افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 9 مارس 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Mar 09 25|09:04AM :نشر بتاريخ

 النهار 

الواقع بمعطياته الميدانية او الأمنية والعسكرية على جوانب الحدود اللبنانية مع إسرائيل وسوريا عاد يضغط بهواجسه على العهد والحكومة والقوى العسكرية والأمنية

على رغم الاصداء الإيجابية الواسعة المرحبة بتعيين الرئيس الأميركي دونالد ترامب اميركيا – لبنانيا هو ميشال عيسى المتحدر من بسوس سفيرا جديدا للولايات المتحدة الأميركية في لبنان، فان هذه الخطوة لم تبدد القلق المتصاعد من عودة لبنان ساحة استقطاب او توظيف او تلق لتطورات شديدة الخطورة سواء عبر حدوده الجنوبية مع إسرائيل او حدوده الشرقية مع سوريا. صورة التداعيات التصعيدية التي تتفاقم يوميا مع العمليات الميدانية الحربية التي تمضي فيها إسرائيل في الجنوب كما صورة المخاوف من انسحاب الاشتعالات الأهلية الدموية في الساحل السوري على مناطق البقاع والشمال علما ان منطقتي البقاع الشمالي وعكار عادتا تشهدان نزوح ألوف السوريين الهاربين من سوريا ، هاتان الصورتان ترسمان واقعيا معالم سيناريو مقلق للغاية كان اللبنانيون ظنوا او راهنوا على انه طوي مع بدء الحقبة الجديدة في لبنان . ولكن الواقع بمعطياته الميدانية او الأمنية والعسكرية على جوانب الحدود اللبنانية مع إسرائيل وسوريا عاد يضغط بهواجسه على العهد والحكومة والقوى العسكرية والأمنية من جهة كما على الرأي العام الداخلي الذي تعتريه نقزة واضحة حيال الخشية من التطورات التصعيدية جنوبا وتداعيات الفوضى الأمنية الدموية في سوريا على لبنان عبر الحدود الشرقية والشمالية . ولذا تبدو السلطة اللبنانية في موقع لا تحسد عليه وهي ستكون موقع الرصد والترقب في الأيام القليلة المقبلة لاستكشاف مدى قدرتها على توظيف التحرك الديبلوماسي بكل وجوه الضغط الممكنة التي سيعتمدها لمنع عودة الأمور الى الوراء خصوصا ان الورشة الكبيرة الداخلية انطلقت في ملفات التعيينات والإصلاحات والإجراءات المالية والمساعي لتوفير مستلزمات إعادة الاعمار والاستعدادات للانتخابات البلدية، وكلها أولويات مزدحمة بأجندات لم تعد تحتمل مزيدا من الارجاء والترحيل.   

وفي المشهد الجنوبي واصل الجيش الاسرائيلي العمليات التصعيدية بعد ليل ناري شن فيه الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة غير مسبوقة منذ سريان اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل . وامس شنت مسيرة إسرائيلية غارة على سيارة في بلدة خربة سلم ما ادى إلى مقتل مواطن وإصابة آخر بجروح، بحسب مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة. وأفاد الجيش الاسرائيلي أنه استهدف عنصرا من "حزب الله" عمل على اعمار بنية تحتية لتوجيه أنشطة الحزب في جنوب لبنان.

وفي ما يتصل بالواقع المشتعل في الساحل السوري نفى امس "حزب الله" أي علاقة له بالاحداث الجارية في سوريا. وجاء في بيانه: "تدأب بعض الجهات على الزجّ باسم حزب الله فيما يجري من أحداث في سوريا واتهامه بأنه طرف في ‏الصراع القائم هناك.‏ ينفي حزب الله بشكل واضح وقاطع هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة ويدعو وسائل الإعلام ‏إلى توخّي الدقة في نقل الأخبار وعدم الانجرار وراء حملات التضليل التي تخدم أهدافًا سياسية وأجندات ‏خارجية مشبوهة".‏
 

ولعل اللافت في هذا السياق ما أعلنه مصدر رسمي لبناني عن إحباط عملية تهريب مبلغ 4 ملايين دولار من سوريا إلى لبنان عبر الحدود البرية الشمالية مع سوريا. ونقلت صحيفة  "الشرق الأوسط" عن المصدر أن سيارة كانت تحاول الدخول من سوريا إلى لبنان من خلال معبر غير شرعي معدّ للتهريب عند حدود لبنان الشمالية، تفاجأت بحاجز للجيش اللبناني الذي سارع إلى الإطباق عليها، حيث ترك ركاب السيارة آليتهم وفرّوا هاربين. وقال المصدر خلال مطاردة الأشخاص المجهولين وتفتيش السيارة عثر بالقرب منها على مبلغ 4 ملايين دولار أميركي كان موضباً داخل عدد من الأكياس، حيث لم يتمكن المهربون من الفرار بالأموال إثر مطاردتهم. وأفادت المعلومات انه على غرار ما فعل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي أرسل كتاباً إلى القضاء أعلن فيه أن «الأموال المضبوطة في مطار بيروت قبل أسبوع تعود له وطالب باستردادها أشار المصدر الرسمي إلى أن رجل أعمال لبنانياً مقرّباً من سياسي شمالي بارز كان حليفاً لنظام بشار الأسد، تدخل مدعياً ملكيته للأموال وأنها جزء من ثروته التي جناها من استثماراته في سوريا، طالباً تسليمه المبلغ المالي، كما دخل على الخط وزير سابق محسوب على السياسي الشمالي محاولاً الإفراج عن الأموال، لكنّ محاولاتهما باءت بالفشل، إذ جرى حجز المبلغ والتحفّظ عليه بقرار من النيابة العامة التمييزية. 

                                                  

سفير أميركي جديد
وسط هذه الأجواء أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه اختار ميشال عيسى ليكون سفيرا للولايات المتحدة لدى لبنان. وقال ترامب على موقع تروث سوشيال: "ميشال رجل أعمال بارز وخبير مالي وزعيم يتمتع بمسيرة مهنية رائعة في مجال الخدمات المصرفية وريادة الأعمال والتجارة الدولية".

 

واعتبر مستشار ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط مسعد بولس ، أن  اختيار ميشال عيسى سفيراً أميركياً في بيروت "يظهر مدى أهمية لبنان والجالية اللبنانية-الأميركية بالنسبة للرئيس ترامب، خاصة في ظل عقيدته الساعية إلى تحقيق السلام في المنطقة". وقال بولس في حديث لـ"النهار": "من المتوقع أن يتم الإعلان عن تعيين لبناني-أميركي آخر ليشغل منصب سفير الولايات المتحدة في إحدى الدول العربية. ومع تعيين توم باراك، سيكون هناك ما مجموعه ثلاثة سفراء من أصول لبنانية وسفير واحد من أصول يمنية في المنطقة". ووصف بولس السفير المعيّن بانه "رجل محترم يتمتع بكفاءة عالية في المجال المصرفي وقيادة الأعمال. كما أنه من أشد الداعمين للرئيس ترامب، وسيخدم الولايات المتحدة بشرف وتميّز".

وتعود جذور عيسى إلى بلدة بسوس في قضاء عاليه. طفولته كانت في بيروت، ثم انتقل إلى باريس ومنها الى نيويورك، وهو الآن يقيم في فلوريدا. ووفق بولس، من المرجح أن يبدأ السفير الجديد بممارسة عمله "في غضون ثلاثة أشهر تقريباً".

 

ورداً على سؤال "النهار" حول خطى الديبلوماسية الأميركية مع تزايد هشاشة وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، أكد بولس التزام الولايات المتحدة بمراقبة وضمان التنفيذ الكامل لترتيبات وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، قائلاً: "من المتوقع أن يكون التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ هذا الاتفاق وجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة كاملاً. وذلك مع الهدف المشترك المتمثل في نزع سلاح وتفكيك البنية التحتية المالية لحزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى".

 

على صعيد اخر التقى امس مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى السفير السعودي وليد بخاري الذي وضعه في جدول البرامج والمشاريع التي ينفذها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في لبنان خصوصا في شهر رمضان وقد تم تدشين هذا المشروع برعاية مفتي الجمهورية وذلك بتقديم معونات وحصص غذائية لمساعدة المحتاجين في كافة المناطق اللبنانية بلغت مئة ألف سلة غذائية يستفيد منها 500 ألف فرد في كل المحافظات و 22 ألف قسيمة شرائية،.وأكد السفير بخاري خلال لقائه المفتي "أنّ المملكة العربية السعودية وقيادتها ستبقى باستمرار داعمة لمسيرة استنهاض الدولة اللبنانية ومؤسساتها وحريصة على وحدة اللبنانيين وسلامة الأراضي اللبنانية ومشجعة للآمال التي بدأت ترتسم معالمها بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة واعدة".

 

 

الانباء

لا يزالُ المشهد السوريّ يُهيمن على الساحة الإقليمية، إذ إن المستجدات الأمنية والعسكرية بوقائعها الواسعة التي شهدتها مناطق ومدن عدة من الساحل السوري كانت كفيلة لإشعال شرارة الفتنة، لولا جهود وزارة الدفاع السورية وإدارة الأمن العام على خط استعادة الهدوء والنظام ومنع أي انتهاكات ضد المدنيين في المنطقة الساحلية. 

هدوء حذر 

وفيما خيّم الهدوء الحذر، أمس السبت، على مدن الساحل بعد يومين قاسيين، أعلنت الإدارة السورية أنها نفذت عمليات تطويق محكمة لتضييق الخناق على ما تبقّى من عناصر النظام المخلوع، وأكدت وزارة الدفاع السورية أنَّ الأوضاع في منطقة الساحل أصبحت تحت السيطرة الكاملة، لافتةً إلى أنه جرى إغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة الساحل وذلك لضبط المخالفات ومنع التجاوزات وعودة الاستقرار تدريجياً إلى المنطقة. 

الجنوب تحت العدوان

في الشأن الداخلي، تصدّر الجنوب واجهة الحدث المحلي، بعد سلسلة غارات عنيفة شهدتها القرى الجنوبية تبعها استهداف سيارة ما أدّى إلى سقوط شهيد، في انتهاكات فاضحة ومستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار.

طبول الحرب تُقرع من جديد

تزامناً، إسرائيل تُقرع طبول الحرب من جديد، مع تهديد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه يستعدّ للحرب المُقبلة وأنه سيحارب بقوّة على سبع جبهات. 

وفي السياق، لفتَ العميد المتقاعد هشام جابر إلى أنَّ العدوان الذي تعرّض له الجنوب ليل الجمعة لم يحصل مثله في الفترة الأخيرة، بعد شنّ أكثر من 65 غارة استهدفت الجنوب وشمال الليطاني وإقليم التفاح وجزين وجبل الريحان، عازياً أنَّ سبب استمرار هذه الاعتداءات يعود لعدم وجود رادع فعليّ للإسرائيلي.

جابر اعتبرَ في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أنَّه كان يجب على الحكومة أن تستدعي سفراء الدول الكبرى مباشرة بعد انتهاء مهلة اتفاق وقف إطلاق النار أيّ في الثامن عشر من شباط الماضي، لتضعهم أمام واقع الأمر بأن لبنان قام بواجباته على أكمل وجه، لنقل الصورة لحكوماتهم بهدف الضغط على إسرائيل وهو ما يُترجم الجهود الديبلوماسية.

وإذ تطرّق جابر إلى حادثة دخول مئات من يهود الحريديم إلى "قبر العباد" بحراسة الجيش الإسرائيلي، حذّر من أنها قد تصبح عادة دائمة وهو ما يُهدد لبنان ويشكّل خطراً على أمنه، معتبراً أن الأسباب وراء مواصلة اسرائيل لعدوانها وبقائها في الجنوب ليست عسكرية كما تزعم، فإسرائيل مهيمنة على المنطقة بالطائرات والمسيّرات والأسلحة، وبالتالي لن تستفيد من بقائها في التلال الخمسة، بل إنَّ الأسباب سياسية تعود للضغط على لبنان للقبول بالاملاءات الاسرائيلية، وأكثرها إلحاحاً نزع سلاح حزب الله خلال 30 يوماً وهذا أمر لا يحصل عملياً بل وفق استراتيجية دفاعية تستوجب حيزاً وفيراً من الوقت، حسب تعبيره. 

وختم جابر لافتاً إلى أنَّ مرونة حزب الله في الجنوب ما هي إلّا تحضير لمقاومة محلية تبدأ في جنوب الليطاني، إذ إن "الحزب" يعتبر أنه أفسح المجال أمام الحكومة للقيام بالجهود الديبلوماسية المطلوبة، إلّا أنها لم تنجح، متوقعاً أننا قد نكون أمام مقاومة محلية للدفاع عن الأرض خلال الصيف القادم.

 

 الديار

 في الشكل، يعيش المشهد السياسي اللبناني، العالق في مداري زيارتي رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى المملكة العربية السعودية ومصر ومقررات جلسة مجلس الوزراء، هدوءا، وان مفتعلا، وسط غليان امواج المحيطين الاقليمي والدولي في ضوء ارتفاع منسوب التوتر والتهديد بين «اسرائيل» المدعومة من الادارة الاميركية وايران وحلفائها، في دليل الى المدى الممكن ان تتجه نحوه الاوضاع في ظل الدعم الاميركي اللامحدود لتل ابيب، الماضية في تحذيراتها وخروقاتها على كل المحاور وفي لبنان بشكل خاص من خلال الغارات التي تنفذها يومياً جنوباً وبقاعاً .

فالرئيس الاميركي الذي، منذ وصوله الى البيت الابيض، شغل العالم بقراراته ومواقفه، مستمر في الحفاظ على موقعه «كترند»، خصوصا في ظل موقفه الجديد من ايران، والذي احتل صدارة الاهتمام الديبلوماسي، مع ما له من تداعيات على منطقة الشرق الاوسط، والعالم، سواء ذهبت الامور الى الحل الديبلوماسي او العسكري.

الوضع السوري
المناخ الدولي الضبابي انعكس على ملفات المنطقة في كل من لبنان وسورية، حيث رأت مصادر متابعة لمسار الاحداث السورية، ان ما يحصل وان كان متوقعا الا انه جاء مفاجئا لجهة توقيته، بسب تقاطعه مع ما يجري في الجنوب، وتسليط الضوء أيضا على مناطق الساحل باعتبار أن لديها خصوصية، حيث رأت المجموعات المرتبطة بالنظام السابق فرصة ذهبية لاطلاق تمردها المسلح، معتبرة انها لن تتوقف، نظرا إلى أنها تحصل في منطقة جغرافية معينة وفي بيئة معينة، لأن القيادة السورية الحالية غير قادرة على فرض سيطرتها على كامل سورية، مستعيضة عن ذلك بشن حملة تطهير طائفية، وسلسلة من المجازر.

ورأت المصادر أن العمليات الأخيرة تهدف إلى إحداث فوضى أمنية، لكي توظفها أطراف خارجية تعمل على زعزعة الاستقرار في الداخل السوري، بدليل تغطيتها لمنطقة جغرافية امتدت من اللاذقية إلى طرطوس، ما يؤكد أنها عمل منظم وتحمل أبعادا كثيرة، مبدية حذرها من تداعيات ما يحصل على الداخل اللبناني.

هذا الوضع ترك اثره في الساحة اللبنانية، وسط المخاوف من تحركات تعيد الى الواجهة مشهد السنوات الماضية، خصوصا في ظل التوازنات الحالية، حيث اعتبرت اوساط وزارية لبنانية، ان ما يحصل في سورية لا بد له من ان ينعكس على الساحة اللبنانية، في نقطتين اساسييتين، قد تعرض الداخل لخطر كبير، وهما:

-مسالة النزوح وفلتان الحدود، وهو ملف بحثه الرئيسان اللبناني والسوري في القاهرة، حيث من مصلحة سورية كما لبنان حسم هذا الملف، خصوصا في ظل موجة النزوح الجديدة التي بدأت بعيد الانقلاب الذي شهدته سورية، مع دخول عشرات آلاف السوريين من مؤيدي النظام الى مناطق متفرقة من لبنان، بينهم عدد لا يستهان به من العسكريين السابقين، وهم يشكلون قنبلة موقوتة، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فلتان الحدود، لجهة استخدام المعابر غير الشرعية المستحدثة والمستخدمة في حركة الذهاب والاياب من والى سورية.

-النقطة الثانية، امكان استفادة بعض الخلايا الارهابية النائمة من الوضع القائم، لتنفيذ اجندات معينة، في ظل الاحتقان الذي تعيشه بعض المناطق، سواء شمالا، او بقاعا، والدعوات لحملات النصرة والجهاد.

غير ان الاوساط تستدرك، معتبرة ان الاجهزة الامنية والعسكرية، تتابع عن كثب وبدقة الوضع ، حيث تؤكد وفقا لتقاريرها ان الارض والشارع مضبوطان، وان الحدود ممسوكة الى حد كبير، كاشفة ان الاطراف الداخلية تبلغت ان أي محاولات للعب بالنار ستواجَه بحزم وقوة لان القرار متخذ بابقاء لبنان خارج دائرة الصراع، فالغطاء السياسي مؤمن للقوى الامنية لضرب أي محاولات لاستجلاب الصراع الى الداخل اللبناني.

الجبهة اللبنانية
تطورات ابقت العين على التحديات الماثلة جنوبا، والتي لم يكن ينقصها سوى دخول مئات المستوطنين المتطرفين بحماية جنود الاحتلال الى مقام ديني يهودي في تلة الشيخ العباد عند اطراف حولا واحداث تغيير في الخط الازرق، في مؤشر واضح لاستباحة السيادة اللبنانية، وحرية الحركة للاسرائيليين داخل الجنوب وصولا الى العمق اللبناني. انتهاك لم يقف عند اطراف حولا، وفقا لمصادر محلية، انما اضيف الى مجموعة من «المناطق العازلة»، على طريق كفركلا – العديسة، مزرعتي بسطرة والضهيرة الفوقا، قرب رأس الناقورة، وبين رميش وعيتا الشعب، حيث يتعرض كل من يقترب منها من المواطنين اللبنانيين الى اطلاق نار، هذا دون اغفال التوغلات البرية، وشن الغارات والاغتيالات وعمليات الاستطلاعات في العمق، وصولا الى البقاع، تزامنا مع تفعيل انذاراته في الجنوب من خلال لجنة الاشراف على تطبيق وقف اطلاق النار، عند رصد اي حركة يزعم انها مشبوهة.

وكان ليل امس، شهد على مدى نصف ساعة، اكثر من ثلاثين غارة، استهدفت عددا من القرى الجنوبية، جنوبي وشمالي نهر الليطاني، في اطار عملية ادرجها بعض الاعلام الاسرائيلي تحت عنوان «الضربة الاستباقية، بعد رصد «تحركات مشبوهة لتنفيذ عمل عسكري ما»، علما ان هذه المواقع بغالبيتها كان سبق وتم الاشتباه فيها ومداهمتها سابقا.

مصادر مقربة من حزب الله سخرت من الحجج الاسرائيلية، معتبرة ان «تصعيد العدو الاسرائيلي يؤكد استمرار الكيان في عدوانيته وعدم التزامه اتفاق وقف الاعمال العدوانية وقضمه اجزاء جديدة من الاراضي اللبنانية، ما يطرح التساؤلات حول دور لجنة الاشراف التي تكتفي بتأمين الغطاء والذرائع للاسرائيلي ليستهدف لبنان تمهيدا لاملاءات وشروط تتوافق مع مستجدات وتطورات تجري في سورية والمنطقة، «فالحكومة اللبنانية تكتفي بالتفرج وكأن ما يحصل خارج اراضيها، وهو أمر مؤسف يجب الاقلاع عنه فالسيادة والوطنية تبدأان من حدود الجنوب».

وختمت المصادر مستبعدة عودة الحرب جنوبا، على اعتبار أنه ليس هناك من طرف ثان يحارب، حيث لا الدولة ستحارب ولا الأمم المتحدة ستقف بوجهها، كما أن حزب الله سلم الأمر إلى الدولة، كاشفة ان اخطر ما يجري التحضير له، هو حرب جديدة ضد إيران، ومن هذا المنطلق تقوم «اسرائيل» بتحييد كل الأماكن التي يمكن أن تؤثر فيها في حال نشوب حرب واسعة، رغم ما أشار إليه رئيس الاركان الجديد من أن العام الحالي هو «عام حرب مع إيران ومع أطراف أخرى من الممكن أن تكون غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان»، حيث في النتيجة، الإسرائيلي يود تصفية ما يسميها «التوابع الإيرانية» من أجل التصدي لإيران بشكل أكثر ارتياحًا.

ملفات الداخل
في مقابل هذا المشهد سعي حكومي للتعامل مع التحديات الداخلية، وسط هجمات بدأت تكبر في ظل «التعثر» في التعيينات، والخطوة الناقصة لجهة اقرار موازنة الحكومة السابقة لعام 2025، رغم كل المبررات التي قدمها الوزراء، والدفاع المستميت عن تلك الخطوة، حيث لم يشفع لها حتى الساعة، قرارها بتعديل بعض الرسوم والضرائب المجحفة المدرجة في بنودها.

وفي هذا الاطارعلم ان التيار الوطني الحر يعتزم تقديم طعن في الموازنة، امام الجهات المعنية، رغم علمه بانه سيتم رده وعدم الاخذ به، وفقا لمصادره، التي اعتبرت ان العهد بدأ بتقديم الهدايا المجانية للمعارضة.

التعيينات
في غضون ذلك، تستمر النقاشات والاتصالات في ما خص ملف التعيينات الامنية والعسكرية، في محاولة للتوفيق بين المطالب الدولية ومقتضيات الوفاق الداخلي، والتوازنات القائمة، حيث يتوقع ألا تشهد الجلسة المقبلة اي تعيينات من خارج جدول الاعمال، علما ان ثمة رغبة لدى الجميع لحسم الملف بسرعة انما دون تسرع.

وفي هذا الاطار ترددت معلومات عن كلام في الكواليس، يدعو الى تاجيل ملف التعيينات الى ما بعد الانتخابات النيابية، باستثناء بعض المواقع الحساسة والاستثنائية. علما ان هذه التعيينات تعتبر مِن الاصلاحات التي يرصدها المجتمع الدولي واللبنانيون وينتظرونها للحكم على العهد الجديد والحكم الجديد في البلاد.

 

 

تحقيق المرفأ
وفي جديد تحقيقات المرفأ، يستعد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، لاستدعاء سياسيين وقضاة وقادة امنيين، الاسبوع المقبل، بعدما تمكن من انجاز تقدم كبير في التحقيقات، بعد حصوله على معلومات ووثائق جديدة، قدمها عدد من الذين استمع اليهم خلال الاسابيع الماضية، بعدما ابدوا تعاونا مستجدا مع التحقيق، بما يخدم الملف، الذي بات يشكل دليلا على ان ثمة فعلا ما تبدّل في لبنان، لجهة انطلاق عجلة بناء مؤسسات فعلية ودولة فعلية لا يمكن في الواقع ان تقوم من دون القضاء بما أنه «اساس الملك.»

ووفقا للمتابعين، تتحدث اوساط قضائية عن «اجواء ايجابية» سيتّسم بها الملف في المرحلة المقبلة، في وقت لم يتخذ النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار حتى الان أي قرار يشكّل منطلقا جديداً للتعاون بينه وبين البيطار، والذي سيؤدي الى إطلاق يد الاخير ويمهّد لحسم هذا الملف بقرار اتهامي.

مساعدات سعودية
في الغضون، اطلقت المملكة العربية السعودية، وبرعاية مفتي الجمهورية، برنامجها لتقديم معونات وحصص غذائية لمساعدة المحتاجين في جميع المناطق اللبنانية بلغت مئة ألف سلة غذائية يستفيد منها 500 ألف فرد في كل المحافظات و 22 ألف قسيمة شرائية.

وفي هذا الاطار كشفت مصادر مواكبة، ان المملكة ستقدم مساعدات غير مباشرة خلال الفترة المقبلة، من خلال فك حظر سفر مواطنيها الى لبنان، مع ما لذلك من انعكاس على الدورة الاقتصادية، وكذلك وضع مجموعة من الاتفاقات قيد التنفيذ، والتي ستساهم في ادخال العملات الصعبة الى لبنان، متخوفة في هذا الخصوص، من أن تؤدي الاوضاع المستجدة في سورية، الى عرقلة هذه الخطة، خصوصا على الصعيد الزراعي، الذي يعتمد على النقل البري، فيما اعتماد الخط البحري مكلف.

سفير اميركي جديد
وامس اعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اختيار ميشال عيسى، رجل الأعمال البارز والخبير المالي في مجال الخدمات المصرفية وريادة الأعمال والتجارة الدولية، ليكون سفيرا للولايات المتحدة لدى لبنان، حيث اعتبر مسعد بولس، كبير مستشاري ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط، ان اختياره «يظهر مدى أهمية لبنان والجالية اللبنانية-الأميركية بالنسبة للرئيس ترامب، بخاصة في ظل عقيدته الساعية إلى تحقيق السلام في المنطقة.»

 

 

 الشرق الأوسط :

أعلنت السلطات في سوريا، يوم السبت، تعزيز انتشار قوات الأمن في منطقة الساحل بغرب البلاد وفرض «السيطرة» على مناطق شهدت مواجهات، في الوقت الذي أشارت فيه تقارير عن مقتل أكثر من 700 شخص خلال اشتباكات بين قوات الأمن السورية ومجموعات مسلحة.

وأفاد سكّان في المنطقة الساحلية بقتل طال مدنيين، خلال عمليات تمشيط واشتباكات مع موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد بدأت قبل يومين، هي الأعنف منذ إطاحة الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول).

وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في حصيلة جديدة، أن «745 مدنياً قتلوا في مناطق الساحل السوري وجبال اللاذقية من جانب قوات الأمن ومجموعات رديفة» منذ الخميس. وبذلك، ترتفع حصيلة أعمال العنف إلى أكثر من 1018 قتيلاً، بينهم 273 عنصراً من قوات الأمن ومسلحين موالين للأسد، وفق المصدر نفسه.

وتحدث المرصد عن «عمليات تصفية على أساس طائفي ومناطقي» و«عمليات إعدام ميدانية» ترافقت مع «عمليات نهب للمنازل والممتلكات».

ونددت فرنسا، السبت، «بأكبر قدر من الحزم بالتجاوزات التي طالت مدنيين على خلفية طائفية وسجناء» في سوريا.

ودعت الخارجية الفرنسية، في بيان، «السلطات السورية الانتقالية إلى ضمان إجراء تحقيقات مستقلة تكشف عن كامل (ملابسات) هذه الجرائم، وإدانة مرتكبيها».

وأدانت الكنائس السورية، في بيان مشترك، السبت، «المجازر التي تستهدف المواطنين الأبرياء»، ودعت إلى «وضع حدٍّ لهذه الأعمال المروعة».

من بانياس، روى سمير حيدر (67 عاماً) أن «مجموعات مسلحة» بينهم «عناصر أجنبية» قتلت شقيقيه وابن أحدهما بإطلاق النار عليهم مع رجال آخرين.

وأكد الرجل اليساري الذي قضى أكثر من عقد من حياته في سجون النظام السابق أنه هرب في اللحظة الأخيرة إلى حيّ سنيّ في المدينة. وقال في اتصال مع «وكالة الصحافة الفرنسية»: «لو تأخرت خمس دقائق لكنت في عداد الموتى (...) لقد أُنقذنا في الدقائق الأخيرة».

وفي وقت تراجعت حدة الاشتباكات، السبت، أفادت «وكالة الأنباء الرسمية السورية» (سانا) بأنّ قوات الأمن عززت انتشارها، لا سيما في مدن بانياس واللاذقية وجبلة بهدف «ضبط الأمن».

وأعلن المتحدّث باسم وزارة الدفاع السورية حسن عبد الغني أن قواتها «أعادت فرض السيطرة على المناطق التي شهدت اعتداءات غادرة ضد رجال الأمن العام».

ودعا في تصريح مصور لـ «سانا»، «جميع الوحدات الميدانيّة الملتحقة بمواقع القتال إلى الالتزام الصارم بتعليمات القادة العسكريّين والأمنيّين»، مشدداً على أنه «يمنع منعاً باتاً الاقتراب من أي منزل أو التعرض لأي شخص داخل منزله إلا وفق الأهداف المحدّدة من قبل ضباط وزارة الدفاع».

وأظهرت مشاهد بثتها الوكالة ما قالت إنه قافلة لقوات الأمن تدخل بانياس في محافظة طرطوس.

ونقلت الوكالة أيضاً أن عنصراً في قوات الأمن قتل وأصيب اثنان آخران في كمين نصبه مقاتلون موالون لنظام الأسد في منطقة اللاذقية.

وأعلن وزير التربية السوري نذير القادري إغلاق المدارس في محافظتي اللاذقية وطرطوس الأحد والاثنين، بحسب «سانا».

من جهتها، طالبت اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» بـ «احترام أرواح المدنيين» و«السماح للمسعفين والعاملين في المجال الإنساني بالوصول الآمن لتقديم المساعدة الطبية ونقل الجرحى والجثامين».

«فرض السيطرة»
بدأ التوتر، الخميس، في قرية ذات غالبية علوية في ريف اللاذقية على خلفية توقيف قوات الأمن لمطلوب، وما لبث أن تطور الأمر إلى اشتباكات بعد إطلاق مسلحين علويين النار، وفق المرصد.

وقالت السلطات في اليوم الأول إنها تواجه مجموعات مرتبطة بسهيل الحسن، أحد أبرز ضباط الجيش السوري السابق.

وإثر تعرض قوة تابعة لها لكمين في محيط بلدة جبلة أوقع 16 قتيلاً، أرسلت قوات الأمن تعزيزات عسكرية إلى الساحل وفرضت حظر تجول.

وتصدّت قوات الأمن، فجر السبت، «لهجوم من قبل فلول النظام البائد» استهدف المستشفى الوطني في مدينة اللاذقية، وفق «سانا».

وأعلن مصدر في وزارة الدفاع، لوكالة «سانا»: «بالتنسيق مع إدارة الأمن العام، تم إغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة الساحل، وذلك لضبط المخالفات ومنع التجاوزات وعودة الاستقرار تدريجياً إلى المنطقة».

وقال إن الوزارة «شكلت سابقاً لجنة طارئة لرصد المخالفات، وإحالة من تجاوز تعليمات القيادة خلال العملية العسكرية والأمنية الأخيرة إلى المحكمة العسكرية».

وحضّ الرئيس الانتقالي أحمد الشرع المقاتلين العلويين، ليل الجمعة، على تسليم أنفسهم «قبل فوات الأوان».

«ذبحوا جميعاً»
ونشر مستخدمون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً موقع «فيسبوك»، منشورات تتحدّث عن قتل مدنيين من أفراد عائلات وأصدقائهم ينتمون إلى الطائفة العلوية في المنطقة، لم تتمكّن «وكالة الصحافة الفرنسية» من التحقق منها بشكل مستقل. وقالت ناشطة إن والدتها وإخوتها «ذبحوا جميعاً في منزلهم».

ووجه سكان من مدينة بانياس نداءات استغاثة للتدخل من أجل حمايتهم، بحسب منشورات على «فيسبوك» كذلك.

وشارك ناشطون و«المرصد السوري»، الجمعة، مقاطع فيديو تظهر عشرات الجثث بملابس مدنية مكدسة بعضها قرب بعض في باحة أمام منزل، وقرب عدد منها بقع من الدماء، بينما كانت نسوة يولولن في المكان.

وفي مقطع آخر، يظهر عناصر بلباس عسكري وهم يأمرون ثلاثة أشخاص بالزحف على الأرض، واحداً تلو آخر، قبل أن يطلقوا الرصاص عليهم من رشاشاتهم من مسافة قريبة. ويظهر في مقطع ثالث مقاتل بلباس عسكري وهو يطلق الرصاص تباعاً من مسافة قريبة على شاب بثياب مدنية في مدخل مبنى قبل أن يرديه.

ومنذ إطاحة الأسد، نفّذت السلطات الجديدة حملات أمنية بهدف ملاحقة «فلول النظام» السابق، وتخللت تلك العمليات اشتباكات وحوادث إطلاق نار، يتهم مسؤولون أمنيون مسلحين موالين للأسد بالوقوف خلفها.

ويفيد سكان ومنظمات بين حين وآخر بحصول انتهاكات تشمل أعمالاً انتقامية بينها مصادرة منازل أو تنفيذ إعدامات ميدانية وحوادث خطف، تدرجها السلطات في إطار «حوادث فردية» وتتعهد بملاحقة المسؤولين عنها.

«تعبئة عامة»
وكشفت مصادر مقربة من إدارة الأمن العام السورية عن رفع قوات وزارة الدفاع السورية والأمن العام الجاهزية الكاملة في عموم المحافظات السورية.

وقالت المصادر، لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، إن «الجيش العربي السوري أعلن التعبئة العسكرية العامة لقواته في عدة محافظات سورية».

وأضافت المصادر: «تستعد خلايا تابعة للنظام السوري السابق في محافظات دمشق وريفها وحمص وحماة ودير الزور والساحل السوري لعمليات تخريبية مساندة لفلول النظام في محافظتي طرطوس واللاذقية».

وفي العاصمة دمشق تشهد المدينة حالة انتشار أمني كبير، فقد وضعت إدارة الأمن العام العديد من الحواجز على مداخل المدينة من الجهة الغربية، مع انتشار أمني في الساحات وسيارات تابعة للأمن العام تجوب الشوارع.

إلى ذلك، أكدت مصادر محلية في مدينة السويداء أن «المحافظة تشهد حالة من الاستنفار الكبير وسط خلاف بين الفصائل المحلية الموالية للحكومة الجديدة وأخرى مناوئة لها، بعد الخلاف الذي حصل بين قوات تابعة لحركة (رجال الكرامة) بقيادة فهد البلعوس ورجال حكمت الهجري بعد رفض الأخير أمس تجول سيارات تابعة للأمن العام في مدينة السويداء وسط استنفار وتوتر بين رجال الكرامة وقوات الهجري».

وفي محافظة دير الزور شرق سوريا، قال مصدر في محافظة دير الزور إن «قوات الأمن العام تعرضت لهجوم من مسلحين على حواجز قرب مدينة الميادين ومدينة بقرص فوقاني، قتل خلالها شخص، كما تعرض حاجز بين بلدتي الطيبة ومحكان لهجوم من خلايا تتبع الحرس الثوري الإيراني».

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية