"مؤسسة الحريري" تطلق برنامج "قراءات في خطاب القسم"
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Jun 13 25|20:15PM :نشر بتاريخ
أطلقت مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة – منتدى الدولة الوطنية برنامج "قراءات في خطاب القسم"، برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ممثلا بوزير الثقافة غسان سلامة ومشاركة الرئيس نجيب ميقاتي، وبإشراف رئيسة المؤسسة النائبة السابقة بهية الحريري، في احتفال في فندق "فينيسيا"، بحضور وزراء: الإعلام بول مرقص، الشؤون الاجتماعية حنين السيد والاقتصاد والتجارة عامر البساط، ممثلة وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار المديرة العامة للمجالس والإدارات المحلية بالتكليف فاتن أبو الحسن، الوزيرين السابقين علي حمية وجان اوغاسبيان، النواب السابقين: محمد الحجار، نزيه نجم، رولا الطبش، سامي فتفت، طارق المرعبي، سامي فتفت وامين وهبي.
كما حضر نقيبا الصحافة والمحررين عوني الكعكي وجوزيف القصيفي، نقيب الصيادلة جو سلوم، رئيس بلدية صيدا مصطفى حجازي، السفير عبد المولى الصلح، كبار موظفي رئاسة الجمهورية، أمين عام تيار المستقبل احمد الحريري وأعضاء في المكتبين السياسي والتنفيذي للتيار ومنسقو القطاعات ومنسقو وأعضاء منسقيات المناطق، شخصيات أكاديمية وتربوية ونقابية واعلامية واجتماعية. وكان في استقبالهم الى النائبة السابقة الحريري، المديرة التنفيذية لمؤسسة الحريري الدكتورة روبينا أبو زينب وفريق عمل المؤسسة.
استهل الحفل الذي قدم بتقنية الذكاء الإصطناعي، بالنشيد الوطني، ثم بـ"قراءات في خطاب القسم" ضمن برنامج أطلقته مؤسسة الحريري بهدف "رفع وعي المواطنين حول مضامين الخطاب وبما يسهم بإشراكهم في تحقيق أهدافه بما هو رؤية استراتيجية تحاكي كل أجيال لبنان"، حيث قدم فريق "منتدى الدولة الوطنية" مفهوم "القراءات" كأداة تحليلية علمية لتفكيك النصوص الرسمية والسياسية على مستوى وثيقة خطاب قسم رئيس الجمهورية.
وأوضح الفريق أن "القراءات" تُعد "منهجية بحثية تُزاوج بين التحليل الكمي والكيفي للنصوص، بهدف استخلاص الدلالات الدقيقة وفهم السياقات العميقة الكامنة فيها".
وقدم فريق "منتدى شباب نهوض لبنان" نماذج من القراءات المعمقة في خطاب القسم، والتي بحسب تحليل تكرار المصطلحات، "ركز الخطاب فيها على 3 مصطلحات أساسية تكررت أكثر من 12 مرة في النص هي لبنان: 40 مرة، عهد 27 مرة والدولة 12 مرة. وحدد المجالات التي يلحظ فيها أهمية حضور الدولة وبنائها وتقويتها ودورها في حماية الوطن، وتعزيز الاقتصاد وحفظ حقوق المواطن. وقارب لبنان الوطن والمواطن والقيم الوطنية. وقدم الرئيس من خلال الخطاب 112 تعهداً، مصنّفة ضمن 23 هدفا فرعيا، تتوزع على خمسة أهداف رئيسية: الإصلاح السياسي والإداري، الاقتصاد والتنمية، العدالة وحقوق الانسان، الأمن والدفاع، والعلاقات الخارجية. وفي هذا السياق قدم شباب المنتدى بعض القراءات المعمّقة في الواقع القطاعي اللبناني اعتمدت على 24 تقريراً و22 منصة الكترونية، من خلال مؤشرات كمية ونوعية تعكس التحديات والفرص ضمن القطاعات التي التزم بها الرئيس في خطابه".
وشمل العرض تقييما لأثر الشغور الرئاسي منذ عام 2022، والواقع المؤسساتي، وصولا إلى تداعيات الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وتقاطعاتها مع مضامين خطاب القسم.
الحريري
وبعد بث مقطع كلمة مصورة للرئيس سعد الحريري يقول فيه: "لبنان لديه فرصة ذهبية، اصبح لدينا رئيس جمهورية وحكومة جديدة وأمل جديد عبر عنه خطاب القسم لفخامة الرئيس جوزاف عون وبيان حكومة دولة الرئيس نواف سلام.."، قالت رئيسة مؤسسة الحريري: "نعمل بتوجهات سعد الحريري".
اضافت: "مدرسة لبنان علّمتنا أشدّ أنواع الدّروس مرارة وفي مقدمتها ألا يتزعزع إيماننا (إنّ لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه). وعلّمتنا أيضاً ألا نيأس أو نتردد، في المضي قدما من أجل بناء مستقبل آمن ومستقر لأجيال لبنان. وعلّمتنا أيضاً أن نغلّب خطاب مواجهة التّحديات على خطاب إدارة الأزمات".
وتابعت: "دروس مدرسة لبنان كانت على الدوام غالية الأثمان، ومدرسة لبنان علّمتنا ألا نتجاهل طاقات أجيال لبنان الاستثنائية والخلاّقة في كافة المجالات، وأنّ مستقبل لبنان هو الاستثمار في الإنسان، الثّروة العميقة والمتجدّدة على مرّ الأجيال، والتي أكّدت قدرتها ونجاحها على أرض الوطن وفي دنيا الانتشار، وإنّ أبسط قواعد الحفاظ على هذه الطّاقات الواعدة يكون في احترام عقولهم وطاقاتهم وحسن مخاطبتهم بما هم عقلاء، نبهاء، واعتبارهم شركاء أصيلين في صناعة القرار، وبما هم نصف الحاضر وكلّ مستقبل لبنان".
وقالت: "إنّ يوم التّاسع من كانون الثاني ٢٠٢٥ كان أكثر من يوم انتخاب رئيس جديد للبلاد. إنّ ٩ كانون الثاني كان يوم الانتقال من إدارة الأزمات إلى مرحلة استعادة الثقة بالذات الوطنية وتعزيز قواعد الانتظام والاستقرار بعد سنوات طوال من التّيه والضياع. إنّ خطاب الرئيس العماد جوزاف عون هو عهد والتزام ومواجهة صادقة مع الذات ومراجعات واستشرافات وتحديد المرارات والتّحديات التي يعيشها شعب لبنان بعد حرب مدمرة وشغور طويل وأعباء ثلاث سنوات تحمّلتها حكومة تصريف الأعمال، وخطاب القسم الواعد والجامع جاء بمثابة مقدمة موضوعية تكاملية مع البيان الوزاري لحكومة الإصلاح والانقاذ".
اضافت: "لقد بادرنا إلى إطلاع دولة الرئيس الدكتور نواف سلام على إطلاق ورشة نقاش البيان الوزاري وأبدى كلّ تقدير وإعجاب بمبادرة المؤسسة، وأطلقنا ورشة صيدا تناقش البيان الوزاري من خلال سبعة عناوين، وعلى مدى أربعة اسابيع، بحضور قامات كبيرة، وبتعاون مثمر مع صاحبي السعادة نقيبي الأطباء والمهندسين وشخصيات أكاديمية وإدارية وحضور قطاعي وطلابي".
وتابعت: "أنجز فريق المؤسسة قراءات في خطاب القسم بما هو رؤية إنقاذية محكمة، وبادرنا إلى إطلاع فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على المضمون والآليات الذي أبدى كلّ تشجيع وترحيب، وأثنى على ما قام به فريق المؤسسة. وكنّا نتطلّع لأن تكون الدعوة الى تقديم (قراءات في خطاب القسم) يوم سبت النور في ١٩ نيسان ٢٠٢٥، أي بعد مئة يوم على خطاب القسم إلا أنّ ذلك التاريخ تزامن مع انطلاق الإنتخابات البلدية، والتي تمّت بنجاح وبإدارة حكيمة ومميزة".
وقالت: "أردنا أن يكون لقاؤنا اليوم الجمعة ١٣ حزيران في بيروت العاصمة العصية على القهر والدمار، وفي فندق فينيسيا الذي أصبح يجسّد أسطورة نهوض طائر الفينيق الجديدة، ويعكس ذاكرة بيروت المدينة مع النهوض والتجدد حيث إنّ عملية بنائه توقفت بسبب أحداث ٥٨ المسلّحة، ثمّ تعرّض للدّمار والنهب مع أحداث ٧٥ ثمّ أعيد بناؤه للمرة الثانية، ومن ثم تعرض للدمار في ١٤ شباط ٢٠٠٥ وأعيد بناؤه للمرة الثالثة".
اضافت: "بينما كنا نتحضر مع سعادة المدير العام لرئاسة الجمهورية الأستاذ أنطوان شقير لإطلاق احتفالات الذكرى المئوية لإعلان لبنان الكبير، جاء انفجار ٤ آب ٢٠٢٠ الذي منع الاحتفالات بمئوية لبنان الكبير ودمر فندق فينيسيا من جديد. وبادرنا في مؤسسة الحريري إلى الاحتفال بإعادة افتتاحه في ٤ تشرين الاول ٢٠٢٢، برعاية دولة الرئيس نجيب ميقاتي. وأطلقنا منتدى شباب نهوض لبنان الذي يتشارك اليوم مع منتدى الدولة الوطنية وبرنامج التّربية على الديموقراطية وموقع إنمائية والذين يتشاركون في إطلاق برنامج قراءات في خطاب القسم. وإنّنا نتطلّع إلى مشاركة الجامعات والنّقابات القطاعية والمؤسسات الإعلامية والتجمعات المدنية والشبابية والمناطقية".
وتابعت: "إننا نقدر عاليا رعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وتمثيله بتكليف معالي المفكر الكبير الوزير الدكتور غسان سلامة، أستاذ الأجيال في العلوم السياسية والقراءات في لبنان والعالم، واللبناني العميق الجذور في التجربة الوطنية اللبنانية وتقلباتها وتصدّعاتها وتجلياتها. وإننا نقدر عاليا حضوركم معنا اليوم في هذه الظروف البالغة الدقة والخطورة، والتي تحتّم علينا المضي قدما في إطلاق برنامج قراءات في خطاب القسم على قاعدة تعزير العلاقة التفاعلية الوثيقة بين الخطاب والمخاطب، عبر ورش تخصصية تشارك فيها القامات الوطنية الفكرية والثقافية والأكاديمية والسياسية والتربوية والاقتصادية والقطاعية والمهنية والاجتماعية والشبابية، وبمواكبة فاعلة من الإعلام اللبناني العريق والحديث وتعزيز المشاركة الفاعلة في عملية النهوض الوطني وعودة الانتظام العام وبناء الشّخصية الوطنية البناءة لدى الأجيال الصاعدة على قاعدة إحترام عقولهم وقدراتهم واستعادة ثقتهم بوطنهم الحبيب لبنان".
درع
بعد ذلك قدمت الحريري الى ممثل صاحب الرعاية طائر الفينيق الجديد - درع "منتدى شباب نهوض لبنان" .
سلامة
وفي الختام ألقى وزير الثقافة كلمة الرئيس عون، فقال: "شرفني فخامة الرئيس واسعدني بأن طلب مني ان امثله في هذا الحفل الذي يعنيه بالدرجة الأولى، فكيف لا يكون ذلك وهو صاحب هذا الخطاب الذي طبع عهده بالتزامات واقعية وطموحة في آن معا. العودة الى هنا لإعادة قراءة ذلك الخطاب وتفكيكه وفق وسائل دارسة وتحليل، امر يشير أولا الى أهمية ذلك الخطاب، ويشير ثانيا الى ان وقعه لم يتوقف يوم القائه بل ما زال يتردد في أذهاننا جميعا. من منا ينسى يوما في أي منطقة نعيش؟ لقد نمنا بالأمس في منطقة وصحونا اليوم في منطقة أخرى، وهذا لا يحصل لنا للمرة الأولى، ان منطقتنا منطقة نزاعات وخلافات وحروب لا تنتهي. لذلك اشد على ايدي السيدة بهية الحريري وعلى المنتدى وعلى أعضاء مؤسسة الحريري لأنهم مرة أخرى تجاهلوا خطورة أوضاع المنطقة ودعونا للبحث في خطاب القسم".
أضاف: "أقول هذا لكي اشير الى جزء أساسي من هويتنا الجماعية، وهي اننا قادرون على استيعاب الأخبار السيئة، وقادرون على دراستها والتعلم منها والتأقلم معها، وأن نعود فنسأل انفسنا: ما هي الشروط الداخلية التي تسمح لنا بأن نزيد من مناعة هذا الوطن إزاء هذه التطورات الكبيرة التي لا تنفك تصيب منطقتنا؟ هذا هو معنى هذا الاجتماع، هو أن زيادة مناعة لبنان واللبنانيين إزاء اخطار المنطقة هي اول مهامنا. وكيف يتم ذلك؟ يتم من خلال دولة قادرة عادلة تحمي الضعيف وتعيد انتاج الثروة وتتأكد من حسن توزيعها".
وتابع: "لقد جاءت كلمة دولة في خطاب القسم 12 مرة، ولقد جاءت 24 مرة في خطاب البيان الوزاري، لماذا؟ لأننا في حالة هجينة تجاه دولة، من ناحية نحن عطشى لمزيد من هيبة الدولة ومن مفعولها، ومن ناحية أخرى وكما أظهرت بعض الإحصاءات التي رأيناها، نحن في حالة ريبة من الدولة ومن مشاريعها ومن امكانياتها".
وأردف: "هذا المزيج المزعج بين العطش للدولة وبين الريبة منها، هو ما يطبع سلوكنا. ان أهم مهام المرحلة الحالية، هو تخفيف الريبة من جهة وازدياد الثقة من جهة أخرى بالدولة، لأن لا بديل لنا عنها. لقد شهدت الدولة اللبنانية خلال العقدين الماضيين انحسارا في نفوذها في هيبتها، لكن هذا الإنحسار لم يؤد الى حدوث فراغ، الطبيعة تكره الفراغ. هذا الفراغ الذي جاء نتيجة انحسار الدولة وانحسار نفوذها وقوتها وهيبتها، ملأته قوى ومصالح منظمة، ولذلك فإن إعادة الحيوية للدولة، لا تتم بمجرد اصدار مرسوم بإعادة نفوذها الى كل القطاعات وكل المناطق".
وقال: "ان ما يتم علينا ان نكون صريحين في هذا المجال، بمواجهة القوى غير الدولة التي استولت على ذلك الفراغ وترسخت فيه، دون ذي حق ودون ان تكون مخولة بذلك. لذلك الحكم والحكومة امام معركة حقيقية ليس لإعادة بسط الدولة على كل الأراضي اللبنانية كما نقول وحسب، بل أيضا لإضعاف وتهميش القوى المنظمة غير الشرعية التي استولت على هذه الدولة. وفي كل قطاع من حياتنا العامة، هناك ما يشبه العصابة المنظمة التي استولت عليها، وبالتالي فإن إعادة قيام الدولة لا يكون الا بالاصرار والعزم والتأكيد على ان للدولة حقوقا لن نقبل بعد اليوم بأن يتم تجاهلها من أي كان" .
اضاف: "يشكل في هذا المنطق، خطاب القسم منارة نستضيء بها، ويشكل برنامج الحكومة الذي اتشرف بالانتماء اليها نوعا من خطة العمل اليومية السائرة باتجاه تنفيذ ذلك البرنامج مستضيئة بخطاب القسم. لذلك هناك امر جديد مهم، وهو ضرورة وحدة السلطة التنفيذية في هذا القرار، هذا امر في غاية الأهمية لأن من الأشكال الأخطر لإنحسار وجود الدولة هو تضعضع السلطة التنفيذية. ونحن ليس لدينا ترف السلطة المائعة غير القادرة وغير القوية. نحن نعيش في المنطقة التي تعلمون حيث تتخذ القرارات بسرعة وتنفذ بسرعة لأن طبيعة الأنظمة تسمح لها بذلك".
وتابع: "لذلك نحن امام تحد، هذا التحدي هو تقوية السلطة التنفيذية من خلال وحدة الدولة، من خلال إصرارها وعزمها واصدارها للقرارات المناسبة ولكن مع احترام المؤسسات، لذلك لا نهتم بمن يقارننا بغيرنا من دول المنطقة ليقول لنا هناك في البلد X من يتخذ قرارا في الساعة الثامنة وينفذه في الساعة التاسعة. هذا امر صحيح، لكنه لن يعيش في بلد مؤسسات. هل تريدون ان نتخلى عن مؤسساتنا، عن دستورنا، عن قضائنا، عن محكمتنا الدستورية، عن سلطتنا البرلمانية؟".
واردف: "لذلك نحن نعمل بتؤدة وهذه التؤدة هي التؤدة التي يفرضها علينا تمسكنا بالمؤسسات. نحن لا نعيش في بلد تسلطي بل في بلد ديمقراطي ونحن متمسكون بهذه الديمقراطية، لذلك تبدو قراراتنا أحيانا وكأنها تستخرج استخراجا. هذا علينا ان نعالجه. نحن بحاجة لقرارات سريعة في ظروف صعبة، وبالتالي علينا ان نجد ذلك التوازن الضروري بين احترام الدستور والمؤسسات من جهة، وبين الحاجة الماسة لاتخاذ القرارات دون الإبطاء بها، لا في الدهاليز الاستشارية للسلطة التنفيذية ولا في دهاليز الحياة البرلمانية. هذا التوازن بين احترام المؤسسات وبين ضرورة انفاذ القرارات هو التوازن الذي لم نصل اليه بعد، وعلينا ان نكون واقعيين وان نعمل بهذا الاتجاه" .
وختم: "لهذه الأسباب ولغيرها اشكر مجددا مؤسسة الحريري على دعوتها هذا اليوم، لكي نثبت مرة أخرى بأن الأحداث المحيطة بنا لا تمنعنا من التفكير بأحوالنا، ولكي نثبت مرة أخرى بأن تعهداتنا في خطاب القسم وفي بيان الحكومة ليس حبرا على ورق، بل انها خطة عمل لن نتوقف عن السير بها أبدا".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا