مستشفى الرنتيسي بغزة.. صراع من أجل الحياة لأطفال غسيل الكلى

الرئيسية دوليات / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Mar 12 25|01:49AM :نشر بتاريخ

في مشهد يختصر معاناة القطاع الصحي بغزة، يصارع أطفال فلسطينيون في مستشفى الرنتيسي للأطفال للبقاء على قيد الحياة، حيث يخضعون لجلسات غسيل كلى وسط ظروف قاسية ونقص حاد في الإمكانات الطبية، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر وتأثير الإبادة التي شهدها القطاع.

داخل غرفة غسيل الكلى، يرقد الأطفال على الأسرة متصلين بأجهزة ضخ الدم التي تسحب السموم من أجسادهم الغضة.

ملامحهم شاحبة، وأعينهم تترقب، بعضهم مغمض العينين من شدة الإرهاق، بينما يحاول آخرون التحدث رغم التعب.

وبالقرب من سرير طفلها، تجلس إحدى الأمهات ممسكة بيده الصغيرة، تهمس بالدعاء في محاولة لتهدئة قلبها المضطرب، بينما يضغط الممرض على أزرار الجهاز لبدء العملية التي تستغرق 4 ساعات.

وفي زاوية ثانية، طفل آخر ينظر إلى السقف بعينين زائغتين، وكأن عمره تجاوز سنواته القليلة بكثير، من شدة الألم والمعاناة التي يعيشها في هذا المستشفى الذي أصبح مكانا دائما للمعركة من أجل البقاء.

القسم الوحيد شمال غزة

ويعد هذا القسم في مستشفى الرنتيسي بمدينة غزة الوحيد الذي يقدم خدمات غسيل كلى للأطفال دون 14 عاما في شمال القطاع، حسب ما أكده نبيل عيد، رئيس قسم أمراض الكلى للأطفال بالمستشفى.

وقبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان القسم يضم 14 آلة لغسيل الكلى، ويخدم 45 طفلا كانوا بحاجة إلى الجلسات 3 مرات أسبوعيا.

لكن مع تدمير جزئي للقسم خلال الإبادة الجماعية، توقفت الخدمة مؤقتا، مما أسفر عن وفاة العديد من الأطفال بسبب نقص الجلسات الطبية والإمكانات الضرورية، فضلا عن صعوبة نقل المرضى إلى أماكن أخرى بسبب التوغلات الإسرائيلية والقصف المستمر.

افتتح مؤخرا

ورغم الدمار، وبفضل الجهود المتواصلة من وزارة الصحة، أعيد افتتاح القسم مؤخرا ليبدأ استيعاب الأطفال المرضى الذين يحتاجون إلى هذه الرعاية الحيوية.

وأشار الطبيب عيد إلى أن القسم يستقبل حاليا 12 طفلا فقط، في حين تم تحويل بعض الأطفال الذين كانوا يتلقون العلاج قبل الحرب الإسرائيلية إلى الخارج لتقليل المخاطر الصحية.

ويواجه القسم نقصا حادا في المستلزمات الطبية الأساسية، خاصة القسطرة الدموية الخاصة بالأطفال، التي تُعد ضرورية لإجراء جلسات غسيل الكلى.

كما يعاني المستشفى نقصا حادا في الأدوية والمواد الطبية اللازمة، مما يزيد من معاناة الأطفال وذويهم.

ودعا عيد المؤسسات الصحية الدولية لتقديم الدعم العاجل للمنظومة الصحية في قطاع غزة، لمساعدتها على تجاوز هذه المحنة المستمرة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، دمرت إسرائيل 34 مستشفى من أصل 38، منها حكومية وأهلية، تاركة 4 مستشفيات فقط تعمل بقدرة محدودة رغم تضررها، وسط نقص حاد بالأدوية والمعدات الطبية، بحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

كما أخرجت الغارات الإسرائيلية 80 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كامل، إلى جانب تدمير 162 مؤسسة طبية أخرى.

حصار مستمر

بدوره، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف: تتواصل جريمة الاحتلال بمحاصرة قطاع غزة ومنع وصول المساعدات بمختلف أنواعها، ومن بينها الوقود.

وأضاف -في منشور على منصة إكس مؤخرا- أن هذا الحصار يترتب عليه توقف المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل بشكل كامل، مما يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى.

كما لفت إلى أن هذا الوضع يسبب توقف خدمات البلديات وحركة الإسعاف والدفاع المدني، إضافة إلى تعطيل محطات معالجة الصرف الصحي، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

والاثنين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حكومته قررت السبت وقف دخول البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة.

وخاطب نتنياهو حماس بالقول إنها إذا لم تفرج عن الأسرى الإسرائيليين فستكون العواقب لا يمكن تخيلها، معلنا الاستعداد بدعم من الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب، للمراحل التالية من المعركة.

ومطلع مارس/آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة رسميا والتي استغرقت 42 يوما، في حين تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.

ويريد نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاء للمتطرفين في حكومته.

فيما تؤكد حماس مرارا التزامها بتنفيذ الاتفاق وقف إطلاق النار، وتطالب بإلزام إسرائيل بما نص عليه، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل.

وبدعم أميركي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الجزيرة نت