث عن بدائل كاحتياط في حال أن الاتصالات لم تؤد لتعديل الدستور، وهي تستحضر اسم المرشح الوزير السابق جهاد أزعور طالما أنها ما زالت تتقاطع مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على تأييده، ما لم يبدّل موقفه لمصلحة وضع كل أوراقه بتصرف بري للتفاهم على مرشح يدرك سلفاً عدم إمكانية تأمين 65 نائباً لانتخابه في دورات الانتخاب المتتالية.

 

وتعترف المعارضة أنه يستعصي على أي فريق تأمين فوز مرشحه في دورات الانتخاب المتتالية ما لم يتوصل إلى اتفاق مع الكتل النيابية الوسطية التي تشكل بيضة القبان لإيصال هذا المرشح أو ذاك للرئاسة.

 

وتؤكد المعارضة أنها لم تغلق الباب بالتفاهم مع بري شخصياً بالإنابة عن حليفه «حزب الله»، لكنها ليست في وارد التأييد على بياض للمرشح الذي يختاره، وهذا ما يدعونا للاستدارة نحو الوسطيين بغية تجميع العدد الأكبر من النواب الذي من شأنه حشر الثنائي الشيعي الذي لن يجد من حل سوى التوافق على رئيس يحظى بتأييد مسيحي وازن، ويرضي الشيعة، ويتمتع بثقة المجتمع الدولي، للانتقال بالبلد إلى مرحلة سياسية جديدة تكون بمستوى التحديات التي يواجهها في ضوء التحولات التي عصفت بالمنطقة.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية