افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 23 مارس 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Mar 23 25|08:49AM :نشر بتاريخ

الديار

لم يكن العدو الاسرائيلي بحاجة امس لاية ذريعة من اجل مواصلة اعتداءاته على لبنان، ومحاولة الاطاحة باتفاق وقف النار وفرض ايقاعه على طريقة تطبيقه. ويكفي الاشارة في هذا المجال الى انه نفذ ما يزيد عن 1500 اعتداء وخرق منذ اعلان الاتفاق كما عبر الرئيس نبيه بري في تصريحه. ويكفي ايضا ان هذا العدو ما زال يحتل اجزاء من المناطق الحدودية الجنوبية بحجة اصراره على الاحتفاظ بنقاط استراتيجية خمس.

العدو يستغل اطلاق صواريخ مشبوهة لشن عدوان واسع
استغل العدو امس اطلاق بضعة صواريخ من منصات بدائية من الاراضي اللبنانية باتجاه الاراضي الحدودية الفلسطينية المحتلة، نفى حزب الله مسؤوليته عن اطلاقها، ليشن سلسلة غارات جوية على العديد من القرى والبلدات والمناطق الجنوبية ادت الى استشهاد 4 مواطنين وجرح 15 اخرين معظمهم في تولين.

وترافقت هذه الغارات مع اطلاق قادة العدو سلسلة تهديدات بتوسيع الاعتداءات على لبنان لتطاول بيروت كما عبر وزير الدفاع يسرائيل كاتس بان المطلة مقابل بيروت، محملا الحكومة اللبنانية المسؤولية.


ورغم مسارعة لبنان الرسمي على ارفع مستوى الى تاكيد الالتزام بوقف النار واجراء التحقيقات والاجراءات اللازمة بشأن اطلاق الصواريخ المشبوهة والمجهولة، بدا واضحا ان العدو تصرف وكأنه كان ينتظر مثل هذا العمل لينفذ المزيد من اعتداءاته وتهديداته في اطار ابقاء لبنان تحت النار لفرض شروطه خارج اطار تنفيذ بنود اتفاق وقف النار وتنفيذ روزنامته الخاصة ضد لبنان واستقراره.


الجيش كشف المنصات البدائية
ومنذ اللحظة الاولى سارع الجيش اللبناني لتنفيذ مسح واسع للمنطقة التي اطلقت منها الصواريخ. واعلن في وقت قصير في بيان له العثور على 3 منصات صواريخ بدائية في المنطقة الواقعة شمالي نهر الليطاني بين كفرتبنيت وارنون النبطية وعمل على تفكيكها. وواصل اتخاذ التدابير اللازمة لضبط الوضع واجرى التحقيقات حول الحادث التي تؤكد وفقا لاكثر من مصدر ان الجهة المنفذة ليست حزب الله، لا سيما ان الحزب الذي نفى علاقته بما حصل، لا يستخدم مثل هذا الاسلوب البدائي.

عون يحذر من ضرب مشروع انقاذ لبنان
وبالتزامن مع الاجراءات الميدانية للجيش اصدر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون موقفا واضحا وحاسما عبر فيه عن موقف لبنان تجاه ما حصل، مؤكدا «ادانة محاولات استدراج لبنان مجددا الى دوامة العنف».

واعتبر ان ما حصل امس في الجنوب وما يستمر منذ 18 شباط الماضي من عدم التزام بحرفية اتفاق وقف النار «يشكل اعتداء متماديا على لبنان وضربا لمشروع انقاذه الذي اجمع عليه اللبنانيون».


ودعا القوى المعنية في الجنوب كافة لا سيما لجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق تشرين الثاني والجيش الى متابعة ما يحصل بجدية قصوى لتلافي اية تداعيات وضبط اي خرق او تسبب يمكن ان يهدد الوطن في هذه الظروف الدقيقة.

وطلب من قائد الجيش اتخاذ الاجراءات الميدانية الضرورية للمحافظة على سلامة المواطنين والتحقيق لجلاء ما حصل.

اتصالات على ارفع مستوى
وعلمت «الديار «من مصادر مطلعة ان اتصالات مكثفة جرت على ارفع مستوى بين المسؤولين اللبنانيين ومع اللجنة الخماسية وجهات دولية لتدارك الموقف والعمل على عدم استغلال العدو لما حصل من اجل توسيع عدوانه وانفجار الموقف.

بري: اسرائيل هي المستفيد الاول والاخير لجر المنطقة للانفجار
وأصدر رئيس مجلس النواب نبيه بري موقفا مماثلا دعا فيه الجيش اللبناني والسلطات القضائية والامنية وكذلك لجنة مراقبة وقف النار الى المسارعة لكشف ملابسات ما حصل، مؤكدا «ان المستفيد الاول والاخير من جر لبنان والمنطقة الى دائرة الانفجار الكبير هي اسرائيل التي خرقت القرار 1701 وبنود اتفاق وقف اطلاق النار باكثر من 1500 خرق حتى الان في وقت التزم لبنان ومقاومته بشكل كلي بكل مندرجات هذا الاتفاق».

وجدد دعوة جميع اللبنانيين والقوى السياسية الى وجوب «تنقية الخطاب السياسي والالتفاف حول الدولة ومؤسساتها الدستورية والقضائية والعسكرية والامنية».

سلام يحذر من جر البلاد الى حرب جديدة
وبدوره حذر رئيس الحكومة نواف سلام من «تجدد العمليات العسكرية على الحدود اللبنانية لما تحمله من مخاطر جر البلاد الى حرب جديدة تعود بالويلات على لبنان واللبنانيين».

وطالب الامم المتحدة «بمضاعفة الضغط الدولي على اسرائيل للانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة بشكل كامل لما يشكله هذا الاحتلال من خرق للقرار الدولي 1701 وللترتيبات الخاصة بوقف الاعمال العدائية».

حزب الله ينفي علاقته: ملتزمون بوقف النار ونقف خلف الدولة
واسقط حزب الله في بيان له الذرائع الاسرائيلية، ونفى اي علاقة له باطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على الاراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدا «ان ادعاءات العدو الاسرائيلي تاتي في سياق الذرائع لاستمرار اعتداءاته على لبنان، والتي لم تتوقف منذ الاعلان عن وقف اطلاق النار».

وجدد تاكيد التزامه باتفاق وقف النار، وانه يقف خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد الصهيوني الخطير.


وكان الحزب ابلغ ألرئيسين عون وسلام عدم علاقته باطلاق الصواريخ، مؤكدا الالتزام بموقفه المعروف وبوقف اطلاق النار. ونقلت وكالات الانباء عن مسؤول اسرائيلي ان السلطات الاسرائيلية لم تحدد بعد الجهة التي اطلقت الصواريخ.

مصدر سياسي: الوقائع والدلائل تؤكد عدم علاقة الحزب
وقال مصدر سياسي مطلع لـ «الديار»: ان الحزب التزم منذ اعلان اتفاق وقف النار بالاتفاق المذكور، ولم يرد على كل الاعتداءات الاسرائيلية شبه اليومية تاركا الامر للدولة اللبنانية. وان ما تبين بعد ان كشف الجيش اللبناني عن المنصات البدائية التي اطلقت منها الصواريخ يتنافى مع اسلوب الحزب وقدراته اذا ما اراد الرد على العدو ، وان كل الوقائع والدلائل تؤكد عدم علاقة حزب الله باطلاق الصواريخ».

واضاف المصدر «ان الحزب يملك كل الجرأة كما اعتاد على الاعلان عن عملياته من دون تردد، وان الامكانيات التي يملكها تتنافى مع الاسلوب الذي سجل امس وفي اوقات سابقة وتبين انها من جماعات لا تنتمي للحزب».


ولفت الى ان الحزب لا يعلق عادة على مثل هذه الحوادث والاعمال، لكنه حرص امس على اصدار بيان نفي واضح وحاسم لاسقاط كل الحجج الذرائع لاستمرار الاعتداءات الاسرائيلية».

تهديدات قادة العدو
وكان قادة العدو قد سارعوا فور حادث اطلاق الصواريخ الى اطلاق الاتهامات والتهديدات ضد لبنان وبادر وزير دفاع العدو للتهديد بان يطاول الرد بيروت مقابل المطلة.

وبعد قصف مدفعي لبعض المناطق الجنوبية في اطراف ارنون وكفرتبنيت وكفركلا وحولا ومركبا صدر عن رئيس حكومة العدو نتنياهو بيان جاء فيه انه اصدر تعليمات للجيش للعمل بقوة ضد عشرات الاهداف في لبنان، محملا الحكومة اللبنانية مسؤولية كل ما يحدث على اراضي لبنان.

وفي ضوء ذلك شن طيران العدو حوالي عشرين غارة على بلدات ومناطق جنوبية عديدة ومنها على مرتفعات اقليم التفاح وقرى في قضاء النبطية واخرى حدودية. واستشهد 4 مواطنين وعدد من الجرحى في تولين بالاضافة الى وقوع اصابات في بلدات اخرى.


وادعى جيش العدو ان الغارات استهدفت منصات صواريخ ومقر قيادة لحزب الله.

وبقيت اجواء التوتر والحذر تسود الجنوب.

وكان الناطق باسم قوات اليونيفيل اندريا تيننتي اعلن ان القوات الدولية تشعر بقلق بالغ. واضاف «اننا نحث جميع الاطراف بشدة على الامتناع عن اتخاذ اي خطوات قد تعرض التقدم المحرز للخطر، خصوصا في ظل تهديد ارواح المدنيين والاستقرار الهش الذي شهدته المنطقة في الاشهر الاخيرة».


تعيين حاكم المصرف ينتظر الحسم
من جهة اخرى لا يزال مصير تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان عالقا وسط المعلومات المتوافرة حول استمرار الخلافات والتداخلات الداخلية والخارجية حول التسمية من بين بعض الاسماء المطروحة.

وفي حين توقع وزير المال ياسين جابر في حديث له امس حسم تعيين الحاكم الاسبوع المقبل، قال مصدر مطلع لـ»الديار «ان المعلومات المتوافرة حتى امس تفيد بان هذا الموضوع لم يحسم، وان اختيار الاسم ما زال موضع نقاش وبحث للمفاضلة بين ثلاثة اسماء مطروحة كما بات معلوما وهي: كريم سعيد، جهاد ازعور، وسمير عساف.


وتضيف المعلومات، وفق غير مصدر، ان الرئيس عون ما زال يميل الى تعيين كريم سعيد بينما يرغب رئيس الحكومة نواف سلام بتعيين الوزير السابق جهاد ازعور.

وحتى الامس استمرت الاتصالات والمشاورات على الصعيد الداخلي ومع الخارج لحسم هذا الامر باسرع وقت ممكن لا سيما بعد الغاء جلسة مجلس الوزراء اول امس بسبب الخلافات حول التسمية.


زيارة لودريان
وامس كشف مصدر سياسي مطلع لـ «الديار» ان الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي ينتظر وصوله الى بيروت بعد غد الثلثاء سيبحث هذا الموضوع مع المسؤولين اللبنانيين في اطار مناقشة موضوع متابعة الاصلاحات التي تحرص باريس على انجازها باسرع وقت ممكن.

وقال المصدر انه ليس سرا ان فرنسا تدعم تعيين سمير عساف حاكما لمصرف لبنان، لكن يبدو ان عساف كما ابلغ مؤخرا اكثر من مصدر انه لا يرغب بتولي هذه المسؤولية، وبالتالي فان المفاضلة تكاد تكون محصورة بين سعيد وازعور.

واضاف المصدر ان زيارة لودريان غير محصورة بموضوع حاكمية مصرف لبنان بطبيعة الحال، بل تشمل بحث متابعة مواضيع اساسية مطروحة ابرزها متابعة موضوع الاصلاحات وحث الحكومة على تسريع الخطوات المطلوبة في هذا المجال لفتح الباب اما السعي الجاد لتقديم الدعم والمساعدات للبنان.


ويضاف الى ذلك ان لودريان سيبحث مع المسؤولين اللبنانيين الوضع في الجنوب وتنفيذ كامل بنود وقف النار والتطورات الاخيرة بعد تصعيد الامس.

وبطبيعة الحال، ستتناول الزيارة المرتقبة للرئيس عون الى باريس في 28 الجاري الخطوات التي يمكن القيام بها على ضوء نتائجها.

التعيينات الادارية: تحتاج للوقت والعبرة في التنفيذ
وعلى صعيد التعيينات الادارية بعد اقرار مجلس الوزراء الالية الجديدة لها، قال مصدر وزاري لـ»الديار» امس «ان هذا الموضوع وضع على السكة بجدية، لكنه يحتاج الى بعض الوقت باعتبار ان الالية المذكورة تفترض اجراءات وخطوات تتعلق بالترشيحات والتقييمات قبل انتقالها الى طاولة مجلس الوزراء».

واضاف المصدر «هناك اولويات ستؤخذ بعين الاعتبار، ومن المنتظر ان تتم التعيينات على دفعات».

والمعلوم ان الية التعيينات الجديدة التي صيغت اكثر من مرة قبل اقرارها تستند الى الالية التي وضعها الوزير السابق محمد فنيش في العام 2010 واعتمدت سابقا، لكن تنفيذها ساده ثغرات بسبب التجاذبات والمحاصصة.

واعتمدت الالية المذكورة على اشراك مجلس الخدمة المدنية مباشرة بالعملية، وكذلك تعتمد الالية اليوم على هذا الامر مع لجان وخبراء مختصين. لكن هناك تساؤلات مطروحة دائما حول سلامة التنفيذ.

ويبرز في التعديلات التي ادخلت تباين حول نقطة اساسية هي ان الية فنيش كانت تقضي طرح الوزير المختص ثلاثة اسماء لكل مركز شاغر منها اسمان مطروحان من اللجنة المختصة ومجلس الخدمة المدنية، بينما الالية الجديدة تقضي بفتح باب الترشيحات واجراء التقييمات قبل وضع جدول هذه العملية على ان يرفع الوزير المختص كل الجدول الى مجلس الوزراء لمناقشته على طاولته، الامر الذي يفتح الباب امام اختيار اي اسم من اللائحة دون التقيد بمندرجات الجدول ويترك المجال امام الكتلة الوزارية اما اختار او فرض اي اسم تعتمده. ويبقى تامين الشفافية مرتبطا بالابتعاد عن التجاذبات والمحاصصة، والعبرة دائما في التنفيذ.

الوضع الحدودي مع سوريا وتوقع زيارة وزير الدفاع لدمشق؟
على صعيد اخر تستمر اجواء الترقب والحذر على الحدود الشمالية والشرقية مع سوريا في ضوء ما جرى مؤخرا، لا سيما ان عملية معالجة الوضع في المنطقة لم تكتمل فصولها في ضوء تهجير الاف العائلات اللبنانية من القرى الحدودية بسبب الاعتداءات التي تعرضت لها من مسلحي هيئة تحرير الشام.

وفي هذا المجال يواصل الجيش اللبناني اجراءاته الاحترازية على الحدود وفي المنطقة لمنع تجدد الاشتباكات في المنطقة. وقد اغلق مزيدا من المعابر غير الشرعية، واعلن امس اغلاق اربعة معابر غير شرعية في منطقتي مشاريع القاع والقصر - الهرمل على الحدود اللبنانية- السورية.


وقال مصدر مطلع لـ «الديار» امس ان الاجواء لا زالت غير مستقرة، وان هناك خطوات اتفق مبدئيا القيام بها تتعلق بتشكيل لجان امنية وفنية لبنانية وسورية لضبط الوضع بشكل كامل على الحدود في المنطقة.

وتوقع المصدر وفق المعلومات المتوافرة لديه ان تجري قريبا اتصالات مباشرة اخرى بين القيادات الامنية للبلدين في اطار متابعة هذا الموضوع، مشيرا الى زيارة محتملة قريبا لوزير الدفاع ميشال منسى لدمشق لبحث ودفع عملية تشكيل هذه اللجان ومناقشة الوضع الحدودي بشكل عام وقضايا امنية تهم البلدين ومسألة المعابر.

 

الانباء

قُرعت طبول الحرب لساعات، وتصدّر المشهد الجنوبيّ واجهة الأحداث على الساحة الداخلية مرّة جديدة. فبعد حوالي ثلاثة أشهر على إعلان وقف إطلاق النار الذي لم يتوقف العدو الإسرائيلي عن خرق بنوده طيلة الفترة الماضية، وجد اللبنانيون أنفسهم في مرمى النيران مجدداً، بعد أن أُطلقت قذائف صاروخية "مجهولة النّسب"، من الجنوب باتجاه مستوطنة المطلّة، في ذريعة استغلتها إسرائيل لشن فصلٍ دموي محدّث ضدّ البشر والحجر.

رسالة مبطنة... وخشية من أتون حرب جديدة

وفيما لم تتبنَ أيّ جهة عملية إطلاق الصواريخ حتّى الساعة، إلّا أنَّ لبنان الرسمي سارع إلى تدارك الأمور منعاً للتصعيد، غير أن إسرائيل سارعت للتهديد بقصف بيروت، مقابل قصف المطلة، حسب ما جاء على لسان وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس.

هذه العملية شكّلت خدمةً للاعتداء الإسرائيلي، وفق ما يشير الصحافي والباحث السياسي علي حمادة، واصفاً الصواريخ بـ"اللقيطة" التي تُدرك المشروع الإنقاذي للبلاد، معتبراً أننا أمام محاولة لتوريط لبنان في جولة عنف جديدة قد تجرّ الكثير من الويلات على الشعب اللبناني في الجنوب وربما خارج نطاقه.

وإذ رأى حمادة في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أنَّ الجهة التي تقف خلف هذه الرسالة التي أتت بعد أقلّ من اثني عشر ساعة على مواقف صارمة لجهة ثلاثية جيش شعب مقاومة، والتي قال رئيس الحكومة نوّاف سلام بأنها أصبحت من الماضي، إضافةً إلى قوله بأنَّ لبنان لن يحظى باستثمارات عربية ما دام السلاح موجود من خارج الدولة والشرعية، لفتَ إلى أنَّ الرد أتى بطريقة ملتوية، من جهة لا تريد أن تدخل في عباءة الدستور والشرعية اللبنانية، باستخدام العامل الفلسطيني وربما بعض الاشخاص من خارج التركيبة التقليدية، كما الأدوات البدائية التي لا تقدّم ولا تأخر، حسب تعبيره.

حمادة أشار إلى أنَّ هذه العملية تُعدّ استهدافاً واضحاً لعهد الرئيس جوزاف عون ولحكومة الرئيس نوّاف سلام، كما لأكثرية اللبنانيين الذين يريدون طي صفحة الحرب والحروب السابقة بشكل نهائي بعد كلّ المغامرات التي دمرت البلد بأهله وحجره.

إدانات رسمية ودعوات للتهدئة

تزامناً، وعلى وقع الغارات المكثّفة التي شهدتها البلدات الجنوبية في الساعات الماضية والتي أدّت إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى، جدّد لبنان الرسمي دعواته لمنع التصعيد وتلافي أي تداعيات وضبط أي خرق أو تسيّب يمكن أن يهدد الوطن في هذه الظروف الدقيقة، حسب ما ورد في بيان رئاسة الجمهورية.

وإذ أدان الرئيس عون "محاولات استدراج لبنان مجدداً إلى دوامة العنف"، نفى "حزب الله" علاقته بإطلاق الصواريخ، مؤكداً التزامه باتفاق وقف النار ووقوفه خلف الدولة اللبنانية ‏في معالجة هذا التصعيد الصهيوني ‏الخطير على لبنان.

بالتوازي، دعا رئيس مجلس النواب نبيه برّي الى المسارعة لكشف ملابسات ما حصل، مؤكداً أن المستفيد الأول والأخير من جر لبنان والمنطقة الى دائرة الإنفجار الكبير هي اسرائيل ومستوياتها الأمنية.

بدوره، حذّر رئيس الحكومة نواف سلام من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، مشدداً على "ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة، بما يؤكد أن الدولة وحدها هي من يمتلك قرار الحرب والسلم".

جهود دبلوماسية على خط لجم العدوان

إلى ذلك، تكثفت الجهود الدبلوماسية للجم التصعيد، حيث أجرى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي إتصالات مع عدد من وزراء خارجية الدول العربية والأجنبية وعدد من المسؤولين بهدف الضغط على إسرائيل لوقف العدوان، واحتواء الوضع الخطير، فيما يبقى على الدولة اللّبنانية بأجهزتها الأمنية والعسكرية بذل الجهد في تحقيق جديّ وشفاف لمعرفة الملابسات وإعلان نتيجته أمام الرأي العام، كما العمل على إثبات أنّها المسؤولة لوحدها عن قرار الحرب والسلم وعن تحرير الأرض والدفاع عن لبنان، خصوصاً وأنَّ اللّبنانيين شبعوا حروباً وأهلكهم الدمار.

جنبلاط يحذّر من الفخ الإسرائيلي

إقليمياً، وبينما يستمرّ المشروع الصهيوني بغية سلخ الموحدين الدروز عن محيطهم وانتمائهم العربي تحت حجج واهية تمثلت بحمايتهم، خدمةً لأطماع إسرائيل التوسيعية، حذّر الرئيس وليد جنبلاط من الوقوع في الفخ، إذ أنه في اللحظة التي نحوّل فيها الدين إلى قومية، نلتقي فورًا بالمشروع الصهيوني الذي أرفضه جملة وتفصيلًا.

جنبلاط لفت إلى مشروع الدولتين، متسائلاً أين الدولتين وأين ستكون الدولة الثانية؟، مشيراً إلى أن الدولة الثانية لن تقوم، لأن الدولة الثانية هي إزالة الوجود العربي الفلسطيني والمسيحي والإسلامي في القدس وسامراء، ووضعهم في شرق الأردن.

وإذ ذكّر جنبلاط بأنه تم في السابق تهجير دروز فلسطين، وكان عددهم آنذاك عشرة آلاف، إلى سوريا وإلى جبل العرب، لأن القانون الذي أقره الكنيست الإسرائيلي بيهودية الدولة لا يعترف بوجود مكان للعربي سواء كان فلسطينيًا أو في غزة أو الضفة أو الجليل، معتبراً أنَّ اليوم هناك إمبراطورية بني صهيون ولن يبقى فلسطيني في غزة.

 

 

النهار

يمكن اعتبار المجريات الخطيرة التي شهدها الجنوب اللبناني امس بانها الحدث الأشد خطورة منذ اعلان ما سمي اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل في ٢٧ تشرين الثاني من العام الماضي . فمع ان مئات الاختراقات الإسرائيلية المتمادية يوميا لهذا الاتفاق الى جانب استمرار إسرائيل في احتلالها لخمس تلال لبنانية حدودية واختراقات عدة للاتفاق علنية وضمنية من الجانب اللبناني سجلت على امتداد المرحلة السابقة شكل الاهتزاز العنيف والواسع لشبه الهدنة الهشة التي أحدثها ذاك الاتفاق الخطر الأوسع لانهيار الوضع القائم منذ اعلان الاتفاق . ولعل مكمن الخطورة الكبرى تمثل في استحضار جهة مشبوهة ظاهرة الصواريخ المجهولة الهوية والمصدر والمكشوفة الأهداف لاستهداف إسرائيل من جنوب الليطاني ووضع لبنان الرسمي عهدا وحكومة وجيشا في مهب امر واقع شديد الوطأة بين فكي كماشة بما ينذر بأوخم العواقب فيما لو عجزت الدولة عن مواجهة هذه الخطة الخبيثة التي يراد منها إعادة استباحة الوضع بمجمله مع تسارع خطر احتمالات تجدد الحرب الإسرائيلية على الجنوب ومناطق لبنانية أخرى في العمق بما فيها بيروت نفسها وفق تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي بمعادلة "بيروت مقابل المطلة " .     

ما زاد التعقيد والغموض ان "حزب الله" المشتبه البديهي الأول بقصف الصواريخ، سارع الى نفي أيّ علاقة له بإطلاق الصواريخ واكد "وقوفه خلف الدولة اللبنانية ‏في معالجة هذا التصعيد الصهيوني ‏الخطير على لبنان"، مؤكداً التزامه باتفاق وقف إطلاق النار". فيما اعتبرت اسرائيل نفسها التي أعلنت الاغارة على مواقع ل"حزب الله" انه "لا يمكن الان التحقق من هوية الجهة التي اطلقت الصواريخ" مدرجة الامر في سياق الخرق الخطير لتفاهمات وقف اطلاق النار مهددةً بالتحرك ضد الخرق من لبنان او الرد عليه. وعكست المواقف الفورية التي أعلنها كل من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام من هذا التطور الخطير ان الدولة اللبنانية الموضوعة تحت المجهر الدولي، لاثبات قدرتها على السيطرة على الارض ليست في وارد تمرير المؤامرة والسكوت عنها بما يعني ، وكما كشفت مصادر موثوقة ل"النهار" ان ثمة تطورات كبيرة ستقبل عليها البلاد منعا لاعادة عقارب الساعة الى الوراء مشددة على ان الكثير من أهداف هذا الافتعال يستهدف إنجازات كبيرة حققها الجيش في جنوب الليطاني وستستكمل حتى النهاية بتصميم اكبر وأصلب . 
وما عزز الاتجاهات الرسمية لاحتواء الموقف ان قوة "اليونيفيل" أعلنت "أننا أبلغنا لجنة مراقبة وقف النار مدى التقدم الذي أحرزه الجيش اللبناني في الجنوب وان المنصات التي استخدمت في إطلاق الصواريخ على إسرائيل بدائية جدا وننتظر من الجميع الالتزام الكامل بوقف النار وإنهاء الانتهاكات والجيش اللبناني انتشر في غالبية القرى الجنوبية".         
وكان التوتر الشديد ساد الوضع الجنوبي بعد إطلاق 5 صواريخ اخترقت 3 منها المجال الجوي وتم اعتراضها، بحسب مصدر عسكري اسرائيلي. ما دفع باسرائيل الى شن هجمات جوية واسعة، عبر سلسلة غارات استهدفت منطقة الصالحاني عند أطراف بلدة بيت ليف في قضاء بنت جبيل، والوادي الواقع عند اطراف طيرحرفا، واطراف بلدة عين قانا وبصليا، وبركة الجبور، وأطراف كفرحونة، والريحان، والمحمودية عند اطراف العيشية في منطقة جزين. وطالت سلسلة من الغارات فاق عددها الثلاثين اطراف بلدة سجد ومرتفعات جبل صافي وجبل الرفيع ومحيط مليتا واطراف عين قانا وكفرملكي في منطقة اقليم التفاح. كذلك، نفذ الجيش الاسرائيلي غارة تزامنت مع الغارة الاولى حيث استهدفت وادي زبقين في القطاع الغربي. وأدت غارة استهدفت بلدة تولين الى تدمير منزل، ومقتل شخصين من بينهما طفلة وإصابة 8 بجروح.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض 3 صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه المطلة للمرة الأولى منذ قرابة الـ3 أشهر وأنه قام بتفعيل صفارات الإنذار في المطلة بمنطقة إصبع الجليل. ونقلت هآرتس عن الجيش الإسرائيلي قوله: "الجيش غير قادر على تحديد الجهة التي أطلقت الصواريخ على المطلة حتى الآن" . وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي بـ"العمل بقوة" ضد عشرات الأهداف في لبنان.  من جهته، هدد وزير الدفاع الاسرائيلي قائلا: "لن نسمح بحقيقة إطلاق النار من لبنان على البلدات في الجليل لقد وعدنا بتوفير الأمن لمجتمعات الجليل، وهذا ما سيحدث بالضبط. قانون المطلة هو نفسه قانون بيروت. وتتحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية أي إطلاق نار من أراضيها.وأصدرت تعليماتي لجيش الدفاع الإسرائيلي بالرد وفقا لذلك".
 وعلى أثر إطلاق الصواريخ أجرى الجيش اللبناني عمليات مسح وتفتيش وعثر بنتيجتها على ٣ منصات صواريخ بدائية الصنع في المنطقة الواقعة شمال نهر الليطاني بين بلدتَي كفرتبنيت وأرنون - النبطية، وعمل على تفكيكها. واشار الى ان الوحدات العسكرية تستمر في اتخاذ التدابير اللازمة لضبط الوضع في الجنوب.

وبعد الظهر أصدر "حزب الله" البيان الآتي: "ينفي حزب الله أي علاقة له بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان ‏على الأراضي الفلسطينية ‏المحتلة، مؤكداً أنّ ادعاءات العدو الإسرائيلي ‏تأتي في سياق الذرائع لاستمرار اعتداءاته على ‏لبنان والتي لم ‏تتوقف منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار.‏ ويُجدّد حزب الله التأكيد على التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، ‏وأنّه يقف خلف الدولة اللبنانية في ‏معالجة هذا التصعيد الصهيوني ‏الخطير على لبنان".‏ ومساء امس أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على مدينة صور للمرة الأولى منذ وقف النار حيث أدت الغارة الى إصابة أربعة اشخاص بجروح  .كما تجددت الغارات على أودية في إقليم التفاح ونهر دير الزهراني وتوسعت الى غارات على سهل النبي شيت والهرمل في البقاع الشمالي.  ولعل اللافت ان إذاعة الجيش الإسرائيلي أعلنت ليلا ان سلاح الجو هاجم ٥٠ هدفا ل"حزب الله" في الهرمل .                

 

مواقف الرؤساء 
بإزاء هذه التطورات شدد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون على "إدانة محاولات استدراج لبنان مجددا إلى دوامة العنف". واعتبر "ان ما حصل في الجنوب اليوم ( امس) ، وما يستمر هناك منذ ١٨ شباط الماضي، من عدم التزام بحرفية اتفاق وقف النار، يشكل اعتداء متمادياً على لبنان وضرباً لمشروع انقاذه الذي أجمع عليه اللبنانيون". وناشد "جميع أصدقاء لبنان التنبه لما يحاك ضده من أكثر من طرف معادٍ". كما دعا "القوى المعنية في الجنوب اللبناني كافة، ولاسيما لجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق تشرين الثاني ٢٠٢٤، والجيش الى متابعة ما يحصل بجدية قصوى لتلافي أي تداعيات، وضبط أي خرق او تسيّب يمكن ان يهدد الوطن في هذه الظروف الدقيقة". كما طلب من قائد الجيش العماد رودولف هيكل "اتخاذ الاجراءات الميدانية الضرورية للمحافظة على سلامة المواطنين، والتحقيق لجلاء ملابسات ما حصل" .وأهاب "بجميع المسؤولين عن التطورات بأن يكونوا في موقع الحرص على لبنان أولاً وأخيراً".

من جانبه، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الجيش اللبناني والسلطات القضائية والأمنية وكذلك لجنة مراقبة وقف اطلاق النار "الى المسارعة لكشف ملابسات ما حصل صباح اليوم (امس) في الجنوب مؤكداً أن المستفيد الأول والأخير من جر لبنان والمنطقة الى دائرة الإنفجار الكبير هي اسرائيل ومستوياتها الأمنية والعسكرية التي خرقت القرار 1701 وبنود وقف اطلاق النار بأكثر من 1500 خرق حتى الأن، في وقت التزم لبنان ومقاومته بشكل كلي بكل مندرجات هذا الاتفاق". وجدد "دعوة اللبنانيين،  كل اللبنانيين وخاصة القوى السياسية، الى وجوب تنقية الخطاب السياسي والإلتفاف حول الدولة ومؤسساتها الدستورية والقضائية والعسكرية والأمنية ووعي المخاطر الناجمة عن خلق الذرائع أمام العدو من خلال اثارة النعرات التي تشرع أبواب الوطن للنفاذ من خلالها لضرب لبنان واستقراره وتقويضه كنموذج يمثل نقيضاً لعنصرية إسرائيل".

 بدوره، حذر رئيس مجلس الوزراء نواف سلام من "تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، لما تحمله من مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة، تعود بالويلات على لبنان واللبنانيين".وأجرى اتصالاً بوزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، مشدداً على "ضرورة اتخاذ كل الاجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة، بما يؤكد أن الدولة وحدها هي من يمتلك قرار الحرب والسلم". كما أجرى اتصالاً بالممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جانين بلاسخارت، "مطالباً الأمم المتحدة بمضاعفة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة بشكل كامل، لما يشكله هذا الاحتلال خرق للقرار الدولي ١٧٠١، وللترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية الذي أقرته الحكومة السابقة في تشرين الماضي، ويلتزم به لبنان".
وفي إطار الجهود الدبلوماسية للجم التصعيد الحاصل في جنوب لبنان، وبالتشاور والتنسيق مع رئيسيّ الجمهورية ومجلس الوزراء، أجرى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي إتصالات مع عدد من وزراء خارجية الدول العربية والأجنبية والمسؤولين، ومنهم وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي، والاردن أيمن الصفدي، وفرنسا جان نويل بارو، ونائب المبعوث الاميركي للسلام في الشرق الاوسط مورغان اورتيغوس، ونائب مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ناتاشا فرنشيسكي. 

وطلب الوزير رجّي "الضغط على إسرائيل لوقف العدوان والتصعيد،  وإحتواء الوضع الخطير على الحدود الجنوبية".

 

 

الشرق الاوسط

 هزت صواريخ مجهولة انطلقت من الأراضي اللبنانية باتجاه المطلة في شمال إسرائيل، الاستقرار في لبنان، وهددت باستئناف إسرائيل حربها على لبنان، إذ نفذت طائراتها عشرات الغارات تركز معظمها في شمال الليطاني.

وبعد موجة قصف صباح السبت، شنت إسرائيل موجة ثانية من القصف مساء ناهزت 50 هدفاً، حسبما أعلن الإعلام الإسرائيلي، واستهدفت وسط مدينة صور وغارات أخرى في البقاع والحدود مع سوريا وإقليم التفاح.وأفاد مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، وجها الجيش للبدء بموجة ثانية من الهجمات‬ على أهداف لـ«حزب الله».وكانت إسرائيل قالت إنها اعترضت 3 صواريخ أُطلقت، السبت، من جنوب لبنان، باتجاه شمالها وردت بعنف، مما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين. وبينما لم تتبنَّ أي جهة عمليات إطلاق الصواريخ، نفى «حزب الله» ضلوعه، واضعاً الاتهامات الإسرائيلية «في سياق الذرائع لاستمرار اعتداءاته على ‏لبنان».

وأعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان، أن وحداتها «عثرت، نتيجة المسح، على 3 منصات صواريخ بدائية الصنع في المنطقة الواقعة شمال نهر الليطاني بين بلدتَي كفرتبنيت وأرنون - النبطية، وعملت على تفكيكها».

 

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية