البناء: غارات إسرائيلية على الضاحية وواشنطن تحمّل لبنان المسؤولية وماكرون يخالفها
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Mar 29 25|09:34AM :نشر بتاريخ
للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار قبل أربعة شهور تماماً، شنّ الطيران الحربي والطائرات المسيّرة التابعة لجيش الاحتلال سلسلة غارات على منطقة الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، بعد ترويج شائعات عن ضمانات أميركيّة بعدم استهداف بيروت والضاحية من جانب الاحتلال إثر حادثة الصواريخ التي أطلقت على الأراضي الفلسطينية المحتلة قبل أسبوع، وأسفرت الغارات عن تدمير عدد من الأبنية السكنية والتجارية، وجاءت المواقف الأميركية لتقطع الشك باليقين حول الغارات ووظيفتها، وربما حول الصواريخ ومَن أطلقها كمدخل لتبرير العدوان، حيث صدرت ثلاثة مواقف أميركية متطابقة بتقديم الدعم الكامل للعدوان الإسرائيلي وتحميل لبنان المسؤولية، واعتبار عدم قيام الجيش اللبناني بفتح معركة نزع سلاح المقاومة السبب في الغارات الإسرائيلية، كما قالت نائبة المبعوث الأميركي إلى المنطقة مورغان أورتاغوس، وكما نقلت وكالة أكسيوس عن مسؤولين أميركيين، وكما ورد في بيان لوزارة الخارجية الأميركية، والمواقف الأميركية التي تبعت دعوات أميركية سابقة لبنان لتشكيل لجان تفاوض سياسية مع الاحتلال، أنهت مرحلة من الرهان اللبنانية على قيام واشنطن بالوفاء بوعودها في دعم الدولة اللبنانية للنهوض عبر الضغط على «إسرائيل» لتنفيذ موجباتها في اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، طالما أن حزب الله نفذ ما التزم به للدولة اللبنانية كما قال رئيس الجمهورية العماد جوزف عون خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده في باريس مع الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون، الذي أيد موقف لبنان بتحميل «إسرائيل» مسؤولية انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار ومواصلة الاعتداء على لبنان، بينما كان واضحاً أن رئيس الجمهورية يرفض تحميل حزب الله مسؤولية الصواريخ من جهة، ويرفض تحميل الجيش اللبناني مسؤولية عدم منعها، مشيرا إلى أن «إسرائيل» بقيت سنة وبضعة شهور في غزة ولم تستطع منع إطلاق الصواريخ منها، منوّهاً بالتزام المقاومة بموجباتها وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، مجدداً اعتباره أن موضوع سلاح المقاومة ومستقبله رهن حوار وطني حول الاستراتيجية الدفاعية، على قاعدة أن الأولوية الراهنة هي لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي ووقف الاعتداءات على لبنان، واصفاً الصواريخ بالذريعة لشنّ العدوان غير المقبول.
في لبنان وخلال إحياء سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليوم القدس العالمي تحدّث رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، فردّ على كلام رئيس الحكومة نواف سلام عن أن معادلة الشعب والجيش والمقاومة أصبحت من الماضي فقال إن الحكومات هي ما يصبح من الماضي أما المعادلات التي تصنعها دماء الشهادة فباقية لما بعد التاريخ، وأضاف رعد: «مَن يدّعي في بلدنا أنه يملك حصريًا قرار الحرب والسلم، أو لحصرية امتلاك الدولة أو غيرها لهذا القرار، فهو يجافي الواقع والحقيقة، لأن العدو الصهيوني في أيامنا هو وحده من يشنّ الحرب، ويواصل العدوان والاحتلال. والدولة وحدها لا تملك قدرة الدفاع عن بلدها، ولا حماية شعبها، ويعمد البعض فيها إلى تسويق الانهزام والاستسلام بين المواطنين، إذعانًا لمخطط العدو وخضوعًا لإرادته، وعلى الحكومة، رئيسًا ووزراء، أن يتناسق خطابها الوطنيّ، على الأقل في هذه المرحلة».
وفيما كان الحدثان المتمثلان بزيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى فرنسا ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لحشد الدعم الدولي للبنان، واللقاء اللبناني – السوري برعاية ووساطة سعودية لضبط الحدود والتوتر على الحدود اللبنانية – السورية، عادت الجبهة الجنوبية لتخطف الأضواء بعد إطلاق صواريخ مجهولة الهوية والمصدر من الجنوب باتجاه مستوطنة كريات شمونة في شمال فلسطين المحتلة، للمرة الثانية خلال أسبوع، ما دفع بالعدو الإسرائيلي لاتخاذها ذريعة لشنّ سلسلة غارات على الجنوب والبقاع الغربي واستهداف الضاحية الجنوبية للمرة الأولى منذ اتفاق وقف إطلاق النار، ما يعزّز وفق مصادر سياسية لـ»البناء» فرضية وقوف الاحتلال الإسرائيلي خلف هذه الصواريخ «اللقيطة» لكي تكون ذريعة لتوسيع عدوانه على لبنان وتبرير استهداف الضاحية لرفع منسوب الضغط العسكري على لبنان بموازاة الضغط السياسي والمالي الأميركي على حزب الله والدولة اللبنانية للامتثال للمطالب الأميركية بالموافقة على تشكيل لجان ثلاثية عسكرية – دبلوماسية للتفاوض بين لبنان و»إسرائيل» على ترسيم الحدود البرية ما يفتح مساراً نحو تطبيع العلاقات بين لبنان وكيان الاحتلال. وتوقفت المصادر عند التوقيت غير البريء لإطلاق الصواريخ باتجاه شمال فلسطين المحتلة، الذي سبق وصول مبعوثة الرئيس الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى لبنان للبحث بملف المفاوضات على الحدود البريّة. وحذرت المصادر من أن واشنطن تريد عبر العدوان الإسرائيلي أمس، توجيه رسالة إلى لبنان بأن «إسرائيل» ستكرّر هذه الضربات بمناطق مختلفة وستزيد من مستوى الضغط حتى موافقة لبنان على أمرين: الأول نزع سلاح حزب الله، والسير بمفاوضات التطبيع مع «إسرائيل».
وشدّدت المصادر على أن العدوان الإسرائيلي جاء بعد أيام قليلة من موقف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب والأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، برفض التطبيع، وكلام رئيس الجمهورية بأن «إسرائيل» تخرق القرار 1701 فيما حزب الله يلتزم بموجباته في جنوب الليطاني، وأن مسألة السلاح تعالج في الداخل بين اللبنانيين.
وبعد إطلاق الصواريخ، تعرّضت قرى جنوبيّة عدة لقصف مدفعي وغارات استهدفت إحداها فيلا شرف الدين قرب مبنى بلدية كفرتبنيت ودمّرها، ما أدّى إلى سقوط 3 شهداء من بينهم سيدة، وأصيب 18 شخصاً بجروح من بينهم 6 أطفال و8 نساء، بحسب مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة. وشنّ الاحتلال سلسلة غارات على عدة قرى في النبطية وإقليم التفاح والبقاع الغربي.
وأوضحت قيادة الجيش أن «العدو الإسرائيلي صعّد اعتداءاته على لبنان متذرعًا بإطلاق صاروخين من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، فاستهدف مناطق مختلفة في الجنوب وصولًا إلى بيروت في انتهاك سافر ومتكرر لسيادة لبنان وأمن مواطنيه، وتحدٍّ للقوانين الدولية وخرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار.
وتمكّن الجيش من تحديد موقع انطلاق الصواريخ في منطقة قعقعية الجسر – النبطية شمال نهر الليطاني، وباشر التحقيق لتحديد هوية مطلقيها. كما «تعمل الوحدات العسكرية المنتشرة في مختلف المناطق على مواكبة الحركة الكثيفة للمواطنين، لذا تدعو قيادة الجيش إلى الالتزام بتوجيهات هذه الوحدات حفاظًا على سلامتهم. كذلك يستمر الجيش في اتخاذ التدابير اللازمة ومواكبة التطورات عند الحدود الجنوبية بغية ضبط الوضع».
ولاحقاً نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال افيخاي ادرعي تحذيراً لمبنى في الضاحية الجنوبية، وما لبثت أن استهدفته غارة بصاروخين، سبقتها ثلاث غارات تحذيرية تمهيدية قرب قهوة ديوان السيد في الجاموس في الضاحية الجنوبية، فيما حلق الطيران المسير فوق المنطقة.
وزعم جيش الاحتلال أنه «هاجم بنية تحتية لتخزين مسيّرات تابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت».
في المقابل، دحضت صور التُقطت بعدسة موقع العهد الإخباري مزاعم جيش الاحتلال الصهيوني أنه قصف موقعًا يُستخدم لتخزين الطائرات المُسيَّرة في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث أظهرت الصور بعض ما دمّرته الغارة «الإسرائيلية» في محيط المكان المُستهدف، قرب عددٍ من المدارس والمباني السكنية، ومركز طبيّ، إضافةً إلى محال تجارية ومطاعم ومقاهٍ. ويمكن للمشاهد أن يلاحظ بوضوح عدم وجود أي شيء مما يزعمه العدو.
وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدم استهداف العاصمة بيروت او المرافق الحيوية من مطار ومرفأ وشركة الكهرباء.
وفيما علمت «البناء» أن قيادة حزب الله أبلغت رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئيس مجلس النواب بأن لا علاقة للحزب بإطلاق الصواريخ، أكّد مصدر مسؤول في حزب الله التزام حزب الله باتّفاق وقف إطلاق النار، نافيًا أي علاقة لحزب الله بالصواريخ التي أُطلقت من جنوب لبنان باتّجاه شمال فلسطين المحتلة. وشدّد المصدر على أنّ هذه الحوادث تأتي في سياق افتعال ذرائع مشبوهة لاستمرار العدوان «الإسرائيلي» على لبنان.
وحذرت أوساط دبلوماسيّة عبر «البناء» من محاولة إسرائيل المتكرّرة لاستدراج حزب الله للردّ على الهجوم الإسرائيلي، ما يمنح «إسرائيل» ذريعة وفرصة لاستكمال حربها الشاملة على حزب الله للقضاء على ما تبقى من قدراته العسكرية وقيادته الجهادية ومراكزه واستهداف بيئته في الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع وارتكاب المجازر للضغط على جمهور الحزب.
وفي موقف أميركيّ منحاز للعدو، نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أميركي، قوله إنّ «إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعربت عن دعمها لرد «إسرائيل» على إطلاق الصواريخ من لبنان»، في وقت تواصل فيه «إسرائيل» اعتداءاتها على لبنان.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أنّه «يتعين على الحكومة اللبنانية منع الخروقات و»إسرائيل» تدافع عن مصالحها عندما ترد على هجمات صاروخية من لبنان»، مضيفًا «الحكومة اللبنانية مسؤولة عن نزع سلاح حزب الله والجماعات الأخرى»، وقال: «نتوقع من الجيش اللبناني أن يمنع أي هجمات على «إسرائيل»».
وكشف أنّ «نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس أجرت محادثات صعبة مع المسؤولين اللبنانيين التي أكدت أن خرق وقف إطلاق النار جاء من لبنان لا من «إسرائيل»»، كما أكدت «دعمنا لـ»إسرائيل» وسعينا لتجنب تصعيد إضافي».
وفي خطوة تترافق مع الضغط العسكري والدبلوماسي والمالي على حزب الله، ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس، أنّ «أميركا أدرجت شبكةً لبنانيةً للتهرب من العقوبات، تدعم الفريق المالي لحزب الله، الذي يشرف على مشاريع تجارية وشبكات تهريب نفط تُدرّ إيراداتٍ لحزب الله»، وفق زعمها.
رسمياً، رأس رئيس الحكومة نواف سلام اجتماعًا أمنيًا عاجلا بحث التطورات، ودان سلام الاستهداف الإسرائيلي الذي طال الضاحية الجنوبية لبيروت، واصفاً إياه بالتصعيد الخطير. وشجب سلام الاعتداءات الإسرائيلية التي تطال المدنيين والمناطق السكنية الآمنة التي تنتشر فيها المدارس والجامعات، مشدداً على وجوب وقف الخروق الإسرائيلية الدائمة للترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية، وعلى ضرورة الانسحاب الكامل من النقاط التي لا زالت تحتلها «إسرائيل» بأسرع وقت ممكن.
كما حذّر سلام مجدداً من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية. وأجرى الرئيس سلام اتصالاً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل، للاطلاع على حقيقة الوضع في الجنوب، وطلب منه التحرك السريع لإجراء التحقيقات اللازمة لكشف الجهات التي تقف خلف العملية اللامسؤولة في إطلاق الصواريخ، التي تهدّد أمن لبنان واستقراره.
وعلى وقع نبأ استهداف الاحتلال الضاحية الجنوبية لبيروت، أعلن الرئيس الفرنسي، تضامنه مع أهالي بيروت بعد الاستهداف الإسرائيلي. وأكد في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الجمهورية جوزاف عون، بعد لقائه الأخير في الإليزيه، أن «فرنسا تقف إلى جانب لبنان لأنّها تدرك حجم التحديات التي يعيشها والمساعدات تركّز على إعادة دورة المؤسسات لأنّ هذا هو المفتاح للحصول على المساعدات من المجتمع الدولي». ووعد ماكرون بالاتصال بالرئيس ترامب ونتنياهو لبحث الوضع والعمل على تمكين لجنة المراقبة من القيام بعملها، حسب الاتفاق في تشرين الثاني الماضي.
من جهته، قال الرئيس عون: «قررنا ألا نسمح أن تتكرر الحرب اللبنانية ولذلك ثمة مقتضيات مطلوبة منا كلبنانيين وكدولة أولاً أن نبني دولة قوية سيدة يحميها جيشها وقواها الرسمية وتوافق أبنائها. فلبنان لسوء الحظ يحمل اليوم أرقاماً قياسية عالمية غير مسبوقة، أعلى نسبة لاجئين وأكبر أزمة نقدية طاولت المصارف الخاصة والمصرف المركزي والمودعين». وتابع: «سيادة دولتنا على ارضنا هو مسار ضروري ودقيق في آن قررنا المضي به ونتطلع اليكم لشرح الحساسيات والمقتضيات للعالم أجمع بحيث نطبق القرارات الأمميّة ذات الصلة. السلام لا يكون إلا على العدالة، والحديث بيننا لا ينتهي لذلك اكتفي بكلمة واحدة اختصر بها آلاف الكلمات».
وبدأ الرئيسان عون وماكرون، برفقة الوفدين اللبناني والفرنسي، الاجتماع باتصال مباشر عبر تطبيق «زوم» مع الرئيس السوري أحمد الشرع، وانضم الرئيس القبرصي ورئيس وزراء اليونان إلى محادثات مشتركة لبنانية – فرنسية – يونانية – قبرصية.
وتبلّغ الرئيس خلال الاجتماع بخبر التهديد الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت ونقل ذلك إلى المشاركين في الاجتماع الخماسي، وأبلغهم أن الاعتداءات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية والتهديدات هي استمرار لانتهاك «إسرائيل» الاتفاق الذي ترعاه فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، وعلى المجتمع الدولي أن يضع حداً لهذه الاعتداءات وإرغام «إسرائيل» على التزام الاتفاق كما لبنان ملتزم به.
كما أكد الرئيس عون خلال الاتصال مع الرئيس السوري بحضور ماكرون «ضرورة التنسيق بين البلدين من أجل معالجة المسائل العالقة ولا سيما موضوع الحدود المشتركة»، كما أكد «ضرورة الاستفادة من المساعدة الفرنسية لإيجاد حل سريع لقضية عودة النازحين السوريين إلى بلادهم كي يعيشوا بكرامة، وأي عقبات وصعوبات يمكن إيجاد حل لها بالتعاون».
على صعيد آخر، شهدت ساحات المنطقة سلسلة احتفالات بيوم القدس العالمي، حيث شددت المواقف على أهمية هذا اليوم في استمرار المقاومة لتحرير المقدسات ومواجهة المشاريع الأميركية – الإسرائيلية لتدمير المنطقة وتقسيمها وتصفية القضية الفلسطينية.
وشدّد عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية على أن تزامن يوم القدس العالمي هذا العام، مع ذكرى يوم الأرض، يشكّلان معاً دفعاً جديداً لكل المقاومين على طريق الحق والجهاد. فالقدس من منظورنا لا تعني المدينة فقط، بل هي الرمز الجامع الموحّد لكل أرض فلسطين والأمة بما تشكله من عاصمة تاريخية وأبدية لجنوبنا السوري.
واستقبل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان، بحضور نائب رئيس الحزب وائل الحسنية، وفداً من لقاء «مستقلون من أجل لبنان» ضمّ الأمين العام رافي ماديان وعضو اللقاء أيوب الحسيني، حيث جرى التداول في شؤون وطنيّة عامة وفي استمرار الاعتداءات الصهيونيّة على لبنان.
ودان المجتمعون العدوان الصهيونيّ الذي شهد اليوم تصاعداً من خلال قصف منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تضمّ عدداً من مدارس الأطفال ومحال تجارية وأبنية مدنية.
ولفت المجتمعون إلى أن هذا العدوان الجبان، هو نتيجة تغاضي الدول الضامنة عن سلسلة الخروق «الإسرائيلية» لوقف إطلاق النار، وهذا يضع مسؤولية قانونية وأخلاقية وإنسانية على هذه الدول، خصوصاً الدول المشاركة في لجنة مراقبة وتنفيذ وقف إطلاق النار، بين لبنان وكيان العدو.
بدوره، أشار السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، إلى أنّ «محور المقاومة سيخرج بلا شك من هذه المعركة منتصراً مرفوع الرأس»، وقال: «هذا الانتصار ستكون له مفاعيل مزلزلة على العالم أجمع، فدماء القادة والمقاومين والمستضعفين المسفوكة سواء في لبنان أو فلسطين أو اليمن والعراق أو في أي مكان آخر لن تكون دماء من دون ثمن».
وخلال إحياء سفارة إيران مناسبة «يوم القدس العالمي» بندوة سياسية وحفل إفطار، بحضور وزير العمل محمد حيدر ممثلاً رئيسي الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام والنائب علي حسن خليل ممثلًا رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال أماني إنّ «مناسبة يوم القدس تتزامن هذا العام مع تصاعد وتيرة الهجمة الصهيونية التي تشنها حكومة الإرهاب والتطرف الصهيوني ضد شعوب المنطقة، لا سيما أبناء الشعب الفلسطيني، وزيادة منسوب توحشها».
كما تحدّث رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، في المناسبة، وشدّد «مَن يسوقه وهمه لافتراض أن المقاومة قد صارت من الماضي، وأن معادلتها المثلثة الأضلاع قد انتهت إلى غير رجعة، عليه – من موقع النصح – أن يُحاذر سكرة السلطة الموقتة، فالحكومات عادة هي ما تصير من الماضي، أما المعادلات التي يرسمها الشهداء بدمائهم الزكية، وبسموّ تضحياتهم، فتخلد إلى ما بعد التاريخ».
وأضاف رعد: «مَن يدّعي في بلدنا أنه يملك حصريًا قرار الحرب والسلم، أو لحصرية امتلاك الدولة أو غيرها لهذا القرار، فهو يجافي الواقع والحقيقة، لأن العدو الصهيونيّ في أيامنا هو وحده من يشنّ الحرب، ويواصل العدوان والاحتلال. والدولة وحدها لا تملك قدرة الدفاع عن بلدها، ولا حماية شعبها، ويعمد البعض فيها إلى تسويق الانهزام والاستسلام بين المواطنين، إذعانًا لمخطط العدو وخضوعًا لإرادته، وعلى الحكومة، رئيسًا ووزراء، أن يتناسق خطابها الوطني، على الأقل في هذه المرحلة».
بدوره، أشار الرئيس السابق لـ»الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، إلى «ضغوط من جانب الولايات المتحدة الأميركية على لبنان لدفعه نحو تطبيع علاقاته مع إسرائيل»، مؤكدًا معارضته لذلك.
وقال جنبلاط في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»: «السلطات اللبنانية تتعرض لضغوط منذ نهاية الحرب»، مشيرًا إلى أنّ «واشنطن لن تعطي مساعدات للجيش اللبناني إلّا بعد نزع سلاح حزب الله».
إلى ذلك، اتّهم «إسرائيل» بـ»محاولة استقطاب الدروز في سورية، وذلك في إطار خطة واسعة تهدف إلى تفتيت الشرق الأوسط إلى دول طائفية»، مضيفًا «إسرائيل تستمر في المشروع القديم الجديد، وهو تفكيك المنطقة إلى كيانات طائفية ومذهبية وتعميم الفوضى».
إلى ذلك، أجرى وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى والوفد الأمني المرافق زيارة الى المملكة العربية السعودية، حيث انعقد اجتماع في جدة مع وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة والوفد الأمني المرافق برعاية وزير دفاع المملكة العربية السعودية الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وأعلن المكتب الإعلامي لوزير الدفاع أنه «جرى خلال الاجتماع بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك بين سورية ولبنان، خصوصًا على الحدود بينهما بما يعزز الأمن والاستقرار بين البلدين، وتم توقيع اتفاق أكد خلاله الجانبان على الأهمية الاستراتيجية لترسيم الحدود، وتشكيل لجان قانونية متخصصة بينهما في عدد من المجالات، وتفعيل آليات التنسيق بين الجانبين للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية خصوصًا فيما قد يطرأ على الحدود، كما تم الاتفاق على عقد اجتماع متابعة في المملكة العربية السعودية خلال الفترة المقبلة». وأكدت المملكة العربية السعودية «دعمها الكامل لكل ما يحقق أمن واستقرار لبنان وسورية وبما يسهم في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا