عون في مؤتمر مشترك مع السوداني: نحتاج إلى قيام نظام المصلحة العربية المشتركة
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Jun 01 25|13:59PM :نشر بتاريخ
شكر رئيس الجمهورية العماد جوزف عون للعراق "كلِ ما قدمه للبنان من هباتٍ وتقديماتٍ ومساعداتٍ في شتى المجالات".
وقال في مؤتمر مشترك مع رئيس الوزارء العراقي محمد شياع السوداني: سيادةَ رئيسِ مجلسِ وزراءِ جمهوريةِ العراق، الأخِ العزيز محمد شياع السوداني، الحضورُ الكريم،
منذ آلافِ السنين، شاءَ التاريخُ أن يجمعَ في مصادفاتِه المُعبِّرة، بين بلادِ ما بين النهرين وبلادِ الأرز فليسَ تفصيلاً أن يكونَ أولُ تنظيمٍ للحياةِ البشريةِ العامة في مجتمعٍ، قد وضعَه حمورابي هنا.
وأولُ مدرسةٍ في التاريخِ للحقوق، كانت في بيروت هذا لأننا كنا، وما زلنا معاً، مهجوسين بحقوقِ ناسِنا وانتظامِ حياتِهم، بما يحققُ خيرَهم الأسمى وأصرَّ التاريخُ، منذ تلك الألفيات البعيدة، على أن نترافقَ معاً.
واضاف: منذ بداياتِ دولِنا في عشريناتِ القرنِ الماضي وصولاً حتى يومِنا هذا ظلت بيروتُ عاشقةً للسيّاب والجواهري ونازك الملائكة، وكلِ عمالقةِ الأدبِ العراقي الحديث وظلت بغدادُ تُنشدُ "موطني موطني"، من نغماتِ المُبدعِ اللبناني محمد فليفل وظلّ يرافقُنا في تلك المراحلِ كلِها، تحدّيان اثنان: أولاً، كيف نكرّسُ مفهومَ "الهوية الوطنية"، داخلَ كلِ بلدٍ من بلدانِنا بما يحققُ التوافقَ والتوازنَ الداخليين ووحدةَ الدولة معاً، فتكونُ خصوصيةُ كلِ جماعةٍ من جماعاتِنا الوطنية التاريخية، محترمةً بالكامل ولا يكونُ أيُ انعزالٍ أو تطرّفٍ أو أفكارٍ هدّامةٍ ونصونُ الحرية ضمنَ التنوّعِ والتعدّد ونحفظَ سلمَنا الأهلي من دون الانتقاصِ من فاعليةِ الدولة. ثانياً، كيف نؤكدُ مبدأَ دولتِنا الوطنية السيدة، في محيطِنا وفي عالمِ اليوم بلا استعداءٍ لأحد ولا استتباعٍ لأحد فتكونَ كلُ دولةٍ من دولِنا، سيدةً حرةً مستقلةً فعلاً وتكونَ في الوقت نفسِه، جزءاً من إطارٍ إقليميٍ واسعٍ، للتعاونِ والتكاملِ والتبادلِ، حتى أقصى الحدود.
وتابع: السيد الرئيس، إسمحوا لي أن أقولَ بأنْ آنَ الأوانُ لتحقيقِ الأمرين في الأمرِ الأول، الحلُ لإشكاليةِ هويتِنا الوطنية داخلَ دولتِنا الناجزة، أستلهمُه حرفياً، من موقفٍ أصيلٍ عميقٍ، لسماحةِ المرجعِ الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني، في تشرينَ الثاني (نوفمبر) الماضي حين وضعَ خارطةَ طريقٍ بديهيةً للحل، إذ دعا "النخبَ الواعية، إلى أن يأخذوا العِبرَ من التجاربِ التي مرّوا بها ويعملوا بجدٍّ في سبيلِ تحقيقِ مستقبلٍ أفضلَ لبلدِهم ينعمُ فيه الجميعُ بالأمنِ والاستقرارِ والرُقيِ والازدهار وذلك عبرَ إعدادِ خططٍ عِلمية وعملية لإدارةِ البلداعتماداً على: مبدأِ الكفاءةِ والنزاهة في تَسَنُّمِ مواقعِ المسؤولية، ومنعِ التدخلاتِ الخارجية بمختلفِ وجوهِها وتحكيمِ سلطةِ القانون وحصرِ السلاحِ بيدِ الدولة ومكافحةِ الفسادِ على جميع المستويات". انتهى كلامُ سماحتِه ولا نزيدُ عليه حرفاً أما كيف نكونُ دولاً وطنية سيدة، في إطارِ تعاونٍ عربيٍ عصريٍ حديثٍ فهذا ما أعلنتُه سابقاً واسمحوا لي بأن أكررَه نحن بحاجةٍ ماسةٍ إلى قيامِ نظامِ المصلحة العربية المشتركة نظامٌ قائمٌ على تبادلِ المصالحِ المشتركة بين بلدانِنا وشعوبِنا وتنميتِها ومضاعفتِها، نظامٌ عربيٌ مُمأسسٌ ومُقَوْننٌ في إطارِ اتفاقياتٍ ثنائيةٍ ومشتركة بما يتبلورُ تدريجياً وبثبات، سوقاً عربيةً مشتركة تنظّمُ التعاونَ بين اقتصاداتِنا الوطنية كافة في انتقالِ الأشخاصِ والسلعِ والخدماتِ على أنواعها
وأردف: وكما قلتُ في القاهرة أكررُ من بغداد قد نبدأُ من مجالٍ واحدٍ، أو بين بلدين اثنين فقط ثم نتوسّع هكذا قامت اتحاداتُ المصالحِ الاقتصادية في عالمِنا المعاصر وقد آنَ الأوانُ لنا، لنحيا أحراراً كِراماً، في هذا العالم.
وتابع عون كلامه قائلاً: السيد الرئيس، بهذه الرؤية، نحققُ خيرَ شعوبِنا وبلدانِنا وبهذه الرؤية، نرى فلسطينَ دولةً مستقلة ضمن سلامٍ عادلٍ شاملٍ لمنطقتِنا وهو ما نتطلّعُ إلى خطواتِه العملية عبر المؤتمرِ الذي دعت إليه كلٌ من الشقيقة، المملكلة العربية السعودية، والصديقة فرنسا، هذا الشهر في نيويورك والذي نؤكدُ اهتمامَنا به، ومتابعتَنا لتحضيراتِه ومجرياتِه ونتائجِه المرجوة .وبهذه الرؤية، نستعيدُ حقوقَ كلِ بلدٍ من بلادِنا، فلا نكتفي بإدانةِ واجبةٍ، لاعتداءاتِ اسرائيلَ على لبنان، وعلى سوريا وتأكيدِ رفضِنا ما يُرتكبُ بحقِ المدنيين في غزة.
ثم قال عون: السيد الرئيس الأخ العزيز، إن طموحَنا لهذا الغدِ الذي نأملُه قريباً جداً، لا يُعفينا من واجبِ تقديمِ أصدقِ الشكر، على كلِ ما قدمتموه دوماً للبنان. واسمحوا لي ألا أدخلَ في التعدادِمن هباتٍ وتقديماتٍ ومساعداتٍ في شتى المجالات حتى لا أستوقفُكم طويلاً جداً ولا أفي العراقَ حقَه، ولا أُنجزُ التعداد يكفي عرفاناً منا لكم، أنّ كلَ لبنانيٍ باتَ يؤمنُ فعلاً عند كلِ أزمة، بأنّ "الترياقَ من العراق"، ليس قولاً مأثوراً، بل فعلٌ محقق.
وأردف: السيد الرئيس، الأخ الصديق، وأنا الآنَ في بغداد، أتذكّرُ بوجدانٍ عراقيٍ صافٍ، أبياتَ الجواهري الرائعة:
لبنـانُ يا خمري وطيبي / لا لامستكَ يدُ الخطوب ِ
لبنـانُ يا غُرفَ الجَنــان ِ / الناضحــات ِ بكـلِ طيب ِ
لبنـانُ يا وطني إذا / حُـلِـئتُ عن وطني الحـــبيــبِ
وأكمل: ولحظةَ أعودُ إلى بيروت، سأتذكرُ بوفاءٍ لبنانيٍ خالصٍ، جواهرَ الأخطل الصغير:
بغدادُ يا شغفَ الجمالِ / وملعبَ الغـزلِ الـطَـروبِ
بغدادُ يا وطنَ الجهـادِ / ومَرضَعَ الأدبِ الخصيبِ
قولي لشمسِك لا تغيبي / وتـكبَّدي فَـلـكَ الـقـلـوب
وختم: عاش العراق عاش لبنان
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا