الرفاعي: لا يجوز بث الفتن وتحريك العصبيات وشراء الذمم
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
May 16 25|11:57AM :نشر بتاريخ
لفت مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي في خطبة الجمعة ألى أن "الانتخابات البلدية والاختيارية محطة تنافس شريف، ينبغي أن تكون وسيلة للبناء لا للهدم، وللخدمة لا للتفرقة. لا يجوز بث الفتن ولا تحريك العصبيات، ولا شراء الذمم. هي أمانة تُؤدى لا فرصة تُستغل، ومن يُخالف ذلك فهو خائن لبلدته ودينه".
وأكد أن "المنصب البلدي تكليف أمام الله، لا وجاهة ولا فخر. يتطلّب صدقًا وأمانة وتواضعًا وحسن خلق. من لا يصلح لخدمة الناس لا يستحق أن يُنتخب، ومن خان الأمانة حُوسب في الدنيا والآخرة".
وتابع: "الفائز عليه أن يدرك أن فوزه عبء ومسؤولية، لا مناسبة للزهو. ومن لم يفز فله أجر النية والعمل إن أخلص. يجب أن يجتمع الطرفان على حب البلد وخدمة الناس، فالمعركة انتهت، والعمل يبدأ. حين تنتهي الانتخابات، يبقى الجار جارًا، والصديق صديقًا. ننسى الخصومات، ونتعاون على الخير. من فاز يمد يده لمن لم يُوفق، ومن لم يفز يُهنئ ويبارك، فكلّنا في مركب واحد، والتعاون خير من التناحر".
وأضاف: "المسلم مسؤول عن كل كلمة يقولها أو ينشرها، والكلمة قد تَقتل معنويًا، أو تَشعل فتنة. الغيبة والنميمة والإفك لا يجوز تبريرها في موسم الانتخابات، فالدين فوق السياسة، والخلق فوق المصلحة".
ودعا إلى إحياء "روح الأخوّة بعد التنافس، نعيد للناس صورة المجتمع السليم. نُهَنّئ ونَزور، نُبارك ونُقدّر، نُعلي قيم الوفاق بدل الفُرقة، ونعمل معًا على نهضة بلداتنا وقُرانا".
ورأى أن "التنافس لا يكون على أساس مذهبي أو طائفي، بل على أساس الكفاءة والخدمة والصدق. الانتماء لا يُلغي الأخلاق، والحماسة لا تبرر الخطأ. فلنُبعد النار عن بيوتنا، ولنحفظ وحدتنا الداخلية".
وأردف "أنا مع عائلتي ما دامت على الحق. وإن أخطأت، نصحتُها برفق، فإن أصرّت على الخطأ دعوتُ لها بالهداية. ولا أنصرها إلا في الحق، فالدين لا يُجامِل، والحب لا يُبرّر الباطل. سأبقى وفيًا لها، صادقًا معها، إلا في باطلها".
وقال: "لا يجوز التعبير عن الفرح بإطلاق النار، فذلك فعل خاطئ فيه خطر على الناس ومخالفة للشرع والقانون. الرصاصة قد تقتل نفسًا بريئة، والفرح الحقيقي لا يكون بإيذاء الآخرين. لنُحيي والاحتفالات التي تُدخل السرور دون أذى أو استفزاز، احترامًا للجيران، وحفاظًا على سلامة مجتمعنا".
وأضاف: "غزة تنهض من تحت الركام، تقاوم بأرواح شهدائها، وتخرج من أنفاق الحصار بعزيمة لا تلين. لا تركع إلا لله، ولا تخضع للغزاة، تردّ على القصف بثأر، وتُسقط هيبة الكيان الصهيوني. تؤمن أن النصر وعدٌ من الله".
وشدد على أن "واجب الأمة اليوم أن تُسند غزة، بالمال والدعاء والكلمة والموقف. أن تشعر غزة أن لها أمة لا تنساها، وأنها ليست وحدها في الميدان".
واعتبر أن "ما جرى بين باكستان والهند لم يكن وليد اللحظة، بل من صُنع الموساد وأعداء الإسلام، لتحريك نار جديدة في شرق العالم الإسلامي. ووقوف الكيان مع الهند في عدوانها فضح حقدهم المشترك، وأظهر حقيقة المشروع اليهودي الذي يريد تفتيت الأمة لصالح دولته الكبرى".
ورأى أن "الرد الباكستاني كان حاسمًا ومدويًا، أسقط طائرات وصواريخ، ودمّر قواعد عسكرية، حتى أجبر الغرب على التوسّط. فلو اعتمدت باكستان على الشجب والاستنكار، لتحولت إسلام آباد إلى رماد. إنّما الأمم تُهاب بالقوة، ويُحترم أصحاب العزة لا أصحاب التوسّل".
وتابع: "لا يُردع الكيان عن عدوانه، ولا تُمنع الاغتيالات ولا تُحمى القرى، إلا بردّ حازم وقوة تحمي الأرض والعِرض. فمنطق الضعف يُغري المعتدي، أما الموقف الصلب فهو الرادع الوحيد لآلة الإجرام".
وختم الرفاعي: "المنطقة تمرّ بمتغيّرات كثيرة، وتحالفات تتبدل، ومواقف تعاد صياغتها. نرجو أن يكون في هذه التحوّلات خير يُرتجى، وأن تنعكس إيجابًا على غزة الجريحة، ولبنان المنهك، وسائر بلاد العرب والمسلمين. نسأل الله أن يسلّم البلاد والعباد".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا