الراعي من حريصا :لتستيقظ الضمائر النائمة وليرتفع المسؤولون الى مستوى الازمة وللكف عن العبث بمصير الوطن

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Jun 26 22|18:12PM :نشر بتاريخ

 احتفلت رابطة كاريتاس لبنان باليوبيل الذهبي لتأسيسها، تحت شعار "خمسين ومكملين"، في قداس ترأسه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في بازيليك سيدة لبنان - حريصا، في حضور رسمي وروحي وإعلامي حاشد.

 
البطريرك الراعي قال في عظته : "كم كنا نتمنى لو أن المسؤولين المدنيين والسياسيين عندنا يتمتعون بذرة من الإيمان وشجاعة التحدي الذي يقتضيه، لما كنا نعيش في حالة الانهيار الكامل سياسيا واقتصاديا وماليا ومعيشيا واجتماعيا. كنا نتمنى لو شاركت في تسمية الرئيس المكلف، أيا يكن المسمى، فئات نيابية أوسع لتترجم، بفعل إيجابي ودستوري وميثاقي، الوكالة التي منحها إياها الشعب منذ أسابيع قليلة، ولا سيما أن الاستشارات إلزامية. هكذا تشعر جميع المكونات اللبنانية أنها تتشارك في كل الاستحقاقات الدستورية والوطنية. في كل حال نتوجه بالتهنئة لدولة الرئيس نجيب ميقاتي لإعادة تكليفه. وندعو له بالتوفيق. إننا من جديد نطالب بالإسراع في تشكيل حكومة وطنية لحاجة البلاد إليها، ولكي يتركز الاهتمام فورا على التحضير لانتخاب رئيس إنقاذي للجمهورية. فلا تفسير لأي تأخير في التشكيل سوى إلهائنا عن هذا الاستحقاق الدستوري. لا يوجد أي سبب وجيه ووطني يحول دون تشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس الجديد. وفي هذا الإطار، نناشد جميع الأطراف أن يتعاونوا مع الرئيس المكلف بعيدا من شروط لا تليق بهذه المرحلة الدقيقة، ولا يتسع الوقت لها، ولا تساهم في تعزيز الوحدة الوطنية وصورة لبنان أمام العالم. وننتظر من الرئيس المكلف، بالمقابل، تشكيل حكومة على مستوى الأحداث، تشجع القوى الوطنية على المشاركة فيها، وتعزز الشرعية والنزعة السيادية والاستقلالية في البلاد وتجاه الخارج".
 
أضاف: "هذه الأشهر الأربعة الباقية من عمر العهد، يجب أن تخصص لخفض نسبة الحقد والانتقام والكيدية والمطاردات القضائية البوليسية التي لم يألفها المجتمع اللبناني. ويجب أن تخصص للتخفيف من معاناة الناس، لضبط الأوضاع الأمنية، لتحييد لبنان، لإحياء التحقيق القضائي في جريمة المرفأ. ويجب أن تخصص لتعديل خطة التعافي، لمواصلة المفاوضات الحدودية على النفط والغاز، وخصوصا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب وقت ضمانا لوحدة الكيان اللبناني، ولاستمرار الشرعية، واستباقا لأي محاولة لإحداث شغور رئاسي. نحن نرفضه. وضروري أن يتضمن برنامج الحكومة، الجديدة التزاما واضحا لهذه القضايا. يكفي أن ننظر إلى حال الشعب اللبناني لتستيقظ الضمائر النائمة لدى الذين لديهم ضمير. يكفي أن ننظر إلى عذاباته اليومية ليرتفع المسؤولون إلى مستوى أزمة لبنان، ولتكف الجماعة السياسية عن العبث بمصير الوطن والمواطنين على مذبح مصالحها الفئوية والشخصية. إن السياسة فن نبيل لخدمة الخير العام لا هواية، وهي في الأساس اختصاص ورسالة مشرفة تحتم على كل من يود ممارستها أن يتحلى بالمسؤولية والجدية والنضوج والخبرة والإقدام وحسن التدبير والجرأة على إعطاء الأولوية للمواقف الوطنية على ما عداها، وخصوصا في هذا الوقت العصيب. فكل المعالجات لأزماتنا تبقى محدودة الفائدة ما لم نطرح القضية الوطنية بكل أبعادها من دون خوف أو عقدة أو حيرة. إذا عجز السياسيون، على ما يظهر، فإنا ننادي من جديد بمؤتمر دولي خاص بلبنان لمعالجة مرضه بعد تشخيصه بجرأة وشجاعة".
 
وختم الراعي: "نسأل الله أن يجعل من يوبيل رابطة كاريتاس-لبنان موسم خير وبركة متزايدين، بشفاعة أمنا مريم العذراء سيدة لبنان، والطوباوي "أبونا يعقوب" إبن وطننا. وبفيض من الإيمان بكلمة الله نرفع نشيد المجد والشكر للثالوث القدوس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد".
 
عبود
وفي ختام القداس قال رئيس رابطة كاريتاس لبنان: "في خطى الصليب نتبعك، وسر حبك يدهشنا، في التأمل بسر جراحاتك نعرف كما انت احببتنا. هذا ما نريد ان ننشده ونحن نحتفل باطلاق سنة اليوبيل الذهبي لرابطة كاريتاس لبنان، "خمسين سنة ومكملين"، نتبع المسيح ونخدمه ونداوي جراحاته في الفقراء والمعوزين. والمحبة أيضا لا تكون فقط في ما نفعل، وإنما بقدر ما نعطي حبا ونجعل الآخرين يحبون على مثال من أحبنا باذلا نفسه من اجلنا. بإسم عائلة رابطة كاريتاس لبنان، سيادة المطران ميشال عون المشرف على الرابطة، وأعضاء مجلس الإدارة، والمنتسبين وكل القدامى ومن عملوا على مدار الخمسين سنة،  وباسم المدراء والاداريين، والمتطوعين ومكاتب الاقاليم، والموظفين في كل الاقسام، وشبيبة كاريتاس والأصدقاء وجميعا حاضرون هنا، أتوا من أصقاع لبنان، نرحب بكم ونشكر حضوركم إذ نقدر كل التقدير مشاركتكم لنا اليوم انتم جميعا بما تمثلون وتحملون من مسؤولية، من رؤساء الدولة وممثليهم، من اساقفة وآباء كهنة وراهبات، من وزراء ونواب ومدراء عامين، من قادة عسكريين وأمنيين، من سفراء دول ومجتمع دولي، من الشركاء في الجهات المانحة، من الإعلاميين والأصدقاء والمؤمنين".
 
أضاف: "نجتمع معكم اليوم، ليس لنتغنى بأمجاد الماضي ولا بما حققته كاريتاس، وإنما لنشكر الله ونتغنى بمراحمه. لبيتم دعوتنا بدافع المحبة والغيرة على هذه المؤسسة الإنسانية وأظهرتم أنه يمكننا أن نصنع التاريخ معا، كما فعل أسلافنا من قبل عندما أسسوا هذه الرابطة وأعطوها من وقتهم وحياتهم وما يملكون. إن كل عمل نقوم به على هذه الأرض ما هو إلا تذكرة عبور نحو السماء. نعم نعيش ازمة اقتصادية صعبة لم نرى مثيلا ، وانما نكمل المسيرة بكل عزم وثبات .لم الخوف، لقد مررنا في الكثير من الحروب والقتل، فقدنا العديد من الأحباء، وغرقنا في دماء الشهداء، وبقيت هذه المؤسسة ثابتة وحاضرة في قلب الكنيسة هنا وفي كل انحاء العالم تزرع الفرح والمحبة. سنكمل المسيرة التي من أجلها كانت كاريتاس، سنكمل  بدافع من الروح القدس الذي يعطينا القوة والاستمرارية في كل عمل. لقد أيقنا منذ القدم أن الله لا يترك شعبه وإن شعبه تركه. ان من اعطى القوة لاسلافنا في العمل حتى وصلوا الى هنا، هو أيضا سيعطينا هذه القوة لنكمل. هل ننتظر مكافأة على هذه الأرض؟ كلا. البعض انتظرها وخابت آماله في كثير من الأحيان. المكافأة تأتي فقط من السماء. كل من عمل في كاريتاس يعرف جيدا كم اخذ وهو يعطي. كم فرح وهو يفرح. وكم كان يشعر بالسند وهو يسند. اختبر أكثر وأكثر العناية الالهية".
 
 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan