الرفاعي: للابتعاد عن المحاصصة واعتماد الكفاءة

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Feb 07 25|15:12PM :نشر بتاريخ

رأى مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي في خطبة الجمعة، أن "الأمم التي تغتر بقوتها وتتكبر على الخلق تسير نحو هلاكها كما حدث مع قوم سبأ الذين أنعم الله عليهم، فلما كفروا النعمة وتكبروا دمرهم الله ومزقهم كل ممزق. واليوم، تسير قوى الاستكبار في نفس الطريق، ظانة أن قوتها تحميها من مصير مشابه".

واعتبر أن "مخطط تهجير سكان غزة ليس مجرد تصريحات، بل مشروع حقيقي تُمارس ضغوط لتنفيذه، حيث تسوّق إسرائيل فكرة تقليل عدد السكان كحل لمستقبل القطاع".

وقال: "تعرقل إسرائيل إعادة الإعمار وتمنع إقامة مساكن مؤقتة، بهدف خلق ظروف صعبة تدفع السكان للهجرة، مما يستدعي كل الجهود والطاقات  والاستراتيجيات لمواجهة هذا المخطط".

وأضاف: "أمريكا اليوم تمارس الظلم في أبشع صوره، تدمر الشعوب، وتسرق الثروات، وتقهر المستضعفين، متناسية سنن التاريخ التي تؤكد أن الظلم لا يدوم. تصريحات ترامب ونتنياهو ليست مجرد هراء سياسي، بل تلاعب استراتيجي يهدف إلى جعل الأفكار المستحيلة قابلة للنقاش، مثل تهجير الفلسطينيين. عبر استراتيجيات إعلامية كـ"الدخان والمرايا" و"إغراق الساحة"، يتم تحويل المستحيل إلى احتمال مطروح، مما يخلق ضغوطًا سياسية زائفة ويصرف الانتباه عن فشل الاحتلال".

وتابع: "التكرار الإعلامي المكثف يجعل الأفكار الصادمة مألوفة، مما يؤدي إلى مناقشتها كخيارات بدلًا من رفضها فورًا. الهدف ليس تنفيذ التهديدات بل دفع الخصوم إلى مواقع دفاعية، لذلك المطلوب رفض هذه الأفكار وعدم الانجرار إلى نقاشها كاحتمالات سياسية".

وأردف: "الولايات المتحدة، التي تهدد اليوم بتهجير أهل غزة كما فعلت مع الهنود الحمر، تتناسى أنها باتت أضعف مما كانت، وقد هُزمت في فيتنام وأفغانستان، وتمر بأزمات اقتصادية وسياسية عميقة قد تسرع انهيارها كقوة مهيمنة".

وإذ اعتبر أن "تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط يتسارع، مما يجعل سيطرة واشنطن على الأحداث أصعب من أي وقت مضى"، أشار إلى أن "الصهيونية العالمية تستغل ضعف الأنظمة العربية لتوسيع مشروعها الاستيطاني، لكن المقاومة المستمرة في فلسطين تثبت أن إرادة الشعوب أقوى من جبروت الاحتلال، وأن التاريخ لا يرحم الضعفاء والخانعين".

وأكد أن "الرهان على استمرار التفوق العسكري وحده لحماية المصالح الغربية في المنطقة لم يعد كافيًا، فالحروب التقليدية لم تعد تحسم الأمور كما في الماضي، والمقاومة الشعبية باتت تشكل تهديدًا حقيقيًا للمشاريع الاستعمارية الجديدة".

وأشار إلى أن "الذكرى العشرون لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري تأتي هذا العام في ظلّ واقع مختلف، بعد زوال النظام المجرم الذي كان يتحمّل المسؤولية بوصايته وتعطيله للدولة ومسارات الإصلاح والبناء".

ولفت إلى أن "الرئيس المكلف القاضي نواف سلام يواجه تحديات ليست بالقليلة، الوطن يريد، والأحزاب تريد، والطائفة تريد، والخارج يريد، وهو اليوم في موقف لا يحسد عليه والآتي أدهى وأمرّ".

وشدد على "ضرورة الابتعاد عن المحاصصة الطائفية في تشكيل الحكومة، واعتماد الكفاءة والنزاهة في اختيار الوزراء. كما نشدد على أهمية أن يُمثل كل مكوّن بأشخاص يعبرون بصدق عن هويته وقيمه، بعيدًا عن الحسابات الضيقة والمصالح الفئوية".

وحذر المفتي الرفاعي من "المخدرات أم الآفات المجتمعية التي أهلكت ودمرت الكثير من أبنائنا وبناتنا وأسرنا، وعلى الدولة القضاء على مواطن  الدمار هذه ومحاربتها بجدية وقوة وحزم".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan