البناء: ترامب ونتنياهو لإتمام اتفاق غزة… وباراك يدعو لبنان للحاق بالتغيير في المنطقة
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jul 09 25|08:26AM :نشر بتاريخ
تتواصل محاولات إتمام اتفاق الهدنة لستين يوماً في غزة، وتدور المفاوضات في الدوحة، بينما يتابع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مسار المفاوضات، وقد أعلن ترامب أمس، أن الصفقة تقترب من نهايتها، أنه مطمئن إلى أن الاتفاق سوف يولد وأن لا عراقيل تعيق طريقه، ويدور التفاوض حول مدى انسحاب قوات الاحتلال من غزة خلال الهدنة من جهة، وحول نقل صلاحيّة ملف المساعدات الإنسانية من يد المؤسسة التي تسببت بالمجازر بحق الفلسطينيين وإعادته إلى المنظمات العاملة في إطار الأمم المتحدة، والحفاظ على وقف إطلاق النار إذا انتهت مهلة الستين يوماً ولم تصل مفاوضات إنهاء الحرب إلى نهاياتها.
حول الوضع في لبنان تحدّث المبعوث الرئاسي الأميركي توماس باراك فقال مخاطبا اللبنانيين، «إنّ المنطقة تتغيّر فإذا لم ترغبوا في التغيير إذا كان الناس لا يريدون التغيير فقط أخبرونا ولن نتدخل»، ومن دون مطالبة إسرائيل بجدول زمني لانسحاب قواتها المحتلة لأراض لبنانيّة أو لوقف اعتداءاتها وإطلاق الأسرى والتوقف عن انتهاك أجواء لبنان قال باراك إن «نزع سلاح حزب الله كان دائمًا حقيقة بسيطة وواضحة جدًا»، مضيفاً «المقصود ليس فقط سلاح حزب الله بل أيضًا سلاح الفلسطينيين والميليشيات المسلحة وإذا اختارت القيادة السياسية هذا المسار فسنرشد ونساعد». وذكر أن «الخليج يؤكّد التزامه، لكنه أكّد كذلك التزامه بمساعدة لبنان وشعب الجنوب والشيعة على الأساس نفسه، وهو التوصل إلى اتفاق حقيقيّ أي جداول زمنية حقيقية ومهل حقيقية ونزع سلاح حقيقيّ وليس بالضرورة أن يتم ذلك بطريقة عدوانية». ولفت باراك إلى أن «ما فعله الجيش اللبنانيّ جنوبي الليطاني منذ توقيع الاتفاق مذهل، رغم أنّ الاتفاق لم يثمر ثماره لما يعتبره الطرفان خرقًا لذلك علينا سد الثغرات». مكتفياً باعتبار الانتهاكات الاسرائيلية مجرد التباس يحتاج الى سد الثغرات.
بالتوازي كان الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يشيد بمواقف رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش اللبناني، وقال «عمليًّا نحن لا نستطيع أن نبقى صابرين إلى ما شاء الله، وتوجد حدود في النهاية ولست في محل لأحدد آليات ولا زمانا. وإذا اعتقد الإسرائيلي ومن خلفه الأميركي ومن خلفه أياً كان أنهم إذا ضغطوا علينا أكثر يحققون أهدافا، فهم مخطئون»، مؤكّدًا «أنّنا سنواجه عندما يكون هناك قرار لدينا بالمواجهة. وعندنا خياران لا ثالث لهما هما النصر أو الشهادة، ولا خيار لدينا اسمه الاستسلام فهذا الأمر غير وارد». وأوضح أنّهم «إذا أرادوا حل المشكلة، فعليهم أن يتوقفوا وأن يطبقوا ما عليهم ضمن الاتفاق، وبالتالي تسير الدولة بالطريقة المناسبة». ووجّه تحيّة إلى رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه نبيه بري وقائد الجيش وكل المسؤولين المعنيين على «موقفهم الموحّد بعد قصف الضاحية».
في لبنان أيضاً أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى استشهاد مؤسسه وزعيمه أنطون سعاده، وتحدّث رئيس الحزب أسعد حردان في اجتماع حزبي قيادي في المناسبة معتبراً أن ما يواجه لبنان من تحديات يفرضها الاحتلال والعدوان تستدعي حشد قدرات الدولة والشعب، حيث تمثل المقاومة حاجة وطنية لتعديل الموازين في وجه الاحتلال.
في انتظار الرد الأميركي على الجواب اللبناني الذي تسلّمه أمس، الموفد الرئاسي الاميركي توم براك، واصل الأخير أمس، جولته في لبنان، حيث زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة، بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون ووفد مرافق، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات الراهنة. أيضاً، أفيد أن برّاك زار منطقة جنوب الليطاني وأثنى على جهودِ الجيش اللبنانيّ المنتشرِ جنوبيَّ الليطانيّ بموجب القرار 1701، مشيدًا بـ»المهنيّة العالية والانضباط» في التعامل مع الواقعِ الأمنيّ في تلك المنطقة، التي تُعَدُّ بؤرةَ التوتّر الأبرز بين لبنان و»إسرائيل».
واعتبر برّاك أن ما يجري هو تفاوض لبناني تقليدي، مشيرًا إلى أن المفاوضات تبقى مستمرة حتى يصبح الجميع مستعدّين فعليًا لإبرام اتفاق حقيقي. وشدد برّاك على أن مسألة نزع السلاح سواء سلاح حزب الله أو الفصائل الفلسطينية والميليشيات شأن لبناني داخلي، لكنه ذكّر بأن الولايات المتحدة صنفت حزب الله منظمة إرهابية، وأن أي عبث عسكري ضد المصالح الأميركية سيواجه برد حازم.
ودعا برّاك في حديث تلفزيوني اللبنانيين إلى عدم تفويت الفرصة، وقال: «المنطقة تتغيّر بسرعة، وإذا لم يرغب اللبنانيون في التغيير، فقط أخبرونا، ولن نتدخّل». وأشار إلى أن «العالم يمنح لبنان اليوم الفرصة نفسها التي يمنحها لسوريا»، مشددًا على أن أي دعم دولي مرهون بجداول زمنية واضحة ونزع سلاح فعلي، من دون اللجوء إلى العنف». وختم برّاك بالتحذير من نفاد الوقت: «لا أحد سيبقى يفاوض مع لبنان إلى الأبد… التوقيت جوهري، والفرصة لن تبقى متاحة إلى ما لا نهاية».
وفي إطار التباحث في نتائج لقاءات براك الرئاسية، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس الحكومة نواف سلام حيث تناول اللقاء تطورات الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية ونتائج زيارة الموفد برّاك. وفي موقف يدل على تبني سلام لما قاله بري لناحية إشادته بدبلوماسية برّاك وإعلانه أن «كان هناك حرص كبير على مصلحة لبنان وسيادته وهواجس اللبنانيين كافة وكذلك مطالب حزب الله»، قال سلام رداً على سؤال حول تقييمه لنتائج زيارة الموفد الأميركي «الرئيس بري أمس كفّى ووفّى والجو منيح».
وأكد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن خيار «الاستسلام» غير مطروح بالنسبة للمقاومة، مشددًا على أن الحزب ماضٍ في طريقه حتى تحقيق النصر أو نيل الشهادة.
وفي مقابلة مع قناة «الميادين»، أوضح قاسم أن قرار المواجهة سيكون بيد الحزب وحده، قائلاً: «نحن من يحدّد توقيت المواجهة وكيفيتها، وإذا ظن الإسرائيلي ومن خلفه الأميركي وأطراف أخرى أن الضغوط ستدفعنا للتراجع، فهم واهمون».
وأضاف أن «الصبر له حدود»، وأن الحزب لا يمكنه التزام الصمت إلى ما لا نهاية، مشيرًا إلى أن آليات الرد وتوقيته تبقى رهن قرار قيادة المقاومة.
واعتبر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان خلال جلسة مشتركة للمجلس الأعلى ومجلس العمد في «القومي» بمناسبة الثامن من تموز ذكرى استشهاد سعاده، أن هناك ضغوطاً كبيرة تُمارس على لبنان الرسمي والشعبي، وهذه الضغوط تترافق مع عدوان صهيوني إجرامي على المناطق اللبنانية، وهذا يعني أن المطلوب من لبنان هو التسليم تحت النار بالأطماع والشروط «الإسرائيلية» وهذا محال.
وقال حردان: الدولة اللبنانيّة معنية بأن تتشدّد في موقفها وأن ترفض كل أشكال الإملاءات، وأن تتحرك باتجاه المجتمع الدولي ومؤسساته لمساءلة الدول الضامنة لوقف إطلاق النار عن دورها ومسؤولياتها وصمتها حيال استمرار العدوان الصهيوني. إن الدول الضامنة ملزمة بالضغط على العدو «الإسرائيلي» حتى يوقف عدوانه، وليس أيّ أمر آخر.
حردان لفت إلى أنه في سنوات خلت، كان البعض في لبنان يطالب بأن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية. وكنا نقول لهذا البعض إن قرار الحرب بيد العدو، أما مقاومة شعبنا فهي تمتلك إرادة تحرير الأرض والدفاع عن الحق.
اليوم، وفي ظل العدوان «الإسرائيلي» المتواصل على لبنان رغم اتفاق وقف إطلاق النار، يثبت بالدليل القاطع أن العدو هو الذي يقرّر الحرب، وهو مَن يريد أن يفرض على لبنان الرضوخ لنتائج وأهداف عدوانه، وتكريس احتلاله لأجزاء من الأرض اللبنانية، فعن أي سيادة وكرامة يتحدث أصحاب معزوفة قرار الحرب والسلم؟
وتابع قائلاً: إن حصرية السلاح، أمر بديهي، على قاعدة أن الدولة قادرة قوية وفاعلة في حماية سيادة الوطن والمواطنين. وحتى لا تتحول حصرية السلاح إلى شعار مشبوه على غرار شعار قرار الحرب والسلم، نؤكد بأن القدرة والقوة شرطان أساسيان لنجاح الدبلوماسية حين يعتمد هذا الخيار. لكن حتى الآن وبالرغم من التوجّه الرسمي اللبنانيّ إلى اعتماد خيار الدبلوماسيّة وبالرغم عشرات الشكاوى الموجودة لدى مجلس الأمن الدولي، فإن العدو يواصل عدوانه، يدمّر البيوت والمؤسسات ويقتل المواطنين ويمنع إعادة الإعمار.
وإذ شدّد حردان على أولوية العمل لتحصين وحدة المجتمع، والتصدي لمشاريع التجزئة والتفتيت الطائفي والمذهبي، أكد أن الحزب السوري القومي الاجتماعي بفكره ومبادئه معني بأن يتحمل هذه المسؤولية، وهذا ما يحتم علينا أن نعمل ليل نهار من اجل وحدة القوميين وتوحيد جهودهم وطاقاتهم في اطار مؤسسي يخدم مصلحة الحزب والمجتمع.
وختم حردان قائلاً: طالما هناك احتلال وعدوان فإنّ مقاومة العدو الصهيوني وأطماعه خيار لا رجعة عنه، والمعادلة بالنسبة لنا، ثابتة راسخة، التمسك بخياراتنا وتعزيز ثقافة المقاومة انتصاراً للحق والحرية، والثابت الأساس في معركة المصير والوجود هي أن يسلم أعداؤنا بحقنا، ويندحروا عن ارضنا.
وتطرّق عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب إيهاب حمادة أمس، الى زيارة برّاك إلى لبنان، مؤكداً «موقف «حزب الله» من التدخل الأميركي في لبنان»، قائلاً «نحن لا نعتبر أن الأميركي وسيطاً بل شريكا، لا سيما بالتجربة المتعلقة بالقرار 1701». واكد أن «حزب الله» عكس ما تقول الولايات المتحدة أنه مشكلة لبنانية، فهو كان حلا وضماناً للبنان»، مضيفاً «نحن لسنا مشكلة داخلية بل الولايات المتحدة وإسرائيل هما أساس المشاكل في العالم والمنطقة»، مشيراً إلى ان «رئيسي الجمهورية والحكومة عبرا بشكل واضح انسجاما مع البيان الوزاري الذي حاول البعض أن يحمّله ما ليس فيه». وقال إن «موضوع السلاح ليس مطروحا إطلاقا، وهو فقط مطروح لدى بعض اللبنانيين في خيالهم وأوهامهم»، موضحاً أن «نص الـ 1701 يتحدّث عن إجراء جنوب الليطاني و»حزب الله» ملتزم بكل مندرجاته، لكن من انقلب وخرق ولم يُبق شيئا هو الإسرائيلي». ولفت حمادة في هذا السياق، إلى «أسئلة رئيس الجمهورية المتعلقة بالتنصل الكامل للأميركي من أداء الإسرائيلي وخرق 1701»، معتبراً ان «هذه الأسئلة بحاجة إلى إجابات».
إلى ذلك، يزور رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون قبرص اليوم، ويتوجه بعدها الى البحرين في زيارة لم يحدد موعدها بعد، على ان يكون في الجزائر في الـ29 من تموز الحالي. وكان أمس استقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. والتقى شركة resources investment الإماراتية، التي تعنى بالاستثمار والتطوير برئاسة محمد الضاهري الذي عرض لرئيس الجمهورية ما تقوم به الشركة المتخصصة في اقتصاديات الشركات النامية، والتي تتولى تنفيذ عدد من المشاريع بتوجيه من القيادة الإماراتية، لا سيما لجهة تفعيل الاستثمارات. وأشار الى ان الشركة تتولى تهيئة البنى الأساسية للاستثمار في مسائل حيوية مثل الطاقة والقطاع المصرفي، لافتاً الى قدرة الشركة على التنفيذ السريع وإيجاد حلول موقتة ودائمة للتحديات التي تواجه قطاع الكهرباء في لبنان. وشكر الرئيس عون الضاهر على الاهتمام الذي أبداه مع الوفد المرافق للاستثمار في لبنان، منوّهاً بمواقف رئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي أعرب عن دعمه للبنان وأرسل بعثة خاصة للاطلاع على حاجاته. ولفت الى أن مسألة الطاقة الكهربائية أساسية بالنسبة للبنان، إضافة الى القطاع الصحي، خصوصاً في الجنوب، الذي أصيبت فيه المراكز الصحية والاستشفائية بأضرار جسيمة نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية. ودعا الرئيس عون الضاهري للبحث مع الوزارات المعنية في المجالات التي يمكن التعاون فيها وفق الأولويات التي حددتها الحكومة.
شنّ الطيران الحربيّ الإسرائيلي المعادي، مساء أمس، غارةً استهدف فيها سيارة في حي الزحلة الواقع ضمن بلدة البابلية في قضاء الزهراني جنوبي لبنان ما أدى الى سقوط شهيد، وألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية في اتجاه بلدة الضهيرة الحدودية. تزامن ذلك مع تحليق لمسيرة إسرائيلية في أجواء منطقة مرجعيون على علو منخفض.
وأعلنت طوارئ الصحة العامة عن سقوط «3 شهداء» و13 جريحاً في حصيلة نهائية للغارة الإسرائيلية على السيّارة في العيرونية.
على صعيد آخر، عقد في وزارة الداخلية والبلديات، الاجتماع الثاني للجنة الوزارية المكلفة دراسة الاقتراحات والتعديلات على قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب. وجرى خلال الاجتماع استكمال البحث في البنود المتعلقة بالقانون الانتخابي، بما يعزز الشفافية، ويضمن عدالة التمثيل وسلامة العملية الانتخابية.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا