المطران ابراهيم يزور المفتي الغزاوي مهنئاً بالفطر
الرئيسية مجتمع / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Apr 07 25|18:49PM :نشر بتاريخ
ايكو وطن - البقاع - عارف مغامس
زار رئيس اساقفة الفرزل والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، على رأس وفد من كهنة الأبرشية، ازهر البقاع مقدماً التهاني للمفتي الشيخ الدكتور علي الغزاوي بعيد الفطر السعيد.
ورافق سيادته في الزيارة الأرشمندريت عبدالله عاصي، الأرشمندريت جوزف الصغبيني، الآباء اليان ابو شعر، مارون غنطوس وايليا عون، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة ممثلاً المجلس الإقتصادي في الأبرشية والمسؤول الإعلامي خليل عاصي، وحضر اللقاء مدير أوقاف البقاع الشيخ عاصم الجراح، المدير الإداري في مؤسسات أزهر البقاع الشيخ عمر جانبيه، مدير مكتب سماحة المفتي الشيخ زياد هيفا، إمام مسجد أزهر البقاع الشيخ غنوم نسبين،ومدير المكتب الإعلامي حيان صالح.
وكان للمطران ابراهيم كلمة هنأ فيها بعيد الفطر فقال :
" اتينا متأخرين للمعايدة ليس لأننا نحب ان نكون مسك الختام، بل كما تفضلتم وقلتم بأن العيد مستمر وليس له ختام، للصدقة لا ختام، ونحن مستمرون بالصوم عن اشياء كثيرة نتيجة الشهر الكريم ونتيجة الصوم المبارك، وهذا يعطينا دفع على مدار السنة، ونحن نأتي ليس لتأمين بروتوكول معيّن لكننا نأتي بدافع الشوق، يدفعنا قلب نابض بالصدق تجاه شخصكم الكريم ودوركم المميز في منطقة البقاع ولبنان ككل، والذي ينتظرنا نحن الذين ائتمنّا على محبة الناس وعلى الإهتمام بالناس هو كثير جداً، ربما احياناً اذا عرفنا حجمه نراه لا يحتمل، كيفما تحركنا نرى مقدار التحديات، على الصعد الإجتماعية والروحية والإنسانية، تحديات على الصعيد الإستشفائي والصحي."
واضاف" نحن اليوم في مجال التحضير للإنتخابات البلدية والإختيارية وهذا امر يفتح المجال للكثير من التصادم والإنقسامات في قلب البلدات والمدن، وهذا امر لسنا بحاجة اليه، البلد يتألم بما فيه الكفاية ولسنا بحاجة الى ألم اضافي، لكن اذا كان لا بد من هذا الألم فيلكن ألم التلاقي اي الجهد الذي نبذله من اجل الثلاقي والتوافق، من اجل تأمين الحياة الكريمة والعملية الديمقراطية في الإنتخابات البلدية والإختيارية، وإن شاء الله يثمر دورنا خيراً في مجتمعاتنا من اجل التلاقي ومن اجل التوافق لأنه ليس هنالك امر له قيمة اكثر من السلام الإجتماعي في لبنان وهذا هو مبتغانا ان نرى مدننا وبلداتنا تتلاقى على الخير ولا تتنافس الا للخير."
وتابع " ان شاء الله هذا العيد السعيد الذي اتى بعد شهر من الجهاد يعطي مفعولاً على مدار السنة لكل اللبنانيين الذين صاموا والذين لم يصوموا، لأن الذين يصومون، يصومون عن الذين لا يصومون، والذين يصلّون يصلّون عن الذين لا يصلّون والخير العميم يأتي من ابنائه ومن اصحابه ومن اصحاب الإرادات الطيبة وينتشر للجميع هذا ما نتمناه."
وختم المطران ابراهيم " اتينا معاًّ من اجل ان نكون معكم، من اجل ان نراكم ونفرح بلقياكم وهذا دوماً مبتغانا وفرحنا، ونأمل ان تستمر الأعياد بالرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها وطننا لبنان وتعيشها المنطقة ككل. الوضع الإقليمي غير مستقر، كلنا نعلم ان الخوف في الإقليم الذي نعيش فيه لا يمكن ان يبقى خارج الحدود لكنه يتخطى كل حدود حتى حدود النفس ويدخل الى كل قلب والى كل فكر، الى حياة كل انسان تهمه حياة الآخرين. ونحن اليوم قلبنا مع كل المتألمين في المنطقة وخصوصاً في غزة الذين لا مأوى ولا ماء ولا طعام ولا استشفاء لهم، هؤلاء صرخة ضمير أمام الإنسانية جمعاء، نأمل ان تصل هذه الصرخة الى اصحاب الإرادات الطيبة والى اصحاب القرار كي ر يبقى الوضع على ما هو عليه لأنه وضع لا يحتمل،إن شاء الله يعمّ السلام في جنوب لبنان وفي غزة والقطاع وفلسطين وفي كل المنطقة حتى يكون لشعبنا كرامة يستحقها في الأساس اعطاها اياه الله مجاناً، " مجاناً اخذتم مجاناً اعطوا" والكرامة هي للجميع.
سماحة المفتي ... نحبك."
المفتي الغزاوي رد بكلمة شكر فيها زيارة المطران ابراهيم مؤكداً على اهمية التلاقي وقال :
" بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على جميع انبياء الله ورسله وأهل كلٍّ وصحب كلٍّ اجمعين
وبعد
نعم هناك للعيد صلاة ومع العيد صلة، واذا كانت الصلاة لوقت محدود فإن الصلة لا حدود لوقتها. انتم سيادة المطران ابراهيم علامة فارقة في بقاعنا، من خلال اللقاءات مع بقية السادة المطارنة التي حرصنا معكم عليها حتى تبقى هذه الصلة بيننا، وان كانت الزيارات بمناسبة الأعياد هي لتأكيد المؤكد، اننا نعمل معاً لما فيه خير البلاد والعباد، وأقول كنتم سبّاقين عندما بدأ شهر الصوم وباركتم للمسلمين ببيان منكم تباركون للمسلمين فيه بداية شهر الصوم، ونحن عندما نقرأ آية الصوم نقرأكم في طيّات القرآن الكريم " كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلّكم تتقون"، اي رجاءً نتّقي، رجاءً نصل الى درجة التقوى التي سعى اليها الأنبياء ويسعى اليها الصالحون ويسعة اليها كل من كان على طريقهم، وعندما يصل الإنسان الى درجة التقوى يصل الى درجة الشكر الحقيقي وهو يعلم ان حتى نعمة الشكر تحتاج الى شكر، لذلك اوحى الله جلّ جلاله الى موسى ان يشكره فقال "كيف اشكرك والشكر نعمة منك" فقال " الآن شكرتني" ، فنحن نشكر الله على ما انعم علينا من نعمة العبادة ونعمة هذا الإمداد وهذا الطريق الذي بدأه ما قبلنا ونستمر فيه عبادة لله جلّ جلاله، وما اجمل العبادة عندما تتلاقى مع العبادة."
واضاف" شاء الله ان يكون في هذا العام الذي الناس ينتظرون فيه ان يكون عاماً فيه يُغاث الناس وفيه وفيه يعصدون، وان يكون هذا العام عام يمنٍ على وطننا وعلى هذا الإقليم وهذه المنطقة التي نعيش فيها في هذه البلاد، والتي شاء الله ان تكون البلاد الأقرب الى السماء، فنحن البلاد الأقرب الى السماء، ووحي السماء قريب من ارضنا، والتحدي الموجود في هذه البلاد هو من باب المواجهة بين الحق والباطل ومن باب مواجهة النور للظلام، ومن هنا نحن عندما نلتقي نكرّس هذه المعاني في ما بيننا ونعمل معاً لما فيه مصلحة اهلنا ومصلحة وطننا.
نعم نحن امام استحقاقات، من الصوم ينبغي ان نأخذ عبرة وأن نأخذ موعظة اننا نصوم عن المباح الذي هو ضرورة لنا، المأكل والمشرب، وما حُرِّم على الصائم ان يكون في نهاره وأُحِلَّ له ان يكون في ليله، ليكون في دورة تدريبية ليكون عن الحرام ابعد وليس فيه ضرر للإنسانية، لذلك نحن نعمل من خلال العبادة لتقوم الحياة على عبادة، وكنتم قد تفضلتم ان المعاني التي كنتم تعظون الناس بها في هذا العام وأكدّتم عليها أن يكون الإنسان في صوم حقيقي، كيف يعيش صائماً بجوارحه وكيف ينتقل من صومٍ في قلّة طعام او في امتناع عن طعام، الى الصوم الحقيقي الذي هو صلة القلب بالرحمن، وصلة العبد بالعبد، حتى يرحمنا الله، لأن العبد عندما يكون في خدمة العبد، يصبح العبد باب العبد الى الله، ولذلك الناس هم ابوابنا الى ربنا جلّ جلاله، وأحب الناس الى الله أرفعهم لعباد الله."
وتابع" من النفع الذي نقوم به معكم أن نؤكد على ما تفضلتم به ان الإنتخابات هي عابرة ولكن الإنسانية والقرابة والرحم ستبقى بيننا، ومن هنا نحن بإسمكم ومعكم نؤكد على الإنتخابات ان تكون بهذا العمل الديمقراطي والا يكون هناك قطيعة رحم ولا قطيعة بين طائفة وطائفة وبين جارٍ وجار وبين حي وآخر. شاء الله ان تكون هذه القرى معطاءة من ارضها وعلينا ان نسعى كيف نعطي اهلنا من خلال هذه الإستحقاقات، والتي هي المجالس المحلّية التي تمثل دولتنا، وعندما تكون هذه المجالس بخير ستكون دولتنا عطرة بخير في قرانا ومدننا ومجتمعاتنا.
وان كنا نعيش آلاماً في ما يجري من حولنا وخاصة في جنوبنا وفي فلسطين لمجاورتنا لها، فهذه القضية التي آن للإنسانية ان تكتب دوراً في احقاق الحق، وان يكون للإنسانية في بيت المقدس وفي ما حوله ان تكون لها الكرامة، ولذلك نحن من خلال ذلك العنوان ان يكون لبيت المقدس ولكنيسة القيامة وكنيسة المهد، ان يكون ذلك العنوان للجوار، ان نبقى مجاورين حتى يكون لهذا الجوار معنى نطل به على الآخرين.
ومن هنا، واليوم يناسب يوماً دعي اليه العالم ان يقف مع انسانية الإنسان في فلسطين وفي غزة، وهذا اليوم الذي يعيشه العالم اليوم عنواناً، آن الأوان ان يعيشه العالم مضموناً."
واردف سماحته " يا سيادة المطران والآباء الأعزاء واصحاب الفضيلة، ان دولتنا اليوم تعيش حالة مخاضٍ صعب، نعم قد نصبر على الآلام ولكن ان لا يتولد من الآلام آلام، ولكن عندما تعيش المرأة التي تلد مولوداً ما يسمى بالطلق الذي تعيشه الماً على امل ان يأتي المولود الذي تفرح به الأم ويفرح به المجتمع . نحن نريد ولادة الدولة بكلّيتها، وولادة الدولة بالتوازن المناطقي، معكم ننادي دولتنا ان بقاعنا العزيز من حق الدولة علينا ان نكون شركاء في صنع القرار فيها، وان كنا حرمنا كبقاع بكل طوائفنا ان نكون شركاء في صنع القرار في وزارة، فنأمل الا تُحرم الدولة من طاقة ابناء البقاع بكل طوائفه وان يكون للبقاع تلك الكلمة، وان أُسرنا نشغر بأنها نهددة في هذه الأيام بما يُدخل على لبنان تحت عناوين لربما هي عناوين شمسٍ ولكهنا في الحقيقة تحمل في طياتها ما لا يصح ان ينتسب الى أُسرنا ولا الى مجتمعاتنا.
ان الأعياد هي مناسبة ان نلتقي، ولعلنا نلتقي قريباً بإذن الله معكم حتى ننادي بكتيرٍ من العناوين ليكون اهلنا في سعادة بوجودنا بينهم ولنكون لبنة بناء في دولتنا من خىلال تواصلنا معكم."
وختم المفتي الغزاوي " الصلة تبقى، والعيد يبقى، وان الأرواح جنود مجنّدة، وان المحبة يا سيادة المطران هي متبادلة ولذلك قال له احبك فهل تحبني؟ قال اسأل قلبك.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا