جعجع: لا قيام لدولة حقيقية من دون حصر السلاح بيدها
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Aug 18 25|21:59PM :نشر بتاريخ
أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن القرار الذي اتخذته الحكومة لجهة نزع السلاح في جلستها الأخيرة "هو في الحقيقة إقرارٌ كبير وجديد، باعتبار أن سلطة الدولة في لبنان كانت منذ أربعين عاماً، مخطوفة ومقزّمة. ففي مرحلة أولى، طغت هيمنة نظام الأسد على الدولة اللبنانية، فيما المرحلة الثانية تمثلت بسيطرة حزب الله عليها"، معتبراً أن "لبنان في السنوات الأربعين الأخيرة، تحوّلت دولته إلى شكل من أشكال البلدية، أي مؤسسة تهتم بالشؤون المحلية، وبجمع النفايات والماء والكهرباء فحسب، موقفها مسلوب منها، وبالتالي هذه الدولة ليست بدولة".
ووصف جعجع في حديث الى قناة "العربية" القرار الذي اتُّخذ أخيراً، بأنه "محطة تاريخية يُفترض على كل لبناني أن يعتز بها، ولا سيما أنها تمثل عودة لبنان ودولته إليه، بعد غياب استمر نحو أربعين عاماً، وهنا تكمن أهمية هذا القرار الذي هو بمثابة البداية، إلّا أن أمام الدولة طريقاً قد يكون طويلاً، لكن في النهاية الدولة ستعود بكامل قوامها إلى كنف الوطن".
وأشار الى أن "هناك اليوم تخويفاً لطائفة تُعتبر مكوّناً أساسياً من مكوّنات الحياة السياسية والديمقراطية والاجتماعية، وهنا أعني الطائفة الشيعية، وهذا خطأ كبير يقع فيه البعض، كما أنه كذبة كبرى تروّجها جماعة حزب الله، وبالتالي لم يستهدف أحدٌ يوماً الطائفة الشيعية التي هي مكوّن أساسي من مكوّنات لبنان، ونحن نعيش معها منذ مئات السنين، وعلاقتنا جيدة، فنحن أبناء شعب واحد"، لافتاً الى أن "الطائفة الشيعية كانت مخطوفة من الحزب، وهو أداة بيد الحرس الثوري الإيراني".
وأعرب عن تفاؤله بـ "الموقف الدولي بدءاً بموقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام وسواهما، على خلفية موقفهما الواضح جداً. فخلال زيارة الأمين العام للمجلس القومي الإيراني علي لاريجاني بيروت، سمع من المسؤولين اللبنانيين، موقفاً واضحاً وصريحاً، يتعلق بوجوب التعامل مع لبنان في حال أرادت إيران مساعدته، من دولة الى دولة، من خلال الأطر الشرعية ومؤسسات الدولة، لا عبر خطف مجموعة من اللبنانيين والاستثمار بهم".
وعن الورقة الأميركية، قال: "الأميركيون قالوا منذ اللحظة الأولى - وليس كما يدّعي الإيرانيون – إنهم لا يربطون مصيرهم ومصير استراتيجيتهم واقتصادهم كله بموافقة لبنان على هذه الورقة، وهم يحاولون ترتيب شرق أوسط جديد، وإطفاء الحروب والتوترات القائمة. وقالوا منذ البداية: إذا كنتم لا تريدون، فأنتم أحرار. ولكن ما هو المطلب الأساس؟ المطلب ليس نزع سلاح حزب الله فوراً فقط، بل إعادة القرار الاستراتيجي العسكري والأمني إلى الدولة. وهذا مطلب لبناني بالدرجة الأولى".
وتمنى "أن نعود إلى أدبياتنا السياسية كلها وأدبيات القوى السيادية في لبنان منذ أكثر من عشرين سنة حتى اليوم، حين كان خطابنا الرئيسي هو: إعادة القرار الاستراتيجي العسكري والأمني إلى الدولة. هذا المطلب بحد ذاته لا علاقة له بأي عنصر خارجي"، معتبراً أنه "من دون حصر كل السلاح بيد الدولة اللبنانية، ومن دون إعادة القرار الاستراتيجي إليها، لا يمكن أن تقوم دولة لبنانية حقيقية. من هذا المنطلق، مسألة السلاح هي مسألة داخلية لبنانية، ومطلب لبناني أولاً وأخيراً".
وأشار الى أن "الحزب اليوم أمام حتميات جديدة لم يشهدها منذ تأسيسه في الثمانينيات. الجغرافيا التي كانت تمثل له امتداداً - أي سوريا - لم تعد متاحة كما كانت. القوة العسكرية ما زالت موجودة رغم الضربات الإسرائيلية، لكن الحلفاء الذين كان يعتمد عليهم في السابق تفرّقوا"، مؤكداً أن "القرار ليس بيد حزب الله، بل بيد إيران التي تحاول الآن إعادة تجميع أوراقها من اليمن مروراً بالحشد الشعبي في العراق وصولاً إلى لبنان. ولحسن الحظ لم تعد قادرة على فعل ذلك في سوريا، لأن الأخيرة أصبحت في مكان مختلف تماماً".
ودعا إلى إجراء استطلاع رأي الشعب اللبناني من جهة مستقلة وغير تابعة للمحور الإيرانيّ حول قضية سلاح الحزب، لتبيان حقيقة أن 70% من اللبنانيين يريدون نزح سلاحه، وبالتالي هذا مطلب لبناني 100%، مشدداً على أن "مطلب إعادة القرار الاستراتيجي العسكري والأمني إلى الدولة هو مطلب لبناني بحت، بغية تحقيق مطلب اللبنانيين".
ورأى أن "المسؤولية تقع على عاتقنا ووفق خياراتنا بعيداً من خيارات أي دولة أخرى ونحن نريد العودة الى دولتنا، لأنه من دون ضبط مقومات الدولة كلها، وإعادة القرار الاستراتيجي إليها لن نشهد قيام دولة لبنانيّة فعليّة"، مذكراً بأن "الدول الصديقة للبنان، لم تقصّر أبداً وتحاول أن تهتم، وخصوصاً المملكة العربية السعودية، منذ العام 2020 وحتى العام 2024. المملكة لديها قناعاتها السياسية، على غرار تمسكها بمبدأ حل الدولتين في القضية الفلسطينية، وهذه القناعات تتطابق مع الميثاق الوطني اللبناني والسياسة اللبنانية التاريخية".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا