شهيب استقبل وفداً من العشائر العربية: لن يحصل أي خلل في الجبل
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Jul 27 25|00:32AM :نشر بتاريخ
في إطار الجهود الرامية الى الحد من أي تداعيات للتطورات الأخيرة في السويداء، ودرء الفتنة في هذه المرحلة الدقيقة، إستقبل عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب أكرم شهيب وفداً من العشائر العربية برئاسة زاهر عسكر، بحضور إمام مسجد الريان في عاليه الشيخ سليم سوبرة وعدد من المشايخ ومخاتير من عاليه.
شهيب
وأشار شهيب إلى أن "عاليه بتاريخها لم تكن يومًا إلا موئل المحبة والصلح والصالح، والوفاق عمرٌ فيها، سواء في شقّنا السياسي والدعوة التي ندعو إليها، أو في الشق الروحي... و”عين حالة” دائمًا كذلك!".
وتابع شهيب "الصلح هو تقريب وجهات النظر والحوار عند اختلاف الآراء، وهذا أمر طبيعي، ونحن في عاليه لا نفرّق بين أهل المدينة، فنحن بيت واحد. في الأيام الصعبة كنا بيتًا واحدًا ودمنا مشترك، وفي الأيام الحلوة والمصالحة كنتم أنتم الأساس فيها، كما كانت أهل الجبل والطائفة جزءًا منها."
وأضاف "العشائر أهلنا، وبيتنا واحد، وتاريخنا ودمنا ونضالنا مشترك. بالتالي، لا يجب أن يظن أحد يومًا أن في عاليه أو في الجبل قد يحصل أي خلل"
وعن الوضع السوري، قال شهيب: "ما حصل في سوريا أن إسرائيل، بدم السوريين، أنشأت حدودًا مصطنعة بين الطوائف والمذاهب لتأمين مصالحها، وهذا هو العنوان الأساسي، ومتأسفاً بالقول "نحن مقبلون على عصر مختلف لا نعلم أين سيأخذنا، لكن الاتفاق في باريس، وتم التحضير له في الأردن بين وزير خارجية الأردن ووزير خارجية سوريا ومندوب الولايات المتحدة توم براك، توصّل إلى اتفاق لوقف القتال، وهذه هي النقطة المركزية التي عملنا عليها منذ اليوم الأول. كنا نتمنى ألا يكون هناك قتال، لكن الشر وقع، والكلمة أخذت منحى غير معروف".
وأردف "تم الاتفاق بالأمس على ثلاث نقاط أساسية، وهناك رابح واحد فقط هو إسرائيل، التي تقوم بتفريغ كامل الجنوب السوري من أي سلاح مستقبلي، وتوضع أكثر من طوق على حدودها. وهذا ليس بجديد!".
وقال شهيب: "منذ قديم الزمان، في عام 1919، ودائمًا أكررها، في مؤتمر فرساي، قُدمت وثيقة تنص على أن "جبل الماء" يجب أن يكون ضمن "سامراء ويهوذا"، أي جبل الشيخ، الذي يطلّ على أربع دول وتنبع منه المياه. فإسرائيل هي المستفيد الأول من أي خلاف داخلي أو بين الشعوب والدول العربية سواء فيما بينها أو في داخلها."
وشدد على أنه "يا ليت لم حصل هذا الدم!… لو نفذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه والذي نصّ على أن تكون جميع القوى الأمنية في الجبل من الأمن العام والشرطة والجيش من أبناء المحافظة، وعندما نقول أبناء المحافظة نقصد السكان الأصليين للمحافظة (أي الدروز والبدو والمسيحيين)، ولذلك، فإن العيش بينهم حتمي في الأمس واليوم وغدًا. هذا الخلاف الذي وقع، كما قلت، هناك من يرعاه ويصبّ الزيت على النار، وهذا ما أوصلنا إلى هنا. “يا ليت لم نصل إلى هنا."
وافت شهيب الى أن "التعب أو الهم كان في منع انتقال ما جرى في الجبل، وهذا الدم الغالي الذي ارتقى، إلى لبنان. وهذا هو همّنا منذ اليوم الأول حتى اليوم. والأكيد أن العُقّال كُثر، ونحن نؤكد على كلامهم، ونستنكر بعض التصريحات التي صدرت عن بعض المسؤولين في منطقة عكار. الدروز جزء لا يتجزأ من العروبة والإسلام، هذا تاريخنا وتراثنا وسلطان الأطرش ووحدة سوريا."
وأضاف "أذكّر بنقطة مركزية كان يجب التنبه لها ومراعاتها: دروز الجبل، عندما بدأت الثورة ضد الظلم مع بشار الأسد، حرّموا على الشباب الخدمة العسكرية وقتال إخوانهم. وبالتالي، هذه العلاقة التاريخية يجب أن تُصان بالحكمة والعقل وتُحترم. لكن، كما قلت، عندما يقع الشر لا نعلم متى ينتهي"، مشدداً على عروبة جبل سلطان باشا الأطرش، وعلى الموقع الإسلامي في العالم العربي الكبير وعلى أهمية الحوار لتثبيت ما تم التوصل إليه.
وتابع "أولًا تبادل الأسرى يجب أن يتم، ويلتئم الجرح، ثانيًا في أيام بشار الأسد، عانت السويداء من الظلم على صعيد الماء والكهرباء والغذاء والاستشفاء، فيجب معالجتها"، مستطرداً بأن "الحمد لله، انتهى النظام السوري، والأمل مع النظام الجديد، والذي كان أول من التقاه الرئيس وليد جنبلاط. والعرض الذي قدمته الحكومة لأهل الجبل لو نُفّذ في ذاك الوقت لما وصلنا الى ما وصلنا اليه. ثانيًا: عملية فتح الطرقات وتأمينها وتأمين مستلزمات المنطقة واجب، وإن شاء الله بالحوار نصل إلى هذه النتيجة، وعلى أمل استقرار الوضع في سوريا."
وأكد شهيب أن "في لبنان، لا يحمي إلا الدولة، وفي سوريا لا يحمي إلا الدولة، ولا دولة تقوم إلا على وفاق ومحبة أبنائها. بالتالي، الوفاق الداخلي ضروري."
وختم شهيب: "توجيهات مشايخنا واضحة، وهم لا يدعون إلا إلى العقل والحكمة، والعقل والحكمة يقولان: إذا وقع الخلاف، فالحوار هو الحل.. ونحن دائمًا في الخدمة."
شيخ العشائر
وتحدث باسم العشائر الشيخ زاهر عسكر، قائلاً: "نحن نسير بتوجيهات وليد بك وحضرتكم، التي تدعو إلى التكاتف، ونجتمع ونقوم بلقاءات ضد التفرقة. باقون على الدرب، وسنجتاز المحنة"، مشيراً إلى أن "ما حصل في سوريا من ظلم وقتل، نحن نستنكره، أياً كان الطرف، ونحن على ذات المبدأ الدفاع عن الأرض والعِرض، وهذا نهجنا كما هو نهجكم. العنف الذي حصل لا يمثلنا، ولا يمثل الإسلام. هناك أفكار كثيرة دخلت على الدين وليست منه، ومشايخنا يعلمون ذلك. نحن ضد التطرف بكل أشكاله."
وتابع "نحن كأهل السُّنة، إن أردنا أن نتحدث بهذه الطريقة، أنتم من وقف معنا وحمل جثمان الرئيس الشهيد رفيق الحريري. قد ينسى البعض هذا الأمر، لكننا لا ننساه."
سوبرة
من جهته، قال الامام سوبرة: "الدين يرفض العنف والظلم والقتل، فالقتل بلا سبب جريمة كبرى لا تُغتفر، والدين بريء من الجرائم. لكن هناك من يتصرف باسم الدين ويدّعي أن هذا هو الدين، والدين ليس كذلك، بل هو سلام ومحبة وتعاون على الخير، ومن أجل نهضة الوطن."
وتابع "إننا في لبنان، كما بعض الدول العربية، لم نتعافَ بعدُ من الزلازل التي كنّا نعيشها. نحن في أولى درجات التعافي ولسنا بحاجة إلى نزاعات، ولا إلى استيراد نزاعات. المفروض أن نلعب دور "الإطفائي" والسعي إلى إطفاء نار الفتنة."
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا