جبهة العمل الإسلامي: المحافظون الجدد عنوان للفدرلة والانفصال عن الواقع اللبناني
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Mar 25 25|20:29PM :نشر بتاريخ
اعتبرت جبهة العمل الإسلامي ان "المؤتمر التأسيسي الأوّل لما سمي "المحافظون الجدد" الذي انعقد في بيت مري، بحضور شخصيّات لها تاريخها الأسود في الحرب الأهليّة اللبنانيّة، ولها تاريخ قديم جديد في الدعوة إلى الانقسام وانفصال ما سُمّي بالمجتمع المسيحي عن باقي أطياف وطوائف المجتمع اللبناني الذي يتميّز عن بقيّة المجتمعات في عالمنا العربي والإسلامي بهذا التنوّع من الطوائف وبصيغة العيش المشترك المتوافق عليها من الجميع".
وأشارت الجبهة إلى "أمور خطيرة جدّاً وردت في هذا المؤتمر المشبوه وتحديداً في هذا الوقت بالذات وفي ظلّ العدوان الدموي الإسرائيلي المستمر على لبنان وشعبه الذي يفتك بالبشر والحجر"، محذرة من "دعوة الفدرلة الخطيرة، فدرلة ما أسموه بالمجتمع المسيحي والانفصال عن باقي الطوائف كخيار سياسي أصيل لمسيحيي لبنان، واتخاذ كلّ الخيارات الممكنة حال الرفض من قِبل الأطراف الأخرى بغية تأمين الحريّة والإنسانيّة بعيداً عن الشعارات الرنّانة التي لم تتسبّب إلا بالويلات للشعب المسيحي في لبنان كما قالوا وادعوا".
ونبّهت الجبهة الى "خطورة هذه الدعوة المشبوهة اليوم في ظلّ التطوّرات الحاصلة في المنطقة لأنّها دعوة تجزئة وانفصال، وهي تأتي في المقام الأوّل في وجه العهد الجديد، وفي وجه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون تحديداً وحكومته، وفي وجه بيان القسم وما أكّد عليه من وحدة اللبنانيين ومن العدل والمساواة والتوازن والشراكة وصيغة العيش المشترك، وبالتالي ضد مشروع قيام ونهوض الدولة العادلة القويّة برمّته".
واستغربت ما "أسماه مؤتمر الإنفصال المشبوه الذميّة السياسيّة المفروضة على المسيحيين"، ورأت فيها "دعوة فارغة لحشد الأفراد والتعبئة لمشروعهم الجهنميّ الخطير، وإلا أين هي تلك الذميّة السياسيّة التي يتحدّثون عنها؟ فالجميع في لبنان لهم خياراتهم السياسيّة ولهم مواقفهم المعلن عنها، ولا أحد يُجبر أحداً على اتخاذ أي قرار، أو يضغط عليه، بل على العكس من ذلك تماماً، وهذا ما هو واضح للعيان وللشعب اللبناني الموحّد تحت ظلّ وفي كنف الدولة العادلة".
ورأت الجبهة أنّ "بناء وقيام دولة تحترم الإنسان لا تكون إلا باحترام الإنسان لأخيه الإنسان، ولا تُبنى الدول إلا بالتعاون والتعاضد والتكاتف بين أبنائها وجميع مكوّناتها، فهكذا تُبنى الدول والأوطان وتعمر البلدان"، مؤكدة "أهميّة البقاء على شعار وعنوان حوار المكونات الدينية قولاً وفعلاً، إذ به ترتقي الإنسانيّة إلى السمو بالمحافظة على القيم والمبادئ الدينيّة التي تحافظ بدورها على هويّة المجتمعات الدينيّة، وليس ما ادّعى هؤلاء المحافظون الجدد من أنّه يُميّع الهويّة الدينيّة بالمحاباة والتدليس والمساومة على العقائد، علماً أنّ ما ادعوه غير موجود إلا في قاموسهم اليميني المتطرّف ليس إلا. وتتميّز دعوة هؤلاء أيضاً بنزعتهم العنصريّة البحتة من خلال الدعوة إلى إجلاء وإخراج جميع اللاجئين السوريين والفلسطينيين، والذين هم موجودون على الأراضي اللبنانية بموجب قرارات ومواثيق قانونيّة محلّية ودوليّة، وكذلك دعوتهم البغيضة المقيتة أيضاً لعدم الزواج برعايا دول الجوار، وهذا الأمر من ناحية المرأة هو تعدٍّ على حقوقها الشخصيّة ومنع لها باختيار من تراه مناسباً لها كشريكٍ، فلا يجوز بأي حال من الأحوال فرض هكذا أمر شخصي على النساء الراغبات في الزواج من غير اللبنانيين ( سوريين فلسطينيين مصريين ) إن وجدن في ذلك سعادتهنّ".
وأكدت ان "المطلوب الوحدة الوطنيّة ثم الوحدة الوطنيّة لمواجهة مشاريع التقسيم، ولمواجهة المؤامرة الأميركية الصهيونية المحدقة بنا جميعاً، لذا فنحن كمسلمين لا نرفض الغرب كشعوب، بل نرفض السياسات الغربية المعادية لنا، ونرفض الكيدية والمؤامرة ونهب وسرقة واختلاس ثرواتنا، ونرفض الشروط والإملاءات السياسية والضغوط علينا، ونرفض التطبيع قولاً واحداً وجملة وتفصيلاً".
ونبّهت الجبهة أيضاً الى "خطورة دعوتهم رفض إتفاق الطائف، هذا الإتفاق الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية وأعاد الأمور إلى نصابها الطبيعي من خلال إعطاء كلّ ذي حقّ حقّه بموافقة القوى السياسية اللبنانية وقياداتها التي وقّعت على هذا الإتفاق، فبه انتهت حقبة المارونية السياسية التي كانت سبباً في إشعال الحروب والفتن الداخلية، وسبباً في إنقسام الشعب اللبناني وتمزّق الدولة من خلال تلك الإمتيازات التي فرضوها على كلّ القطاعات العامة والمؤسّسات الرسمية في حينه. إنّ الإنقلاب على الطائف وبالمختصر المفيد هو انقلاب على مشروع قيام وبناء الدولة العادلة من جديد. إننا في جبهة العمل الإسلامي نؤكد أننا كأهل سنة وجماعة الذين نمثل السواد الأعظم من الأمة العربية والإسلامية والذين كانوا عنوان التعايش ونحن الذين حافظنا على الوجود المسيحي وكنائسهم وأديرتهم في المشرق العربي وما العهدة العمرية التي أقرها خليفة المسلمين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو إمامنا وقدوتنا، ورفضه أن يصلي في كنيسة القيامة حتى لا يقام مكانها مسجد تحت ذريعة أن هنا صلى عمر إلا النموذج الإسلامي الصادق على حرص أهل السنة والجماعة الدائم على الوجود المسيحي البناء والتعايش المشترك، لذلك نؤكد تمسكنا باتفاق الطائف ونطالب جميع المكونات اللبنانية الإعلان الواضح والصريح بتمسكهم والتزامهم بهذا الاتفاق والعمل على تنفيذ كافة بنوده في أسرع وقت".
ورأت الجبهة في "دعوة اليمين المسيحي اللبناني المتطرّف دعوة للتقزيم والانسلاخ عن واقع لبنان ومحيطه العربي، وهذه دعوة مشبوهة مرفوضة ومذمومة لأنّها دعوة إنعزالية عن المحيط والمجتمع، وهي دعوة انتحار للمسيحيين في الشرق تؤدي في نهاية المطاف إلى إنهاء الوجود المسيحي المشرقي الذي نحن أشد حرصاً عليه لأن هذا ما يميز بلدنا. ولا يستطيع أيّ كانتون طائفي مسخ صغير أن يحفظ أمن وسلامة مواطنيه بهذه العقلية الطائفية العنصرية البغيضة. لذلك فإننا نرى أنّ إسم هؤلاء ينبغي أن يكون الإنعزاليين الجدد بدل المحافظون الجدد وعلى شركائنا في الوطن وإخوتنا في الخلق والإنسانيّة من الطائفة المسيحية الكريمة الردّ عمليّاً على هؤلاء من خلال إعلان تمسّكهم بإتفاق الطائف، ومن خلال نبذ الفرقة والتجزئة ودعوات الفدرلة والتقسيم، والتمسّك بوحدة اللبنانيين جميعاً، وبالدولة اللبنانية القويّة العادلة والمتماسكة، إذ أنّنا قادمون على أيّام صعبة وعجاف لا تقوم فيها قائمة للضعفاء والمشرذمين. ومن هنا لا بدّ من موقف مسيحي وإسلامي واحد، بل لا بدّ من موقف وطني جامع لرفض تلك الدعوة، فلقد انتهت في لبنان تلك العهود والعصور المظلمة، وانتهت مشاريع الانعزال والتقسيم والانفصال إلى غير رجعة، ومن يستقوي اليوم بترامب والغرب وبالعدو الصهيوني الغاشم سيدفع ثمناً باهظاً، ولعلّ التاريخ كسابقاته من الأيّام لن يرحم أحداً، الإنعزالية اللبنانية سقطت، والوحدة اللبنانية باقية وهي الأساس لوجود الدولة القويّة ونهوض المجتمع".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا