الإعلام الإسرائيلي: بنو إسرائيل ليس لهم علاقة بالأهرامات المصرية
الرئيسية ثقافة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jul 08 25|16:50PM :نشر بتاريخ
لأول مرة اعترفت تقارير إعلامية إسرائيلية بعدم بناء بني إسرائيل الذين عاشوا في مصر قبل عهد النبي موسى وفي عهده لأهرامات الجيزة في مصر، وهي شائعة كانوا يرددونها دائما.
وقال تقرير نشره موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، إن اكتشافات جديدة في قلب الهرم الأكبر بالجيزة كشف عن نقوش خفية، ومقابر عمال، وسجلات لحياة عمال مهرة، حيث يقود عالم الآثار المصري الشهير الدكتور زاهي حواس عملية بحث باستخدام الروبوت الذي سيكشف ما هو مخفي في أعماق "الهرم الأعظم".
وأضاف الموقع العبري أن كل طفل تقريبا في إسرائيل سمع أن أهرامات مصر بُنيت على يد عشرات الآلاف من العبيد الذين عانوا تحت نير الفرعون لعشرين عاما، لكن الاكتشافات الجديدة في قلب الهرم الأكبر بالجيزة لا تُقلب هذه القصة رأسًا على عقب فحسب، بل تُقدّم أيضا لمحة نادرة عن أقدم كتابات الجرافيتي في العالم.
وقال الموقع العبري إن تلك الكتابات المكتشفة حديثا أوضحت أن بني إسرائيل ليس لهم أي صلة ببناء الأهرامات، على الرغم من أن كل "الهاجاداه" – كتاب تفسير ديني عند اليهود -يظهر لوحة لمصري يضرب عبيدًا إسرائيليين بسوط في ظل الأهرامات.
وأكد الموقع العبري أن أسلافنا لم يشاركوا في بناء الأهرامات على الإطلاق، وأن الشخص المذنب بهذا التصور هو المؤرخ اليهودي يوسيفوس، الذي كتب في كتابه "آثار اليهود" أن أهرامات مصر بُنيت على يد عبيد من قبائل بني إسرائيل.
وأوضح الموقع العبري الذي يعد أكثر المواقع الإخبارية شهرة وانتشارا في إسرائيل، أن هذا التصور خطأ شائع، فالأهرامات كانت قائمة على قواعدها قبل أكثر من ألف عام من الفترة التي جرت فيها حادثة استعباد المصريين لبني إسرائيل، وأنه من المرجح أن أول اليهود الذين زاروا مصر في العصور التوراتية وصلوا إليها خلال الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة، خلال عصر الدولة الحديثة، وهي فترة كان فيها بناء الأهرامات شيئا من الماضي البعيد.
وأشار الموقع العبري أنه في مساحات ضيقة فوق "حجرة الملك" - وهي تجاويف معمارية محفورة في قلب الهرم الأكبر بالجيزة لمنع انهيار سقف الجرانيت - اكتشف فريق الدكتور حواس نقوشًا قديمة لم تُوثّق من قبل.
ووفق التقرير فقد رُسمت هذه النقوش، التي يعود تاريخها إلى حوالي 4500 عام، في عهد الفرعون خوفو، وتحمل أسماء فرق البناء التي عملت في الموقع، بما في ذلك "خراطيش" ملكية.
ومن المرجح أن تكون هذه نقوشًا أصلية لطواقم عمل مصرية - ليسوا عبيدًا - بل عمال مهرة.
ووفقًا للباحثين، كان العمل في الموقع يُنفذ في نوبات عمل منظمة عبارة عن تسعة أيام عمل يليها يوم راحة، ووليس هذا فحسب، فقد عُثر في جنوب الهرم الأكبر على مقابر لبناة الهرم أنفسهم، بما في ذلك تماثيل لعمال ينقلون أحجارا ثقيلة، وأدوات من الصوان والحجر، ومخازن، ونقوش هيروغليفية تحمل ألقابا مثل "مراقب جانب الهرم" و"الحرفي".
وأوضح الدكتور حواس في بودكاست له مؤخرا: "تُثبت هذه النتائج بشكل قاطع أن البناة لم يكونوا عبيدا، لو كانوا كذلك، لما دُفنوا في ظل الفرعون، في مقابر مُجهزة للخلود، مثل مقابر الملوك والملكات".
وقال الموقع العبري إن الدكتور زاهي حواس ليس أول من عثر على نقوش داخل الهرم، فمنذ القرن التاسع عشر، نُشرت كتابات غريبة، مما دفع بعض الباحثين إلى اتهامها بالتزوير الحديث، لكنه يقول الآن إنه عُثر على ثلاثة نقوش أخرى تحمل أسماء فرق العمل في تلك الغرف السرية، التي ربما لم تطأها أقدام البشر منذ آلاف السنين.
وأوضح الدكتور حواس: "إنها مكتوبة بأسلوب لا يفهمه إلا المصريون المتخصصون، حيث يكاد يكون من المستحيل على شخص في عصرنا أن يتمكن من تزوير شيء كهذا - عليك الصعود إلى ارتفاع 14 مترا والزحف عبر فتحات ضيقة وخطيرة للوصول إلى هناك".
ووفقا له، هذه كتابات جرافيتي أصلية لعمال مصريين من العصور القديمة، ولعل الأكثر إثارة للدهشة هو أن هذه الكتابة على الجدران لا تُبدد أسطورة العبيد فحسب، بل تُبدد أيضا أسطورة البصل!.
ويقول الدكتور حواس: "هناك أسطورة سائدة مفادها أن العمال كانوا يعيشون على البصل والثوم والخبز فقط.. لكننا وجدنا آلاف العظام الحيوانية في الموقع، وحلل خبير من جامعة شيكاغو النتائج، وخلص إلى أن 11 بقرة و33 ماعزا كانت تُذبح يوميا - وهو ما يكفي لإطعام حوالي 10,000 عامل".
وكشفت أعمال التنقيب أيضا عن مدينة العمال بالجيزة وهي موقع ضخم شرق الهرم، يضم مخبزا ضخما ومستودعات أسماك ومساكن ومرافق لوجستية.
أما بالنسبة لتقنية البناء نفسها، فأن هناك أيضا، ثمة دليل، حيث عُثر على محجر للحجر الجيري على بُعد حوالي 300 متر من الهرم، وكان يُستخدم في البناء، حيث كانت الأحجار تُسحب على منحدر مُتطور مصنوع من الرمل والطين والحجارة، وقد كُشفت بقايا المنحدر في المنطقة الجنوبية الغربية، في موقع يُسمى C2، وعندما فُكك المنحدر، خلّف وراءه بقايا "صخور ورمل وطين"، كما قال الدكتور حواس: "وهذا بالضبط ما وجدناه".
وقال الموقع العبري إن الباحثين يتطلعون الآن إلى الخطوة التالية وهي استكشاف "الفراغ الكبير"، وهو مساحة غامضة يبلغ طولها 100 قدم على الأقل، اكتُشفت عام 2017 فوق الرواق المركزي للهرم.
ويعمل حواس، بالتعاون مع البودكاست مات بيل، على تطوير روبوت صغير الحجم، يبلغ حجمه سنتيمترا واحدا، ليزحف عبر ثقب صغير في الجدار الحجري، ومن المتوقع أن يكون هذا أول تنقيب في الهرم الأكبر في العصر الحديث.
وقال التقرير العبري إنه بينما يأمل الدكتور حواس في الكشف عن مقبرة الملك خوفو المفقودة داخل "الفراغ الكبير"، يشكك بعض الباحثين في ذلك، ويقولون إن أيا من أهرامات مصر العظيمة لم يحتوِي على مقبرة ملكية حقيقية لا تابوت، ولا مومياء، ولا مقبرة كاملة.
فيما يعتقد آخرون أن الأهرامات كانت تُستخدم على الأرجح كأماكن عبادة أو رموز فلكية أكثر من كونها مقابر فعلية.
وختم التقرير العبري قائلا: "لا يزال الفضاء العظيم داخل الهرم الأكبر غامضا، فربما يكون مجرد هيكل معماري لأغراض التوازن أو التهوية، وليس غرفة سرية غامضة، على أي حال، من المقرر إجراء التنقيب في يناير أو فبراير المقبلين، وربما نحصل أخيرا على إجابة للسؤال الذي حير البشرية لمدة 4500 عام: من بنى الأهرامات حقا، ولماذا؟".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا