المطران سويف في قداس رأس السنة : صلاتنا اليوم ليكون لساسة لبنان هيبة ورهبة امام الانسان الموجوع الذي سلبت منه كرامته الانسانية في هذا الوطن

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Jan 01 23|13:32PM :نشر بتاريخ

ايكووطن - طرابلس - روعة رفاعي 

 ترأس راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف في كاتدرائية الملاك ميخائيل في منطقة الزاهرية في طرابلس، قداس رأس السنة الجديدة، بمشاركة المونسنيور بولس القطريب، خادم الرعية الاب جوزيف غبش، الاب سيمون ديب وحشد من المؤمنين من ابناء المنطقة والجوار، كما شاركت في خدمة القداس جوقة الرعية.
 
بعد الانجيل المقدس، ألقى سويف عظة تطرق فيها الى الاوضاع الصعبة التي يعيشها المواطن يوميا، داعيا الى "العمل والعيش بمحبة وسلام بين كافة شرائح المجتمع الطرابلسي والشمالي بعامة واللبناني بخاصة في سبيل بناء لبنان الانسان على اسس سليمة وارض صلبة مبنية على التفاهم والاخلاص والحوار الصادق"، مشددا على "الحفاظ على صيغة لبنان وعيشه المشترك بين المسيحيين والمسلمين"، وقال: "اتمنى لكم ميلادا مجيدا وسنة مباركة، ففي مطلع العام الجديد نشكر الرب على الوقت والزمن ونعمة الحياة التي اعطيت لنا، فكل ما نعيشه يوميا هو نعمة من الله، نشكر الرب على مختلف نعمه، واعايد ابناء الابرشية بهذا العام الجديد كما نقدم المعايدة لجميع اللبنانيين واتمنى ان يكون العام الجديد مباركا ومليئا بالخير والاستقرار والاطمئنان".
 
وتابع: "في هذا العيد الذي نعتبره عيد الانسان واسم يسوع وكرامة الانسان، من اجل كل ذلك سنصلي اليوم من اجل السلام العالمي، ففي يومنا الحالي نرى ان هناك جنوحا نحو الحروب ليس فقط في منطقة الشرق الاوسط ولكن على مستوى اوروبا والعالم، وكان الانسان ينسى انه لا يمكن ان يؤمن المجتمع الانساني سوى بالحب والحوار، فنحن في طرابلس نعتبر ان الحوار بين الاديان والثقافة هو أمر أساسي أمام اختبار انسانيتنا، في هذا اليوم المبارك ادعو مختلف ابناء الابرشية وكل اللبنانيين الى ان نعيش اختبارا جديدا ومهما جدا اسمه تنقية الذاكرة، فنحن نطمح لبلد يملؤه السلام والاطمئنان، فلا بد اليوم ان يكون هناك مسار جدي، وللاسف حتى يومنا هذا لم يعش اللبناني هذا النقاء من اجل تنقية الذاكرة من الجروح والحروب التي مرت علينا في لبنان".
 
أضاف: "من هنا فقط يمكن ان نحظى بالسلام والامان والاستقرار عندما تلتقي العائلات اللبنانية معا وتعترف امام الله انها اخطأت، ولا بد من ان تطلب المغفرة من بعضنا البعض. نشكر الرب على نعمة الاسم والكرامة التي سكبت فينا، ونعمة الحرية والمحبة والحياة، كما اننا نشكر الرب اننا في بلد كلبنان نعيش معا فيه بمحبة مسيحيين ومسلمين واضيف على كلمة العيش معا كلمة ان نعمل معاً بالحياة اليومية والعمل ومختلف ظروف الحياة اليومية من اجل الوصول الى بلد نموذجي امام العالم".
 
وقال: "نسأل الرب ان يستقبل في ملكوته السماوي البابا باندكتوس الذي غادرنا وكان سبق وزار لبنان وكان لديه عبارة عميقة عن بلدنا الحبيب، وحملنا مسؤولية لانه كان يعلم ان في هذا البلد قداسة وقيم المحبة والحوار والغفران والعيش معا والعمل معا".
 
واردف: "اللبناني منذ عشرات السنين يحمل الصليب ويعيش سنوات مؤلمة، فلا بد ان نصلي للرب ليكون معنا ويساندنا ويرافقنا في حياتنا. ونأمل ان نحظى بأيام مليئة بالسلام والاستقرار والأمان، وكما ذكر الانجيل الختاني: وفي اليوم الثامن اختتن الرب يسوع وسموه يسوع، وعندما اصبح ليسوع اسم عندما صار انسانا هذا يدفعنا لنفكر ونصلي ان كل انسان له القيمة المطلقة ولديه اسم ليس شخصا مجهولا ، وهذا الاسم يعني انه شخص مجبوب من الله لديه هويته، وهو شخص مدعو من الرب والانسانية ليعيش ملء كرامته الانسانية".
 
وختم سويف: "سنصلي اليوم من اجل كل لبناني انتزعت منه كرامته، وكل لبناني يتصرف السياسيين مع كرامته بطريقة عبثية. هذا الانسان الذي يعيش متكلا فقط على عناية الرب له حقوقه الاساسية مسلوبة وهدفنا اليوم ان نصلي من اجل ان يعاد له اسمه وكرامته الانسانية، وهذا لا يمكن ان يصار اليه سوى بالوعي الاجتماعي والروحي والانساني والوطني، ولكن صلاتنا اليوم بطريقة خاصة ليكون لساسة لبنان هيبة ورهبة امام الانسان، بخاصة امام الانسان المتألم والموجوع الذي سلبت منه كرامته الانسانية في هذا الوطن الحبيب، هذا الوطن هو وطن الحرف والانسان، هو وطن الثقافة والحقوق، وكأننا اليوم نقف امام تناقض بين الحقيقة التاريخية والاختبار التاريخي الذي نمر فيه منذ عدة سنوات".
 
وبعد القداس، تقبل المطران سويف وغبش وديب والقطريب التهاني بالعيد من المشاركين.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan