الأنباء: براك: لا حق ولا باطل .. عون يتابع مسار عودة لبنان إلى الحضن العربي

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jul 23 25|09:10AM :نشر بتاريخ

ما بين نصف القمحة ونصف الشعيرة، أو لا جديد، يمكن وصف نتائج زيارة المبعوث الأميركي الخاص توماس برّاك الى لبنان. ففي الزيارة الثالثة له الى لبنان، كان المبعوث الأميركي "متشددًا ولكن لم يتحدث عن مهلة زمنية لا بل جدد المطالبة بالإسراع بنزع سلاح حزب الله في أقرب وقت، لأن الوقت يداهم، وبالمقابل، لم يقدم أو كان لديه ضمانات حول التزام العدو الإسرائيلي بوقف عدوانه وخروقاته، بحسب ما أشار مصدر الى جريدة "الأنباء" الإلكترونية.  

ولكن ردًا على سؤال صحافي حول رفض تسليم السلاح فأجاب: "اقول انكم لن تواجهوا حربًا إسرائيلية جديدة". وبما يتعلق بحصر السلاح، قال برّاك أنه لا يطلب حصر السلاح، بل ثمة قانون يقول إن هناك مؤسسة عسكرية واحدة وعلى لبنان أن يقرر كيف سيطبق هذا القانون".

وعن موقفه حول عدم إعطاء ضمانات باحترام "إسرائيل: لوقف إطلاق النار، فاعتبر أنه ليس "مفاوضاً" ودوره "وسيط سياسي للتأثير الإيجابي بين الأطراف".

فالأجواء الإيجابية من حيث الشكل، قد لا تعكس تقدما ًأو حسمًا يطمئن لبنان للمرحلة المقبلة. الى ذلك، وشدد المصدر على أن كلام برّاك بقوله إن واشنطن تعتبر لبنان مفتاحًا للاستقرار في المنطقة، له قراءته ودلالاته السياسية، ولا يجب أن يمر مرور الكرام، خصوصًا أنه لا يمكن وليس منطقيًا الفصل وعدم الربط بين ما يحصل في لبنان والتطورات في المنطقة، وأيضًا موازين القوى للدول المعنية في ملفات المنطقة.

بري .. أولوية الثوابت الوطنية 

بالأمس كان اللقاء المنتظر بين برّاك ورئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، والذي استمر على مدى أكثر من ساعة ونصف الساعة. وبدا أن اللقاء كان إيجابيًا، بحيث قال براك بعد اللقاء أنه "كان ممتازًا، ونعمل قدمًا للوصول إلى الاستقرار". 

وتصريح برّاك بعد لقاء الرئيس بري لم يختلف كثيرًا عمّا قاله عند لحظة وصوله إلى عين التينة، بحيث أعرب عن تفاؤله من زيارته لبنان، مشيرًا الى أن "الولايات المتحدة لن تتخلى عن لبنان".

ورأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم في اتصال مع "الأنباء" أن الرئيس بري لديه ثوابت في مقاربته للأمور، بغض النظر عمّا قيل حول الرد على الرد وأفكار لبنانية أو أميركية والرد عليها"، مشيرًا الى أن "المسألة منطلقة من موضوع أساسي، وهو أن هنالك اتفاقًا في الأساس لا بد من الالتزام به والذي تنصل منه ولم يلتزم به هو الجانب الإسرائيلي". 

وشدد هاشم على أن "أولى الأولويات تتمثل بوقف العدوان والانسحاب من الاراضي المحتلة، ومن هنا تبدأ الحكاية"، مؤكدًا أن "ثمة ثوابت وخيارات وطنية لا يمكن التخلي عنها".

من عاليه الى السويداء.. محاسبة كلّ مَن ارتكب انتهاكات!

وعلى خط الأزمة السورية والتطورات التي ألقت بظلالها على السويداء ولبنان أيضًا، كانت رسالة تضامن من عالية الى السويداء. في هذا الإطار، أقيمت وقفة تضامنية حدادًا على أرواح الشهداء، إذ شدد عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب أكرم شهيّب خلالها على "محاسبة كلّ مَن ارتكب انتهاكات، وحث على فتح "الباب للتفاهم مع أصوات العقل في السويداء الذين يريدون وحدة سوريا وينتصرون إلى وحدة الدولة والشعب".

وتوجه شهيّب لأبناء السويداء بالتذكير بأن "العروبة الحضارية" تجمع أبناء جبل العرب وأبناء الجبل في لبنان، مشددًا على "أننا لن نتخلى عن انتمائنا وهويتنا وتراثنا وتاريخنا مهما كانت التحديات والمصاعب"، على حد تعبيره. 

ودعا شهيّب إلى تثبيت وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، وتبادل الأسرى وفك الحصار، مشيرًا الى أن "لا مفر من الانخراط في مشروع الدولة التي عليها أن تكون حاضنة للجميع، وصادقة بعدالتها. فدولة القانون حاجة سورية. دولة المواطنة والمؤسّسات تحت سقف وحدة الأرض والعدالة للجميع".

اتصالات مستمرة.. وتحصين الداخل

أما داخليًا وعلى محور آخر، فلم تكل القوى السياسية والدينية في لبنان من بذل أقصى الجهود لمنع انتقال تداعيات الأزمة السورية في السويداء الى لبنان، وتقف سدًا منيعًا لأي محاولات تهدف الى زرع أو تأجيج الفتنة، وهي مستمرة لتحصين الساحة الداخلية.  

رئيس الجمهورية الرئيس جوزاف عون أشار الى أن "الاتصالات مستمرّة لمعالجة تداعيات ما يجري في عدد من دول المنطقة، تفاديًا لتأثيرها على لبنان".

وفي سياق متصل، أشار رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام والمقرب من مفتي الجمهورية اللبنانية القاضي الشيخ خلدون عريمط، الى أن "الأحداث الدامية في دول الجوار العربي وخصوصًا في سوريا، ألقت بظلالها على الساحة اللبنانية، ولمنع أي تداعيات، قام صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، باتصالات محلية وعربية، وعلى وجه الخصوص مع الزعيم الوطني وليد جنبلاط، وأركان الحكم في لبنان، لإنهاء حالة الاقتتال خارج لبنان ومنع أي تداعيات على الساحة اللبنانية.

ولفت عريمط في حديث الى جريدة "الأنباء" الإلكترونية، الى أن هناك اتصالات متعددة أجريت مع الزعيم الوطني وليد جنبلاط ومع سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، إضافة الى الاتصالات مع الأشقاء السوريين وكل هذه الاتصالات أثمرت هدوءً نسبيًا وإعادة التواصل والحوار، بين القوى المتناحرة بهدف وضع حد للتدخل الصهيوني السافر.

وقال عريمط أن العدو الإسرائيلي "حاول أن يستغل هذه الأحداث الدامية بتحقيق مشاريعه القديمة الجديدة بزعزعة الاستقرار، وضرب الوحدة الوطنية في كل بلد عربي أو إسلامي لإقامة مشروعه الصهيوني التلمودي"، مشيرًا الى أن "الاتصالات التي أجريت وستجرى تهدف الى صيانة الوحدة الإسلامية والوطنية في لبنان والى رأب الصدع لدى الإخوة في سوريا".

وشدد عريمط على أن الوحدة الوطنية في كل قطر عربي هي العمق الإستراتيجي للوطن العربي، وفي نفس الوقت تمنع المشروع الصهيوني أو غيره منن المشاريع المشبوهة القادمة من وراء الحدود، اللبنانية والعربية بهدف ضرب وحدتها الوطنية ومحاولة إقامة مشاريعها التوسعية.

وأكد عريمط أن هذه المشاريع "ستسقط أمام وحدة اللبنانيين وتلاقي وتعاون الأشقاء العرب على حل مشاكلهم في داخل أوطانهم، في إطار التعاون والحوار بين مكونات الدولة الواحدة في هذا العالم العربي الكبير من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي".

فيدان .. والأبعاد الجديدة

وفي خضم ما يحصل في سوريا من تطورات، بدأت التطورات في سوريا تأخذ أبعاداً جديدة، خصوصاً بعد صدور موقف هام ومتقدم لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وتكمن أهميته في توقيته ومضمونه على السواء. وإذ أشار فيدان الى متابعة جميع "التطورات عن كثب خلال الأسبوع الماضي، وكنا مهتمين للغاية بالتطورات في جنوب سوريا منذ البداية، اتخذت الأحداث بعدا جديدا مع تدخل إسرائيل بذريعة حماية الدروز"، على حد تعبيره. 

وحذّر فيدان في حال اتجهت الأطراف الانفصالية في سوريا إلى التقسيم، ستعتبر أنقرة ذلك تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي وستتدخل، معتبرًا أن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حكمت الهجري، "يتصرف كوكيل لإسرائيل، وقد أبدى موقفا رافضًا لأي حل من شأنه أن يسهم في الاستقرار والسلام".

كذلك، أشار فيدان الى أنه على "كافة المناطق السورية أن تدخل تحت سيطرة الحكومة المركزية في دمشق"، مؤكدًا أن "بلاده تعمل مع كل الأطراف في سوريا لتأمين الاستقرار وإيقاف ما وصفها بـ "مخططات إسرائيل الخطرة". 

هذا ورأت مصادر مراقبة لـ "الأنباء" أن الصراع بين تركيا وإسرائيل على النفوذ في سوريا انتقل من مرحلة جمر تحت الرماد الى مرحلة أخرى أكثر علنيةً وحدةً، انطلاقًا من السباق على النفوذ الإقليمي، من باب دمشق، لافتةً الى أننا تارة نشهد تفاهمات ضمنية وطورًا يشتد سقف الخطاب".

وفي سياق متصل، اعتبر فيدان أنه "نظرًا لعدم رغبتها في رؤية دولة مستقرة في جوارها، فإن إسرائيل تسعى إلى تقسيم سوريا"، مشيرًا الى أنها "تسعى لإضعاف منطقتها تدريجيًا وإبقائها في حالة من الفوضى".

وذكرّت المصادر بما قاله فيدان منذ ثلاثة أشهر، بأن "تركيا لا تريد أي مواجهة مع إسرائيل في سوريا، وأن "ما تفعله إسرائيل في سوريا لا يهدد أمن سوريا وحدها، وإنما يمهد الطريق أيضا لزعزعة استقرار المنطقة في المستقبل".

وتسأل المصادر في ظل الأبعاد الجديدة لشد الحبال التركي – الإسرائيلي، ماذا سيكون سقف تصاعد هذه المواجهة حاليًا، وهل ستتوسع الى مرحلة أكثر تقدمًا، اقتصادية أو عسكرية؟ ماذا عن القرار السوري وهل سيتم التوصل الى اتفاقات دفاعية ومشاريع إعادة الإعمار، التي قد تجنب تشكيل خريطة نفوذ وميزان قوى إقليمي جديد بالقوة، بدلًا من التفاوض؟

لبنان.. جسور مع الخارج

في خطوة تعزز وتعكس انفتاح لبنان على العالم العربي، وتحديدًا دول الخليج، وصل رئيس الجمهورية الرئيس جوزاف عون الى البحرين، في زيارة رسمية تلبية لدعوة الملك حمد بن عيسى آل خليفة. اعتبر الرئيس عون فور وصوله إلى البحرين أن "الزيارة فرصة ثمينة لتعزيز أواصر التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

 الى ذلك، سيزور رئيس الحكومة نواف سلام باريس غدًا، وسيلتقي رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون في قصر الاليزيه. وأعلن القصر في بيان أنّ هذه الزيارة الرسمية ستكون الأولى لرئيس الحكومة اللبنانية مناسبة لتأكيد عمق الصداقة الفرنسية-اللبنانية، وكذلك الدعم الثابت الذي تقدمه فرنسا للبنان. وأوضح أنّ المحادثات ستتناول خصوصًا مسألة الأمن واستقرار البلاد، ومواصلة الإصلاحات الاقتصادية الضرورية لاستعادة لبنان سيادته وازدهاره بشكل كامل. 

وهذه الزيارات الخارجية للبنان الرسمي، لا شك أنها رسالة واضحة للخارج، العربي والدولي، بأن لبنان حريص على نسج أفضل العلاقات لا بل حمايتها، وأن لا مساومة على مشروع الدولة على كافة المستويات، بدءًا بحصر السلاح بيدها، مرورًا بالإصلاحات، ووصولًا الى مناخ جديد لبناء لبنان الغد، بعيدًا عن صراع المحاور.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة الأنباء الالكترونية