الديار: الضوء الاخضر الداخلي والدولي يطلق تأليف حكومة انقاذ «جامعة بالاختصاص»... والولادة الاسبوع المقبل؟ سلام وضع تصورا لرسم التأليف بالتعاون مع عون... والثنائي في اجواء المشاركة جرعة قوية للعهد الجديد وماكرون وغوتيريش يؤكدان على حشد المجتمع الدولي لدعم لبنان

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jan 19 25|08:37AM :نشر بتاريخ

جاء في صحيفة الديار :

انطلقت عجلة تشكيل الحكومة في الساعات الماضية في اجواء مشجعة ومتفائلة تبعث على الاعتقاد بان العملية مرجح ان تسير بطريقة سلسة نسبيا، خصوصا بعد المحطة الاساسية التي تمثلت بلقاء الرئيس نبيه بري مع الرئيس المكلف نواف سلام الذي ساده جو من الايجابية، وبعد الاجتماع المهم الذي عقد في القصر الجمهوري بمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي عقد خلوة مع رئيس المجلس تناولت موضوع الحكومة.

 

سلام بدأ الجوجلة واشارات ايجابية داخلية وخارجية
ووفقا للمعلومات التي توافرت لـ«الديار»، عكف الرئيس سلام امس على جوجلة نتائج استمزاج الاراء النيابية وما انتهى اليه اجتماعه مع الرئيس بري، منطلقا من اجواء اجتماعه الاول مع الرئيس جوزاف عون بعد الاستشارات النيابية غير الملزمة.

واضافت المعلومات ان اشارات ايجابية عديدة صدرت تصب في الخانة الايجابية، ما يعطي انطباعا بان هناك نسبة عالية من التفاؤل في ولادة الحكومة الاسبوع المقبل.

ولعل ابرز هذه الاجواء، الى جانب اجواء لقاء عين التينة، ما صرح به الرئيس الفرنسي في قصر الصنوبر اول امس بانه «واثق من ان الايام المقبلة ستحمل تشكيل حكومة فعالة». وتلاه امس الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش بعد لقائه الرئيس بري بالقول «انا على ثقة تامة بان لبنان سوف يكون لديه قريبا حكومة تمثل كافة مكونات الشعب اللبناني وتضمن امن جميع مواطنيها».

وبعد لقاء بري وسلام ظهرت علامات واضحة على ان عملية تشكيل الحكومة وضعت على السكة الصحيحة، خصوصا ان الرئيسين ابديا ارتياحا للاجواء التي سادته.

مصادر عين التينة
وفي هذا الاطار قالت مصادر عين التينة لـ«الديار» امس ان جو اللقاء «كان مريحا وجيدا»، مشيرة الى «ان وصف الرئيس بري اللقاء بانه كان واعدا يعبر عما دار في اللقاء من جو ايجابي يؤمل في ان يساهم ويؤدي الى تاليف الحكومة باسرع وقت».

ورفضت المصادر التعليق على ما ينشر ويقال حول عملية التاليف والتشكيلة الحكومية مسبقا، مشيرة الى ما صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس بري ونفيه ان يكون طلب من الرئيس المكلف اطلاعه على التشكيلة لابداء الرأي فيها.

مشاركة الثنائي الشيعي
وعلمت «الديار» من مصدر مطلع ان الاجواء التي انطلقت بها عملية تشكيل الحكومة تاخذ بعين الاعتبار مشاركة الثنائي الشيعي فيها وترجح هذه المشاركة بنسبة عالية اذا ما سارت الامور في هذا الاطار.

واضاف المصدر «ان المعلومات التي توافرت امس تفيد بان لقاء عين التينة فتح الباب امام عملية التشكيل في اجواء ايجابية يبنى عليها، ويفترض ان تترجم من خلال التشكيلة الحكومية الجامعة المبنية على عدم استبعاد مكون اساسي في البلاد».

وقال مصدر نيابي مطلع لـ«الديار» ان المعلومات المتوافرة لديه تفيد بان سلام توصل الى تصور اولي للحكومة امس يعمل على اساسه، كاشفا عن اتصالات ومداولات يجريها لتحضير التشكيلة بنسختها الاولى.

وذكرت المعلومات انه اجتمع امس مع المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والحاج حسين خليل. كما اجتمع مع ممثلي قوى اخرى.

وختم المصدر «يبدو ان الامور تسير بشكل ايجابي وهي تتجه الى التاليف قريبا، لكن علينا ان ننتظر تظهير مشهد الحكومة».

الية سلام بالتشاور مع عون
وفي شان عملية التاليف قالت مصادر مطلعة على اجواء الالية التي سيعتمدها الرئيس المكلف بالتعاون والتشاور مع رئيس الجمهورية لـ«الديار» انها ستعتمد على «استمزاج الاراء النيابية وخيار الرئيسين في ان معا، وهي تختلف عن تلك التي اعتمدت في حكومات سابقة».

ووفقا لهذه القاعدة من المتوقع ان يضع سلام مسودة اولى للتشكيلة الحكومية بالاسماء وتوزيع الحقائب لبحثها والتشاور بشانها مع الرئيس عون في اجتماع يتوقع عقده غدا او بعد الغد، وانه سيجري لقاء او ربما اكثر مع الرئيس بري، وسياخذ اراء الافرقاء قبل التوصل الى التشكيلة النهائية التي سينتهي اليها مع رئيس الجمهورية لتكون جاهزة قبل نهاية الاسبوع المقبل.

ولم تتضح الالية التي سيعتمدها الرئيس المكلف لكن المعلومات التي توافرت لـ«الديار» تشير الى انه سيطرح الاسماء المرشحة مع توزيع الحقائب ويتشاور حولها مع الرئيس عون، أخذا بعين الاعتبار على ان تكون من اصحاب الكفاءات والاختصاص بغطاء سياسي ونيابي يترجم في الطريقة التي سيعتمدها في هذا الاطار في الايام القليلة المقبلة.

وتضيف المعلومات ان سلام بدأ هذه العملية وانه يجري مشاورات ومداولات بعيدا عن الاضواء لاخذ اسماء من الكتل والقوى السياسية حول الحقائب المطرحة، لكن بعيدا عن المحاصصة وما قيل عن تمثيل كل خمسة نواب بوزير.

عناصر حكومة الانقاذ واسس تاليفها
ما هي حصيلة الاجواء التي تجمعت حول تشكيل الحكومة حتى الامس ؟ علمت «الديار» من مصادر متابعة ان هناك عناصر تبلورت في ضوء ما جرى خلال الايام الثلاثة الماضية وبعد الاستشارات النيابية غير الملزمة ولقاء عين التينة ابرزها:

1 - العمل لتاليف الحكومة في اسرع وقت للانصراف الى الاستثمار الفوري على المناخ الجيد الذي خلفه انتخاب الرئيس عون، وعلى الدعم العربي والدولي الواسع للبنان مع انطلاقة العهد الجديد.

2 - الاتجاه الى تاليف حكومة لا مصغرة ولا فضفاضة توازي الحقائب، يرجح ان تكون من 24 وزيرا.

3 - حكومة انقاذ جامعة من اصحاب الكفاءات والاختصاص لا تضم نوابا او حزبيين وتؤمن التمثيل النيابي والسياسي في الوقت نفسه من خلال هؤلاء الوزراء.

4 - حكومة تضمن مشاركة المكونات اللبنانية خارج منطق الاقصاء او الاستبعاد لاي مكون لبناني، ويشارك فيها الثنائي الشيعي وفق القواعد التي ستعتمد في التاليف.

5 - ابقاء حقيبة وزارة المال للشيعة بعيدا عن التجاذبات والتفسيرات المتباينة، مع استمرار الحديث عن التوجه لاسنادها الى حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري او الوزير السابق ياسين جابر.

وعلى هامش هذه العناصر قالت مصادر مطلعة لـ«الديار» ان ليس هناك معلومات حول توزيع باقي الحقائب السيادية او غيرها حتى الان، وان الرئيس المكلف يعمل بطريقة خاصة تتسم بالحرص والتكتم الشديدين لتسهيل وسلامة عملية التاليف التي يحرص والرئيس عون على ان تكون مثمرة وفي اسرع وقت، ويتردد كثيرا ان تحصل قبل 27 الجاري موعد انتهاء مهلة الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية المحتلة وفقا لاتفاق وقف النار.

وحول الاسماء المحتملة قالت المصادر ان الكلام عن الاسماء او نشر بعضها هو مجرد تسريبات للاعلام لان مرحلة الاسماء لم تبدأ بانتظار انتهاء سلام من جوجلة ما جمعه ويجمعه واللقاء مع رئيس الجمهورية.

قاسم : لا احد يمكنه اقصاءنا
وفي المواقف السياسية برز امس كلام الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي قال «ان مساهمتنا وحركة امل هي التي ادت الى انتخاب رئيس الجمهورية ولا احد يمكنه اقصاءنا».

واكد «لن يتمكن احد من استثمار نتائج العدوان في السياسة الداخلية، فالمسار السياسي منفصل عن وضع المقاومة».

واضاف «ستبقى المقاومة عصية على المشروع الأميركي الاسرائيلي، وهي مستمرة وقوية وجاهزة «، مؤكدا « ان اتفاق وقف النار هو حصرا جنوب نهر الليطاني، وخرجنا مرفوعي الراس والسلاح وبايدي المقاومين. والقرار 1701 هو اطار عام اما خطط الاستفادة من المقاومة وسلاحها فيناقش في الاستراتيجية الدفاعية».

جنبلاط: لا تشكيل للحكومة من دون الشيعة
وفي حديث اذاعي قال الاستاذ وليد جنبلاط امس «من الافضل الا تكون الحكومة حكومة سياسية او برلمانية لان الاختصاصات موجودة خارج اطار المجلس النيابي».

واضاف « هناك مكون اساسي في لبنان الا وهي الطائفة الشيعية، ولا نستطيع ان نشكل حكومة بدون الشيعة، فلا بد ان تتمثل هذه الطائفة بالظروف الجديدة».

دار الفتوى: لحكومة جامعة من اصحاب الاختصاص

ودعا المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الى «تسهيل مهمة رئيس الحكومة المكلف لانه واجب وطني لتشكيل حكومة وطنية جامعة من اصحاب الاختصاص، ودعوة القوى السياسية الى التعاون مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف لانقاذ البلد».

غوتيريش : لحشد دولي من اجل دعم لبنان
على صعيد اخر تجسد الدعم الدولي القوي للبنان مع انطلاقة العهد الجديد في زيارة الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش بعد زيارة الرئيس الفرنسي، وتاكيده خلال لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على «حشد المجتمع الدولي، وتقديم الدعم الكامل للبنان الذي يجب ان يستعيد مكانته كمركز محوري في منطقة الشرق الاوسط».

واعتبر في ختام زيارته التي شملت لقاء الرئيسين بري وسلام، وزيارة الجنوب وقوات اليونيفيل «ان لبنان بات على عتبة مستقبل افضل»، مجددا التاكيد على انسحاب القوات الاسرائيلية ضمن حدول اتفاق وقف النار، مع العلم ايضا ان الاجواء التي ظللت لقاءاته تحدثت عن تطمينات لديه بحصول الانسحاب خلال مهلة الستين يوما المحددة». ودعا الى احترام سيادة لبنان ووحدة اراضيه وحصر السلاح في يد الجيش اللبناني.

واكد الرئيس عون من جهته «ان لبنان متمسك بضرورة انسحاب القوات الاسرائيلية من اراضيه المحتلة في الجنوب ضمن المهلة التي حددها الاتفاق الذي تم التوصل اليه في 27 تشرين الثاني الماضي».

وقال «ان استمرار الخروقات الاسرائيلية يناقض كليا كل ما ورد في اتفاق وقف النار، ويعتبر استمرارا لانتهاك السيادة اللبنانية وارادة المجتمع الدولي بعودة الاستقرار الى الجنوب اللبناني».

وقال غوتيريش بعد القاء «سنبذل كل ما في وسعنا لتامين انسحاب القوات الاسرائيلية من الجنوب ضمن المهلة المحددة لذلك».

وفي عين التينة شدد الرئيس بري لغوتيريش على «وجوب التزام اسرائيل بالانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها، وفقا لبنود اتفاق وقف النار، ووقف خروقاتها وتدميرها الممنهج للقرى والحقول والمساحات الزراعية والحرجية».

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الديار