افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Apr 08 25|08:02AM :نشر بتاريخ

الاخبار:

في الوقت الذي عادَت فيه الأنظار إلى «المحادثات الاستثنائية» التي يُجريها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، وسطَ تقديرات بحصول ضربة على إيران، بقيَت مداولات نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، في بيروت محطّ تحليل وقراءة لمآلاتها وما يُمكن أن يليها، خصوصاً أن جانباً رئيسياً من المشهد في واشنطن سيحدد ما سيكون عليه واقع جبهة لبنان، وهو ما ناقشه أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال زيارة قامَ بها إلى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية جوزيف عون.

وتقاطعت التقديرات عند أن «الحالة الأمنية ستظلّ على ما هي عليه الآن، وسيستمرّ العدو الإسرائيلي بخروقاته واعتداءاته، وخاصة في الجنوب.

كما أن تكرار إطلاق الصواريخ من شأنه أن يصعّد الموقف إلى حد كبير». ولكن لدى المسؤولين اعتقادهم بأن الأميركيين يفهمون ما يعنيه ضرب الضاحية الجنوبية، وما قد ينتج عنه من تصعيد خطير ربما يدفع إلى انهيار وقف إطلاق النار، لذلك كانت زيارة أورتاغوس أقل حدّة، وأكثر حذراً وتفهّماً، واهتمّت بالتأكيد أكثر من مرة على حرص بلادها على استمرار وقف إطلاق النار، ورفض العودة للحرب.

وفي هذا السياق، يعوّل المسؤولون اللبنانيون على أن تمارس واشنطن ضغوطاً على تل أبيب، لتجنّب استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت، مجدّداً.

وإذا كانَ من الصعب الجزم، بما إذا كانَ ما نقلته أورتاغوس يحمِل بينَ سطوره فخاً أميركياً، إلا أن ما ظهر من تعديلات في اللهجة الأميركية، أثار استغراب أدوات المشروع الأميركي في لبنان، الذين توقّعوا أو كانوا يأملون تعاملاً مغايراً تماماً، حتى إنهم اعتبروا أن الزيارة ستكون «الإنذار الأخير» قبلَ أن تستأنف إسرائيل حربها للتخلّص من حزب الله بالكامل.

الأكيد، ومن دون أدنى شك، أن إدارة واشنطن لم تبدّل مقاربتها ولن تبدّلها، وهي معنية بالدرجة الأولى بحماية المصلحة الإسرائيلية، وأقصى ما يُمكن أن تقدّمه للبنان، فُتات أمني – سياسي – اقتصادي لا يُشكّل تهديداً لإسرائيل.

لكن ما لا يُمكن تجاهله في هذه الزيارة، هو عدم تعمّد المسؤولة الأميركية تظهير القوة والسطوة، لا في العلن ولا في اجتماعاتها. وقد نتج عن الجولة، في الشكل والمضمون، انتقادات داخلية تتصل بجدول أعمالها وما قالته في مجالسها الخاصة. وفي الوقت الذي خصّت أورتاغوس قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع بلقاء خاص ومميز بخلاف كل الآخرين، فقد ظهر تحسّس لدى جهات حزبية وشخصيات سياسية تعتبر نفسها على علاقة مميزة مع الإدارة الجديدة والدوائر الأميركية الفاعلة والمؤثّرة، واستغربت عدم شمولها بلقاءات الموفدة الأميركية.

أما في ما يتعلق بكلامها، فيُمكن تقديم مثال على ما تحدّثت به أورتاغوس في العشاء الذي أقيم لها في منزل رئيس مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان نجاد فارس، وحضره عدد من السياسيين والإعلاميين.

وكان لافتاً، بحسب أحد الحضور أنها لم تقضِ وقتاً طويلاً، رغمَ أن المدعوّين وبعض المتملّقين للمرأة، تحضّروا جيداً قبل أيام للموعد، لكنها اختصرت الوقت وتحدّثت بشكل مختصر وواضح، وبسقف أقل من توقّعات الموجودين. ويقول المصدر إن «الحاضرين كانوا ينتظرون من أورتاغوس الكشف عن خطوات تصعيدية ستقوم بها واشنطن أو حتى تل أبيب للضغط على الدولة اللبنانية»، لكنها اكتفت بالقول إن «التأخير في تنفيذ المطلوب سيؤدي إلى فك الشراكة مع لبنان والتعاون»، ولم تأتِ على ذكر أي خطوة عسكرية.

وتوضح مصادر بارزة، أن أورتاغوس عندما زارت بيروت سابقاً، فهي تسبّبت من خلال التصريحات المتشدّدة بإحراج شديد لرئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام. وعليه، أرسل الرئيس عون، رسالة اعتراض إلى الإدارة الأميركية، شرح فيها حساسية الموقف اللبناني، وكيف أن تصريحات مورغان لا تساعد السلطة الجديدة التي تريد التجاوب مع المطالب الأميركية، ولكن بـ«واقعية».

وطلب تعديل الخطاب الأميركي العلني تجاه لبنان. وتجاوب الأميركيون مع رسالة عون، وتحدّثت مصادر دبلوماسية أجنبية عن ملاحظات «حادّة» تلقّتها أورتاغوس من كبار موظفي الإدارة، وخصوصاً رئيسها ستيف ويتكوف. وتزامن ذلك مع «مناخ اعتراضي» أشاعته وزارة الخارجية الأميركية بسبب طريقة تعاطي أورتاغوس مع الملف اللبناني، علماً أن الخارجية الأميركية تعرف أن ملف لبنان في البيت الأبيض وليس عندها. وقد أرسلت السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون ملاحظاتها أيضاً على أداء أورتاغوس في تلك الزيارة، وأوضحت تفاصيل تتعلق بالواقع اللبناني المحلّي تجب مراعاتها ولو على المستوى الإعلامي فقط. ونتيجة لذلك، جاءت هذه الزيارة «ألطف» في الشكل والمضمون، من الزيارة السابقة. وبدا واضحاً أن المبعوثة الأميركية تلقّت ملاحظات وتوضيحات، حول الواقع السياسي اللبناني، وما يصحّ قوله في العلن، وما لا يصحّ.

وبدت أورتاغوس في لقاءاتها أنها أخذت بهذه الملاحظات، حيث أكّدت في اجتماعاتها مع الرؤساء الثلاثة اهتمام وحرص الولايات المتحدة على استمرار وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.

كما أكّدت أن بلادها لا تدعم أي تحرّك من شأنه تجديد الحرب. وهي أوردت هذا الموقف ضمن سياق أشمل، يتعلّق بالمنطقة بشكل عام، حيث شدّدت على أن سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهدف إلى إنهاء الحروب لا إشعالها. ولو أنها في المقابل، شدّدت على أن إدارتها تدعم إسرائيل بشكل كامل في ما وصفته بـ«حقها بالدفاع عن نفسها». وفي هذا السياق تحدّثت عن حادثتي إطلاق الصواريخ من الجنوب. وأكّدت على وجوب عدم السماح بتكرار هذه الإطلاقات، لأن إسرائيل ستردّ عليها بعدوانية كبرى، وواشنطن لن تمنعها من ذلك.

كما أبدت أورتاغوس ارتياح واشنطن لمسار تطبيق وقف إطلاق النار، واعتبرت أن ما أُنجز جيّد، وأثنت على دور الجيش اللبناني وانتشاره في الجنوب، ولكنها أشارت إلى أن هنالك حاجة إلى استكمال هذا المسار سريعاً، والتطبيق الكامل للقرار الدولي 1701، وصولاً إلى نزع سلاح الميليشيات وحصر السلاح بيد الدولة بشكل كامل. وتجنّبت أورتاغوس الحديث عن جدول زمني أو مهل محددة. وأبدت «تفهّماً» محدوداً للواقع اللبناني وتعقيداته التي قد تؤخّر تحقيق هذه الأهداف.

وفي لقائها مع الرئيس بري، تحدّثت أورتاغوس عن حرص واشنطن على استمرار وقف إطلاق النار، فيما سمعت كلاماً من بري حول خطورة تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، فضلاً عن الاعتداءات والخروقات اليومية لاتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب. وأشار بري إلى أن تكرار الاعتداءات على الضاحية، بشكل خاص، يهدّد استمرار وقف إطلاق النار، وقد يؤدّي إلى نتائج خطيرة.

أما في ما يتعلّق بالطرح اللبناني لطريقة تشكيل اللجان التفاوضية (عسكريين وتقنيين)، والطرح الذي تحدّث عن مفاوضات مكوكية تقودها أورتاغوس نفسها، بين بيروت وتل أبيب، فقد أشارت المبعوثة الأميركية إلى أنها ستدرس هذه الأفكار، وستطرحها على الإسرائيليين، وتعود بالجواب إلى المسؤولين اللبنانيين.

يُشار إلى أن المبعوثة الأميركية سوف تسافر إلى الخليج العربي، حيث تنتظرها اجتماعات مفصّلة تخص الوضع في المنطقة، ومن بينها ملف لبنان، وذلك قبل عودتها إلى الولايات المتحدة لاستئناف اجتماعاتها مع الجانب الإسرائيلي حول لبنان.

 

 

الديار:

 على وقع «جنون» اميركي يلف العالم، بسبب الحرب التجارية التي اطلق العنان لها الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وفيما شهدت المنطقة قمة مصرية – فرنسية – اردنية في القاهرة، حضر فيها الملف اللبناني على وقع مخاوف من مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وايران، تحرّض عليها «اسرائيل» التي تواصل المذبحة المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني، وتستمر في عمليات القتل الممنهج على الساحة اللبنانية، وبانتظار اماطة اللثام حول الغموض الذي رافق استدعاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو الى البيت الابيض، غادرت المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس بيروت، لكن طيفها ظل حاضرا بقوة بالامس، حيث زار رئيس مجلس النواب نبيه بري بعبدا، قاطعا الطريق على محاولة «خبيثة» من قبلها، لايجاد شرخ بين موقفه وموقف الرئيس جوزاف عون، فاعيد التأكيد على وحدة الموقف اللبناني ازاء ما طرح من ملفات، خصوصا ملفي حصرية السلاح والاصلاحات، وسط معلومات عن تفاهم بين «الثنائي» والرئيس على «خارطة طريق» حول استراتيجية الامن الوطني.

وقد حسم الرئيس لاحقا امام وفد «مجموعة العمل الاميركية لاجل لبنان»، الاولويات اللبنانية حين اكد ان «مسألة السلاح لا تحل الا بالحوار الداخلي مع حزب الله، باعتباره مكونا لبنانيا». وهذا يعني بحسب مصادر مطلعة ان بعبدا التي تتبنى سرعة حل هذه المسألة، ترفض التسرع تحت الضغوط. وفهم في هذا الاطار ان الضغط الاميركي يتمحور حول ربط هذا الملف باعادة الاعمار، ووقف الاعتداءات «الاسرائيلية»، لكن دون وضع جدول زمني محدد يلزم الطرف اللبناني، وان كانت المبعوثة الاميركية قد اوحت بأنه لن يكون مفتوحا.

تحصين الداخل

وفي هذا السياق، يصر رئيس الجمهورية على تحصين الوضع الداخلي، من خلال التفاهم مع رئيسي مجلس النواب والحكومة على استراتيجية موحدة، في مواجهة الضغوط الاميركية –»الاسرائيلية»، ولهذا فانه يصر على مقاربة الملف من زاوية حصرية السلاح وليس نزعه، كيلا يشكل استفزازا لبيئة حزب الله، وهو ابلغ الاميركيين صراحة ان لبنان يحتاج الى الوقت الكافي ومساحة معقولة كي ينضج هذا الملف، لان الامور معقدة وتحتاج الى روية في التعامل مع مسألة لا يمكن «الغلط» في معالجتها، لان تداعيتها قد تكون كارثية على الداخل.

توافق بين عون وحزب الله

وفي هذا الاطار، تنفي مصادر «الثنائي» ان يكون النقاش بين الرئيسين عون وبري يتمحور حول دوره كوسيط مع حزب الله لتليين موقفه، وهو امر مناف للحقيقة، لان رئيس المجلس لا يمكن ان يؤدي هذا الدور ، خصوصا انه متفاهم مع الحزب على كل المقاربات فيما يتعلق بهذا الملف. من جهة اخرى، فان النقاش مفتوح ومباشر بين حزب الله ورئيس الجمهورية، ويدرك الرئيس عون جيدا ان حزب الله ليس ضد حصرية السلاح ضمن الدولة.

ووفقا للمعلومات، ثمة تفاهم واضح لا يقبل التباسا بين الطرفين على 3 مبادىء اساسية:

• اولا: ان المقاومة ليست ميليشيا وحقها في الدفاع عن لبنان مكفول في الدستور، ولهذا فان مقاربة سلاحه مختلفة، وتتم عبر بحث استراتيجية الامن الوطني.

• ثانيا: التزام حزب الله بوقف النار، وقد اثبتت الوقائع انه اوفى بالتزاماته بشهادة القوى الامنية وفي مقدمتها الجيش، وكذلك قوات «اليونيفيل»، وهو تعاون على نحو كامل كما هو متفق عليه جنوب الليطاني، وباتت المنطقة خالية من السلاح والتعاون مستمر مع قيادة الجيش دون اي معوقات او تحفظات.

ثالثا : اما مقاربة سلاح المقاومة ضمن استراتيجية وطنية، فثمة تفاهم واضح بين الجانبين على ان مقاربته ستتم بعد تحرير النقاط الخمس، واستعادة الاسرى، ووقف الاعتداءات «الاسرائيلية» على الاراضي اللبنانية. وهي تفاهمات تحفظ السيادة اللبنانية وتضع المجتمع الدولي وفي مقدمته واشنطن امام مسؤولياتها، اذا ارادت ان يعود الاستقرار الى جانبي الحدود.

عوكر: سحب السلاح بسرعة

وفي تعليق على زيارة مساعدة موفد الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، أعلنت السفارة الأميركية في لبنان، في منشور على حسابها عبر منصة «إكس»، أنّ « أورتاغوس أبدت سعادتها بالعودة إلى لبنان ولقاء الرؤساء الثلاثة»، وأشار البيان الى «أن المناقشات الصريحة أسهمت في دفع لبنان نحو حقبة جديدة، وهو ما يعني نزع سلاح حزب الله بسرعة، وسن إصلاحات لإنهاء الفساد، وتوفير حكومة مفتوحة وشفافة بحيث يكون لدى جميع اللبنانيين الإيمان والثقة في دولتهم.»

اما وزير خارجية العدو جدعون ساعر فعبر بوضوح عن نيات حكومة الاحتلال، حين زعم ان «اسرائيل» ترغب في السلام مع لبنان، لكن حزب الله يمثّل العقبة الكبرى، وقال « السلام مع لبنان ممكن، إن فرض الجيش اللبناني سيطرته على لبنان كله»!

التهويل مستمرّ

ولم تتوقف حملة التهويل الممنهجة من قبل اطراف داخلية لبنانية تستعجل طرح ملف سلاح حزب الله على الطاولة، وتولى زوار «معراب» التحذير من «الغضب» الاميركي، الذي قد يتحول «ضوء اخضر» لـ «اسرائيل» كي تستأنف الحرب، معتبرين ان ما جاءت به اورتاغوس كـ «الفرصة الاخيرة»، ولا ينفع معها «التذاكي» اللبناني، لان واشنطن تريد ذلك بشكل سريع.

فيما لم تخف اجواء رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع «المنتشي» بدخول المبعوثة الاميركية الى لبنان عبر بوابة «معراب»، تململه من موقف الرئيس عون ووصف مواقفه بالتردد، الذي يلغي مفاعيل خطاب القسم ويورط لبنان في مشاكل بغنى عنها؟!

جيش الاحتلال منهك!

وفيما يهول البعض ويهدد «بالعصا الاسرائيلية»، كشفت صحيفة «يديعوت احرونوت» عن نقص حاد في جهوزية جيش الاحتلال بخوض حروب جديدة، وقالت «لا تحسدوا رئيس الاركان أيال زامير، فحياته مع الحكومة ليست سهلة، وستأتي اللحظة التي يجبر فيها على مخاطبة وزراء «الكابنيت» بالقول: لا تتوقعوا مني حرباً في أربع أو خمس جبهات دون مقاتلين، وتمولون وتشجعون التملص دون مقاتلين». وكشفت الصحيفة إن «الامتثال لخدمة الاحتياط آخذة في التقلص، الجنود ليسوا متحمسين للعودة، والوحدات تخرج إلى الميدان بحجم ناقص، والجيش النظامي متوتر تحت أقصى الطرف ومنهك، والنتيجة أداء غير كاف وتآكل في الانضباط.»

حرارة اللقاء بين عون وبري؟

وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بحث مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في التطورات في الجنوب، إضافةً إلى نتائج زيارة أورتاغوس، والخطوات الواجب انجازها بعد الزيارة، الى وجوب الاسراع في بت القوانين الاصلاحية في مجلس النواب. وكان الاستقبال الحار من قبل عون لبري واضحا ومقصودا امام الاعلاميين، بهدف ارسال رسالة واضحة الى من يعنيهم الامر، بان التفاهمات تامة بين الرجلين حول كل الملفات، والموقف موحد حول القضايا المطروحة للتفاوض مع الاميركيين، بعكس ما اوحت به اورتاغوس في حديث اعلامي قبل مغادرتها.

ووفق المعلومات، تم التفاهم على تسريع القوانين الاصلاحية من خلال التعاون مع الحكومة، فيما جرى تجديد التفاهم على مسألة مناقشة ملف حصرية السلاح ضمن استراتيجية الامن الوطني.

الرئيس يحسم الاولويات

وقد حسم الرئيس عون امام وفد من «مجموعة العمل الأميركية لدعم لبنان» برئاسة ادوارد غابريل موقف لبنان الموحد، مؤكدا «ان الإصلاحات وسحب السلاح هما مطلبان لبنانيان كما هما مطلبان للمجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية، ونحن ملتزمون العمل من اجل تحقيقهما».

وردا على سؤال حول رؤيته لطريقة سحب سلاح حزب الله، أكد الرئيس عون على «أهمية اللجوء الى الحوار، وكما قلت في خطاب القسم، لا يوجد مكان لأي أسلحة، أو أي مجموعات مسلحة، إلا ضمن إطار الدولة. والمسائل تحل بالتواصل والحوار، ففي نهاية المطاف، حزب الله هو مكون لبناني.» وقال: «نحن سنبدأ قريبًا في العمل على صياغة استراتيجية الأمن الوطني، التي تنبثق منها استراتيجية الدفاع الوطني.»

وشدد رئيس الجمهورية على «ان الموقف اللبناني موحد، وجميعنا ملتزم العمل باتجاه الهدف عينه. أحيانًا يكون لدينا اختلاف في الرأي، وهذا أمر طبيعي وهو يشكل جوهر الديموقراطية. علينا أن نناقش ونتحاور. وفي النهاية هدفنا واحد». وشدد على «ان لبنان بحاجة الى الوقت والمساحة لحل الأمور بروية»، مشيرا الى ان «بقاء إسرائيل في النقاط الخمس التي احتلتها لن يكون مفيدا للبنان لكن يعقد الوضع اكثر، لذلك نطالب الولايات المتحدة بالضغط على «إسرائيل» للانسحاب منها.» ولفت الى «ان الحكومة قبل ثلاثة أسابيع، وافقت على تجنيد 4500 جندي لزيادة استعدادنا في الجنوب».

رسالة اميركية؟

وكان غابريل اشار الى انه يحمل رسالة من واشنطن تؤكد على «ضرورة نزع سلاح حزب الله، واجراء الإصلاحات اللازمة لحصول لبنان على المساعدات المالية، وان العاصمة الأميركية تتطلع الى ان تتم التغييرات على هذا الصعيد بشكل سريع». وقال: «لقد كانت هناك إشادة كبرى بالعمل الذي قام به الجيش اللبناني، وبالعمل الجيد الذي قمتم به أنتم أيضاً. وأعلم أن مساهمتكم في ذلك كانت مهمةجدا.» أضاف: «لا يزال هناك الكثير من الأمور التي يجب إنجازها، وقد تمت إحاطتنا علماً بها. وكلما تم تنفيذها بسرعة، استطعنا مساعدتكم بشكل أسرع». وكشف عن «مشروع قانون تمويل في الكونغرس الأميركي يتم التحضير له للسنة المقبلة، وعن ثلاثة مشاريع قوانين مهمة ضمن الحزمة الاقتصادية».

سلام وحصرية السلاح

وفي وقت لاحق، أكد الرئيس سلام امام الوفد أن «الحكومة مصممة على تطبيق خطتها للإصلاح ، ومواصلة العمل لحصر السلاح بيد الدولة، وبسط سلطتها على كامل أراضيها». وأشار إلى «أن الاصلاحات المالية انطلقت من خلال مشروع قانون رفع السرية المصرفية ومشروع اصلاح القطاع المصرفي، بالإضافة إلى إقرار آلية للتعيينات الادارية التي دخلت حيز التنفيذ من خلال فتح الباب للترشح لتعيين رئيس مجلس الإنماء والإعمار».

حزب الله : منعطف خطر

في غضون ذلك، اعلن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض، في كلمة ألقاها خلال تشييع حزب الله لثلة من الشهداء في بلدة طلوسة الجنوبية ان «من موقع ادراكنا بخصوصية المرحلة وتعقيداتها والتهديدات والتحديات التي نواجهها، نعتبر أن الوطن مهدد في أرضه وامنه من العدو «الاسرائيلي»، ومهدد في قراره السيادي الذي يتعرض للاستباحة والمصادرة، وإلا كيف يفسرون هذا التدخل الخارجي في التعيينات الادارية والقضائية والمالية والعسكرية؟ وكيف لهم أن يبرروا هذا التدخل السافر في الملفات الإصلاحية المالية والنقدية والإدارية التي تتصل ببناء الدولة»؟

وقال «إن كل ذلك يؤكد أن بلدنا يمر في منعطف خطر حافل بالتحديات، وعلى كل القوى والشخصيات الشريفة الحريصة على سيادة البلد واستقلاله، أن تضافر جهودها المشتركة لمواجهة التحديات».

اعتداءات وشهداء

ميدانيا، واصلت «اسرائيل» عربدتها ، ونفذت سلسلة من الاغتيالات، حيث سقط شهيدان سوريان على دراجة نارية، وإصيب مواطن في غارة على طريق الدردارة - سهل الخيام، كما نفذت مسيّرة «اسرائيلية» غارة أمام محل لتصليح الدراجات النارية في بلدة الطيبة في قضاء صور، وأسفر الهجوم، بحسب وزارة الصحة عن سقوط شهيد.

وبعد الظهر تم استهداف سيارة في بيت ليف، وأفيد عن اصابة سائقها بجروح . كما استهدفت مسيرة تلة الكنيسة بين بلدتي الطيبة ورب ثلاثين بقنابل صوتية.

الامن الداخلي تحت السيطرة

في هذا الوقت، اكد قائد الجيش العماد رودولف هيكل لنقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي إن «الجيش اللبناني ملتزم بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، وقرار وقف إطلاق النار الصادر عن هذا المجلس، وهو منتشر في منطقة جنوب الليطاني، ويقوم بمهماته دون إبطاء أو معوقات بالتعاون الكامل مع المجتمع الجنوبي في تلك المنطقة». واضاف إن «انسحاب العدو «الاسرائيلي» يجب أن يتم اليوم قبل الغد من المناطق التي يحتلها، لأن هذا الانسحاب يؤدي إلى الاستقرار ويوطد حضور الدولة الفاعل في كل المناطق اللبنانية».

وعن الأمن في الداخل قال: «الأمن في الداخل هو تحت السيطرة بالتنسيق مع سائر الأجهزة الامنية اللبنانية».

 

 

النهار:

يعاود مجلس الوزراء اليوم استكمال مناقشة مشروع إصلاح المصارف وسط تقديرات بإقراره بعد إدخال بعض التعديلات على نصّه الأساسي، وهو الامر الذي ستعده الحكومة بمثابة الإنجاز المالي والمصرفي الثاني البارز بعد إحالتها مشروع تعديلات قانون السرية المصرفية على مجلس النواب. ومعلوم أن الحكومة وضعت مشروع إصلاح المصارف على نار حامية لإقراره استباقاً لمشاركة الوفد اللبناني في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن في الثلث الأخير من نيسان الحالي، الأمر الذي سيشكل رسالة التزام لبنانية بالمضي قدماً في مسار الإصلاحات البنيوية المالية والاقتصادية. وتتحدث الأوساط الوزارية والرسمية المعنية بصراحة تامة عن تحوّل الإصلاحات شرطاً قسرياً ذات صفة دولية شاملة يسمعها المسؤولون اللبنانيون بانتظام من سائر الموفدين الخارجيين وليس فقط من الموفدة الأميركية إلى لبنان مورغان أورتاغوس على غرار ما نقلته في زيارتها الأخيرة لبيروت. ولذا سيتم إقرار مشروع إصلاح المصارف وسواه تباعاً من مشاريع في ظل وقوع لبنان تحت مجهر الضغط الأميركي والدولي لجهة الجانب المتصل بالإصلاحات، فيما تختلف مستويات الضغوط الدولية على لبنان وفق هذه الأوساط في ملف استكمال سيادة الدولة لسلطتها ونزع سلاح المجموعات المسلحة وفي مقدمها “حزب الله”. وعلى رغم مغادرة أورتاغوس الأحد وسط أجواء امتزجت فيها المرونة النسبية بالتشدد، ظلت أصداء اللقاءات التي عقدتها تتردد في الكواليس الرسمية والسياسية، وسط ترقب توثيق قنوات التواصل بين المسؤولين اللبنانيين واورتاغوس في المرحلة المقبلة، إذ يبدو أن الجانبين اتفقا على تعزيز التواصل الديبلوماسي حيال الملفات الأشدّ إلحاحاً ولا سيما منها الملف الحدودي بين لبنان وإسرائيل واتفاق وقف النار والاقتراحات المطروحة من جانب أورتاغوس حيال التوصل الى تسوية النزاع المتصل باحتلال النقاط الخمس والأسرى اللبنانيين وترسيم الحدود البرية. ويعد هذا التواصل ترجمة لتطور التفاهم الذي شهدته لقاءات الموفدة الأميركية مع الرؤساء الثلاثة الذين تحدثت أوساطهم بارتياح ظاهر عن مناخات الاجتماعات والمحادثات التي حصلت، في حين تواصلت أمس وتيرة الرسائل الأميركية في مقابل تواصل وتيرة تكرار الالتزامات اللبنانية.

وفي خلاصة رسمية للزيارة، أفادت أمس السفارة الأميركية في بيروت على صفحتها على موقع “اكس”، أن “نائبة المبعوث الخاص مورغان أورتاغوس أعربت عن سعادتها بالعودة إلى لبنان للقاء الرئيس عون، ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الخارجية يوسف رجي. وفي كل لقاءاتها، أبدت ارتياحها للنقاشات الصريحة حول دفع لبنان نحو حقبة جديدة، ما يعني نزع سلاح حزب الله بسرعة، وتطبيق إصلاحات للقضاء على الفساد، وقيام حكومة منفتحة وشفافة، ليحظى جميع اللبنانيين بالإيمان والثقة في دولتهم”.

وغداة مغادرة أورتاغوس لبنان، بحث رئيس الجمهورية العماد جوزف عون مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في الأوضاع العامة، ولا سيما التطورات في الجنوب، إضافةً إلى نتائج زيارة الموفدة الأميركية والخطوات الواجب إنجازها بعد الزيارة، إلى وجوب الإسراع في بت القوانين الإصلاحية في مجلس النواب.

رسالة جديدة

وتلقى الرئيس عون رسالة أميركية جديدة نقلها وفد مجموعة العمل الأميركية لدعم لبنان برئاسة ادوارد غابريل، الذي أوضح أنه “يحمل رسالة من واشنطن تؤكد ضرورة نزع سلاح حزب الله وإجراء الإصلاحات اللازمة لحصول لبنان على المساعدات المالية، وأن العاصمة الأميركية تتطلع إلى أن تتم التغييرات على هذا الصعيد بشكل سريع”. وقال: “لقد كانت هناك إشادة كبرى بالعمل الذي قام به الجيش اللبناني، ولا يزال هناك الكثير من الأمور التي يجب إنجازها، وقد تمت إحاطتنا علماً بها. وكلما تم تنفيذها بسرعة، كلما استطعنا مساعدتكم بشكل أسرع”.

وأوضح الرئيس عون للوفد، أن “الإصلاحات وسحب السلاح هما مطلبان لبنانيان كما هما مطلبان للمجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية، ونحن ملتزمون العمل من أجل تحقيقهما”، مشيراً إلى أنه وقَّع قانون السرية المصرفية الأسبوع الماضي وقد باشرت الحكومة بمناقشة قرار هيكلة القطاع المصرفي نهار الجمعة الفائت ومن المقرر أن تستكمل البحث فيه اليوم. وأكد إلتزام لبنان بالقرار 1701، بشكل كامل، وكشف أنه “بالنسبة لشمال نهر الليطاني، فقد قمنا بالفعل بتفكيك ستة مخيمات كانت تحت سيطرة مجموعات فلسطينية خارج المخيمات. والآن، أصبحت خالية، وتمت مصادرة أو تدمير الأسلحة الموجودة فيها”. وأكد أن الأولوية هي لتخفيف حدة التوتر في الجنوب. ورداً على سؤال حول رؤيته لطريقة سحب سلاح “حزب الله”، أكد الرئيس عون “أهمية اللجوء إلى الحوار. وكما قلت في خطاب القسم، لا يوجد مكان لأي أسلحة، أو أي مجموعات مسلحة، إلا ضمن إطار الدولة. والمسائل تحل بالتواصل والحوار، ففي نهاية المطاف، حزب الله هو مكوّن لبناني”. وقال: “نحن سنبدأ قريبًا في العمل على صياغة استراتيجية الأمن الوطني، التي تنبثق منها استراتيجية الدفاع الوطني”.

بدوره، أكد رئيس الحكومة نواف سلام لوفد مجموعة الدعم الأميركية من أجل لبنان “أن الحكومة مصممة على تطبيق خطتها للإصلاح ومواصلة العمل لحصر السلاح بيد الدولة وبسط سلطتها على كامل أراضيها”. وأشار الرئيس سلام إلى أن “الإصلاحات المالية انطلقت من خلال مشروع قانون رفع السرية المصرفية ومشروع إصلاح القطاع المصرفي، بالإضافة إلى إقرار آلية للتعيينات الإدارية والتي دخلت حيز التنفيذ من خلال فتح الباب للترشح لتعيين رئيس مجلس الإنماء والإعمار”. وشدد على أهمية مضي المجلس النيابي في إقرار القوانين الإصلاحية لدى إحالتها إليه من قبل الحكومة. وكشف أن حكومته تعمل على إعداد مشروع قانون لتحقيق استقلالية القضاء. وجدّد تأكيده التزام الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة، وذلك استناداً إلى ما ورد في البيان الوزاري وبسط سيادة الدولة على كل أراضيها بقواها الذاتية وفق ما ورد في اتفاق الطائف، وبتطبيق القرار 1701، بكل مندرجاته. وأضاف أن الجيش اللبناني يقوم بدور كبير في الجنوب ويستكمله بالاتجاه الصحيح.

في غضون ذلك، لفت رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، إلى “أن هناك حديثاً في الآونة الأخيرة عن إصلاحات في المجالات كافة: إصلاحات في المجال القضائي، إصلاحات في المجال الاقتصادي، إصلاحات في قطاع المصارف، إصلاحات في ما يتعلّق بمحاربة الفساد، وغير ذلك، لكن هذه الإصلاحات كلها لا يمكن أن تنجح، ولا يمكن أن تُعطي أي نتيجة قبل حصول الإصلاح الأوّل، ألا وهو استعادة الدولة سلطتها وسيادتها، باعتبار أنه ما لم تكن هناك دولة فعليّة، فلا إصلاح يمكن أن يُعطي أيّ نتيجة”.

غارات واغتيالات

أما في الميدان، فواصلت إسرائيل تصعيدها والاغتيالات. ونفّذت أمس مسيّرة إسرائيلية غارة أمام محل لتصليح الدراجات النارية في بلدة الطيبة في قضاء صور، وأسفر الهجوم، بحسب وزارة الصحة عن سقوط قتيل. وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلاً عن مسؤولين أمنيين إلى أن المستهدف عنصر في “حزب الله”، قبل أن يعلن الجيش الاسرائيلي مقتل قائد المنظومة المدفعية التابعة لـ”حزب الله” محمد عدنان منصور في غارة على بلدة الطيبة في جنوب لبنان. وبعد الظهر تم استهداف سيارة في بيت ليف، وأفيد عن إصابة سائقها بجروح. كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية تلة الكنيسة بين بلدتي الطيبة ورب ثلاثين بقنابل صوتية.

ونفذت غارة ثالثة مساء عندما استهدفت مسيرة سيارة على طريق عام الدردارة شمال بلدة الخيام وأدت الى وقوع ثلاث إصابات.

 

 

نداء الوطن:

 أكدت نتائج الزيارة الأخيرة لنائبة الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس للبنان أن ما قبل الزيارة ليس كما بعدها.

ودعت أوساط سياسية بارزة رافقت محادثات الموفدة الأميركية عبر «نداء الوطن»، إلى مراقبة ما سيحدث على الأرض خلال 10 أيام، لكي يتبيّن ما إذا كان المسؤولون قد تلقفوا رسالة واشنطن في أدق مرحلة يجتازها لبنان والمنطقة. لكن ما أعلنه وزير الثقافة غسان سلامة في مقابلة تلفزيونية الأحد الفائت على هذا الصعيد أثار شكوكاً حول الموقف الرسمي. فقد قال سلامة: «إن تعبير نزع السلاح غليظ ويجب إعادة النظر بهذا المفهوم». فبدا هذا الموقف غليظاً أيضاً على المستوى الوطني ويتطلب إعادة النظر في الموقف الرسمي نفسه.

وتماثل الوضع السياسي الحرج مع الوضع الميداني الملتهب. فقد سقط أمس 3 أشخاص وأُصيب آخران، إثر قصف إسرائيليّ بمسيّرات، في عدة بلدات جنوبية. ومن بين الضحايا، قائد سلاح المدفعية لـ «حزب الله» في منطقة الطيبة بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي. وقد نعت في هذا الإطار صفحات موالية لـ «حزب الله» محمد عدنان منصور.

عون وبري ونتائج زيارة أورتاغوس

وامتداداً لمحادثاتهما مع أورتاغوس عُقد اجتماع عمل جمع رئيسي الجمهورية ومجلس النواب جوزاف عون ونبيه بري أمس في قصر بعبدا. فقد علمت «نداء الوطن» أن اللقاء بين الرئيسين خصص لتقييم زيارة المبعوثة الأميركية وكيفية التعامل مع الطروحات التي تحدثت عنها في شتى المجالات، حيث هناك مسؤولية كبرى من أجل إنقاذ الوضع.

إلى ذلك، تناول اللقاء كيفية تسريع الإصلاحات من خلال التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وتنشيط مجلس النواب لإقرار مشاريع القوانين التي ستقرها الحكومة، وكذلك إقرار القوانين الإصلاحية العالقة منذ مدة.

وعن كلام رئيس الجمهورية بشأن حصر السلاح، تؤكد المعلومات أن الرئيس يعلم أن هناك التزامات على لبنان تنفيذها مقابل التزامات إسرائيلية، ولا شيء يمكنه تأخير هذا المسار الذي هو مطلب داخلي قبل أن يكون مطلباً خارجياً.

من جهة ثانية، تؤكد دوائر بعبدا أن الرئيس لم يقل لا أو نعم لأورتاغوس عندما تحدثت عن تأليف لجان للتفاوض مع إسرائيل، بل أخذ العلم وأبلغها أنه سيدرس الموضوع.

وكان الرئيس عون أكد أن «لا مكان لأي أسلحة أو أي مجموعات مسلحة إلا ضمن إطار الدولة والمسائل تحل بالتواصل والحوار». وشدد على أن «الإصلاحات وسحب السلاح هما مطلبان لبنانيان كما هما مطلبان للمجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية».

ورداً على سؤال خلال استقباله وفداً من مجموعة العمل الأميركية لدعم لبنان - «ATFL» برئاسة إدوارد غابريال عن رؤيته لطريقة سحب سلاح «حزب الله»، أكد الرئيس عون «أهمية اللجوء إلى الحوار»، وقال: «كما قلت في خطاب القسم، لا يوجد مكان لأي أسلحة أو أي مجموعات مسلحة، إلا ضمن إطار الدولة. والمسائل تحل بالتواصل والحوار ففي نهاية المطاف، «حزب الله» هو مكون لبناني».

السراي ثابت عند الموقف من السلاح

بدورها أكدت مصادر السراي الحكومي لـ «نداء الوطن»، أنّ تصريح رئيس مجلس الوزراء نواف سلام يوم أمس بشأن مواصلة العمل على حصر السلاح بيد الدولة وبسط سلطتها على كامل أراضيها، هو موقفه الثابت الذي كرّره أكثر من مرة في مقابلاته وتصريحاته الأخيرة.

وعن جلسة مجلس الوزراء اليوم، أوضحت المصادر أنّ البند الأساس على الطاولة هو مشروع قانون إصلاح قطاع المصارف، الذي سيكون خاضعاً للنقاش بين الوزراء، مشيرة إلى أنّ زيارة أورتاغوس، أعطت دفعاً قوياً للحكومة ولخطتها الإصلاحية، وأنّ البيان الذي صدر عنها أمس يؤكد ذلك، بحسب المصادر نفسها، التي أضافت أنّ هناك دعماً أميركياً كبيراً للخطة التي تعمل عليها الحكومة، وأنّ التركيز هو على مجلس النواب الذي عليه أن يواكب مشاريع القوانين هذه ويقرّها.

وعن الزيارة المرتقبة لسلام إلى دمشق خلال الأيام القليلة المقبلة، لفتت مصادر السراي إلى أنّ تنسيق الزيارة يتمّ بين وزارتي خارجية البلدين، علماً أنّ جدول الأعمال سيتناول تصحيح أثقال تاريخية من العلاقة ووضعها في نصابها الصحيح، لأنّ البلدين يملكان فرصة يجب الاستفادة منها لتصحيح العلاقات على قاعدة الحفاظ على سيادة الدولتين وعدم التدخل في شؤون بعضهما البعض وإطلاق مسار التعاون في مختلف المجالات ولا سيما ضبط الحدود ومنع التهريب والاشتباكات، والوصول إلى مسار ترسيم الحدود برعاية المملكة العربية السعودية.

الموقف الأميركي من مصادره

من ناحيتها، لخّصت السفارة الأميركية لدى لبنان مداولات أورتاغوس، خلال زيارتها الأخيرة إلى لبنان، وكتبت على حسابها عبر منصّة «إكس»: «أعربت أورتاغوس عن حماسها للعودة إلى لبنان للقاء الرئيس جوزاف عون ورئيس الوزراء نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الخارجية يوسف رجّي. وفي كل لقاءاتها، أبدت ارتياحها للنقاشات الصريحة حول دفع لبنان نحو حقبة جديدة، وهو ما يعني نزع سلاح «حزب الله» بسرعة، وتطبيق إصلاحات للقضاء على الفساد، وتشكيل حكومة منفتحة وشفافة، ليحظى جميع اللبنانيين بالثقة والإيمان بدولتهم».

وعطفاً على ما أوردته الأوساط السياسية البارزة حول مهلة الـ 10 أيام، لتبيان مفاعيل محادثات الموفدة الأميركية، قالت هذه الأوساط إن الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش تبلغوا أن الولايات المتحدة متمسكة بضرورة نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، وأن يمسك الجيش وحده بالحدود والسلاح في الداخل، فلا تكون هناك أية ازدواجية سلاح. وقالت أورتاغوس لمحاوريها الرسميين: «إنكم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن تتحملوا مسؤولياتكم في بسط سيادة الدولة، وإما بقاء لبنان ساحة ولن تجدوا الولايات المتحدة إلى جانبكم. وكل ما قيل عن خطوات عملية تبين أنها غير موجودة انطلاقاً من أن الجانب الأميركي موجود في كل الجنوب ويعرف ما يحصل». وأبدت أورتاغوس، بحسب الأوساط نفسها، تفهماً لأن يتم العمل بعيداً من الضوضاء انطلاقاً من اعتبارات رسمية لحفظ «ماء وجه المقاومة». وأكدت أنه «لا يفيد لبنان البقاء في موقع المتفرج على ما يحصل في الإقليم».

 

 

اللواء:

ما إن غادرت الموفدة الرئاسية الاميركية مورغن اورتاغوس بيروت بعد يومين حافلين باللقاءات حول الاصلاحات وحصرية السلاح، حتى بدأت في محافل القرارات الرسمية سلسلة اجتماعات لتقييم ما بعد الزيارة وما تضمنتها من اجندتها، في وقت اعتبر فيه الرئيس جوزف عون امام وفد اميركي ان سحب السلاح والاصلاحات هما مطلبان لبنانيان، كما هما مطلبان للمجتمع الدولي والولايات المتحدة الاميركية مع تأكيد الالتزام بالعمل من اجل تحقيقهما.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن لبنان لا يزال تحت وقع زيارة نائبة المبعوث الأميركي مورغان اورتاغوس وما أفضت إليها بشأن الدعوة لنزع سلاح حزب الله وإجراء الإصلاحات وقالت أن رئيس الجمهورية قارب الموضوع بكثير من الهدوء وتحدث عن سلاح ضمن إطار الدولة وعن حوار بروية، مشيرة إلى أن هذا الملف متروك للنقاش بين الرئيس عون والمعنيين به وهو حضر في لقاء عقد بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري وقد يكون هناك تحضير ما له.

إلى ذلك قالت المصادر أن الحكومة ستواصل العمل في سياق إقرار مواضيع تندرج في الإطار الإصلاحي والتحضير لملفات من هذا القبيل في الفترة المقبلة.

وفي وقت كان يؤكد فيه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بعد قمة جمعته مع الملك عبد الله الثاني ملك الاردن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ان بلادته متمسكة بسيادته واستقرار لبنان، ويجب احترام وقف اطلاق النار»، كان الرئيسان عون ونبيه بري يراجعان ما حصل في الزيارة، وتطرقا الي التطورات الجارية على صعيد الخروقات الاسرائيلية، وما يتعين انجازه من خطوات اصلاحية، بما في ذلك البت بالقوانين الاصلاحية في المجلس النيابي.

وعلمت «اللواء» من مصادر رسمية ان الرئيسين اجريا تقييماً للقاءات مع اورتاغوس وطروحاتها، وبحثا ضرورة التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لتسريع اقرار قوانين الاصلاحات ليحملها معه الوفد الاقتصادي الى اجتماعات صندوق النقد الدولي في واشنطن اواخر الشهر الحالي، والذي يضم وزيري المال ياسين جابر والاقتصادعامر البساط وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد.

وفي المعلومات المتداولة أن «الموقف الجامع للرئاسات الثلاث هو ضرورة حصرية السلاح دون أي استفزاز باستخدام تعبير نزع السلاح على أن ينسّق رئيس الجمهورية جوزاف عون مراحلها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وأشارت المعلومات إلى أن الأميركيون غير مهتمين في التفاصيل الإصلاحية سوى تلك المتعلقة بزيادة الضغط على الحزب” وتضييق الخناق عليه.

ومن جهتها، قالت مصادر الثنائي امل وحزب الله إن التفاهم بين الرئيس عون وحزب الله قائم على 3 مبادئ وهي أن المقاومة ليست ميليشيا وملتزمة قرار وقف النار ومقاربة السلاح ضمن استراتيجية وطنية بعد انسحاب اسرائيل واسترداد الأسرى ووقف العدوان.

لكن بعد ذهاب اورتاغوس وصل الى بيروت وفد من «مجموعة الدعم الأميركية لأجل لبنان»، برئاسة السفير ادوارد غابريال، وجال برفقة السفيرة الأميركية ليزا جونسون على رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام وعدد من الوزراء والسياسيين وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد.

وأوضح غابريل خلال اللقاء مع الرئيس عون انه يحمل رسالة من واشنطن «تؤكد ضرورة نزع سلاح حزب الله واجراء الإصلاحات اللازمة لحصول لبنان على المساعدات المالية، وان العاصمة الأميركية تتطلع الى ان تتم التغييرات على هذا الصعيد بشكل سريع».

وقال: لقد كانت هناك إشادة كبرى بالعمل الذي قام به الجيش اللبناني وبالعمل الجيد الذي قمتم به أنتم أيضا. وأعلم أن مساهمتكم في ذلك كانت مهمة للغاية، ولا يزال هناك الكثير من الأمور التي يجب إنجازها وقد تمت إحاطتنا علما بها. وكلما تم تنفيذها بسرعة، كلما استطعنا مساعدتكم بشكل أسرع.

وكشف غابريل عن «مشروع قانون تمويل في الكونغرس الأميركي يتم التحضير له للسنة المقبلة»، وعن «ثلاثة مشاريع قوانين مهمة ضمن الحزمة الاقتصادية».

ورد الرئيس عون مؤكدا ان «الإصلاحات وسحب السلاح هما مطلبان لبنانيان كما هما مطلبان للمجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية»، وقال: «نحن ملتزمون العمل من اجل تحقيقهما.

وقال الرئيس عون: ان الأولوية هي لتخفيف حدة التوتر في الجنوب، والإرادة موجودة و»اليونيفيل» تقوم بعملها على أكمل وجه. لكن علينا أن نأخذ في اعتبارنا أنها تتحمل الكثير من المسؤوليات. ولكن لبنان بحاجة الى الوقت والمساحة لحل الأمور بروية. واكد أن «بقاء إسرائيل في النقاط الخمس التي أحتلتها لن يكون مفيدا للبنان لكن يعقد الوضع اكثر، لذلك نطالب الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل للإنسحاب منها، مشيراًالى أن «الحكومة، قبل ثلاثة أسابيع، وافقت على تجنيد 4500 جنديا لزيادة استعدادنا في الجنوب.

وردا على سؤال عن رؤيته لطريقة سحب سلاح «حزب االله»، أكد الرئيس عون «أهمية اللجوء الى الحوار»، وقال: كما قلت في خطاب القسم، لا يوجد مكان لأي أسلحة أو أي مجموعات مسلحة، إلا ضمن إطار الدولة. والمسائل تحل بالتواصل والحوار ففي نهاية المطاف، فحزب الله هو مكون لبناني.ونحن سنبدأ قريبا بالعمل على صياغة استراتيجية الأمن الوطني التي تنبثق منها استراتيجية الدفاع الوطني.

وفي ختام اللقاء، شكر الرئيس عون أعضاء المجموعة على جهودهم، وقال: نحن نعتمد عليكم، وحاولوا نقل الرسالة الصحيحة وحاولوا فهم الوضع الداخلي للبنان على حقيقته.

وخلال اللقاء، أكد سلام للوفد أن الحكومة مصممة على تطبيق خطتها للإصلاح ومواصلة العمل لحصر السلاح بيد الدولة وبسط سلطتها على كامل أراضيها. وقال للوفد: أن الاصلاحات المالية انطلقت من خلال مشروع قانون رفع السرية المصرفية ومشروع اصلاح القطاع المصرفي، بالإضافة إلى إقرار آلية للتعيينات الادارية والتي دخلت حيز التنفيذ من خلال فتح الباب للترشح لتعيين رئيس مجلس الإنماء والإعمار.

وشدد رئيس مجلس الوزراء على أهمية مضي المجلس النيابي في إقرار القوانين الإصلاحية لدى إحالتها إليه من قبل الحكومة. وكشف أن حكومته تعمل على إعداد مشروع قانون لتحقيق استقلالية القضاء.

وجدد الرئيس سلام تأكيده على التزام الحكومة «بحصر السلاح في يد الدولة وذلك استناداً الى ما ورد في البيان الوزاري، وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية وفق ما ورد في اتفاق الطائف، وبتطبيق القرار ١٧٠١، بكل مندرجاته. وأضاف أن الجيش اللبناني يقوم بدور كبير في الجنوب ويستكمله بالاتجاه الصحيح.»

وقال السفير غابريال بعد اللقاء: كان اجتماعًا جيدًا للغاية، وسمعنا خلاله كلاما مشجعا من الرئيس لدى عرضه للبرنامج الاقتصادي للبلاد، ووجدنا بأنه ينبغي تنفيذ هذا البرنامج بسرعة ونأمل بارساله إلى البرلمان قريبًا، وأن يتمكن البرلمان من التحرك بسرعة في الأسابيع المقبلة لارسال إشارة إلى المجتمع الدولي. بأن لبنان يقوم بخطوة كبيرة إلى الأمام في هذا الاطار. وتحدثنا أيضًا عن أهمية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتطبيقه بشكل كامل.

أضاف: ولقد سمعنا هذا الصباح كلاما مشجعا من الرئيس جوزاف عون والان من الرئيس سلام، وهما مدركان بأنه يجب اتخاذ خطوات معينة لتثبيت وقف اطلاق النار وقيام قوى المسلحة اللبنانية بمساعدة الولايات المتحدة بمهامها، اضافة الى بدء مفاوضات لترسيم الحدود. وناقشنا ايضا اهمية تلازم المسار الاقتصادي مع وقف اطلاق النار.

المنتدى التنموي العربي

وتشهد بيروت، حدثاً تنموياً في الفترة ما بين 14 نيسان و16 نيسان، باستضافة الاجتماع السنوي للمنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2025 بمشاركة عربية واسعة، وسيكون هناك كلمة للرئيس عون، فضلاً عن كلمة للامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط.

زيادة مساهمة لبنان في الصندوق

مالياً، يغادر الوفد اللبناني الى اجتماعات صندوق النقد الدولي في 21 نيسان الجاري، اي بعد اسبوعين، ويضم الوفد الوزيران ياسين جابر (وزير المال) وعامر البساط (وزير الاقتصاد) وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، للبحث في ممثلي الصندوق في القرض الممكن للبنان.

وعشية سفره، قالت مصادر مقربة من لجنة المال، انها مع تأكيدها على «مبدأ التعاون الايجابي مع صندوق النقد، لكنها تتريث في بت زيادة مساهمة لبنان في الصندوق بقيمة 423 مليون دولار، ليتسنى لها ان تسمع من الوزير جابر الاثر المالي على الخزينة، وكيفية الدفع، وفق اولويات الحكومة للاصلاح والانقاذ.

تحضيراً للبلديات

وعلى صعيد التحضير للانتخابات البلدية والاختيارية ترأس الوزير أحمد الحجار، صباح أمس، اجتماعاً تحضيرياً للإنتخابات البلدية والإختيارية، حضره محافظ لبنان الشمالي رمزي نهرا ومحافظ عكار عماد لبكي، المديرون العامون في الوزارة، قائد منطقة الشمال في قوى الأمن الداخلي، القائمقامون وضباط فريق عمل الوزارة. وخلال الإجتماع، تم الوقوف على جهوزية المحافظتين عشية دعوة الهيئات الناخبة، واستمع الوزير الحجار الى الحاجات والمتطلبات لاستكمال التحضيرات في المحافظتين والقائمقاميات، مشددا على أهمية إجراء الإستحقاق الإنتخابي المرتقب بنزاهة تامة وشفافية وحيادية مطلقة. وطلب الوزير الحجار ضرورة التنسيق الكامل بين المحافظين وقوى الأمن الداخلي لحسن سير العملية الإنتخابية والسهر على حفظ الأمن.

المطار

وحول الوضع في المطار، ترأس الحجار، اجتماعاً لجهاز أمن المطار حضره قائد الجهاز العميد فادي كفوري ورؤساء القطعات المعنية في قوى الأمن الداخلي، الأمن العام، والضابطة الجمركية.

وتم البحث في سير العمل الأمني في مطار رفيق الحريري الدولي والإجراءات المتخذة تفادياً للإزدحام وتحضيراً للموسم السياحي المقبل.وخلال الاجتماع، تطرق الوزير الحجار إلى سير التحقيقات في الإشكال الذي وقع يوم أمس في قاعة المغادرة داخل حرم المطار، مؤكداً أن ما حصل بات في يد القضاء المختص لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتسببين بحالة الفوضى في هذا المرفق الحيوي الذي يمثل صورة لبنان. وشدد الوزير الحجار على ضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات تفادياً لتكرار هكذا اشكالات في المستقبل.

التصعيد المعادي

صعَّدت اسرائيل من استهدافاتها بعد مغادرة اورتاغوس، فاستهدفت سيارة في الطيبة من خلال مسيَّرة ادت الى استشهاد مواطن، ثم استهدفت مسيَّرة اخرى سيارة في بيت ليف، ولم يُفد عن وقوع اصابات.

كما استهدفت سيارة ودراجة نارية في الخيام، مما ادى الى استشهاد اثنين من السوريين واصابة لبناني.

وذكر وزير الخارجية الاسرائيلي جدعان ساعر ان اسرائيل راغبة في تحقيق سلام مع لبنان، معتبراً ان حزب الله هو العقبة الاكبر في هذا المجال، مشيراً في مقابل مع «سكاي نيوز عربية» ان السلام لا يمكن ان يتحقق ما لم يفرض الجيش اللبناني سيطرته الكاملة على اراضي لبنان.

 

 

 

الجمهورية:

مرّت غيمة الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس، وانشغلت مختلف الأوساط الداخلية في التنقيب عن النتائج الحقيقية التي انتهت إليها زيارتها إلى بيروت. واللافت في هذا السياق، تركيز المقاربات الاعلامية والسياسية التي تناولت هذه الزيارة على الشكل، وتقاطعها على قراءة ليونة علنية في الخطاب الذي اعتمدته اورتاغوس في المقرّات الرئاسية، ولكن مع تشدّد في مضمون الملفات التي تضعها الإدارة الأميركية في رأس قائمة أولوياتها في لبنان.

ما من شك انّ زيارة اورتاغوس احتلت على مدى اليومين اللذين استغرقتهما، صدارة المتابعة السياسية والتداول الإعلامي، ولكن ما قيل عن ليونة في الشكل وتشدّد في المضمون، لا يجيب بالتأكيد عن السؤال الذي لم تنتهِ صلاحيته بعد: لماذا حصلت الزيارة، وماذا أُريد منها في هذا التوقيت بالذات، وماذا حققت؟ وخصوصاً انّ اورتاغوس، وكما أجمعت المعلومات حول محادثاتها مع المستويات الرسمية، لم تقدّم أي طرح مستفز للجانب اللبناني، ولاسيما حول موضوع التطبيع مع إسرائيل، وهي نفسها قالت إنّها لم تطرح هذا الامر مع أي مسؤول لبناني، كما لم تمارس أيّ ضغط لإلزام لبنان بالموافقة على تشكيل لجان التفاوض مع إسرائيل حول النقاط الخمس والأسرى والحدود، بل ثمة حديث عن عودة إلى تجربة المفاوضات التي قادها آموس هوكشتاين في محطات سابقة. وأكثر من ذلك، لم تطرح ما يُلزم لبنان ببرنامج زمني لنزع سلاح «حزب الله».

تأكيد الحضور والدور

لم تقرأ مصادر سياسية خبيرة بالسياسة الأميركية أي نتائج جوهرية لزيارة أورتاغوس، وقالت لـ«الجمهورية»، انّ «زيارة اورتاغوس تُختصر بأنّ الغاية منها لا تعدو أكثر من تأكيد متجدّد للحضور والدور الأميركي في لبنان، حيث تعتبر واشنطن نفسها اللاعب الأول والأوحد على المسرح اللبناني، والمدير لكل السياسات فيه. وكذلك توجيه رسالة حثّ مباشرة وعاجلة للعهد الرئاسي الجديد والحكومة الجديدة على التعجيل بإنجازات في مسار الإصلاحات الاقتصادية، وهو ما قالت اورتاغوس صراحة بأنّها خطوات مطلوب تنفيذها من لبنان ليثبت جدارته في أن تكون الولايات المتحدة الأميركية شريكاً مساعداً له، ودون هذه الإجراءات لن يحظى لبنان بهذه الشراكة، وبمعنى أوضح لن يحظى بالمساعدات التي ينتظرها لإعادة إنهاض نفسه، وخصوصاً تلك المرتبطة بملف إعادة إعمار ما هدّمه العدوان الاسرائيلي».

ولفتت المصادر عينها إلى انّه «بعيداً من التنظيرات التي يتحمس لها البعض في لبنان، فمما لا شك فيه انّ نزع سلاح «حزب الله» هدف استراتيجي للولايات المتحدة الأميركية، ولكن خلافاً لما سبق وصول أورتاغوس إلى بيروت، لم تطرحه في لقاءاتها بالمسؤولين كبند عاجل التنفيذ، ويُقرأ ذلك في إطلالتها الإعلامية التي أعادت تكرار الموقف الأميركي التقليدي القديم – الجديد من سلاح «حزب الله»، ولكن من دون ان تتحدث عن جدول زمني لنزع السلاح. وكان لافتاً في هذا السياق ايضاً إعلانها انّها لم تطرح ملف التطبيع مع أي من المسؤولين اللبنانيين. ما يعني انّ اورتاغوس تجنّبت إثارة أي ملفات حساسة لإدراكها انّ الوضع اللبناني لا يحتملها في هذه المرحلة او حتى في مراحل اخرى».

يُضاف إلى ذلك، تقول المصادر «إنّ اورتاغوس لم تقدّم أي التزام قاطع بممارسة أي ضغوط على إسرائيل؛ سواء حول وقف الاعتداءات الاسرائيلية، او الانسحاب من النقاط الخمس التي تحتلها، وهذا يعني انّ الوضع باقٍ على مراوحته السلبية في دائرة التوتر لمدى زمني مفتوح، علماً انّ جهوداً تُبذل على اكثر من خط خارجي لإعادة إحياء اجتماعات لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار».

إيجابية دائمة أم موقتة؟

إلى ذلك، أبلغ مصدر مطلع عن كثب على أجواء محادثات اورتاغوس إلى «الجمهورية» قوله: «انّ هناك فارقاً كبيراً جداً ما بين زيارتها الحالية وزيارتها السابقة، لقد كنا بالفعل أمام شخص آخر قارب أمور البحث بهدوء ملحوظ. ونحن تعاملنا بالمثل ومن هنا كان الجو ايجابياً».

ورداً على سؤال عمّا إذا كانت الإيجابية دائمة ام موقتة، نصح المصدر عينه «بعدم الوقوع في خطأ التحليلات والتفسيرات المتسرّعة، فما نأمله ان تكون هذه الإيجابية دائمة وليست موقتة، مع اني شخصياً أرجّح الإيجابية الموقتة، وخصوصاً انّ هدوء نبرة الموفدة الأميركية لا يعني حصول تطور او تبدّل في الموقف الأميركي المتصلّب حيال مجموعة الملفات، بل كان يغلّفه. ومن جهتنا بادلناها الليونة بمثلها، وعرضنا كل ما لدينا بكلّ صراحة وتفصيل، والتركيز الاول والأخير كان من قبلنا على إعادة إنهاض البلد مع ما يتطلّب ذلك من إجراءات إنقاذية وإصلاحية، وتحقيق كل ما يحفظ أمن وسيادة لبنان، وحمل الإسرائيلي على وقف اعتداءاته والانسحاب من المناطق المحتلة».

مناورة!

ورداً على سؤال لـ«الجمهورية» قال مسؤول رفيع: «أي كلام عن إيجابية يصبح واقعاً في حال لمسنا هذه الإيجابية بالفعل. جو المحادثات بالفعل كان مريحاً، ولا نقول إنّ هناك تبدلاً قد حصل في الموقف الأميركي، فربما استجابت الموفدة الاميركية لنصائح قبل مجيئها بعدم إثارة المواضيع بطريقة صدامية، بل عبّرت عنها بطريقة اخرى، يعني لا تغيير في الموقف الاميركي، بل تغيير في اسلوب التعاطي مع الملفات. ولذلك ما زلت في قرارة نفسي، آمل الّا تكون في أفق الخطاب الهادئ الذي لمسناه مناورة تخديرية، تليها عاصفة من الضغوط السياسية أكثر شدّة وقساوة، وخصوصاً حول ملف سلاح «حزب الله».

زيارة مفصلية

وفي السياق ذاته، اعتبرت مصادر سياسية سيادية أنّ زيارة أورتاغوس حملت رسالة واضحة إلى لبنان بأنّ لا خلاص له من أزمته سوى إنهاء «حزب الله» ونزع سلاحه الذي يوفّر الذرائع لاسرائيل لاستمرار عدوانها على لبنان، ويشكّل العائق الأساس امام نهوض البلد».

وكشفت المصادر وفقاً لما تأكّد لها من المحادثات مع اورتاغوس، «انّ لبنان امام فرصة جدّية لإجراء الإصلاحات والعودة إلى سابق عهده من الاستقرار والازدهار، فالاصلاحات مطلب لبناني وعربي ودولي، وواشنطن تضع ثقلها في هذا المجال، والسبيل الوحيد الى تحقيق هذه الاصلاحات هو إنهاء الحزب ونزع السلاح بصورة عاجلة، وفي تقديرنا إن تمّ هذا الأمر فإنّه سيفتح الباب واسعاً على تدفق المساعدات العربية والدولية».

وقالت تلك المصادر: «لبنان دخل فعلياً في مرحلة جديدة، وفي مستقبله تحوّلات جذرية ستحصل، وعلى ما بات مؤكّداً فإنّ الولايات المتحدة بدأت في هذا المسار وستستكمله، وربطاً بذلك، ينبغي أن يُقرأ جيداً ما صدر عن الخارجية الاميركية قبل يومين، وتأكيدها بأنّ واشنطن لن تسمح لـ»حزب الله» بالاستمرار في أسر لبنان. وعلى الحكومة اللبنانية ان تحزم أمرها وتتحمّل مسؤوليتها في هذا المجال».

اورتاغوس مرتاحة

الى ذلك، أعربت أورتاغوس عن سعادتها بالعودة إلى لبنان للقاء الرئيس عون، ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الخارجية يوسف رجي.

ولفتت السفارة الاميركية في بيان امس، الى ان أورتاغوس أبدت في كل لقاءاتها، ارتياحها للنقاشات الصريحة حول دفع لبنان نحو حقبة جديدة، ما يعني نزع سلاح حزب الله بسرعة، وتطبيق إصلاحات للقضاء على الفساد، وقيام حكومة منفتحة وشفافة، ليحظى جميع اللبنانيين بالايمان والثقة في دولتهم.

عون وبري .. وماكرون

وكان لافتاً في الساعات الماضية إعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من القاهرة أنّه «متمسك بسيادة واستقرار لبنان، ويجب احترام وقف إطلاق النار». فيما حضرت مختلف التطورات التي شهدها لبنان في الساعات الثماني والأربعين الماضية في اللقاء الذي عُقد أمس بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري في القصر الجمهوري في بعبدا. وبحسب المعلومات الرسمية فإنّ الرئيسين عون وبري بحثا في الأوضاع العامة، ولا سيما التطورات في الجنوب، إضافةً إلى نتائج زيارة نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، إلى لبنان.

وفد أميركي

إلى ذلك، جال وفد من مجموعة العمل الاميركية من أجل لبنان برئاسة ادوارد غابريل على رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام. وقال رئيس الوفد انّه يحمل رسالة من واشنطن تؤكّد على ضرورة نزع سلاح «حزب الله» وإجراء الإصلاحات اللازمة لحصول لبنان على المساعدات المالية، وانّ واشنطن تتطلع الى ان تتمّ التغييرات على هذا الصعيد بشكل سريع.

وقال الرئيس عون للوفد «انّ الإصلاحات وسحب السلاح مطلبان لبنانيان كما هما مطلبان للمجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية، ونحن ملتزمون العمل من اجل تحقيقهما». وأشار الى انّه وقَّع قانون السرّية المصرفية الأسبوع الماضي، وقد باشرت الحكومة بمناقشة قرار هيكلة القطاع المصرفي نهار الجمعة الفائت، ومن المقرر أن تستكمل البحث فيه غداً. وقال: «إنّ بناء الثقة هو خطوة بدأنا بها بالفعل».

وجدّد التأكيد على إلتزام لبنان بالقرار 1701، بشكل كامل، مثنياً على عمل «اليونيفيل» في قطاع جنوب الليطاني، ومشيراً الى الخروقات الإٍسرائيلية لإتفاق وقف إطلاق النار. وكشف أنّه «بالنسبة للشمال من نهر الليطاني، فقد قمنا بالفعل بتفكيك ستة مخيمات كانت تحت سيطرة مجموعات فلسطينية خارج المخيمات. والآن، أصبحت خالية، وتمّت مصادرة أو تدمير الأسلحة الموجودة فيها».

وأكّد الرئيس عون على انّ الأولوية هي لتخفيف حدّة التوتر في الجنوب. وقال: «الإرادة موجودة. و»اليونيفيل» تقوم بعملها على أكمل وجه. لكن علينا أن نأخذ في اعتبارنا أنّها تتحمّل الكثير من المسؤوليات»، مشدّداً على «انّ لبنان بحاجة الى الوقت والمساحة لحل الأمور بروية»، ومشيراً الى انّ «بقاء إسرائيل في النقاط الخمس التي أحتلتها لن يكون مفيداً للبنان لكن يعقّد الوضع اكثر، لذلك نطالب الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل للإنسحاب منها».

ورداً على سؤال حول رؤيته لطريقة سحب سلاح «حزب الله»، أكّد الرئيس عون «أهمية اللجوء الى الحوار. وكما قلت في خطاب القَسَم، لا يوجد مكان لأي أسلحة، أو أي مجموعات مسلحة، إلّا ضمن إطار الدولة. والمسائل تُحلّ بالتواصل والحوار. ففي نهاية المطاف، «حزب الله» هو مكون لبناني». وقال: «نحن سنبدأ قريبًا في العمل على صياغة استراتيجية الأمن الوطني، التي تنبثق منها استراتيجية الدفاع الوطني».

سلام

اما الرئيس سلام فقال للوفد الأميركي «إنّ الحكومة مصممة على تطبيق خطتها للإصلاح ومواصلة العمل لحصر السلاح في يد الدولة وبسط سلطتها على كامل أراضيها».

وأشار سلام إلى أنّ «الإصلاحات المالية انطلقت من خلال مشروع قانون رفع السرّية المصرفية ومشروع اصلاح القطاع المصرفي، إضافة إلى إقرار آلية للتعيينات الإدارية، والتي دخلت حيز التنفيذ من خلال فتح الباب للترشح لتعيين رئيس مجلس الإنماء والإعمار». وجدّد تأكيده «التزام الحكومة حصر السلاح في يد الدولة، استناداً إلى ما ورد في البيان الوزاري وبسط سيادة الدولة على كل أراضيها بقواها الذاتية وفق ما ورد في اتفاق الطائف، وبتطبيق القرار 1701، بكل مندرجاته»، وقال: «إنّ الجيش اللبناني يقوم بدور كبير في الجنوب ويستكمله بالاتجاه الصحيح».

الجنوب وقائد الجيش

في سياق متصل، وفيما واصلت إسرائيل اعتداءاتها على المناطق اللبنانية، وجديدها أمس كان استهداف محل لبيع الإطارات على طريق الطيبة – العديسة، وسيارة في بلدة بيت ليف قضاء بنت جبيل، وكذلك استهداف مسيرة اسرائيلية لسيارة رابيد ودراجة نارية على طريق الدردارة - سهل الخيام، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، اعلن قائد الجيش العماد رودولف هيكل خلال استقباله نقيب المحررين جوزف القصيفي «أنّ الجيش اللبناني ملتزم بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، وقرار وقف إطلاق النار الصادر عن هذا المجلس، وهو منتشر في منطقة جنوب الليطاني ويقوم بمهماته دون إبطاء أو معوقات بالتعاون الكامل مع المجتمع الجنوبي في تلك المنطقة».

ولفت إلى أنّ «انسحاب العدو الإسرائيلي يجب أن يتمّ اليوم قبل الغد من المناطق التي يحتلها، لأنّ هذا الانسحاب يؤدي إلى الاستقرار ويوطد حضور الدولة الفاعل في كل المناطق اللبنانية». وأكّد أنّ الأمن في الداخل هو تحت السيطرة بالتنسيق مع سائر الأجهزة الأمنية اللبنانية.

وعن التطوع في الجيش، أشار إلى أنّ هذه العمليات تتواصل إنفاذاً لقرارات مجلس الوزراء لكي تستقر على 6 آلاف متطوع، واوضح بأنّ «المساعدات للجيش اللبناني، لا تزال الدول الصديقة التي توفر الدعم للجيش، على التزامها ونتمنى أن يتوسع هذا الدعم».

 

 

البناء:

 على الأرجح أن بنيامين نتنياهو الذي شعر بالقلق لدى تبلّغه الاستدعاء إلى واشنطن، خصوصاً في ملف الأسرى وإنهاء حرب غزة، بعدما صار واضحاً أن كل حروب “إسرائيل” بلا نهاية وبلا إنجازات وأن واشنطن المنصرفة لمعالجة أوضاعها الداخلية وتنظيم اقتصاداتها في العالم لا تحتمل بقاء المنطقة على صفيح ساخن بلا أفق، فقرّر أن يعرض مقايضة موافقته على حلّ لقضيّة الأسرى في غزة، مقابل الموافقة الأميركية على تفويضه ومساندته لشنّ الحرب على إيران، فوجد نفسه أمام ضربتين على الرأس، حلّ مصري لقضية غزة والأسرى، وإعلان السبت موعداً للتفاوض المباشر بين واشنطن وطهران على أعلى المستويات.

كان الإحباط واضحاً على وجه نتنياهو، وهو كذلك على وجوه كل الذين كانوا يمنّون أنفسهم بما يسمّون تدحرج حجارة الدومينو، فيقومون من أجل إرضاء أنفسهم بتحويل نصف النصر ونصف الخسارة كحصيلة للحرب في توصيف وضع “إسرائيل” وقوى المقاومة على السواء رغم فوارق الخسائر في الأرواح والبنى التحتية، لصالح “إسرائيل”، وفوارق تماسك البيئة الحاضنة لصالح قوى المقاومة، ليقدّموا سردية تتناسب مع دعواتهم للانهزام تقول إن حزب الله انتهى وحماس على الطريق واليمن قيد الإنهاء ومثله العراق وحشده الشعبي، والدور الآتي على إيران، وكالعادة بدلاً من أن تدفعهم الدعوة الأميركية إلى صرف النظر عن الحرب واختيار التفاوض، لإعادة النظر بطريقتهم في التفكير، راحوا يسارعون إلى ترويج رواية استسلام إيران وقبولها بتقويض ملفها النوويّ على الطريقة الليبية وتفكيك سلاحها الصاروخي والتوقف عن دعم حركات المقاومة. وكالعادة أيضاً لا يسحب هؤلاء خط الرجعة بعد أن يثبت سقوط مقولاتهم، فقد سبق وحدث ذلك ولم يرفّ لأيّ منهم جفن.

واشنطن المنهمكة بالأوضاع الماليّة والاقتصاديّة لا تملك ترف الوقت، ولا المخاطرة بخوض الحروب، وقد منحت ما يكفي من الوقت وفرص الحروب لبنيامين نتنياهو ولم ينجح بتقديم إثبات القدرة على تحقيق إنجاز، واشنطن أمس كانت منشغلة في البيت الأبيض والشارع والبورصة بمتابعة انهيار أسعار الأسهم التي شغلت العالم بمعدل وسطي للتراجع 4% ، وهي نسبة التراجع التي افتتحت بورصة نيويورك بها تداولاتها، وتقفل على نسبة 1% بعدما استنزف أصحاب الشركات الكبرى أموالهم وودائعهم في المصارف لشراء المعروض في الأسواق من أسهم شركاتهم، وسجلت البورصة في 15 دقيقة كيف تبخرت قرابة 3 تريليون دولار دفاعاً عن أسعار الأسهم.

في القاهرة قمّة مصرية فرنسية أردنية، تخللها اتصال من الرئيس ترامب يرجّح أنه وضع خلاله حلفاءه في صورة التفاوض المباشر مع إيران من جهة، وتلقى منهم قراءتهم لصورة الحل المرتقب لغزة وفق المبادرة المصرية من جهة مقابلة.

وبددَ مضمون مباحثات نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس مع المسؤولين اللبنانيين، الحملة السياسية والإعلامية المحلية التي سبقت الزيارة وسوقت لمهلة أميركية للدولة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله والتفاوض الدبلوماسي مع «إسرائيل» وإلا إطلاق اليد الإسرائيلية بحرب شاملة على لبنان لنزع السلاح بالقوة.

وأشارت معلومات “البناء” إلى أن مصدر هذه الحملة وسائل إعلام محلية وعربية تعمل على تحريض الأميركيين على رفع السقف ضد لبنان واتخاذ خطوات تصعيدية للضغط باتجاه سحب سلاح حزب الله. كما لفتت المعلومات الى وجود لوبي لبناني – أميركي في الولايات المتحدة الأميركية يعمل على تحريض الإدارة الأميركية على استثمار الظروف الإقليمية والدولية والضعف العسكري لحزب الله لاستكمال تطويقه وحصاره ونزع سلاحه عبر مؤسسات الدولة أو بحرب عسكرية إسرائيلية جديدة.

ولفتت أوساط مطلعة لـ”البناء” إلى أن اللهجة التي جاءت بها المبعوثة الأميركية مغايرة عن تلك اللهجة التي رافقت زيارتها الأخيرة، وحملت ليونة في المواقف والمطالب والتفاوض مع أركان الدولة، حيث لم تتحدّث أولاً عن مهلة لتسليم سلاح حزب الله، مكتفية بالقول “بأسرع وقت ممكن”، كما لم تتحدّث عن تهديدات بحرب شاملة على لبنان إذا لم تنفذ الدولة الشروط الأميركيّة كما لم تذكر موضوع اللجان الثلاثية للتفاوض مع “إسرائيل” حول ترسيم الحدود. ما يؤشر الى تراجع ما في السقف الأميركي.

وأوضحت المصادر أن الموقف كان موحداً في بعبدا وعين التينة والسراي الحكومي خلال جولة الموظفة الأميركية، حيث أكد رئيس الجمهورية على ضرورة انسحاب “إسرائيل” من الأراضي المحتلة وإطلاق سراح الأسرى ووقف الخروق، وتشديده على التزام لبنان بتطبيق القرار 1701 وانتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني وأن الاحتلال الإسرائيلي والاعتداءات على الجنوب يعيق استكمال انتشار الجيش، وتأكيد الرئيس عون على تطبيق خطاب القسم لا سيّما لجهة بسط الدولة سيطرتها على كامل أراضيها وحصرية السلاح، وأن سلاح حزب الله يحل بالحوار بين كافة الأطراف لا سيّما حزب الله وضمن استراتيجية دفاعية. كما سمعت المبعوثة الأميركية الكلام نفسه في عين التينة، حيث أكد الرئيس نبيه بري على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس وإلى حدود اتفاقية الهدنة ووقف الخروق وتطبيق القرارات الدولية واستكمال انتشار الجيش وتشديده على أن مسألة سلاح المقاومة شأن لبناني داخلي ولا يمكن تحديد مهل، ولن يحلّ إلا ضمن الوفاق الوطني ووفق المصلحة الوطنية لا المصلحة الإسرائيلية أو الأميركية.

كما أكد رئيس الحكومة نواف سلام للمبعوثة الأميركية استعداد لبنان للتفاوض غير المباشر مع إسرائيل حول مسألة الحدود، لكن ليس عبر اللجان الدبلوماسية، بل عبر التفاوض غير المباشر أو عبر لجان عسكرية تقنية كما حصل في ملف ترسيم الحدود البحري، مشدداً على أن لبنان ليس جاهزاً لأي حديث عن أي شكل من أشكال التطبيع.

وبحث رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في الأوضاع العامة، ولا سيّما التطورات في الجنوب، إضافةً إلى نتائج زيارة أورتاغوس والخطوات الواجب إنجازها بعد الزيارة، إلى وجوب الإسراع في بتّ القوانين الإصلاحية في مجلس النواب.

ووفق معلومات “البناء” فإن الرئيسين عون وبري متفقان على كيفيّة مقاربة القضايا الوطنية الحساسة والدقيقة، لا سيّما ملف سلاح حزب الله ورفضهما فرض مهل لمعالجة هذا السلاح أو فرض أيّ شروط سياسية أو أمنية على لبنان. وتأكيدهما على احتواء الضغوط الدوليّة على لبنان والموازنة بينها وبين الواقع اللبناني الداخلي والتركيبة السياسية والطائفية اللبنانية، إذ لا يمكن أن يتحوّل ملف السلاح إلى خلاف وطني داخلي وأن تكليف الحكومة للجيش بسحب السلاح كما يتمنّى بعض الأطراف في الداخل، أمر غير مطروح، مشدّدين على حل الملفات الخلافية بالحوار بين اللبنانيين.

وأعربت نائبة المبعوث الخاص الأميركي مورغان أورتاغوس عن سعادتها بالعودة إلى لبنان للقاء الرئيس عون، ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الخارجية يوسف رجّي. ولفتت السفارة الأميركية في بيان، إلى أن أورتاغوس أبدت في كل لقاءاتها، ارتياحها للنقاشات الصريحة حول دفع لبنان نحو حقبة جديدة، ما يعني نزع سلاح حزب الله بسرعة، وتطبيق إصلاحات للقضاء على الفساد، وقيام حكومة منفتحة وشفافة، ليحظى جميع اللبنانيين بالإيمان والثقة في دولتهم.

واستقبل الرئيس عون أيضاً وفداً من مجموعة العمل الأميركية لدعم لبنان ATFL، برئاسة أدوارد غابريل الذي أشار إلى أنه يحمل رسالة من واشنطن تؤكد على ضرورة نزع سلاح حزب الله وإجراء الإصلاحات اللازمة لحصول لبنان على المساعدات المالية، وأن العاصمة الأميركية تتطلع إلى أن تتم التغييرات على هذا الصعيد بشكل سريع.

وكشف عن “مشروع قانون تمويل في الكونغرس الأميركي يتمّ التحضير له للسنة المقبلة، وعن ثلاثة مشاريع قوانين مهمة ضمن الحزمة الاقتصادية.»

وأكد رئيس الجمهورية للوفد الأميركي التزام لبنان بالقرار 1701، بشكل كامل، مثنياً على عمل “اليونيفيل” في قطاع جنوب الليطاني، مشيراً إلى الخروق الإٍسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار. وكشف أنه “بالنسبة للشمال من نهر الليطاني، فقد قمنا بالفعل بتفكيك ستة مخيمات كانت تحت سيطرة مجموعات فلسطينية خارج المخيمات. والآن، أصبحت خالية، وتمّت مصادرة أو تدمير الأسلحة الموجودة فيها”. وأكد أن الأولوية هي لتخفيف حدة التوتر في الجنوب. مشدداً على “أن لبنان بحاجة الى الوقت والمساحة لحل الأمور بروية”، ومشيراً إلى أن “بقاء “إسرائيل” في النقاط الخمس التي احتلتها لن يكون مفيداً للبنان لكن يعقد الوضع أكثر، لذلك نطالب الولايات المتحدة بالضغط على “إسرائيل” للانسحاب منها.»

ورداً على سؤال حول رؤيته لطريقة سحب سلاح حزب الله، أكد الرئيس عون إلى “أهمية اللجوء إلى الحوار. وكما قلتُ في خطاب القسم، لا يوجد مكان لأي أسلحة، أو أي مجموعات مسلّحة، إلا ضمن إطار الدولة. والمسائل تُحلّ بالتواصل والحوار ففي نهاية المطاف، فحزب الله هو مكوّن لبناني”. وقال: “نحن سنبدأ قريبًا في العمل على صياغة استراتيجية الأمن الوطني، التي تنبثق منها استراتيجية الدفاع الوطني”. وشدّد رئيس الجمهورية على “أن الموقف اللبناني موحّد، وجميعنا ملتزم العمل باتجاه الهدف عينه. أحيانًا يكون لدينا اختلاف في الرأي، وهذا أمر طبيعي وهو يشكل جوهر الديمقراطية. علينا أن نناقش ونتحاور. وفي النهاية، هدفنا واحد.»

بدوره، أعلن قائد الجيش العماد رودولف هيكل أن الجيش اللبناني ملتزم بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، وقرار وقف إطلاق النار الصادر عن هذا المجلس، وهو منتشر في منطقة جنوب الليطاني ويقوم بمهماته دون إبطاء أو معوقات بالتعاون الكامل مع المجتمع الجنوبي في تلك المنطقة.

ولفت قائد الجيش بعد لقائه نقيب محرّري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي في مكتبه باليرزة، إلى أن انسحاب العدو الإسرائيلي يجب أن يتمّ اليوم قبل الغد من المناطق التي يحتلها، لأن هذا الانسحاب يؤدي إلى الاستقرار ويوطّد حضور الدولة الفاعل في كل المناطق اللبنانية. وأكد أن الأمن في الداخل هو تحت السيطرة بالتنسيق مع سائر الأجهزة الأمنية اللبنانية.

وفيما علمت “البناء” أن سفارات دول أجنبية وعربية عدة تسأل أصدقاء لها في لبنان عن ردة فعل حزب الله بحال استمرّت الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وتوسّعت عمليات الاغتيال وقصف القرى الجنوبية وضاحية بيروت الجنوبية، وما إذا كان سيُقدم خلال الفترة المقبلة على عمليّات عسكرية ضد مواقع إسرائيلية على الحدود أم سيستمرّ بسياسة التزام الصمت والوقوف خلف الدولة، أبدى مسؤول في سفارة إحدى الدول الكبرى في لبنان، خشيته من تداعيات تزايد الضغط الدولي والأميركي الإسرائيلي تحديداً على لبنان. ولفت لـ”البناء” إلى أن لبنان يعمل على احتواء الضغوط الأميركية الإسرائيلية حتى الآن وكذلك حزب الله، لكنه لدى الأخير طاقة وقد لا يستطيع التزام الصمت بحال ارتفع منسوب الحرب، ويقوم بردة فعل تجرّ الحدود إلى جولة جديدة من الحرب. واستغرب المسؤول كيف أن بعض القوى السياسية في لبنان يحاول استغلال الضغوط الخارجية على لبنان وإنهاك حزب الله في الحرب الأخيرة وانشغاله بإعادة ترميم نفسه، بتطويقه داخلياً والانقضاض عليه وتحريض الخارج لشنّ حرب جديدة عليه. وشدّد المسؤول على أن سياسة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان والمنطقة والعالم ستفجّر الشرق الأوسط وتخلق فوضى عسكرية وسياسية وأمنية واقتصادية في العالم. كما حذّر المسؤول من تداعيات أي عمل عسكري أميركي أو إسرائيلي ضد إيران على المنطقة برمّتها.

وإذ أكدت مصادر في فريق المقاومة لـ”البناء” أن موضوع تسليم السلاح غير وارد، أبدت استعداد الحزب للبحث باستراتيجية دفاعية كاملة لحماية لبنان من العدوان الإسرائيلي وأطماعه في الأرض والمياه والثروة النفطية والغازية. وأعلن عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض، في كلمة ألقاها خلال تشييع “حزب الله” لثلة من الشهداء في بلدة طلوسة الجنوبية أن “من موقع إدراكنا بخصوصية المرحلة وتعقيداتها والتهديدات والتحديات التي نواجهها، نعتبر أن الوطن مهدّد في أرضه وأمنه من العدو الإسرائيلي، ومهدد في قراره السيادي الذي يتعرض للاستباحة والمصادرة، وإلا كيف يفسّرون هذا التدخل الخارجي في التعيينات الإدارية والقضائية والمالية والعسكرية، وكيف لهم أن يبرّروا هذا التدخل السافر في الملفات الإصلاحية المالية والنقدية والإدارية التي تتصل ببناء الدولة؟”، أضاف “لا نريد إصلاحاً على مقاس الإرادات الخارجيّة وسياستها التي تسعى إلى الهيمنة على البلد ومصادرة استقلاله، بل نريد إصلاحاً بمعايير وطنية صرفة بعيداً عن أي ارتهانات خارجية”. ختم “إن كل ذلك يؤكد أن بلدنا يمرّ في منعطف خطير مليء بالتحديات، وعلى كل القوى والشخصيات الشريفة الحريصة على سيادة البلد واستقلاله أن تضافر جهودها المشتركة لمواجهة التحديات”.

في غضون ذلك، واصل العدو الصهيوني انتهاكاته لاتفاق وقف إطلاق النار بشكل يومي منذ دخوله حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني الماضي وللقرار الدولي 1701، مجددًا خرقه للسيادة اللبنانية وللمواثيق الدولية عبر استهدافه المواطنين المدنيين والأبنية السكنية.

واستشهد مواطن لبناني أمس، في غارة شنّها العدو “الإسرائيلي” بمُسيّرة على بلدة الطيبة في جنوب لبنان، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية. واستهدفت الغارة الصهيونيّة على بلدة الطيبة دراجة نارية في أثناء توقفها أمام محل للإطارات ما أدّى إلى اندلاع حريق.

كما أصيب مواطن بجروح جراء غارة شنَّها العدو “الإسرائيلي” بمُسيَّرة على سيارة في بلدة بيت ليف. وأصيب شابان سوريان جراء غارة نفذها طيران العدو المُسيَّر استهدفت وسط طريق الدردارة – سهل الخيام أثناء مرور سيارة ودراجة نارية.

ونفّذ العدو مجموعة خروق، حيث شنّت المروحيات “الإسرائيلية” عددًا من الغارات التي استهدفت بيوتًا جاهزة في الناقورة في القطاع الغربي، كما قامت طائرات “أباتشي” بتمشيط عشوائيّ بالأسلحة الرشاشة في بلدة الناقورة.

وفي عيتا الشعب، استهدفت مروحيّة “أباتشي إسرائيلية” محطة وقود في البلدة، كما استهدفت محلّقة صهيونيّة بثلاث قنابل صوتيّة باتجاه أحد البيوت الجاهزة، ثم رمت مجددًا قنبلتين صوتيتين. كذلك، أطلقت مروحيّة “أباتشي” صاروخًا لناحية عيتا الشعب، ولكنه لم ينفجر.

وفي خرقٍ فاضحٍ للأجواء اللبنانيّة، حلّقت مروحيات “الأباتشي” في أجواء عيتا الشعب وجوارها ومقابل القطاع الأوسط، كما حلّقت طائرات العدو المُسيّرة في أجواء غالبيّة قرى وبلدات قضاء صور.

في المواكبة الدوليّة للواقع اللبناني، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “إنني متمسّك بسيادة واستقرار لبنان ويجب احترام وقف إطلاق النار”.

على صعيد آخر، شهدت مدينة صيدا في الجنوب، مسيرة شعبية حاشدة من ساحة إيليا في صيدا شارك فيها أكثر من ثلاثة آلاف شخص من اللبنانيين والفلسطينيين، نصرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرّض لحرب إبادة من قبل العدو الصهيونيّ في ظل صمت دولي وتخاذل عربي، وتنديدًا بجرائم العدو.

وفي موازاة ذلك، لبّى الشمال اللبناني بكافة مناطقه من أقصى عكار إلى المنية وطرابلس، الدعوة العالميّة للإضراب التضامنيّ مع الشعب الفلسطيني ومع أبناء غزة، الذين يتعرّضون لعدوان صهيونيّ بربريّ وحرب إبادة لم يشهد العالم مثيلًا لها على مرّ التاريخ، إذ شهدت مناطق الشمال وقفات ومَسيرات واعتصامات تضامنيّة مع شعب فلسطين، ورفضًا لأي محاولة للتطبيع مع الكيان الغاصب، وتحيّةً للمقاومة التي دكّت بالأمس الأراضي المحتلة بصواريخها المباركة.

 

 

الانباء:

 نجح الرؤساء الثلاثة بكبح جماح عاصفة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس الإعلامية واستيعاب رسائلها وتحذيراتها، وانكشف سقف الضغط الأميركي والفرص المتاحة أمام المبادرات السياسية الداخلية لتمتين قدرة الدولة على استكمال بسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية واستيعاب السلاح غير الشرعي ضمن استراتيجة الأمن الوطنية، وتسريع عجلة الإصلاحات الإدارية والمالية، وحلحلة النقاط العالقة من اتفاق وقف إطلاق النار عبر المفاوضات المكوكية التي قد تنطلق بعد عطلة عيد الفصح المجيد إذا ما عادت أورتاغوس الى المنطقة كما هو متوقع والتي تتزامن أيضاً مع انطلاق مفاوضات الربيع مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، حيث يترقب المتابعين جلسة مجلس الوزراء ومصير قرار إعادة هيكلة القطاع المصرفي، بعد أن سلك قانون رفع السرية المصرفية طريقه الى التنفيذ.

غداة مغادرة أورتاغوس لبنان أقلعت المشاورات الرئاسية من بعبدا في لقاء جمع رئيسي الجمهورية جوزاف عون ومجلس النواب نبيه بري على ان تُستكمل لاحقا وسريعا ما دام ليس من "وقت لتضييعه". والرسائل تتوالى من كل حدب وصوب بين داعم للبنان ومحذر من مخاطر المرحلة ودقتها، ما يستدعي بذل أقصى جهد لتنفيذ الوعود والإلتزامات، وفق الآلية الكفيلة بتوحيد البندقية اللبنانية قبل أي عمل آخر تجنباً لأي انزلاق خطير. ولعل ما أوردته وكالة "رويترز" نقلاً عن مسؤولين عراقيين، قد يصبح ساري المفعول في لبنان أيضاً، حيث "أبدت عدة فصائل مسلحة قوية مدعومة من إيران في العراق استعدادها ولأول مرة نزع سلاحها لتجنب خطر تصاعد الصراع مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في أعقاب تحذيرات متكررة وجهت سراً إلى الحكومة العراقية منذ تولي ترامب السلطة في كانون الثاني".

حصر السلاح

وكان الرئيس جوزاف عون بحث مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في الأوضاع العامة، والتطورات في الجنوب، إضافةً إلى نتائج زيارة أورتاغوس والخطوات الواجب انجازها بعد الزيارة، الى وجوب الاسراع في بت القوانين الاصلاحية في مجلس النواب.

وقد أشار الرئيس عون خلال استقباله وفدا من مجموعة العمل الأميركية لدعم لبنان ATFL، برئاسة ادوارد غابريل "إن بناء الثقة هو خطوة بدأنا بها بالفعل"، وأكد عون إلتزام لبنان القرار 1701، بشكل كامل، مثنيا على عمل "اليونيفيل" في قطاع جنوب الليطاني، مشيرا الى الخروقات الإٍسرائيلية لإتفاق وقف إطلاق النار.

وكشف أنه "بالنسبة للشمال من نهر الليطاني، فقد قمنا بالفعل بتفكيك ست مخيمات كانت تحت سيطرة مجموعات فلسطينية خارج المخيمات. والآن، أصبحت خالية، وتمت مصادرة أو تدمير الأسلحة الموجودة فيها"، مشددا على "ان لبنان بحاجة الى الوقت والمساحة لحل الأمور بروية، مشيراً الى ان "بقاء إسرائيل في النقاط الخمس التي أحتلتها لن يكون مفيدا للبنان لكن يعقد الوضع اكثر، لذلك نطالب الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل للإنسحاب منها." ولفت الى "ان الحكومة، قبل ثلاثة أسابيع، وافقت على تجنيد 4500 جنديا لزيادة استعدادنا في الجنوب."

وردا على سؤال حول رؤيته لطريقة سحب سلاح حزب الله، أكد الرئيس عون الى "أهمية اللجوء الى الحوار. وكما قلت في خطاب القسم، لا يوجد مكان لأي أسلحة، أو أي مجموعات مسلحة، إلا ضمن إطار الدولة. والمسائل تحل بالتواصل والحوار ففي نهاية المطاف، فحزب الله هو مكون لبناني."

بدوره، أكّد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام تصميم حكومته على مواصلة العمل لحصر السلاح بيدّ الدولة وبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانيّة، مشدّدًا على تطبيق خطة الإصلاحات الماليّة التي بدأت بمشروع قانون رفع السريّة المصرفيّة ومشروع إصلاح القطاع المصرفي، إضافةً إلى اعتماد آليّة للتعيينات الإداريّة. وأشار سلام، خلال لقائه وفد مجموعة الدعم الأميركيّة برئاسة السفير إدوارد غابرييل وحضور السفيرة الأميركيّة ليزا جونسون، إلى أهميّة إقرار مجلس النواب للقوانين الإصلاحيّة التي تُحال إليه من الحكومة، كاشفًا أنّ العمل جارٍ لإعداد مشروع قانون يضمن استقلاليّة القضاء.

قمة فرنسية - عربية

إقليمياً، شهدت العاصمة المصرية مباحثات ثنائية بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث أكد، أهمية دعم استقرار لبنان ووحدة أراضيه، داعين إلى الالتزام الكامل بتطبيق القرار الدولي 1701 من دون انتقائية، وضرورة احترام وقف إطلاق النار.

ماكرون من جهته، قال خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عُقده مع نظيره المصري إنّه "يجب احترام وقف إطلاق النار"، بينما أشار السيسي إلى أنّ مباحثاته مع ماكرون تناولت "دعم لبنان ورئيسه"، مشددًا على ضرورة تطبيق القرارات الدولية بحذافيرها، وعلى رأسها القرار 1701 في لبنان، بما يضمن تجنيب المنطقة مزيداً من التوترات، مشددا على "اهمية الحفاظ على أمن الملاحة في البحر الأحمر وفي قناة السويس".

كما لفت الى "اننا ندعم عملية الانتقال في سوريا بحيث تكون شاملة وتجمع كل مكونات الشعب السوري".

كذلك استضافت القاهرة قمة ثلاثية جمعت الرئيسين المصري والفرنسي بملك الأردن عبد الله الثاني. وانتهت اللقاءات بالتشديد على رفض تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، فيما شدّد ماكرون على رفضه مشاركة "حماس" في حكم القطاع.

وفي هذا السياق، أوضح أستاذ القانون والسياسات الخارجية في باريس الدكتور محيي الدين الشحيمي في حديث مع "الأنباء" الالكترونية، أن "زيارة ماكرون إلى القاهرة تكتسب أهمية تكتية حساسة، نظراً للظرف الاستراتيجي الذيّ تمر به كل من مصر وفرنسا وكل المنطقة الشرق أوسطية، هذا بالإضافة إلى القارة العجوز الشريك المشاطر للضفة المقابلة للحوض المتوسط.

وأوضح أن "الزيارة تحمل في طياتها ثلاثة إشارات أولها (فرنسي - مصري) في تأكيد على الصداقة والتعاون الذي يجمع البلدين والدعم المتبادل لبعضهما في كل الظروف، وتتعلق الإشارة الثانية، بحرب غزة ومناقشة ظروف الحل وشكله، حيث هناك تفاهم فرنسي مصري على ضرورة الحل المنسجم مع القرارات والمواثيق الدولية ومبادرة ٢٠٠٢ للملك السعودي الراحل عبدلله بن عبد العزيز القائمة على حل الدولتين ضمن حدود ١٩٦٧ ، في رفض مطلق للتهجير وفي ان تكون غزة لغير الغزيين، وفي هذا الصدد وضمن نفس السياق كانت القمة الثلاثية التي جمعت كل من الاردن وفرنسا ومصر لتأكيد الثلاثة على القرار المنسجم والموحد".

أضاف شحيمي، "تشتمل الإشارة الثالثة على مشاريع المستقبل خاصة الطاقة والغاز منها في منطقة المتوسط وخاصة بين مصر وفرنسا، ومناقشة الامن القومي لحوض المتوسط وهنا سيكون الموضوع اللبنانية على الطاولة لناحية حماية اتفاقية وقف الاعمال العدائية وضروري تحصينه، والتأكيد على تنفيذه وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي، لا سيما ان البلدين متشاركين في اللجنة الخماسية السياسية التي ساعدت في انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة العهد الأولى وانطلاقته".

وختم قائلاً: "إنها زيارة تدل على التشابكية الايجابية بين البلدين والتشاركية الاستراتيجية لمستقبل المنطقة بغض النظر عن نتائجها السريعة ان وجدت".

المفاوضات انطلقت

الأهم في المشهد الإقليمي هو إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال استقباله رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، أن المفاوضات المباشرة مع إيران قد انطلقت، وأن جولة مهمة ستحصل يوم السبت المقبل.

وفيما شدد ترامب على أن التوصّلأ الى اتفاق مع إيران سيكون في صالحها، فإن المنطقة ستتأثر بشكل مباشر بمصير هذه المفاوضات، لا سيما لبنان. وأما الخوف الأكبر فهو من فشل المباحثات والاتجاه نحو المواجهة المباشرة، والتي لن تكون نزهة.

 

 

الشرق:

استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وفدا من مجموعة العمل الأميركية لدعم لبنان ATFL، برئاسة السيد ادوارد غابريل. في مستهل اللقاء، تحدث السيد غابريل فشكر للرئيس عون استقباله والوفد، مشيرا الى انه سيعقد اجتماعات مع رئيس الحكومة وعدد من الوزراء والسياسيين وحاكم مصرف لبنان. وأوضح انه يحمل رسالة من واشنطن تؤكد على ضرورة نزع سلاح حزب الله واجراء الإصلاحات اللازمة لحصول لبنان على المساعدات المالية، وان العاصمة الأميركية تتطلع الى ان تتم التغييرات على هذا الصعيد بشكل سريع. وقال: «لقد كانت هناك إشادة كبرى بالعمل الذي قام به الجيش اللبناني، وبالعمل الجيد الذي قمتم به أنتم أيضاً. وأعلم أن مساهمتكم في ذلك كانت مهمة للغاية.» أضاف: «لا يزال هناك الكثير من الأمور التي يجب إنجازها، وقد تمت إحاطتنا علماً بها. وكلما تم تنفيذها بسرعة، كلما استطعنا مساعدتكم بشكل أسرع».

وكشف عن مشروع قانون تمويل في الكونغرس الأميركي يتم التحضير له للسنة المقبلة، وعن ثلاثة مشاريع قوانين مهمة ضمن الحزمة الاقتصادية».

رد الرئيس عون

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، شاكرا دعمه، ومؤكدا ان الإصلاحات وسحب السلاح هما مطلبان لبنانيان كما هما مطلبان للمجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية. «ونحن ملتزمون العمل من اجل تحقيقهما»، مشيرا الى انه وقَّع قانون السرية المصرفية الأسبوع الماضي وقد باشرت الحكومة بمناقشة قرار هيكلة القطاع المصرفي نهار الجمعة الفائت ومن المقرر أن تستكمل البحث فيه غداً. وقال: «إن بناء الثقة هو خطوة بدأنا بها بالفعل.» من جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية إلتزام لبنان بالقرار 1701، بشكل كامل، مثنيا على عمل «اليونيفيل» في قطاع جنوب الليطاني، مشيرا الى الخروقات الإٍسرائيلية لإتفاق وقف إطلاق النار. وكشف أنه «بالنسبة للشمال من نهر الليطاني، فقد قمنا بالفعل بتفكيك ستة مخيمات كانت تحت سيطرة مجموعات فلسطينية خارج المخيمات. والآن، أصبحت خالية، وتمت مصادرة أو تدمير الأسلحة الموجودة فيها».

وأكد الرئيس عون على ان الأولوية هي لتخفيف حدة التوتر في الجنوب. وقال: «الإرادة موجودة. و»اليونيفيل» تقوم بعملها على أكمل وجه. لكن علينا أن نأخذ في اعتبارنا أنّها تتحمل الكثير من المسؤوليات»، مشددا على «ان لبنان بحاجة الى الوقت والمساحة لحل الأمور بروية، ومشيرا الى ان «بقاء إسرائيل في النقاط الخمس التي أحتلتها لن يكون مفيدا للبنان لكن يعقد الوضع اكثر، لذلك نطالب الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل للإنسحاب منها.» ولفت الى «ان الحكومة، قبل ثلاثة أسابيع، وافقت على تجنيد 4500 جنديا لزيادة استعدادنا في الجنوب».

وردا على سؤال حول رؤيته لطريقة سحب سلاح حزب الله، أكد الرئيس عون الى «أهمية اللجوء الى الحوار. وكما قلت في خطاب القسم، لا يوجد مكان لأي أسلحة، أو أي مجموعات مسلحة، إلا ضمن إطار الدولة. والمسائل تحل بالتواصل والحوار ففي نهاية المطاف، فحزب الله هو مكون لبناني.» وقال: «نحن سنبدأ قريبًا في العمل على صياغة استراتيجية الأمن الوطني، التي تنبثق منها استراتيجية الدفاع الوطني». وشدد رئيس الجمهورية على «ان الموقف اللبناني موحد، وجميعنا ملتزم العمل بإتجاه الهدف عينه. أحيانًا يكون لدينا اختلاف في الرأي، وهذا أمر طبيعي وهو يشكل جوهر الديمقراطية. علينا أن نناقش ونتحاور. وفي النهاية، هدفنا واحد».

وفي ختام اللقاء، شكر الرئيس عون أعضاء مجموعة العمل لدعم لبنان على جهودهم، وقال: «نحن نعتمد عليكم. وحاولوا نقل الرسالة الصحيحة وحاولوا فهم الوضع الداخلي للبنان على حقيقته».

وفي نهاية اللقاء قدم الوفد للرئيس عون لوحة مستوحاة من التراث اللبناني والقرى التاريخية اللبنانية.

عند سلام

من جهته، أكد رئيس مجلس الوزراء نواف خلال استقباله الوفد الاميركي في السراي أن الحكومة مصممة على تطبيق خطتها للإصلاح ومواصلة العمل لحصر السلاح بيد الدولة وبسط سلطتها على كامل أراضيها. وأشار الرئيس سلام إلى أن الاصلاحات المالية انطلقت من خلال مشروع قانون رفع السرية المصرفية ومشروع اصلاح القطاع المصرفي، بالإضافة إلى إقرار آلية للتعيينات الادارية والتي دخلت حيز التنفيذ من خلال فتح الباب للترشح لتعيين رئيس مجلس الإنماء والإعمار.

وشدد رئيس مجلس الوزراء على أهمية مضي المجلس النيابي في إقرار القوانين الإصلاحية لدى إحالتها إليه من قبل الحكومة. وكشف أن حكومته تعمل على إعداد مشروع قانون لتحقيق استقلالية القضاء. وجدد الرئيس سلام تأكيده على التزام الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة وذلك استناداً الى ما ورد في البيان الوزاري وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية وفق ما ورد في اتفاق الطائف، وبتطبيق القرار 1701، بكل مندرجاته. وأضاف أن الجيش اللبناني يقوم بدور كبير في الجنوب ويستكمله بالاتجاه الصحيح.

وقال السفير غابريال بعد اللقاء: «التقينا الرئيس نواف سلام اليوم وكان اجتماعًا جيدًا للغاية، وسمعنا خلاله كلاما مشجعا من الرئيس لدى عرضه للبرنامج الاقتصادي للبلاد، ووجدنا بأنه ينبغي تنفيذ هذا البرنامج بسرعة ونأمل بارساله إلى البرلمان قريبًا، وأن يتمكن البرلمان من التحرك بسرعة في الأسابيع المقبلة لارسال إشارة إلى المجتمع الدولي. بأن لبنان يقوم بخطوة كبيرة إلى الأمام في هذا الاطار». أضاف: «تحدثنا أيضًا عن أهمية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتطبيقه بشكل كامل. ولقد سمعنا هذا الصباح كلاما مشجعا من الرئيس جوزاف عون والان من الرئيس سلام وهما مدركان بأنه يجب اتخاذ خطوات معينة لتثبيت وقف اطلاق النار وقيام قوى المسلحة اللبنانية بمساعدة الولايات المتحدة بمهامها اضافة الى بدء مفاوضات لترسيم الحدود. وناقشنا ايضا اهمية تلازم المسار الاقتصادي مع وقف اطلاق النار».

 

 

الشرق الاوسط:

 جدّد رئيس الجمهورية جوزيف عون التأكيد على التزام لبنان تنفيذ القرار «1701» بشكل كامل، مشدداً على أن تنفيذ الإصلاحات وسحب سلاح «حزب الله» هما «مطلبان لبنانيان، وملتزمون العمل لتحقيقهما».

وأتت مواقف عون خلال لقائه الاثنين مع مجموعة العمل الأميركية لدعم لبنان التي نقلت رسالة أميركية تؤكد ضرورة نزع سلاح «حزب الله»، وذلك بعدما كان قد التقى رئيس البرلمان نبيه برّي، عارضاً معه الأوضاع العامة والوضع في الجنوب ونتائج زيارة نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس.

واستقبل عون وفداً من مجموعة العمل الأميركية لدعم لبنان برئاسة إدوارد غابريل الذي أوضح أنه يحمل رسالة من واشنطن تؤكد ضرورة نزع سلاح «حزب الله» وإجراء الإصلاحات اللازمة لحصول لبنان على المساعدات المالية، وأن العاصمة الأميركية تتطلع إلى أن تتم التغييرات على هذا الصعيد بشكل سريع. وقال: «لقد كانت هناك إشادة كبرى بالعمل الذي قام به الجيش اللبناني، وبالعمل الجيد الذي قمتم به أنتم أيضاً. وأعلم أن مساهمتكم في ذلك كانت مهمة للغاية». وأضاف: «لا يزال هناك الكثير من الأمور التي يجب إنجازها، وقد تمت إحاطتنا علماً بها. وكلما تم تنفيذها بسرعة، استطعنا مساعدتكم بشكل أسرع».

وكشف عن مشروع قانون تمويل في الكونغرس الأميركي يتم التحضير له للسنة المقبلة، وعن ثلاثة مشاريع قوانين مهمة ضمن الحزمة الاقتصادية.

عون: بناء الثقة

ورد عون مرحباً وشاكراً الوفد على دعمه، ومؤكداً أن «الإصلاحات وسحب السلاح هما مطلبان لبنانيان كما هما مطلبان للمجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية، ونحن ملتزمون العمل من أجل تحقيقهما»، مشيراً إلى أنه وقَّع إحالة مشروع تعديل قانون السرية المصرفية الأسبوع الماضي، وقد باشرت الحكومة بمناقشة قرار هيكلة القطاع المصرفي الجمعة الماضي، ومن المقرر أن تستكمل البحث فيه غداً. وقال: «إن بناء الثقة هو خطوة بدأنا بها بالفعل».

وكذلك أكد رئيس الجمهورية التزام لبنان القرار «1701»، بشكل كامل، مثنياً على عمل «اليونيفيل» في قطاع جنوب الليطاني، ومشيراً إلى الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار. وقال: «بالنسبة للشمال من نهر الليطاني، فقد قمنا بالفعل بتفكيك ستة مخيمات كانت تحت سيطرة مجموعات فلسطينية خارج المخيمات. والآن، أصبحت خالية، وتمت مصادرة أو تدمير الأسلحة الموجودة فيها».

النقاط الخمس

وشدد عون على أن «الأولوية هي لتخفيف حدة التوتر في الجنوب»، مؤكداً أن «الإرادة موجودة. و(اليونيفيل) تقوم بعملها على أكمل وجه. لكن علينا أن نأخذ في اعتبارنا أنّها تتحمل الكثير من المسؤوليات»، مشدداً على أن «لبنان بحاجة إلى الوقت والمساحة لحل الأمور بروية»، ومشيراً إلى أن «بقاء إسرائيل في النقاط الخمس التي احتلتها لن يكون مفيداً للبنان، لكن يعقّد الوضع أكثر، لذلك نطالب الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل للانسحاب منها». ولفت إلى أن «الحكومة، قبل ثلاثة أسابيع، وافقت على تجنيد 4500 جندي لزيادة استعدادنا في الجنوب».

أهمية الحوار

ورداً على سؤال حول رؤيته لطريقة سحب سلاح «حزب الله»، أكد عون «أهمية اللجوء إلى الحوار. وكما قلت في خطاب القسم، لا يوجد مكان لأي أسلحة، أو أي مجموعات مسلحة، إلا ضمن إطار الدولة. والمسائل تُحل بالتواصل والحوار، ففي نهاية المطاف (حزب الله) هو مكون لبناني». وقال: «نحن سنبدأ قريباً في العمل على صياغة استراتيجية الأمن الوطني التي تنبثق منها استراتيجية الدفاع الوطني».

وشدد رئيس الجمهورية على أن «الموقف اللبناني موحد، وجميعنا ملتزم العمل باتجاه الهدف عينه. أحياناً يكون لدينا اختلاف في الرأي، وهذا أمر طبيعي، وهو يشكل جوهر الديمقراطية. علينا أن نناقش ونتحاور. وفي النهاية، هدفنا واحد».

تصميم سلام

وكذلك زار الوفد رئيس الحكومة نواف سلام، الذي جدد التصميم على تنفيذ خطة الإصلاح، ومواصلة العمل لحصر السلاح بيد الدولة وبسط سلطتها على كامل أراضيها.

وأشار سلام إلى أن الإصلاحات المالية انطلقت من خلال مشروع قانون رفع السرية المصرفية ومشروع إصلاح القطاع المصرفي، بالإضافة إلى إقرار آلية للتعيينات الإدارية التي دخلت حيز التنفيذ من خلال فتح الباب للترشح لتعيين رئيس مجلس الإنماء والإعمار.

وشدد رئيس مجلس الوزراء على أهمية مضيّ المجلس النيابي في إقرار القوانين الإصلاحية لدى إحالتها إليه من الحكومة. وكشف عن أن حكومته تعمل على إعداد مشروع قانون لتحقيق استقلالية القضاء، مجدداً تأكيده التزام الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة، وذلك استناداً إلى ما ورد في البيان الوزاري وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية، وفق ما ورد في اتفاق الطائف، وبتطبيق القرار 1701، بكل مندرجاته. وأضاف أن الجيش اللبناني يقوم بدور كبير في الجنوب ويستكمله بالاتجاه الصحيح.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية