وقفة إستنكار لرفض الفتن والإقتتال الطائفي والمناطقي في سوريا

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Jul 22 25|00:51AM :نشر بتاريخ

ايكووطن - الجنوب-  ادوار العشي 
أدان المشاركون في اللقاء الوطني الجامع، الذي عقد في مقر "إتحاد بلديات العرقوب" في بلدة العبرية بمنطقة العرقوب، بدعوة من "إتحاد بلديات العرقوب"، بالتعاون مع "إتحاد بلديات الحاصباني"، إستنكاراً لكل الأعمال الإجرامية التي ترتكب في سوريا، والتي لا تمس الى الأخلاق والدين والإنسانية بأي صلة، والتي شوهت صورة العلاقة الإنسانية التي تحكم بين البشر.

شارك في وقفة الإستنكار هذه، "رفضاً للفتن والإقتتال الطائفي والمناطقي, والعشائري والمذهبي في سوريا، ولتحصين الساحة اللبنانية, بخاصة في منطقتي العرقوب وحاصبيا، من تداعيات هذه الفتن وانتقالها إلى لبنان"، مختلف الأطياف والمرجعيات الروحية  والزمنية، في منطقتي حاصبيا والعرقوب، في مقدمها، ممثل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز فضيلة الشيخ وسام سليقا، ممثل دار الفتوى الشيخ حسين زهرة، النائب السابق منيف الخطيب، وهبي أبو فاعور (والد النائب وائل أبو فاعور)، المؤرخ الشيخ غالب سليقا، كاهن رعية راشيا الفخار الأب فخري مراد ، رئيسا إتحادي بلديات الحاصباني لبيب الحمرا،  والعرقوب الدكتور قاسم القادري،  قاسم القادري، إلى ممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية في المنطقة، وشخصيات إجتماعية وتربوية وفاعليات محلية، ورؤساء بلديات قرى العرقوب ومنطقة حاصبيا والمخاتير.

وألقيت كلمات عدة بالمناسبة، إستنكرت بأشد العبارات الجرائم التي ارتكبت في السويداء، بحق الأبرياء، النساء والمشايخ والأطفال في سوريا، داعين إلى التصدي لهذه الأعمال الإجرامية، والعمل على عدم امتدادها الى لبنان.

وطالب أحد المشاركين، بتشكيل لجنة طوارئ، هدفها "معالجة أي إشكال يمكن ان يحصل في المنطقة، والعمل على وقف اي أعمال من شأنها ان تخل بأمن المواطنين".

وألقى رئيس إتحاد بلديات العرقوب الدكتور قاسم القادري، كلمة جاء فيها: "كلما هبت رياح المؤامرات والفتن في الخارج أو الداخل، كلما أحسسنا بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا، وبواجب التحرك لدرء أخطارها، وتدارك سلبيات تداعياتها، وكلما ازداد شعورنا بضرورة اللقاء فيما بيننا، لنؤكد من جديد، على تماسك وحدتنا، وعلى صدق ايماننا بوطننا، وعلى نهجنا وتوجهنا".

أضاف: "نلتقي اليوم لنعلن رفضنا القاطع للإقتتال الأخوي، واستنكارنا الحازم لسفك الدماء البريئة، وإدانتنا الصريحة للإعتداءات الهمجية، والجرائم الوحشية بحق ابنائنا من الإطفال والنساء والعجزة؛ لقد اعتبر الإمام الشاطبي الأندلسي، أن "أهم مقصد من مقاصد الشريعة، هو حفظ النفس وتحريم قتلها"، تصديقاً لقوله تعالى: "من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعاً".

وتابع: "الإنسان محور الحياة، وموضوع الأنبياء والرسالات، وهدف الفلسفات والمعتقدات.. خلقه اللّٰه في أحسن تقويم، وكرمه أفضل تكريم، وتكفلت بحمايته وصون حقوقه كل الشرائع السماوية، وكل القوانين الوضعية، بغض النظر عن عرقه ولونه، ودينه ومذهبه، وانتمائه ومعتقده. نلتقي اليوم، لنوجه رسالة إلى أهلنا في الجنوب السوري، في محافظتي درعا والسويداء، لوقف الإقتتال، وحقن الدماء، والكف عن سلوك الثأر والإنتقام، والإحتكام إلى لغة العقل والحوار، والتمسك بشرعية الدولة، وبسيادة القانون، وتعزيز الروابط القومية، والقيم الأخلاقية والإنسانية؛ نقول لإخواننا في سوريا، إحذروا ما يخططه لكم أعداؤكم، باسم صداقتكم والدفاع عنكم. فإحذروا أن تكونوا مطايا لغيركم، ووقوداً لمشاريع تقسيمكم، إحذروا إستغلال وجعكم والمكم، لإيقاعكم في مصائب أشد وأدهى".

وختم قائلاً: "نلتقي اليوم لنوجه رسالة إلى أهلنا في العرقوب وحاصبيا ولبنان عموماً، إحذروا الشائعات، والاخبار الكاذبة، والتصريحات والمواقف المثيرة للعواطف والمستفزة للمشاعر، الهادفة إلى زرع الإنقسام والشقاق، وافتعال الفتن واشعال العصبيات. ونحمد اللّٰه أننا في قضاء حاصبيا، عندنا من أهل الحكمة والعقل، ومن ذوي الأخلاق والفضل، ومن المؤمنين الصادقين، ما يكفي لحماية هذه المنطقة وتوجيهها وقيادتها إلى شاطئ الأمان، وحمايتها من الوقوع في حبائل المؤامرات والفتن، ومكائد الشرور والعدوان. نلتقي لنؤكد على وحدة الصف، ووحدة الموقف، وعلى إيماننا بأن الدولة العادلة القائمة على أساس المواطنة، والبديلة لدولة المذاهب والطوائف والمحاصصة، هي الدولة التي نرتضيها لرعايتنا وحفظ أمننا وصون حقوقنا وفض النزاعات فيما بيننا، وفقا للعدالة وحكم القانون".

بدوره طالب الدكتور القادري، المجتمع الدولي والولايات المتحدة خصوصاً، بالضغط على إسرائيل لوقف إعتداءاتها وتدخلاتها، وإثارة الإنقسامات والنزاعات فيما بيننا، وإنهاء احتلالها لأراضينا، كي نتمكن من إقامة دولة العدالة والقانون صاحبة الحق في إحتكار العنف وبسط السيادة على كافة الأراضي اللبنانية".

من جهته القى رئيس اللجنة الثقافية ومستشار سماحة شيخ العقل للثقافة الدينية فضيلة الشيخ وسام سليقا كلمة, قال فيها: "ثمن هذا اللقاء الوطني والإنساني بامتياز، شاكرين لكم جميعاً هذه الدعوة الكريمة، فكم من شدة كشفت معادن أهلها؛ إن الشدائد الورى، غربال في زمن طغى فيه القناع المظلم، على وجه الثقافة الحقيقية، فما أحوجنا إلى مشاعل نور، تنير الظلام والى رسل رحمة تخفف عن الناس الآلام أن العين لتدمع والقلب ليحزن على دم الأبرياء واستشهاد الشهداء وما جرى في سوريا والسويداء ومع كل هذا الألم الذي عشناه وإياكم، من خلال ما رأيناه وسمعناه، فإننا على ثقة أن الشعب السوري الغني بتاريخه، سيصنع من الضعف قوة ويحول الألم إلى أمل، وينتصر صوت العقل والحكمة، لما يخدم أبناء المجتمع السوري. ومع كل ذلك فإن ما يجري في سوريا، يجب إعطاء كل ذي حق حقه، وإنصاف الناس ومحاسبة الظالمين المجرمين. أما بالنسبة لنا في لبنان، لا سيما في هذه المنطقة الحبيبة، فهناك أساس متين، وضعه سلف صالح، سنحافظ عليه برموش العيون واهدابها، ونعمل جاهدين لنبني على الأساس المتين، البناء القويم على الصراط المستقيم، صراط سيد المرسلين عليه الصلاة والتسليم".

 وتلاقى سماحة المفتي القاضي حسن دلي في ندائه الأخير، وكل العقلاء والحكماء والشرفاء في هذه المنطقة، ونتعالى وإياكم عن الجراح ونعمل سويا لما فيه خير مجتمعنا اللبناني والإنساني. فتاريخنا يشهد، والحاضر يشهد، من تاريخ الأمير شكيب ارسلان إلى سلطان باشا الأطرش، إلى المعلم الشهيد كمال جنبلاط، وعطوفة الأمير مجيد ارسلان، إلى يومنا هذا مع المرجعيات الروحية والقيادة السياسية، مع غدنا، مع املنا، مع شبابنا، أننا كنا وما زلنا وسنبقى متمسكين بهويتنا العربية الإسلامية متحصنين بإنسانية الخطاب لأنها الطريق الصواب لتخطي كل الصعاب. علينا أن نخاطب الناس في إنسانيتهم عندما نحاورهم، لان الفكر الإنساني ينطلق من عمق الثقافة الإنسانية، والوعي الإنساني يتكون من تجارب الحياة اليومية، ربما لن يأتي يوم تخلو مجتمعاتنا من التعصب  والمذهبية والطائفية. من هنا يبرز دور النور الإنساني لينير الظلمات ويذلل العقبات، ويقرب المسافات وينقل الإنسان من الأنا إلى نحن، متحليين بفضيلة الصبر، لان دور الصبر في حياتنا أن يمنحنا القوة والثبات والتماسك، فيجب أن لا نضيع ولا تتبعثر خطواتنا في هذه الرمال المتحركة نحو البلاء المحتوم، بل يجب أن نمتص كل ذلك بحكمة الرسالة والعقل والدراية، ونمسح بعطف العيون التي تبكي دمعا ونضمد بلطف الجراح التي تصرخ الما، فدورنا إنساني وطني قبل أن يكون تعصبي طاىفي؛ ندين بأقسى الكلمات وأشد العبارات هذا الأجرام الذي ترفضه الإنسانية جمعاء والدين والأخلاق. 

وتحدث النائب السابق منيف الخطيب، داعياً إلى "التضامن بين ابناء المنطقة، لمواجهة مشاريع الفتن". وقال: "هناك مؤمرات دولية، تريد إشعال النار لتحمي مصالحها، وعلينا ان نعمل على تجاوز هذه المحنة، ودفع كل ما يؤثر علينا، وعلينا ان نؤيد موقف النائب وليد جنبلاط، فجرح السويداء اصابنا كلنا، وعلينا معالجته ووقف المؤامرة فورا.

رئيس إتحاد بلديات الحاصباني رئيس بلدية حاصبيا لبيب الحمرا، قال: "تاريخنا واحد في المنطقة، وأثبتت التجارب أننا بحاجة لبعضنا البعض، ونحن ليس لنا مصلحة مع العدو الإسرائيلي، الذي هدفه نشر الفتن والنعرات الطائفية، لكي يقيم كيانات على قياسه"، ودعا لكي "تكون سوريا علمانية حرة, وحرية المعتقد لكل الشعب السوري، وتعود سورية الٱمنة، والتي هي حضن للبنان، ويعم فيها السلام والإستقرار، ونحن في لبنان، ننتمي للأمة العربية، ومنطقتنا تاريخها واضح ومشرف، ونحن هنا نقف إلى جانب بعضنا منذ زمن طويل، وسنبقى مستمرين حتى يعم السلام.

واستنكر كاهن راشيا الفخار الاب فخري مراد، "الجرائم في سوريا"، داعياً إلى "التصدي لها، ووقف حمام الدم، ومكافحة التطرف بكل أشكاله"، متمنيا "عودة الأمن والأمان إلى ربوع سوريا، ومحافظة السويداء.

من جهته، نوه وهبي أبو فاعور، والد النائب وائل ابو فاعور، بصيغة العيش المشترك في مختلف قرى العرقوهب وحاصبيا والمنطقة، وتحدث عن تاريخ الدروز وتضحياتهم في سبيل بناء الأوطان، سواء في سوريا او لبنان.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan