افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 28 يناير 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jan 28 25|09:03AM :نشر بتاريخ
"النهار":
عاش لبنان الرسمي وتحديداً العهد الجديد ساعات عصيبة قبل أن يُعلن موافقته على الموعد الجديد لتمديد اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل حتى 18 شباط (فبراير) المقبل بحكم معطيات ميدانية تمكنت إسرائيل من فرضها من جهة وتداعيات خطيرة لعودة أهالي بلدات وقرى الجنوب بشكل عشوائي و”توظيفي” من جانب “حزب الله” من جهة أخرى. وإذ كشف توقيت البيان الذي أصدره رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعيد منتصف ليل الأحد معلناً موافقة لبنان على الموعد الممدد الجديد، حراجة ودقة الأمر الواقع الذي وجد لبنان الرسمي نفسه فيه، لفتت الإشارة إلى مراجعة تقرير لجنة الرقابة على تنفيذ الاتفاق بما أوحى أن ثمة إجراءات إضافية لاستكمال نشر الجيش اللبناني وفكفكة البنية التحتية المسلحة لـ”حزب الله” في جنوب الليطاني لم تنجز بعد وأن المهلة الجديدة يفترض أن تكون حاسمة لإنجازها وإلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل بعد إسقاط كل الذرائع. وقد علم أن كلاً من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون والرئيس ميقاتي كثفا الاتصالات مع الجانب الأميركي بما يُعد أول مقاربة عملية للبنان الرسمي مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد أقل من أسبوع على تسلمه مهماته. ولعل العامل الجديد الذي برز في الاطار العلني الذي أعلن عبره ميقاتي موافقة لبنان على الموعد الجديد تمثل في بدء المفاوضات عبر الجانب الأميركي لاستعادة أسرى لبنانيين لدى إسرائيل. وفي هذا السياق أشارت معلومات إلى أنه تم الاتفاق بين الجانبين اللبناني والأميركي على زيارة مرتقبة للوسيطة الأميركية مورغان أورتاغوس التي عينت خلفاً للموفد الأميركي السابق آموس هوكشتاين، لمتابعة ملف الاتفاق بين لبنان وإسرائيل بما في ذلك ملف الأسرى اللبنانيين، ومن المتوقع أن تزور الموفدة الأميركية لبنان قريباً.
وفي هذا السياق اعتبر مبعوث الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أن “انتخاب رئيس في لبنان أمر رائع”، مؤكداً “أننا سنعمل مع الرئيس والحكومة الجديدة”. وأضاف: “تغلّبنا على عثرات بشأن تمديد الاتفاق بين لبنان وإسرائيل بالحوار الجيّد وهذا مؤشر إيجابي”.
كما أن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أكد أن بلاده “تواصل مع جميع شركائها العمل على تنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان وتدعو فرنسا إلى الوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها من قبل الأطراف في أقرب وقت، بهدف استعادة لبنان سيادته على كامل أراضيه”. وأعربت فرنسا عن “قلقها البالغ إزاء الأحداث التي وقعت يوم الأحد 26 كانون الثاني، والتي أسفرت عن مقتل 22 لبنانياً نتيجة العمليات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية. وطالبت القوات الإسرائيلية بالانسحاب جنوب الخط الأزرق وتسليم مسؤولية السيطرة على المنطقة الشمالية للقوات المسلحة اللبنانية، بدعم من قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) وآلية مراقبة وقف إطلاق النار”.
بين بري وميقاتي
وبرزت للمرة الأولى معالم تباينات بين الرئيس ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري حيال موافقة لبنان على تمديد المهلة. فمساء أمس التقى ميقاتي السفيرة الأميركية ليزا جونسون ورئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز وشدد أمامهما على “أن لبنان قام بتنفيذ البنود المطلوبة من التفاهم، إلا أن إسرائيل تماطل ولا تزال تنتهك القرار 1701، ولفت إلى أنه بعد التشاور مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب لعدم إعطاء إسرائيل أي عذر لعدم الانسحاب من كل الاراضي اللبنانية وافقت الحكومة على استمرار العمل بموجب تفاهم وقف النار حتى 18 شباط ولكن هذا يتطلب الضغط لوقف الاعتداءات الإسرائيلية والخروقات المتكررة وتأمين الانسحاب الإسرائيلي الكامل” .
غير أن اللافت أن الرئيس بري وزع بياناً علق فيه على تصريح ميقاتي بعد لقائه الوفد الأميركي قائلاً: “الحقيقة إنني اشترطت وقفاً فورياً للنار والخروقات وتدمير المنازل وغيرها بالإضافة للتعهد بموضوع الأسرى، وكنت قد اتصلت بفخامة رئيس الجمهورية متمنياً عليه تبني هذا الاقتراح”.
ملف التأليف
وإذا كانت تطورات الجنوب برّدت نسبياً ملف تاليف الحكومة العتيدة فإن المعطيات المتصلة بتمديد الاتفاق حتى 18 شباط اعتبرت الموعد الجديد بمثابة مهلة حث جديدة لاستعجال تاليف الحكومة بسرعة. ويبدو أن الاتصالات الجارية خلف الكواليس تتسم بطابع استعجال تذليل العقبات المتصلة بتوزيع الحقائب واختيار الاسماء الملائمة التي توفّق بين شرطي الاختصاص والتمثيل. وأفادت المعلومات أن اتصالاً جرى بين الرئيسين جوزف عون ونواف سلام تناول الملف الحكومي وسط أجواء مشجعة تناقض الشائعات المتداولة. ونقل زوار رئيس الجمهورية لـ”النهار” تفاؤلهم بقرب ولادة الحكومة، وتوقعت مصادر لـ”النهار” أن يزور الرئيس المكلف قصر بعبدا في الساعات الـ48 المقبلة لعرض التشكيلة الحكومية على الرئيس عون. وتستبعد هذه المصادر أن تتأخر ولادة الحكومة، لافتة إلى أنه لم يمضِ على مشاورات التشكيل أكثر من أسبوعين منذ التكليف، وهي مهلة طبيعية منعاً لأيّ تسرع.
تداعيات
وسط هذه الاجواء تفاعلت أصداء الاحداث الجنوبية فاتهم حزب “القوات اللبنانية” “حزب الله” “عبر نوابه ووسائله الإعلامية بالقيام بحملة واسعة هدفها تصوير ما حصل في الجنوب على أنّه انتصار كبير وهائل لما يسمى المقاومة قافزًا فوق 22 شهيداً سقطوا ضحية مغامراته المستمرة، كما تصوير أنّ الأهالي أخرجوا بالقوة إسرائيل من القرى التي ما زالت تحتلها، فيما الجيش الإسرائيلي لم ينسحب سوى من القرى التي كان أعلن انسحابه منها ودخلت إليها الناس، وبالتالي فيلم هوليوودي، ويا للأسف، بدماء الجنوبيين، وتصوير الجيش متخاذل لأنّه مفروض به أن يكون أمام الناس لا خلفهم”. واعتبر أن “على الحكومة الحالية إعطاء التعليمات الواضحة للجيش اللبناني من أجل استخدام صلاحياته لتنظيم عودة الأهالي الى قراهم تبعًا لتقديره العسكري وبما يحفظ سلامتهم”، وشدد على أن “كل المعادلات الخشبية التي أوصلت لبنان إلى الموت والدمار والخراب سقطت إلى غير رجعة، ومن يحمي لبنان واللبنانيين والسيادة هو فقط الدولة، ومحاولة التذاكي لإدخال الشعب كبديل عن المقاومة مرفوضة شكلاً ومضمونًا، فالدولة تمثِّل الناس ووحدها تحتكر السلاح”.
كما أن رئيس “التيّار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل علّق على مواكب الاستفزاز التي قام بها أنصار “حزب الله” ليل الأحد في مناطق الجميزة وعين الرمانة وفرن الشباك وكادت تتسبب باشتباكات، فكتب عبر منصة “إكس”: “أهل الجنوب سطّروا ملحمة بطولية، والتوتير الطائفي الذي حصل ليلاً نسف مشهد الوحدة نهاراً، وكأن المقصود تعميق الانقسام”. وأضاف “أنّ أكثر ما يخدم أصحاب مشروع التقسيم هو السلوك الاستفزازي لمجموعات تطوف وتهتف مذهبياً. الخلاصة إنّ التطرّف يجلب التطرّف، والنتيجة أن لبنان هو الخاسر”.
وفي كلمة القاها مساء امس اعتبر الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أن “إسرائيل خسرت بعدوانها حيث فشلت في القضاء على “حزب الله” وموافقتنا مع الدولة اللبنانية على وقف النار انتصار لنا ووافقنا على الاتفاق لاختبار قدرة الدولة”. وقال إن “حزب الله” ملتزم تماماً باتفاق وقف النار فيما إسرائيل انتهكته 1350 مرة وفكرنا بالرد على الخروقات الإسرائيلية لكننا فضلنا الصبر”. وإذ اعتبر أن “الشعب اللبناني بطوائفه كان حاضناً للنازحين” اعترف بأن التفوق العسكري الإسرائيلي أكبر بكثير من قدرات حزب الله”، وقال: “نحن ايضا كجمهورنا تفاجأنا بطريقة قتل قادة الحزب في الحرب الاخيرة”.
ويشار إلى انه في اليوم الثاني لعودة أهالي بلدات وقرى جنوبية، قتل مواطنان وجرح سبعة عشرة آخرون أحدهم حالته خطرة نتيجة إطلاق جنود إسرائيليين النار عليهم لدى محاولتهم الدخول الى قراهم في العديسة وبني حيان ويارون وحولا.
وأكد الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية رفض إعادة انتشار قوات “حزب الله” على الحدود، مضيفًا “أنّ قواتنا ستبقى على الحدود مع لبنان لأن الطرف الآخر لم يلتزم بالاتفاق”. وأوضح “أنّ الانسحاب الكامل من لبنان رهن بانتشار الجيش اللبناني وإبعاد “حزب الله” إلى شمال الليطاني”.
"الأخبار":
شهد اليومان الماضيان تململاً مضمراً من عدم ولادة الحكومة، رغمَ الزخم الذي رافق تكليف القاضي نواف سلام بتشكيلها، إذ لم يكن مكمن الخلل واضحاً لمعظم القوى. لكنّ الساعات الماضية حملت تطورات تشير إلى أن الإعلان عنها سيحصل في غضون أيام قليلة. وأشارت مصادر مطّلعة إلى أن ما تبقّى أمر تقني يتعلق بـ«تسقيط الأسماء» على الحقائب التي جرى التوافق على معظمها. فيما يبدو أن الرئيس المكلّف بدأ يواجه ضغوطاً خارجية وداخلية للإسراع في تقديم الصيغة، إذ علمت «الأخبار» أن «سلام سمع كلاماً سعودياً مفاده أنه بدأ يفقد الزخم لتشكيل الحكومة بعد الدعم الدولي والعربي الممنوح له في بداية عهد الرئيس جوزيف عون».
وبحسب المعلومات فإن «سلام تبلّغ في الساعات الماضية من الموفد السعودي للبنان يزيد بن فرحان بأن أمامه حتى نهاية الأسبوع الحالي لتشكيل الحكومة، أو فلا داعيَ للتأليف». ودفعَ هذا الأمر بسلام إلى تشغيل محرّكاته تجاه القوى السياسية اللبنانية لاستيلاد حكومي سريع. وعمل عبر بعض المحيطين فيه على إشاعة أجواء توحي بإمكانية ولادة الحكومة قبل يوم الجمعة، وأن تفاهمات يجري العمل عليها لولادة الحكومة.
وفي هذا السياق، قالت المصادر إن «سلام تبنّى اسم النائب السابق ياسين جابر للمالية، خصوصاً بعدَ أن تواصل مع الأميركيين الذين اعتبروه خياراً جيداً ولا يوجد سبب يحول دون ذلك». وعليه، أشارت المصادر إلى أن «الحصة الشيعية في الحكومة حُسمت، وهي تضم إلى جانب المالية، وزارة العمل والصحة التي قد يتولاها الدكتور علي رباح، علماً أن هناك لائحة ضمّت 4 أسماء للاختيار منها».
أما وزارة البيئة فمن المرجّح أن تكون مشتركة بين حزب الله وحركة أمل، ورُشح لها عضو مجلس إدارة «إيدال» علاء حمية، فيما يتم التداول في اسم عضو غرفة التجارة والصناعة في بيروت صلاح عسيران لوزارة الصناعة. وبالتالي فإن ما تبقّى مرتبط بالحصة المسيحية وتوزيع الحقائب تحديداً بين «القوات» و«التيار الوطني الحر»، إذ ترشّح القوات نقيب أصحاب المطاعم طوني الرامي ورجل الاستشارات المالية جو صدي لحقائب خدماتية، بينما يريد الرئيس سلام تكليف عامر البساط بحقيبة الاقتصاد والتجارة، ويَجري نقاش مع الرئيس عون باقتراح تقدّم به مقربون من تيار «المستقبل» بتسمية القاضي هاني حلمي الحجار لحقيبة الداخلية، على أن تُسند الخارجية إلى بول سالم.
واعتبرت المصادر أن سلام شعر بضرورة اتخاذ قرار حاسم، وعدم الرضوخ للضغط الذي يتعرّض له من الداخل وتحديداً من الفريق المحيط به من جماعة «كلنا إرادة» و«التغييريين». وهو في الأساس «مدرك لحساسية التوازنات الداخلية التي لا يُمكنه أن يتخطاها، بعدَ أن حاول أن يحيطها بالتباس خلّاق للقول إنه لم يعطِ أحداً ما يريده وفي الوقت نفسه لم يقصِ أحداً».
"الجمهورية":
ما جنته «المقاومة الشعبية» من بطولة في وجه الجيش الإسرائيلي المحتل في جنوب لبنان نهار الأحد، بدّدته «المسيرات غير الشعبية» في شوارع بيروت والجميزة وغيرها في الداخل، مساء.
نهاراً أربكت العدو ودفعت الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا الى الإسراع في الضغط على إسرائيل لإرغامها على سحب قواتها في 18 شباط المقبل، وليلاً ضيّعت بوصلتها وتحرّكت في مواكب لا لزوم لها، وشوّهت نصاعة ما رسمته من مشاهد عزة وكرامة.
في السياق، قال ديبلوماسي عربي لـ «الجمهورية» إنّ «إسرائيل ارتكبت خطأ جسيماً بعدم التزامها الانسحاب ضمن المهلة المحدّدة بموجب اتفاق وقف العمليات العدائية بينها وبين لبنان، وقدّمت خدمة كبيرة إلى «حزب الله» الذي عرف كيف يستثمر هذا الخطأ ويعيد الاعتبار معنوياً الى نفسه وبيئته».
أضاف الديبلوماسي، انّ «الحزب بدوره ارتكب خطأ جسيماً بتشويه هذا النصر وحرقه في أزقة بيروت بلا أي موجب. فإذا كان الحزب وراء التحريض على «عرض العضلات» في الداخل، مشكلة، وإذا لم يكن له دور في مسيرات الاستفزاز، فكأنّه فَقَد السيطرة على أرضه، وبالتالي المشكلة أكبر. وفي الحالتين قدّم الحزب على طبق من فضة هدية مجانية لخصومه السياسيين.
خمس ملاحظات
إلى ذلك، سجّل مرجع سياسي لـ«الجمهورية» الملاحظات التالية:
1- نجح «حزب الله» وحركة «أمل» عبر «المقاومة الشعبية» في الجنوب بالضغط سياسياً وشعبياً من أجل دفع المعنيين في واشنطن وباريس للإسراع ببتّ الانسحاب الإسرائيلي.
2- أكّد الثنائي الشيعي من خلال سلمية التحرك الشعبي على عدم وجود نية بالعودة إلى الحرب، والتمسك باتفاق وقف إطلاق النار.
3- ثبت انّ المجتمعين الدولي والعربي كما الداخل الإسرائيلي، لا يريدون عودة التوترات والمواجهات العسكرية.
4- نجح الحزب في استثمار عدم الانسحاب الإسرائيلي، لترميم علاقته المتصدّعة مع بيئته، ولإظهار انّه لم ينته، وانّه قادر على استخدام وسائل مواجهة غير عسكرية.
5- وجّه الثنائي الشيعي رسالة في أكثر من اتجاه بأنّ موازين القوى الداخلية لم تتغيّر، وفي الوقت نفسه لتحسين شروطه التفاوضية في عملية تأليف الحكومة الجديدة.
تفاوض قاسٍ
إلى ذلك، علمت «الجمهورية» انّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قاد مفاوضات قاسية ولساعات طويلة في نهاية الأسبوع الماضي مع العواصم المعنية، وطلب من الإدارة الأميركية الجديدة والفرنسيين الضغط على إسرائيل من أجل انسحابها ضمن مهلة الـ60 يوماً لاتفاق وقف النار، فيما كانت إسرائيل تصرّ على تمديد المهلة حتى نهاية آذار المقبل، ما أدّى في النهاية إلى تحديد 18 شباط للانسحاب.
كما علمت «الجمهورية» انّ الرئيس جوزاف عون طلب من الأميركيين تأكيد التزامهم بمتابعة قضية الأسرى اللبنانيين البالغ عددهم 11، 7 خلال الحرب و4 الاحد الماضي، والعمل على إطلاقهم ضمن المهلة الفاصلة قبل 18 شباط.
بري... وميقاتي
وفي السياق، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، امس، في دارته، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون ورئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي الجنرال جاسبر جيفيرز.
وقال ميقاتي: «بعد التشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب لعدم إعطاء إسرائيل أي عذر لعدم الانسحاب من كل الأراضي اللبنانية، وافقت الحكومة على استمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق النار حتى 18 شباط 2025، ولكن هذا الامر يتطلّب في المقابل الضغط لوقف الاعتداءات الإسرائيلية والخروق المتكرّرة وتأمين الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي المحتلة في الجنوب».
واستقبل رئيس الحكومة سفير فرنسا هيرفيه ماغرو في السرايا الكبير، وبحث معه في المساعي الفرنسية لمعالجة الوضع في الجنوب.
ومساء، أدلى رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتصريح الآتي: «تعليقاً على تصريح دولة الرئيس نجيب ميقاتي بعد لقائه الوفد الأميركي، بأنّه تشاور معنا حول إعطاء مهلة إلى 18 شباط المقبل مقابل الضغط لوقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية، فإنّ الحقيقة أنني اشترطت وقفاً فورياً لإطلاق النار والخروقات وتدمير المنازل وغيرها بالإضافة للتعهد بموضوع الأسرى.
وكنت قد اتصلت بفخامة رئيس الجمهورية متمنياً عليه تبنّي هذا الاقتراح».
الحكومة هذا الأسبوع
وفي الملف الحكومي، علمت «الجمهورية»، انّ تأليف الحكومة لم يعد بعيداً، وإنما أصبح على قاب قوسين وأدنى، بعدما سُجّلت خطوات متقدّمة، ولم يبق سوى بعض النقاط التي يجري العمل على معالجتها.
وعلمت «الجمهورية» انّ الرئيس جوزاف عون طلب من الرئيس المكلّف نواف سلام الاستعجال، إذ انّ الوقت يمضي سريعاً، حيث انّ هناك البيان الوزاري وثقة المجلس النيابي، وكل هذا يأخذ وقتاً، « وبدأنا نقلع» قبل الدخول في شهر ثانٍ.
ويتوقع أن يزور سلام، الذي أبدى كل تجاوب مع إرادة الرئيس، قصر بعبدا خلال الساعات المقبلة لعرض صيغة شبه نهائية على الرئيس عون.
وعلمت «الجمهورية» انّ العمل بدأ بغربلة أسماء المرشحين للوزارة، وانّ خطوات متقدّمة أُنجزت خلافاً للانطباع السابق بأنّ الأمور معقّدة.
وبات من شبه المؤكّد انّ الحكومة قد ترى النور هذا الأسبوع، وستكون مؤلفة من أهل الاختصاص الذين لن يكونوا حزبيين بالمعنى الضيّق للكلمة ولكنهم مقبولون من الأحزاب وغالبيتهم من الوجوه الشابة مع مراعاة تمثيل المرأة اللبنانية.
دعوة إماراتية
من جهة أخرى، تلقّى الرئيس عون رسالة خطية من رئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نقلها اليه القائم بأعمال السفارة الإماراتية في لبنان فهد الكعبي، تضمنت التهنئة بانتخابه رئيساً للجمهورية، ودعوة للمشاركة في القمة العالمية للحكومات التي ستُعقد في الإمارات من 11 إلى 13 شباط المقبل.
جمعية المصارف
واستقبل الرئيس عون رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير على رأس وفد من الجمعية، هنأه بانتخابه رئيسًا للجمهورية.
وشدّد الرئيس على «أهمية تضافر الجهود بين المصارف والدولة والمودعين لحل الأزمة القائمة»، وقال: «كل أزمة ولها حل، لكن الحل العادل لا يتمّ التوصل إليه من خلال طرف واحد بل بتضافر الجهود بين كل الأفرقاء».
وأوضح الرئيس جوزاف عون أنّ «الدول تضع شرطًا أساسيًا لمساعدة لبنان يتمثل بتشكيل حكومة والبدء بإصلاحات اقتصادية ومالية وغيرها من الإصلاحات، ما يشكّل المدخل لإعادة بناء جسور الثقة بين لبنان والخارج وعودة الاستثمار إلى ربوعه»، وقال: «ما لم نقم نحن بالإصلاحات في الداخل لن يأتي الخارج إلى لبنان، والكرة اليوم هي في ملعبنا، ولبنان يتمتع بالإمكانات والطاقات الفكرية، والحلول موجودة إذا ما صفت النوايا...».
وأعرب رئيس الجمهورية عن الأمل في «تعاون جمعية المصارف لإيجاد الحلول لما فيه خير المصلحة العامة ومصلحة لبنان»، وشدّد على أنّ رئيس الجمهورية «هو الحكم»، ولفت إلى أنّه يتعاطى مع مختلف القضايا من «فوق الطاولة».
وجدّد تأكيده على أنّ همّه الأساس «هو بناء دولة، فكفى لبنان ما تحمّله وهو الذي يصدّر طاقاته وإمكاناته إلى الخارج».
وأعرب عن الأمل «في تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن وإقرار بيانها الوزاري، على أن تكون الأولويات إجراء استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية بالتوازي مع الإصلاحات»، وشدّد على «أهمية تعزيز الثقة بالدولة».
وعن مسألة الـ«يورو بوندز»، قال الرئيس عون: «لبنان سيعمل على تطوير تصنيفه المالي لا البقاء على تصنيفه الراهن، وسأسعى لمعالجة الأمور العالقة وفق إمكاناتي والجدول الزمني المرتبط بها، واسترداد الثقة بالمصارف اللبنانية».
السفير الإيراني
واستقبل الرئيس عون سفير إيران مجتبى أماني على رأس وفد نقل اليه التهاني بانتخابه.
الميدان وانتشار الجيش
وفي اليوم الثاني للعودة، قُتل مواطن وجُرح 7 آخرون أحدهم حالته خطرة، نتيجة إطلاق جنود إسرائيليين النار عليهم لدى محاولتهم الدخول إلى قراهم.
وانتشرت وحدات من الجيش اللبناني امس في بلدة دير ميماس - مرجعيون في القطاع الشرقي ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار.
وأصدرت قيادة الجيش - مديرية التوجيه بياناً جاء فيه: «على خلفية قيام بعض المواطنين الذين يستقلون دراجات نارية ويرفعون أعلامًا حزبية بمسيرات في عدد من المناطق اللبنانية ليل أمس، تخلّلها إطلاق نار واستفزازات، ما يؤدي إلى تهديد السلم الأهلي، سيّرت وحدات من الجيش دوريات لمنع الأعمال المخلّة بالأمن والاستقرار، وأوقفت أشخاصاً عدة، فيما تستمر ملاحقة بقية المتورطين.
ودعت قيادة الجيش المواطنين إلى التحلّي بالمسؤولية، والتصرف بحكمة حفاظًا على الوحدة الوطنية والعيش المشترك».
اعتداء على الإعلام
وقام عدد من الشبان بالاعتداء على فريق «المؤسسة اللبنانية للارسال»، الزملاء لارا الهاشم، طوني كيرلوس وروبير غصن، خلال تغطيتهم الإعلامية لدخول الاهالي والجيش إلى قرى القطاع الشرقي.
وعمد الشبان الى تكسير كاميرا الفريق وسيارات النقل المباشر في منطقة دير ميماس - كفركلا - الخردلي.
وأصيب جراء الاعتداء المستنكر الزميل كيرلوس برضوض استدعت نقله إلى المستشفى للمعالجة، كما تعرّضت الزميلة الهاشم والزميل غصن لكدمات.
"الديار":
مقاومة الشعب والجيش، لم تتأثر بالاعلان المتأخر مساء اول من امس عن اتفاق «مبهم» لتمديد فترة احتلال الاراضي اللبنانية الى 18 من الشهر المقبل، وقاموا بتحرير المزيد من القرى والبلدات امس، على وقع تباينات داخلية عكستها تصريحات الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي اعلن صراحة ان المقاومة بحِل من هذا الاتفاق وليست معنية بتمديده، مشككا في احتمال موافقة رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على منح «اسرائيل» اي مكسب.
فيما اثار توضيح بري لتصريحات ميقاتي حول التنسيق معه مسبقا، اكثر من علامة استفهام حول ماهية شروط التمديد، بعد اعلان بري انه ابدى موافقة مشروطة بوقف الاعتداءات والتدمير وحل ملف الاسرى، طالبا من الرئيس عون تبني هذا الاقتراح.
في المقابل، تحدثت واشنطن عن حصول الاتفاق، مشيرة الى نقاش حول ملف الاسرى. اما دولة الاحتلال الغارقة في مزايدات لارضاء اليمين المتطرف والمستوطنين في الشمال، بعد انتكاسة المشهد في غزة، فتبريراتها واهية ولا تمت الى الحقيقة بصلة، علما انه لا ضمانات جدية، بحسب الاعلام «الاسرائيلي»، بان يتم الالتزام بالمهلة الجديدة.
تشكيك «اسرائيلي»
وفيما نقل موقع «اكسيوس» الاميركي عن مسؤولين «اسرائيليين» تأكديهم ان تمديد اتفاق وقف النار استغرق جهود وساطة مكثفة من قبل ادارة ترامب، شككت صحيفة «هارتس الاسرائيلية» في نجاح اعلان البيت الأبيض تنفيذ الانسحاب في 18 شباط المقبل. وقالت «هذا تطور إيجابي، لكن يصعب التعهد بأن هذا هو العائق الأخير امام تطبيق الاتفاق».
عون والمفاوضات الشاقة
ووفق المعلومات، اجرى الرئيس جوزاف عون اتصالات مكثفة وشاقة مع الاميركيين والفرنسيين، وقد ابلغه الرئيس ايمانويل ماكرون انه لا يؤيد المطالب «الاسرائيلية» بعدم الانسحاب، واطلعه على مضمون الاتصال برئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو، الذي رفض التعهد بالانسحاب في الموعد المحدد.
اما الاميركيون فعرضوا على عون تمديد الاتفاق الى 28 شباط لحاجات امنية «اسرائيلية «، تتعلق بالوضع الداخلي ومستوطني الشمال، فرفض رئيس الجمهورية. وعاد الاميركيون بعرض جديد اعتبروه وسطيا بتقليص المدة الى 18 شباط، على ان يتولى الاميركيون في هذه المهلة اطلاق التفاوض حول اسرى حزب الله، على ان تتموضع القوات «الاسرائيلية» في 5 مواقع تعتبرها استراتيجية قبل الانسحاب في المدة المحددة، دون ان يتم الحديث عن جدول زمني محدد للانسحاب من القرى، او ضمانة بعودة الاهالي اليها.
موفدة ترامب الى بيروت
وفيما، رأى مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أن «انتخاب رئيس في لبنان أمر رائع»، مؤكدا التغلب على عثرات بشأن تمديد الاتفاق بين لبنان و «إسرائيل» بالحوار الجيّد وهذا مؤشر إيجابي»، تصل الى بيروت خليفة مبعوث الرئيس الاميركي عاموس هوكشتاين مورتان اورتاغوس نهاية الاسبوع الحالي او الاسبوع المقبل، لمناقشة تفاصيل تمديد وقف النار، والمفاوضات بشان اسرى المقاومة الـ7 الذين اسروا خلال الحرب، و9 شبان اسروا امس الاول في القرى الحدودية.
وعلم ان لجنة مراقبة وقف النار ستجتمع خلال الساعات المقبلة، لمحاولة ايجاد مخرج لمطالبة «اسرائيل» البقاء ب5 مواقع استراتيجية في اللبونة ويارون والعديسة وكفركلا والخيام، وايجاد صيغة لمعالجة هذه القضية الشائكة.
ميقاتي يلتقي الاميركيين
وكان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي استقبل سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون، ورئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي الجنرال جاسبر جيفرز. وشدد ميقاتي على أنَّ «لبنان قام بتنفيذ البنود المطلوبة من التفاهم، إلا أنّ «إسرائيل» تماطل في تطبيق بنود التفاهم، وما زالت تقوم بانتهاك القرار الدولي 1701. وأضاف: «بعد التشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب لعدم إعطاء «إسرائيل» أي عذر لعدم الانسحاب من كل الاراضي اللبنانية، وافقت الحكومة على استمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق حتى 18 شباط 2025، ولكن هذا الامر يتطلب في المقابل الضغط لوقف الاعتداءات «الاسرائيلية» والخروقات المتكررة، وتأمين الانسحاب «الاسرائيلي» الكامل من الاراضي المحتلة في الجنوب.
توضيحات بري
لكن الرئيس بري سارع الى اصدار توضيح حيال كلام ميقاتي وقال»تعليقاً على تصريح دولة الرئيس نجيب ميقاتي بعد لقائه الوفد الأميركي، بأنه تشاور معنا حول إعطاء مهلة الى 18 شباط المقبل، مقابل الضغط لوقف الخروقات والاعتداءات «الإسرائيلية»، فإن الحقيقة أنني اشترطت وقفاً فورياً لإطلاق النار والخروقات وتدمير المنازل وغيرها، بالإضافة الى التعهد بموضوع الأسرى. وكنت قد اتصلت بفخامة رئيس الجمهورية، متمنياً عليه تبني هذا الاقتراح.
ما هو موقف المقاومة؟
من جهته، اعلن الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أن حزب الله يرفض و»لو ليوم واحد» تمديد الهدنة، واكد ان على «إسرائيل « أن «تنسحب بسبب مرور الستين يوما، ولا نقبل أي مبرر لتمديد يوم واحد ولا نقبل تمديد المهلة، وأي تداعيات تترتب على التأخير في الانسحاب، تتحمل مسؤوليته الأمم المتحدة والدول الراعية»، معلنا «نحن أمام احتلال يعتدي ويرفض الانسحاب، والمقاومة لها الحق في أن تتصرف بما تراه مناسبا حول شكل وطبيعة المواجهة وتوقيتها.
ثقة حزب الله بعون
ولفت الشيخ قاسم في كلمته الى اننا «متأكدون أن فخامة الرئيس جوزاف عون لا يمكن أن يعطي «إسرائيل» مكسبا واحدا، وهو الذي أعطى التعليمات للجيش بالوقوف إلى جانب الشعب في زحفه جنوبا، وان استمرار الاحتلال عدوان على السيادة اللبنانية والجميع مسؤول في مواجهة هذا الاحتلال الشعب والجيش والدولة والمقاومة.
وفي الشان الحكومي، أعلن الشيخ قاسم «ان الأمور بيننا وبين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية سالكة ولا عقبات»، وقال :» نحن تصرفنا بحكمة لأننا نريد بلدًا وحكومة، وتعاونا مع الرئيس المكلف نواف سلام وتعقيدات التأليف ليست معنا». ولفت الى «ان مهام الحكومة تبدأ باعادة الوحدة الوطنية، اما مهمتها الثانية فاخراج «اسرائيل»، ثم اعادة الاعمار، وبناء المؤسسات، واعادة حقوق الناس، ومحاسبة المفسدين والفاسدين».
وفي موقف لافت، صارح الشيخ قاسم بيئة المقاومة ببعض ما ادى الى تعرض المقاومة لضربات قاسية خلال الحرب.
تهويل «اسرائيلي»
وفي «اسرائيل»، لا يزال التهويل على حاله، واعلن رئيس «معسكر الدولة الإسرائيلي»، وعضو مجلس الحرب المستقيل بيني غانتس، انه» يجب توسيع العمليات البرية والجوية في لبنان»، مشيرا الى ان حزب الله «ينتهك الاتفاق يوميا».
من جهته، قال الناطق باسم الحكومة «الإسرائيلية» ديفيد مينسر «ان حزب الله وأسلحته لا تزال على حدودنا.» وأوضح أنّ «الانسحاب الكامل من لبنان، رهن بانتشار الجيش اللبناني وإبعاد حزب الله إلى شمال الليطاني».
اليوم الثاني للتحرير
ولليوم الثاني، تدفق اهالي قرى الجنوب نحو قراهم، على رغم سقوط عدد كبير من الشهداء امس الاول، والتحق بهم شهيدان امس واصيب العشرات. وقد أعلنت وزارة الصحة عن استشهاد شخصين وإصابة 17 آخرين بنيران «إسرائيلية»، من بينهم طفل ومسعف من جمعية «كشافة الرسالة الاسلامية»، خلال قيامه بواجبه الانقاذي الانساني.
وجاءت الحصيلة التفصيلية وفق الاتي: العديسة: شهيد و3 جرحى. برج الملوك: جريحان. حولا: 6 جرحى. مركبا: 3 جرحى. يارون: جريح. بني حيان: شهيد وجريحان.
وفي اليوم الثاني للتحرير، لم يتم الدخول الى عيترون وحولا وميس الجبل و بني حيان وبرج الملوك، مع محاولة جديدة اليوم لتحقيق ذلك.
في المقابل، تم تحرير ديرميماس والطيبة ودير سريان. وكان الاهالي والسكان توافدوا الى بلدات وقرى القطاعين الغربي والاوسط، والى مدينة بنت جبيل خاصة، فيما يزداد انتشار الجيش اللبناني، ونفذت قوات «اليونيفيل» دوريات.
وافيد عصر امس عن دخول الجيش اللبناني بلدة مروحين الحدودية، وألقت طائرة استطلاع «اسرائيلية» مرتين، قنبلة على فريق الأشغال قرب النادي الثقافي في بلدة بني حيان، ما ادى الى سقوط جريح.
الاعتداءات «الاسرائيلية»
وتم العثور على 5 جثامين لشهداء عند طريق ديرميماس – كفركلا. وعمدت محلقة «اسرائيلية «عصر امس الى القاء قنبلة قرب الاهالي المحتشدين عند مدخل بلدة يارون للدخول الى بلدتهم، ومحاولة ترهيبهم، ولم يفد عن اصابات.
وتعرض فريق من كشافة «الرسالة الإسلامية» إلى إطلاق نار أثناء محاولته انتشال جثماني شهيدين من أبناء بلدة كفرا، ارتقيا أمس برصاص الاحتلال. ورغم خطورة الموقف، تمكن فريق آخر من فوج كفرا من تأمين إخلاء الفريق المستهدف والجثمانين بسلام.
وخطف جيش العدو احد ابناء بلدة الوزاني، بعدما تقدم الاهالي الى مدخلها من جهة ريحانة بري، كما اطلق النار باتجاههم ترهيبا.
كما اطلق النار باتجاه الاهالي في بلدة الضهيرة الحدودية لتخويفهم .
ايضا، اطلق النار باتجاه عناصر الجيش المتمركزين في منطقة المفيلحة غربي بلدة ميس الجبل دون وقوع إصابات. الى هذا، دخلت دورية «إسرائيلية «إلى عين عرب وأكملت طريقها نحو الوزاني، التي يحاول أهلها العودة إليها.
المقاومة «المرابطة» تراقب اشرف الناس
ومساء، صدر بيان لافت عن المقاومة الاسلامية خاطب به اهالي القرى بالقول»يا شعبنا… يا كرام خلق الله ويا أشرف الناس، اليوم انبرت إرادة العزم فيكم وانكسرت إرادة العدو وعبرتم رغم أنوف جنوده الجبناء نحو قراكم، التي تحطمت عند اسوارها أهداف العدو واحترقت دباباته على أيدي أبنائكم المجاهدين في المقاومة الاسلامية».. واضاف «يا شعبنا وأهلنا… لقد كان عبوركم أمام عيوننا المرابطة عبورَ الفاتحين الواثقين، وها نحن ننحني بهاماتنا ونقدم تحية السلاح والجهاد والمقاومة لكل أم وأب وأخ وأخت وشيخ وطفل صغير، باسم كل مجاهد منا وباسم أرواح الشهداء الذين رووا بدمائهم تراب الوطن».
محاولة «شيطنة» الجيش
الى ذلك، نفت قيادة الجيش ما نقلته « إحدى الصحف الأجنبية من معلومات حول ترتيبات أمنية مزعومة يقوم بها ضباط من الجيش لمصلحة جهة حزبية، واكدت القيادة أن ضباط المؤسسة العسكرية ينفذون مهماتهم في مختلف الوحدات بأعلى درجة من الاحتراف والمهنية تبعًا لأوامر قيادتهم.
وكانت صحيفة «التايمز» البريطانية قد عملت على نقل تحريض «اسرائيلي» على الجيش، وزعمت قيام رئيس الاستخبارات العسكرية في جنوب لبنان سهيل بهيج حرب، بتسريب معلومات حساسة إلى حزب الله، زاعمة انه يعرض وقف النار للخطر. ولفتت الى أن التسريبات شملت تحذيرات مسبقة عن الغارات والدوريات «الإسرائيلية»، ما سمح للحزب بإخفاء أسلحته والتهرب من مراقبة قوات اليونيفيل.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية «إسرائيلية» زعمها أن هذه المعلومات المسربة، التي لم تقتصر على حرب وحده ،بل شملت ضباطاً آخرين، قد تعرض المنطقة لمزيد من التصعيد، خاصة مع بقاء مقاتلي الحزب قرب الحدود «الإسرائيلية».
ترامب واشعال الحرائق؟!
وامام هذا التخبط الاميركي، حذرت صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية الرئيس ترامب وقالت انه «نسي أن السياسة الخارجية ليست طريقا في اتجاه واحد، فحتى القوى العظمى تحتاج إلى أصدقاء». واشارت الى «ان تخريب الشرق الأوسط أمر غير حكيم وبشكل خاص الآن، وفي الوقت الذي تحاول فيه المنطقة التعافي من حرب مدمرة. فوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح «المحتجزين الإسرائيليين»، الذي يتفاخر ترامب بالمساعدة في تسهيله، أصبح هشا بشكل متزايد، حيث يدرك «الإسرائيليون» حقيقة فشلهم في إنشاء هيكل حكم بديل في غزة ليحل محل حماس».
وقف النار في لبنان «هش»
«كما أن وقف إطلاق النار في لبنان»هش»، وهو مفتاح آخر للاستقرار المستقبلي في المنطقة، وهو معرض للخطر»، بحسب الصحيفة، «لأن «إسرائيل» لم تنسحب بعد، وإذا انهارت هذه الصفقة، فسوف يدفع لبنان الثمن، ولكن «إسرائيل «ستدفع الثمن أيضا في ظل الاضطرابات المستمرة في الشمال». وقالت الصحيفة «إن إشعال الرئيس ترامب الحرائق في المنطقة تقلل من قدرته على إطفاء النيران المشتعلة هناك».
سلام لا يفكر «بالاعتذار»
اما حكومياً، فغابت حركة اللقاءات والاتصالات في العلن واستمرت في الكواليس، واشارت المعلومات الى اتصال جرى بين الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام، تناول الملف الحكومي وسط أجواء مشجعة، لكن لا شيء ملموس بعد.
واذ توقعت مصادر مطلعة ان يزور سلام الرئيس عون خلال الساعات القليلة المقبلة، يبقى احتمال ولادة الحكومة قبل نهاية الاسبوع محل شك، في ظل عدم حل الكثير من العقبات، اهمها حقيبة الداخلية، حيث لا يزال الخلاف السني حولها قائما، وقد يتم التوافق عليها بين سلام وعون، اما مشكلة «الثنائي المسيحي» فلا تزال دون حل مع عدم موافقة سلام على منح «التيار الوطني الحر» 4 حقائب وزارية، فيما «القوات اللبنتانية» تصر على 5 حقائب «دسمة».
وفيما رفض الرئيس بري ان يسمي الرئيس المكلف وزير المال، لا يزال اسم الوزير النائب السابق ياسين جابر متقدما على غيره، اما حزب الله فيطالب بالصحة والعمل، ولم تتضح بعد حصة «التغييريين». وقد لفتت اوساط مقربة من سلام انه غير مستعجل ولا يريد «سلق» التشكيلة، كما انه لا يفكر بالاعتذار، خصوصا ان لا يزال يلقى دعما داخليا وخارجيا كبيرا…
"نداء الوطن":
كاد “حزب الله” أن يوقع لبنان ليل أمس في فتنة داخلية في موازاة تلفيق “انتصار” زائف في الجنوب من خلال تصوير وصول المواطنين إلى بلدات وقرى أعلنت إسرائيل أنها انسحبت منها وكأنه “ملحمة”. كان يفترض بأي حزب أن يحقن دماء مريديه وينبههم إلى المخاطر أثناء عودتهم، لكن “حزب الله” فعل العكس ويبدو كما نقلت بعض الأخبار أنه أصدر “تكليفاً شرعياً” بالعودة الدامية. ما يؤكد ذلك أنه لم يصدر أي بيان يحفظ أرواح الأهالي حتى تاريخ 18 شباط المقبل، أسوة بما فعله الجيش اللبناني. لكن الذي حصل أن الجيش بدوره لم يسلم من المضايقات انعكست ما يشبه الحملة عليه في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأتت العراضات الاستفزازية التي نظمها “الحزب” في بيروت وعدد من المناطق المسيحية، وكأنها استعادة للسابع من أيار المشؤوم 2008 واستعراض القمصان السود عام 2011. وهدفت فتنة “الحزب” الجديدة، كما علمت “نداء الوطن” إلى محاولة فرض كلمة “شعب” بدلاً من “مقاومة” في البيان الوزاري للحكومة العتيدة. لكن أوساطاً سياسية بارزة أبلغت “نداء الوطن” أن “الحزب” إذا تمكّن من إدخال “مفهوم شعب” إلى البيان الوزاري المقبل، “يكون قد نسف كل مفهوم الدولة”. وقالت إن “حزب الله” يسعى من خلال هذا المصطلح إلى توجيه رسالة إلى ناسه “أنهم ما زالوا موجودين، ومشروعهم قائم”.
وبدا جلياً أن ما حصل في الجنوب والمواكب الليلية أراد “حزب الله” استثماره في السياسة، ما يطرح جملة أسئلة عن خطورة هذا المنحى إذا كان سيستمر عند كل استحقاق مقبل.
حتى الآن يمكن القول إن فتنة “الحزب” قد خابت. وظهرت خيبته أكثر جلاء في إطلالة أمينه العام الشيخ نعيم قاسم مساء أمس. وتبيّن أن الأخير وكأنه غائب كلياً عما وافق عليه “الأخ الأكبر” كما يصف قاسم رئيس مجلس النواب بري. فقد أكد الأخير في تصريح أنه كان شريكاً في تمديد الهدنة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والتي انتهت في 27 الجاري لغاية 18 شباط المقبل.
عودة الأسرى
وعلمت “نداء الوطن” أن المفاوضات التي قادها رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي طوال نهار أمس مع واشنطن تمت بموازاة إطلاع الرئيس نبيه بري عليها دقيقة بدقيقة ووافق عليها. واستطاع رئيس الجمهورية انتزاع مطلب عودة الأسرى من الأميركيين لقاء تمديد وقف إطلاق النار حتى 18 شباط.
وجاء في تصريح بري: “تعليقاً على تصريح الرئيس ميقاتي بعد لقائه الوفد الأميركي، بأنه تشاور معنا حول إعطاء مهلة إلى 18 شباط المقبل مقابل الضغط لوقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية، فإن الحقيقة أنني اشترطت وقفاً فورياً لإطلاق النار والخروقات وتدمير المنازل وغيرها بالإضافة للتعهد بموضوع الأسرى”. وأوضح بري أنه اتصل برئيس الجمهورية متمنياً عليه تبني هذا الاقتراح.
وفي مقابل موافقة بري على تمديد الهدنة ولو بشروط، صرّح الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم أمس أنه “لا نقبل بأي مبرر لتمديد لحظة واحدة أو يوم واحد. لا نقبل بتمديد المهلة”. وقال: “لا أحد في لبنان يمكن أن يقبل معهم بتمديد لحظة واحدة. على إسرائيل أن تخرج، وهذه مسؤولية المجتمع الدولي حتى لو حددوا، بدهم يبقوا محتلين، فليتحملوا المسؤولية”.
وإلى الرئيسين عون وبري، انضم ميقاتي علانية إلى الموافقة على تمديد الهدنة. وقال ميقاتي خلال اجتماع مع السفيرة الأميركية ليزا جونسون إن بلاده قبلت الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل حتى 18 شباط.
وزارة المال
ومن جهة رئاسة الحكومة، تبدي الرئاسة الأولى ارتياحها للحلحلة الحكومية بعد التقدم في فك العقد الأساسية وأبرزها وزارة المال التي سيضعها الرئيس سلام ضمن حصة الطائفة الشيعية. ووسط التواصل المستمر بين عون وسلام وصفت الأجواء بأنها “مريحة”.
وذكرت معلومات أن هناك “ضوابط خارجية كبيرة ترافق تشكيل الحكومة لجهة الأموال التي ستعطى للبنان والتي يجب الّا تكون في وزارات الثنائي زائد التيار الوطني الحر”.
عقدة نواب الاعتدال
في الوقت نفسه، وبحسب هذه المعلومات “يبدو أن توزير النائب السابق ياسين جابر قد حسم انطلاقاً من ضوء أميركي بحسب ما اعتبرت بعض الأوساط”. وفي وقت يتم الحديث عن قرب ولادة الحكومة، يزداد التباعد بين تكتل “الاعتدال الوطني” والرئيس المكلف، وعلمت “نداء الوطن” أن الأجواء بينهما وصلت إلى حائط مسدود بعد رفض سلام منحهم حقيبة على رغم أن عدد تكتلهم 6 نواب يضاف إليهم نائبا بيروت الحليفان نبيل بدر وعماد الحوت. وأمام موقف سلام السلبي، اتصل عضو التكتل النائب وليد البعريني بالقصر الجمهوري وطلب موعداً من رئيس الجمهورية اليوم لشرح الموقف.
البابا ولبنان
في روما، قال البابا فرنسيس، أمس إنّ “الوضع في لبنان سيتغيّر نحو الأفضل”. وأثناء مقابلته، رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران أنطوان نبيل العنداري، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبده أبو كسم، قال البابا فرنسيس: لبنان هو أكثر من بلد، إنه رسالة، ومع انتخاب رئيس جديد للبنان سيكون هناك تحسّن للوضع”. وخلص إلى القول: “لبنان في قلبي وفي صلاتي”.
"اللواء":
في اليوم الثاني للعودة، بقي الجنوبيون عند مداخل بعض القرى المحتلة في الحافة الأمامية، إيذاناً بالدخول اليها بعد ان ينجز الجيش اللبناني ما هو مطلوب للعودة الآمنة، على الرغم من استمرار اعمال الغطرسة والاستفزاز والاعتداءات الاسرائيلية التي لن تمنع العودة لكنها تلحق الخسائر البشرية بالعائدين طوعاً الى ارضهم ومنازلهم ما بقي منها، وما دمّر، غير آبهين بالمخاطر او التهديدات والتوعدات..
في اليوم الثاني للعودة، المتشاطرة مع عودة الغزاويين من الجنوب الى الشمال، تحررت بلدة حولا الصامدة على خط النار مع الحدود، وعيترون، اختها في المواصفات، وميس الجبل، ثالثة البلدات الكبرى عند الحافة الامامية..
وسقط في هذا اليوم شهيدان وجرح 17 مواطناً برصاص جنود الاحتلال الاسرائيلي لمنع المواطنين من الدخول الى قراهم.
وعلى الارض، أثبت الجيش اللبناني بضباطه وجنوده دوره الوطني في حماية العائدين، وتوفير سبل السلامة لهم، على الرغم من الغمز عبر وسائل اعلام معادية من اخلاص ضباطه وجنوده للمؤسسة الوطنية التي ينتمون اليها.
على ان ما كاد يشوّه المشهد الوطني في الجنوب، تحركات بعض الشبان على دراجات نارية خارج الضاحية الجنوبية، وعبر بعض المناطق المسيحية، وصولاً الى بيروت، والتي تؤكد قيادتا «الثنائي الشيعي» بأنها جاءت عفوية، ومن دون اوامر من القيادة.. ولم تمر الحادثة مرور الكرام، بل اوقف الجيش اللبناني بعض المتورطين بمسيرات الدراجات.
لقاء رئاسي يحسم التشكيلة
والى جانب الاهتمام الرسمي بالوضع الجنوبي، استمر الاهتمام بتشكيل الحكومة الجديدة، وعلمت «اللواء» من مصادر متابعة ان الامور تسير بخطى متقدمة والاتصالات التي يجريها الرئيس المكلف مازالت قائمة لا سيما بينه وبين رئيس الجمهورية جوزاف عون، وقالت المصادر ان لقاءً قد يجمع الرئيسين خلال 48 ساعة يعرض خلالها سلام اقتراحات التشكيلة، التي بات إصدارها قريباً، لا سيما في ضوء التسهيلات التي يقدمها الرئيس نبيه بري بعد تثبيت حقيبة المال للطائفة الشيعية بغض النظرعمّن سيتولاها.
واكدت المصادر ان تشكيل الحكومة اصبح في المحطة الاخيرة وان «البازل» اصبح شبه منتهٍ، وان قوة الدفع والزخم المعطى للعهد اقوى من كل العراقيل الممكن ان توضع.
وعن مطالبة الاطراف السياسية الاخرى بحقائب معينة اكدت المصادر انه سيتم ارضاؤها بما يناسب تركيبة الرئيس المكلف، وبحيث يصعب الرفض لسببين: الاول عدم عرقلة انطلاقة العهد الجديد الذي ايدته معظم القوى السياسية، والثاني انها ستتحمل مسؤولية إفشال أو عرقلة وتأخير تشكيل الحكومة بسبب مطالبها.
وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن المناخ الحكومي ميَّال إلى الإيجابية وأن التواصل الذي تم بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف تناول مشاورات تأليف الحكومة.
وأشارت المصادر إلى أن الرئيس جوزاف عون حدد أولويات الحكومة لجهة إجراء الإصلاحات والانتخابات البلدية والاختيارية، معلنا أن هذا يعني وجود وزراء يعملون وفق هذه والأولوية.
وقالت ان العراقيل الكبرى أمام تشكيل الحكومة في طريقها إلى الزوال، وتحدثت عن توزيع طائفي للوزارات وتسجيل محدود للمداورة، مكررة التأكيد أن رئيس الجمهورية مع حكومة تمنح الثقة وتنجز الإصلاحات وهو يتوافق مع رئيس الحكومة المكلف في هذا الشأن.
وهي تقترب من الولادة في صيغة التوازن الوطني والاختصاص.
ورأت أن زيارة سلام إلى القصر الجمهوري واردة في أية لحظة يحصل فيها تطور حكومي ما.
ومساء سرت معلومات تفاؤلية من أن الحكومة أصبحت قريبة وإن هناك خطوات متسارعة في هذا المجال وقد بدأ حسم الاسماء وتوزيع الحقائب فيما يتركز بعض النقاش حول ست او سبع وزارات .
جنوباً، وبعدما هبط في ليل اتفاق جديد بطلب ورعاية اميركية وموافقة لبنانية رسمية، لتمديد تنفيذ وقف اطلاق النار بناء لرغبة الاحتلال الاسرائيلي، عاد الوضع الجنوبي حسبما قالت مصادر رسمية متابعة لـ«اللواء» الى ما قبل يوم 26 كانون الثاني المحدد لإنتهاء مهلة الستين يوماً لتنفيذ إتفاق وقف اطلاق النار، ما يعني ان المهلة الممددة حتى 18 شباط المقبل ستكون فرصة للإحتلال الاسرائيلي لمواصلة ما يقوم به من تثبيت مواقع وتفجير وجرف منشآت في القرى الجنوبية الحدودية وتأخير انسحابه من القرى التي بقي فيها حتى يوم امس، ما لم يقرر بعد انتهاء المهلة الممددة بقاء الاحتلال بعض المواقع والتلال الحاكمة التي يعتبرها حيوية بالنسبة لأمنه ومستوطنيه مثل جبل بلاط وبعض اجزاء جبل الشيخ.
لكن المصادر الرسمية اوضحت ان لبنان وافق على الطلب الاميركي بعد تعهد والتزام اميركي خلال مفاوضات «تمديد المهلة» ببدء العمل لدى الاحتلال الاسرائيلي لإطلاق سراح الاسرى اللبنانيين سواءٌ من مقاتلي حزب الله وتردد ان عددهم 7 او من مدنيين اعتقلهم الاحتلال خلال فترة العودة الى القرى وعددهم نحو 4. اضافة الى تعهد اميركي بالعمل على انسحاب الاحتلال من كامل المناطق المحتلة خلال المهلة الجديدة.
واوضحت المصادر ان الاحتلال الاسرائيلي طلب ان تكون المهلة شهراً واكثر قليلا لكن لبنان رفض وتوصل مع الاميركي الى مهلة 21 يوماً تنتهي فيها كل المسائل العالقة، ليبدأ فصل جديد من التفاوض اذا التزم الاحتلال بالإنسحاب الكامل، حول تثبيت الحدود البرية.
ميقاتي: لهذا السبب وافقنا
في يوميات السياسة الجنوبية إستقبل الرئيس نجيب ميقاتي سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون ورئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي الجنرال جاسبر جيفرز بعد ظهر أمس في دارته.
وابلغ الرئيس ميقاتي الزائرين أنَّ «لبنان قام بتنفيذ البنود المطلوبة من التفاهم، إلا أنّ إسرائيل تماطل في تطبيق بنود التفاهم وما زالت تقوم بانتهاك القرار الدولي الرقم1701» .
وأضاف: بعد التشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب لعدم إعطاء إسرائيل أي عذر لعدم الانسحاب من كافة الاراضي اللبنانية، وافقت الحكومة على استمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق حتى 18 شباط 2025، ولكن هذا الامر يتطلب في المقابل الضغط لوقف الاعتداءات الاسرائيلية والخروقات المتكررة وتأمين الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي المحتلة في الجنوب.
وإستقبل رئيس الحكومة سفير فرنسا هيرفيه ماغرو في السرايا وبحث معه العلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا والمساعي الفرنسية لمعالجة الوضع في الجنوب.
... وبري يوضح
لكن الرئيس نبيه بري اوضح مساء في بيان رسمي: تعليقاً على تصريح الرئيس نجيب ميقاتي بعد لقائه الوفد الأميركي، بأنه تشاور معنا حول إعطاء مهلة الى ١٨ شباط المقبل مقابل الضغط لوقف الخروقات والإعتداءات الإسرائيلية، فإن الحقيقة أنني إشترطت وقفاً فورياً لإطلاق النار والخروقات وتدمير المنازل وغيرها بالإضافة للتعهد بموضوع الأسرى. وكنت قد إتصلت بفخامة رئيس الجمهورية متمنياً عليه تبني هذا الإقتراح.
وقال الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة له امس ان على اسرائيل ان «تنسحب بسبب مرور الستين يوماً، ولا نقبل بأي مبرر لتمديد يوم واحد، ولا نقبل بتمديد المهلة»، مشدداً على ان الرئيس جوزاف عون لا يمكن ان يعطي اسرائيل مكسباً واحداً في لبنان، وان اي تداعيات تترتب على العدوان تتحمل مسؤوليته الامم المتحدة واميركا وفرنسا واسرائيل.
واكد قاسم اننا امام احتلال يعتدي ويرفض الانسحاب والمقاومة لها الحق بأن تتصرف بما تراه مناسباً حول شكل وطبيعة المواجهة وتوقيتها.
ترحيب أميركي
دولياً وعربياً، رحب مبعوث الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى الشرق الاوسط ستيف ويتكوف «بانتخاب رئيس في لبنان» واصفاً ما جرى بالامر الرائع، مؤكداً العمل مع رئيس الحكومة الجديدة، وقال: «تغلبنا على تمديد وقف اطلاق النار بالحوار الجيّد، وهذا مؤشر ايجابي».
دعوة إلى قمة الحكومات
وتلقَّى الرئيس عون رسالة خطية من رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نقلها اليه القائم بأعمال سفارة دولة الامارات في لبنان فهد الكعبي، تضمنت التهنئة بانتخابه رئيساً للجمهورية، ودعوة الرئيس عون للمشاركة في القمة العالمية للحكومات التي ستعقد في الامارات خلال الفترة من 11 الى 13 شباط المقبل، ولإلقاء كلمة رئيسية في حضور قادة الدول والحكومات وصُنَّاع القرار والمفكرين من اكثر من 140 دولة واكثر من 2000 مشارك من مختلف القطاعات من حول العالم.
سياسياً، دعا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، «لتسهيل عمل الرئيس جوزاف عون والرئيس المكلّف نواف سلام في تأليف حكومة». وشدد في كلمة من قصر بعبدا، على أن «هناك تحديات كبيرة تواجه البلد الأمر الذي يحتاج إلى تضامن والوقوف إلى جانب رئيس الجمهورية لمعالجتها».
وأضاف:«لا أظنّ أن أحدًا بعد يتأثّر بالبروباغندا»، ومن حق الجنوبيين العودة الآمنة إلى بلداتهم والموضوع ليس للمزايدات، وكلّ الثقة بالجيش الذي تقع عليه مسؤولية تأمين العودة».
وتابع: «كلّ كلامنا الإيجابي والمنفتح يُواجَه بحركات كالتي رأيناها ليلًا في شوارع بيروت، ومن لا يقبل بالإمتيازات لغيره لا يجب أن يقبلها لنفسه».
وحول الحكومة قال الشيخ قاسم: نريد بلداً وحكومة وتعاوناً مع الرئيس المكلف وتعقيدات التأليف ليست معنا، والامور بيننا وبين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية سالكة ولا عقبات.
العودة والشهداء
على الارض، استمر امس توافد حشود الاهالي والسكان الى بلدات وقرى القطاعين الغربي والاوسط، بخاصة مدينة بنت جبيل، فيما إزداد انتشار الجيش، وقامت قوات «اليونيفيل» بدوريات.كما عملت فرق الدفاع المدني على البحث عن جثث شهداء. وانسحبت قوات الإحتلال الإسرائيلي ظهرا من دير ميماس على أن ينتشر فيها الجيش اللبناني خلال النهار.
وتوافد آلاف المواطنين من مناطق الشمال والبقاعين الغربي والشرقي الى مناطق الجنوب للتضامن مع اهله العائدين، وقدرت الدفعة الاولى من القوافل المتجهة من البقاع بسبعة الاف شخص متجهين جنوبا عبر سلوك طريق البقاع الغربي.
وتقدم الجيش اللبناني مواكب العائدين الى بلدة ميس الجبل صباح امس، حيث كان من المنتظر ان تنسحب قوات الاحتلال التي بقيت تطلق النار من البلدة. وأقام الجيش اللبناني حاجزا عند مدخل بني حيان لجهة مركبا، وقد باشرت البلدية بفتح وتعبيد الطرقات والمدخل من جهة وادي السلوقي..
وقرابة العاشرة صباحا تمركز الجيش اللبناني في بلدة حولا وتمكن أهالي بلدة حولا من الدخول إلى البلدة برغم اطلاق العدو النار عليهم وسقوط جرحى، فيما تقدمت جرافة الاهالي العائدين الى بلدة عيترون لفتح الطرقات التي اغلقها العدو. لكن قوات الاحتلال الإسرائيلي منعت الجيش اللبناني من إزالة السواتر الترابية على طريق عيترون، لاستكمال دخول الأهالي إليها وإلى بليدا.
ودخلت دورية إسرائيلية إلى عين عرب وأكملت طريقها نحو الوزاني التي يحاول أهلها العودة إليها وخطفت احد ابناء بلدة الوزاني بعدما تقدم الاهالي الى مدخلها من جهة ريحانة بري، كما اطلق النار باتجاههم ترهيبا.
وأثناء عمل فريق الأشغال التابع لبلدية بني حيان مع رئيس البلدية على فتح الطريق وتعبيدها عند مدخل البلدة، أطلقت درون اسرائيلية قنبلة عليهم، وقد نجا الجميع بأعجوبة. كما ألقت الدرون قنبلة على فريق الأشغال قرب النادي الثقافي.
وتعرّض فريق من كشافة الرسالة الإسلامية لإطلاق نار في راميا خلال محاولتهم انتشال جثماني شهيدين من بلدة كفرا استشهدا الأحد برصاص الاحتلال، فيما تمكن فريق آخر من فوج كفرا من إخلاء الفريق المستهدف والشهيدين.
ووصل أهالي يارون إلى المدخل الغربي للبلدة من جهة بلدة رميش على مسافة قريبة من نقاط وجود جنود العدو وسط دعوات إلى تكثيف الحضور في المكان.
واستمر انتظار اهالي القرى الجنوبية الحدودية عند مداخل بلداتهم حتى ساعات المساء على امل ازالة العوائق امام عودتهم، لكن الاحتلال استمر بإطلاق النار لمنعهم من التقدم. وعند الغروب القت محلّقة معادية قنبلة قرب الاهالي المحتشدين عند مدخل بلدة يارون محاولةً ترهيبهم.كما استمر العدو في تنفيذ تفجيرات لمنشآت ومنازل في بلدة ميس الجبل قبل انسحابه المحتوم منها. ورفع اسلاكا شائكة ووضع العوائق على مدخل البلدة وتمركزت خلف الحواجر دبابة ميركافا معلنا انها «منطقة عسكرية».
وقرابة السادسة مساء دخل الجيش اللبناني بلدة مروحين الحدودية في القطاع الغربي، فيما وسعّت وحداته انتشارها في القطاع الشرقي للجنوب. واعلنت قيادة الجيش في بيان مساء صادر عن مديرية التوجيه:انتشرت وحدات عسكرية في بلدة دير ميماس - مرجعيون في القطاع الشرقي ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار.. ويتابع الجيش مواكبة المواطنين في البلدات الحدودية، كما يواصل التنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل في ما خص الوضع في المنطقة المذكورة، ضمن إطار القرار ١٧٠١.
وفي اطار ممارسات العدو العدوانية، اتصل جيش الاحتلال برئيس بلدية أرنون وبعض الاعضاء طالبا منهم عدم السماح للأهالي بالتوجه إلى البلدة لحين انتهاء فترة وقف إطلاق النار.وأشارت المعلومات الى ان الجيش الاسرائيلي لا يزال متمركزاً قرب مركز اليونيفيل في المفيلحة غرب ميس الجبل ويقوم باطلاق النار في الهواء.
وتم العثور على 5 جثامين لشهداء عند طريق ديرميماس كفركلا. وأفيد بأن الجيش الإسرائيلي فجَّر ونسف أملاكا وأراض في «مزرعة المجيدية» بالقطاع الشرقي من جنوب لبنان.هذا وحلقت طائرة مسيرة في أجواء الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق الجبل لا سيما قرى منطقة عالية ، وسجل تحليق مُكثّف وعلى علو منخفض لمسيّرة استطلاع إسرائيلية فوق منطقة راشيا الوادي والسفوح الغربية لجبل الشيخ.
إعلام اسرائيلي: الحزب لم يُهزم
مع مواصلة أهالي جنوبي لبنان العودة إلى قراهم عند الحدود مع فلسطين المحتلة، لليوم الثاني بعد انتهاء مهلة الأيام الـ60 لانسحاب «جيش» الاحتلال الإسرائيلي، أكدت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أنّ حزب الله «لم يُهزم».
ورأت الصحيفة أنّ هدف حزب الله «هو الحفاظ على الهدوء، وإظهار أنّ اتفاق وقف إطلاق النار يحقق شيئاً»، زاعمةً أنّه «من المفترض أن يتم تقليص تهديدات الحزب».
كما قال مراسل قناة «i24news» في الشمال أوريه كيشت، إنّ «المشاهد التي تصل من لبنان تقلق مستوطني الشمال، وتعزز مخاوفهم من عودة عناصر حزب الله، وتشكّل تحدياً لقدراتنا الأمنية، وتعرّض قوات الجيش الإسرائيلي للخطر».
اضاف: إلى أنّ سكان جنوبي لبنان، في كفركلا والعديسة والخيام والقرى الجنوبية الأخرى سيعودون، وهم «أنفسهم الذين سيرمّمون منازلهم، وسيتعاظمون من جديد، وسينفّذون 7 أكتوبر في الشمال».
"البناء":
بينما كان مئات الآلاف من أبناء شمال غزة يسيرون على أقدامهم عدة كيلومترات يعبرون موقع الاحتلال الذي تمّ تفكيكه مع ذرف الدموع من جنود الاحتلال في نتساريم، قاصدين مناطق شمال غزة التي دمّرها الاحتلال أملاً ببناء منطقة أمنية عازلة خالية من السكان وتمهيداً لتهجير الفلسطينيين من غزة، ضمن مخطط كشف عن تبنّيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كانت المقاومة في غزة تسجّل نصرها البائن، وقادة الكيان يتقاذفون الاتهامات بالمسؤوليّة عن الهزيمة، وكانت الوفود الشعبية ترفع وتيرة زخمها جنوب لبنان وتستهدف البلدات التي لم يستكمل منها انسحاب جيش الاحتلال مثل مارون الراس يارون في القطاع الأوسط، أو عديسة وميس الجبل في القطاع الشرقي، أو تلك التي لم يبدأ منها الانسحاب مثل مروحين في القطاع الغربي. وهذه المرة كان الأهالي والجيش يسيران قدماً إلى قدم كما في ميس الجبل، أو كان الأهالي يتقدّمون ويلحق بهم الجيش كما في مروحين.
مسيرة التحرير الشعبية ترافقت مع زخم دبلوماسيّ كان أعلن الأميركيون عن نجاحه بالتوصل إلى اتفاق يمدّد مهلة الستين يوماً لانسحاب قوات الاحتلال حتى 18 شباط، وهو ما ورد في بيان لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مشيراً إلى أنه تشاور مع رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل أن يقول ميقاتي إن الجانب الإسرائيلي مسؤول عن انتهاك الاتفاق ولم ينفذ التزاماته بينما نفذ لبنان كل التزاماته. وقبل أن يصدر عن الرئيس بري إيضاح يقول إنه أبلغ ميقاتي شروطاً بوقف أعمال القتل والتدمير التي يقوم بها الاحتلال، وتأتي أخبار النهار بسقوط عدد جديد من الشهداء والجرحى، ما يعني ضمناً سقوط موافقة بري المشروطة، وبقي الصمت سيد الموقف في بعبدا في التعليق على التمديد، بينما كان الجيش يتعرّض مع الأهالي جنوباً لإطلاق نار جيش الاحتلال، بينما يواصل الجيش التقدّم مع الأهالي دون أن يظهر سلوكه التزاماً بتمديد المهلة، وجاء كلام الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الأشدّ وضوحاً بالإعلان عن رفض تمديد المهلة لحظة واحدة، معتبراً أننا “أمام احتلال يعتدي ويرفض الانسحاب والمقاومة لها الحق أن تتصرّف بما تراه مناسباً حول شكل وطبيعة المواجهة وتوقيتها”، مضيفاً أن “على “إسرائيل” أن تنسحب بسبب مرور الستين يوماً ولا نقبل بأي مبرر لتمديد يوم واحد ولا نقبل بتمديد المهلة”.
وأكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن على «إسرائيل» أن تنسحب من القرى الحدودية في جنوب لبنان بعدما انتهت مهلة الـ60 يومًا، مشددًا على أننا «لا نقبل أي مبرر لتمديد يوم واحد ولا نقبل بتمديد المهلة»، معلنًا أن حزب الله تصرّف بحكمة في موضوع انتخاب الرئيس جوزاف عون وتشكيل الحكومة «لأننا نريد بلدًا وحكومة. وقد تعاونا مع الرئيس المكلف نواف سلام. وتعقيدات التأليف ليست معنا».
وتابع الشيخ قاسم: “الانكشاف المعلوماتيّ وسيطرة العدوّ على الاتّصالات والذكاء الاصطناعيّ وسلاح الجو من العوامل المؤثرة في الضربات التي وجّهت لنا. وأمام الانكشاف الكبير نُجري تحقيقًا لأخذ الدروس والعبر”. مشددًا على أن المقاومة قويّة بقراراتها وإرادتها والمؤمنين بها، وهي أقوى باستمراريّتها. وأشار إلى أن حزب الله وافق على طلب المعتدي وقف عدوانه بشروط “لأننا لا نريده بالأصل ولم نقرّر الحرب ابتداءً، ولأن الدولة قرّرت التصدّي لحماية الحدود وإخراج “إسرائيل””، مشيرًا إلى أن “هذه فرصة لتؤدي الدولة واجباتها وتختبر قدرتها على المستوى السياسي”. أضاف: “التزمنا وفضّلنا أن نصبر وألّا نردّ على الخروق “الإسرائيلية” رغم حالة الشعور بالمهانة والأعمال الانتقاميّة”.
ولفت إلى أن مشهد العودة الذي كان في 27 تشرين الثاني الساعة الرابعة صباحًا إلى الجنوب والضاحية والبقاع كان مشهد انتصار، فعمّت احتفالات النصر كلّ المناطق. والمقاومون في الميدان لم يغادروه، ورؤوسهم مرفوعة والمقاومة ثابتة وقويّة. مضيفاً: “انتصرنا، لأننا رجعنا، ولأن المحتل سيخرج وينسحب غصبًا عنه.. المقاومون لم يغادروا الميدان والمقاومة ثابتة وقوية”.
وأوضح أن الراعي الأميركي للاتفاق هو نفسه الراعي للإجرام “الإسرائيلي” ولم يقم بدوره، مع ذلك قررنا عدم إعطاء أي ذريعة. مشيرًا إلى أن المقاومة قرّرت بمرحلة من المراحل الردّ على خرق العدو لاتفاق وقف إطلاق النار “وقد طُلب منّا الصبر قليلًا رغم حالة الإهانة التي اتبعتها “إسرائيل” انتقامًا لهزيمتها وخسائرها”. وشدّد على أن ما جرى في خرق الاتفاق يؤكد حاجة لبنان إلى المقاومة. وقال: “شُنّت علينا حملة مضادة حتّى في أثناء الحرب، جزء كبير منها داخلي لتصويرنا على أننا مهزومون.. البعض ربما أصيب بنوبة قلبيّة لأن أحلامه لم تتحقق بهزيمة المقاومة”.
وأضاف: “المقاومة وعلى رأس السطح انتصرت.. المقاومة انتصرت بهذا الشعب الذي زحف إلى القرى الأمامية رغم عدم الانسحاب “الإسرائيلي” والمواجهة مع العدو.. مَن يملك كرامة يقف ويزحف إلى المواقع الأماميّة، ولا تخيفه سياساتهم والدعم الأميركي لهم”. وأكد أنه “لا يمكن لـ”إسرائيل” أن تبقى محتلة مع هذا الشعب الأبيّ الذي لا يمكن هزيمته والاستمرار في احتلال أرضه، منوّهًا بثلاثيّة الجيش والشعب والمقاومة التي وضعت حدًا لـ”إسرائيل” ومنعتها من الوصول إلى بيروت وإلى جنوب نهر الليطاني، وهي كالشمس الساطعة وستبقى مشعّة، لكن المشكلة في مَن لا يراها”.
وشدّد الشيخ قاسم على وجوب انسحاب “إسرائيل” “بعدما انتهت مهلة الـ60 يومًا وقال: “لا نقبل أي مبرر لتمديد يوم واحد، ولا نقبل بتمديد المهلة..”، معربًا عن اعتقاده بأن “الرئيس جوزاف عون لا يمكن أن يعطي “إسرائيل” مكسبًا واحدًا، ولا أحد في لبنان سيقبل مع العدوّ تمديد العدوان على لبنان”.
وقال: “أي تداعيات تترتب على التأخير في الانسحاب تتحمّل مسؤوليتها الأمم المتحدة وأميركا وفرنسا و”إسرائيل”.. استمرار الاحتلال عدوان على السيادة اللبنانيّة، والجميع مسؤول في مواجهة هذا الاحتلال، الشعب والجيش والدولة والمقاومة.. نحن أمام احتلال يعتدي ويرفض الانسحاب، والمقاومة لها الحق بأن تتصرّف وفق ما تراه مناسبًا حول شكل المواجهة وطبيعتها وتوقيتها”.
بدوره، أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد أن ما يجري وما جرى اليوم في القرى الحدودية في جنوب لبنان عيّنة تفضح كذب ادعاءات العدوّ بالنصر وزيف أوهامه بالقدرة على مواصلة احتلاله، مشددًا على أن أهالي القرى الحدودية أثبتوا أن الشعب والجيش والمقاومة هي المعادلة الواقعية الوحيدة التي تحمي البلاد وتحرّرها من الاحتلال.
وقال رعد في كلمة له: “يا أهلنا الشرفاء يا درّة الشعوب الحرة والشجاعة بوركت أنفاسكم وجوارحكم واحتسب الله صبركم ووفاءكم وسدّد خطاكم وبيّض وجوهكم، هنيئًا للوطن بكم، تصنعون لأبنائه كلهم على اختلاف طوائفهم ومناطقهم واتّجاهاتهم مستقبلًا حرًا عزيزًا لهم ولأحفادهم ولا تأبهون بكلّ ما قيل بحقكم وعنكم تضليلًا وكيدًا واستخفافًا بصمودكم وبمقاومتكم.. لقد أثبتم مجددًا بوقفتكم وبحضوركم إلى قراكم المهدّمة على تخوم الوطن أن دمكم الطاهر أقوى من سيف العدوان وأن إرادتكم أفعل وأصلب من سلاح المعتدين المجرمين وأن الشعب والجيش والمقاومة هي المعادلة الواقعيّة الوحيدة التي تحمي البلاد وتحرّرها من الاحتلال وأن القانون الدولي على أهميته ما لم تدعمه إرادة الشعوب وتصميمها تذهب تطبيقاته أدراج الرياح والوعود والمصالح والمساومات”.
وكانت المقاومة الإسلامية أصدرت بيانًا خاطبت فيه أبناء القرى الحدودية في الجنوب، الذين كسروا إرادة العدو وعبروا إلى قراهم رغم أنوف جنوده الجبناء.
وجاء في البيان: “يا شعبنا… يا كرام خلق الله ويا أشرف الناس؛ اليوم انبرت إرادة العزم فيكم وانكسرت إرادة العدو وعبرتم رغم أنوف جنوده الجبناء نحو قراكم التي تحطمت عند أسوارها أهداف العدو واحترقت دباباته على أيدي أبنائكم المجاهدين في المقاومة الإسلامية. إن أجساد الشهداء المزروعة في التراب تتلمس اليوم وقع خطاكم وتحوم أرواحهم المطهرة حول الراية التي لم تنكسر والتي تعبرون بها نحو نصر كنتم أهله كما كنتم أهل كل الانتصارات. يا شعبنا وأهلنا… لقد كان عبورُكم أمس واليوم أمام عيوننا المرابطة عبورَ الفاتحين الواثقين، وها نحن ننحني بهاماتنا ونقدّم تحية السلاح والجهاد والمقاومة لكل أم وأب وأخ وأخت وشيخ وطفل صغير، باسم كل مجاهد منا وباسم أرواح الشهداء الذين رووا بدمائهم تراب الوطن”.
وكانت الدولة اللبنانيّة وافقت على الطلب الأميركيّ بتمديد اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار حتى الثامن عشر من الشهر الحالي، ووفق معلومات “البناء” فإن ضغوطاً أميركية كبيرة مورست على مرجعيات رئاسية لتمديد اتفاق الهدنة لشهر كامل، تحت ذرائع متعددة منها استكمال انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب وأسباب لوجستية وأمنية وإطلاق عملية تفاوض حول الأسرى اللبنانيين لدى “إسرائيل”، إلا أن الدولة اللبنانية رفضت في بداية الأمر، وبعد تكثيف الضغوط الأميركية والإرباك بين المرجعيات الرئاسية تمّت الموافقة على تمديد اتفاق الهدنة فقط حتى الثامن عشر من الشهر المقبل.
وشدّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال لقائه سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون ورئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي الجنرال جاسبر جيفرز في دارته، على أنَّ “لبنان قام بتنفيذ البنود المطلوبة من التفاهم، إلا أنّ “إسرائيل” تماطل في تطبيق بنود التفاهم وما زالت تقوم بانتهاك القرار الدولي الرقم 1701”.
ولفت إلى أنه “بعد التشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب لعدم إعطاء إسرائيل أيّ عذر لعدم الانسحاب من كافة الأراضي اللبنانية، وافقت الحكومة على استمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق حتى 18 شباط 2025، ولكن هذا الأمر يتطلب في المقابل الضغط لوقف الاعتداءات الإسرائيلية والخروقات المتكرّرة وتأمين الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي المحتلة في الجنوب”.
من جهته، أشار الرئيس برّي في تصريح له تعليقاً على تصريح ميقاتي إلى أنه “تشاور معنا حول إعطاء مهلة إلى 18 شباط المقبل مقابل الضغط لوقف الخروق والاعتداءات الإسرائيلية، فإن الحقيقة أنني اشترطت وقفاً فورياً لإطلاق النار والخروق وتدمير المنازل وغيرها بالإضافة للتعهّد بموضوع الأسرى. وكنت قد اتصلت بفخامة رئيس الجمهوريّة متمنياً عليه تبنّي هذا الاقتراح”.
في غضون ذلك، استكمل الجنوبيّون في ثاني أيام تحرير أرضهم، التوجّه إلى بلداتهم الحدودية، بمؤازرة الجيش اللبناني الذي يعمل على فتح الطرقات، راسمين مشهدًا تاريخيًا في ذاكرة الوطن.
وتقدّم الجيش اللبناني مواكب العائدين إلى بلدة ميس الجبل، برفقة جمعية كشافة الرسالة الإسلامية – مركز ميس الجبل التطوعي، كما انتشر الجيش اللبناني في ساحة القدس وسط بلدة عيتا الشعب، ودخلوا لاحقاً إلى بلدة حولا في الحي الغربي للبلدة.
وعند مدخل بني حيان لجهة مركبا، أقام الجيش اللبناني حاجزًا، بينما باشرت البلدية بفتح الطرق وتعبيدها والمدخل لجهة وادي السلوقي.
كما أفيد أن المواطنين دخلوا الى البستان ومروحين سيرًا، كما تمركز الجيش للمرة الأولى في مروحين بينما بقيت قرية البستان من دون انتشار للجيش اللبناني.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان أمس، أن “اعتداءات العدو الإسرائيلي خلال محاولة مواطنين الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة، أدت حتى الساعة إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى اثنين والجرحى إلى 17 جريحًا من بينهم طفل ومسعف من جمعية “كشافة الرسالة الإسلامية” خلال قيامه بواجبه الإنقاذي الإنساني.
وجاءت الحصيلة التفصيلية وفق التالي: – العديسة: شهيد و3 جرحى – برج الملوك: جريحان – حولا: 6 جرحى- مركبا: 3 جرحى – يارون: جريح – بني حيان: شهيد وجريحان”.
وتعرّض فريق من كشافة “الرسالة الإسلامية” إلى إطلاق نار من قبل جيش الاحتلال أثناء محاولته انتشال جثماني شهيدين من أبناء بلدة كفرا، ارتقيا أمس برصاص الاحتلال. ورغم خطورة الموقف، تمكن فريق آخر من فوج كفرا من تأمين إخلاء الفريق المستهدف والجثمانين بسلام.
وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون استقبل في قصر بعبدا، الرئيس ميقاتي وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد والتطورات الأخيرة في الجنوب في ضوء الاتصالات الجارية لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي مما تبقى من قرى وبلدات محتلة في الجنوب. كما تناول البحث شؤوناً وزارية وإدارية تتعلق بتصريف الأعمال.
وسجل موقف أميركي حيال الشأن اللبناني، حيث رأى مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أن “انتخاب رئيس في لبنان أمر رائع”، مؤكداً “أننا سنعمل مع الرئيس والحكومة الجديدة”. أضاف “تغلّبنا على عثرات بشأن تمديد الاتفاق بين لبنان و”إسرائيل” بالحوار الجيّد وهذا مؤشر إيجابي”.
على خط تأليف الحكومة الجديدة، علمت “البناء” أن الاتصالات تكثفت خلال اليومين الماضيين بعيداً عن الأضواء على كافة الخطوط في محاولة لاستيلاد الحكومة نهاية الأسبوع الحالي، وسجل اتصال أمس، بين الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام تناول الملف الحكومي.
وأشارت مصادر “الثنائي” لـ”البناء” الى أن العلاقة مع الرئيس المكلف جيدة وقد حصل تفاهم حول المرحلة المقبلة بما فيها التمثيل الشيعي في الحكومة انطلاقاً من مبدأ الشراكة في السلطة، ولا مشكلة في تمثيل “الثنائي” في الحكومة، ولا في الحقائب ولا الأسماء، بل العقدة في مكان آخر وليس عند “الثنائي”، وما كلام القوات اللبنانية عن عقدة شيعية إلا كلام افتراء محض، ومحاولة لرمي كرة التعطيل الى “الثنائي” والتستر عن العقدة الحقيقية المتمثلة بتوزيع الحقائب السيادية والأساسية والخدماتية على الأطراف المسيحية.
ولفت الشيخ قاسم إلى أن “الثنائي الوطني أنجز الخيار الرئاسي التوافقي من خلال انتخاب الرئيس جوزاف عون، ولولا مشاركة “الثنائي” لما تمّ انتخاب الرئيس بهذه الصورة المعبّرة عن الوحدة الوطنية، وهذه قوة للثنائي الوطني”.
وفي سياق ذلك، لفت الشيخ نعيم قاسم حول الملف الحكومي الى “أننا تصرفنا بحكمة لأننا نريد بلدًا وحكومة، وقد تعاونا مع الرئيس المكلف نواف سلام، وتعقيدات التأليف ليست معنا.. الأمور بيننا وبين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية سالكة ولا عقبات”.
وتوقعت مصادر مواكبة لعملية التأليف لـ”البناء” أن تؤدي الاتصالات الى تذليل العقد وإعلان الحكومة في وقت قريب، انطلاقاً من أمرين: الأول وجود إرادة لدى الرئيسين عون وسلام بتأليف حكومة سريعة لانطلاقة قوية للعهد، الثاني وجود ضغط دولي وعربي لتأليف الحكومة بوقت قريب، وبالتالي أي تأجيل لا يخدم المصلحة الوطنية.
ووفق معلومات “البناء” فإن وزارة المالية حسمت من الحصة الشيعية والمرشح الأوفر حظاً هو النائب السابق ياسين جابر إضافة الى حقائب العمل والشؤون الاجتماعية والبيئة، فيما الداخلية والاتصالات للسنة، والخارجية والدفاع للمسيحيين (لرئيس الجمهورية)، بينما قد تنال القوات اللبنانيّة العدل والطاقة، أما التربية فقد تكون من حصة التيار الوطني الحر أو قد تأخذ الطاقة، والأشغال من حصة الحزب التقدمي الاشتراكي وقد يتنازل الثنائي الشيعي عن وزارة خدمية على الأرجح الصحة لتيار المردة. فيما علمت «البناء” أن القوات اللبنانية تطالب بوزارة الخارجية الى جانب العدل والطاقة. فيما تطالب كتلة التغييريين بوزارتين.
"الشرق":
امس ولليوم الثاني توالياً، تقدم المشهد الامني الجنوبي على السياسي الحكومي نتيجة استمرار تدفق اهالي قرى الجنوب نحو قراهم على رغم سقوط عدد كبير من الشهداء اول امس التحق بهم آخرون اليوم واصابة العشرات، ومواكبتهم من الجيش اللبناني الذي لم تنفع نصائحه لهم بالتريث وعدم تعريض حياتهم للخطر، فنال النصيب من الشهادة ايضاً.
مشاهد العودة لاستعادة الكرامة المُعمَدة بالدم، نغصتها محاولات استغلالها حزبياً بمسيرات الدراجات النارية بأعلام حزب الله في عقر المناطق المسيحية مساء اول امس، استفزازا وايحاء بنصر لا يمت الى الحقيقة بصلة، مقارنة بحجم الخسائر التي تسبب بها الحزب لبيئته جنوبا وبقاعا وفي الضاحية الجنوبية لبيروت وللبنان عموماً. بيد ان حضور الدولة إبان العودة من خلال وجود الجيش ومواكبة الاهالي معطوفا على توقيف عدد ممن اخلوا بالامن خلال المسيرات الحزبية وملاحقة بقية المتورطين، بعث الطمأنينة في النفوس والثقة بالعهد الجديد وبإمكان تنفيذ خطاب القسم الرئاسي.
اما حكومياً، فغابت حركة اللقاءات والاتصالات في العلن واستمرت في الكواليس، واشارت المعلومات الى اتصال جرى بين الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام تناول الملف الحكومي وسط أجواء مشجعة تناقض الشائعات المتداولة، واذ توقعت ان يزور سلام الرئيس عون خلال الساعات القليلة المقبلة لم تستبعد احتمال ولادة الحكومة قبل نهاية الاسبوع.
التمديد وقاسم
على رغم موافقة لبنان الرسمي على تمديد اتفاق وقف النار حتى 18 شباط المقبل، استمر امس تدفق اللبنانيين الى القرى الجنوبية، وفي بعض المناطق رد الاسرائيلي باطلاق النار لمنعهم من الدخول ما تسبب بسقوط مزيد من الشهداء والاصابات. وبينما يواكب الجيش اللبناني مسيرات العودة ويحميها، اتجهت الانظار الى أمين عام حزب الله، الشيخ نعيم قاسم،الذي وضع مسؤولية رفض تمديد اتفاق وقف اطلاق النار على الدولة اللبنانية ، مؤكدا ان المقاومة تحتفظ بحقها بالتصرف والمواجهة .
توسيع العمليات
في المقابل، اعلن رئيس “معسكر الدولة” الإسرائيلي، وعضو مجلس الحرب المُستقيل، بيني غانتس ان” يجب توسيع العمليات البرية والجوية في لبنان مشيرا الى ان حزب الله ينتهك الاتفاق يوميا”. من جهته، قال الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر “ان حزب الله وأسلحته لا تزال على حدودنا.”وأوضح أنّ الانسحاب الكامل من لبنان رهن بانتشار الجيش اللبناني وإبعاد حزب الله إلى شمال الليطاني.
عون – ميقاتي
وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون استقبل امس في قصر بعبدا، رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد والتطورات الأخيرة في الجنوب في ضوء الاتصالات الجارية لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي مما تبقى من قرى وبلدات محتلة في الجنوب. كما تناول البحث شؤوناً وزارية وإدارية تتعلق بتصريف الأعمال.
لقاءات ميقاتي
وإستقبل ميقاتي المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت في السراي. كما التقى سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون ورئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي الجنرال جاسبر جيفرز وقال: “بعد التشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب لعدم إعطاء إسرائيل أي عذر لعدم الانسحاب من كافة الاراضي اللبنانية، وافقت الحكومة على استمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق حتى 18 شباط 2025، ولكن هذا الامر يتطلب في المقابل الضغط لوقف الاعتداءات الاسرائيلية والخروقات المتكررة وتأمين الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي المحتلة في الجنوب”.
بري يوضح
وأدلى رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتصريح الآتي: “تعليقاً على تصريح دولة الرئيس نجيب ميقاتي بعد لقائه الوفد الأميركي، بأنه تشاور معنا حول إعطاء مهلة الى 18 شباط المقبل مقابل الضغط لوقف الخروقات والإعتداءات الإسرائيلية، فإن الحقيقة أنني إشترطت وقفاً فورياً لإطلاق النار والخروقات وتدمير المنازل وغيرها بالإضافة للتعهد بموضوع الأسرى. وكنت قد إتصلت بفخامة رئيس الجمهورية متمنياً عليه تبني هذا الإقتراح”.
للتحلي بالمسؤولية
أمنيا ، وغداة مَسيرات حزب الله الاستفزازية في قلب بيروت مساء امس، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: على خلفية قيام بعض المواطنين الذين يستقلون دراجات نارية ويرفعون أعلامًا حزبية بمسيرات في عدد من المناطق اللبنانية ليل أمس، تخلّلها إطلاق نار واستفزازات مما يؤدي إلى تهديد السلم الأهلي، سيّرت وحدات من الجيش دوريات لمنع الأعمال المخلّة بالأمن والاستقرار، وأوقفت عدة أشخاص، فيما تستمر ملاحقة بقية المتورطين. ودعت قيادة الجيش المواطنين إلى التحلي بالمسؤولية، والتصرف بحكمة حفاظًا على الوحدة الوطنية والعيش المشترك.
الجيش ينفي
الى ذلك، قالت قيادة الجيش في بيان ثان”نقلت إحدى الصحف الأجنبية معلومات حول ترتيبات أمنية مزعومة يقوم بها ضباط من الجيش لمصلحة جهة حزبية. إن قيادة الجيش تنفي هذه المزاعم نفيًا قاطعًا، سيما أنها تأتي في مرحلة دقيقة يتحمل فيها الجيش مهمات جساما. كما تؤكد القيادة أن ضباط المؤسسة العسكرية ينفذون مهماتهم في مختلف الوحدات بأعلى درجة من الاحتراف والمهنية تبعًا لأوامر قيادتهم”.
الجميل
في المواقف، دعا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، “كلّ القوى السياسيّة لتسهيل عمل الرئيس جوزاف عون والرئيس المكلّف نواف سلام في تأليف حكومة”. وشدد في كلمة من قصر بعبدا، على أن “هناك تحديات كبيرة تواجه البلد الأمر الذي يحتاج إلى تضامن والوقوف إلى جانب رئيس الجمهورية لمعالجتها”. وأضاف: “لا أظنّ أن أحدًا بعد يتأثّر بالبروباغندا”، ومن حق الجنوبيين العودة الآمنة إلى بلداتهم والموضوع ليس للمزايدات، وكلّ الثقة بالجيش الذي تقع عليه مسؤولية تأمين العودة.”وتابع: “كلّ كلامنا الإيجابي والمنفتح يُواجَه بحركات كالتي رأيناها ليلًا في شوارع بيروت، ومن لا يقبل بالإمتيازات لغيره لا يجب أن يقبلها لنفسه”.
اتصال بين عون وسلام
والحكومة هذا الأسبوع
أكّدت مصادر بعبدا أن الرئيس المكلف نواف سلام أجرى اتصالاً مع رئيس الجمهورية جوازف عون، والأجواء مشجعة في عملية تشكيل الحكومة، وتوقعت أن «يزور القصر الجمهوري خلال الـ 48 ساعة المقبلة». وأشارت المصادر إلى أن الرئيس سلام أحرز تقدماً في ملف التشكيل، وتوقعت أن «يتم التوصل إلى اتفاق قريب، وتتشكّل الحكومة خلال هذا الأسبوع، فالتفاؤل كبير جداً».
"الشرق الأوسط":
رفض «حزب الله» تمديد هدنة اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل 3 أسابيع إضافية حتى 18 فبراير (شباط).
وجدد الأمين العام للحزب، نعيم قاسم، التمسك بثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة التي وضعت حداً لإسرائيل من أن تصل إلى بيروت». وحاول قاسم استثمار دخول أهالي الجنوب إلى قراهم المحتلة، في الداخل اللبناني، وقال: «لا نقبل بتمديد مهلة الانسحاب الإسرائيلي ولا ليوم واحد»، متسائلاً: «هل تتوقع أميركا أن تجد في لبنان من يقبل بتمديد العدوان الإسرائيلي بإرادته؟ هذا لن يحصل». وأشاد في الوقت نفسه بدور الرئيس جوزيف عون وما قام به الجيش اللبناني، قائلاً: «رئيس الجمهورية لا يمكن أن يعطي لإسرائيل مكسباً واحداً، وقد شاهدنا كيف أعطى تعليمات للجيش بمساندة العائدين ومواكبتهم».
في موازاة ذلك، قال الرئيس عون إن «الدول تضع شرطين أساسيين لمساعدة لبنان؛ يتمثلان في تشكيل حكومة والبدء بإصلاحات اقتصادية ومالية وغيرها من الإصلاحات، ما يشكل المدخل لإعادة بناء جسور الثقة بين لبنان والخارج، وعودة الاستثمار إلى ربوعه»، مؤكداً أن «الكرة اليوم في ملعبنا».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا