اللواء: باراك يحط في دمشق.. ومهمته بين رسالة لحزب الله وتصعيد مسيحي

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jul 10 25|08:38AM :نشر بتاريخ

 تترقب الاوساط اللبنانية باهتمام متزايد الحركة الجارية بين عواصم العالم، للبحث عن مخارج للملفات المتأزمة المفتوحة، من غزة والقضية الفلسطينية، إلى سوريا، وطبيعة الترتيبات المطلوبة مع الادارة السورية الجديدة، إلى لبنان وإيران، والنشاط اليمني في البحر الاحمر، وعبر الصواريخ والمسيّرات..
ويبنى هذا الترقب على صلة وصل من نوع ما مع مهمة الموفد الاميركي توم باراك، الذي من المتوقع أن يعود إلى بيروت في غضون أقل من اسبوعين، لمناقشة عناصر الردّ اللبناني الذي يخضع لإعادة النظر، في ما خصّ الرؤية الاميركية لمعالجة سلاح حزب الله، وسائر أنواع الاسلحة في ما خصّ السلاح الفلسطيني وأسلحة الميليشيات.
وحسب مصادر سياسية بأنه من الخطأ الاستعجال في قراءة دبلوماسية باراك، الذي كانت له محطة في دمشق، بعد بيروت، حيث قيّم الوضع، وتحادث مع الرئيس السوري أحمد الشرع في مسائل تتصل بالوضع السوري وترتيباته.
وذكرت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" الى ان البلد ما يزال تحت تأثير زيارة المبعوث الأميركي توماس باراك التي تسلم من خلالها الرد اللبناني على الورقة الأميركية. واعتبرت ان الاعتراضات التي عبر عنها حزبا القوات والكتائب من عدم بحث الرد في مجلس الوزراء لا تزال على حالها ولم تتم معالجتها، ومن هنا فإن مواقف مرتفعة السقف قد تحضر في الايام المقبلة ولعل المسألة تتضح مع ما قد يعلنه رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع عبر برنامج " صار الوقت" على الـ "أم تي في" اليوم.
واشارت المصادر الى ان هناك متابعة لبنانية يفترض ان تشق طريقها بعد زيارة باراك لاسيما بالنسبة الى النقاط المتصلة بتسليم السلاح والإصلاحات والملف اللبناني - السوري.
والأخطر في مواقف الموفد الاميركي رمي كرة السلاح في الملعب اللبناني، وسط مقاربات متباينة من المرجح أن تظهر في أول جلسة لمجلس الوزراء، بعد عودة الرئيس جوزف عون من قبرص.
والمنتظر ان ينقل الرد اللبناني الى ادارته الاميركية ويناقشه لاحقا مع الرئيس ترامب ووزير الخارجية، ما لم تكن السفيرة الاميركية في بيروت ليزا جونسون قد سبقته بتقرير مفصّل عن محادثاته في بيروت، وتفاصيل الرد اللبناني والملاحظات على ورقة العمل الاميركية حول موضوع حصرية السلاح، واجواء اللقاءات الاخرى التي اجراها باراك مع بعض اركان القوى السياسية، ونتيجة جولته على منطقة جنوب  نهر الليطاني.
لكن معظم المعلومات أجمعت على ان حزب الله لم يقدم اي ملاحظات او ردّ خطي على ورقة باراك بسبب غياب الضمانات الاميركية المطلوبة لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان،بل ان الرد جاء عبر الرئيس نبيه بري مع  الحزب. كما ان باراك حدد ضمنا ولو بشكل غير مباشر فترة اشهر قليلة لتنفيذ قرار سحب السلاح، "ليس من حزب الله فقط بل من المخيمات والتنظيمات الفلسطينية واللبنانية المسلحة الاخرى".
الخارجية الأميركية: بحث التفاصيل
وفي موقف اميركي جديد، أكد متحدث بإسم وزارة الخارجية الأميركية، أننا  "لن نُعلّق على المناقشات الدبلوماسية الخاصة، وكما قال السفير توم باراك علنًا لقد كان راضيًا بشكل لا يُصدق عن الاستجابة الأولية من الحكومة اللبنانية لكنه أشار أيضًا إلى أننا بحاجة الآن للدخول في التفاصيل".
وتابع في تصريح له أمس على الصعيد الأمني القوات المسلحة اللبنانية أحرزت تقدماً في نزع سلاح حزب الله في الجنوب، لكن لا يزال هناك المزيد من العمل المطلوب.
أضاف: نحتاج إلى أن تقوم الدولة اللبنانية بالمزيد لإزالة الأسلحة والبنى التحتية التابعة لحزب الله والجهات غير الحكومية في أنحاء البلاد بشكل كامل.
وقال: لا نريد أن نرى حزب الله أو أي جماعة أخرى في لبنان تستعيد قدرتها على ارتكاب أعمال عنف وتهديد الأمن في لبنان أو إسرائيل.
وختم:الإصلاحات الأمنية وحدها لا تكفي في لبنان، بل إقرار إصلاحات اقتصادية وقضائية حاسمة لضمان استقراره الماليّ واستعادة ثقة المجتمع الدوليّ، وعلى البرلمان التحرك لإقرار قانون اعادة هيكلة المصارف وتشريع استقلالية القضاء.
رسالة من باراك إلى حزب الله
وانشغلت مصادر دبلوماسية بما رشح من معلومات عن رسالة من براك لحزب الله، يتضمن دعوة للتفاوض ، وتحديد المكاسب السياسية المرغوب بها، مقابل إلغاء السلاح.
وحسب ما قاله مسؤول لبناني رفيع لـ "اللواء" فإن الموفد الاميركي براك حمّل احد المسؤولين اللبنانيين رسالة خاصة الى حزب الله مفادها: فلنتفاوض "قرروا الوقت والمكان"، ونعطيكم ضمانة اميركية بحصولكم على اي مكتسبات سياسية تريدونها مقابل السلاح والسلام مع اسرائيل ...ووفقاً للمعطيات، فان الحزب لم يرد حتى اللحظة على طلب باراك باجراء اي مفاوضات، سواء مباشرة او غير مباشرة.
وفي اطار هذه التطورات، كشف المسؤول، ان هناك عواصم عربية دخلت على خط عرض وساطتها لاستضافة اي حوار بين الحزب وواشنطن، وهناك اتصالات دولية واقليمية على اعلى المستويات لترتيب فتح باب التفاوض بين الطرفين.
وبحسب المصدر ذاته، فإن الغاية الأساسية المعلنة من زيارة باراك ،غير الرسالة التي مررتها واشنطن لحزب الله،  كانت لإبلاغ لبنان رسميا، عبر الرئاسات الثلاث، ان واشنطن ترفع يدها عن أي تصعيد إسرائيلي محتمل ضد لبنان في اي مرحلة من مراحل التفاوض، حتى وإن لم يصل إلى مستوى الحرب الشاملة.. والاخطر بحسب المصدر، ان باراك لمّح بوضوح إلى أن بلاده لم تعد تكتفي بالمطالبة بحلّ حزب الله عسكريا، بل باتت تطالب بانخراط لبنان في مسار تطبيعي مع إسرائيل.
بالمقابل، نقل عن باراك قوله أن الانتهاكات الاسرائيلية قد تستمر حتى تسليم آخر رصاصة يملكها حزب الله..وسط رهان على أن ثلاثة عوامل قد تغير مجرى الاحداث، إنهاء حرب غزة، التفاوض الاميركي - الايراني، التفاوض بين واشنطن وحزب الله.
عون في قبرص
وقد أجرى رئيس الجمهورية جولة محادثات مع نظيره نيكوس خريستودوليدس الذي أكد دعم إستقرار ووحدة وسيادة أراضي لبنان، والعمل على مقترح يتيح مشاركة لبنان في المجالس الأوروبية.
وعقد الرئيس عون لقاءً ثنائياً مع نظيره القبرصي نيكوس خريستودوليدس الذي أكد دعم إستقرار ووحدة وسيادة أراضي لبنان، والعمل على مقترح يتيح مشاركة لبنان في المجالس الأوروبية.اعقبته محادثات موسّعة بين الوفدين اللبناني والقبرصي 
وبعد اللقاء، أعلن خريستودوليدس في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس عون، أننا "نقوم بدور رائد ليس فقط من خلال دعم العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ولبنان ولكن أيضاً من خلال التواصل والتعاون"، مؤكدًا أننا "ندعم لبنان ونقدّر جهود الرئيس جوزاف عون". 
اضاف: أننا نريد تقليل حدّة التوتر في المنطقة ونقوم بما يتسنى لنا من مساعٍ حتى نكون بمثابة الشريك الثابت.وأكد "التزامنا بالقانون الدولي وكل الجهد لأي مبادرة تهدف إلى وقف إطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن".وقال: ممتنّون للدعم على مرّ الزمن للبنان في ما يتعلق بحل القضية القبرصية في قرارات مجلس الأمن والقانون الدولي ونقدّر زيارة الرئيس عون لقبرص.
كما اكد الرئيس القبرصي أن رخاء لبنان وإستقراره هما ذات أهمية إستراتيجية بالنسبة لقبرص والإتحاد الأوروبي. وحيا الجهود التي يقوم بها الرئيس عون للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، وأيضا إتفاق وقف الاعمال العدائية بتاريخ 27 تشرين الثاني 2024.
وشدد الرئيس القبرصي على ان لبنان الذي يتمتع بالإستقرار والسلام والقوة، من الممكن ان يقود منطقة شرق المتوسط كي تكون اقوى واكثر سلاما. وكشف ان الدعم المادي الذي اقرته المفوضية الأوروبية للبنان، بقيمة مليار يورو،  بات اليوم في المرحلة الأخيرة لإتاحته، من أجل دعم قطاعات عدة فيه.
وقال مخاطبا عون: ان قبرص تدعم مقترح مشاركتكم في اجتماع قمة المجالس الأوروبية، حيث ستتاح لكم الفرصة لعرض رؤيتكم للبنان. وفي هذا النطاق تدعم قبرص هذه المبادرة، ويسعدني أن استقبلكم في مجلس قمة غير عادي للاتحاد الأوروبي سيعقد في العام 2026، خلال رئاسة قبرص للاتحاد.
اما الرئيس عون فقال: ان لبنان يتطلع  الى قبرص كونها البلد الذي لطالما كان الداعم له وسيبقى". وقال: تحوّلنا معاً مستقراً لكل من يسعى إلى السلام والحرية، وهذا هو أكثر ما يجمعنا اليوم وأعمقُ ما نريده لبلدينا وشعبينا ومنطقتنا والعالم. السلام العادل، عبر الحوار، لتبادل كل الحقوق، والحرية المسؤولة، الحاضنة لكل ازدهار وإبداع، وتطور لحياة البشر وخيرهم
بعد الجولة،  اقام  الرئيس القبرصي مأدبة غداء على شرف نظيره اللبناني في القاعة الوزارية، استكملت في خلالها المحادثات حول القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك.
وفي السراي الكبير، استقبل الرئيس نواف سلام مع المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت وتم البحث في الاوضاع الراهنة، والمستجدات ذات الصلة بتنفيذ القرار 1701
الامتحانات الرسمية
ولم تمنع الاعتداءات الاسرائيلية طلاب الجنوب وتلامذته من إجراء الامتحانات الرسمية، التي تفقَّدها الرئيس سلام برفقة وزيرة التربية ريما كرامي.
 وقال سلام: أجريت الامتحانات الرسمية في موعدها، رغم كل الظروف، وهي رسالة واضحة بأن الدولة تستعيد عافيتها، تمامًا كما أجرينا الانتخابات البلدية، وكما نستعد لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها".وفي رسالة خاصة إلى تلامذة الجنوب وذويهم، أكّد الرئيس سلام أن أي تطوّرات أمنية ـ لا قدّر الله ـ سيتم أخذها بعين الاعتبار، مشيرًا إلى أن وزيرة التربية ستتوجه شخصيًا إلى الجنوب غدًا لمتابعة سير الامتحانات والاطمئنان إلى سلامة التلاميذ. ولاحظت كرامي أن الاجواء هادئة ، وأن المرحلة ستُعد نقلة نوعية إلى إعادة تقوية المنهج وتحسين الطلاب للمرحلة المقبلة.
الاعتداءات
جنوباً، لم يكفّ الاحتلال الاسرائيلي عن الانتهاكات اليومية، وخرق أجواء لبنان على مدار الساعة، فحلقت مسيّراته فوق الضاحية الجنوبية وبيروت والجنوب على علو منخفض، وأقدمت على تفجير منزل في كفركلا.
وقال الجيش الاسرائيلي، أن "قوات الفرقة 91 تواصل مهمتها على طول الحدود اللبنانية، بهدف حماية الإسرائيليين والقضاء على أي تهديد وتعمل القوات على تفكيك البنية التحتية لحزب الله في جنوب لبنان، بتوجيه من فوج الإطفاء التابع للفرقة".وأضاف في بيان، "وبناءً على معلومات استخباراتية وتحديد أسلحة وبنى تحتية تابعة لحزب الله في عدة مناطق بجنوب لبنان، شنّ الجنود عمليات خاصة ومحددة لتفكيكها ومنع حزب الله من إعادة تمركزه في المنطقة". ولفت إلى أنّه في إحدى العمليات في منطقة جبل البلاط، "عثرت قوات من اللواء 300 على مجمع يحتوي على مستودعات أسلحة ومواقع إطلاق نار تابعة لحزب الله، وقام جنود الاحتياط بتفكيك البنية التحتية". 
 أضاف أنّه في عملية أخرى، "عثر جنود احتياط من اللواء التاسع على أسلحة مُخبأة في منطقة كثيفة في منطقة اللبونة، بما في ذلك قاذفة متعددة الفوهات، ومدفع رشاش ثقيل، وعشرات العبوات الناسفة"، لافتاً إلى أنّ "القوات صادرت وفككت المعدات والأسلحة العسكرية التي كانت موجودة في المنطقة". وتابع الجيش الإسرائيلي: "عُثر على مبنى تحت الأرض يُستخدم لتخزين الأسلحة، وتم تفكيك البنية التحتية له في عملية هندسية نفذتها قوات اللواء"، معلناً أنّه "يواصل عملياته للقضاء على التهديدات الموجهة ضد إسرائيل ومنع محاولات حزب الله لترسيخ وجوده، وفقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".
لكن تبين من معلومات ميدانية، ان الحديث عن "عملية برية" في جنوب لبنان هو تضخيم مقصود، وما يجري هو عمليات بحث وتفجير سابقة في بعض القرى، واستكمال لعدوان لم يتوقف بذريعة العثور على مخلفات للمقاومة والهدف التغطية على استمرار الخروقات. فقوات العدو تتمركز اصلا في موقع مستحدث بجبل بلاط وهو احد المواقع الخمسة ولم تدخل قوات الاحتلال اليه اليوم، وقامت بتفجيرات خلال الايام الماضية في محيط الموقع ، كذلك هي تتحرك بشكل دائم في احراج "اللبونة" حيث يوجد ايضا موقعا مستحدثا وهو احد النقاط الخمس.
توقيفات
بلغ عدد الموقوفين لدى القوى الامنية والجيش اللبناني 8 موقوفين، ظهروا في فيديوات حمل الاسلحة الحربية في إحياء إحدى ليالي عاشوراء في الخندق الغميق.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة اللواء