البابا لاوون الرابع عشر في قداس التنصيب: لنسِر نحو الله ونحب بعضنا البعض

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
May 18 25|14:52PM :نشر بتاريخ

ترأس قداسة البابا لاوون الرابع عشر صباح الأحد قداس تنصيبه في ساحة القديس بطرس، بحضور أكثر من مئة ألف حاج، وعدد من قادة العالم، وممثلي الطوائف المسيحية والأديان الأخرى، في انطلاقة رسمية لخدمته البطرسية.

شارك في الاحتفال وفود دينية من الديانات اليهودية والإسلامية والهندوسية والبوذية والسيخية والزرادشتية والجاينية، في مشهد عكس روح الانفتاح والحوار الذي يسعى إليه البابا الجديد.

"قلب ممتلئ بالامتنان"

في بداية عظته، عبّر البابا لاوون عن امتنانه العميق للدعم الروحي والفرح الذي أحاطه منذ انتخابه، مشيرًا إلى اللحظات المؤثرة التي أعقبت وفاة البابا فرنسيس.

وقال: "شعرنا وكأننا خراف بلا راعٍ، لكننا تذكّرنا، بإيمان ورجاء، أن الرب لا يترك شعبه أبدًا"، مذكّرًا بالبركة الأخيرة التي منحها البابا فرنسيس في أحد القيامة.

وتابع مشيدًا بالروح التي سادت مجمع الكرادلة أثناء انتخاب البابا الجديد، واصفًا عمل الروح القدس بأنه "جمعنا كآلات موسيقية تعزف بانسجامٍ لحنًا واحدًا".

دعوة إلى المحبة والوحدة

وأكد البابا لاوون الرابع عشر أن اختياره للكرسي الرسولي جاء "دون أي استحقاق شخصي"، معترفًا بمسؤوليته كـ"خادم لإيمانكم وفرحكم"، وداعيًا إلى السير معًا في درب محبة الله، كعائلة واحدة موحّدة.

وأشار إلى أن رسالة بطرس، كما أوكلها له المسيح، تقوم على ركيزتين: المحبة والوحدة. واستشهد بإنجيل الأحد حيث دعا يسوع تلاميذه ليكونوا "صيادي بشر"، وينقلوا رجاء الإنجيل إلى كل الشعوب.

المحبة الباذلة للنفس جوهر الخدمة البطرسية

وتابع البابا موضحًا أن بطرس قَبِل دعوة المسيح رغم ضعفه وإنكاره، لأن محبة الله غير المشروطة أعادته إلى رسالته. وقال: "الخدمة البطرسية تتميّز بمحبة باذلة للنفس، فالسلطة الحقيقية للكنيسة تنبع من محبة المسيح، لا من الهيمنة أو الدعاية، بل من المحبة كما أحبّ يسوع".

كنيسة علامة وحدة وفرح في عالم مجروح

في خضم عالم يعاني من الانقسامات والعنف والكراهية والاستغلال الاقتصادي، عبّر البابا عن رغبته في أن تكون الكنيسة "خميرة وحدة وشَرَكة وأخوّة في العالم"، موجهًا نداءً للعالم قائلاً: "انظروا إلى المسيح! اقتربوا منه! اقبلوا كلمته وعيشوا كعائلة واحدة في المسيح الواحد".

وأضاف: "دعونا نسير معًا، مسيحيين من كل الكنائس، ومؤمنين من مختلف الديانات، بل وكل إنسان صاحب إرادة طيبة، لبناء عالم جديد يسوده السلام".

وأكد أن الكنيسة مدعوة لأن تكون منفتحة ومرسلة، لا منغلقة على ذاتها أو متعالية، بل تكرز بمحبة الله التي توحّد دون أن تُمحي الاختلافات، وتثمّن التاريخ الشخصي والثقافات المتنوعة.

"الآن هو زمن المحبة"

وختم البابا لاوون الرابع عشر عظته بدعوة جميع المسيحيين إلى أن يتنيروا بالروح القدس ليبنوا كنيسة "مؤسَّسة على محبة الله، علامة للوحدة، مرسَلة، فاتحة ذراعيها للعالم، تنادي بكلمته، وتسمح للتاريخ أن يُقلقها، وتصبح خميرة انسجام للبشرية".

وختم قائلاً: "معًا، كشعب واحد، كإخوة وأخوات، لنسِر نحو الله ونحب بعضنا البعض".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan