الديار: ماكرون يُـنسق مع بن سلمان لمنع «تفخيخ» انطلاقة العهد
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jan 17 25|08:52AM :نشر بتاريخ
كتبت صحيفة "الديار":
بعد يومين من الوقت الضائع باستشارات نيابية غير ملزمة، قد يكون اليوم حاسما في تحديد الوجهة الحقيقية لمسار تشكيل الحكومة «وتقليعة» العهد من خلال زحمة مواعيد دبلوماسية وسياسية مفصلية، وفي مقدمتها لقاء رئيس الحكومة المكلف نواف سلام مع رئيس مجلس النواب نبيه بري المكلف باجراء عملية تفاوض حاسمة باسم «الثنائي» حول الحكومة، وشكلها، وبيانها الوزراي، اولوياتها.واذا كان سلام قد بعث برسالة ايجابية من خلال التاكيد على ان الجميع امام خيارين»اما التفاهم او التفاهم»، فان حزب الله كان واضحا بالامس بابقاء «الباب مفتوحا» امام احتمال التوصل الى تفاهمات عبر الحوار، معتبرا ان البلد اليوم على «مفترق طرق» ولا يمكن التعامل مع فئة من اللبنانيين بانها فئة مهزومة.
هل يتلقى «الثنائي» اجوبة مطمئنة؟
وفي سياق متصل، تحمل زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم اهمية خاصة في توقيتها، حيث استبق وصوله الى بيروت باجراء محادثة هاتفية مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فيما يصل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الى بيروت مطلع الاسبوع المقبل. نقاشا خلالها الملف اللبناني بكامل تفاصيله، وهو سيحمل الى «الثنائي» اجوبة مطمئنة على الاسئلة المقلقة التي تلت «الانقلاب» على الاتفاق الذي تلى انتخاب الرئيس جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، ووفق مصادر دبلوماسية ثمة تفاهم سعودي –فرنسي على عدم تفخيخ انطلاقة حكومة العهد الاولى بازمة سياسية قد تطيح الامال بتحقيق التقدم المامول على كافة الاصعدة، ولهذا فان ماكرون سيبلغ بري بوجود نوايا جدية لاعادة العمل بالتفاهم وصيانته على اسس غير ملتبسة. ووفق مصادر مقربة من «الثنائي» ثمة انتظار لما سيحمله الرئيس الفرنسي «ليبنى على الشيء مقتضاه» في ظل انفتاح كامل على الحوار ورغبة صادقة في التعاون مع رئيسي الجمهورية والحكومة للعبور بالبلد من الفترة الصعبة على قاعدة مراعاة التوازنات داخل الحكومة باعتبارها انعكاسا للواقع التمثيلي والسياسي لكافة الافرقاء، ضمن اولويات واضحة وعملية يتقدمها العمل على وقف العدوان الاسرائيلي، واعادة الاعمار، علما ان عمر الحكومة محدود المدة ويفترض ان تعد لاجراء الانتخابات النيابية المقبلة بعد عام ونيف.
تنسيق سعودي – فرنسي
وكان الاليزيه قد اشار الى ان الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي اكدا دعمهما الكامل» لتشكيل «حكومة قوية» في لبنان، وهما سيقدّمان دعمهما الكامل للاستشارات التي تجريها السلطات اللبنانية الجديدة بهدف تشكيل حكومة قوية وقادرة على جمع تنوّع الشعب اللبناني وضمان احترام وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان وإجراء الإصلاحات الضرورية من أجل ازدهار البلد واستقراره وسيادته. ويصل الرئيس الفرنسي الى لبنان عند الساعة السابعة من صباح اليوم، وسيعقد فور وصوله اجتماعا مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مقر كبار الزوار في المطار.وقد يعلن عن وضع مقررات مؤتمر دعم للبنان الذي عقد في باريس موضع التنفيذ.
ماذا يحمل ماكرون؟
والهدف من زيارة الرئيس الفرنسي مساعدة الرئيس جوزاف عون ورئيس الوزراء المكلّف نواف سلام على «تعزيز سيادة لبنان وضمان ازدهاره وصون وحدته»، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الإليزيه. وبالإضافة إلى الاجتماع بعون وسلام، من المقرّر أن يلتقي الرئيس الفرنسي أيضا رئيس البرلمان نبيه برّي ،ومن المرتقب أن يكون له أيضا لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي يزور لبنان بدوره، فضلا عن القائد العام لقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) والمشرفين على الآلية التي وضعت برعاية فرنسا والولايات المتحدة لمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار. وسيشدّد الرئيس الفرنسي خلال زيارته على ضرورة «التزام المهل المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار»، أي ان يتم بحلول 26 كانون الثاني انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان وانتشار الجيش اللبناني. كما سيدعو حزب الله إلى «التخلّي عن السلاح» بهدف الالتحاق بالكامل بالمعادلة السياسية، بحسب مصادر مقرّبة من الإليزيه..
«حج»دبلوماسي ولقاء حاسم
وفيما استمر «الحج» الدبلوماسي الى بيروت حيث جال وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي على المسؤولين، ووصل ايضا الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، كما سلم السفير القطري رئيس الجمهورية دعوة لزيارة الدوحة. تتجه الأنظار اليوم إلى اللقاء الحاسم الذي سيجمع الرئيس المكلف نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري عند الساعة الثانية عشرة، والذي يفترض أن يؤدي إلى توضيح الرؤية وتظهير المشهد حول أزمة التمثيل الشيعي في الحكومة بعد مقاطعة «الثنائي» الاستشارات النيابية، التي أجراها سلام في ساحة النجمة واختتمها بلقاء النواب المستقلين والتغييريين.
ماذا يريد بري من سلام؟
وعلى الرغم من المقاطعة الشيعية ورفع سقف الشروط، إلا أن مصادر مطلعة تستبعد مقاطعة المشاركة في الحكومة، التي ستتقرر في ضوء اللقاء بين بري وسلام، وبناء على ضمانات يطالب بها «الثنائي»، وقد تلقف بري رسائل رئيس الحكومة التطمينية بايجابية، وهو لن يتطرق الى مسالة الحصص الوزارية بل الى رسم محددات العلاقة بين الثنائي والحكومة، واذا حصل تفاهم، يتم النقاش لاحقا مع كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة حول التفاصيل المتعلقة بالمشاركة وحجمها.
منصوري في بعبدا: رسالة ايجابية
وكان لافتا بالامس استقبال رئيس الجمهورية جوزاف عون حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، الذي يتم التداول باسمه كوزير للمالية ما يؤشر إلى رغبة مزدوجة من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بعدم إقصاء أي طرف أو طائفة. وأعلن منصوري من بعبدا أن الأوضاع النقدية إلى تحسن والاحتياطي بالعملات الأجنبية ازداد منذ انتخاب رئيس الجمهورية. وأكد أن سياسة مصرف لبنان هي الحفاظ على سعر الليرة اللبنانية وعدم التدخل بالسوق.
حزب الله :لسنا في موقع الهزيمة
وفي سياق متصل، تكفل عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض، بتوضيح موقف حزب الله خلال حفل تأبيني لمجموعة من شهداء بلدة الخيام، أقيم في مجمع المجتبى في بيروت، حيث اكد أن موقف الثنائي في مشاورات التكليف الملزمة والتأليف غير الملزمة، يتصل حصراً بمسار توافقي جرى التفاهم على قواعده العامة وخطواته الأساسية، وينطلق من انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً ومروراً بالحكومة وما بعدها، وبالتالي فإن الخروج السهل عن هذا المسار، والتملّص المفاجئ من هذه التفاهمات، دون أي إكتراث وبكثير من الاستهانة، إنما يُناقض كل ما يُعلن من مواقف وتطمينات إيجابية، ويترجم أفعالاً تقوم على منطق الغالب والمغلوب وتغيُّر التوازنات والتعاطي مع المكوِّن الشيعي وكأنه في حالة هزيمة.
البلد على «مفترق طرق»!
وهذا ما لا يمكن أن نرضى به أو نستسلم له، بل سنرفضه ونواجهه، ولن نسمح بتحوله إلى أمرٍ واقع بأي حال من الأحوال، إن الموضوع لا يتصل حصراً بشخص رئيس الحكومة المكلف، الذي نعرف تاريخه العروبي جيداً وتأييده للقضية الفلسطينية وعدائه للكيان الصهيوني والذي نثمن دوره الإستثنائي في محاكمة نتنياهو وقادة العدو الآخرين في المحكمة الدولية في لاهاي. ونقول بكل صراحة، إن ما يجري يضع البلد عند مفترق، كي لا يتهدد مسار الإصلاح والإستقرار بسوء الحسابات والنوايا.
القلق من خطط ترامب؟
وفي هذا السياق، تشير اوساط دبلوماسية الى ان لبنان غير منعزل عما يدور من حوله، ولهذا برز التشنج بين «الثنائي» ومن يدير المرحلة الجديدة على الساحة اللبنانية ، بعد سقوط الاتفاق المبدئي على ادارة المرحلة المقبلة، حيث يروج حلفاء واشنطن لشرق اوسط جديد عنوانه فرض الرئيس دونالد ترامب» السلام من خلال القوة». وقد كان هجوم السابع من تشرين الاول 2023 وتداعياته الفرصة المناسبة لمراجعة استراتيجيات الاحتواء والعودة الى احياء فكرة الشرق الاوسط الجديد التي كانت قد حاولت احيائها من قبل وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، في أثناء حرب 2006 واليوم وبعد ان نجحت اسرائيل وبدعم مطلق من الولايات المتحدة بتوجيه ضربات قاسية للنفوذ الايراني، والاعداد لضرب ايران، بدأت واشنطن بالتخلي عن استراتيجية الاحتواء والانتقال لرسم تحالفات مع تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية الذي لم ولن يمانع في العيش والتعايش المشترك مع اسرائيل وتقاسم النفوذ الاقليمي معها والذي بدا من سوريا.
ماذا تريد السعودية؟
في مقابل كل ذلك يبقى الاهم الموقف السعودي والخليجي، من كل ما يجري وكيف ستتعامل مع مثل هذه الاستراتيجية الاميركية التي اصبحت اكثر خطورة، وقد جاء دخولها المباشر الى الساحة اللبنانية ودون «قفازات» ليشير الى ان الرياض قلقة من مسار الامور وتريد تعزيز حضورها الاقليمي، ويبقى معرفة موقع لبنان من هذه الاستراتيجية فيما تستعد المنطقة لمرحلة شديدة التعقيد، وهي مفتوحة على صراع غير واضح المعالم او الادوات.
عون:هل نريد مصلحة شعبنا؟
في الاثناء، قال رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمام شيخ العقل في بعبدا» نأمل ان يوفق الله رئيس الحكومة المكلف بتشكيل حكومة بأسرع وقت، ما يساهم في إعطاء إشارة إيجابية للخارج ونبني جسور الثقة»، وامل «ان يعي جميع المسؤولين دقة الوضع وحجم الفرص المتاحة امامنا. كل ذلك يتوقف على خيارنا: هل نريد مصلحة شعبنا؟ هذه هي الطريق الواجب علينا سلوكها. اما الارتكاز على المصلحة الشخصية فنتيجته الخراب». أضاف رئيس الجمهورية «لقد قلت يوما في الكلية الحربية ان لبنان الدولة هو الذي يحمي الطوائف وليس دولة الطوائف هي التي تحمي لبنان.
كلمة للحريري في 14 شباط؟
وفي خبر لافت يرتبط بالتحولات السياسية المتسارعة، وقد يكون مقدمة لعودة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الى العمل السياسي ، روجت مصادره بالامس معلومات عن انه سيلقي كلمة في المهرجان الشعبي يوم الرابع عشر من شباط في ذكرى جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في ساحة الشهداء، خلافاً للسنوات الماضية، ورفضت تلك المصادر «الإفصاح عن مضمون الكلمة، وقالت إنّ فحواها يعود للرئيس الحريري وحده»، متوقعة ان لا يبدأ الحريري بوضع خطوطها العريضة إلاّ قبل ايام قليلة من احياء الذكرى. وياتي ذلك بالتوازي مع بدء تيار «المستقبل» التحضيرات اللوجستية والعملية في مختلف المناطق تحت عنوان «#بالعشرين_عساحتنا_راجعين.
تحريك ملف جريمة المرفأ
قضائيا، وبعد نحو عامين من التوقف عاد ملف تفجير المرفا الى واجهة الاحداث مع ادعاء المحقق العدلي القاضي طارق البيطار على اشخاص جدد في الملف وسط ترجيهات بان يصدر القرار الظني اواخر نيسان المقبل. وادعى القاضي البيطار على ١٠ أشخاص جدد وهم مسؤولون أمنيون من الجمارك والجيش والأمن العام وموظفون في المرفأ، على أن يستجوبهم إبتداءً من ٧ شباط، إضافة إلى غراسيا القزي وأسعد الطفيلي المدعى عليهما سابقًا.ووفق مصادر مطلعة سيتم ايضا تحديد جلسات استجواب لعدد من السياسيين والأمنيّين المدعى عليهم في ملف المرفأ على ان يتم استجوابهم في شهري آذار ونيسان حيث سيصدر مذكرات توقيف غيابية بحق كل من لا يحضر بعد تبلغه قرار الاستدعاء. وفيما اكدت اوساط قانونية ان «إجراء البيطار كان مقرراً منذ 18 أيلول وتم تأجيله بسبب العدوان الإسرائيلي وهو غير مرتبط بالتحولات السياسية، تمنت اوساط سياسية الا يؤدي هذا الملف مجددا الى توترات سياسية، اذا لم تتغير السياسات الكيدية التي رافقت التحقيقات في الفترة الماضية!
الخروقات الاسرائيلية
في غضون ذلك، ارتكب جيش الاحتلال بالامس 11 خرقا لوقف إطلاق النار في ليرتفع العدد الاجمالي للخروق منذ بدء سريان الاتفاق قبل 51 يوما إلى 560 خرقا، وتركزت الخروقات امس في العاصمة بيروت، وقضاءي بنت جبيل ومرجعيون ، وقضاء صور، وشملت الخروقات توغلات برية، وتفجيرات لمنازل، وتحليقا لمسيرات، وعمليات تجريف، وتمشيطا بأسلحة رشاشة. ففي بيروت والضاحية الجنوبية، حيث رصد تحليق لطيران مسيّر إسرائيلي على علو منخفض. وفي قضاء بنت جبيل، نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات تفجير جديدة لمنازل داخل أحياء بلدة عيتا الشعب. وفي القضاء ذاته، توغلت قوة إسرائيلية تضم دبابات ميركافا في الأحياء الشمالية لبلدة مارون الراس، حيث فجر عناصرها بوابة أحد المنازل في المنطقة، تزامنا مع إطلاقهم النيران الرشاشة باتجاه المنازل. كما نفذت قوات الاحتلال في مارون الراس عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه مدينة بنت جبيل ، وترافق ذلك مع تحليق مكثف للطيران المسير الإسرائيلي في الأجواء. وفي قضاء مرجعيون، توغلت قوة مؤللة إسرائيلية في بلدة الطيبة، ونفذ عناصرها عملية تمشيط بالرشاشات المتوسطة داخل أحياء البلدة، بالتزامن مع قيام جرافة تابعة لهم بأعمال تجريف في بعض الشوارع والأحياء. وفي قضاء صور، سُجل تحلق للطيران المسير الإسرائيلي فوق قرى ومدن القضاء.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا