النمر: هناك فرصة للتفاهم من أجل وضع استراتيجيات دفاعية عامة
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Sep 20 25|19:49PM :نشر بتاريخ
أحيا "حزب الله" الذكرى السنوية الأولى للشهيد هادي محمد العوطة، في احتفال تأبيني أقيم في حسينية العائلة في بعلبك، حضره مسؤول منطقة البقاع الدكتور حسين النمر وأعضاء قيادة المنطقة، مسؤول قطاع بعلبك يوسف اليحفوفي، نائب رئيس بلدية بعلبك عبد الرحيم شلحة وأعضاء من المجلس البلدي، مخاتير وفاعليات دينية واجتماعية.
النمر
واستهل النمر كلمته متوجها إلى عوائل الشهداء فقال: "نحن نغبطكم على ما قدمتم من عطاء وتضحية، وعلى إيمانكم العميق ومحبتكم وصبركم وثباتكم على هذا الخط. أنتم لستم بحاجة إلى وعظ، أنتم الآن أكثر اطمئنانًا على أبنائكم الذين هم في مكان آمن وجميل، مع الشهداء والصالحين ومع محمد وآله الأطهار، فالله طمأننا وقال لنا بكل يقين "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"؛ إنهم يتنعمون في عالم خالٍ من كل الموبقات الموجودة في هذه الدنيا الفانية".
وأشار إلى أن "هؤلاء الشهداء انتموا الى مسيرة الجهاد التي لها اهدافها الكبيرة، مسيرة الدفاع عن الوطن والأرض، والدفاع عن الإسلام والمقدسات، وهذا مطلب وأمر الهي "وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ". نحن اليوم أمام عدو لا يفهم إلا بالقوة، لذا يجب ان نمتلك كل أسباب القوة لمواجهة هذا العدو الذي يريد ان يشن علينا حربا وجودية لإنهاء وجود المقاومة ووجودنا".
وأضاف: "أصبح من الواضح لكل العالم أن اميركا وإسرائيل ليس لديهما حلفاء في هذا العالم او أصدقاء، بل لديهما مصالح، وحلفاء الأميركيين والإسرائيليين هم بالنسبة إليهم مجرد أدوات. يريدون الهيمنة على المنطقة وتحقيق مشروع إسرائيل الكبرى، يريدون التوسع والهيمنة واغتصاب الأرض".
ورأى أن "إسرائيل خرجت من منطق القتال بين الحروب، هي تعمل اليوم بمنطق من تجده أو تعتبره تهديدا لها أو يشكل خطرا عليها، يجب أن يقتل، وإلا ما هو المبرر لضرب عدة عواصم اسلامية وعربية، بيروت ودمشق وبغداد وطهران وصنعاء وأخيرا الدوحة. كما أن الأميركيين يكذبون على أصدقائهم وعلى العالم، لأن كل ما تقوم به إسرائيل هو بمعرفتها وبتخطيط ودعم منها".
واعتبر النمر أن "أمام الدول العربية والاسلامية فرصة، وأمام هذا الانكشاف الكامل لأميركا وإسرائيل هناك فرصة للتفاهم من أجل وضع استراتيجيات دفاعية عامة، والإنتباه للقادم من الأيام، بأن اسرائيل يهمها مصلحتها وأهدافها التوسعية، ولن ترحم أحدا".
وتابع: "لعل هذه الفرصة تسمح للدول العربية أن تعيد حساباتها من جديد، لرسم استراتيجيات دفاعية في مواجهة العدو الصهيوني. واهم من يعتقد بأن اسرائيل يمكن أن تصادق أو تتحالف او تتماهى مع أحد. إنها فرصة يمكن ان ترسم واقعا جديدا في المنطقة، وعندما يستفيق البعض، سيرون أيدينا بأيديهم، لأن المقاومة ليست ضد أحد منهم، نحن نؤمن بالمقاومة من أجل الدفاع عن العرب والمسلمين".
وأردف: "في لبنان 5 أيلول أفسح المجال أمام تفاهمات حوارية جديدة، وجمَّد مفاعيل ما قبله من قرارات وزارية. ونحن نقول لكل اللبنانيين يمكننا أن نفتح صفحة جديدة من الحوار من أجل استراتيجية دفاعية او استراتيجية عمل وطني، أو استراتيجية أمن وطني؛ ليس المهم التسمية، بل المهم ان نتفق على المضمون، وان نتفاهم على استراتيجية للدفاع عن بلدنا وحماية أرضنا".
وقال: "إن الدعوة إلى نزع السلاح لا تفيد، لأن المقاومة اخذت قرارها، ولا يمكن لأحد في هذا العالم أن ينزع سلاح المقاومة التي قدمت أكثر من 10 آلاف شهيد، ومن يعتقد أنه يمكنه نزع سلاح المقاومة هو واهم. ولكن المقاومة يمكن أن تتعاون من أجل استراتيجيات دفاعية تضمن فيها أن الدفاع عن الوطن هو هدف جدي. ولا يمكن للمقاومة أن تتخلى عن قوتها من أجل ضغط إسرائيلي أو أميركي من هنا أو هناك".
وأكد أن "المقاومة اليوم ليست ضعيفة، وببساطة إذا كانت كما يدعي البعض بأنها ضعيفة، لماذا هذا الهجوم العالمي على المقاومة وسلاحها؟! هم يعرفون أن المقاومة ليست ضعيفة، والعدو يعلم أن المقاومة تملك الإمكانيات، وان رجال المقاومة لن يستسلموا، وأن المقاومه ليس أمامها إلا أحد خيارين: الإنتصار أو الاستشهاد. كما أن أميركا وإسرائيل لا تحسب حسابا لأحد في هذا العالم إلا للمقاومة التي زرع فيها الله عز وجل هذا الإيمان والصبر والاحتساب، وكان لنا في هذه المسيرة شهداء وجرحى وعوائل شهداء وجرحى وبيئة حاضنة ومجتمع مقاوم، ونحن نعتز بهذا الانتماء".
وختم النمر: "كانت المقاومة وما زالت، وستبقى إن شاء الله مصممة على المضي في سبيل تحقيق أهدافها وحماية وصايا وإرث الشهداء، بل أصبحت المقاومة اليوم اكثر تصميما من الماضي، لأن لها ثأرا كبيرا عند أعدائها لكل قادتها، وعلى راسهم السيد عباس الموسوي، وسيد شهداء الأمة السيد حسن نصرالله، والسيد الهاشمي، وكل القادة الشهداء، وكل الشهداء والجرحى، وكل مظلومية شعبنا. وإذا جاء اليوم الموعود بيننا وبين عدونا، ستكون المقاومة هي المنتصرة بإذن الله، وسوف تكون لنا مع عدونا المعركة الفاصلة بعون الله، إذا استشهدنا فيها نحن منتصرون، وإذا انتصرنا نكون قد حققنا الوعد الالهي، وكل الأمل بصاحب العصر والزمان بأن ياتي ويقود هذه الأمة إلى النصر المبين، وتحقيق الوعود الالهية بإقامة دولة العدل في هذا العالم".
وألقى كلمة العائلة الشيخ حاتم أبو دية، والختام بمجلس عزاء حسيني.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا