ماهر حمود: إبادة غزة وقتل لبنان مستمران بلا رادع
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Mar 28 25|19:04PM :نشر بتاريخ
سأل رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، في موقفه الاسبوعي، بعنوان "يوم القدس": لماذا تنفرد ايران باحياء يوم القدس، الذي يتضمن حض الامة على الجهاد وفي سبيل الله، وتوحيد الجهود على طريق القدس والدعوة الى الايمان بحتمية زوال اسرائيل؟ لماذا لا يتجاوب العالم الاسلامي مع هذه الدعوة التي ينبغي ان تكون مكمّلة لإيمان المسلمين وتأكيدا على ايمانهم بالقرآن الكريم ؟".
أضاف :"الجواب بسيط: لان اكثر الدول العربية والاسلامية، ان لم نقل كلها، هي مساحات نفوذ للاميركي، وان اكثر الحكام هم دُمىً ينصّبهم ويقيلهم الاميركي ويملي عليهم ما ينبغي ان يفعلوا.
لقد استطاعت ايران ان تتخلص من النفوذ الاميركي، ولعلها المكان الوحيد في العالم الاسلامي الذي يمكن ان يتخذ منه قرار مخالف للاملاءات الاميركية، يليها اليوم اليمن".
أضاف :" والسؤال الكبير: هل حقاً ان سبب عدم تجاوب العالم الاسلامي هو الخلاف المذهبي؟ والجواب سؤال ايضا: ماذا لو ان ايران تخلت عن المذهب الشيعي وتبنّت المذهب السني وألغت مظاهر الخلاف والممارسات التي تعتبر رمزاً للتشيع، وجعلت الصحابة الكرام، وعلى رأسهم ابو بكر وعمر رضي الله عنهما، رمزاً لها ... الخ، ولكنها في نفس الوقت احتفظت بالشعارات السياسية: اميركا الشيطان الاكبر، الموت لاسرائيل، الى الوحدة ايها المسلمون، اسرائيل غدة سرطانية يجب ان تزول، لا شرقية ولا غربية، الى آخر هذه الشعارات التي ارتكزت عليها ايران لتنشئ محوراً مميزاً، يحاول ان يغير التاريخ الى المجرى الصحيح، هل ستتغير نظرة الدول العربية والاسلامية لايران، ام انها ستبقى تحاربها وتتهمها وتستخرج لها اخطاء وخطايا تبنى عليها لتبدل العداوة من الصهاينة الى هذا المحور؟."
وتابع :"الجواب واضح: ستبقى العداوة وسيبقى التحريض مما يؤكد ان الامر هو سياسي وليس مذهبياً.
والسؤال الثاني: لماذا "ارتد" العالم الاسلامي برمته تقريبا، واستطاعت ايران ان تخرق هذا المشهد المذل؟ والجواب هذا امتحان رباني للنفوس الضعيفة التي لا تستطيع ان تخرج من الضيق المذهبي الى رحابة الاسلام، وقد رسبت الاكثرية في هذا الامتحان".
واستطرد حمود :"وفي نفس الوقت نحن نقول: اننا لن نستطيع تحديد (من ومتى وكيف) من الذي سيكون على رأس زوال الصهاينة، ولا نستطيع ان نحدد متى بدقة، ولن نستطيع تحديد الكيفية، ولكن آية في كتاب الله في الصفحة الاولى من سورة الاسراء لا بد ان تحصل، وهو قوله تعالى (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7))، ولقد دخل المسلمون القدس بعد اليرموك وبعد ان استشار سيدنا عمر الصحابة الكرام: هل يذهب لاستلام مفاتيح القدس بنفسه، كما طلب بطريرك القدس صفرنيوس، ام يرسل احداً نيابة عنه، لقد اخذ سيدنا عمر برأي سيدنا علي وخالف الجميع واتى بنفسه لاستلام مفاتيح القدس في القصة المشهورة ، واستلم المفاتيح وصلى خارج كنيسة القيامة وكتب الوثيقة التاريخية مع اهل ايلياء (القدس)، والتي تعتبر من اهم الوثائق التاريخية".
وقال :"عمر وعلي متضامنان متكافلان متكاملان، ليس ثمة خلاف بينهما كما تثبت النصوص الكثيرة، وما ينسب الى خلافات عميقة ليست الا تراكمات تاريخية اكثرها اوهام كتبها يستطيع ان يرى المشهد كاملا".
وسأل :"من هو القادر اليوم على الغاء هذه الثقافة العامة واستبدالها بالحقائق القرآنية والتاريخية، فقط رب العالمين بقدرته السامية.
وختم حمود :"ومن هنا حتى يأتي ذلك اليوم فنحن نرى ان محور المقاومة بقيادة ايران وباعتماد شعار يوم القدس، يقوم بالواجب الشرعي الذي يجب ان يقوم به المسلمون جميعا، ولا بد ان يأتي يوم تتغير فيه المعطيات القبيحة التي نراها اليوم ، واسوأها مشهد الذل والعار الذي يبدو فيه سائر العالم الاسلامي مستسلماً للجرائم الصهيونية، والاميركيون معهم يمارسون حرب الابادة والتدمير في غزة، والقصف والقتل الاستنسابي في لبنان دون اي رادع او مستنكر".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا