البناء: مجلس الأمن يقر عودة العقوبات على إيران… وروسيا والصين: لا قيمة قانونية
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Sep 20 25|09:16AM :نشر بتاريخ
انتهى مجلس الأمن الدولي بالتصويت لصالح إقرار الطلب الأوروبي بالعودة إلى العقوبات الأممية التي كانت قبل اتفاق 2015 مفروضة على إيران، بينما قالت إيران وشاركتها روسيا والصين إن الطلب الأوروبي فاقد للأهلية والشرعية القانونية وإن القرار الأممي بعودة العقوبات بلا قيمة قانونية، ويفترض أن يدخل القرار حيز التنفيذ خلال ثمانية أيام، مفتوحة على فرص تفاوضية تتم على حافة الهاوية، في ظل تهديد إيراني بالانسحاب من اتفاقية حظر الأسلحة النووية الموقع بينها وبين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع تأكيد سقوط الاتفاق الموقع مؤخرا من الوكالة على عودة مفتشيها إلى إيران، بينما لا تشعر إيران بقلق كبير من عودة العقوبات بوجود علاقات اقتصادية بينها وبين مجموعة بريكس ومجموعة شنغهاي التي لن تلتزم بالعقوبات خلافاً لما كان عليه الوضع قبل العام 2015.
في واشنطن تضارب في المعلومات حول مصير الاتفاق السوري الإسرائيلي مع زيارة وزير خارجية الحكومة السورية الجديدة أسعد الشيباني لأميركا وتعثر ترتيب موعد بينه وبين وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو، بينما لا يزال الغموض يلف إمكانية ترتيب موعد بين الرئيس الانتقالي في سورية أحمد الشرع والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهذا التعثر والغموض يطرحان أسئلة حول مدى صدقية التفاؤل بتوقيع الاتفاق السوري الإسرائيلي، في ظل شروط إسرائيلية يتسبّب قبولها بإضعاف مكانة تركيا الإقليمية وفتح الطريق أمام “إسرائيل” لاستهداف الأردن ما يثير حفيظة دول الخليج وفي مقدمتها السعودية.
في المنطقة تواصل قوات الاحتلال عمليات القصف التدميري لقطاع غزة ويسقط العشرات من الشهداء، بينما تستمر حرب التجويع، ويتولى اليمن مواصلة استهداف السفن المتجهة الى كيان الاحتلال في البحرين العربي والأحمر، وقد وجه أمس صواريخه وطائراته المسيرة إلى أماكن عدة في الكيان أهمها محيط مطار بن غوريون، وميناء أم الرشراش.
لبنانياً كان خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم هو الحدث، خصوصاً بما تضمنه من دعوة للحوار مع السعودية، تحت شعار أن ما بعد العدوان على قطر ليس كما قبله، وأن المشروع الإسرائيلي يستهدف الجميع ولا أحد بمنأى عن تداعياته، وتوقعت مصادر متابعة ان يترجم موقف الشيخ قاسم بمساع إيرانية تستكمل ما بدأ، تسفر عن بدء حوار علني مع المملكة السعودية.
وأكَّد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، خلال الذكرى السنوية الأولى لشهادة القائد الجهادي الكبير الشهيد إبراهيم عقيل والشهداء من قادة وحدة الرضوان والمدنيين، أنّ «ما بعد ضربة قطر مختلف عما قبلها»، موضحًا أنَّ البعض يصنّف المقاومة عدوًا ويعتبر الكيان «الإسرائيلي» صديقًا. وأضاف الشيخ قاسم أنَّ ما بعد ضربة قطر تغيّر منطق الاستهداف، فباتت المقاومة والأنظمة وكل عائق جغرافي وسياسي أمام مشروع «إسرائيل الكبرى» في مرمى الاستهداف. ولفت إلى أنَّ الهدف يمتدّ لفلسطين ولبنان والأردن ومصر وسورية والعراق والسعودية واليمن وإيران، محذّرًا من خطر هذا المشروع التوسعيّ المدعوم من قوى كبرى.
وأكّد ضرورة قلب المعادلة، واضعًا خطة سريعة وواضحة لا تحتاج إلى تفسير، وهي أنَّ المطلوب أن تُعتبر “إسرائيل” الخطر لا المقاومة.
ودعا الشيخ قاسم كلّ اللبنانيين، حتى مَن وصلت الخصومة معهم إلى حدّ العداء، إلى الامتناع عن تقديم أي خدمات لـ”إسرائيل”، محذّرًا من أن “إسرائيل” لن توليهم اهتمامًا إذا أصبح لبنان جزءًا من مشروع “إسرائيل الكبرى”. ولفت إلى أنَّ الحاجة ملحّة لبناء لبنان معًا، مشيرًا إلى أن حزب الله قدّم تجربة في إيقاف العدو عند حدّه، وأنه شارك بعد ذلك في انتخاب الرئيس عون وتشكيل الحكومة والتعاون في التشريعات وإدارة البلد.
وتابع أنَّ مسار الحوار يجب أن يكون مدعومًا بتفاهمات حتى لا يكون هناك خدمة لـ”إسرائيل”، مؤكّدًا أن المقاومة مستمرة. وقال الشيخ قاسم إن “لجنة الميكانيزم لم تُصدر أمرًا لـ”إسرائيل” بوقف عدوانها، ولا سُمِع منها أن قالت لـ”إسرائيل”: أوقفِ عدوانك”.
وأضاف أن “الضغط الدولي يتجلّى أيضًا بمنع الإعمار”، موضحًا أن “أميركا تعمل على عرقلة إعادة الإعمار كجزء من سياسة الضغط على البيئة المؤيدة للمقاومة”.
ودعا الشيخ قاسم السعودية إلى فتح صفحة جديدة مع المقاومة ضمن عدة أسس، موضحًا أن من أسس الحوار معها معالجة الإشكالات والردّ على المخاوف وتأمين المصالح المشتركة.
وأضاف الشيخ قاسم أن هذا الحوار ينبغي أن يُبنى على قناعة واضحة بأن “إسرائيل” هي العدو وليست المقاومة، وأنه يجب تجميد الخلافات الماضية، على الأقل في هذه المرحلة، من أجل التوجه للجم “إسرائيل”.
وأشار إلى أن سلاح المقاومة موجّه نحو العدو “الإسرائيلي” فقط، لا نحو السعودية ولا نحو أي جهة في العالم، وأن هذا النهج سيستمرّ، محذرًا من أن الضغط على المقاومة يُعدّ ربحًا صافًيا لـ”إسرائيل”، وأن غياب المقاومة سيُعرّض دولًا أخرى للخطر. واعتبر أنَّ المقاومة الفلسطينية تشكّل سدًا منيعًا أمام التوسع “الإسرائيلي”، داعيًا إلى توحيد الموقف على قاعدة أن العدو هو “إسرائيل”.
ووصفت مصادر سياسيّة خطاب الشيخ قاسم بالوطنيّ والهادئ والعميق حيث قدّم رؤية واضحة ومعبرة عن المشهد الإقليمي وحجم خطورة المشروع الإسرائيلي الذي يستهدف كل دول المنطقة ما يستوجب التضامن العربي والإسلامي والتركيز على صد الأطماع الإسرائيلية وإجهاض مشروعها الذي سيهدد أمن واستقرار كل المنطقة بما فيها حلفاء الولايات المتحدة ومَن يستعدّ لتوقيع اتفاقات أمنية وسلام وتطبيع مع “إسرائيل”. ولفتت المصادر لـ”البناء” الى أن مواقف الشيخ قاسم تحمل جملة رسائل داخلية وخارجية وتحاكي التطورات التي حصلت في المنطقة وتعكس إعادة قراءة التحوّلات والتحالفات في المنطقة، متوقعة أن تترك الرسائل انعكاسات إيجابيّة في الداخل والخارج.
وعلمت “البناء” أن الاتصالات الإيرانية – السعودية مهّدت لنضوج حزب الله والسعودية لفتح صفحة جديدة وتصفير المشاكل، كاشفة أن الاتصالات بين الرياض وطهران سبقت بأسابيع جلسة مجلس الوزراء في 5 أيلول وقراراتها التي جاءت ترجمة لهذه الاتصالات الإقليمية الى جانب نصائح أميركية للحكومة بعدم الذهاب بعيداً في الضغط على حزب الله والطائفة الشيعيّة ما سيؤدي الى انفجار شعبي وسياسي وأمني داخلي يطيح بالإنجازات التي حققتها واشنطن في لبنان بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.
وأفادت مصادر دبلوماسية عربية تعليقًا على الشيخ قاسم، بأن “اللافت بالخطاب هو التأكيد على الدور السعودي الإيجابي، وهذا ما تلقفته دوائر عربية بإيجابية ستظهر في الأيام المقبلة”.
وأشارت مصادر دبلوماسية، لقناة “الجديد”، إلى أنّ “التصعيد الإسرائيلي في القرى الجنوبية والبقاع، يحمل رسالة واضحة مفادها بأن وتيرة الاستهداف مستمرة، وتشمل مواقع محددة في مناطق متعددة، مع إمكانية توسّع العمليات لتطال مناطق داخلية خارج نطاق الجنوب”. ونقلت القناة عن مصادر دبلوماسية عربية قولها إنّ “استهداف قطر أثار هواجس من التصعيد الإسرائيلي محلياً وإقليمياً”.
إلى ذلك، نقلت “الجديد” عن مصادر مقرّبة من “حزب الله”، إشارتها إلى أنّ “موقف الشيخ نعيم قاسم يأتي في وقت يستشعر فيه الحزب الخطر على كل المنطقة، لا سيما بعدما قرأ دلالات استهداف قطر والتهديد الإسرائيلي لمصر وفيها رسائل اسرائيلية خطيرة”، وذلك بعد خطاب لقاسم دعا فيه السعودية إلى حوار يتم التأكيد على أنّ “إسرائيل” هي العدو للمنطقة.
وقالت المصادر: “الحزب قرر أن يبادر بطي الماضي وفتح الباب لمواقف عربية موحدة ومنسجمة”.
في غضون ذلك، استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون، في قصر بعبدا، أمس مستشار وزير الخارجية السعودي يزيد بن فرحان، وأجرى معه جولة أفق تناولت الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
أمنياً، واصل الاحتلال عدوانه على لبنان، حيث استهدفت غارة من مسيّرة سيارة أمام مدخل مستشفى تبنين الحكومي، أدّت في حصيلة نهائية إلى سقوط ضحية وإصابة أحد عشر شخصاً بجروح من بينهم إثنان بحال حرجة، بحسب مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة. وأفادت المعلومات أن المستهدف في غارة تبنين هو حسين حسان رمضان من بلدة الطيبة وسكان جبشيت. كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية بصاروخ موجّه شاحنة لنقل المياه في المنطقة الواقعة بين أنصار وكوثرية الرز وأفيد عن وقوع إصابات.
وأعلن مركز عمليّات طوارئ الصّحة التابع لوزارة الصّحة العامّة، في بيان، أنّ “غارة العدو الإسرائيلي على سيّارة في بلدة أنصار، أدّت إلى سقوط شهيد”.
وعمدت محلقة إسرائيلية إلى إلقاء قنابل حارقة على منطقة جبل الرفيع في إقليم التفاح، ما تسببت بإشعال حريق كبير في الأحراج والأعشاب اليابسة. وسارعت فرق من الدفاع المدني وفوج الإطفاء في اتحاد بلديات إقليم التفاح و”كشافة الرسالة الإسلامية”، و”الهيئة الصحية الإسلامية” إلى محاصرة النيران وإخمادها. كما حلقت طائرة مسيّرة إسرائيلية مساء أمس فوق الضاحية الجنوبية لبيروت.
إلى ذلك، برزت مواقف لافتة لقوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، حيث أشارت في تصريح صحافي الى أن” الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مناطق في جنوب لبنان الليلة الماضية تُعد انتهاكاً واضحاً وصريحاً لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، وتشكل تهديداً مباشراً للاستقرار الهش الذي تحقق في تشرين الثاني من العام الماضي. كما أنها تقوّض ثقة المدنيين في إمكانية التوصل إلى حل سلمي لهذا النزاع”. وقد اضطرت وحدات من قوات حفظ السلام في موقعين بمنطقة دير كيفا، بالقرب من برج قلاوية، إلى الانتقال إلى أماكن آمنة نتيجة هذه الاعتداءات، التي عرّضت بشكل خطير حياة الجنود اللبنانيين وعناصر اليونيفيل والمدنيين للخطر”. وختمت: “إننا ندعو جيش الدفاع الإسرائيلي إلى التوقف الفوري عن شن أي غارات إضافية، والتزام الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية. كما نؤكد ضرورة أن تلتزم جميع الأطراف تجنب أي انتهاكات أو خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد إضافي. ندعو جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بأحكام قرار مجلس الأمن الرقم 1701 وتفاهم وقف الاعمال العدائية، إذ إن هذه الآليات وُضعت خصيصاً لمعالجة الخلافات وتجنب اللجوء إلى العنف من جانب واحد، وتجب الاستفادة منها الى اقصى الحدود. كما يشكّل استمرار التصعيد تهديداً للتقدم الذي أحرزته الأطراف في جهودها لاستعادة الاستقرار”.
وعشية سفره غداً الى نيويورك لترؤس وفد لبنان الى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، عرض رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مجمل هذه الملفات، مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام وفي شكل خاص التطورات الأمنية الأخيرة في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية على بلدات وقرى جنوبية وبقاعية، والاتصالات الجارية لمعالجة هذه التطورات. كما عرض الرئيسان لمسار مناقشة مشروع قانون موازنة 2026، إضافة الى الأوضاع العامة. وبحث الرئيس عون مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل الأوضاع الأمنية في البلاد، واطلع منه على تفاصيل الاعتداءات الإسرائيلية امس، على بلدات وقرى جنوبية، وعلى ما حققه الجيش في مجال مكافحة المخدرات في ضوء العمليات النوعية التي حصلت خلال الأيام الماضية في اطار القضاء على هذه الآفة وتوقيف المرتكبين.
على الخط الانتخابي، تواصلت السجالات حول القانون وتعديلاته، وفي السياق، توجّه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى رئيس مجلس النواب نبيه بري بالقول: “تقول إن لديكم مشروعاً انتخابياً آخر استكمالاً لما تمّ التوافق عليه في “الطائف”. ونحن بدورنا جاهزون لمناقشة أي اقتراح لديكم، ولكن بشرط واحد: ألّا تتحوّل اللجنة الفرعية إلى مقبرة للمشاريع، وأن يُحدَّد لها وقت قصير جداً نظراً لضيق المهل الفاصلة عن الانتخابات. وبعدها تُحال المشاريع كلها من اللجنة إلى الهيئة العامة لمجلس النواب، والتي يعود لها أن تصوّت وتُقرّ ما تراه مناسباً. هكذا تنتصر الديمقراطية، من خلال تعدّد الآراء، وإجراء النقاش، واتخاذ القرار في المكان الصالح: أي الهيئة العامة لمجلس النواب”.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا