وزير الثقافة يتفقد آثار صور المتضررة ويزور المفتي عبدالله

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Mar 14 25|13:46PM :نشر بتاريخ

جال وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة على عدد من الفاعليات والمواقع الاثرية في صور ومنطقتها لا سيما المواقع الاثرية  التي تعرضت للاعتداءات الاسرائيلية يرافقه المدير العام للآثار المهندس سركيس الخوري، ومدير المواقع الاثرية في الجنوب الدكتور علي بدوي .

المحطة الاولى كانت في دار الافتاء الجعفري في صور حيث كان في استقباله مفتي صور وجبل عامل العلامة القاضي الشيخ حسن عبدالله في حضور النائب علي خريس و النائبة عناية عزالدين و والمسؤول التنظيمي عبدالله لحركة "امل" المهندس علي اسماعيل والمسؤول الإعلامي في الحركة - جبل عامل علوان شرف الدين ومدير مجمع الخضرا الديني الشيخ علي عبدالله 
 

 عبدالله 

رحب العلامة عبدالله بالوزير سلامة مشيرا الى ان "مدينة صور  تعرضت لدمار الكبير وطال التدمير  عدداً من المواقع الاثرية وان هذه الزيارة تؤكد التواصل مع الاطراف من قبل مؤسسات الدولة و يعطي فرصة جديدة و اكيدة للتغلب على كل التحديات التي نعيشها لاخراج لبنان من اثار الحرب ومن عقلية التعصب الطائفي والالتزام بادبيات الحوار والخطاب المتشنج للقوى السياسية اللبنانية". 
اضاف: "اننا في مدرسة الامام القائد السيد موسى الصدر عملنا دائما على جمع شمل الوطن لاننا نعي مخاطر التفرقة و التشرذم و بالحقيقة لا يوجد في قاموس العدو الاسرائيلي هدف لمجموعة لبنانية دون اخرى بل لبنان كله مستهدف".
ودعا  الحكومة  عبر وزير الثقافة الى ان "تعد برامج للاعمار مع الدول القادرة على المساعدة وافساح المجال عبر خطاب عام  للاغتراب بالمساعدة وان تتخذ الحكومة  سلسلة تدابير تسهل المساهمات في اعادة الاعمار".
 وقال: "نحن ندرك صعوبة الواقع  لذلك لا نريد الخطاب الحامي والتخفيف من المشاحنات السياسية ويجب ان نتفق على احترام الرأي الآخر وان كنا لا نتفق معه".
واعتبر ان "العدو الإسرائيلي مارس أبشع الجرائم في حق الانسانية والبيئة وهذا دليل على محاولة العدو الاسرائيلي لتهجير الاهالي والسكان ولكننا متجذرين في الارض 
واشار الى تسليط الضوء على ما قام به العدو الاسرائيلي من تدمير لعدد من المواقع الاثرية".

النائبة عزالدين   
بدوره، قالت النائبة عزالدين:" نرحب بالوزير غسان سلامه في صور ونبلغكم تحيات اهل الجنوب و الرئيس نبيه بري. المدينة المرحبة بكل اللبنانيين والمدينة النموذج من وجهة نظري للعيش المشترك او فلنقل العيش الواحد في لبنان.  هذا الكلام ليس (كليشه) نكررها على الطريقة اللبنانية. هذا الكلام اكدته التجربة. صور وقفت عند أبوابها الحرب الاهلية التي عصفت بمعظم المناطق والمدن والقرى اللبنانية وحافظت على نسيجها المتنوع اثناء الحرب وبعد الحرب تحولت صور إلى مدينة تستقبلاللبنانيين من كل المناطق على تنوعهم واختلاف ثقافاتهم واختلاف نمط حياتهم. واحترم اهل المدينة هذا التنوع وأثبت اهل صور ومنطقتها ان الجنوب يتقبل كل اللبنانيين دون اي تحفظ ودون اي عقد مؤكدين الصورة الحقيقة للجنوب والتي يحاول كثر للاسف ان يلصقوا بالجنوب وبالجنوبيين صور نمطية لا تمت اليهم بصلة". 
اضافت:"نرحب بالوزير  سلامة ومن خلاله نتوجه إلى الحكومة اللبنانية الحالية لنقول لها : اهل الجنوب ينتظرون الدولة ويريدونها الان كما منذ مئة عام او ٨٠  و٥٠ . نريد الدولة الحامية والدولة الراعية. أليست وظيفة الدولة الأساسية ان تحمي ومن ثم ان ترعى. هذه الدولة لم تكن موجودة للأسف.  اسمح لي  معالي الوزير ان اكرر ما قاله السيد عبد الحسين شرف الدين ابن مدينة صور في العام ١٩٤٨: "وحسبنا الآن نكبة جبل عامل في حدوده المتاحة ودمائه المباحة … هذا الجبل العريق يدفع الغرم، ومن الغنم يحرم. جبل عامل المرابط يدفع جزية الدم لشذّاذ الآفاق من كل مَن لفظته الأرجاء ونبذته السماء (في إشارة إلى العصابات الصهيوينة) “.. فإن لم يكن يا فخامة الرئيس من قدرة على الحماية، أفليس من طاقة على الرعاية، إذا لا نستطيع أن ندافع ونقاتل ونصون البلد ألا نقدر أن نمسح الدموع ونبلسم الجراح ونطعم الجائعين؟ وإذا لم تؤدَّ الحقوق فلماذا يستمر العقوق؟ فإذا قرأتم السلام على جبل عامل فقل السلام عليك وعلى لبنان”. 

تابعت:" بعد هذا الكلام بحوالى ثلاثة وعشرين عامًا كرر  الإمام السيد موسى الصدر المضمون ذاته ففي السادس والعشرين من أيار 1970 إلى إضراب عام "لتذكير الدولة والرأي العام بأنَّ الجنوب جزء من الجمهورية اللبنانية".وفي رسالة وجّهها الإمام الصدر إلى أعضاء المجلس النيابي، ونشرتها الصحف اللبنانية بتاريخ الرابع من  كانون الأول 1969، يقول الإمام في خاتمتها:" ..... إن لبنان دون منطقة الجنوب أسطورة، وإن لبنان مع جنوب ضعيف جسم مشلول، وإن لبنان دون قوة الجنوب مغامرةٌ تاريخية. إن الجنوب القوي سيا

لبنان واللبنانيين، وسلاح العرب والحق، ومصلحة عاجلة وعميقة لكل إنسان في الشرق وفي كل مكان ..".وبعد ذلك بعدة أيام، وتحديداً في رسالته بمناسبة عيد الفطر بتاريخ 9 كانون الأول 1969، يقول : "إن الخطر الذي يستهدف لبنان الجنوبي هو الخطر الحقيقي على الأراضي اللبنانية بأجمعها، وانهيار الجنوب لا ينفصل حتماً عن سقوط المناطق الأخرى. إن إسرائيل بوجودها وبما لها من أهداف تشكل خطراً علينا محدقاً على جنوبنا وشمالنا، على أرضنا وشعبنا، على قيمنا وحضارتنا، على اقتصادنا وسياستنا. إنها تشكل الخطر الآن وفي المستقبل، في المنطقة وفي أبعاد لبنان التاريخية والجغرافية والبشرية. هذه المبادىء لا تحتاج إلى إثبات إلاّ لمن يجهل حقيقة إسرائيل أو يتجاهلها ..."نحن أولاد هذه الأرض و اقله في الجنوب  هذا الجنوب الذي لم تطأه الحرب الاهلية لم نعاني يوما من اي حروب إلا خروب إسرائيل علينا .هذه لغتنا وهذه مطالبنا يا معالي الوزير وما زلنا نكررها". 
 

اضافت:"اليوم فلتتفضل الدولة وتقوم بمسؤولياتها باعادة الإعمار وبتحرير الارض واذا لم تستطع وانطلاقا من مقولة انه في عالم اليوم السيادة نسبية ( وهذا ما كررته حضرتك يا معالي الوزير في اكثر من موقع) فلتسمح للمواطنين بان يحرروا الارض وبان يعيدوا الاعمار وهذا ما فعلناه سابقا بعد احتلال دام ١٨ سنة. تأتي معاليك لتزور الاثار في صور ومنطقتها. وهذه الاثار تقول الكثير بطبيعة الحال ولكن اهم ما تقوله اننا نحن اهل هذه الارض لا يمكن ان ننتهي لا يمكن ان نتوقف نحن ملح هذه الارض ونحن كموج البحر متى توقفنا انتهينا. 
هذه الارض سقيناها دماء أبنائنا ودفنا من استطعنا ان ندفنه فيها  أما الذين لم نستطع ان ندفنهم فقد انجبلت اجسادهم بترابها. فلا يظنن احد اننا سنسمح بان نبقى محتلة ولا يظنن احد اننا سنقبل بان لا تعمر بيوتنا. هذه الاثار التاريخية لا تقول ذلك والوقائع التاريخية لا تقول ذلك والثقافة ، ثقافتنا لا تقول ذلك وعلى المسؤولين ان يفكروا جيدا بهذا الامر وان يأخذوه بالحسبان عند اتخاذ قراراتهم وتحديد سياساتهم".
 

ختمت:"نرحب بكم مجددا في صور وعلى أتم الاستعداد للتعاون من اجل معالجة آثار الحرب الإسرائيلية على التراث العالمي لمدينة صور و قصاىها و نحن معكم من اجل اعادة بناء لبنان الحاضن والحامي والراعي لكل ابنائه و بناته لبنان الغد السيد والحر والمستقل".
 

النائب خريس 
رحب النائب خريس  بالوزير  سلامة مشيرا الى "أهمية الاضطلاع المباشر على حجم الدمار الهائل الذي خلفته الغارات المعادية و اهمية تن تعمل الحكومة اللبنانية على برمجة اعادة الاعمار وخاصة اعادة تاهيل البنية التحتية لمدينة صور والبلدات والقرى المتاخمة التي دمرت بشكل كامل".
و اشار الى "السعي الدائم من اجل ارساء  دعائم الدولة عبر حماية الناس وحفظ كراماتهم لان الصمود والتجذر في الارض هو صفة ملازمة للاهالي الجنوب".
 

الوزير سلامة
بدوره شكر الوزير سلامة للعلامة عبدالله  الحضور  حسن الاستقبال وقال:" انني كوزير للثقافة حريص دائما على علاقتي الوطيدة في مدينة صور التي تختزن الكم الهائل من المواقع الاثرية  وقد تعاونت سابقا مع العديد من الفعاليات الصورية  للعناية بالاثار التاريخية في صور ومنطقتها". 
اضاف: "جئت لاتفقد اثار الحرب الإسرائيلية على لبنان وليس على الجنوب او على الشيعة فقط لكي ارى ما يمكن فعله وخاصة بعد معاينتي لقلعة شمع ومقام النبي شمعون الصفا". 

ختم:" ان الحكومة ، ان قصر عمرها او طال، ستعمل بطريقة ارادية وضمن رقعة مشتركة في زمن التحولات الصعبة بالعالم والحروب التي تجري وان نبني مداميك الممانعة الداخلية لنقف الى جانب بعضنا البعض امام العواصف التي تهب رياحها في منطقة الشرق الادنى كما ان الحكومة تسعى لاعادة  الاعمار في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة  وتسعى جاهدة للحصول على تمويل لاعادة الاعمار والاهتمام بالمناطق التي تعرضت للدمار وهذا الامر يحتاج الى جهود الجميع".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan