سلام خلال تكريم عباس: أكّد احترام السيادة اللبنانية ورفض تحويل المخيمات إلى أوراق ضغط

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
May 22 25|20:28PM :نشر بتاريخ

قال رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، خلال رعايته  احتفال منح "أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام" الرئيس الفلسطيني محمود عباس، جائزة "صناع السلام"، في مركز التدريب والمؤتمرات التابع لشركة طيران الشرق الأوسط، - الغدارة العامة: "كلما استعدت بالذاكرة صورة العزيز هاني فحص أراه، كما يقول محمود درويش، "كالماشي تحت المطر... في شتاء آخر". وفيما كان يمشي، لم يختصر الأيام في الاحداث القاسية، ولا في نزاعاتها على نحو يعيد اختراع الماضي ليجعل منه صراعا لا ينتهي ويحسب المواجهات الحاضرة استئنافا لعداوات قديمة. ولذلك، أحسن النظر الى اتصال لبنان بفلسطين، وقال إن فلسطين تجمعنا من أجل لبنان الذي لا نرى خرابه عمارا لفلسطين، فليس في انزال فلسطين في منزلة القلب من مجمل حياته أو مشاغله تفريط بهمومه اللبنانية او تنصل من انشغاله بنهوض لبنان وإعادة بناء دولته وإصلاحه، أكثر من ذلك، ذهب الى مصالحة واقعية ومبكرة بين اللبنانية والعروبة. وأدرك انها، رغم واقعيتها والحاجة اليها، ظلت هشة عند القوى السياسية وأخفقت في توحيد اللبنانيين حول مشروع الدولة وإعادة بناء وطن لا يكون مرمى لأحجار طائشة في لعبة أقدار، ولا ساحة مفتوحة وأرض منازلة وغلبة وإلغاء".

أضاف: "المصالحة الاخرى المبكرة عنده، اختصت بالتوفيق بين محبة الجماعة الطائفية والتعلق بالجماعة الوطنية، فلم يعاد هاني فحص طائفته أبدا، مثلما فعل بعض أصدقائه ورفاق نضاله مع طوائفهم، فلم يتدبروا أمرهم، ولا أمر لبنان معها، غير انه لم يُستغرق في الولاء لها، أو الانحياز الى مصالحها، الفعلية او المفترضة. ولم يقع في أسر عصبية تجعل منها كتلة متجانسة في وجه كتلة متجانسة أخرى وتدفع بها في طريق القوة وتوسلها. وكانت له ممانعة قوية ضد انتظام حزبي يقوم لا على اعتناقه القضايا الكبيرة، وعلى التضامن الحر والاختيار الحر، بل يتطلب اذعانا لم يجد نفسه في معظم الاحوال مستعدا له أو راضيا به".

وتابع: "استعان هاني فحص على الانتظام واطمئنانه الخادع بالسعي الى الحوار، والحوار عنده ليس زينة ولا زيا، ولا مجرد تخاطب، يتقابل فيه الكلام ازاء الكلام أو ضده. وفي طريق الحوار، سلك نحو تحقيق السلام بين اللبنانيين والفلسطينيين والى شفاء ذاكرتيهما الجريحتين، مدركا ان أي حوار جدير بهذا الاسم، ومن غير نقد ذاتي، يظل عقيما، فمارس صاحبنا الحوار والنقد الذاتي الذي اوصلنا الى "اعلان فلسطين في لبنان" فشق بجرأة قل نظيرها طريق المصالحة الحق. والمصالحة المستكملة تبقى في اول تطلعاتنا، فيما نجتمع حول الرئيس محمود عباس الذي ما انفكّ يصنع السلام اللبناني الفلسطيني ويحرص على صونه".

وأردف: "يتمتع الرئيس محمود عباس برؤية سياسية متزنة، تستند إلى إدراك عميق لطبيعة التوازنات الدولية والإقليمية والعربية المؤثرة في إدارة الملف الفلسطيني. وقد جسد، من خلال مواقفه وممارساته، التحول من نهج الثورة إلى مفهوم الدولة، مؤمنا بأن الكفاح الوطني الفلسطيني لا بد أن ينتهي بحل سياسي شامل وعادل. وفي هذا السياق، رفض الرئيس عباس الدعوات إلى تسليح الانتفاضة، وتمسك بسلميتها، انطلاقا من قناعة راسخة بأن العودة إلى العنف من شأنها أن تبدد المكاسب السياسية التي تحققت على مدار سنوات النضال، وتضعف من الموقف الفلسطيني أمام المجتمع الدولي".

 

وقال: "منذ وقت مبكر، تبنى خيار السعي إلى إقامة كيان فلسطيني مستقل على أراضي عام 1967، واعتبر أن مرحلة الكفاح المسلح لا بد أن تقود الى مسار تفاوضي، يُفضي إلى تسوية سياسية قائمة على حل الدولتين. وقد قدّم نفسه باعتباره "محاربا من أجل السلام"، واضعا هدف إحراج المجتمع الدولي – لا سيما الغرب – أخلاقيا وتاريخيا أمام مسؤوليته تجاه إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين، رفض التدخلات الخارجية في الشأن السياسي الفلسطيني، حرصا على استقلالية القرار الوطني ورفضا لأي اصطفاف في سياق سياسات المحاور الإقليمية. وكذلك، رفض أي تدخل فلسطيني في الشؤون الداخلية للدول العربية، وخص بالذكر كلا من لبنان والكويت وسواهما، مؤكدا التزامه الكامل مبادئ السيادة وعدم التدخل. كما شدد على رفضه لأي وجود مسلح خارج إطار الشرعية، سواء في فلسطين أو في الدول الشقيقة، وعلى رأسها لبنان".

 

وختم: "في مسيرة الرئيس محمود عباس، يمكن أن نختلف في الرأي، لكن لا يمكن إنكار الثوابت التي التزم بها في أخطر المراحل. شارك في هندسة اتفاق أوسلو، وسعى لبناء مؤسسات دولة رغم الاحتلال، وواجه الضغوط الدولية والإقليمية حين رفض ما اطلق عليه تسمية صفقة القرن. وفي لبنان، فقد تبنى نهجا مسؤولا، أكد احترام السيادة اللبنانية، ورفض تحويل المخيمات إلى ساحات للصراع أو أوراق ضغط، ورفض عسكرة المخيمات خارج الشرعية الوطنية. لقد حرص على أن يكون الوجود الفلسطيني في لبنان عنصر استقرار لا عنصر توتير، وسعى الى تحصين مجتمع اللاجئين، لا توريطه في صراعات لا ناقة له فيها ولا جمل. إنها مواقف نسجلها ونقدرها، كما نفعل في هذه المناسبة، ونبني عليها لما فيه مصلحة الشعبين اللبناني والفلسطيني. والشكر الكبير طبعا لمؤسسة هاني فحص وكل القيمين عليها، وكل من حافظ عليها حية وفاعلة".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan