سلامة: لا نلبي مطالب أميركية بل نعمل لمصلحة لبنان
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Apr 10 25|22:17PM :نشر بتاريخ
رأى وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة في حديث إلى إذاعة "سبوتنيك"، أن "اللقاءات الروسية – الأميركية غيرت في النظام العالمي"، مشيرا الى أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب "يبحث عن صفقة، وهو أفهم الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي، انه لا يمكن له ان يتمسك بشروطه القصوى لكنه بقي يدعمه بالسلاح والاعتدة"، لافتا الى أنه "رغم المشاروات لم يتم التوصل إلى الشروط التي تؤدي إلى هدنة بين الطرفين".
وفي الملف اللبناني، قال سلامة: "كان لدى أورتاغوس همان أساسيان خلال لقائها الوزراء في لبنان، الأول عسكري ويتركّز حول نزع سلاح "حزب الله" وضرورة حصره بيد الدولة اللبنانية وهو شرط أساسي لتدفق المساعدات الى لبنان، والثاني اقتصادي يتعلق بالإصلاحات المالية والإقتصادية المطلوبة من الحكومة".
وأشار الى معرفة أورتاغوس "الدقيقة بنوع التشريعات التي تنوي الحكومة الدفع بها إلى مجلس النواب ونوع الشروط التي تضعها المنظمات الدولية على لبنان ومدى تقدّم لبنان او تأخره في تبني هذه التشريعات"، لافتا الى أن "اهتمام أورتاغوس بالجانب الاقتصادي يتفوّق على الشأن العسكري".
وشدد على أنه "رغم ان التطبيع لم يكن ضمن برنامج زيارة الموفدة الأميركية الى لبنان لكنّ يجب أخذه على محمل الجد".
وأكد "وحدة الموقف الرئاسي والوزاري في المحادثات مع اورتاغوس"، قائلا: "موقفنا واضح، الجيش يقوم بما يستطيع بالنظر لتجهيزاته في عملية نزع سلاح "حزب الله".
ورأى أن "الإهتمام بالناس وإعادة بناء منازلهم يجب ان يذهب بالتوازي مع نزع سلاح "حزب الله".
وفي ما يتعلّق بموضوع الإصلاحات، أشار وزير الثقافة الى ان "الحكومة تقوم بما عليها واعتمدت مشروع قانون السرّية المصرفية"، آملا أن "يتبناه مجلس النواب".
واعتبر أن "من يعتقد بأن السرّية المصرفية ما زالت سارية في لبنان هو ساذج"، مشددا على مطالبته بهذا القانون لأنه "سيساعد لبنان على الخروج من المنطقة الرمادية التي وضع فيها".
ولفت الى "إعداد الحكومة لقانون إعادة هيكلة النظام المصرفي الذي سيتحوّل إلى مشروع قانون في الأيام المقبلة".
وكشف سلامة عن "طلب ثالث جاء من البنك الدولي، تبنته أورتاغوس وغيرها من الدول، يقضي باختيار قيادة جديدة لمجلس الإنماء والإعمار قبل مباحثات صندوق النقد الدولي في الواحد والعشرين من نيسان"، وقال: "هذا ما سنقدم عليه قبل هذا التاريخ".
اضاف: "نحن لا نلبي مطالب أميركية بل نعمل وفق سياسة نعتبرها من مصلحة لبنان لإعادة النمو الاقتصادي".
وإذ أكد أن "استمرار إسرائيل بإنتهاك القرار ألف وسبعمئة وواحد وإحتلالها للتلال الخمس والإغتيالات التي تقوم بها مؤشر على قلة احترام إسرائيلية للقواعد الدولية"، قال: "موضوع السلاح مختلف فهو داخلي لبناني واتفقنا على أن يكون حصريا بيد الدولة".
أضاف: "رغم إمكانية لبنان المالية الضئيلة حاليا لكن العمل جار لتسريع تسليح الجيش ورفع جهوزيته ومستوى اعتدته".
وتابع: "إن الرغبة بالبحث والتفاهم الداخلي على المستوى الوطني في الإستراتيجية التي سنعتمدها للسنوات العشر المقبلة أمر طبيعي وضروري، لكن لا يمكن إختزاله فقط بمسألة السلاح".
وأعلن أنه لم يسمع "أي انتقاد او تحفظ من أي وزير خاصة على ما ورد في البيان الوزاري لجهة حصر السلاح من جهة، وبسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية من جهة أخرى".
وردا على سؤال عن إمكانية عقد مؤتمر وطني لنزع سلاح "حزب الله"، قال: "لا مانع من مؤتمر وطني، لكن هذه السجالات مملة والجيش يقوم بواجبه".
اضاف: "إذا حصل انفجار في لبنان فلن يكون موضوع السلاح سببه".
وتطرق سلامة الى العلاقات الثقافية بين لبنان وروسيا، كاشفا عن تلقيه "الدعم من السفير الروسي في لبنان بعد قراره تحويل المكتبة العامة الى المركز الثقافي الأول في بيروت، من خلال إستقطاب كتّاب وعازفين من روسيا إلى لبنان".
ولفت إلى "إطلاق الموسم الجديد من مهرجانات بعلبك رغم الظروف الأمنية الراهنة"، مؤكدا "تمسك اللبنانيين بالإبداع حتى في أصعب الظروف ".
وشدد على أن "روسيا قادرة على تطوير صورة إيجابية لا سيما في المجال الثقافي".
من جهة ثانية، أكد سلامة على "مصلحة لبنان بالإنسياب الطبيعي للقمح الروسي والأوكراني لأن عدم انسيابه يزيد من أسعار القمح الذي يستورده البلد".
وفي الشأن الفلسطيني، أبدى سلامة عدم تفاؤله، وقال: "الحكومة الإسرائيلية دخلت في مشروع تنظيف عرقي في غزة بعيد المدى وتعمل على ترحيل الفلسطينيين، وبالتالي فإن أيّ عودة الى التفاهمات المرحلية حول الرهائن من جهة والأسرى من جهة أخرى ووقف اطلاق النار، قد يكون نوعا من الأسبرين امام المأساة الكبرى التي يعيشها القطاع بين اهله وارضه".
اضاف: "من هنا يجب أولا أن تقف إسرائيل عند حدّها ثم البحث عن حلّ واقعي في كيفية الطريقة التي ستُحكم بها غزة بعدها العودة الى مشروع إعادة الاعمار الذي طرحته مصر".
وتابع: "اليوم هناك فرضيتان خارج التعامل هما: فرضية تهجير الفلسطينيين وعودة حركة "حماس" إلى حكم قطاع غزة وكأن شيئا لم يكن، وإلا سيبقى الخطر قائما".
وفي الشأن الاقليمي والدولي، وصف سلامة العلاقات التي تجمع الرئيس الأميركي بنظيره التركي بـ"الودية"، مشيرا إلى أنه "رغم التأفف الإسرائيلي من الدور الذي تلعبه تركيا في سوريا لكن ثمة من يعتقد في اميركا ان هذا الدور مقبول وايجابي".
وعن المرحلة الانتقالية في سوريا، سأل: "سوريا حاليا مقسمة، لكن السؤال هل ستتمكن الإدارة الجديدة من جمعها او ستنزلق إلى عملية الإعتراف بها؟". وأكد أن "مصلحة لبنان في سوريا موحدة".
عن المشاورات الأميركية - الإيرانية، رأى سلامة أن "ترامب لا يريد الحرب مع ايران بل صفقة معها"، لافتا إلى أن "توقيف المشروع النووي والتركيز على ضرورة وقف التدخل الإيراني في شؤون المنطقة، امران يسعى اليهما الأميركي".
وإذ شدد على أن "الولايات المتحدة وايران لا تريدان الحرب"، رأى أيضا انها "ليست مستحيلة وقد تحصل الحرب بسب انعدام الصبر من الطرفين او بسبب طرف ثالث هو الإسرائيلي والذي يفضل الحرب".
وأشار الى أن "إمكانيات ايران انخفضت بشكل كبير في المنطقة وهذا ما تريد الولايات المتحدة الأميركية تكريسه".
وأشاد سلامة بدور وسائل الإعلام في نقل الخبر، مؤكدا "أهمية الإعلام الذي يقدّم الرواية البديلة في ظل هيمنة الإعلام الغربي على المشهد الإعلامي العالمي". وقال: "لم أعتمد يوما على الإعلام الغربي وحده، فعندما أبحث عن خبر ما، أحرص على الرجوع إلى مصدره الأصلي، لا إلى وسيلة إعلام مُحدّدة"، مشددا على "أهميّة الاطلاع على سرديات متعددة واعتماد مصادر متنوعة لفهم الخبر بصورة شاملة".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا