الأنباء: ضغوط أميركية وإسرائيلية غير واقعية... لبنان سيكشف حقيقة الصواريخ أمام أورتاغوس

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Apr 01 25|08:22AM :نشر بتاريخ

أرخت عطلة عيد الفطر السعيد بثقلها على الأجواء السياسية الداخلية، وسط انتظار وترقّب لزيارة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، التي سبقت وصولها مواقفُ مثيرة في ما يتعلق بالجنوب وسلاح حزب الله وأموال إعادة الإعمار، والضغط على الحكومة تنفيذ القرار 1701. 

مصادر مطلعة استغربت عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية تلك الضغوط المتواصلة المترافقة مع الخروقات الإسرائيلية الدائمة. وشددت على أن "التشكيك الأميركي والإسرائيلي بالدولة اللبنانية غير واقعي وغير مقبول، لأن لبنان التزم سواء في خطاب القسم أو البيان الوزاري وخطاب الرئيس نواف سلام بوقف اطلاق النار، والدولة اللبنانية تنفّذ القرار 1701 كاملاً والجيش اللبناني يقوم بالمطلوب منه على أكمل وجه.

كما استغربت المصادر بعض الحملات السياسية المحلية الموجهة ضد الحكومة بالتوازي مع الضغوط الخارجية، وقالت: "السلطات اللبنانية تتعرض لضغوط منذ نهاية الحرب الدامية بين حزب الله وإسرائيل"، مشيرة الى أن "الضغوط الأميركية على لبنان سوف تتصاعد لدفعه نحو تطبيع علاقاته مع إسرائيل"، مشيدة بالمواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية جوزاف عون في فرنسا حيث أعلن رفضه التطبيع والالتزام بإتفاقية الهدنة ومبادرة السلام العربية. 

كما أشارت المصادر الى الإنجازات المهمة التي قامت بها الحكومة الى الآن لناحية التعينات العسكرية والقضائية وتعيين حاكم أصيل للمصرف المركزي. وأردفت قائلة: "واشنطن لا ترى ذلك ولن تعطي مساعدات للجيش اللبناني إلّا بعد نزع سلاح حزب الله".

 

لا علاقة للحزب بالصواريخ

هذا وتحذّر المصادر من البلبلة التي حصلت بعد حادثتي إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، والتي يصار إلى توظيفها لمصلحة إسرائيل وإعطائها المزيد من المبررات لاستمرار عدوانها على لبنان. وتنقل المصادر معلومات أمنية تفيد بأن حزب الله غير مسؤول عن هاتين الحادثتين، وليس هو مَن قام بإطلاق الصواريخ، مستشهدة بموقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في باريس، الذي أكد أن هذا ليس أسلوب "الحزب"، وهو غير مسؤول عنها.

وفي هذا السياق، أفادت معلومات أمنية أن الأجهزة اللبنانية أوقفت 6 أشخاص، بينهم 4 موقوفين سوريين وفلسطينيين، والتحقيقات مستمرة. وتتابع الأجهزة الأمنية على اختلافها وخصوصاً مديريتي الاستخبارات والأمن العام، باهتمام فائق، لتحديد هوية مطلقي الصواريخ على دفعتين، والتوقيفاتُ التي جرت، سواء لدى الجيش أو لدى الأمن العام، تؤكد أن طرف خيطٍ ما قد أمسِك به وهذا الملف سيكون جاهزا أيضا قبل وصول المبعوثة الأميركية، للتأكيد على أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية باتت تضبط  مِلفَّ السلاح المتفلت وأصبح قيدَ المعالجةِ الرسمية، وبأنَّ على اسرائيل الانسحابَ من الاراضي اللبنانية المحتلة وعدمَ استخدامِ هذا السلاح ذريعةً بعد اليوم لخرق اتفاق وقف اطلاق النار. 

 

السعودية إلى جانب لبنان

الخطوات الجدية للقوى الأمنية، إذا ما تمت مواكبتها بدبلوماسية هادئة وخطاب وطني معتدل كالذي أطلقه نائبُ رئيسِ المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب في خطبة عيد الفطر السعيد إذ قال: "نحن متمسكونَ بإقامةِ الدولةِ العادلة والقادرة التي تَحمي السيادةَ وتدافعُ عن الارض وتحمي كرامةَ الشعب اللبناني، ولنا الثقةُ بالعهد، نقفُ الى جانبه وأمامَه وخلفَه لتحقيقِ هذه الغاية، تحريراً للارض وإعادةً للإعمار، وهذا الخِطابُ  الوازنُ الذي لم يُلْغِ حقَّ لبنانَ دولةً وشعباً  في  تحرير أرضه المحتلة"، من شأنه برأي مصادر سياسية أن يَسحبَ كلَّ الذرائعِ من الغرب ويضعَ هذا البلدَ على طريق التعافي واستعادةِ الثقة العربية.

في هذا السياق توقفت المصادر السياسية عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية حول أهمية الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة نواف سلام الى المملكة العربية السعودية، وصورته الى جانب ولي العهد السعودي في صلاة العيد التي أعادت الى الذاكر احتضان المملكة الدائم للبنان، كما تترقب الأوساط الخطوات التنفيذية التي ستتخذها الحكومة لمواكبة الموقف السعودي الذي عبر عنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بقوله أن "المملكة تقف دائماً إلى جانب لبنان، وهي حريصة على استعادة ازدهاره في المجالات المختلفة، وذلك من خلال إرساء الأمن والاستقرار، وإجراء الاصلاحات الضرورية، داعياً إلى وجوب الاستفادة من كل الفرص المتوفرة اليوم لتحقيق ذلك وللخروج من الأزمات المستمرة والذي أكده رئيس مجلس الوزراء نواف سلام لولي العهد، المضي قدما في تعزيز الشراكة بين البلدين، لا سيما ما يتعلق بمشاريع الاتفاقيات المعدة بينهما". ونوّه سلام بالجهد المبذول من الطرفين للوصول إلى رفع الحظر عن الصادرات من لبنان، والسماح بسفر الأشقاء السعوديين إليه، لافتاً إلى مضي لبنان بسياسة الإصلاحات، لا سيما المالية والمؤسساتية، من أجل تفعيل الاستثمارات والنهوض باقتصاد البلاد، وما ستعكسه هذه الخطوات من إنتعاش اقتصادي وإجتماعي.

 

تدهور إقليمي

إقليمياً، الوضع يتدهور بين أميركا وايران. فبعد تهديدات ترامب لإيران، بـ"قصف لم يسبق له مثيل" إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران خلال شهر، استدعت الخارجية الايرانية ممثل المصالح الأميركية في طهران وأبلغته ان الرد الايراني سيكون صارما وفوريا وأن الصواريخ الإيرانية تم تحميلها على منصات الإطلاق في جميع المدن الصاروخية تحت الأرض وهي جاهزة للإطلاق مشيرة الى "إن فتح صندوق باندورا سيكون له ثمن باهظ بالنسبة للحكومة الأميركية وحلفائها، في حال نفذت اميركا اعمالا عدوانية، كما ان الامام الخامنئي اكد ان اعداء ايران سيتلقون ضربة شديدة وقوية اذا فكروا القيام بفتنة في الداخل". 

 

الحكومة السورية الجديدة

بالتزامن، وبعد الترحيب العربي وإعلان المملكة العربية السعودية دعمها الحكومة السورية الجديدة، رحّب الاتحاد الأوروبي بالخطوة وأعلن استعداده للتعاون معها. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في التكتّل كايا كالاس ومفوّضون آخرون في بيان، إن "الاتحاد الأوروبي مستعد للتعاون مع الحكومة الجديدة لمساعدتها على مواجهة التحديات الهائلة التي تنتظرها".

يأتي هذا بينما قال الرئيس السوري أحمد الشرع في كلمة ألقاها عقب أدائه صلاة عيد الفطر في قصر الشعب إن الحكومة الجديدة راعت "تنوع" المجتمع السوري، بعيداً عن "المحاصصة"، مقراً في الوقت ذاته بصعوبة "إرضاء" الجميع، في رد ضمني على انتقادات طالت تركيبة الحكومة، وقال: "سعينا قدر المستطاع أن نختار الأكفاء. وراعينا التوسع والانتشار والمحافظات وراعينا أيضاً تنوع المجتمع السوري، رفضنا المحاصصة ولكن ذهبنا إلى المشاركة" في تشكيل الحكومة واختيار وزرائها".

 

وأضاف "اخترناهم أصحاب كفاءة وأصحاب خبرة ومن دون توجهات فكرية أو سياسية معينة، همهم الوحيد هو بناء هذا البلد وبناء هذا الوطن وسنوفر لهم كل الإمكانيات ليكونوا ناجحين".

في هذا السياق، أشاد المعارض السوري فايز سارة في اتصال مع جريدة "الأنبـاء" الالكترونية بأهمية تشكيل الحكومة الجديدة وبنوعية الكفاءات التي ضمتها، وقال: "إنها حكومة ممتازة وقوية وحيوية وقادرة على العمل في هذه المرحلة الصعبة"، كما أيد الناشط المعارض جورج صبرا الحكومة الجديدة وأشاد بتنوعها وكفاءة أعضائها.

وكان صبرا أشاد بخطوة تنصيب الشيخ أسامة الرفاعي مفتياً عاماً للجمهورية وكتب على حسابه في "إكس": "عندما يتم تنصيب الشيخ أسامة الرفاعي مفتياَ عاماَ للجمهورية باحتفال رسمي وفي القصر الجمهوري، فهو خطوة من المؤشرات البارزة لإنتصار الثورة. إذ لن ينسى السوريون دوره الشخصي في اعتصام مسجد الرفاعي ليلة القدر 2011. ولن ينسوا أيضاً مسؤولياته الرفيعة في المجلس الإسلامي السوري في اسطنبول".

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة الأنباء الالكترونية