افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 16 مايو 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
May 16 25|08:29AM :نشر بتاريخ

"الديار":

لا جديد في القمة الاميركية - السعودية حيال لبنان، والكلام التصعيدي من قبل الرئيس الاميركي دونالد ترامب تجاه حزب الله ليس جديدا بل كان متوقعا، وكذلك الموقف السعودي ازاء خارطة الطريق التي سبق للمملكة ان ابلغتها للقيادات اللبنانية من خلال الزيارات المكوكية لمسؤول الملف اللبناني الامير زيد بن فرحان. وهذا يعني حكما ان العهد وخصوصا رئيس الجمهورية جوزاف عون سيبقى تحت الضغط وهو في المرحلة المقبلة يحتاج الى كل الدعم الداخلي للصمود امام الضغوط الاميركية التي يخفف من وقعها، حتى اشعار آخر عدم وجود رغبة سعودية بدخول لبنان في فوضى الحرب الاهلية، وهو ما انعكس تفهما لعقلانية الرئاسة الاولى في التعامل مع ملف سلاح حزب الله اقله حتى موعد الاستحقاق النيابي المقبل. واذا كانت نائبة مسؤول ملف الشرق الاوسط مورغان اورتاغوس قد ضربت لنفسها موعدا لزيارة لبنان خلال الصيف المقبل، كمؤشر على ان لا شيء عاجلا او طارئا لابلاغه للمسؤولين اللبنانيين، الا انها كررت مواقفها المعادية لحزب الله وكررت شروط ادارتها كي ترفع ادراتها «الفيتو» عن لبنان، وقدمت ليونة الرئيس السوري الانتقالي احمد الشرع نموذجا.

في المقابل، ثمة انتظار في المقار الرسمية لرسالة سعودية مرتقبة لم تحدد كيفية وصولها الى لبنان بعد، قد يحملها المبعوث السعودي يزيد بن فرحان، او ينقلها السفير الوليد البخاري لاطلاع المسؤولين اللبنانيين على ما انتهت اليه الاتصالات خلال القمة بين ولي العهد محمد بن سلمان والرئيس الاميركي دونالد ترامب لمعرفة الهامش المتاح امام الرياض التي باتت الساحة اللبنانية في عهدتها بعيدا عن الضغوط القصوى التي تتبناها اورتاغوس التي بات يشعر من يلتقيها ان قضية التشدد باتت شخصية بالنسبة لها. وفي ظل هذه الاجواء بات واضحا ان لا تمويل لاعادة الاعمار ولا استثمار راهنا لان الاولوية المطلقة، والاساس لدى الأميركيين والسعوديين، والدول المانحة عموما، هو حصر السلاح بيد القوى الشرعية فقط. لكن يبقى السؤال كيف؟ ومتى؟ ووفق اي صيغة؟ لكن ثمة رهان لبناني على الوقت خصوصا بانتظار المفاوضات الايرانية- الاميركية لانه في حال نجاحها يمكن العمل على هذا الملف بعقل «بارد». فيما يبقى القلق مشروعا من رد فعل «اسرائيل» على شعورها بالتهميش الاميركي لدورها في المنطقة، ما قد يدفعها الى الاندفاع نحو خطوات متهورة على اكثر من ساحة؟!

«العين» على بيروت

في هذا الوقت، بدا العد العكسي للمرحلة الثالثة للانتخابات البلدية والاختيارية في البقاع وبيروت، وفيما تتجه الانظار الى معركة زحلة القاسية بعد انضمام مريام سكاف الى لائحة اسعد زغيب المدعومة من ائتلاف واسع من الاحزاب في وجه «القوات اللبنانية»، تبقى «العين» على حماية المناصفة في العاصمة وسط مخاوف من تكرار نموذج مدينة طرابلس حيث انتهت النتائج الى خليط من ثلاث لوائح تجعل مستقبل المجلس الجديد في «مهب الريح»، حيث غاب التمثيل المسيحي، وفشل ائتلاف الاحزاب والقوى السياسية الرئيسية في حصد اكثر من 12 عضوا من اصل 24، فما هي الضمانة ان تنجح «الخلطة» في بيروت في ظل التناقضات الكبيرة بين القوى المؤتلفة، خصوصا ان رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع يصر على التصعيد في وجه حزب الله واستفزاز البيئة الشيعية، كما تقول مصادر بيروتية اشارت الى ان المطلوب تهدئة الاجواء وعدم الاستفزاز عشية الانتخابات البلدية لانه يضع التفاهم الهش في العاصمة امام اختبار عدم الالتزام وعدم التشطيب، الا اذا كان جعجع يرغب في افشال اللائحة التوافقية لتبرير الذهاب نحو تقسيم بيروت؟!.

«نكد» سياسي

وهذا التشنج انعكس ايضا في الجلسة التشريعية التي كانت صاخبة واتسمت بالنكد السياسي من قبل نواب «القوات اللبنانية» وبعض نواب التغيير وفي مقدمتهم النائبة بولا يعقوبيان على خلفية اقتراح قانون معجل مكرر لاعفاء المتضررين من العدوان الاسرائيلي من الرسوم والضرائب. وفيما منح النواب الحكومة شهرين لمعالجة ملف اللاجئين السوريين، كان اهالي السجناء الاسلاميين يرفعون الصوت في ساحة النجمة، تزامنا مع شغب في سجن رومية لاقرار العفو العام الذي لم يبصر النور امس.

ضغوط وعقوبات

وفي سياق الضغط المتواصل على حزب الله، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على حزب الله، وشملت العقوبات خمسة أفراد وثلاث شركات مرتبطة، من بينهم أفراد من عائلات شخصيات بارزة في الحزب، ومن ابرز من شملتهم العقوبات الجديدة بحسب النشرة التي أوردتها الخزانة الأميركية، معين دقيق العاملي،فادي نعمة، حسن عبد الله نعمة. وأكدت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس الحرص على ملاحقة من اسمتهم «وكلاء الإرهاب» في كافة أنحاء الشرق الأوسط. وفي حديث مع «المؤسسة اللبنانية للارسال» زعمت اروتاغوس انه « على مدى السنوات الـ20 الماضية أدخل حزب الله لبنان في حرب مع إسرائيل مرتين وفي كل مرة يتدخل فيها الحزب كل ما يفعله هو تدمير الجنوب بسلاحه وقد أقحم الجنوبيين في حرب لا يريدون أن يكونوا فيها كما أنه يجر لبنان إلى الحرب من جديد».

«خارطة الطريق» الاميركية

ووضعت اورتاغوس ما شبه «خارطة طريق» للمرحلة المقبلة، واشارت الى ان واشنطن ستعمل « بشكل وثيق مع السعودية والإمارات وقطر في كل خطوة للتأكد من أننا سنصل إلى النتيجة الصحيحة وكانت تلك الدول والولايات المتحدة واضحة مع لبنان بأن الطريق إلى السلام والإزدهار واضح وهو عبر نزع سلاح الحزب ليس فقط جنوب الليطاني بل من البلد كله».واعتبرت أنه يمكن للبنان أن يتعلم درسًا من الشرع وكيف عمل مع السعودية للتحدث مع الرئيس ترامب وفريقنا حول فوائد رفع العقوبات وخاصةً تلك المتعلقة بقانون قيصر من أجل السماح بالإستثمار. وقالت كان «لينًا كثيرًا وأعطيناه قائمة بالأشياء التي نريده أن يقوم بها خاصةً حماية الأقليات في الشرق الأوسط ولا نريد حمايتهم فحسب بل نريدهم أن يشاركوا في الحكومة ونريد التأكد من أنه قادر على حكم سوريا بطريقة لصالح كل الناس والأقليات». وفي هذا السياق لاقاها، وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الذي قال انه حان الوقت لتقيم إسرائيل علاقات جيدة مع القيادة السورية الجديدة وعن موعد زيارته المقبلة الى لبنان قالت «احاول ان اكون هنا بشكل متكرّر على الأقل كل 6 أو 8 أسابيع وأتمنى أن أكون في لبنان قريبًا وأعتقد أن العالم كله يريد أن يكون في بيروت في الصيف».

هل فقدت اسرائيل دورها؟

وفيما ينتظر لبنان انعكاسات التحولات في المنطقة، نشرت مجلة «بوليتيكو» الاميركية تقريرا تناول زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الديناميات في المنطقة بدأت تتحول من مركزية إسرائيل لصالح بعض الدول العربية. واشارت الى إن ما بات الإسرائيليون يكتشفونه هو أنهم لا يملكون المنافع الاقتصادية الملموسة التي تتمتع بها دول الخليج، وهو ما يؤثر على علاقتهم برئيس أميركي كترامب، فدول مثل السعودية وقطر والإمارات وعدت باستثمارات بمليارات الدولارات في الاقتصاد الأميركي، فيما تعتمد إسرائيل على أموال دافعي الضرائب الأميركيين لشراء الأسلحة، وتجد نفسها مضطرة للتفاوض على اتفاقيات مساعدات عسكرية جديدة. وبما أنها ليست دولة نفطية، فإن ثروتها محدودة، إلى جانب تورطها في حرب مكلفة في قطاع غزة أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف، وهو صراع يرغب ترامب في إنهائه.

المحور الجديد

بدورها اشارت صحيفة «هاترس» الاسرائيلية ان الـ 33 دقيقة التي قضاها الرئيس الأميركي مع الرئيس السوري أحمد الشرع، بوجود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر الفيديو، رسمت مسار المحور الجديد الآخذ في التبلور برعاية الرئيس الأميركي. في هذا المحور، بدت السعودية القائدة، وتركيا الشريكة الاستراتيجية، وعلى طاولة إيران اقتراح للانضمام إلى النادي، في حين أن إسرائيل والسلطة الفلسطينية والنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني بشكل عام، هما إحصائيات حاضرة – غائبة في هذه الأثناء.

خريطة واقعية وذكية؟!

واكدت الصحيفة انه مقابل زيارته السابقة للمنطقة التي شملت إسرائيل، جاء ترامب هذه المرة مع خريطة طريق واقعية وذكية أكثر. والتحول التكتوني الذي يحدثه ترامب في الشرق الأوسط لم تستوعبه إسرائيل بعد. فهي تنشغل بنشاطات تكتيكية أم تتلذذ بإنجازات محلية فإسرائيل غير مستعدة لاتفاق نووي جديد مع إيران، ولا خطة سياسية لديها لوقف الحرب في غزة أو حل القضية الفلسطينية بشكل عام، في حين أن الغطاء الدولي، بما في ذلك الغطاء الأميركي، يتصدع بل ويتساقط جزئياً. إذا كانت إسرائيل قبل سنة ونصف تعتبر جزءاً من نظام دفاع إقليمي وشريكة رائدة في التحالف ضد إيران بسبب قدرتها العسكرية والاستخبارية المدهشة، فهي تجد نفسها الآن في وعاء فارغ عندما يطلب منها إظهار مهارتها السياسية وتفكيرها الاستراتيجي الأصيل.

لوحة الشطرنج الاقليمية

بدورها قالت صحيفة «اسرائيل اليوم ان السعودية وتركيا، هما القوتان الأقوى الآن في الشرق الأوسط، واللتان تحركان الحجارة على لوحة الشطرنج الإقليمية. فيما بقيت إسرائيل جانباً كطفل تلقى بلاغاً أخرجه من مجموعة الواتساب الصفية. كلهم تلقوا الدعوة لحفلة الرياض «وبقينا في الخارج، نحاول جمع المعلومات عن الحراكات التكتونية في الساحة الشرق أوسطية دون أي قدرة على التأخير.وإذا كانت التقارير الصادرة عن الجانب العربي صحيحة، فإن رفع ترامب العقوبات عن سوريا رغم مطالب نتنياهو، تشير إلى رؤية أميركية مختلفة تماماً بالشرق الأوسط عن رؤية إسرائيل: مصالح مختلفة، استراتيجية أخرى، جدول أعمال جديد».

جلسة نيابية صاخبة

أقر مجلس النواب في جلسته التشريعية امس اقتراح قانون معجل مكرر وحيد والمقدم من النائبين هاكوب ترزيان وأديب عبد المسيح بعد دمجهما سويا ويتعلق بتجريم اطلاق عيارات نارية في الهواء مع مضاعفة العقوبة على مطلق النار، وذلك بعد تبني التعديل الذي اقترحه النائب أشرف بيضون.وأرجىء بعد نقاش طويل أو بعد اقراره في الجلسة التشريعية لمدة شهر اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى منح الاشخاص الطبيعيين والمعنويين والاماكن السكنية المتضررين بشكل مادي مباشر نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان اعتبارا من 8/10/2023 اعفاءات من بعض الضرائب والرسوم واعفاء ورثة الشهداء اللبنانيين الذين استشهدوا او يستشهدون جراء استمرار الاعتداءات الاسرائيلية، المقدم من النواب: حسن فضل الله، ابراهيم الموسوي، حسن عز الدين، علي حسن خليل، جهاد الصمد والياس جراده، وقد تعهد رئيس الحكومة نواف سلام باقرار قانون في الحكومة خلال شهر، وبعد النقاش أرجىء الاقتراح لمدة شهر الى حين درس مشروع القانون المقدم من الحكومة بهذا الخصوص مع تجميد الفواتير المتعلقة بالمياه والكهرباء والاتصالات. وحصلت مشادة كلامية حادة بين النائبين قبلان قبلان وبولا يعقوبيان، إثر اعتراض الأخيرة على طريقة التصديق على اقتراح القانون المعجل المكرر، المدرج كبند رقم 70 على جدول الأعمال.

ورد قبلان على كلام يعقوبيان: «في ناس حريصة على مصالح ومشاعر إسرائيل أكتر من الإسرائيلي نفسو»، لترد النائبة يعقوبيان: «ورطونا بالحرب. وتدخل وزير المالية ياسين جابر، فأكد «أن هناك مشروع قانون مشابها أقرته الحكومة، ويمكن إقرار الاقتراح اليوم كما صدر عن الحكومة. وقال «لا نستطيع ان نطلب من صاحب المنزل المدمر ان يدفع فواتير».

الاعتداءات الاسرائيلية

وفيما كانت التعويضات عن المتضررين تُناقش، كانت الغارات الاسرائيلية مستمرة. فقد نفذت مسيّرة اسرائيلية غارة بصاروخ موجه مستهدفة جرافة قرب معمل حمدان في منطقة السهل بين بلدتي يحمر الشقيف وارنون ادت الى سقوط شهيد. والقت مسيرة اسرائيلية قنبلة صوتية على منزل في كفركلا.والقت اخرى قنبلة صوتية فوق مدرسة الضهيرة المدمرة في القطاع الغربي. واستهدف جيش العدو فجرا، غرفة جاهزة في بلدة العديسة. وأغارت مروحية آباتشي معادية، ثلاث مرات متتالية في ظرف نصف ساعة تقريباً، على بلدة حولا بعد منتصف الليل، مستهدفة بصاروخ بيتًا جاهزًا لجمعية «وتعاونوا».

 

 

 

 

"النهار":

مع أن لبنان بقي في الأيام الثلاثة المنصرمة في وضع "المراقب المعني" لوقائع الجولة الخليجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، فيما يستعد رئيس الحكومة نواف سلام لملاقاة الحدث العربي الآخر المتمثل بالقمة العربية غداً في بغداد والتي سيمثل سلام لبنان فيها، تتجه الأنظار بانشداد استثنائي إلى الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية التي ستجري الأحد المقبل في بيروت والبقاع. ذلك أن مبعث الاهتمام ينبع من سببين سيجعلان الجولة الثالثة أقرب ما تكون إلى منازلتين كبيرتين، الأولى تدور في العاصمة بيروت والثانية تشهد رحاها الحادة عاصمة البقاع وكبرى المدن الكاثوليكية زحلة. وعلى اختلاف طبيعة المعركتين في كل من بيروت وزحلة، فإن الاحتدام الذي بدأ يطبع الاستحقاقين في العاصمة وزحلة التي تمايزت عن سائر مدن البقاع وبلداته بطغيان العامل السياسي والحزبي على المعركة، أثار الاهتمام الواسع بهما على مستوى لبناني واسع. ففي العاصمة بيروت بدت المعركة كأنها تحوّلت بالكامل إلى معركة “إنقاذ” المناصفة بين الأعضاء المنتخبين، مسلمين ومسيحيين، وصار العنوان الأساسي للأحد الانتخابي متصلاً بهاجس نسبة الإقبال في المدينة المعروفة تاريخياً بعدم قابليتها التقليدية على الانتخاب الكثيف. لذا اشتدت حمأة التعبئة التي تتولاها الأحزاب والقوى والنواب والعائلات الكبيرة التي انخرطت في ائتلاف لائحة "بيروت بتجمعنا" تحسباً للوائح المنافسة كما تحسباً لمناخ غير ملائم من جانب الجمهور السني الأكبر المحسوب على "تيار المستقبل". وبذلك تبدو معركة بيروت شديدة الحساسية لحشد المشاركة الكثيفة التي وحدها تضمن الحد الأقصى من المناصفة التي تعتبر نقطة قوة اللائحة الائتلافية وضمان إيصال مجلس بلدي يجمع المناصفة والتعددية.

أما في زحلة التي تميزت بطغيان المنازلة السياسية المباشرة، فتدور المعركة بين حزب "القوات اللبنانية" وائتلاف واسع من الأحزاب والقوى والشخصيات والعائلات الداعمة لرئيس البلدية الحالي أسعد زغيب. حزب "القوات" يدعم لائحة "قلب زحلة"، فيما كان زغيب قد باشر حملته متحالفاً مع النائب ميشال ضاهر ومدعوماً من النائب والوزير السابق نقولا فتوش، لتتجمع من بعدها على التوالي، دعماً للائحته "رؤية وقرار" كل القوى والشخصيات من حلفاء "القوات" القدامى وخصومه في السياسة العامة. ويدعم "القوات" "حزب الاتحاد السرياني"، مع تسميته مرشحَين اثنين من الطائفة السريانية، وهي سابقة في تمثيل الطائفة الذي يقتصر على حي السيدة. فيما تجمّع لدى اللائحة المنافسة كل من أحزاب الكتائب والوطنيين الأحرار و”حزب الوعد” و”التجمع الزحلي العام”. وانضم إلى الداعمين من الشخصيات السياسية، إلى ضاهر وفتوش، النائب جورج بوشكيان، النائبان السابقان سيزار معلوف ويوسف معلوف، النائب والوزير السابق خليل الهراوي، والتحقت "الكتلة الشعبية" بالركب بعد إنهاء الخلاف المزمن بين رئيستها ميريام سكاف وأسعد زغيب إثر انهيار حلفها مع "القوات". ويُرتقب أن يعلن "التيار الوطني الحر" موقفه من دعم إحدى اللائحتين.

الجلسة التشريعية

وسط هذه الأجواء، عقد امس مجلس النواب جلسة تشريعية، لدرس واقرار اقتراحات القوانين المعجلة المكررة المدرجة على جدول الأعمال الذي يضم 83 اقتراحاً. غير أن الجلسة أقرت اقتراح قانون فقط، هو اقتراح القانون المعجّـل المكرر الرامي إلى تعديل القانون رقم 71 تاريخ 27/10/2016 (تجريم إطلاق عيارات نارية في الهواء) بعد تبني التعديل الذي اقترحه النائب أشرف بيضون بمضاعفة العقوبة على مطلق النار. وأعيدت الاقتراحات الأخرى إلى اللجان، وتم تعليق إقرار قانون إعفاء المتضررين من الرسوم، إثر اقتراح رئيس مجلس النواب نبيه برّي إعادة صياغته بشكل متكامل خلال الشهر المقبل. وعند مناقشة المادة 70 وهي تهدف "إلى منح الأشخاص الطبيعيين والمعنويين والأماكن السكنية المتضررين بشكل مادي مباشر نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان إعتبارا” من 8/10/2023 إعفاءات من بعض الضرائب والرسوم، وإعفاء ورثة الشهداء اللبنانيين الذين استشهدوا أو يستشهدون نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية"، شهدت الجلسة سجالاً عنيفاً حيث اعترض نواب "الجمهورية القوية" على اقتراح القانون على قاعدة أن المتضررين هم كثر ومنهم قطاع السياحة وأصحاب المطاعم والفنادق، فلماذا التعويض فقط لكل من تضرر على القرى الحدودية؟ وسقطت صفة العجلة عن اقتراحات قوانين عدة.

ومساء أمس، افتتح رئيس الحكومة نواف سلام معرض بيروت العربي والدولي للكتاب الـ 66 وقال في كلمة القاها: "أنتهز هذه الفرصة لأعود وأؤكد أن دعوتنا هي إلى تطبيق ما لم يطبق بعد من بنود هذا "الكتاب" (اتفاق الطائف) وإلى تصحيح ما طبق منها خلافاً لروحه أو نصه، وإلى سد ثغراته التي ظهرت بالتجربة، بل إلى تطويره وفق ما قد تمليه متغيّرات الأيام. والحقيقة أن الإصلاح كلّ متكامل، فأبعاده المؤسساتية لن تعطي مفاعيلها كاملة ما لم تنجح الدولة أيضاً في بسط سلطتها على كامل أراضيها بقواها الذاتية كما نص عليه اتفاق الطائف. فمشروعنا هو بناء دولة حديثة، قوية وعادلة، دولة قانون ومؤسسات، دولة تعامل كل مواطنيها على قاعدة المساواة في الحقوق والواجبات، دولة قادرة على الدفاع عن أرضها وحماية شعبها".

أما في المشهد المتصل بتداعيات جولة ترامب فاعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "أن زيارة الرئيس ترامب المملكة العربية السعودية وتفاصيل هذه الزيارة والخطوات السياسية التي تقرّرت في سياقها والحجم الذي أتخذته، تُثبت من دون أدنى شك أن هذا هو الطريق الصحيح الذي يقود إلى دولة فلسطينية. فبعدما حوّلت جماعة الممانعة، ومن يدعّون المقاومة، بأعمالهم وتصرفاتهم وطروحاتهم إسرائيل إلى عملاق في الشرق الأوسط، جاءت سياسة المملكة العربية السعودية، والتي تمثلت إحدى ترجماتها بزيارة الرئيس الأميركي وما نتج عنها، لتعيد إسرائيل إلى حجمها الطبيعي، وتستعيد الدول العربية مكانتها الطبيعية تمهيداً للمباشرة في الترتيبات من أجل حلّ حقيقي ومنطقي وعملي للقضية الفلسطينية". وقال "إن المشهد الحالي الذي انطلق من المملكة العربية السعودية هو الطريق الصحيح إلى حل مشكلات المنطقة، وفي طليعتها القضية الفلسطينية. لقد انتهى زمن استخدام القضية الفلسطينية كذريعة والتلطي خلفها للسيطرة على عواصم عربية أو لقلب الأنظمة أو استبدال حاكم بآخر، وعسى أن يتّعظ الممانعون في لبنان من كل ما يحصل في الإقليم في الوقت الحاضر، ويكفّوا عن غيِّهم ويسلّموا سلاحهم للدولة كي تكون لنا دولة حقيقية وفعلية".

عقوبات جديدة

وقبل انتهاء جولة ترامب الخليجية، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أمس أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات جديدة على "حزب الله" المتحالف مع إيران.

وفي السياق نفسه، أكدت وزارة الخارجية الأميركية فرض عقوبات على شبكة لبنانية تعمل على التهرّب من العقوبات لدعم الفريق المالي لـ"حزب الله"، الذي يشرف على مشاريع تجارية وشبكات تهريب نفط تدر عائدات مالية للتنظيم. وأوضحت المتحدثة باسم الوزارة تامي بروس، في بيان أن "مثل هذه الشبكات تساهم في تعزيز نفوذ إيران وحزب الله، ما يقوّض استقرار لبنان". وشملت العقوبات خمسة أفراد وثلاث شركات مرتبطة، من بينهم أفراد من عائلات شخصيات بارزة في الحزب.

وممن شملتهم العقوبات الجديدة بحسب النشرة التي أوردتها الخزانة الأميركية:

معين دقيق العاملي (العاملي): هو ممثل كبير لـ "حزب الله" في قم بإيران وله علاقات مع كبار عملاء "حزب الله" وإدارة العلاقات الخارجية للحزب.

فادي نعمة (نعمة): هو محاسب وشريك تجاري لرئيس وحدة المالية المركزية لحزب الله، إبراهيم علي ضاهر (ضاهر)، الذي أدرجه مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في 11 أيار 2021، لدوره في الإشراف على الميزانية العامة لحزب الله وإنفاقه.

حسن عبد الله نعمة (نعمة): المسؤول الكبير في حزب الله، يُسهّل فرص التمويل والتواصل لحزب الله في جميع أنحاء أفريقيا.

وعلى الصعيد الميداني، تواصلت الغارات الإسرائيلية على مناطق جنوبية ونفّذت مسيّرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجه مستهدفة جرافة قرب معمل حمدان في منطقة السهل بين بلدتي يحمر الشقيف وأرنون، وأفيد عن سقوط قتيل وفق وزارة الصحة. وأفادت المعلومات لاحقاً أن محمد ماروني العنصر في "حزب الله" قتل في استهداف جرافة في يحمر جنوب لبنان.

وألقت مسيّرة اسرائيلية قنبلة صوتية على منزل في كفركلا، والقت أخرى قنبلة صوتية فوق مدرسة الضهيرة المدمرة في القطاع الغربي. واستهدف الجيش الإسرائيلي فجراً، غرفة جاهزة في بلدة العديسة. وأغارت مروحية آباتشي معادية، ثلاث مرات متتالية في ظرف نصف ساعة تقريباً، على بلدة حولا بعد منتصف الليل، مستهدفة بصاروخ بيتًا جاهزًا.

 

 

 

 

 

"الأخبار":

الاستعراض الكبير الذي نشهده منذ أيام عدة، لا يقتصر ضجيجه على دول الخليج العربي، ولا حتى بلاد الشام فقط. بل هو استعراض يعكس النمط المعتمد من قبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إدارة ملفات الإقليم. وقد يكون مناسباً، فهم أنّ متغيراً كبيراً طرأ على العقل العربي، والخليجي منه على وجه الخصوص في التعامل مع الجانب الأميركي.

فهم أيضاً أظهروا قدرة عالية على الاستعراض. ولعبة الأرقام التي تظهر في خطب ترامب وآخرين، لا يبدو أنها مطابقة لنتائج العلاقات بين هذه الدول وبين أميركا في العقد الأخير. وتكفي الإشارة إلى أن ترامب نفسه، كان قد أعلن خلال ولايته الأولى عن استثمارات خليجية في الولايات المتحدة بمبالغ تفوق الألف مليار دولار.

لكن التدقيق في البيانات المالية الصادرة عن جهات رسمية في واشنطن وفي دول الخليج، تظهر أن الأرقام أقل بكثير مما أعلن عنه. وهو أمر مفهوم، خصوصاً أن الوضع المالي لدول الخليج، ليس في حالة نمو كما يفترض العالم.

حتى إن السعودية تواجه أزمات مالية جدية، دفعتها إلى إلغاء عدد كبير من المشاريع الداخلية، بينما تواجه قطر نتائج سلبية لكل الاستثمارات التي رافقت برنامج العمل على كأس العالم، فيما تعمل أبو ظبي على زيادة الاستثمارات الأجنبية عندها، خصوصاً أنها عملت على تعزيز الموجودات المالية في مصارفها، نتيجة الأدوار الكبيرة التي تلعبها في الإقليم. لكن الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة ليست في المستوى الذي يتحدث عنه الإعلام.

لكن ما هو بحاجة إلى تدقيق إضافي، يتعلق بكون الولايات المتحدة التي تعرف واقع هذه الدول، لا تريد لها أن تتجه إلى زيادة الاستثمارات في العلاقات مع الصين على وجه الخصوص، إضافة إلى وضع قيود سياسية على أي استثمارات في دول المنطقة. ويرد في هذا السياق المنطق القائل إن الإنفاق العربي في الدول العربية، لا سيما في بلاد الشام، لن يصل إلى نتائج كبيرة، ما لم يكن رهن وزمة سياسية كبيرة، تحصل بإشراف أميركي.

وعلى هذا الأساس، يتوجب على المسؤولين في لبنان، كما على الرأي العام، متابعة ما يتعلق بلبنان وحاجاته. وكل المؤشرات لا تزال سلبية، بل ينقل زوار العواصم المانحة إشارات مقلقة، تبدأ بأن العرب والغربيين، لا يشعرون بأن لبنان يمثل مركزاً مهماً لأي حركة تجارية أو مالية، وأن دوره السياسي في مرحلة أفول، وأن القضاء على هذا الدور، يجب أن يتم عبر القضاء على قوة المقاومة فيه.

وهو ما يدفع هذه الدول إلى التعامل مع لبنان على أنه دول تابعة لبرنامج لا يخص لبنان بالأساس، وفي هذه النقطة، يبرز موقع سوريا في أي محادثات أميركية مع دول المنطقة. علماً أن الصناديق العربية، تعرف أنها أمام تحديات كبيرة مرتبطة بإعادة إعمار سوريا وغزة بينما يقف لبنان في موقع متأخر، وكل ما يمكن أن يحصل عليه لا يتجاوز بضعة مليارات من الدولارات، والتي ستكون على شكل قروض أو على شكل مقايضة مع تنازلات سياسية.

في هذا السياق أيضا،ً يجب النظر إلى ما يجري مع سوريا ومع السلطة الجديدة فيها. والله أعلم إذا كان في لبنان، من مسؤولين أو سياسيين، من يحتاج إلى أدلة إضافية على موقع لبنان الفعلي في خارطة اهتمامات الدول الخليجية أو الولايات المتحدة نفسها.

وكل ما حصل خلال الأشهر الستة الماضية، يدل من يرغب أن يفهم على مركز الاهتمام الحقيقي، سواء عند السعودية وقطر والإمارات، أو عند الأميركيين والأوروبيين. وما حصل خلال الشهور الثلاثة الماضية، ظهرت الكثير من المؤشرات على أن سوريا تمثل مركز الاهتمام، وأن لبنان يتم تعويضه بلقاءات بروتوكولية من دون أي نتائج، لكن يراد للبنان أن يُظهر درجة عالية من «الانفحاط» لمجرد أن قررت دول الخليج السماح من جديد لمواطنيها بالعودة إلى لبنان.

لكن لبنان الرسمي والسياسي لا يجرؤ على الكشف عن حجم الإنفاق الذي حصل في لبنان من قبل مواطنين من دول عربية أخرى لم يتوقفوا عن زيارة لبنان. هل تقول مستشفيات كبرى مثلاً، كم حصلت على أموال من العراقيين والأردنيين والسوريين الذين جاؤوا إلى لبنان للعلاج خلال السنوات الخمس الأخيرة؟

لكنّ الجانبين الأميركي والخليجي يعطيانا فكرة عما يريداه من لبنان، وما يريداه من بقية دول المنطقة، فقط من أجل رفع الحصار، وليس لفتح الباب أمام تنمية حقيقية في هذه الدول. وهذه الفكرة لها مسرح مفتوح اليوم، اسمه سوريا.

ومع أنّ كثيرين لا يزالون يجمعون المعطيات حول حقيقة ما حصل يوم سقوط نظام بشار الأسد، وأدوار الأطراف الإقليمية والدولية فيه، فإن الإشارة الأولى التي يجب التقاطها من نشاط الأسبوع الماضي، تتعلق بالمعايير التي وضعتها الوصاية الأميركية – السعودية على سوريا من أجل فتح باب العلاقات، والتي يراد للبنان أن يراقبها، مع العلم، أن واشنطن والرياض ليستا بعيدتين عن فكرة أن استقرار النظام في سوريا، وحصول نمو في هذه البلاد، سوف يتيحان لها أن تعود إلى لعب دورها في إدارة جانب من الملفات اللبنانية. على خلفية فكرة موجودة في عقل حاكم السعودية، بأن لبنان لا يمكن حكمه إلا من قبل طرف قادر وقوي وغير ديموقراطي!

وقد رصدت دول عربية عدة كل ما حصل مع الشرع منذ وصوله إلى قصر الشعب في دمشق، وقد تجمعت مجموعة من التقارير الديبلوماسية التي أعدّتها سفارات عربية في عدد من العواصم العربية والغربية وفي بعض المنظمات الدولية، والتي تعطي فكرة، عن مسار سلكه الشرع وفريقه منذ كانون الأول الماضي، حتى ذهابه إلى السعودية لنيل بركة ترامب.

اجتماعات أميركية سورية من دمشق إلى نيويورك وأوروبا: نريد ضمانات بعدم وجود أسلحة كيميائية

تؤكد الوثائق الدبلوماسية أن زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي بربارة ليف إلى العاصمة السورية في نهاية السنة الماضية، فتحت الباب أمام مسار من شقين: رسمي مُعلن تعرض فيه واشنطن شروطها ورؤيتها لدور سوريا مُستقبلاً، وشق غير رسمي يقوم على لقاءات ثنائية بعيداً عن الأضواء بين ديبلوماسيين من الجانبين في عواصم عدة.

وتبين أن الأميركيين يريدون من السلطة الجديدة أمرين رئيسيين: ضمان انتقال للسلطة في سوريا، وتوفير معلومات حول برنامج الأسلحة الكيميائية السورية.

كما ان الاتصالات الرسمية عقدت في عواصم غربية رئيسية وفي مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وللمرة الأولى منذ سنوات طويلة، قامت مندوبة الولايات المتحدة في المنظمة الدولية ليندا غرينفيلد في الأسبوع الثاني من كانون الأول الماضي، أي بعد أيام قليلة على سقوط النظام السابق، بعقد اجتماع مع مندوبين من بعثة سوريا في الأمم المتحدة برئاسة قصي الضحاك، وقد جرى اللقاء في مقر البعثة الأميركية، وحضره نائبها روبرت وود والسفيرة دوروثي شيا.

وبادرت غرينفيلد للإشادة بالبيانات الرسمية الصادرة عن السلطة الجديدة في دمشق، لكنها قالت إن بلادها «تراقب الموقف وتتوقع أفعالاً تتناسب مع النوايا المُعلنة. وإنه لن يكون هناك في الوقت الحالي أي اعتراف أميركي بالحكومة السورية الجديدة أو الإعلان عن عودة العلاقات الديبلوماسية بين الجانبين في انتظار رؤية بعض النتائج».

وتكشف الوثائق أن غرينفيلد شددت على «أهمية أن تكون الحكومة القادمة ذات صفة تمثيلية واسعة»، لكنها توقفت عند نقطتين رئيسيتين: الأولى وجوب أن «تُحدد الحكومة الجديدة مجال علاقاتها مع كُل من إيران وروسيا»، ملمحة إلى «أهمية تقييد هذه العلاقات»، والثانية «منع وقوع الأسلحة الكيميائية في الأيدي الخطأ» وقد طالبت السلطات الجديدة بـ«التعاون الكامل مع مُنظمة حظر الأسلحة الكيميائية». كما أكدت أن قوات الولايات المتحدة ستواصل القيام بمهمة مواجهة الإرهاب من جانب تنظيم «داعش» على الأراضي السورية، وطلبت من الحكومة السورية المُؤقتة عدم الاعتراض على ذلك.

ومن جهته، أكد الوفد السوري «أن الحُكم الجديد في دمشق يريد علاقات ودية مع جميع دول العالم، ولا يسعى إلى الانضمام إلى أي محور في المنطقة».

أما المسار الثاني للاتصالات، فقد أطلقه الأميركيون بغرض الحصول على معلومات مُحددة من الديبلوماسيين السوريين في الخارج، حول الأسلحة الكيميائية السورية.

في هذا الإطار، حاول ديبلوماسيون أميركيون مطلع العام الجاري التواصل مع القائم بالأعمال السوري في لاهاي لؤي العوجي، وتم ترتيب لقاء «على فنجان قهوة» في مكان غير رسمي، وبرروا ذلك بأنهم «تلقوا الضوء الأخضر من واشطن بإقامة اتصالات «شخصية» مع ديبلوماسيين سوريين» وأن الإذن أعطي بعد زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي بربارة ليف إلى دمشق التي جرت في آخر السنة الماضية. كما جرت مُحاولات اتصال لاحقة، وقد أفصح ديبلوماسيون أميركيون عن الهدف من اللقاءات «الشخصية» وهو «البحث أيضاً عن نقاط تتعلق بالأسلحة الكيميائية السورية، من دون أي تفاصيل».

ويتضح من التقارير الديبلوماسية أن الولايات المتحدة «لديها شكوك بوجود بقايا لهذه الأسلحة، وأنها قد تكون ما تزال مخزنة ومخبأة، رغم التوصل إلى اتفاق على تفكيكها في السنوات الماضية، بعد تسوية رعتها روسيا لتجنب ضربة أميركية لسوريا في عام 2013». لكن الوثائق تكشف أيضاً أن الجانب الأميركي «يريد استجواب خبراء هذه الأسلحة السوريين وتحديد حركتهم، تحاشياً لاستخدام خبراتهم في إعادة إنتاجها لمصلحة النظام الجديد أو لحساب مجموعات إرهابية».

ويشير ديبلوماسي في إحدى البرقيات أن «تقدير بأن يكون الأميركيون قد التقطوا لحظة انهيار النظام السابق لإقامة قنوات اتصال «شخصية» مع الديبلوماسيين السوريين بهدف شراء ولائهم، لا سيما أن الكثير من هؤلاء عاشوا مرحلة ضياع في المرحلة الانتقالية الفاصلة، والعديد منهم لم يكونوا قد تلقوا رواتب لشهور عدة.

وأن الجانب الأميركي يتعامل مع الحاصل في سوريا على أساس ما جرى بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، عندما جرى أكبر اختراق أميركي للنخبة السياسية والديبلوماسية الروسية واستقطاب خبراء الأسلحة الإستراتيجية».

قطر والإمارات تسهّلان التواصل مع إسرائيل: أمن الكيان ومحاصرة المقاومة ورفات كوهين والجنود

يقول ديبلوماسيون عرب، إن الاتصالات تطورت سريعاً بين فريق الشرع وبين عواصم غربية، لا سيما ألمانيا وبريطانيا وفرنسا إلى جانب الولايات المتحدة، وكذلك جرت وساطة أمنت فتح خط اتصال عملي بين الشرع وبين دولة الاإمارات العربية المتحدة. وقد تولى الجانب الأوروبي البحث عن شكل من العلاقات الخاصة بعيداً عن الولايات المتحدة الأميركية.

لكن الجميع تحدث عن ضرورة أن تقدم الإدارة الجديدة الخطوات التي تدل على أنها تريد القطع نهائياً مع المناخ الإسلامي المعادي للغرب، والذي يخلق أرضية لعمل ضد المصالح الغربية بالإضافة إلى ملف العلاقات مع إسرائيل. وقد نقل مسؤول عربي عن ديبلوماسي غربي قوله إنه أبلغ القيادة السورية بأن التوغل الإسرائيلي في سوريا أمر مفهوم، لأن تل أبيب لا تريد أي مفاجآت، وهي تعتبر نفسها في حالة حرب، ولا تثق بقدرة السلطة الجديدة على ضبط الساحة السورية. وقد استغل هذا الكلام لتوجيه نصائح إلى الشرع بأن يبادر إلى خطوات عملانية تعكس رغبته في عدم خروج تهديد من سوريا ضد إسرائيل.

لكن البحث الجدي في هذا الأمر حصل مع الجانب الإماراتي، وتبين أنه وقبل زيارة الشرع إلى أبو ظبي، كانت الاجتماعات قد انطلقت، وتولى الإماراتيون القيام بوساطة «هدفت إلى وقف التقدم الإسرائيلي في مناطق الجنوب السوري ووقف الغارات الجوية» وهي «هدنة حصلت فعلياً قبل سفر الشرع إلى الإمارات، ولم يعد القصف إلا بعد اندلاع المواجهات مع الدروز في ريف دمشق والسويداء».

ويؤكد ديبلوماسيون عرب أن حصلت لقاءات بين شخصيات من إدارة الشرع ومسؤولين أميركيين وإسرائيليين في أبو ظبي، وأن البحث تناول أساس تفاهم غير معلن، يقود إلى إجراءات تحصل في سوريا من شأنها طمأنة إسرائيل. وقدم الأميركيون كل المغريات المطلوبة في حال أثبتت سلطة الشرع قدرتها على فعل ذلك، وقد انطلقت الاختبارات، عبر تعديلات في طريقة تعامل سلطة دمشق الجديدة مع الفصائل الفلسطينية في سوريا، وتذرعت بأن فصائل المقاومة ولا سيما الجهاد الإسلامي تريد استخدام الأراضي السورية لتنفيذ أعمال عسكرية ضد اسرائيل.

علما ان الوساطات الامنية كانت قد انتقلت الى مستوى استعداد سلطة دمشق للمساعدة على كشف أماكن رفاة جنود إسرائيليين فقدوا خلال الحرب على لبنان في عام 1982. وبحسب المصادر الديبلوماسية، فإن إدارة دمشق لم تقفل الأبواب أمام «وساطة إنسانية» ليتبين أنها تعنى باحتمال موافقة السلطة الجديدة على تسليم إسرائيل رفات العميل الشهير إيلي كوهين الذي اعتقل وأعدم في سوريا في القرن الماضي. والذي تسعى إسرائيل إلى استعادته منذ عقود طويلة، كان الأسد الأب والابن يرفضان ذلك.

ويبدو أنّ موضوع التواصل بين إسرائيل والشرع لا يقتصر على الإماراتيين، حيث نشرت صحافة إسرائيلية أمس أن الحكومة القطرية سهّلت عقد لقاءات «تعارفية» بين مسؤولين سوريين ومسؤولين إسرائيليين في العاصمة القطرية. ونقلت «هآرتس» عن مصدر لم تسمّه بأنّ الاجتماع حصل على «مستوى مسؤولين أمنيين، وأن الهدف منه إنشاء قناة نقل رسائل ومنع التصعيد».

لكن الأهم في كل ما يحصل، هو أن الوسطاء الغربيين لا يجدون أنفسهم في حاجة إلى ممارسة أي ضغط لإفهام سلطة الشرع بأنه يجب ألا يضع أمامه مهمة إعادة بناء جيش قوي، وأنه لن يجد في المدى المنظور من يبعيه السلاح النوعي. مع إغراءات من أجل مساعدته في بناء أجهزة أمنية وشرطية تتولى الأمور الداخلية.

أورتاغوس للبنانيين: تعلّموا من الشرع!

صارحت المبعوثة الأميركية الخاصة بلبنان مورغان أورتاغوس، المسؤولين اللبنانيين بقولها عبر قناة «lbci» إن «الرئيس السوري أحمد الشرع كان لينًا كثيرًا وأعطيناه قائمة بالأشياء التي نريده أن يقوم بها، ونريد أن نتأكد من أنه قادر على حكم سوريا بطريقة تكون في صالح جميع الناس والأقليات» معتبرة أنه «يمكن للبنان أن يتعلم درسًا من الشرع وكيف عمل مع السعودية للتحدث مع الرئيس دونالد ترامب وفريقنا حول فوائد رفع العقوبات وخاصةً تلك المتعلقة بقانون قيصر من أجل السماح بالاستثمار».

وكررت أورتاغوس أننا «سنعمل بشكل وثيق مع السعودية والإمارات وقطر في كل خطوة للتأكد من أننا سنصل إلى النتيجة الصحيحة، وكانت تلك الدول والولايات المتحدة واضحة مع لبنان بأن الطريق إلى السلام والازدهار واضح وهو عبر نزع سلاح الحزب ليس فقط جنوب الليطاني بل من البلد كله».

وبحسب وثائق ديبلوماسية اطلعت عليها «الأخبار»، فإن الولايات المتحدة عمدت منذ الأيام الأولى لسقوط الأسد إلى فتح قنوات التواصل مع الإدارة الجديدة التي قادها أحمد الشرع، وانطلق الأميركيون من قاعدة أن مسار العلاقات بين الجانبين، يجب أن يكون محكوماً بقائمة شروط تريد واشنطن من الشرع وفريقه تلبيتها قبل رفع العقوبات المفروضة على سوريا أو التخفيف منها.

وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أصدرت أمس مجموعة جديدة من العقوبات على شخصيات لبنانية. وقالت إنهم يعملون على توفير تمويل لحزب الله من خارج لبنان.

قلق صيني ومصري وبيدرسون غير متفائل

تظهر وثائق ديبلوماسية وجود قلق كبير لدى بعض العواصم الكبرى في الإقليم والعالم حيال المجموعات المصنفة إرهابية والتي تعمل مع الشرع.

وهو ما انعكس تبايناً سريعاً بين مصر والإدارة الجديدة في دمشق بشأن طبيعة المرحلة الانتقالية في سوريا. وقد أعدت مصر مطلع العام الحالي مشروع بيان باسم المجموعة العربية أمام مجلس الأمن الدولي حول سوريا يؤكد «أهمية الشروع في عملية سياسية شاملة بملكية وطنية سورية خالصة تشمل جميع مكونات الشعب السوري وقواه الوطنية، بما يؤدي إلى مُشاركة جميع السوريين في صياغة مستقبل أفضل لوطنهم وبناء مؤسساتها الوطنية برعاية من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وفق مبادئ قرار مجلس الأمن 2254».

وفي حين اعتبرت دمشق أن القرار يتحدث عن دعم مجلس الأمن لعملية سياسية بقيادة سورية تيسرّها الأمم المتحدة، مُتحفظة على رعاية دولية أو عربية لهكذا عملية.

وأدان البيان المصري أنشطة الجماعات الإرهابية التي ترغب في استغلال الفراغ الحالي في سوريا، ودعا إلى تعزيز الجهود المُكافحة للإرهاب الذي يُمثل خطراً عالمياً.

وفي السياق ذاته، أفاد تقرير ديبلوماسي بأن الصين أبلغت السلطة الجديدة في دمشق أن الاعتراف بها مُرتبط بقطع علاقاتها مع «الحزب الإسلامي التركستاني» الذي تصنّفه سلطات بكين تنظيماً إرهابياً.

وعبرت الصين في رسالة بعثت بها عبر مندوبها في الأمم المتحدة «فوكونغ» عن رفضها منح الجنسية السورية لمُقاتلين من هذا الحزب، إضافة إلى منح قائده «عبد العزيز خدابردي» رتبة عميد في الجيش السوري. كما طالبت الصين بعدم السماح باستخدام الأراضي السورية منطلقاً لتهديد أمنها.

وفي تقرير ديبلوماسي آخر، يظهر أنه خلال جلسة مشاورات مُغلقة في مجلس الأمن حول الوضع في سوريا في 27 كانون الأول الماضي، أعرب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون عن «هواجس حيال سلطات الأمر الواقع في سوريا، خاصة في ضوء تصنيف «هيئة تحرير الشام» حركة إرهابية من قبل الأمم المتحدة». لكن بيدرسون لفت إلى «أن أحمد الشرع لا يزال في طور التعلم».

مضيفاً أنه فهم من الشرع خلال اللقاء معه في دمشق «أنه قادر على القيام بعملية سياسية شاملة لكن بعد توحيد الفصائل المُسلحة». لكن بيدرسون – الذي لا يحبه الشرع ولا فريقه – تحدث في الجلسة عن أن استقرار سوريا «يتطلب انتقالاً سياسياً يتصف بالشفافية. وهذا غير مُتوافر حالياً حيث تتخذ السلطات إجراءات من دون الاستناد إلى مُشاورات واسعة. وحيث يوجد قلق عميق حيال تجنيس المُقاتلين الأجانب».

والريبة الموجودة عند فريق الشرع من بيدرسون، ظهرت أيضاً عند المبعوث الأممي، لا سيما لجهة أن الشرع يريد وقف التعامل مع القرارات الدولية التي كانت معدة لمرحلة انتقالية.

وهو ما كشفته وثيقة ديبلوماسية بهذا الخصوص، وفيها «أن السلطة في دمشق أوعزت إلى وفد سوريا لدى الأمم المتحدة بالعمل مع الوفود الأخرى من أجل إلغاء أي إشارة إلى «عملية الانتقال السياسي» في سوريا، وتأكيد ضرورة «دعم المُؤسسات القائمة في الدولة السورية وجهودها لإعادة الاستقرار».

 

 

 

 

 

"الجمهورية":

ظلت الاهتمامات اللبنانية منصبّة أمس على جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخليجية وما يرافقها من مواقف تتصل بمستقبل الأوضاع في المنطقة، وذلك في محاولة لاستكشاف ما يمكن لبنان أن يلقاه من انعكاسات عليه، خصوصاً في ضوء ما أعلنه ترامب من دعم للسلطة اللبنانية الجديدة، مقروناً بهجوم على «حزب الله» استكملته الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس الآتية إلى لبنان الاسبوع المقبل. فيما يعوّل اللبنانيون أن ينعكس القرار برفع العقوبات عن سوريا إيجاباً عليه، سواء في ما يتعلق بحل أزمة النازحين السوريين او على مستوى استجرار للكهرباء الأردنية والغاز المصري، والذي كان يعطّله «قانون قيصر»، في الوقت الذي كان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من السبّاقين داخلياً وخارجياً إلى المطالبة برفع تلك العقوبات، اقتناعاً منه بأنّه يساهم في معالجة كثير من الأزمات اللبنانية والسورية الخاصة والمشتركة، حسب مصادر رسمية لـ»الجمهورية»، مؤكّدة انّ لبنان ينتظر من الإدارة الأميركية ترجمة عملية لوعودها بالدعم وعدم ربطه بموضوع نزع سلاح «حزب الله»، الذي يمكن معالجته بحوار داخلي من دون إثارة أي خلافات بين اللبنانيين.

فيما تردّد أمس في عدد من الأوساط السياسية كلام على مخاوف لبنانية من تداعيات سلبية قد يحصدها لبنان، نتيجة الصفقات الظاهرة والمستترة التي جرى إبرامها، أو سيجري لاحقاً، بين قوى إقليمية ودولية مختلفة في ضوء جولة ترامب في المنطقة، عكف مسؤولون لبنانيون على التطمين إلى أنّ النتائج المتوخاة في لبنان ستكون على العكس، إيجابية وترتد تسويات وحلولاً جديدة تساهم في إخراج لبنان من حال الغموض والتخبّط السائدة حالياً.

وتراهن قوى سياسية مطلعة على أنّ مناخ التوافق الذي تعمل له المملكة العربية السعودية يحظى بالتشجيع والتفهم من جانب كل القوى الإقليمية المعنية، بما فيها طهران، ولا خشية من قيام أي طرف بتعطيلها إلّا إسرائيل. وهذا المناخ سيسهّل عملية الحوار والتوافق بين اللبنانيين أنفسهم حول الملفات الساخنة، والمرتبطة أساساً بتعقيدات الإقليم وتناقضاته.

وتقول مرجعيات سياسية، إنّ لبنان هو اليوم في وضعية الانتظار الإيجابي لا السلبي، وهذا ما يريح المسؤولين ويطمئن إلى أنّ مسار الانفراج اللبناني لن يتوقف.

اورتاغوس

وأبلغت مصادر واسعة الاطلاع إلى «الجمهورية»، انّ نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس ستزور لبنان مرّة أخرى بعد نحو اسبوع.

وأكّدت أورتاغوس أمس «أننا سنحرص على ملاحقة وكلاء الإرهاب في كافة أنحاء الشرق الأوسط. وقد عملنا بشكل وثيق مع وزارة الخارجية، وفعلنا ذلك مع وزارة الخزانة للعثور على أشخاص يسهّلون التمويل غير المشروع لحزب الله وتعيينهم وتسميتهم وفضحهم. وهذا ما نفعله اليوم».

وقالت أورتاغوس في حديث إلى قناة «LBCI»: «على مدى السنوات الـ20 الماضية أدخل حزب الله لبنان في حرب مع إسرائيل مرّتين، وفي كل مرّة يتدخّل فيها الحزب كل ما يفعله هو تدمير الجنوب بسلاحه، وقد أقحم الجنوبيين في حرب لا يريدون أن يكونوا فيها، كما أنّه يجرّ لبنان إلى الحرب من جديد». وأضافت: «عليكم أن تتوقعوا فرض مزيد من العقوبات على أي شخص يساعد حزب الله في الحصول على تمويل غير مشروع». وأكّدت «أننا نريد أن تكون لدينا رؤية اقتصادية جديدة مع قيادة لبنان، وأن نعمل معاً لبناء لبنان جديد ومزدهر. ولا يمكن القيام بذلك ما لم تكن الدولة والقوات المسلحة تسيطر على السلاح وتدافع عن نفسها». وشدّدت على «أننا سنعمل بشكل وثيق مع السعودية والإمارات وقطر في كل خطوة، للتأكّد من أننا سنصل إلى النتيجة الصحيحة، وكانت تلك الدول والولايات المتحدة واضحة مع لبنان، بأنّ الطريق إلى السلام والإزدهار واضح وهو عبر نزع سلاح الحزب ليس فقط جنوب الليطاني بل من البلد كله».

وتابعت أورتاغوس: «أحاول المجيء إلى لبنان في شكل متكرّر على الأقل كل 6 أو 8 أسابيع. وأتمنى أن أكون في لبنان قريبًا. وأعتقد أنّ العالم كله يريد أن يكون في بيروت خلال الصيف». واعتبرت «أنّه يمكن للبنان أن يتعلّم درسًا من الشرع، وكيف عمل مع السعودية للتحدث مع الرئيس ترامب وفريقنا حول فوائد رفع العقوبات، وخصوصاً تلك المتعلقة بقانون قيصر من أجل السماح بالإستثمار».

عقوبات

وكانت وزارة الخزانة الأميركية قالت على موقعها الإلكتروني، إنّ الولايات المتحدة فرضت عقوبات جديدة على «حزب الله» المتحالف مع إيران.

في وقت سابق، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس في بيان، فرض عقوبات على «شبكة لبنانية تعمل على التهرّب من العقوبات لدعم الفريق المالي لـ»حزب الله»، الذي يشرف على مشاريع تجارية وشبكات تهريب نفط تدر عائدات مالية للتنظيم». وأوضحت أنّ «مثل هذه الشبكات تساهم في تعزيز نفوذ إيران و«حزب الله»، ما يقوّض استقرار لبنان». وشملت العقوبات خمسة أفراد وثلاث شركات مرتبطة، من بينهم أفراد من عائلات شخصيات بارزة في الحزب، وممن شملتهم العقوبات الجديدة بحسب النشرة التي أوردتها الخزانة الأميركية:

• معين دقيق العاملي (العاملي): هو ممثل كبير لـ«حزب الله» في قم بإيران وله علاقات مع كبار عملاء «حزب الله» وإدارة العلاقات الخارجية للحزب يعود تاريخها إلى عام 2001 على الأقل. شارك العاملي في تنسيق تسليم المدفوعات النقدية من إيران إلى مسؤولي المالية الكبار في «حزب الله» في لبنان، الذين يعملون مباشرة مع مكتب الأمين العام الراحل حسن نصر الله. كان أحد هؤلاء المسؤولين، جهاد العلمي (العاملي)، مسؤولاً عن استلام وتوزيع التمويل. عقب هجوم «حماس» في 7 تشرين الاول وأثناء النزاع الذي أعقب ذلك في غزة في أواخر عام 2023 وأوائل عام 2024، نسّق العاملي تسليم ما لا يقل عن 50000 دولار إلى العلمي في لبنان، والتي تمّ تحصيلها من إيران على الأرجح لنقلها إلى غزة.

• فادي نعمة (نعمة): هو محاسب وشريك تجاري لرئيس وحدة المالية المركزية لحزب الله، إبراهيم علي ضاهر (ضاهر)، الذي أدرجه مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في 11 أيار 2021، لدوره في الإشراف على الموازنة العامة لحزب الله وإنفاقه، بما في ذلك تمويل المجموعة لعملياتها الإرهابية وأنشطتها الخبيثة. نعمة هو أيضاً مالك مشارك في شركة Auditors for Accounting and Auditing، التي أدرجها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في 1 كانون الاول 2022، لكونها مملوكة أو خاضعة لسيطرة ضاهر، والتي تقدّم أيضًا خدمات مالية لحزب الله. يمتلك المسؤول المالي الكبير في حزب الله ناصر حسن نصير (نصير) أيضًا حصة في الشركة؛ وقد أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية نصير في 1 كانون الاول 2022، لعمله لصالح أو نيابة عن شركة Auditors for Accounting and Auditing.

• حسن عبد الله نعمة (نعمة): «المسؤول الكبير في «حزب الله»، يُسهّل فرص التمويل والتواصل لـ«حزب الله» في كل أنحاء أفريقيا، بما في ذلك إدارة ملايين الدولارات من معاملات حزب الله. واعتبارًا من آب 2022، نسّق نعمة تسليم مئات الآلاف من الدولارات الأميركية إلى الحركة الإسلامية النيجيرية الموالية لحزب الله. ولنعمة علاقات طويلة الأمد مع كبار قادة حزب الله، بمن فيهم الأمين العام لـ«حزب الله» المتوفى حسن نصرالله.

يُصنّف كلٌّ من العاملي والعلمي ونعمة بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، بصيغته المعدّلة، لتقديمهم المساعدة المادية أو الرعاية أو تقديم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات لـ«حزب الله» أو دعمًا له. يُصنّف نعمة بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، بصيغته المعدّلة. 13224، كما تمّ تعديله، لقيامه بالعمل أو التظاهر بالعمل لصالح أو نيابة عن «حزب الله» بشكل مباشر أو غير مباشر».

انتخابات بلدية بيروت

على صعيد آخر، ومع اقتراب موعد الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت، عُلم انّ قيادة الثنائي حركة «أمل» و«حزب الله» تسعى إلى الحؤول دون حصول أي تشطيب قد يؤثر على المناصفة في المجلس البلدي للعاصمة، وهي دعت قواعدها الناخبة إلى مراعاة هذا الأمر، مشدّدة على انّ التشطيب ممنوع.

وضمن سياق متصل، اكّدت أوساط مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ هناك تخوفاً لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري من أن تتكرّر تجربة طرابلس في بيروت لجهة سقوط المناصفة. وهو يصّر على حماية التوازن في المجلس البلدي لبيروت، بحيث يتمثل المسلمون فيه بـ12 عضواً والمسيحيون بـ12 عضواً، كذلك من دون نقصان.

 

 

 

 

 

"نداء الوطن":

صحيح أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يعلن عن مبادرة واضحة للبنان، لكن تصريحاته في هذه المرحلة بالذات، تعتبر بمثابة إشارة سياسية استباقية، لاختبار ردّ فعل الداخل اللبناني، ومدى تجاوبه مع الطرح الأميركي – الخليجي المشترك.

تؤكد تصريحات ترامب تجاه لبنان (دعم اقتصادي - تحقيق السلام مع جيرانه - إمكانية التخلص من سطوة «حزب الله» وبناء دولة فعلية)، التحول الكبير في السياسة الأميركية، من باب منحه فرصة ذهبية محددة زمنياً لاستعادة دوره كسويسرا الشرق وتهيئة الأرضية لمساعدات أو مشاريع اقتصادية مستقبلية مشروطة بإصلاحات سياسية واقتصادية.

أبعاد تصريحات ترامب الاستراتيجية

ترى مصادر لـ «نداء الوطن» أن توقيت تصريحات ترامب، وإعلانها من قلب المملكة، يتطلبان النظر في أبعاد استراتيجية وسياسية، أبرزها إعادة التموضع الأميركي الجديد في الشرق الأوسط، والعودة إلى الساحة اللبنانية كرد على تنامي النفوذ الإيراني عبر «الحزب»، ولتوجيه رسالة إلى إيران بأن واشنطن لا تزال تعتبر لبنان ساحة جيوسياسية مهمة، وبأنها على استعداد لمواجهة التمدد الإيراني إنما عبر الاقتصاد. إضافة إلى ذلك تعتقد المصادر أن توجيه الرسائل الأميركية إلى لبنان من أرض المملكة، بمثابة إشارات للبنان بأن الحلول لمشاكله الاقتصادية تمر عبر الخليج وليس عبر إيران أو الغرب فقط.

تضيف المصادر، عندما يتحدث ترامب عن السلام مع الجيران، فهذا يعني ضمناً، دعوة لبنان للالتحاق بقافلة الدول التي تسير نحو السلام مع إسرائيل أو الانفتاح الإقليمي».

وفي السياق، أكدت مصادر رسمية لـ «نداء الوطن»، أن موقف ترامب تجاه لبنان والمسؤولين ترك ارتياحاً، ولبنان ينتظر الترجمات عبر تقديم المساعدة له كي يبسط سلطة الدولة، ذلك عن طريق مضاعفة دعم الجيش اللبناني والأجهزة الشرعية وتأمين انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، ومساعدته مالياً واقتصادياً عبر صندوق النقد الدولي.

العقوبات الأميركية: ترقبوا المزيد

وفي إطار الضغط الأميركي على «حزب الله» من خلال العقوبات المتواصلة التي تفرضها وزارة الخزانة الأميركية على إيران وأذرعها في المنطقة، للحد من نفوذها وتقويضها، فرضت الخزانة الأميركية أمس عقوبات جديدة على «الحزب» استهدفت وشملت خمسة أفراد وثلاث شركات مرتبطة، من بينهم أفراد من عائلات شخصيات بارزة في «الحزب».

وتعليقاً على العقوبات، قالت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس: «عليكم أن تتوقعوا فرض المزيد من العقوبات على أي شخص يساعد «حزب الله» في الحصول على تمويل غير مشروع».

وأضافت في حديث تلفزيوني: «نعمل بشكل وثيق مع السعودية والإمارات وقطر في كل خطوة للتأكد من الوصول إلى النتيجة الصحيحة وكانت تلك الدول والولايات المتحدة واضحة مع لبنان، بأن الطريق إلى السلام والازدهار واضح وهو عبر نزع سلاح «الحزب» ليس فقط من جنوب الليطاني بل من البلد كله». وختمت بالإشارة إلى أن العالم كله يريد أن يكون في بيروت في الصيف.

ورأت مصادر دبلوماسية، أن هذه العقوبات، تعكس مواصلة النهج الأميركي في مواجهة تمويل «الحزب» ومراقبة الأنشطة المالية المرتبطة به. وتشير هذه الخطوة إلى أن واشنطن تسعى إلى التمييز بين مفاوضاتها غير المباشرة مع إيران، ومواجهة وكلائها الإقليميين.

الجلسة التشريعية... «هرج ومرج»

في انتظار تحريك المياه الراكدة نسبياً بملف تسليم سلاح «الحزب»، واستعجال الدولة في زيادة وتيرة الضغط على «الحزب» ضمن جدول زمني سبق وحدده الرئيس جوزاف عون بإعلانه أن العام 2025 هو عام سيادة الدولة، فجر البند الـ 70 المدرج على جدول أعمال الجلسة التشريعية لمجلس النواب من ضمن 83 بنداً، مشادة كلامية وحالة من الهرج والمرج بين النواب.

في التفاصيل وعند الوصول إلى اقتراح قانون معجل مكرر مقدم من نوّاب من «حزب اللّه» ومن النائبين جهاد الصمد والياس جرادة والرامي إلى «منح إعفاءات من بعض الضرائب والرسوم للمتضررين من الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان»، ارتفعت حدة السجال بين النواب، بعد اعتراض بعضهم على كيفية الإقرار واعتبارهم ما حصل بمثابة عملية تزوير.

وبعد إصرار الرئيس بري على أن البند أقرّ، وبعد مشاورات سريعة، وإعلان رئيس الحكومة نواف سلام عن مشروع قانون شامل أعدّته الحكومة، أبدى بري استعداده لتأجيل الموضوع لمدة شهر، فوافق سلام.

وفي هذا السياق، أكدت مصادر سياسية متابعة لـ «نداء الوطن» أن الجدل الذي تخلل الجلسة التشريعية بشأن مشروع قانون إعفاء المتضررين من الحرب من الرسوم، سببه أن اقتراح القانون المقدّم يشمل بعض المناطق في الجنوب فقط، غير أنّ الحكومة تريد أن تستفيد كل المناطق بما فيها الضاحية والبقاع. وعن السجالات التي شهدتها الجلسة أمس، رأت المصادر أنّه أمر متوقع في موسم الانتخابات أن تزدهر «حفلات الزجل والهوارة».

إشارة إلى أن المجلس أقر اقتراح قانون معجلاً مكرراً وحيداً، مقدماً من النائبين هاكوب ترزيان وأديب عبد المسيح بعد دمجهما سوياً ويتعلق بتجريم إطلاق عيارات نارية في الهواء مع مضاعفة العقوبة على مطلق النار، وذلك بعد تبني التعديل الذي اقترحه النائب أشرف بيضون.

وسقطت صفة الاستعجال عن اقتراحات القوانين المعجلة المكررة المدرجة على جدول الأعمال وأحيلت بعد سقوط صفة الاستعجال إلى اللجان النيابية المختصة لدرسها.

بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس النواب، نفذ عدد من السجناء أعمال شغب في سجن رومية المركزي للمطالبة بإقرار قانون العفو المدروس وتخفيض السنة السجنيّة.

الرئيس عون يشارك بتنصيب البابا

في المقلب الآخر، علمت «نداء الوطن» أن الرئيس عون سيشارك في حفل تنصيب البابا الجديد وسيغيب عن الانتخابات البلدية والاختيارية الأحد المقبل، لأنه سيتوجه الإثنين إلى القاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشكره على كل الجهود التي بذلها لانتخاب رئيس للجمهورية من خلال اللجنة الخماسية.

وفي ما خص مشروع استجرار الغاز من مصر عبر الأراضي السورية، والذي بقي تمويله مجمداً من البنك الدولي خوفاً من قانون قيصر، لفتت مصادر إلى أنه مع إعلان ترامب استعداده لرفع العقوبات عن سوريا، فلا مانع من وصول الغاز إلى لبنان. وهنا، تطالب المصادر، الحكومة اللبنانية بالاستفادة من الفرصة السانحة ومراجعة البنك الدولي بأسرع وقت في شأن تمويل مشروع استجرار الغاز من مصر، والتأكد من مدى استعداده لذلك.

 

 

 

 

 

"اللواء":

غداً، تعقد القمة العربية في دورتها الـ34، ويمثّل لبنان، فيها الرئيس نواف سلام، مع وفد يضم في قوامه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي.. وبعد غد يتوجه الناخبون في بيروت ومحافظتي البقاع لانتخاب المجالس البلدية والاختيارية في المحطة الثالثة في 18 ايار الجاري.. آخذين بعين الاعتبار حالات الاعتكاف والتشطيب، حتى لا تتكرر حالات الفرز وتغيب التوازنات..

ونقل عن الرئيس نبيه بري قوله: أن المنطقة دخلت عصرا جديدا، على وقع التحولات والتطورات التي تحصل»، مشيداً، حسب زواره، بأداء الرئيس جوزف عون.

أمّا في الخلفيات، فإن البلد ينتظر ما يمكن ان يكشف عن ما حققته زيارة الرئيس ترامب التي امتدت من 13 ايار الى 16 منه، وشملت المملكة العربية السعودية، قطر، ودولة الامارات العربية المتحدة، والتقى خلالها الرئيس السوري احمد الشرع، وابلغه بقرار رفع العقوبات الاميركية كلها عن سوريا بمسعى حميد من ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان.

وقالت الموفدة الرئاسية الاميركية مورغن اورتاغوس انه يمكن للبنان ان يتعلم درساً من الشرع، وكيف عمل مع السعودية للتحدث مع الرئيس ترامب وفريقنا حول فوائد رفع العقوبات، وخاصة المتعلقة بقانون قيصر من اجل السماح بالاستثمار، كاشفة عن ان الشرع كان ليِّناً كثيراً، واعطيناه قائمة بالأشياء التي نريده ان يقوم بها خاصة حماية الاقليات بالشرق الاوسط واشراكهم بحكم سوريا.

واضافت: أحاول المجيء إلى لبنان بشكل متكرر على الأقل كل 6 أو 8 أسابيع وأتمنى أن أكون في لبنان قريبًا وأعتقد أن العالم كله يريد أن يكون في بيروت في الصيف.

مشيرة الى اننا سنعمل بشكل وثيق مع السعودية والإمارات وقطر في كل خطوة للتأكد من أننا سنصل إلى النتيجة الصحيحة وكانت تلك الدول والولايات المتحدة واضحة مع لبنان بأن الطريق إلى السلام والإزدهار واضح وهو عبر نزع سلاح الحزب ليس فقط جنوب الليطاني بل من البلد كله.

وقالت: نريد أن تكون لدينا رؤية اقتصادية جديدة مع قيادة لبنان وأن نعمل معاً لبناء لبنان جديد ومزدهر،ولا يمكن القيام بذلك ما لم تكن الدولة والقوات المسلحة تسيطر على السلاح وتدافع عن نفسها.

وكشفت: سنحرص على ملاحقة وكلاء الإرهاب في كافة أنحاء الشرق الأوسط وقد عملنا بشكل وثيق مع وزارة الخارجية وفعّلنا ذلك مع وزارة الخزانة للعثور على أشخاص يسهلون التمويل غير المشروع لحزب الله وتعيينهم وتسميتهم وفضحهم وهذا ما نفعله اليوم.

• على مدى السنوات الـ20 الماضية أدخل حزب الله لبنان في حرب مع إسرائيل مرتين وفي كل مرة يتدخل فيها الحزب كل ما يفعله هو تدمير الجنوب بسلاحه وقد أقحم الجنوبيين في حرب لا يريدون أن يكونوا فيها كما أنه يجر لبنان إلى الحرب من جديد.

• عليكم أن تتوقعوا فرض المزيد من العقوبات على أي شخص يساعد حزب الله في الحصول على تمويل غير مشروع.

وكانت المتحدثة باسم الخزانة الاميركية تامي بروس، قالت: ان عقوبات فرضت على شبكة تعمل على التهرب من العقوبات لدعم الفريق المالي لحزب االله. وهذه الشبكات تعزز تفوق ايران وحزب االله، مما يقوّض استقرار لبنان، ومن هؤلاء المشمولين بالعقوبات الجديدة: معين دقيق العسلي، فادي نعمة نعمة، حسن عبد الله نعمة.

وتقول مصادر حكومية لـ«اللواء»: ان لبنان يمكن ان يستفيد من رفع العقوبات بالمساهمة عبر شركاته في عملية إعادة إعمار سوريا، وكذلك عبر جعله محطة للشركات العالمية التي ستساهم ايضا في إعادة الاعمار بتمويل دولي كما هو واضح من تعهدات دول الغرب. كما يمكن ان يستفيد لبنان من فتح خطوط التجارة والترانزيت من لبنان الى سوريا وعبرها الى الاردن والعراق ودول الخليج.

وفي تقدير المصادر الحكومية، ان رفع العقوبات لا سيما عقوبات «قانون قيصر»، ستسهم في إحياء مشروع استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن كما سبق وتعهدت الادارة الاميركية السابقة بدعم الاتفاق الذي جرى بين لبنان ومصر والاردن وسوريا بهذا الخصوص، وتوقف تنفيذ المشروع بفعل مخاوف البلدين الشقيقين من ان تطالهما عقوبات «قيصر». وتشير ايضاً الى امكانية استفادة لبنان من الغاز القطري الذي يصل الى سوريا، عبر الانابيب الممتدة بين لبنان وسوريا. هذا عدا اعادة العمل بما تم التوصل اليه بين لبنان وسوريا حول ترتيب وتنظيم وضبط امن وضع الحدود البرية تمهيداً لترسيمها وتحديدها بصورة رسمية ونهائية، وضبط حركة العمالة السورية وحركة النقل والتنقل عبر المعابر الشرعية.

اما استفادة لبنان من رفع العقوبات عملياً فلن يبدأ قبل ان تباشر سوريا تنفيذ ما يتوجب عليها من ترتيبات داخلية لتستفيد من رفع العقوبات، وبخاصة في عملية اعادة الاعمار وتثبيت سلطة الدولة. عندها يمكن للبنان المباشرة بالتواصل مع السلطات السورية للبحث في ما يمكن من اتفاقات حول امور المساهمة بالإعمار وفي التجارة والنقل والترانزيت وسواها من امور عالقة.

وتعتقد المصادر الحكومية انه من المفروض عدم حصول عرقلة اميركية لأي اتفاق بين لبنان وسوريا، طالما ان الموقف الاميركي يؤكد على لسان كبار مسؤوليه ان همّه استقرار لبنان وازدهاره. لكن المصادر تجيب رداً على سؤال حول المدة الزمنية التي يمكن ان تستغرقها استفادة لبنان بالقول: لا يمكن التكهن بمدة زمنية، فالامر مرتبط بسرعة استفادة سوريا وإجراءاتها العملية لتصبح جاهزة للتعامل مع دول الجوار- ومنها لبنان- بصورة طبيعية وبلا عوائق وعراقيل وشروط اضافية. عدا تنفيذ لائحة الطلبات التي فرضها ترامب خلال لقائه بالرئيس السوري احمد الشرع في السعودية.

سلام إلى بغداد

الى ذلك يغادر الرئيس سلام الى بغداد لتمثيل لبنان في القمة العربية العادية، التي تبدأ اعمالها غداً السبت، ويعود مساء السبت بعد انتهائها.وحسب معلومات «اللواء» سيعرض سلام في كلمة لبنان امام القمة ما انجزته الحكومة منذ تشكيلها لاسيما على صعيد الاصلاحات وإصرارها على استكمالها تطبيقا للبيان الوزاري والالتزام بتطبيق باقي بنود اتفاق الطائف، والتزام لبنان بتنفيذ القرار 1701 وبالشرعية العربية، وسيدعو الى التضامن مع لبنان لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي من كامل الاراضي اللبنانية ودعمه بالمساعدات واعادة اعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي، وسيركز على اهمية تحقيق التضامن العربي واهمية رفع العقوبات عن سوريا باعتبارها فرصة جديدة ايجابية للمنطقة ولبنان، كما يتناول سلام ضرورة حل القضية الفلسطينية وفق مبادرة السلام العربية وحل الدولتين ورفض تهجير الشعب الفلسطيني من ارضه.

وكان الرئيس سلام قد القى كلمة في افتتاح معرض» بيروت العربي والدولي للكتاب 66»، الذي ينظمه النادي الثقافي العربي في «سي سايد ارينا»- واجهة بيروت البحرية، مما قال فيها: برنامج حكومتنا الاصلاحي لا يقتصر فقط على الاقتصاد والبنى التحتية او الآليات السياسية، بل يهدف الى تحقيق التنمية الإنسانية المستدامة. وسبيلنا الى هذا الإصلاح هو التطبيق الكامل لاتفاق الطائف الذي عُدّل على أساسه دستور بلادنا، أي «الكتاب»، كما كان يسميه الرئيس الراحل فؤاد شهاب».

اضاف: أؤكد ان دعوتنا هي الى تطبيق ما لم يطبق بعد من بنود هذا «الكتاب» الدستور، والى تصحيح ما طبق منه خلافا لروحه او نصه، والى سد ثغراته التي ظهرت بالتجربة، بل الى تطويره وفق ما قد تمليه متغيرات الأيام.

والحقيقة ان الإصلاح كلّ متكامل، فأبعاده المؤسساتية لن تعطي مفاعيلها كاملة ما لم تنجح الدولة ايضاً في بسط سلطتها على كامل اراضيها بقواها الذاتية كما نص عليه اتفاق الطائف. فمشروعنا هو بناء دولة حديثة، قوية وعادلة، دولة قانون ومؤسسات، دولة تعامل كل مواطنيها على قاعدة المساواة في الحقوق والواجبات، دولة قادرة على الدفاع عن ارضها وحماية شعبها».

الجلسة التشريعية

نيابياً، عقد مجلس النواب جلسة تشريعية بجدول اعمال فضفاض من 83 اقتراح قانون معجلا مكررا، وطال الاسقاط صفة العجلة عن معظم الاقتراحات.

واللافت في الجلسة هو السجال العنيف الذي اندلع بين عدد من النواب واستخدمت فيه عبارات حادة حول اقتراح القانون الرامي «إلى منح الأشخاص الطبيعيين والمعنويين والأماكن السكنية المتضررين بشكل مادي مباشر نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان إعتباراً من 8/10/2023 إعفاءات من بعض الضرائب والرسوم، وإعفاء ورثة الشهداء اللبنانيين الذين استشهدوا أو يستشهدون نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية»، وهو اقتراح كان يفترض أن يؤيده كل النواب كونه يطال شريحة واسعة ومن مختلف الطوائف والأطياف السياسية تأذّت من الحرب العدوانية الإسرائيلية، وجاء الاعتراض على قاعدة أن المتضررين هم كثر ومنهم قطاع السياحة وأصحاب المطاعم والفنادق، فلماذا التعويض فقط لكل من تضرر على القرى الحدودية؟

واندلع السجال في الأساس بين النائبين قبلان قبلان، وبولا يعقوبيان التي اعترضت على طريقة التصديق على اقتراح القانون المعجل المكرر، وردّ قبلان على كلام يعقوبيان بالقول:«في ناس حريصة على مصالح ومشاعر إسرائيل أكتر من الإسرائيلي نفسه»، لتردّ النائب يعقوبيان: «يبدو المجلس مخطوف.. ورّطونا بالحرب وجايين هل تحكوا».

وتدخّل وزير المالية ياسين جابر، فأكد «أن هناك مشروع قانون مشابها أقرّته الحكومة، ويمكن إقرار الاقتراح اليوم كما صدر عن الحكومة». وقال: «لا نستطيع أن نطلب من صاحب المنزل المدمر أن يدفع فواتير».

وبعد فوضى عارمة في القاعة العامة تم تعليق إقرار قانون إعفاء المتضررين من الرسوم، إثر أخذ رئيس مجلس النواب نبيه برّي المبادرة واقتراح إعادة صياغته بشكل متكامل خلال الشهر المقبل وتبنّي ذلك من قبل رئيس الحكومة نواف سلام.

وفي الجانب الإيجابي من الجلسة فقد أقرّ المجلس اقتراح قانون معجل مكرر وحيد مقدم من النائبين هاكوب ترزيان وأديب عبد المسيح بعد دمجهما سويا ويتعلق بتجريم اطلاق عيارات نارية في الهواء مع مضاعفة العقوبة على مطلق النار، وذلك بعد تبنّي التعديل الذي اقترحه النائب أشرف بيضون.

وبالتزامن مع انعقاد الجلسة، شهد سجن رومية المركزي تحركا للسجناء الاسلاميين للمطالبة باقرار قانون العفو وتخفيض السنة السجنية، واعتصم الاهالي في ساحة النجمة.

إضراب في الإدارة العامة

وفي سياق مطلبي، اعلن تجمع موظفي الادارة العامة التوقف عن العمل ابتداء من اليوم الى الثلاثاء المقبل، بانتظار موقف الحكومة، ردا على المذكرة الادارية الصادرة عن وزير المال ياسين جابر المتعلقة بالدوام، وإلغاء نظام الـ5 أيام.

البلديات بيروت والبقاع

وحول انتخابات بلدية بيروت تدور توقعات المتابعين بأن المعركة الفعلية ستكون بين اللوائح الثلاث الاساسية بحيث يتم توزيع الاصوات وفق ميول كل منطقة من مناطق بيروت، بين «بيروت بتجمعنا» و«بيروت بتحبك» و«بيروت مدينتي»، المدعومة من القوى السياسية ونواب بيروت من مختلف الاطياف، وستكون حصة للائحة «ولاد البلد»، ما يعني حصول خروقات لهذه اللائحة او تلك. من دون استبعاد التشطيب بما يمكن ان يسبب خللاً في التمثيل الطائفي لنسيج العاصمة، وهو الامر الذي ما زال موضع متابعة من القيمين على لائحة «بيروت بتجمعنا» بصورة خاصة. كما هناك توقعات بأن يكون اقبال الناخبين على التصويت ضعيفاً. لكن اكبر منافسة ستحصل حسب التقديرات في منطقة المزرعة.

واعتبرت مصادر بيروتية ان «البلوكات الحزبية» يترتب عليها الالتزام، وعدم التشطيب، لضمان حصول لائحة بيروت تجمعنا على الفوز، وتحقيق المناصفة، بين المسلمين والمسيحيين.

اما في البقاع فيرتقب ان تكون اكبر المعارك في مدينة زحلة بين لوائح القوات اللبنانية وحلفائها والتيار الوطني الحر وحلفائه والكتل الشعبية وحلفائها. والابرز اعلان الكتلة الشعبية برئاسة مريام سكاف دعم لائحة رئيس البلدية الحالي اسعد زغيب، بعد انفضاض المحاولات التي جرت مع «القوات اللبنانية» الى الفشل.

اعتداءات على المنازل الجاهزة والمدنيين

الأخطر، جنوباً، مضي الاحتلال الاسرائيلي باستهداف المنازل والغرف الجاهزة في البلدات الحدودية من مركبا الى العديسة وحولا وكفركلا وعيتا الشعب.

ومساء أمس، استهدفت مسيّرة اسرائيلية سيارة على طريق ارنون، يحمر- الشقيف، الامر الذي ادى الى سقوط شهيد.

واستهدف جيش العدو غرفة جاهزة في بلدة العديسة.وألقت مسيّرة معادية قنبلة صوتية فوق مدرسة الضهيرة المدمرة في القطاع الغربي.

وأفادت المعلومات عصر أمس، عن سقوط مسيّرة إسرائيلية مسلحة في منطقة علمان الشومرية»، وهي من نوع «سكاي لارك»».. والجيش اللبناني بدأ يتابع مكان سقوط المسيّرة.

واستهدفت مدفعية العدو منطقة جبل السدانة جنوب بلدة شبعا بـ 8 قذائف. وأطلق موقع الرادار العسكري المعادي النار بالاسلحة الرشاشة بإتجاه شرق بلدة شبعا.

 

 

 

 

 

"الأنباء" الالكترونية:

يستكمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارته الى دول الخليج العربي، مستمرا في توجيه الرسائل وإطلاق المواقف والمفاجآت، التي ترمز الى حجم التحول الإقليمي الذي دخلته المنطقة، والتي كان آخرها إعلانه عن إقتراب عقد اتفاق مع إيران حول ملفها النووي وفق الشروط الأميركية. إضافة إلى الدفع القوي لدور المملكة العربية السعودية في ترتيب ملفات المنطقة، لا سيما رفع العقوبات عن سوريا الذي ترك أجواء إيجابية ليس في الداخل السوري فحسب، بل على المنطقة بأسرها، لما لرأب الصدع السوري وإعادة لم شمل السوريين من آثار إيجابية على أمن واستقرار دول الجوار بما فيها لبنان الذي حظي برسائل دعم مشروطة من الرئيس الأميركي ومن ولي العهد السعودي وقادة دول الخليج العربي التي استعجلت لبنان حصر السلاح بيد القوى الشرعية. وأشارت بوضوح الى أن هذا الاجراء ضروري لفوز الدولة اللبنانية بالدعم الذي هي بأمسّ الحاجة إليه. فانبعاث الدور الإقليمي للكتلة الخليجية بما عقدته من اتفاقيات شراكة عسكرية وأمنية هي أهم بكثير من الشراكات الاقتصادية، ما يجعل من موقع الدول الخليجية محسوم بثقله في الشرق الأوسط بما يفوق موقع ودور وقوة دول إقليمية أخرى.

الزيارة التاريخية للرئيس الأميركي تعكس أيضا نقطة تحول في الموقف والموقع العربي في المعادلة الدولية والإقليمية على المستوى الاقتصادي والسياسي العربي الذي تتصدره المملكة العربية السعودية. كما أظهرت حجم الثقل الذي تتمتع به كتلة الدول الخليجية في مجالات متنوعة إقتصادية وتكنولوجية وعسكرية، وما تمثله من موقع استراتيجي كنقطة وصل بين الشرق والغرب، حيث تتوسط مبادرة الحزام والطريق الصينية وطريق الهند الى البحر المتوسط وأوروبا. وإدراك الرئيس الأميركي لهذه الأهمية كان بارزا من خلال الحضور الفاعل للشركات الأميركية ضمن أعمال المنتدى الأميركي السعودي، إضافة الى ترأسه القمة الخليجية الأميركية، والتي لا تبتعد عن أجواء المنافسة الأميركية الصينية على كسب ود دول الخليج، وتصب في تعزيز الموقع الأميركي عالميا. إضافة الى أن الزيارة تعيد تصويب الأخطاء التي ارتكبتها إدارة الرئيس جو بايدن وقبلها إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه الدول العربية وتجاهلهما المصالح والمخاوف العربية في حوارهما مع إيران. لا سيما خلال عقد صفقة البرنامج النووي عام 2015، وهذا ما يؤكد إلتزام ترامب دفاع أميركا عن شركائها في المنطقة، في إطار سعيها للاستفادة من إمكانات دول المنطقة وهذا الأمر يوفر برأي القيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي بهاء أبو كروم، "فرصة أمام الدول العربية للإستثمار في هذه الدبلوماسية القوية للمملكة العربية السعودية، والتي أظهرت نجاحها في رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، والدفع نحو إعادة إعمار سوريا، وجعلها تلعب دورا استراتيجيا في المنطقة"، 

وقال أبو كروم "كان من المفترض أن يكون لبنان جاهزا لهذه التحولات وإنجاز إصلاحاته المطلوبة التي تفتح له الأبواب أمام العالم لإعادة ضخ الاستثمارات فيه. وكان من المفترض أن يحسم النقاط الخلافية العالقة وأهمها مسألة سلاح حزب الله الذي لا يزال يقف عقبة أمام الانفتاح العربي والدولي، ولعب دوره الريادي في المنطقة". وأشار إلى أن "الغصة أمام التحديات العربية تبقى في عدم نجاح هذه الزيارة في وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، على أمل أن الموقف السعودي الثابت الذي أكد عليه الأمير محمد بن سلمان بأن لا تطبيع مع إسرائيل قبل إنجاز مشروع حل الدولتين ووقف الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين. فالتمسك العربي بهذه المسألة يشكل ضمانة للفلسطينيين، لاسيما وأن النفوذ العربي تجاه الإدارة الأميركية بات أكثر حضورا، وقال "لقد بات للعرب قوة إقتصادية تجذب القوى العالمية اليها".

ولفت أبو كروم إلى أن "المشهد بمجمله يكشف وجود فرز في المنطقة ما بين قوى تدفع نحو التطور والتنمية والتقدم العلمي والتكنولوجي وأولويات إنهاء الحروب وحل النزاعات، إن من خلال حلّ حزب العمال الكردستاني نفسه، كمدخل للحل السلمي للقضية الكردية، إضافة الى الاحتضان الدولي للإدارة السورية الجديدة، والتمسك بوحدة سوريا، أو من خلال الدعم الموعود للبنان الذي لازال بحاجة لخطوات تتخذها الدولة اللبنانية بشكل سريع بعيدا عن بعض العوائق المتمسكة بالشعارات القديمة، مقابل اندفاع نتنياهو واستمراره في حربه الإجرامية. وبالتالي الآمال تبقى معقودة على فعالية الدور العربي الذي اصبح أكثر تأثيراً وقوة داخل الإدارة الأميركية وعلى المستوى الدولي لوقف الحرب على غزة".

في هذا السياق نقل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان الدكتور سامي أبي المنى عن الرئيس جوزف عون في موضوع السلاح قوله، أننا قادرون بالحوار على تحقيق ذلك، والشعار الذي رفعه الرئيس معبر ودقيق وواضح. القرار اتخذ، والتطبيق يحتاج إلى حوار، والحوار يعني ان هناك خطوات لا بد من القيام بها". وقال "إننا في مسيرة نهوض وإصلاح وإنقاذ للبنان، "ونحن قادرون معا على ذلك برعاية رئيس الجمهورية وجهد الحكومة ومواكبة مجلس النواب ومباركة ومواكبة الرؤساء الروحيين".  ولفت ابي المنى إلى أنه لمس في قرارات الحكومة أن هناك سلسلة من الإصلاحات قد بدأت، متمنياً أن يتحول الدعم العربي الى دعم عملي يساعد في سد الفجوة المالية الموجودة.

الجلسة النيابية

في الوجه الآخر من الأزمة التي تبرز حجم الإنقسام الداخلي، فقد اعيدت اقتراحات القوانين الى اللجان النيابية، وتم تعليق إقرار قانون إعفاء المتضررين من الرسوم، إثر اقتراح رئيس مجلس النواب نبيه برّي إعادة صياغته بشكل متكامل خلال الشهر المقبل. ذلك أنه وعند مناقشة المادة 70 وهي تهدف إلى منح الأشخاص الطبيعيين والمعنويين والأماكن السكنية المتضررين بشكل مادي مباشر نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان إعفاءات من بعض الضرائب والرسوم وإعفاء ورثة الشهداء اللبنانيين الذين استشهدوا أو يستشهدون نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية". وشهدت الجلسة سجالا عنيفا حيث اعترض نواب "الجمهورية القوية" على اقتراح القانون على قاعدة أن المتضررين هم كثر ومنهم قطاع السياحة وأصحاب المطاعم والفنادق، فلماذا التعويض فقط لكل من تضرر على القرى الحدودية؟ وسقطت صفة العجلة عن اقتراحات قوانين عدة. 

شغب في رومية

وبالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس النواب، شهد سجن رومية المركزي أعمال شغب قام بها "السجناء الاسلاميون"، للمطالبة بإقرار قانون العفو المدروس وتخفيض السنة السجنيّة، في حين اعتصم أهالي السجناء في ساحة النجمة.

مع اقتراب موعد الجولة الثالثة للانتخابات البلدية والاختيارية، حيث تسود مساء اليوم مرحلة الصمت الإنتخابي تتجه الأنظار إلى العاصمة بيروت حيث القلق من أن تتكرر تجربة انتخابات طرابلس بعدم احترام الأعراف المتبعة ما يضاعف حجم الإنقسام الداخلي ويزيد التوتر الداخلي.

 

 

 

 

 

"البناء":

وجّهت منظمات أمميّة دعوة عاجلة لقوى الرأي العام للتحرك الفوري لمنع وقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة، مشيرة إلى أن مؤشرات المجاعة تتصاعد بقوة وسرعة نحو حصد المزيد من أرواح الضحايا، خصوصاً بين الأطفال والمرضى، بسبب نفاد الغذاء والدواء، وقالت المنظمات الأممية إن العدّ التنازلي لبقاء سكان القطاع على قيد الحياة قد بدأ، وإنه ما لم تتخذ إجراءات فورية لوقف إطلاق النار وفتح المعابر وتمكين المنظمات الأممية المختصة من الإشراف على إدارة المساعدات الإنسانية خصوصاً في مجالي الغذاء والصحة، فإن الكارثة مقبلة خلال ساعات وأيام قليلة.

جاء النداء الأممي مع نهاية الجولة الخليجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب التي رافقتها الآمال بإمكانية التوصل إلى إحداث اختراق سياسي ينتهي بإعلان وقف الحرب، وفي ما حصد الرئيس الأميركي ثلاثة تريليونات وستمئة مليار دولار، فشل القادة العرب في توظيف هذا الدعم للحصول على ضغط أميركي فعّال على بنيامين نتنياهو للقبول بعقد صفقة تنهي الحرب، وسط قناعة عربية عالمية بأن قرار وقف الحرب بيد الرئيس الأميركي، الذي يموّل ويسلّح «إسرائيل» ويحميها في مجلس الأمن الدولي من أي مساءلة، ويمنع أي ملاحقة للمحاكم الدولية بحق قادتها.

بالتوازي، استضافت إسطنبول الوفود الروسية والأوكرانية لبدء مفاوضات مباشرة لوقف الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات وثلاثة شهور، وقد رافق وصول الوفود تجاذب سياسي انعكس إعلامياً بمناخ من التوتر، بصورة طرحت تساؤلات حول إمكانية نجاح انعقاد جولات تفاوض حقيقيّة، وقد شكك الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، الذي وصل الى تركيا، بجدّية روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين بالسير بالحل التفاوضي، ساخراً من الوفد الروسي، معتبراً أن اختيار الوفد رسالة كافية لاكتشاف عدم جدّية روسيا بالسير بخيار التفاوض، وعلامة على نوايا روسية بمواصلة الحرب، وصدرت مواقف ألمانية وبريطانية مساندة لمواقف زيلينسكي مهددة بمزيد من العقوبات على روسيا. وقد شهدت اسطنبول مساعي أميركية وتركية للتوسط مع الوفدين المفاوضين لضمان عدم سقوط خيار التفاوض، في حال الفشل بعقد جلسات التفاوض المقرّرة.

برز مجدداً على الساحة اللبنانية اهتمام ملحوظ من قبل الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية بالوضع الداخلي، مصادر سياسيّة متابعة تشير إلى أن كلا البلدين يريدان من لبنان أن يلتزم باستعادة الدولة قرارها السيادي والأمني.

وفي السياق تشير مصادر سياسية الى أن العواصم المؤثرة لم تعد تنظر إلى الإصلاح الاقتصادي والإداري بوصفه المدخل الوحيد للدعم، بل باتت تعتبر إزالة ازدواجية السلطة السياسية والعسكرية في لبنان شرطاً مسبقاً لأي مساعدة. فالمعادلة باتت واضحة: لا دعم حقيقيّ ما دامت الدولة عاجزة عن فرض هيبتها وحصريّة قراراتها السيادية. وتؤكد المصادر أن هذه الفرصة، وإن كانت محفوفة بالتحديات، إلا أنها تشكّل منعطفًا تاريخيًا لا يُستحب تفويته. وأي تلكؤ في حسم ملف السلاح خارج الشرعيّة، سواء بدافع الحذر من الانقسام الداخلي أو لحسابات خارجية، سيكون بمثابة رهان خاسر على استقرار وهميّ. وتختم بالقول إن من يساهم في عرقلة هذا المسار الإصلاحي العميق، يتحمّل تبعات جسيمة.

إلى ذلك أفادت وزارة الخزانة الأميركية على موقعها الإلكترونيّ بأن الولايات المتحدة فرضت عقوبات جديدة على «حزب الله» المتحالف مع إيران.

في وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية فرض عقوبات على شبكة لبنانية تعمل على التهرّب من العقوبات لدعم الفريق المالي لـ»حزب الله»، الذي يشرف على مشاريع تجارية وشبكات تهريب نفط تدر عائدات ماليّة للتنظيم.

وأوضحت المتحدّثة باسم الوزارة تامي بروس، في بيان أن «مثل هذه الشبكات تساهم في تعزيز نفوذ إيران وحزب الله، ما يقوّض استقرار لبنان».

وشملت العقوبات خمسة أفراد وثلاث شركات مرتبطة، من بينهم أفراد من عائلات شخصيّات بارزة في الحزب.

ووفق مكتب مراقبة الأصول الأجنبيّة (أوفاك)، التابع لوزارة الخزانة الأميركيّة، فإنّ هؤلاء الأفراد «مقيمون في لبنان وإيران، ويعملون عن كثب مع قيادة «حزب الله» لإرسال الأموال من متبرّعين في الخارج، وهي تبرّعات تُشكّل قسمًا مهمًّا من موازنة الحزب. وإلى جانب إدارة التمويل داخل لبنان، يتولّى أحد هؤلاء الأفراد الإشراف على الأنشطة الماليّة لجماعات متحالفة مع «حزب الله» حول العالم».

وقال نائب وزير الخزانة مايكل فولكندر: هذه الخطوة تحافظ على الضغط المفروض على تمويل «حزب الله»، بينما يحاول إعادة تنظيم صفوفه بعد الصراع مع «إسرائيل» في تشرين الأوّل – تشرين الثاني 2024، وتأتي استكمالًا لإجراءات حديثة استهدفت شبكات تمويل غير مشروع للحزب شاركت في بيع النفط وأنشطة تجاريّة أخرى.

أكدت نائبة المبعوث الأميركيّ إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس «أننا سنحرص على ملاحقة ما أسمتهم وكلاء الإرهاب في كافة أنحاء الشرق الأوسط وقد عملنا بشكل وثيق مع وزارة الخارجية، وفعلنا ذلك مع وزارة الخزانة للعثور على أشخاص يسهّلون التمويل غير المشروع لحزب الله وتعيينهم وتسميتهم وفضحهم. وهذا ما نفعله اليوم».

أضافت أورتاغوس في حديث للـ LBCI»»: على مدى السنوات الـ20 الماضية أدخل حزب الله لبنان في حرب مع «إسرائيل» مرتين. وفي كل مرّة يتدخل فيها الحزب كل ما يفعله هو تدمير الجنوب بسلاحه، وقد أقحم الجنوبيين في حرب لا يريدون أن يكونوا فيها كما أنه يجر لبنان إلى الحرب من جديد».

أضافت: «عليكم أن تتوقعوا فرض المزيد من العقوبات على أي شخص يساعد حزب الله في الحصول على تمويل غير مشروع».

وأكدت: «أننا نريد أن تكون لدينا رؤية اقتصادية جديدة مع قيادة لبنان وأن نعمل معاً لبناء لبنان جديد ومزدهر ولا يمكن القيام بذلك ما لم تكن الدولة والقوات المسلّحة تسيطران على السلاح وتدافعان عن نفسهما».

وشددت على «أننا سنعمل بشكل وثيق مع السعودية والإمارات وقطر في كل خطوة للتأكد من أننا سنصل إلى النتيجة الصحيحة. وكانت تلك الدول والولايات المتحدة واضحة مع لبنان بأن الطريق إلى السلام والازدهار واضح وهو عبر نزع سلاح الحزب ليس فقط جنوب الليطاني بل من البلد كله».

وتابعت أورتاغوس: «أحاول المجيء إلى لبنان بشكل متكرّر على الأقل كل 6 أو 8 أسابيع وأتمنى أن أكون في لبنان قريبًا وأعتقد أن العالم كله يريد أن يكون في بيروت في الصيف».

واعتبرت أنه يمكن للبنان أن يتعلم درسًا من الشرع وكيف عمل مع السعودية للتحدّث مع الرئيس ترامب وفريقنا حول فوائد رفع العقوبات، وخاصةً تلك المتعلقة بقانون قيصر من أجل السماح بالاستثمار.

وجدّد رئيس الحكومة نواف سلام الدعوة إلى «تطبيق ما لم يطبق بعد من بنود اتفاق الطائف، وإلى تصحيح ما طُبّق منه خلافاً لروحه أو نصه، وإلى سدّ ثغراته التي ظهرت بالتجربة، بل إلى تطويره وفق ما قد تُمليه متغيرات الأيام. والحقيقة أن الإصلاح كلّ متكامل، فأبعاده المؤسسيّة لن تعطي مفاعيلها كاملة ما لم تنجح الدولة أيضاً في بسط سلطتها على كامل أراضيها بقواها الذاتية، كما نصّ عليه اتفاق الطائف. فمشروعنا هو بناء دولة حديثة، قوية وعادلة، دولة قانون ومؤسسات، دولة تعامل كل مواطنيها على قاعدة المساواة في الحقوق والواجبات، دولة قادرة على الدفاع عن أرضها وحماية شعبها».

هذا وتتواصل الاستهدافات الإسرائيليّة للبلدات والقرى الجنوبية بمعدّلٍ شبه يومي. ونفذت مسيّرة إسرائيليّة غارة بصاروخ موجّه مستهدفة جرافة قرب معمل حمدان في منطقة السهل بين بلدتي يحمر الشقيف وأرنون. ليعلن مركز عمليات طوارئ الصحّة العامّة التابع لوزارة الصحّة العامّة في بيان أن الغارة أدّت إلى سقوط شهيد. وفي كفركلا، استهدفت محلقة إسرائيليّة منزلاً في البلدة،. وكذلك قام الجيش الإسرائيليّ بإلقاء قنبلة صوتيّة بالقرب من مدرسة الضهيرة.

وفجرًا، استهدف الجيش الإسرائيليّ غرفة جاهزة في بلدة العديسة. وذلك بعدما أغارت مروحية «آباتشي» إسرائيليّة، ثلاث مرات متتالية في ظرف نصف ساعة تقريبًا، على بلدة حولا، مستهدفةً بصاروخ بيتًا جاهزًا لجمعية «وتعاونوا».

أقرّ مجلس النواب في جلسته التشريعية اقتراح القانون المعجل المكرر الوحيد، والمقدم من النائبين هاكوب ترزيان وأديب عبد المسيح بعد دمجهما سوياً، ويتعلق بتجريم إطلاق عيارات نارية في الهواء مع مضاعفة العقوبة على مطلق النار، وذلك بعد تبني التعديل الذي اقترحه النائب أشرف بيضون.

وأرجئ، بعد نقاش طويل، أو بعد إقراره في الجلسة التشريعية لمدة شهر، اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى منح الأشخاص الطبيعيين والمعنويين والأماكن السكنية المتضررة بشكل مادي مباشر نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان اعتباراً من 8/10/2023 إعفاءات من بعض الضرائب والرسوم، وإعفاء ورثة الشهداء اللبنانيين الذين استشهدوا أو يستشهدون جراء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، المقدم من النواب: حسن فضل الله، إبراهيم الموسوي، حسن عز الدين، علي حسن خليل، جهاد الصمد، وإلياس جراده بتاريخ 1/7/2024.

وبعد النقاش، أُرجئ الاقتراح لمدة شهر إلى حين دراسة مشروع القانون المقدم من الحكومة بهذا الخصوص مع تجميد الفواتير المتعلقة بالمياه والكهرباء والاتصالات.

وسقطت صفة الاستعجال عن اقتراحات القوانين المعجلة المكررة المدرجة على جدول الأعمال وأحيلت بعد سقوط صفة الاستعجال الى اللجان النيابية المختصة لدرسها.

 

 

 

 

"الشرق":

على وقع مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، التي استعجلت لبنان حصر السلاح بيد القوى الشرعية، وأشارت بوضوح الى أن هذا الاجراء ضروري لفوز الدولة اللبنانية بالدعم الذي هي بأمسّ الحاجة اليها، تكثر الاسئلة حول كيفية تعاطي أهل الحكم مع ملف سلاح حزب الله خصوصا، ومع المستجدات الاقليمية والدولية المتسارعة، عموما، لعدم تفويت الفرصة “الذهبية” هذه، على اللبنانيين، وقد سمعوا جيدا ترامب، الذي انتقل اليوم من الدوحة الى أبو ظبي في آخر محطات جولته الخليجية، يقول إن لبنان أمام “فرصة تأتي مرة في العمر”.

اورتاغوس والشرع

وفي السياق، أكدت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس أننا سنحرص على ملاحقة وكلاء الإرهاب في كافة أنحاء الشرق الأوسط وقد عملنا بشكل وثيق مع وزارة الخارجية وفعلنا ذلك مع وزارة الخزانة للعثور على أشخاص يسهلون التمويل غير المشروع لحزب الله وتعيينهم وتسميتهم وفضحهم وهذا ما نفعله اليوم.

أضافت أورتاغوس في حديث للـLBCI: “على مدى السنوات الـ20 الماضية أدخل حزب الله لبنان في حرب مع إسرائيل مرتين وفي كل مرة يتدخل فيها الحزب كل ما يفعله هو تدمير الجنوب بسلاحه وقد أقحم الجنوبيين في حرب لا يريدون أن يكونوا فيها كما أنه يجر لبنان إلى الحرب من جديد”.

أضافت: “عليكم أن تتوقعوا فرض المزيد من العقوبات على أي شخص يساعد حزب الله في الحصول على تمويل غير مشروع”.

وأكدت أننا نريد أن تكون لدينا رؤية اقتصادية جديدة مع قيادة لبنان وأن نعمل معاً لبناء لبنان جديد ومزدهر ولا يمكن القيام بذلك ما لم تكن الدولة والقوات المسلحة تسيطر على السلاح وتدافع عن نفسها”.

وشددت على أننا سنعمل بشكل وثيق مع السعودية والإمارات وقطر في كل خطوة للتأكد من أننا سنصل إلى النتيجة الصحيحة وكانت تلك الدول والولايات المتحدة واضحة مع لبنان بأن الطريق إلى السلام والإزدهار واضح وهو عبر نزع سلاح الحزب ليس فقط جنوب الليطاني بل من البلد كله.

وتابعت أورتاغوس: “أحاول المجيء إلى لبنان بشكل متكرّر على الأقل كل 6 أو 8 أسابيع وأتمنى أن أكون في لبنان قريبًا وأعتقد أن العالم كله يريد أن يكون في بيروت في الصيف”.

واعتبرت أنه يمكن للبنان أن يتعلم درسًا من الشرع وكيف عمل مع السعودية للتحدث مع الرئيس ترامب وفريقنا حول فوائد رفع العقوبات وخاصةً تلك المتعلقة بقانون قيصر من أجل السماح بالإستثمار.

اقرار قانون واحد

في الحركة السياسية المحلية، عقد مجلس النواب جلسة تشريعية، لدرس واقرار اقتراحات القوانين المعجلة المكررة المدرجة على جدول أعمال الذي يضم 83 اقتراحا. غير ان الجلسة اقرت فقط اقتراح قانون واحدا، هو اقتراح القانون المعجّـل المكرر الرامي إلى تعديل القانون رقم 71 تاريخ 27/10/2016 (تجريم إطلاق عيارات نارية في الهواء) بعد تبني التعديل الذي اقترحه النائب أشرف بيضون بمضاعفة العقوبة على مطلق النار.

سجال عنيف

فقد اعيدت الاقتراحات الاخرى الى اللجان، وتم تعليق إقرار قانون إعفاء المتضررين من الرسوم، إثر اقتراح رئيس مجلس النواب نبيه برّي إعادة صياغته بشكل متكامل خلال الشهر المقبل. ذلك انه وعند مناقشة المادة 70 وهي تهدف “إلى منح الأشخاص الطبيعيين والمعنويين والأماكن السكنية المتضررين بشكل مادي مباشر نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان إعتبارا” من 8/10/2023 إعفاءات من بعض الضرائب والرسوم، وإعفاء ورثة الشهداء اللبنانيين الذين استشهدوا أو يستشهدون نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية”، شهدت الجلسة سجالا عنيفا حيث إعترض نواب “الجمهورية القوية” على اقتراح القانون على قاعدة أن المتضررين هم كثر ومنهم قطاع السياحة وأصحاب المطاعم والفنادق، فلماذا التعويض فقط لكل من تضرر على القرى الحدودية؟ وسقطت صفة العجلة عن اقتراحات قوانين عدة.

لمشروع متكامل

وبعد رفع الجلسة عند الواحدة من بعد الظهر، قال رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان “لا نزال ننتظر إحالة الحكومة مشروع قانون استقلالية القضاء”. ولفت الى انه “ليست مسؤولية المجلس النيابي أن يعلق المهل وعلى الحكومة أن تصدر قرارا لتعليق دفع الضرائب والرسوم في المناطق المتضررة من الحرب”، مؤكدا ان “هناك انقساما حول الحرب ومن بدأها واليوم. نحن هنا لنشرع لكل اللبنانيين من دون الدخول في مزايدات”. ولفت الى انه “على الحكومة أن تأتي بمشروع متكامل لإعادة الإعمار”، وقال ” وهذا المسار لا يتقدّم نظرا لأن بعض الدول ربطته بموضوع السلاح”.

غارات

وفيما كانت التعويضات عن المتضررين تُناقش، كانت الغارات الاسرائيلية مستمرة. فقد نفذت مسيّرة اسرائيلية غارة بصاروخ موجه مستهدفة جرافة قرب معمل حمدان في منطقة السهل بين بلدتي يحمر الشقيف وارنون وافيد عن سقوط شهيد، وفق الصحة. والقت مسيرة اسرائيلية قنبلة صوتية على منزل في كفركلا. والقت اخرى قنبلة صوتية فوق مدرسة الضهيرة المدمرة في القطاع الغربي. واستهدف الجيش الاسرائيلي فجرا، غرفة جاهزة في بلدة العديسة. وأغارت مروحية آباتشي معادية، ثلاث مرات متتالية في ظرف نصف ساعة تقريباً، على بلدة حولا بعد منتصف الليل، مستهدفة بصاروخ بيتًا جاهزًا لجمعية “وتعاونوا”.

شغب

وبالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس النواب، شهد سجن رومية المركزي أعمال شغب قام بها “السجناء الاسلاميون”، للمطالبة بإقرار قانون العفو المدروس وتخفيض السنة السجنيّة، في حين اعتصم اهالي السجناء في ساحة النجمة.

 

 

 

 

"الشرق الأوسط":

أقر البرلمان اللبناني اقتراح قانون يقضي بمضاعفة العقوبة على مطلق النار بشكل عشوائي، بينما تم إرجاء 82 اقتراح قانون كانت مدرجة على جدول الأعمال، ومنها الاقتراح المتعلق بإعفاء المتضررين من الحرب الإسرائيلية الأخيرة من الرسوم.

وعقد مجلس النواب جلسة الخميس برئاسة رئيسه نبيه بري وحضور رئيس الحكومة نواف سلام والوزراء والنواب لمناقشة اقتراحات القوانين المعجلة المكررة وعددها 83 مدرجة على جدول الأعمال.

وانتهت الجلسة بإقرار قانون واحد يتعلق بتجريم إطلاق عيارات نارية في الهواء مع مضاعفة العقوبة على مطلق النار، وهو ما لاقى ردود فعل إيجابية، لا سيما مع تفاقم هذه الظاهرة في لبنان في الفترة الأخيرة، ما أدى إلى سقوط ضحايا.

وكان القانون المتعلق بإطلاق النار العشوائي ينص على الحبس بين 3 أشهر و3 سنوات، فيما بات اليوم ينص على السجن بين 6 أشهر و6 سنوات.

وآخر ضحايا إطلاق النار كان يوم الأحد الماضي في انتخابات طرابلس، شمال لبنان، حيث قتل شاب نتيجة إطلاق الرصاص العشوائي الذي أدى أيضاً إلى إصابة عدد من الأشخاص بينهم مراسلة قناة «إل بي سي» ندى أندراووس.

وفي هذا الإطار، كتب وزير الإعلام بول مرقص عبر منصة «إكس» مرحباً بإقرار مجلس النواب مضاعفة عقوبة إطلاق النار في الهواء، وقال: «هذا رادع إضافي، وخطوة على طريق منع مثل هذه الممارسات، ومحاسبة مرتكبيها».

نقاش وخلافات

وبعد نقاش طويل، أرجئ اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى «منح الأشخاص الطبيعيين والمعنويين والأماكن السكنية المتضررين بشكل مادي مباشر نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان اعتباراً من 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إعفاءات من بعض الضرائب والرسوم، وإعفاء ورثة الشهداء اللبنانيين الذين استشهدوا، أو يستشهدون جراء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية»، المقدم من نواب «حزب الله» حسن فضل الله، وإبراهيم الموسوي، وحسن عز الدين، والنائب في حركة «أمل» علي حسن خليل، والنائبين جهاد الصمد، وإلياس جرادي.

ووقع سجال بين عدد من النواب في الجلسة عند البحث في الاقتراح المدرج بصفة أنه بند رقم 70 والمقدم من نواب «حزب الله» وحلفائه، ما أدى إلى إرجائه لمدة شهر بعد درس مشروع القانون المقدم من الحكومة بهذا الخصوص، مع تجميد الفواتير المتعلقة بالمياه، والكهرباء، والاتصالات.

هرج ومرج

وبعدما ساد الجلسة هرج ومرج على خلفية الاختلاف في وجهات النظر بين النواب حول هذا القانون، طرحه رئيس البرلمان على التصويت، وهو ما استدعى رفضاً من قبل عدد من النواب، حيث سجّلت مشادة كلامية حادة بين النائبين قبلان قبلان وبولا يعقوبيان، إثر اعتراض الأخيرة، ليرد بعدها قبلان متّهماً إياها بـ«الحرص على مصالح ومشاعر إسرائيل أكثر من الإسرائيلي نفسه»، فما كانت من يعقوبيان إلا بالرد عليه قائلة: «ورّطونا بالحرب».

كذلك اعترض نواب حزب «القوات اللبنانية» على اقتراح القانون، معتبرين أن المتضررين لا يقتصرون على من هم في الجنوب والقرى التي تعرضت بشكل مباشر للأضرار، إنما أيضاً هناك متضررون في قطاع السياحة، وأصحاب المطاعم والفنادق، وغيرهم.

وتدخل وزير المالية ياسين جابر فأكد «أن هناك مشروع قانون مشابهاً أقرته الحكومة، ويمكن إقرار الاقتراح اليوم كما صدر عن الحكومة، ليعود بعدها رئيس البرلمان ويعلن تأجيل إقراره إلى حين البحث في المشروع المقدم من الحكومة.

تضرر 222 ألف وحدة سكنية

وقدّرت المؤسسات اللبنانية المكلفة إحصاء أضرار الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان عدد الوحدات السكنية المتضررة بشكل جزئي أو كلي أو أضرار جسيمة بـ222 ألف وحدة سكنية.

وكان رئيس مجلس الجنوب، هاشم حيدر، قد أعلن أن عدد الوحدات السكنية المهدمة بلغ 37500 وحدة، في حين بلغ عدد الوحدات المتضررة أضراراً جسيمة 55 ألف وحدة، أما عدد الوحدات السكنية المتضررة فبلغ 130 ألف وحدة. وقدَّر وزير الثقافة غسان سلامة في تصريح أخيراً حجم الدمار بمبلغ يتراوح بين 12 و14 مليار دولار، وهو رقم يلتقي مع تقديرات البنك الدولي التي تدور حول رقم 14 مليار دولار.

 

 

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية