البطريرك ميناسيان في الميلاد: نصلي ليعيد طفل المغارة للمسؤولين حاسة الضمير التي ضاعت بين المصالح الشخصية والسياسية
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Dec 24 22|18:44PM :نشر بتاريخ
وجه كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، رسالة ميلادية قال فيها: "بعد 21 قرنا من ولادة المسيح، اليوم نتساءل في ذكرى عيد ميلاد ه كيف كان سيولد المخلص؟ هل كان سيولد أجمل من تلك الأيام التي و لد فيها؟ وهل نحن مستحقون بتجسده؟ هذه هي العبارات التي تساومني في ذكرى ميلاد مخلصنا يسوع المسيح".
أضاف: "في ذلك الزمان قبل 2022 سنة عندما حل وقت مجيئه، وقت ولادته دار ابواه في المدينة كثيرا ليجدا مكانا مناسبا ولو كان فقيرا ليفتح الطفل عيناه على هذا العالم العائش في الظلام، ظلام الروح والفكر، ولكن لم يجدا له، ولا حتى غرفة صغيرة تغمره من البرد القارص السائد في تلك الأيام. حتى اضطرا اللجوء إلى المغارة المجاورة للمدينة وكأنه لص مجرم يتوارى عن الأنظار وهو المخلص الفادي المنتظر منذ أجيال. وأخيرا ولد في مغارة فقيرة محروم من أدنى حق من حقوق الإنسان في الماضي والحاضر، ولد المسيح مرفوضا من مجتمعه ومنبوذ ا من انسبائه متخذا الأرض الصحراء مأوى له، والمغارة مسكنا ومنها خرج لخلاص البشرية مبشرا بالسلام والمحبة. هكذا اليوم يأتي ميلاده، ميلاد المخلص الحبيب إلى بيتي الفقير، فقير روحيا واجتماعيا يأتي إلي وأنا المنبوذ من انسبائي في المجتمع الدولي والأقرباء الذين يحاوطون وطني، غير ميالين وغير معتبرين، مهمشين كياني ولكن هم لا يدرون الفرح والابتهاج في قلبي لأنني أكيد من نعم مخلصي الطفل الإلهي المخلص الذي على صورته في المغارة، سيعطيني النصر والخلاص رغم خطاياي ونكراني لجميله والخطيئة التي أبعدتني عنه وزجتني في هذا الظلام والحرمان".
وتابع: "أنا أكيد من رحمته وغفرانه رغم الأحوال التي أمر فيها من قتل وفتك وحروب خلقتها أنا بنفسي لنفسي فصرت مثل الإبن البار الذي أخذ أموال أبيه وبعثر بها لإشباع شهواته ورغباته الشريرة. ولكنه عاد بقلب نادما على ما عاشه في تلك المدينة منكوب ومحروم من المحبة والحنين الأبوي. هذه هي أمنيتي. أمنيتي أن أرى تلك اللحظة التي أعود بها أنا أيضا إلى مخلصي – الطفل، طفل بيت لحم المخلص، أعود إليه بقلب نقي نادما على ما فعلته من انتهاكات وشواز لأنال تلك الرحمة والمحبة التي نالها بدوره الإبن الضال. أعود بأمنية لأعيش تلك اللحظات التي عاشها الرعاة عندما بشروا به من الملائكة يقولهم لهم "لقد ولد لكم اليوم مخلص في مدينة داوود وهو المسيح الرب" (لوقا 2-11). فلذا في هذا العيد المجيد نتوجه إليه ونسأله أن يواسي القلوب الكسيرة ويرسل نوره وعزاءه لكل المبتلين بالضيقات. كما وينشر سلامه في هذا العالم المتخبط في موجات الحروب والأزمات والارهاب. وكلها لأهداف فانية. نسأله من أجل الأرض التي ولد فيها وأوطاننا في الشرق وخاصة هؤلاء الذين يتألمون من جميع أنواع العذاب الفردي والجماعي".
وقال: "فما لي اليوم أن أعطيكم اخوتي وأخواتي الأحباء غير الفرح العظيم، فرح ولادة المخلص ربنا يسوع المسيح الذي أتى إلينا بثوب الفقر والبساطة بالتواضع والمحبة ليخلص شعبه من الهلاك الأبدي. لقد أتى ليحيي شعبه ويتبناهم بالمصالحة مع الأب الأزلي، لقد أتى لينقذنا جميعا. ليرفعنا من القذارة كلنا. فهو مخلص البشرية أجمع وليس فئات أو جماعات متفرقة. فكل من آمن به خلص من عبودية الشيطان. مولود اليوم أتى ليرفعنا إلى القدس السماوية أين الفرح والابتهاج الدائم أين لا وجع ولا أنين. فمشاركتنا وتضمننا مع آلام ومعاناة المعوزين والمهمشين والمستضعفين وكل العائلات التي يغيب عنها فرح العيد بسبب فقدان أحد أفرادها فعين الله تفيض عليهم نعما وبركات. كما نرفع صلاتنا الى طفل المغارة طالبين أن يلمس بقلبه جميع المسؤولين في لبناننا الحبيب وأن يعيد اليهم حاسة الضمير التي ضاعت بين المصالح الشخصية والسياسية، نسأله ونحن على فاتحة عام جديد أن يسقط عنهم جبروت القساوة كي يفكروا بمصلحة الوطن وشعبه المنهوب الجريح، لأن الكراسي والمناصب في الوطن ليست ملك الأفراد بل ملك الأوطان، فهلموا جميعا لنساعد أوطاننا للخروج من هذه الأزمات المصطنعة. فنعلوا عن أنانيتنا وكبريائنا ونتمثل بتواضع طفل المغارة يسوع ومحبته اللانهائية. هكذا نشترك مع الرعاة ونركض إليه بالإيمان والأمل بالخلاص. وخلاصنا اليوم في هذه الأيام الصعبة التي تمر بها بلادنا المتألمة، هي الأراضي التي مر بها فادينا المسيح وقد سها بوجوده فيها".
وختم: "ليكن ميلاده ولادة جديدة لنا ولادة بالروح والجسد مهللين مثل الرعاة الذين استمعوا لنشيد الملائكة الذي يقول "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وللناس المسرة" (لوقا 2-14)".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا