افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين 24 مارس 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Mar 24 25|08:55AM :نشر بتاريخ
"النهار":
خاض الحكم والحكومة الجديدان في لبنان أحدث وأخطر اهتزاز لاتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل منذ إعلانه في 27 تشرين الثاني الماضي، من منطلق أنه التحدي المبكر الأشدّ خطورة عليهما كما على الانتقال الهش بلبنان من ضفة إلى ضفة، بما يعني ضرورة استنفار وتعبئة كل الوسائل الديبلوماسية الضاغطة وإلى اقصى الدرجات تجنباً لتداعيات هذه الصدمة.
فإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على المطلة يوم السبت الماضي شكل الاختراق الأخطر من الجانب اللبناني لاتفاق وقف النار بما أثار موجة واسعة من المخاوف من أن يشكل هذا الاختراق الذريعة الفضلى لإسرائيل للانقضاض مجدداً على الساحة اللبنانية بتصعيد مشابه للتصعيد الجاري في غزة. ومع إدراك جميع المعنيين في لبنان أن إسرائيل لم تكن أساساً تنتظر الذرائع بدليل أن عدد اختراقاتها للاتفاق منذ إعلانه فاق مئات الاختراقات عبر الغارات الحربية الجوية والمسيّرة وعمليات الاغتيال اليومية لكوادر وعناصر “حزب الله”، فإن الخشية الكبيرة تمثّلت في الشبهة من أن يعود لبنان ساحة صراع إقليمية مفتوحة من منطلق ربط الاختراق الصاروخي المجهول الهوية والمصدر بتحرك أوراق النفوذ الإيراني في المنطقة مجدداً من اليمن إلى لبنان على خلفية “التبادلات الأولية” للرسائل بين إيران والإدارة الأميركية. ومع أن السخونة والتوتر ظلا سائدين في الساعات الـ48 الأخيرة تحت وطأة التخوّف من انفلات التصعيد الإسرائيلي واتّساعه، بدا من المعطيات العميقة لدى المسؤولين اللبنانيين أنهم يستبعدون التفلت وعودة الحرب على النحو الكثيف التدميري السابق وأن حملة الاتصالات الديبلوماسية الكثيفة التي جردها العهد والحكومة عقب التصعيد الأخير قد لجمت إلى حد بعيد تجاوز التصعيد للخطوط الحمر مثل استهداف بيروت والضاحية الجنوبية. وكان عدم تجاوز هذه الخطوط شكّل هاجساً أوّلياً للمسؤولين بعدما انبرى مسؤولون إسرائيليون إلى التهويل بمعادلة “بيروت في مقابل المطلة”، وتردّد أن المراجعات الملحة والمتلاحقة التي تولاها رئيسا الجمهورية العماد جوزف عون ومجلس الوزراء نواف سلام ووزير الخارجية جو رجي وخصوصاً مع الجانب الأميركي قد أدت مبدئياً إلى تراجع الاحتمالات التصعيدية “الكاسرة” من دون انحسار وتيرة الاستهدافات الإسرائيلية.
ومن هنا جاءت الدلالات البارزة للمواقف الفورية التي أطلقها كل من الرئيسين عون وسلام بعد إطلاق الصواريخ السبت الماضي من الجنوب، إذ شكّلا نزعاً فورياً لأي مشروعية لاستخدام ساحة الجنوب مجدداً ميدان تصفية حسابات أو بريداً متفجرا لتبادل الرسائل الإقليمية تحت ستار “المقاومة”. وفي اعتقاد المعنيين أن هذه المواقف، كما الموقف المتقدم لرئيس الحكومة من طي صفحة سلاح “حزب الله” عشية التصعيد الأخير، تركت وستترك آثاراً بارزة في تعامل الدول المؤثرة مع مطالب لبنان الضاغطة لحمل إسرائيل على تجنّب تفجير الوضع أولاً، ومن ثم عودة تحريك المساعي الديبلوماسية الأميركية تحديداً لمعالجة المسارات الثلاثة التي سبق لنائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط المعنية بملف لبنان مورغان أورتاغوس أن حددتها قبل فترة وهي مسارات إطلاق الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل ومعالجة النقاط التي تحتلها في الجنوب وإطلاق المفاوضات حول الترسيم البري للحدود بين لبنان وإسرائيل. وتحدثت معلومات عن احتمال قيام أورتاغوس بزيارتها الثانية للبنان في الأيام المقبلة بعد زيارة لإسرائيل في إطار مواكبتها للتطورات بين لبنان وإسرائيل والتحضير لتحريك المفاوضات غير المباشرة بينهما. كما أن هذه التطورات ستكتسب طابع الأولوية في المحادثات التي ستجرى بين الرئيس عون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 28 آذار الحالي في قصر الاليزيه.
ولعل ما تجدر الإشارة إليه أن أوساطاً سياسية ذهبت إلى التحذير من أن يكون استهداف المطلة من الأراضي اللبنانية جاء على يد “حزب الله”، رداً على مواقف الرئيس نواف سلام، إذ لفتت إلى أن نفي”حزب الله” لم يقنع لا الداخل ولا الخارج، كما لم يحقق الهدف منه الرامي إلى تخفيف وطأة التصعيد، بسبب اللغة المزدوجة للحزب، بل على العكس، جاء نفيه ليضع الدولة والجيش في المواجهة مع إسرائيل، تماماً كما فعل في المواجهات على الحدود الشرقية الشمالية مع الجيش السوري. وهذا ما حصل، إذ حمّلت إسرائيل الحكومة اللبنانية مسؤولية إطلاق الصواريخ، وهددت على لسان وزير دفاعها يسرائيل كاتس بمعادلة “بيروت مقابل المطلة”.
ولكن الأجواء المستقاة من المراجع الرسمية تعتبر أن الضربة الأخيرة تشكل إشارة إلى ضرورة استكمال إجراءات انتشار الجيش في الجنوب، ويدفعها إلى التمسك بتطبيق قرار حصرية السلاح، لأنه تبين، لا سيما بعد بيان النفي للحزب، أن أي سلاح خارج الدولة، سيورّط البلاد في حرب.
التصعيد الميداني
في التطورات الميدانية استمرت أجواء التوتر مخيمة أمس على الجنوب والمناطق التي تعرّضت للغارات الإسرائيلية السبت الماضي وتجدّدت الغارات مع قيام مسيّرة بالإغارة على سيارة في بلدة يارون، كما شنت مسيّرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجه مستهدفةً سيارة في بلدة عيتا الشعب، ما أدى إلى مقتل العنصر في “حزب الله” حسن نعمة الزين، كما أغار الطيران الإسرائيلي على اللبونة.
وأكد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن الغارة على سيارة في بلدة عيتا الشعب أدت إلى استشهاد مواطن.
وسجل تحليق لطائرات استطلاع على علو منخفض فوق الضاحية الجنوبية، وفي أجواء منطقتيّ بعلبك والهرمل على علو متوسط وفي أجواء مدينة صور وبلدات القضاء وصولاً حتى ضفاف الليطاني منطقة القاسمية.
وألقت محلّقة إسرائيلية عددًا من القنابل على غرفة جاهزة في الناقورة كان قد وضعها أحد أبناء البلدة أمس فوق ركام منزله المدمر. إضافة الى ذلك، استهدف الجيش الإسرائيلي عدداً من البيوت الجاهزة في بلدتي الناقورة وشيحين من دون وقوع اصابات، فيما قامت قوّة إسرائيلية معززة بدبّابات وجرّافات بالتوغل إلى وادي قطمون واستحدثت سواتر ترابيّة.
في المقابل، عزز الجيش انتشاره في المنطقة، وحضرت دورية من قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – اليونيفيل لتوثيق الانتهاكات، فيما عادت القوات المعادية إلى الداخل المحتل.
تُتابع قيادة الجيش التطورات بالتنسيق مع اليونيفيل والجهات المعنية لاحتواء الوضع المستجد على الحدود الجنوبية”.
"الأخبار":
عاش لبنان أولَ أمس ساعات عصيبة مع تعرّض اتفاق وقف إطلاق النار لأخطر اهتزاز منذ 27 تشرين الثاني الماضي، إثر إطلاق صواريخ من جنوب لبنان نحو مستوطنة المطلة، قابله ردّ إسرائيلي واسع لا يتناسب مع رسالة لن يتبنّاها أحد. وأكّد العدو مرّة جديدة أنه سيستغلّ أي ذريعة لتصعيد اعتداءاته التي لم تتوقف منذ إقرار وقف إطلاق النار، رغمَ أنه، باعتراف قوات «اليونيفل»، لم يُسجّل أي نشاط للمقاومة منذ سريان الاتفاق، ورغم استمرار الاحتلال لخمسة مواقع وخروقاته اليومية، قصفاً وقتلاً من الجنوب وصولاً إلى أقصى البقاع الشمالي.
شكّلت الأحداث الأخيرة، مؤشرات مقلقة إلى أن لبنان يقف على أعتاب حلقة جديدة من النار، عزّزها مساران موازيان: دبلوماسي يضغط في اتجاه فرض مفاوضات مباشرة بين لبنان والعدو، وسياسي تتولاه قوى محلية تبرّر للعدو اعتداءاته وتطلب الاستسلام الكامل وإلا الذهاب إلى مزيد من الدمار.
ورغم إعلان الجيش اللبناني العثور على منصات صواريخ بدائية الصنع «في المنطقة الواقعة شمال نهر الليطاني بين بلدتَي كفرتبنيت وأرنون - النبطية وتفكيكها»، وبعد نفي «حزب الله» أي «علاقة له بإطلاق الصواريخ على الأراضي الفلسطينية المحتلة»، وتأكيده الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والوقوف خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد الصهيوني الخطير»، واصلت السلطة عروض الاستسلام، كما عكسها كلام رئيس الحكومة نواف سلام في حديث لقناة «العربية» السعودية، وقوله إن «صفحة سلاح حزب الله طويت بعد البيان الوزاري، وشعار شعب جيش مقاومة أصبح من الماضي»، مشدّداً على أن «البيان ينص بوضوح على حصر السلاح بيد الدولة والجميع ملتزمون بذلك، ولا أحد يعمل في اتجاه معاكس لحصر السلاح بيد الدولة».
إلا أن حماسة العدو لـ «حرب الجبهات السبع»، وإصراره على تحميل الحزب والدولة اللبنانية مسؤولية أي هجوم، أبقيا المسؤولين اللبنانيين في حالة استنفار. وعلمت «الأخبار» أن رئيس الجمهورية جوزيف عون «تواصل مع الأميركيين والفرنسيين طالباً التدخل لمنع انفلات الأمور، ومؤكداً أن ما حصل ليس مسؤولية الدولة اللبنانية، وأن هناك تحقيقات لمعرفة الجهة التي قامت بهذا العمل». كما تواصل عون مع «الأمم المتحدة، عبر اليونيفل، للمساعدة في عدم انفجار الوضع مجدّداً، مؤكداً أن الجيش اللبناني يقوم بما يتوجب عليه».
مصادر وزارية رأت أن «الرد الإسرائيلي غير منفصل عن الضغوط الخارجية التي يتعرّض لها لبنان للقبول بالمسار التفاوضي الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى اتفاق سلام مع كيان العدو»، مشيرة إلى أن «الأعمال العدائية تأتي في سياق الضغط أيضاً ليقبل لبنان بما يطرحه الجانب الأميركي». وكشفت المصادر أن «لبنان الرسمي سمِع في الساعات الماضية كلاماً أميركياً إضافياً عن ضرورة قبول لبنان تأليف اللجان الثلاث التي تحدّثت عنها نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، واعتبار هذه اللجان الناظم الوحيد لاتفاق وقف إطلاق النار».
إلا أن موقف الدولة، وفق المصادر، «لا يزال رافضاً لهذا المقترح، ويؤكد على ضرورة تطبيق القرار 1701 الذي يرتكز عليه اتفاق وقف إطلاق النار»، وهو ما عبّر عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري رداً على الاقتراح الذي ينص على أن يتشكّل الوفد اللبناني من عسكريين ومدنيين يتمتعون بصفة دبلوماسية للتفاوض، قائلاً: «مثل هذا الاقتراح غير قابل للبحث لأن مجرد القبول به يعني الإطاحة باتفاق وقف إطلاق النار الذي يجب أن يُنفّذ برعاية اليونيفل، وبإشراف اللجنة (الخماسية)». واعتبر أن «لدى إسرائيل نية لاستدراجنا للدخول في مفاوضات سياسية وصولاً إلى تطبيع العلاقة بين البلدين، لكننا لسنا في هذا الوارد».
وأضاف بري لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا اتفاق يحظى بدعم دولي وعربي وبتأييد الأمم المتحدة، نحن نطبّقه ونلتزم بحرفيته، وإسرائيل هي من يعطّل تنفيذه ويسعى للالتفاف عليه». وذكّر بأن «الاتفاق الذي تعهّدت الولايات المتحدة بتنفيذه ينص على انسحاب إسرائيل، وانتشار الجيش، وإطلاق الأسرى اللبنانيين لديها، لكنها ترفض الانسحاب، وتستمر في اعتداءاتها. وآخرها ما حصل في الساعات الماضية، متذرّعة بحجة واهية».
وجرى أمس التداول في معلومات عن أن أورتاغوس ستصل إلى تل أبيب في الساعات المقبلة لإجراء جولة اتصالات هدفها التحضير لورقة عمل تشكّل خريطة طريق للبدء بتنفيذ خطة اللجان الثلاث. وكشفت مصادر لـ«الأخبار» عن «فكرة» لبنانية ستُطرح في حال كانت زيارة أورتاغوس لبيروت مطروحة قريباً، «تنص على الإصرار على أن تقوم لجنة عسكرية - تقنية بالمهمة المطلوبة، على أن تأخذ توجيهاتها من القيادة السياسية خلال عملية التفاوض».
وفي الوقت الذي كان وزير حرب العدو يسرائيل كاتس يضع معادلة «المطلة مقابل بيروت»، كانت جبهة الإسناد الداخلية للعدو في لبنان تواصل استغلالها للحدث جنوباً، وترفع منسوب التهديد، وهو ما تولاه نواب وشخصيات من حزب «القوات اللبنانية» تحت عنوان «تلزيم نزع سلاح حزب الله إلى إسرائيل في الجنوب والجماعات السورية في البقاع»، وفقَ ما قاله النائب غسان حاصباني. كما قال المسؤول الإعلامي في «القوات» شارل جبور: «إننا مع كل ما يخنق حزب الله بصرف النظر عما تفعله إسرائيل».
واشنطن تصرّ على التطبيع
تصرّ الولايات المتحدة على أخذ لبنان إلى اتفاق تطبيع مع العدو الإسرائيلي عبر طروحات كثيرة تؤدي في نهاية المطاف إلى تنفيذ هذا المشروع. وهو ما أصبح يتحدّث عنه المسؤولون الأميركيون بشكل شبه يومي، وتحديداً المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي اعتبر أولَ أمس أن «تطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا مع إسرائيل أصبح احتمالاً حقيقياً».
وقال ويتكوف في مقابلة مع الصحافي تاكر كارلسون: «أعتقد أن بإمكان لبنان تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حرفياً من خلال إبرام معاهدة سلام بين البلدين. هذا ممكن حقاً. وينطبق الأمر نفسه على سوريا».
وتابع: «تخيّلوا لو طبّع لبنان علاقاته مع إسرائيل، وطبّعت سوريا علاقاتها، ووقّعت السعودية اتفاقية تطبيع مع إسرائيل بعد تحقيق السلام في غزة. هذا شرط أساسي للتطبيع مع السعودية»، مشدّداً على أن «مثل هذه الخطوات من شأنها أن تؤدّي إلى إنشاء تحالف بين دول الخليج التي ستعمل معاً لضمان الاستقرار الإقليمي في المنطقة».
سلام يعفي باسل الحسن ويكلّف مقرّباً من قطر
علمت «الأخبار» أن رئيس الحكومة نواف سلام أعفى باسل الحسن من رئاسة لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، على أن يخلفه السفير اللبناني السابق في مصر خالد زيادة الذي يدير المركز العربي للدراسات والسياسات في بيروت.
وبحسب معلومات «الأخبار»، أتى عزل الحسن بعد تسريب معلومات إلى إحدى الصحف اللبنانية عن لقاء جمع شخصية لبنانية بالمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في قطر. وأحدثت التسريبات التي تمحورت حول دفع لبنان لتغيير طبيعة التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي من عسكري وتقني إلى سياسي ودبلوماسي، وربط ذلك بمشروع إعادة الإعمار، بلبلةً كبيرة في الدوحة وبيروت، ودفعت بويتكوف إلى إصدار نفي للقائه بأي شخصية لبنانية.
وترجّح المصادر أن يكون الحسن الذي زار قطر برفقة وفد نيابي لبناني هو مصدر المعلومات الصحافية التي أثارت حفيظة الأميركيين والقطريين.
ومع ذلك، فإن حصة قطر بقيت محفوظة، كون زيادة يعمل في مؤسسة تملكها قطر ويديرها السياسي الفلسطيني عزمي بشارة.
"الجمهورية":
حفلت عطلة نهاية الأسبوع باتصالات أجراها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ومختلف المرجعيات المعنية على مختلف المستويات والاتجاهات لوقف التصعيد الإسرائيلي ضدّ لبنان، الذي ارتفعت وتيرته إثر حادثة إطلاق 5 صواريخ مجهولة وبدائية في اتجاه مستعمرة المطلة، حيث اتخذت إسرائيل منها ذريعة لشن عشرات الغارات الجوية على الجنوب وعمق البقاع، موقعةً عدداً من الشهداء ومخلّفة دماراً جديداً في الممتلكات، وقد تراجعت حدّتها نسبياً أمس من دون أن يظهر في الأفق أي مؤشرات إلى التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار الذي لا يمرّ يوم الّا وتخرقه مرّات ومرّات منذ إعلانه في 27 تشرين الثاني الماضي.
وعلمت «الجمهورية»، أنّ لبنان طالب الولايات المتحدة الاميركية خلال الاتصالات التي أجراها معها، بتدخّل وضغط عاجل على إسرائيل لتوقف غاراتها الجوية على الجنوب وبعض المناطق اللبنانية. في حين هدّد بعض المسؤولن الإسرائيليين بقصف بيروت وضاحيتها الجنوبية، عندما تحدثوا عن معادلة «مستعمرة المطلة مقابل بيروت».
وفي هذا الإطار، ذكرت قناة «الجديد» انّ الرئيس عون أجرى اتصالات مع الجانب الأميركي، أسفرت عن تحييد بيروت ومؤسسات الدولة عن الاستهدافات. وفي هذا السياق، أكّد الإسرائيليون للأميركيين باستمرار استهداف تحركات «حزب الله». ونقلت «الجديد» عن مصادر أميركية «تشديدها على أهمية دور اللجان الثلاث للمفاوضات في شأن الإنسحاب الإسرائيلي والأسرى وتثبيت الحدود، فيما ترى بعض الجهات اللبنانية أنّ هذه اللجان قد تكون تمهيداً للتطبيع، في مقابل وجهة نظر أميركية تؤكّد ضرورة تشكيلها لحل ملفات الجنوب وتنفيذ وقف النار».
اورتاغوس
ويُنتظر أن تكون هذه اللجان موضع بحث اليوم في تل أبيب بين نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي مورغن أورتاغوس والمسؤولين الإسرائيليين، وذلك تمهيداً للبدء في تشكيل هذه اللجان لتباشر عملها لتحقيق الإنسحاب الإسرائيلي وإطلاق الأسرى اللبنانيين، وتثبيت الحدود بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة.
ونقلت «فوكس نيوز» عن اورتاغوس قولها: «أطلقنا العنان لإسرائيل وزودناها بكل الأسلحة لمواصلة الحرب في غزة». وأضافت: «سنقف إلى جانب إسرائيل سواء تعلّق الأمر بتدمير «حماس» أو «حزب الله» أو الحوثيين (…) سنقف إلى جانب حليفتنا إسرائيل ولن نعاقب أصدقاءنا ونكافئ أعداءنا».
وفي هذا الإطار، أبدت مصادر ديبلوماسية مخاوف حقيقية من تكرار نموذج غزة الدموي والتدميري في لبنان، أي الانفلات الكامل للوضع جنوباً. فإسرائيل لم تعترف أساساً بأنّ اتفاق وقف النار أداة لوقف الحرب، وهي لطالما اكّدت انّ هذه الحرب مستمرة حتى تحقيق الأهداف المعلنة، أي ضمان الأمن لسكان المنطقة الشمالية. لكن المسؤولين الإسرائيليين لا يتورعون عن التلميح إلى أهداف أخرى مبيتة، وأبرزها إدخال لبنان في مفاوضات سياسية، تنتهي باتفاق يتجاوز الترتيبات الأمنية في الجنوب وتهدف إلى إبرام اتفاقات سياسية واقتصادية. وهذا الأمر أكّده أركان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووسطاؤه في الشرق الأوسط. وقالت المصادر لـ«الجمهورية»، إنّ «إسرائيل لن تفوت الفرصة الحالية، أي الدعم الأميركي الواضح لنهج نتنياهو، من أجل الحصول على ذريعة تسمح لها باستئناف الحرب على نطاق واسع، وفي كل المناطق».
وأضافت المصادر نفسها، أنّ الحكومة اللبنانية تدرك هذه الأهداف الكارثية، لكنها ليست في الوضع الذي يمكّنها من المواجهة. فلا هي قادرة على إقناع «حزب الله» بتسليمها السلاح، حتى يكون ذلك ورقة في يدها تستخدمها للضغط على الإسرائيليين في المحافل الدولية، ولا هي قادرة على وقف اعتداءات إسرائيل ومنع توسعها والعودة إلى الحرب. وتبدو الحكومة كأنّها الطرف الأشد عجزاً في هذه المسألة.
الصواريخ «اللقيطة»
إلى ذلك، وفي الوقت الذي لم تعلن اي جهة بعد مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ المجهولة في اتجاه مستعمرة المطّلة، أكّدت مصادر أمنية لـ«الجمهورية» انّ الجيش اللبناني أوقف شخصين سوريين في الجنوب وحقق معهما كشاهدين في ملف إطلاق الصواريخ على شمال فلسطين المحتلة. وأوضحت المصادر انّ التقديرات تؤشر إلى وقوف «جهة مشبوهة» خلف عملية إطلاق الصواريخ التي ثبَت انّها لا تخدم سوى المصلحة الإسرائيلية.
واشارت المصادر إلى انّ منفّذي العملية لم يستخدموا منصات بدائية وحسب، بل وضعوا بالقرب منها علماً لـ»حزب الله» وصورة للشهيد السيد حسن نصرالله، في محاولة هزيلة لتحميل الحزب المسؤولية، الأمر الذي كشف بسهولة حقيقة استهدافاتها وفضح نيات أصحابها.
ولاحظت المصادر انّ الجانب الإسرائيلي بادر فوراً إلى استغلال الحادثة لشن غارات مكثفة على مناطق تقع شمال الليطاني في الجنوب والبقاع، انطلاقاً من بنك أهداف معدّ سلفاً، ما يؤكّد انّه كان المستفيد الأساسي والوحيد من الصواريخ «اللقيطة».
اتصالات ومواقف
وفي إطار الإتصالات الديبلوماسية لوقف التصعيد الاسرائيلي، اتصل وزير الخارجية يوسف رجّي بكل من الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والممثلة العليا للسياسة الخارجية الاوروبية ونائب رئيس المفوضية كايا كالاس، طالباً تدخّلهما وإجراء الاتصالات اللازمة لوقف الهجمات الاسرائيلية، والضغط لإعادة الهدوء وإنهاء الاعتداءات المستمرة على لبنان.
وأعلن المتحدّث الرّسمي باسم الخارجية المصرية تميم خلاف، في بيان، أنّ وزير الخارجيّة بدر عبد العاطي استقبل كالاس، وتطرّق خلال اللقاء معها إلى التّطوّرات الأخيرة في جنوب لبنان، حيث شدّد على «موقف مصر الدّاعم للدّولة اللّبنانيّة ومؤسّساتها الوطنيّة واستقرارها، في مواجهة التّحدّيات الأمنيّة»، لافتًا إلى «ضرورة التّنفيذ والالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائيّة في جنوب لبنان، والانسحاب الفوري والكامل غير المنقوص للقوّات الإسرائيليّة من جنوب لبنان، وتمكين الجيش اللبناني من تنفيذ القرار 1701 من جانب كلّ الأطراف دون انتقائيّة».
وإلى ذلك، شدّد وزير الخارجية الاردنية أيمن الصفدي خلال اتصال هاتفي مع نظيره الايراني عباس عراقجي على «ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفًا واضحًا وفاعلًا؛ لإلزام إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، ووقف الاعتداءات على سوريا، والتزام اتفاقية فضّ الاشتباك للعام 1974 مع سوريا».
ومن جهته عراقجي دان «بشدّة هجمات الكيان الصهيوني الواسعة على غزة ولبنان ومجازره بحق المدنيين». كذلك دان «استمرار العدوان الأميركي على اليمن»، محذّراً من «اتساع رقعة النزاع في المنطقة». ودعا «المجتمع الدولي للتحرّك لوقف جرائم الكيان الصهيوني ومنع تفاقم انعدام الأمن في المنطقة».
إسناد حوثي
وفي تطور لافت، أكّد قائد حركة «انصار الله» الحوثية عبدالملك بدرالدين الحوثي في محاضرة رمضانية أمس «الجهوزية لإسناد «حزب الله» والشعب اللبناني في حال عودة العدو الإسرائيلي للتصعيد الشامل أو حدوث أي مستجدات تستدعي التدخّل». وقال: «تابعنا الاعتداءات الإسرائيلية على مناطق مختلفة في لبنان وهي اعتداءات غير مبررة، ونؤكِّد موقفنا الثابت المبدئي مع إخوتنا في «حزب الله»، والشعب اللبناني، واستعدادنا تجاه أي تطورات كبيرة للوضع هناك، أو تصعيدٍ شامل، بالقيام بمهمتنا الجهادية، وموقفنا في الإسناد بالشعب اللبناني، ولإخوتنا في «حزب الله»، فلن نتفرج عليهم». وأكّد «إننا كما قلنا لإخوتنا فـي الشعب الفلسطيني: (لستم وحدكم)، فإننا نقول كذلك لإخوتنا فـي «حزب الله» والشعب اللبناني: لستم وحدكم، نحن إلـى جانبكم، وفي حال تورط العدو الإسرائيلي للعودة إلى الحرب الشاملة، والعدوان الشامل، فإننا إلى جانبكم، وفي أي ظرفٍ يتطلّب التدخّل من جانبنا في موقفٍ إسنادي، فنحن مستعدون لذلك».
الراعي
وفي المواقف في عطلة نهاية الاسبوع، دعا البطريرك الماروني مار بشارة الراعي في عظة الاحد من بكركي إلى «أن نبدأ معًا في تنقية الذاكرة عبر الحوار الصادق الصريح والعمل على التقارب وتعزيز المشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة، بهدف خلاص لبنان وإعادة بنائه وطن الرسالة». واعتبر «إنّ تنقية الذاكرة أمرٌ شجاع ومتجرّد في آن. لكنّها ضروريّة للجميع لأنّها المدخل الوحيد إلى الوحدة الوطنيّة والاستقرار النفسيّ والأمنيّ والاجتماعيّ».
الجبهة الجنوبية
وعلى الجبهة الجنوبية، استمرت الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار. وأصدرت قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: «رفع العدو الإسرائيلي منذ أمس (السبت) وحتى اليوم (أمس) وتيرة اعتداءاته على لبنان متخذًا ذرائع مختلفة، فنفّذ عشرات الغارات جنوب الليطاني وشماله وصولًا إلى البقاع، مُوقعًا شهداء وجرحى فضلًا عن التسبب بدمار كبير في الممتلكات. لم يكتفِ العدو بهذا المقدار من الاعتداءات، فقد اجتازت آليات هندسية وعسكرية مختلفة تابعة له السياج التقني صباح اليوم (أمس)، ونفّذت أعمال تجريف في وادي قطمون في خراج بلدة رميش، كما انتشر عناصر من قوات المشاة المعادية داخل هذه الأراضي اللبنانية، في انتهاك فاضح للقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار. في المقابل، عزز الجيش انتشاره في المنطقة، وحضرت دورية من قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – اليونيفيل لتوثيق الانتهاكات، فيما عادت القوات المعادية إلى الداخل المحتل. تُتابع قيادة الجيش التطورات بالتنسيق مع اليونيفيل والجهات المعنية لاحتواء الوضع المستجد على الحدود الجنوبية».
بين لبنان وسوريا
وعلى الجبهة اللبنانية ـ السورية، يقوم وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، بزيارة رسمية لسوريا اليوم برفقة كل من المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، ومدير المخابرات في الجيش اللبناني، العميد طوني قهوجي. وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، ومناقشة مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الأحداث الأمنية الأخيرة في منطقة البقاع وملف النازحين السوريين.
وسيلتقي الوفد اللبناني خلال الزيارة عدداً من المسؤولين السوريين، الكبار ومنهم وزير الدفاع السوري اللواء مرهف أبو قصرة، ومدير المخابرات العامة السورية اللواء أنس خطاب.
"الديار":
بعد موجة غير مسبوقة من التصعيد «الاسرائيلي»، منذ اعلان وقف النار في شهر تشرين الثاني الماضي، شهدها لبنان نهاية الاسبوع، ما ادى الى استشهاد 8 أشخاص على الاقل، من المتوقع ان يكون هناك تحرك اميركي على خط بيروت- «تل ابيب» لاستيعاب التطورات ومنع تفاقمها بما يؤدي الى جولة جديدة من الحرب.
تحرك اميركي
وتقول المعلومات ان نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط مورغن أورتاغوس ستزور «اسرائيل» هذا الاسبوع، من دون ان يُحسم اذا كانت ستزور لبنان ايضا، بمحاولة للدفع قدما بالخطة الاميركية الى الحل، والتي تلحظ تشكيل لجان لحسم موضوع الحدود البرية بين البلدين، ومعه مصير الاسرى، والانسحاب من النقاط ال5 التي لا تزال محتلة.
لكن لبنان الرسمي، وبحسب المعلومات ايضا، لا يزال يرفض تماما طرح تشكيل لجان مدنية للتفاوض لحل ملف الحدود، لاعتباره ان ذلك سيكون خطوة اولى باتجاه التطبيع.
ولا تستبعد مصادر مطلعة ان تكون موجة التصعيد «الاسرائيلي» الاخيرة في الداخل اللبناني، هدفها الضغط على لبنان للسير باللجان عشية زيارة اورتاغوس الى المنطقة. وقالت المصادر لـ «الديار»:»لم يعد خافيا ان «الاسرائيلي» يستخدم الترهيب لدفع لبنان الى مسار التطبيع… لكن ورغم الخلافات الداخلية والانقسام العمودي في البلد، حول كيفية مقاربة التطورات الاخيرة، يمكن الحديث عن اجماع داخلي برفض اي شكل من اشكال التواصل مع «اسرائيل» خارج اطار «اللجنة الخماسية» الدولية التي تشرف على اتفاق وقف النار».
التطورات الميدانية
ميدانيا، وبعد يوم دامٍ شهده لبنان السبت، تواصلت الاعتداءات «الاسرائيلية» امس الاحد، ولكن بوتيرة اقل.
وأعلنت قيادة الجيش أنّ «العدو الإسرائيلي رفع منذ السبت وحتّى اليوم، وتيرة اعتداءاته على لبنان، متّخذًا ذرائع مختلفة، فنفّذ عشرات الغارات جنوب الليطاني وشماله وصولا إلى البقاع، مُوقعا شهداء وجرحى، فضلًا عن التّسبّب بدمار كبير في الممتلكات». وأشارت في بيان إلى أنّ «العدو لم يكتفِ بهذا القدر من الاعتداءات، فقد اجتازت آليّات هندسيّة وعسكريّة مختلفة تابعة له السّياج التّقني صباح الاحد، ونفّذت أعمال تجريف في وادي قطمون في خراج بلدة رميش ، كما انتشر عناصر من قوّات المشاة المعادية داخل هذه الأراضي اللّبنانيّة، في انتهاك فاضح للقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النّار».
وأشارت القيادة الى أن «الجيش عزز انتشاره في المنطقة، وحضرت دوريّة من قوّة الأمم المتّحدة الموقّتة في لبنان- اليونيفيل لتوثيق الانتهاكات، فيما عادت القوّات المعادية إلى الدّاخل المحتل»، موضحة أنّ «قيادة الجيش تتابع التّطوّرات بالتّنسيق مع اليونيفيل والجهات المعنيّة، لاحتواء الوضع المستجد على الحدود الجنوبيّة».
وصباح امس، نفذت مسيرة «اسرائيلية «عدوانا جويا ، حيث شنت غارة بصاروخ موجه مستهدفة سيارة في بلدة عيتا الشعب».
كذلك استهدف العدو عدداً من البيوت الجاهزة في بلدتي الناقورة وشيحين دون وقوع اصابات، كما نفذ غارة معادية على منطقة اللبونة.
موقف حزب الله
في هذا الوقت، أكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب إبراهيم الموسوي أن «الاتهامات الموجهة لحزب الله بشأن إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان لا أساس لها من الصحة»، مشددا على أن «الحزب أعلن صراحة عدم علاقته بهذه العملية»، كما أوضح ذلك في اتصالات رسمية وبيان صادر عنه.
وخلال مجلس عزاء حسيني، انتقد الموسوي «الأصوات الداخلية التي سارعت إلى اتهام حزب الله، مبررة بذلك للعدو الإسرائيلي»، وأكد أن «الحزب موحد ومتماسك»، وأن «أي عملية ينفذها يعلن عنها بوضوح وبكل شجاعة»، موضحا أن «هذه الادعاءات تهدف إلى تشويه الحقائق ، ولن تنجح في التأثير بموقف الحزب أو جمهوره».
تعيين حاكم لـ«المركزي»
وفيما تعقد اللجان النيابية المشتركة جلسة اليوم الاثنين لدراسة عدد من اقتراحات القوانين، ابرزها اقتراح قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب، واقتراح قانون انتخاب أعضاء مجلس الشيوخ، كما اقتراح القانون الرامي إلى إنشاء نظام الرعاية الصحية الأولية الشاملة الإلزامية، اكدت المعلومات ان هذا الاسبوع سيكون حاسما بموضوع تعيين حاكم لمصرف لبنان. وقالت مصادر مطلعة ان «شد الحبال بين الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام يفترض انه وصل الى خواتيمه، وان تكون الطبخة التي تشرف عليها واشنطن قد نضجت».
واضافت المصادر لـ «الديار»:»ليس معلوما اذا كان المبعوث الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان الذي يصل إلى بيروت غدا الثلاثاء، اي قبل أيام من الزيارة المرتقبة للرئيس جوزف عون إلى باريس في 28 آذار الحالي، سيتناول عملية تعيين حاكم لمصرف لبنان، باعتبار انه لم يعد خافيا ان باريس كانت تدعم تعيين المصرفي سمير عساف الذي ابلغ المعنيين انه غير مهتم بالمنصب، ما جعلها تزكّي الوزير السابق جهاد أزعور.. لتنحصر حاليا المنافسة بينه وبين كريم سعيد الذي يفضله الرئيس عون».
"نداء الوطن":
فعلت الصواريخ فعلها في لبنان، أكثر مما فعلت في إسرائيل، فحرَّكت هواجس ومخاوف وتسبّبت بارتدادات سارعت الدولة اللبنانية إلى لملمتها خشيةً من أن تسبِّب تصدعاً في اتفاق وقف إطلاق النار.
فالصواريخ التي أطلِقَت السبت المنصرم بقيت "يتيمة الأب"، لم يتبناها أحد، لكن، في المقابل، لم يتم التعامل معها، على أنها "صواريخ منفردة"، على غرار "الذئاب المنفردة"، بل جرى تحميل مسؤولية إطلاقها إلى "حزب الله"، ولا سيما من الجانب الإسرائيلي الذي له مصلحة استراتيجية في تحميل المسؤولية لـ"الحزب"، لتكون لديه الذريعة للرد وتوسيع بنك أهدافه، بدليل أن وزير دفاعه سارع إلى وضع معادلة "بيروت في مقابل المطلة".
سلام ينسف الثلاثية
لكن لبنان الرسمي، لم يكتفِ بنفض يده من مسؤولية إطلاق الصواريخ، بل إن رئيس الحكومة نواف سلام ذهب أبعد من ذلك بكثير، ورفع السقف إلى مستوى غير مسبوق، فأطلق عبر فضائية "العربية"، واختيار الفضائية رسالة في حد ذاته، سلسلة من المواقف أبرزها "أن صفحة سلاح "حزب الله" انطوت بعد البيان الوزاري وشعار "شعب جيش مقاومة" أصبح من الماضي". مذكّراً بأن "البيان الوزاري ينص بوضوح على حصر السلاح بيد الدولة والجميع ملتزم بذلك".
أن يقول رئيس حكومة هذا الكلام، وينسف ثلاثية "شعب وجيش ومقاومة"، فهو أعلى سقفٍ يقوله رئيس حكومة، غير عابئ بردود الفعل التي يمكن أن تصدر والتي لم تتأخر، فجاءت من المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الذي خاطب الرئيس سلام مباشرةً وقال له: "لرئيس الحكومة السيد نواف سلام المحترم أقول: أنت رئيس حكومة بلد حررته المقاومة واحتكار السلاح يمر بتأمين قوة وطنية بحجم قمع قوة إسرائيل وكسر هيمنتها، لا التفرج على عدوانها واحتلالها، والحل بالاستفادة من المقاومة عبر السياسة الدفاعية وليس بشطب أكبر قوة سيادية ضامنة للبنان".
المفتي دريان: نحن معك
لم يتأخر الرد على الهجوم على الرئيس سلام، وكان السقف الأعلى من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي توجّه إلى الرئيس سلام بالقول: "دولة رئيس مجلس الوزراء القاضي الدكتور نواف سلام يقوم بمهمته السياسية والإدارية في حفظ لبنان وإخراجه من النفق المظلم الذي كان فيه. نواف سلام، نحن معك حتى يعود السلام إلى كل لبنان".
وفي السياق، تعتبر بعبدا أن موقف سلام من مسألة حصرية السلاح يثبت الانسجام في المواقف الكبرى بين رئيس الجمهورية وسلام وأن لا اختلاف في العناوين والثوابت وإن اختلف الأسلوب أو طريقة الكلام. والكل يعلم أن خطاب القسم للرئيس تحدث عن احتكار الدولة للسلاح والرئيس يكرر في كل مناسبة هذا الأمر وعون وسلام والحكومة مع قيام دولة قوية تحتكر السلاح وتعيد الحقوق للجميع.
"يهاجمون رجِّي ليسمع عون وسلام"
وليس بعيداً، علّقت مصادر سياسية على الهجوم الذي شُنَّ على وزير الخارجية يوسف رجّي، فرأت أن هذا الهجوم المقصود منه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة خصوصاً أن موقفيهما كانا أحياناً أعلى من موقف الوزير رجّي.
وما بين الصواريخ والمواقف والردود، بات الوضع اللبناني بحاجةٍ إلى جرعة دعم لتثبيت الاستقرار، خصوصاً أن المئة يوم الأولى من عمر العهد وعمر الحكومة لم تمر بعد. وعلمت "نداء الوطن" أن بعبدا تنتظر بعد مجيء الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، زيارة أميركية بعد عيد الفطر والأرجح أنها ستكون لنائبة المبعوث الأميركي الرئاسي لشؤون الشرق الأوسط مورغن أورتاغوس لكن لا موعد رسمياً حتى الساعة لها أو لأية شخصية أميركية، ونقلت أوساط دبلوماسية أن واشنطن ستقوم بتحرّك كبير تجاه لبنان من أجل لجم التوتر وإعادة الأمور إلى نصابها والتأكيد على اتفاق الهدنة والقرار 1701 بكل مندرجاته.
بري: لهذا السبب لم ينتشر الجيش
وأمس أطلق رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، سلسلة مواقف أكد فيها أن "لدى إسرائيل نية لاستدراجنا للدخول في مفاوضات سياسية وصولاً لتطبيع العلاقة بين البلدين، لكننا لسنا في هذا الوارد". وقال لـ"الشرق الأوسط": "الجيش اللبناني هو الآن على جاهزية لاستكمال انتشاره في جنوب الليطاني، لكن المشكلة تكمن برفض إسرائيل الانسحاب من عدد من النقاط، وهذا ما حال دون انتشاره حتى الحدود الدولية بمؤازرة اليونيفيل". وتابع بري: "حزب الله" يلتزم بالاتفاق، ولم يعرقل تنفيذه، وانسحب من جنوب الليطاني، ولم يطلق رصاصة منذ 6 أشهر، و"الحزب يمتنع عن الرد على الخروق الإسرائيلية لوقف النار، ويتّبع سياسة ضبط النفس، ويقف خلف الدولة اللبنانية لتطبيق الاتفاق بتثبيت وقف النار".
أجنحة داخل "الحزب"
لكن ما لم يقله الرئيس بري هو مَن يتحمَّل مسؤولية إطلاق الصواريخ؟ يتقاطع هذا السؤال مع معطيات عن بروز أجنحة داخل "حزب الله"، وأن التباين في الأداء يؤكِّد هذه الفرضية، وثمة مَن يتحدث عن أن التباين هو بين رجال الدين والسياسيين والقادة الميدانيين.
الانتخابات البلدية
وفيما طرح كثيرون تساؤلات عن مصير الاستحقاق البلدي والاختياري في ضوء التطورات الأمنية، أكدت مصادر رسمية لـ "نداء الوطن" أن الانتخابات البلدية والاختيارية قائمة ولا شيء يستطيع تأجيلها وهناك إصرار من عون وسلام ووزير الداخلية والحكومة على احترام الاستحقاقات الدستورية وهناك مساعٍ تبذل حتى لا يتطور الوضع الأمني جنوباً من خلال اتصالات المسؤولين وعلى رأسهم عون بالأميركيين والأوروبيين الذين يرفضون الانجرار إلى حرب جديدة.
استعجال مجلس الشيوخ
وفي تطور يأتي من خارج سياق الاهتمامات، تنعقد في مجلس النواب اليوم جلسة للجان النيابية المشتركة برئاسة الرئيس بري، لمناقشة اقتراح قانون جديد تقدّم به النائب علي حسن خليل لزيادة ستة مقاعد تمثل المغتربين في البرلمان، مع اعتماد النظام النسبي ولبنان دائرة انتخابية واحدة، وشمل الاقتراح إنشاء مجلس شيوخ يضمّ 46 عضواً، يتم انتخابهم وفقاً للتوزيع الطائفي والمذهبي ضمن التمثيل النسبي، على أن يكون لبنان دائرة واحدة أيضاً. مصادر نيابية استغربت هذا التوقيت، ووصفته بالتوقيت المريب، خصوصاً أن هناك أولويات في البلد، وبالتأكيد ليس "انتخاب أعضاء مجلس الشيوخ" من ضمن هذه الأولويات.
"اللواء":
السؤال البديهي: ماذا تنتظر لجنة مراقبة وقف اطلاق النار حتى تبادر إلى الاجتماع، واتخاذ ما يلزم لحمل اسرائيل الممثلة باللجنة للتوقف عن الاعتداءات على سكان الجنوب وقراه ومدنه، فأبرزها مدينة صور التي نجت من كارثة بشرية لولا «لطف العناية الإلهية» عندما استهدفتها طائرة مسيَّرة بغارة على إحدى أبنيتها!
منذ صباح السبت الماضي، والاعتداءات لم تتوقف، سواء في عيتا الشعب، أو تولين أو الأودية بين الحجير والليطاني امتداداً إلى قرب جبل الريحان وقرى إقليم التفاح وصولاً إلى النبي شيت وسرعين وضواحي الهرمل.
أما الذريعة، فكما بات معروفاً فهي أن ثلاثة صواريخ، وضعت بطريقة عشوائية وبدائية بين كفرتبنيت ويحمر الشقيف، فأطلقت تجاه كريات شمونة، ليستنفر الكيان الاسرائيلي المعادي، ويملأ القرى رعباً وقصفاً وتهديدات ووعيداً.
ولئن كانت الدولة، تحركت دون تأخير وأوعز الرئيس جوزف عون لمن يعنيه الامر بتشكيل لجنة تحقيق تتولى كشف ما حصل، وتزويد الجهات الدولية والامم المتحدة في حقيقة ما حصل.
لودريان من اورتاغس إلى بيروت
عاد الاهتمام الدبلوماسي الغربي بالوضع اللبناني عن قرب، بعد التطورات الخطيرة التي جرت لا سيما التصعيد الاسرائيلي الواسع في الجنوب والبقاع خلال الايام الماضية، وينتظر لبنان زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان خلال الايام الثلاثة المقبلة، وهي زيارته الاولى بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة ما يعني ان محادثاته ستتخذ طابعا مختلفا عن زياراته السابقة خلال الشغور الرئاسي وحكومة تصريف الاعمال، لجهة القدرة على اتخاذ قرارات واضحة رسميا.
ويبحث لودريان مع المسؤولين في مواضيع الجنوب وتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، وتعيين حاكم مصرف لبنان والتحضيرات للمؤتمر الدولي لدعم لبنان، الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بهدف مساعدة لبنان في إعادة الإعمار ومعالجة الازمة الاقتصادية.
كما يرتقب لبنان وصول نائبة المبعوث الاميركي الرئاسي لشؤون الشرق الأوسط مورغن اورتاغس الى لبنان بعد عيد الفطر، لمتابعة عمل لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار ومعرفة موقف لبنان من تشكيل اللجان التقنية الثلاث.
وافادت معلومات ان اورتاغوس ستصل في الايام القليلة المقبلة إلى تل أبيب لإجراء لقاءات مع مسؤولي الكيان الاسرائيلي، والتحضير لورقة عمل تنفيذية للنقاط الثلاث التي كانت تحدثت عنها سابقاً، وتتعلق بإطلاق الأسرى اللبنانيين، وانسحاب إسرائيل، وتثبيت الحدود الدولية بين لبنان وفلسطين المحتلة.
وقالت أورتاغس لشبكة «فوكس نيوز» امس: أن الولايات المتحدة ستقف دومًا إلى جانب حليفتها إسرائيل، سواء في جهود تدمير حركات مثل «حماس» أو «حزب الله» أو حتى جماعة «الحوثيين» .
اضافت: نحن نؤكد بوضوح أننا لن نعاقب أصدقاءنا، ولن نكافئ أعداءنا»، مشيرة إلى التزام الولايات المتحدة بموقفها الثابت في دعم إسرائيل في وجه التهديدات المستمرة من هذه الجماعات.
وتمنى نائب رئيس الحكومة طارق متري عبر «اللواء» ان تكون زيارتا لو دريان واورتاغس «لمصلحة لبنان بالضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها لا الضغط علينا».وقال: ان اسرائيل لم تكن بحاجة الى ذريعة اطلاق الصواريخ المشبوهة (يوم السبت) وسياستها اصلا تعتمد على العنف، واذا لم يفلح العنف تلجأ الى مزيد من العنف.
وحول مسار التعيينات الادارية اوضح متري لـ «اللواء» ان الالية التي اقرهامجلس الوزراء تتعلق بموظفي الفئة الاولى حصراً، وسنبدأ العمل لإنجازهاعلى مراحل تبدأ بالاعلان عن المراكز الشاغرة، ثم نطرح الترشيحات لهذه الوظائف مستندين على المادة 85 من الدستور المتعلقة بالمناصفة في وظائف الفئة الاولى، لكننا لن نخصص كما كان يحصل في السابق وظيفة ثابتة لطائفة معينة. ونتوقع ان تنتهي التعيينات خلال شهرين.
اضاف: ثم هناك لاحقا تعيين حاكم المصرف المركزي والتشكيلات القضائية والدبلوماسية وهيلا تخضع لآلية تعيينات الفئة الاولى.
وعن المرشحين لحاكمية المركزي وصحة الاسماء المطروحة قال متري: لا مرشحين رسمياً بعد برغم التداول بأسماء معينة، ووزير المال هومن يقترح والمفروض ان يطرح اكثرمن اسم ويختار مجلس الوزراء من بينها.
لكن مصادر مطلعة قالت لـ «اللواء» أن التوافق على اسم حاكم مصرف لبنان ما زال يحتاج إلى نقاش دون أن يعني أن الموضوع لن يجد حلا لاسيما أن المعنيين على قناعة أن هذا التعيين هو مدخل لمعالجة ملفات اقتصادية ومالية مع العلم أن حاكم مصرف لبنان بالأناية يعمل بجد وعمل في الفترة السابقة بكثير من الدقة.
ولفتت المصادر الى ان الكفة تميل إلى مرشح رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون كريم سعيد شقيق الوزير السابق فارس سعيد وهو ملتزم دعمه، معلنة في الوقت نفسه أن الاتصالات مستمرة لإخراج التوليفة المناسبة تفاديا لأية أزمة حكومية أو غير ذلك .
ومع استمرار الجانب الاميركي بإعطاء الحجة للكيان الاسرائيلي للقيام بما يرتأيه في لبنان، بالتوازي مع الضغط السياسي القائم على لبنان منذ فترة لتشكيل اللجان الثلاث التي تريدها الادارة الاميركية بطلب اسرائيلي للتفاوض الدبلوماسي والسياسي، يتضح ان الضغط تجاوز الجانب السياسي الى المستوى العسكري لإلزام لبنان بتشكيل اللجان الثلاث، ليس بهدف التفاوض على الانسحاب من النقاط المحتلة واطلاق سراح المعتقلين وعلى تثبيت الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، بل لهدف ابعد روّج له الجانبان الاميركي والاسرائيلي مؤخراً جوهره تطبيع العلاقات بين لبنان والكيان الاسرائيلي وصولاً الى تسوية سلمية.
وهذا الهدف اعلنه صراحة يوم السبت الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط ستيفين ويتكوف بقوله: أنّ «تطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا مع إسرائيل أصبح احتمالاً حقيقيًّاً». وقال ويتكوف في مقابلة مع صحافية: «أعتقد أنه بإمكان لبنان تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حرفيًّا من خلال إبرام معاهدة سلام بين البلدين. هذا ممكن حقاً. وينطبق الأمر نفسه على سوريا. وأن تطبيع العلاقات بين لبنان وإسرائيل، ثم بين سوريا وإسرائيل، يمكن أن يكون جزءا من عملية أوسع نطاقا لإحلال السلام في المنطقة».
اذن لم يعد مخفياً الهدف الاميركي والاسرائيلي من كل هذه الضغوط السياسية والعسكرية على لبنان، لا سيما وانه تزامن وتلى الموقف الرسمي اللبناني اعلنه امس الرئيس نبيه بري في حديث صحفي، وقبله وزير الخارجية يوسف رجّي بأن لامفاوضات سياسية مباشرة ولا تطبيع مع اسرائيل، فجاء التصعيد الاسرائيلي العسكري المغطّى اميركياً رداً على موقف لبنان الذي يشدد على التفاوض العسكري التقني لتحقيق الاهداف الثلاثة فقط بإنسحاب الاحتلال واطلاق المعتقلين وتثبيت الحدود البرية.
وزير الدفاع الى دمشق
الى ذلك عُلِمَ ان وزير الدفاع اللواء ميشال منسى، سيقوم يوم الاربعاء بزيارة رسمية إلى سوريا، يرافقه المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، ومدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي.
وسيلتقي الوفد اللبناني خلال الزيارة وزير الدفاع السوري اللواء مرهف أبو قصرة، ومدير المخابرات العامة السورية اللواء أنس خطاب. لمناقشة سبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، ومعالجة ذيول الأحداث الأمنية الأخيرة في منطقة البقاع بمايؤدي الى تحقيق استقرار دام على الحدود، اضافة الى ملف النازحين السوريين.
اللجان النيابية
تشريعياً، وفي مجلس النواب، يبدأ البحث باقتراح القانون حول قانون الانتخاب الذي تقدم به النائب علي حسن خليل (كتلة التنمية والتحرير) من زاوية جعل لبنان دائرة واحدة على أي النسبية مع إنشاء مجلس الشيوخ على أي تمثيل الطوائف وفقاً للدستور..
ولم تستبعد مصادر نيابية ان تشهد جلسة اللجان النيابية التي دعا اليها الرئيس نبيه برّي اليوم لدرس اقتراح تعديل قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب، وإنشاء مجلس الشيوخ، المقدَّم من النائب خليل نقاشا حادا وسجالات تُحولها الى حلبة صراع ،بفعل الانقسام الحاد بين النواب حول طرح تعديل قانون الانتخاب الذي تضمنه اقتراح القانون ويتضمّن:
١ـ انتخاب مجلس نوّاب من 134 نائباً على أساس النظام النسبي، ولبنان دائرة انتخابيّة واحدة (6 نواب للاغتراب + 128 نائباً).
٢ـ انتخاب مجلس شيوخ من 64 عضواً لولاية تمتدّ لستّ سنوات، بحيث تجري الانتخابات على أساسٍ مذهبي، ولبنان دائرة انتخابيّة واحدة ضمن النظام النسبي.
٣ـ اعتماد البطاقة الإلكترونيّة الممغنطة التي تتيح للناخب الإدلاء بصوته في أيّ مركز اقتراع.
واعتبرت المصادر ان الأجدى بالنائب حسن خليل، ومن يقف خلف اقتراحه بذريعة تطبيق اتفاق الطائف، ان يقترح قبل اي طرح، حصر السلاح بيد الدولة كمدخل لاعادة بنائها، بعدما تسبب السلاح بتدمير لبنان وما زال، وما يحصل في الجنوب راهنا خير دليل الى مدى الخطر الذي يشكله السلاح خارج الشرعية، وبعد ذلك، تختم المصادر، يمكن الانتقال الى اي اقتراح آخر،والى تنفيذ سائر بنود الطائف غير المنفذة.
المفتي دريان: نحن مع نواف سلام
وفي افطار جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في بيروت رأى المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان أن رئيس مجلس الوزراء نواف سلام يقوم بمهمته السياسية والادارية في حفظ لبنان، واخراجه من النفق المظلم الذي كان فيه، وخاطب سلام قائلاً: نواف سلام نحن معك نحن معك حتى يعود السلام إلى كل لبنان.
تحرك المتعاقدين
وينظم الاساتذة المتعاقدون في التعليم الاساسي أول تحرك في عهد الحكومة الجديدة أمام قصر الاونسكو للمطالبة برفع اجر الساعة ومطالب مالية أخرى، بعد وقف منحة الانتاج.
وعشية التحرك قالت وزيرة التربية ريما كرامي انها تتبنى المطالب، معتبرة أن الدفع عبر ما يسمى بدل الانتاجية وفق الآليات السابقة مستحيل، وكشفت أنها طلبت دراسة الكلفة داعية للحوار بدل المواجهات ونقل المشكلة إلى الشارع.
الاعتداءات استمرت لليوم الثاني
على الارض، ولليوم الثاني على التوالي يواصل جيش الاحتلال ممارساته العدوانية، والتحركات الاستفزازية، حيث استشهد مواطن لبناني في غارة على سيارته في عيتا الشعب، وفي اللبونة وشيحين طالت الاعتداءات منازل جاهزة، كما توغلت قوة اسرائيلية معززة بدبابات وجرافات إلى وادي قطمون في رميش، وأقامت سواتر ترابية.
لبنان يرفض محاولات الانجرار إلى الحرب
وفي حين رمى المستويان السياسي والعسكري الكرة إلى «دولة لبنان» التي عليها «الحفاظ على اتفاق وقف النار» على حد تعبير رئيس الاركان الاسرائيلي إيان زامير، أدان الرئيس عون ما وصفه «محاولات استدراج لبنان مجدداً إلى دوامة العنف» ودعا لجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق تشرين الثاني 2024 والجيش إلى متابعة ما يحصل لتلافي أي تداعيات.
وأعلن الرئيس نبيه بري أن لدى اسرائيل نية لاستدراجنا إلى الدخول في مفاوضات سياسية وصولاً إلى التطبيع لكننا لسنا في هذا الوارد، داعياً للالتفاف حول الدولة ومؤسساتها الدستورية والقضائية والعسكرية والامنية، وحذر في السياق الرئيس نواف سلام من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية».
واتصل الرئيس سلام بالممثلة الشخصية للامين العام للامم المتحدة في لبنان جانين بلاسخارت،مطالباً الامم المتحدة بمضاعفة الضغط الدولي على اسرئيل للانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة، لما يشكله هذا الاحتلال من خرق للقرار 1701.
ولم يتأخر «حزب الله» بإعلان نفيه أن يكون الجهة التي أطقت الصواريخ مجدداً ببيان واضح التزامه باتفاق وقف اطلاق النار «فانه يقف خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد الصهيوني الخطير».
وصدر عن قيادة الجيش: ان العدو الإسرائيلي رفع منذ أمس وحتى اليوم (اسبت والاحد) وتيرة اعتداءاته على لبنان متخذاً ذرائع مختلفة، فنفّذ عشرات الغارات جنوب الليطاني وشماله وصولًا إلى البقاع، مُوقعاً شهداء وجرحى فضلًا عن التسبب بدمار كبير في الممتلكات.
اضاف: لم يكتفِ العدو بهذا القدر من الاعتداءات، فقد اجتازت آليات هندسية وعسكرية مختلفة تابعة له السياج التقني صباح أمس، ونفذت أعمال تجريف في وادي قطمون في خراج بلدة رميش، كما انتشر عناصر من قوات المشاة المعادية داخل هذه الأراضي اللبنانية، في انتهاك فاضح للقرار ١٧٠١ واتفاق وقف إطلاق النار.
"البناء":
رغم استمرار الحرب الوحشية على غزة وتسببها بعشرات الشهداء والجرحى، ورغم مواصلة الغارات الأميركية على محافظات اليمن والتسبب بتدمير البنى التحتية وقتل المواطنين الآمنين، خطفت تظاهرات اسطنبول وتل أبيب الأضواء، حيث خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين ينادون برحيل رجب أردوغان في اسطنبول ونتنياهو في تل أبيب، وانتقل الحدث التركي الأول من متابعة المشهد السوري الذي كان حتى الأمس إنجازاّ في رصيد العثمانية الجديدة، لتبدو هذه العثمانية أمام امتحان وجودي في ساحتها الأم، وتحوّل اعتقال المرشح الرئاسي رئيس بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو إلى شرارة أشعلت مواجهة مفتوحة بين النظام الحاكم والمعارضة التي يقودها حزب الشعب الجمهوري، حول هوية النظام، بين العثمانيّة التي تشكل تنظيمات مثل جبهة النصرة أدوات توسّعها في الإقليم، ومشروع تركيّ داخليّ يريد الاهتمام بشؤون البلد ومعالجة قضاياه الداخلية وتعزيز وحدته الوطنية دون إعادة نظر بتحالفات تركيا الغربية التي يحرص عليها النظام الحالي، ويتبناها معارضوه. فالهوية الاجتماعية للنظام بدت موضوع الانقسام أكثر مما هي الخيارات الإقليمية إلا من حيث تأخذ الهوية العثمانية بالنظام الحالي نحو تدخلات إقليمية لم تنجح في تحقيق وعود النظام للشركات التركية بالانتعاش الاقتصادي، سواء عبر رهان ليبيا أو الرهان السوريّ.
في تل أبيب والقدس وحيفا كانت التظاهرات التي جمعت عشرات الآلاف وتزايد المشاركون فيها أضعافاً تحت عنوان رفض إقالة رئيس جهاز الشاباك والمستشارة القضائية للحكومة، بدت الأزمة أيضاً تحت عنوان الهوية الاجتماعية للنظام وليس حول خياراته الإقليمية، بين نظام يقوده المستوطنون المتطرفون دينياً، ونظام تتوازن فيه السلطات بين الحكومة والقضاء فيطمئن له المستثمرون والمختلفون في هويتهم الاجتماعية، ويصبح الخلاف على الشؤون الإقليمية عندما تقود الخلافات حول هوية النظام إلى تعريض حياة الأسرى للخطر لأن مصلحة النظام الحاكم بالمضي بالحرب على غزة والمخاطرة بحياة الأسرى تشكل صمام أمان وحدة قوى النظام الحاكم.
في المنطقة، بقي اليمن عنوان المواجهة إسناداً لغزة، ونجحت صواريخه بإنزال المستوطنين الى الملاجئ مرة جديدة أمس، وكان جديد اليمن كلام قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي عن لبنان، حيث قال «إنّنا تابعنا الاعتداءات الإسرائيليّة على مناطق مختلفة في لبنان، وهي اعتداءات غير مبرّرة»، مؤكّدًا «موقفنا الثّابت المبدئي لإسناد إخوتنا في «حزب الله» والشّعب اللّبناني في أي تطوّرات كبيرة أو تصعيد صهيوني شامل». وشدّد على «أنّنا لن نتفرّج على الاعتداءات الصّهيونيّة على لبنان، ونقول لإخواننا في «حزب الله» والشعب اللبناني لستم وحدكم ونحن إلى جانبكم»، لافتًا إلى أنّ «في أي ظرف يتطلّب منّا التّدخل إلى جانب إخوتنا في «حزب الله» والشّعب اللّبناني، نحن مستعدّون لذلك».
في لبنان، جاء كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري قاطعاً في رفض الدعوة للتفاوض مع كيان الاحتلال وفقاً لما تحدّث عنه المسؤولون الأميركيون، فقال بري إنّ "لدى "إسرائيل" نيّةً لاستدراجنا إلى الدّخول في مفاوضات سياسيّة، وصولًا لتطبيع العلاقة بين البلدين، لكنّنا لسنا في هذا الوارد"، موضحًا أنّ "لدينا اتفاقًا يحظى بدعم دولي وعربي وبتأييد الأمم المتّحدة، ونحن نطبّقه ونلتزم بحرفيّته، و"إسرائيل" هي مَن تعطّل تنفيذه وتسعى للالتفاف عليه". وأكّد برّي أنّ "حزب الله يلتزم بالاتفاق، ولم يعرقل تنفيذه، وانسحب من جنوب الليطاني، ولم يطلق رصاصةً منذ 4 أشهر، رغم أنّ "إسرائيل" تُمعن في خرقه وتتمادى في اعتداءاتها على البلدات الجنوبيّة، وصولًا إلى البقاع والحدود الدّوليّة بين لبنان وسورية"، لافتًا إلى أنّ "الحزب يمتنع عن الرّد على الخروق الإسرائيليّة لوقف النّار، ويتّبع سياسة ضبط النّفس، ويقف خلف الدولة اللبنانية لتطبيق الاتفاق بتثبيت وقف النّار". وتوقّف أمام الاقتراح الّذي ينصّ على أن يتشكّل الوفد اللّبناني من عسكريّين ومدنيّين يتمتّعون بصفة دبلوماسيّة للتّفاوض في إطلاق الأسرى اللّبنانيّين، وانسحاب إسرائيل من النّقاط الّتي تحتلّها، وتثبيت الحدود اللّبنانيّة - الإسرائيليّة استنادًا إلى ما نصّت عليه اتفاقيّة الهدنة الموقّعة بين البلدين عام 1949، على أن تشمل النّقاط المتداخلة الّتي تحفّظ عليها لبنان والواقعة على الخط الأزرق، مشدّدًا على أنّ "مثل هذا الاقتراح غير قابل للبحث، لأنّ مجرّد القبول به يعني الإطاحة باتفاق وقف النّار الّذي يجب أن ينفّذ برعاية الـ"يونيفيل"، وبإشراف اللّجنة الخماسيّة".
لا تزال الأوضاع الميدانيّة في جنوب لبنان تشهد حالةً من التوتّر، وسط مخاوف من اتّساع دائرة التصعيد وتكرار الاستهدافات الإسرائيليّة. وأمس، استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيليّة، غارة استهدفت سيارة في بلدة عيتا الشعب جنوبي لبنان، ما أدّى إلى مقتل المواطن حسن الزين وإصابة آخرين بجروح، وفقًا لتقارير ميدانيّة.
وذكرت التقارير الميدانية أنّ صاروخًا موجّهًا أصاب سيارة الزين، بينما أشارت مصادر محلية إلى أنّ الزين هو صاحب مقهى في البلدة نفسها، كان قد تعرّض لقصفٍ مدفعيّ إسرائيليّ مباشر مساء السبت، ما ألحق أضرارًا جسيمة بالمبنى من دون وقوع إصابات بين الزبائن حينذاك.
وفي الساعات الماضية، سُجّل تحليق مكثّف لطائرات استطلاع إسرائيليّة على علوٍّ منخفض فوق الضاحية الجنوبيّة لبيروت، وفي أجواء منطقتَي بعلبك والهرمل على علوّ متوسّط، فيما ألقت طائرة مسيّرة إسرائيليّة قنابل على غرفة جاهزة في الناقورة، كان أحد أبناء البلدة قد وضعها فوق ركام منزله المدمّر، فضلًا عن استهداف عدد من المنازل الجاهزة في بلدة شيحين. كما تعرّضت منطقة اللبونة بين علما الشعب والناقورة لقصفٍ مدفعيّ إسرائيليّ. كما أغار الطيران الحربيّ الإسرائيليّ مستهدفًا منطقة اللبونة، جنوبًا. وأفيد بـ"إصابة مواطن بجروح، جرّاء إلقاء محلّقة إسرائيليّة قنبلةً على جرّافة بالقرب منه كانت تعمل على رفع الرّكام في بلدة يارون". وأعلنت قيادة الجيش - مديريّة التّوجيه، أنّ "العدو الإسرائيلي رفع وتيرة اعتداءاته على لبنان، متّخذًا ذرائع مختلفة، فنفّذ عشرات الغارات جنوب الليطاني وشماله وصولًا إلى البقاع، مُوقعًا شهداء وجرحى؛ فضلًا عن التّسبّب بدمار كبير في الممتلكات".
وأشارت في بيان، إلى أنّ "العدو لم يكتفِ بهذا القدر من الاعتداءات، فقد اجتازت آليّات هندسيّة وعسكريّة مختلفة تابعة له السّياج التّقني صباح أمس، ونفّذت أعمال تجريف في وادي قطمون في خراج بلدة رميش، كما انتشر عناصر من قوّات المشاة المعادية داخل هذه الأراضي اللّبنانيّة؛ في انتهاك فاضح للقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النّار".
ولفتت المديريّة إلى أنّه "في المقابل، عزّز الجيش انتشاره في المنطقة، وحضرت دوريّة من قوّة الأمم المتّحدة الموقّتة في لبنان - اليونيفيل لتوثيق الانتهاكات، فيما عادت القوّات المعادية إلى الدّاخل المحتل"، مؤكّدةً أنّ "قيادة الجيش تتابع التّطوّرات بالتّنسيق مع اليونيفيل والجهات المعنيّة، لاحتواء الوضع المستجدّ على الحدود الجنوبيّة".
إلى ذلك، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربيّة أحمد أبو الغيط، دعم الجامعة العربيّة وتضامنها الكامل مع لبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيليّة المتواصلة ضدّه. وأعلن المتحدّث الرّسميّ باسم وزارة الخارجية المصرية تميم خلاف، في بيان، أنّ "وزير الخارجيّة بدر عبد العاطي استقبل الممثّلة العليا للشّؤون الخارجيّة والسّياسة الأمنيّة للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، لعقد مشاورات سياسيّة للتّشاور في التّطوّرات الأخيرة الّتي شهدها جنوب لبنان، حيث شدّد على "موقف مصر الدّاعم للدّولة اللّبنانيّة ومؤسّساتها الوطنيّة واستقرارها، في مواجهة التّحدّيات الأمنيّة"، لافتًا إلى "ضرورة التّنفيذ والالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائيّة في جنوب لبنان، والانسحاب الفوري والكامل غير المنقوص للقوّات الإسرائيليّة من جنوب لبنان، وتمكين الجيش اللبناني من تنفيذ القرار 1701 من جانب كلّ الأطراف دون انتقائيّة".
استكمالاً للاتصالات الدبلوماسيّة للحدّ من التصعيد، اتصل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي بأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبيّة ونائب رئيس المفوضيّة كايا كالاس طالباً تدخلهما وإجراء الاتصالات اللازمة لوقف الهجمات الإسرائيلية، والضغط لإعادة الهدوء وإنهاء الاعتداءات المستمرّة على لبنان.
إلى ذلك تتجه الأنظار إلى التشكيلات القضائية، إلا أن الاتفاق لم يحصل بعد بين الرئاستين الأولى والثانية، حيث ستستكمل هذا الأسبوع لتعيين المدعي العام المالي وعلى خط آخر أفيد عن اجتماعات عقدت داخل قصر عدل بيروت بين رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود ووزير العدل أمين نصار للنقاش حول منصب المدعي العام التمييزي. عبود يفضل تثبيت القاضي جمال الحجار، في حين أن بعض الوزراء يطرحون اسم القاضي ربيع حسامي لتولي المنصب.
هذا وتستمر الاتصالات والمشاورات على الصعيد الداخلي ومع الخارج لتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان قبل نهاية هذا الشهر علماً أن المعلومات تشير الى تمسك رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بتعيين كريم سعيد. إلا أن التباينات بينه وبين رئيس الحكومة لا تزال على حالها حيال الاسم إذ أن نواف سلام يميل إلى اسم آخر علماً أن الأسماء المطروحة مقبولة كلها من واشنطن.
هذا ويصل إلى بيروت غداً الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وسيبحث موضوع حاكمية مصرف لبنان مع المسؤولين اللبنانيين في إطار مناقشة موضوع متابعة الإصلاحات التي تحرص باريس على إنجازها بأسرع وقت ممكن وتشير المعلومات إلى أن باريس تدعم وصول المصرفي سمير عساف إلى الحاكميّة. وعلى خط آخر سيبحث لودريان مع المسؤولين ملف الجنوب وتنفيذ كامل اتفاق وقف إطلاق النار. وتأتي زيارة لودريان قبل ساعات من زيارة سيقوم بها الرئيس عون إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال البطريرك الماروني بشارة الراعي لقد آن الأوان لنبدأ معًا في تنقية الذاكرة عبر الحوار الصادق الصريح والعمل على التقارب وتعزيز المشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة، بهدف خلاص لبنان وإعادة بنائه وطن الرسالة. وهذا يقتضي العمل معًا "في الأمور الجوهريّة بالوحدة، وفي العوارض بالحريّة، في جميع الأمور "بالمحبّة" (القدّيس أوغسطينوس). إنّ تنقية الذاكرة أمرٌ شجاع ومتجرّد في آن. لكنّها ضروريّة للجميع لأنّها المدخل الوحيد إلى الوحدة الوطنيّة والاستقرار النفسيّ والأمنيّ والاجتماعيّ".
في كاتدرائيّة مار جرجس وسط بيروت، ودّع الجسم الصحافي الإعلامية هدى شديد بعد صراع طويل مع مرض السرطان. وترأس مطران بيروت للموارنة بولس عبد الساتر الصلاة الجنائزيّة، بحضور لفيف من الكهنة والشمامسة. وقال رئيس مجلس إدارة الـ LBCI الشيخ بيار الضاهر في كلمة له: "هدى العبرة والمثال ستبقى". وبعد التعازي، انتقل موكب جثمان شديد إلى مسقط رأسها ليوارى في الثرى. بنثر الورود وقرع جرس كنيسة مار أنطونيوس الكبير في بيادر رشعين حيث استقبل الجيران والأهل والأصدقاء والزملاء في زغرتا والبلدات المجاورة والبلدات الشمالية الأخرى جثمان الإعلامية الراحلة الزميلة هدى شديد في رحلتها الأخيرة من كنيسة مار جرجس في وسط بيروت إلى مدافن العائلة في مسقط رأسها كفريا قضاء زغرتا.
واعتبر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان أنَّ رحيل الصحافية والإعلامية هدى شديد خسارة للإعلام المهني الرصين.
وفي بيان له، قال حردان: "عرفنا الإعلامية الراحلة هدى شديد أنموذجاً طيباً للصحافة التي هي مقياس ارتقاء المجتمع، وصورة أخلاقه".
وأضاف: "لقد كانت الرسالة الإعلامية التي حملتها الراحلة مرآة ترى بها البلاد نفسها، وتنعكس عنها صورتها، ويتجلّى فيها تمدّنها كما هو. لقد كانت الراحلة من العاملين في صفوف السلطة الرابعة، المدافعين عن حرية شعبهم، ومصلحة مجتمعهم".
وختم حردان بتوجيه أخلص العزاء إلى عائلة الراحلة وزملائها وعموم الصحافيين والإعلاميين، داعياً إياهم إلى متابعة مسيرة الفقيدة التي أفنت سنوات عمرها في سبيل سموّ تلك الرسالة وازدهارها.
"الأنباء" الالكترونية:
تصدر المشهد الجنوبي واجهة الاحداث وأعاد الى الاذهان صورة الايام السوداء التي عاشها اللبنانيون في الأشهر الماضية التي سبقت الاعلان عن وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان والتزام الجانب اللبناني بتطبيق القرار 1701.
وبنتيجة تجدد الغارات الاسرائيلية على نطاق واسع التي شهدتها الساعات الماضية ضد لبنان، استغربت مصادر امنية عبر الانباء الالكترونية الادعاءات الاسرائيلية التي تحدثت عن اطلاق صواريخ من الجنوب باتجاه مستعمرة المطلة لتبرر عدوانها على لبنان ومسارعة حزب الله الى نفي علاقته بها. وتساءلت المصادر عن الجهات المسؤولة عن اطلاق الصواريخ بغياب الجهات التي كانت تشجع على ذلك. فبعد سقوط النظام السوري وتراجع النفوذ الايراني في المنطقة ليس هناك من جهة لها مصلحة بتوتير الاجواء على الجبهة الجنوبية.
ورات المصادر ان ليس هناك قوة في الجنوب بإمكانها القيام بهكذا أعمال في ظل انتشار الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني، علما ان طائرات الاستطلاع الاسرائيلية لم تتوقف عن مراقبة الاراضي اللبنانية ليل نهار منذ ما قبل اندلاع الحرب بين اسرائيل وحزب الله وحتى تاريخه. واستمرار العدو باحتلال خمسة نقاط للمراقبة كما تدعي. وتوقفت المصادر عند فرضية قيام اسرائيل باطلاق هذه الصواريخ لتوتير الاجواء كما فعلت في غزة. عليه فقد رفع العدو الاسرائيلي من وتيرة اعتداءاته على لبنان ما ادى الى سقوط شهداء وجرحى وتسبب بدمار كبيرفي البيوت والممتلكات.
فرنسا قلقة
وفي تعليقها على تجدد الاعتداءات الاسرائيلية ضد لبنان اعربت الخارجية الفرنسية عن قلها الشديد إزاء تجدد التوترات في جنوب لبنان، محذرة من التداعيات الخطيرة لهذا التصعيد. وفي بيان رسمي ادانة فرنسا اطلاق الصواريخ من لبنان باتجاه الاراضي المحتلة، ودعت اسرائيل الى ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد. واكدت الخارجية الفرنسية على اهمية عدم المساس بالتقدم الكبير الذي تم تحقيقه في الأشهر الماضية لضمان الامن على جانبي الخط الازرق.
شينكر
الى ذلك اعلن مساعد وزير الخارجية السابق دايفييد شينكر ان إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترمب تعتقد أن الجيش اللبناني قام بخطوات مهمة لتطبيق القرار 1701 وهي الآن تركز على احراز تقدم في مفاوضات ترسيم الحدود اللبنانية الاسرائيلية من دون ان يؤدي ذلك الى التطبيع بين البلدين. لافتاً الى وجود 12 نقطة متنازع عليها على طول الحدود لكن مساحة الاراضي المعنية صغيرة نسبياً ولا ينبغي أن يكون ذلك صعباً نظراُ لان الحكومة اللبنانية الحالية لم تعد خاضعة لحزب الله. ورأى بأن الجزء الاكثر إثارة للجدل بشأن الحدود هو مزارع شبعا التي يفترض ان يكون حلها اصبح سهلاً بعد سقوط نظام بشار الأسد.
أورتاغوس إلى لبنان
وفي المعلومات يتوقع ان تزور لبنان بعد عطلة عيد الفطر السعيد نائبة المبعوث الاميركي لشؤون الشرق الاوسط مورغان اورتاغوس في اطار المواكبة الاميركية للوضع اللبناني والبحث في اطلاق الاسرى وتحديد الحدود البرية. وحل النقاط المختلف عليها بين لبنان واسرائيل.
سكاف
في المواقف اشار النائب غسان سكاف في حديث لجريدة الانباء الالكترونية ان لبنان لن يكون بمنأى عما يحدث في غزة وفي سورية من اعتداءات اسرائيلية وان الاعتداء الذي تعرض له لبنان في الساعات الماضية من قبل العدو الاسرائيلي يأتي ضمن مخطط يهدف الى استمرار التوتر في المنطقة خدمة لاهدافه . داعياً الحكومة الى القيام بخطوات استباقية تمنع زحف الانفجار من غزة الى لبنان. ومنع التطورات التي تحصل في سورية من الانتقال إلى لبنان ايضاً. وقال مازلنا حتى الان بعيدين عن نهوض الدولة كما وعدنا بذلك. فمنذ شهرين الى الان لم نر شيئا. مشددا على اهمية التضامن الحكومي لقيام الحكومة بعمل جاد، لكن تصريحات وزير المالية ووزيرة البيئة لا تصب في جانة هذا التضامن. متوقفاً عند كلام وزيرة البيئة ان وجود الاحتلال يعطي الحق بالمقاومة بينما وزير الخارجية يوسف رجي يرىخلاف ذلك تماماً. واعتبر ان ملامح هذا الانقسام بين الوزراء لا توحي بالتفاؤل في هذه المرحلة. ورأى ان في لبنان عدة اقرقاء ، الاول ينتظر عامل الوقت وما قد تؤول اليه تطورات الوضع في سورية لاعادة تعويم نفسه. وفريق يراهن على اشتداد الضغط الخارجي لتحجيم حزب الله. وفريق ثالث لا يريد ان يحصل احتكاك بين الجيش وحزب الله.
سكاف تحدث عن استياء اميركي من المماطلة من قبل الحكومة لسحب سلاح حزب الله، وان اميركا تعرف ان الحكومة لا يمكنها ان تفعل ذلك دون ان يتنازل حزب الله او ان تقوم بالضغط على ايران من اجل ان يسلم حزب الله سلاحه. وتعليقاُ على توقيع حزب الله على اتفاق الهدنة وموافقته على تسليم سلاحه رأى بأنه يعرف ما يحصل فوق الطاولة لكنه لا يعلم ما يجري تحتها.
وعن الية التعيينات اشار بان هناك الية كان قد وضعها الوزير محمد فنيش منذ 20 سنة، يمكن اعتمادها بدل الاعتماد على الية جديدة. ورأى بأن التعيينات ليست بأهمية الاعتدال على لبنان كما حصل في اليومين الماضيين، وما يجري في غزة قبل ايام. كاشفا ان هدف اسرائيل هو تقسيم سورية واي تقسيم في المنطقة قد يرتد سلباُ على لبنان. لافتاً الى وجود تباين بين اميركا واسرائيل بشان الوضع في سورية. واعبر بأن تأييد قسد لإدارة الشرع جاء بموافقة اميركا بخلاف ما تريده اسرائيل التي تسعى لتقسيم سورية. داعياً الى القيام بخطوات استباقية من اجل صيانة هذا البلد وابعاده عن الرياح القادمة من غزة وغيرها.وعدم استمرار البعض يدفن رؤوسهم بالرمال. اوراى بأن المنطقة على صفيح ساخن واي غلطة ستؤدي الى الانتحار.
في السياق عينه امل عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور ان لا تتكرر المأساة التي عشناها في الأشهر الماضية. متمنياً ان يتوحد الموقف اللبناني الجامع خلف الدولة بالالتزام بتطبيق القرار 1701 والالتزام جميعاً بما. افقت عليه الحكومة اللبنانية. وان تكون الدولة هي خيارنا ليس من باب دعوتها الى القيام بما يجب ان تقوم به فقط لاحراجها وإظهار ضعفها.
على خط اخر يصل الى لبنان بعد غد الاربعاء في 26 الجاري الموفد الفرنسي جان ايف لودريان للقاء كبار المسؤولين والمشاركة في وضع روزنامة الزيارة التي يقوم بها الرئيس جوزاف عون الى فرنسا التي يلتقي خلالها الرئيس ايمانويل ماكرون وكبار المسؤولين الفرنسيين.
"الشرق":
من المستفيد من اعادة عقارب ساعة لبنان الى الوراء؟ ومن يحاول العبث بأمنه وبتخريب انطلاقة العهد الواعد؟ من هي الجهة التي تملك من الجرأة ما يتخطى قوة ومفعول الاتفاق اللبناني –الدولي على وقف النار الذي فرمّل دمار لبنان بأكمله منذ أشهر قليلة؟ هل هي جهة صغيرة تجرأت على هز أمن لبنان مجدداً؟ وهل من يصدق هذه الفرضية؟
الثابتة الوحيدة في ما حصل اول امس ان من اطلق الصواريخ، كائنا من كان، لبنانيا ام فلسطينيا لا فرق، يعمل لمصلحة اجندة خارجية هدفها ابقاء لبنان في دوامة الخطر واستخدامه في بازار التفاوض الاقليمي والدولي.
صواريخ مجهولة الهوية والهدف عادت في لحظات مصيرية من واقع لبنان ووضع المنطقة لتوجه رسائل صاروخية خرقت الافق الجنوبي باتجاه اسرائيل ، ومن هناك رد جيش الاحتلال بقصف قرى جنوبية واستهدافها بغارات حصدت المزيد من الضحايا والجرحى.
حزب الله سارع الى نفي أيّ علاقة له بإطلاق الصواريخ واكد “وقوفه خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد الصهيوني الخطير على لبنان”، مؤكداً التزامه باتفاق وقف إطلاق النار”. فيما اعتبرت اسرائيل التي اعلنت دك مواقع لحزب الله ، “ان لا يمكن الان التحقق من هوية الجهة التي اطلقت الصواريخ مدرجة الامر في سياق الخرق الخطير لتفاهمات وقف اطلاق النار مهددةً بالتحرك ضد الخرق من لبنان او الرد عليه”.
جهة واحدة مطلوب منها وبإلحاح كشف هوية مطلقي الصواريخ هي الدولة اللبنانية واجهزتها الموضوعة تحت المجهر الدولي، لاثبات قدرتها على السيطرة على الارض ومنع المتربصين بها شراً من استمرار التلاعب بمصير لبنان وشعبه، فلا تطلق بعد اليوم صواريخ منزوعة المسؤولية كأسلافها من الصواريخ اللقيطة غير الممهورة بأي توقيع، ولا تجر لبنان الى حروب عبثية.
اتصالات
ونسبة لخطورة الحدث، تحركت سريعا الاتصالات وجرت على أعلى المستويات مع الأطراف المعنية باتفاق وقف إطلاق النار لمنع تدهور الوضع”، وأفيد أن “الجيش اللبناني اجرى تحقيقا دقيقا لمعرفة تفاصيل عملية إطلاق الصواريخ والجهة المسؤولة”. واعتبر حزب الله هذه الاتهامات جزءًا من محاولات إسرائيلية لتبرير استمرار اعتداءاتها العسكرية على لبنان.
إدانة ومناشدة
رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون شدد على إدانة محاولات استدراج لبنان مجددا إلى دوامة العنف. واعتبر ان ما حصل اليوم في الجنوب، وما يستمر هناك منذ 18 شباط الماضي، من عدم التزام بحرفية اتفاق وقف النار، يشكل اعتداء متمادياً على لبنان وضرباً لمشروع انقاذه الذي أجمع عليه اللبنانيون. وناشد رئيس الجمهورية جميع أصدقاء لبنان التنبه لما يحاك ضده من أكثر من طرف معادٍ. كما دعا القوى المعنية في الجنوب اللبناني كافة، ولاسيما لجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق تشرين الثاني 2024، والجيش الى متابعة ما يحصل بجدية قصوى لتلافي أي تداعيات، وضبط أي خرق او تسيّب يمكن ان يهدد الوطن في هذه الظروف الدقيقة. كما طلب الرئيس عون من قائد الجيش العماد رودولف هيكل اتخاذ الاجراءات الميدانية الضرورية للمحافظة على سلامة المواطنين، والتحقيق لجلاء ملابسات ما حصل .وأهاب رئيس الجمهورية بجميع المسؤولين عن التطورات بأن يكونوا في موقع الحرص على لبنان أولاً وأخيراً.
اجتماع أمني
وفي السياق، استقبل وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، وزير الدفاع الوطني ميشال منسى، وتم التداول في الأوضاع الأمنية.وكان تشديد على أهمية التنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية لضمان حفظ أمن الوطن والمواطنين.
وشددد وزير الدفاع على “رفض لبنان العودة الى ما قبل وقف اطلاق النار في تشرين الثاني 2024 والتصدي بقوة لمحاولات ضرب جهود الدولة في ترسيخ الامن والاستقرار على كل الاراضي اللبنانية، لا سيما على الحدود الجنوبية والشرقية”.وأشار الى أن “الجيش اللبناني باشر التحقيق في ملابسات اطلاق صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل”، مطالباً الدول الراعية لاتفاق وقف النار بـ”ردع الجيش الاسرائيلي عن انتهاكاته واعتداءاته المتمادية تحت حجج واهية وذرائع كاذبة”.
"الشرق الأوسط":
يأتي رد إسرائيل بغارات عنيفة على لبنان، لإطلاق 5 صواريخ لا تزال «مجهولة الهوية» باتجاه أراضيها، في سياق الضغط على لبنان لاستدراجه للدخول في مفاوضات سياسية، بخلاف ما نص عليه اتفاق وقف النار الذي رعته الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، وتشكلت لجنة «خماسية»، برئاسة الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، للإشراف على تطبيقه تمهيداً للشروع بتنفيذ القرار.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس المجلس النيابي للبناني، نبيه بري، أن «لدى إسرائيل نية لاستدراجنا للدخول في مفاوضات سياسية وصولاً لتطبيع العلاقة بين البلدين، لكننا لسنا في هذا الوارد». وقال بري لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا اتفاق يحظى بدعم دولي وعربي وبتأييد الأمم المتحدة، ونحن نطبّقه ونلتزم بحرفيته، وإسرائيل هي من يعطل تنفيذه وتسعى للالتفاف عليه».
وأضاف بري أن «الجيش اللبناني هو الآن على جهوزيته لاستكمال انتشاره في جنوب الليطاني، لكن المشكلة تكمن برفض إسرائيل الانسحاب من عدد من النقاط، وهذا ما حال دون انتشاره حتى الحدود الدولية بمؤازرة قوات الطوارئ الدولية المؤقتة (يونيفيل)».
وأكد أن «حزب الله» يلتزم بالاتفاق، ولم يعرقل تنفيذه، وانسحب من جنوب الليطاني، ولم يطلق رصاصة منذ 6 أشهر، رغم أن إسرائيل تمعن في خرقه وتتمادى في اعتداءاتها على البلدات الجنوبية، وصولاً إلى البقاع والحدود الدولية بين لبنان وسوريا، مؤكداً أن «الحزب يمتنع عن الرد على الخروق الإسرائيلية لوقف النار، ويتّبع سياسة ضبط النفس، ويقف خلف الدولة اللبنانية لتطبيق الاتفاق بتثبيت وقف النار».
ورأى رئيس البرلمان أن «الاتفاق الذي تعهدت الولايات المتحدة بتنفيذه ينص على انسحاب إسرائيل، وانتشار الجيش، وإطلاق الأسرى اللبنانيين لديها، لكنها ترفض الانسحاب، وتستمر في اعتداءاتها. وكان آخرها ما حصل في الساعات الماضية، متذرّعة بحجة واهية بإطلاق صواريخ على مستعمرة المطلة».
وتوقف أمام الاقتراح الذي ينص على أن يتشكّل الوفد اللبناني من عسكريين ومدنيين يتمتعون بصفة دبلوماسية للتفاوض في إطلاق الأسرى اللبنانيين، وانسحاب إسرائيل من النقاط التي تحتلها، وتثبيت الحدود اللبنانية - الإسرائيلية استناداً إلى ما نصت عليه اتفاقية الهدنة الموقعة بين البلدين عام 1949. على أن تشمل النقاط المتداخلة التي تحفّظ عليها لبنان والواقعة على الخط الأزرق، وقال إن «مثل هذا الاقتراح غير قابل للبحث لأن مجرد القبول به يعني الإطاحة باتفاق وقف النار الذي يجب أن ينفّذ برعاية الـ(يونيفيل)، وبإشراف اللجنة (الخماسية)».
أورتاغوس إلى المنطقة
وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لـ«الشرق الأوسط»، مورغن أورتاغوس، ستصل، في الساعات المقبلة، إلى تل أبيب لإجراء جولة من الاتصالات تشمل القيادة الإسرائيلية، وعلى جدول أعمالها التحضير لورقة عمل هي بمثابة خريطة طريق للبدء بتنفيذ النقاط الثلاث التي كانت تحدثت عنها سابقاً، وتتعلق بإطلاق الأسرى اللبنانيين، وانسحاب إسرائيل، وتحديد الحدود الدولية بين البلدين.
وبحسب المعلومات، فإن زيارتها لبيروت مطروحة، لكن لا شيء نهائياً ما لم تتوصل إلى تفاهم مع رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، وأركان حربه، حول الخطوط العريضة لآلية تطبيق الاتفاق ليكون في وسعها الوقوف على الرأي اللبناني، في محاولة لوضع تطبيقه على نار حامية.
لذلك، ومع أن إسرائيل أسقطت الصواريخ فوق الخط الأزرق، ولم تخترقه لاستهداف مستعمرة المطلة، فإنها سارعت إلى توسيع خروقها لتشمل جنوب الليطاني وشماله وصولاً إلى البقاع، فإنها تدرك سلفاً بأن إطلاقها تم بصورة بدائية وموضوعة خارج الخدمة بالمفهوم العسكري للكلمة، وهي كناية عن «قنابل صوتية لتمرير رسالة مجهولة»، كما يقول مصدر لبناني لـ«الشرق الأوسط»، ولا يترتب عليها، في حال سقوطها بالمنطقة التي تستهدفها، أي تدمير يُذكر.
ولفت المصدر إلى أن إسرائيل تتطلع من خلال توسيع ردّها للضغط على لبنان للدخول في مفاوضات مباشرة. وقال إنها ليست في حاجة إلى ذرائع لتبرير عدوانها، وهي استغلت إطلاق الصواريخ لتواصل ملاحقتها لقيادات وكوادر «حزب الله»، ممن أدرجت أسماءهم في بنك الأهداف، وتستمر في ملاحقتهم لاغتيالهم.
واستغرب المصدر كل ما يقال؛ من أن الرد الإسرائيلي على نطاق واسع يهدف إلى تمرير رسالة نارية لـ«حزب الله» تحذّره من لجوئه مجدداً إلى إشعال الجبهة الجنوبية إسناداً لغزة وتضامناً مع الجماعة الحوثية في اليمن الذين يتعرضون إلى غارات أميركية.
وأكد أن الحزب ليس في وارد إشعال جبهة الجنوب، وهو يعكف الآن على تقييمه للتداعيات التي ترتبت على إسناده لغزة وتحديده للخروق التي مكّنت إسرائيل من اغتيال كبار قادته السياسيين والعسكريين، وأن تمسُّك بعض نوابه ومسؤوليه بثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» ما هو إلا شعار سياسي يبقى قائماً، ولن يكون له من مفاعيل ما دام الحزب يقف خلف الدولة التي تراهن على الخيار الدبلوماسي لتثبيت وقف النار، شرط أن توقف إسرائيل خرقها له.
وقال المصدر إنه ليس في مقدور الحزب، في ضوء سوء تقديره لرد إسرائيل على إسناده لغزة، الخروج عن المزاج الشيعي الذي يراهن على تنفيذ الاتفاق لعودة الجنوبيين إلى بلداتهم المدمرة الواقعة على الخطوط الأمامية قبالة شمال إسرائيل. وأكد أن ما تبقى لديه من قدرات عسكرية لا يسمح له بإقحام الجنوب في مواجهة جديدة.
ورأى أنه لا خيار أمام الحزب سوى التعاطي بواقعية مع الوضع القائم حالياً في الجنوب بعيداً عن المزايدات الشعبوية، آخذاً بعين الاعتبار الاختلال الفادح بموازين القوى الذي أفقده قوة الردع وتوازن الرعب واحتفاظه بقواعد الاشتباك.
وعليه، لا يمكن لقيادة الحزب أن تتجاهل إصرار المجتمع الدولي على نزع سلاحه وحصريته بالدولة، وردود الفعل الدولية على إطلاق الصواريخ التي خلت من أي إدانة لإسرائيل لتوسيع عدوانها، وهذا ما يدعوها لترجيح الخيار الدبلوماسي لإلزامها بالانسحاب، انطلاقاً من أن رئيسي الجمهورية العماد جوزاف عون والحكومة نواف سلام يواصلان اتصالاتهما دولياً وعربياً لتأمين شبكة أمان سياسية للبنان للضغط على إسرائيل للانسحاب تمهيداً لتطبيق القرار «1701» بكل مندرجاته.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا