بخاري في اليوم الوطني السعودي الـ 95: موقف المملكة ثابت بدعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Sep 24 25|00:19AM :نشر بتاريخ

أكد السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، أن "الموقفَ السعوديَّ في طليعةِ المواقفِ الإقليميةِ والدوليةِ التي تُشدِّدُ على ضرورةِ الالتزامِ بسيادةِ لبنانَ واستقلالِه ووحدةِ أراضيهِ"، مذكراً بأن "موقف المملكةِ كان ثابتاً منذ اللحظةِ الأولى: دعمُ الدولةِ اللبنانيةِ ومؤسساتِها الشرعية، واحترامُ خياراتِ اللبنانيين، وإيمانٌ راسخٌ بأن الشرعيةَ هي حجرُ الأساسِ لأيِّ بناءٍ وطنيٍ متين". وثمّن قرارَ مجلسِ الوزراءِ الواضحَ والصريحَ في تثبيتِ مبدأِ حصريةِ السلاحِ بيدِ الدولة، معتبراً أنه خطوةً تأسيسيةً على طريقِ استعادةِ سيادةِ لبنانَ وبناءِ دولةِ القانون.

كلام بخاري جاء في حفل استقبال أقامته السفارة السعودية في لبنان، في اليوم الوطني الـ 95 للمملكة تحت شعار: "عِزّنا بطبعنا"، في حضور رسمي رفيع.

 

كلمة بخاري

ورحب السفير بخاري بالحضور، واستهل كلمته بالقول:

"فَخَامَةُ رَئِيسِ الجُمْهُوريّةِ اللُّبنانيةِ العمادُ جوزف عونِ، مُمَثَّلاً بمعالي وزيرِ الدفاع (اللواء ميشال منسى)،

دولةُ رئيسِ مجلسِ النوابِ نبيه برّي، مُمَثَّلاً بسعادةِ النائبِ الدكتور فادي علامة

دولةُ رئيسِ مجلسِ الوزراء القاضي نواف سلام، مُمثلاً بنائب رئيس المجلس وزير الثقافة غسان سلامة،

أصحابُ الفخامة والسّمَاحَةِ والنيافة

أصحابُ المَعَالي والسّعادة...

 

للِّهِ دَرُّكَ يا لُبنانَ من جبلٍ، في الشرقِ يخشعُ فيه البارقُ السَّاري.

 

أيُّها السيداتُ والسَّادة،

يُسعدُنِي في هذا اليومِ الأغرِّ أنْ أرحبَ بكُم احتفاءً بذكرى اليومِ الوطنيِّ الخامسِ والتسعينَ لبِلادي المملكةِ العربيةِ السُعودية، تحت شعار "عِزّنا بطبعنا". ومن بيروت نتذكَّرُ معاً ونحْنُ نعيشُ اليومَ ذكرى يومِنَا الوطنيِّ المجيد، قصَّةَ توحيدِ هذا الكيانِ على يدِ الملكِ المؤسِّسِ الملكِ عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ آلِ سعودِ... ليُحققَ الأسسَ الراسخةَ لدولةٍ صنعتِ المجدَ، وحوّلتِ الحُلمَ إلى نهضة، والمستقبلَ إلى واقعٍ يُضيءُ العالمَ برؤيتِه.

 

أيُّهَا الإِخْوَةُ والأخواتِ

بكُلِّ فخرٍ واعتزازٍ، نستلهمُ العزمَ، ونجدِّدُ العهدَ في ذكرى اليومِ الوطنيِّ على أنْ نظلَّ أوفياءَ لوطنِنَا، في ظلِّ قيادتِنا الرشيدة، التي يحملُ لواءَهَا مولايَ خادمُ الحرمينِ الشريفينِ الملكُ سلمانُ بنُ عبدِالعزيزِ آل سعود... وسموُّ وليِّ عهدِه الأمين... الأميرُ محمد بن سلمان بن عبدِالعزيز آل سعود وليُ العهدِ رئيسُ مجلسِ الوزراء، التي جعلتْ مملكَتَنَا الحبيبةَ تحظى بثقةٍ عالميةٍ لتصبحَ إحدى الوُجهاتِ الأولى للمراكزِ العالمية، ممّا أسهمَ في اختيارِها لاستضافةِ إكسبو الدولي 2030، تحت شعار "حقبة التغيير: المضيُ قدماً بكوكبِنا نحو استشرافِ المستقبل"، وتستعدُ اليومَ لتنظيمِ كأسِ العالمِ لعامِ 2034م.

 

أيُّهَا الحضورُ الكريم

لطالما تميَّزتِ العلاقاتُ السعوديةُ - اللّبنانيةُ بمحطّاتٍ مُضيئةٍ ومواقفَ تُعبِّرُ عن المكانةِ المُميَّزةِ التي يحتلُّها لبنانُ الشقيقُ لدى وِجدانِ المملكةِ العربيةِ السعودية. كما أودُ أن أستحضرَ في كلمتي هذه (رسيساً) نابضاً من أقوالِ الملكِ المؤسسِ عبدِ العزيزِ بنْ عبدِالرحمن آل سعود... حيث أرسى بذلك أبرزَ مرتكزاتِ العلاقاتِ الثنائيةِ بين البلدينِ الشقيقينِ بقوله: (لُبْنانُ قِطْعَةٌ مِنَّا، وَأنا أَحْمي اسْتِقْلالَهُ بنفسي وَلا أَسمحُ لِأَيَّةِ يَدٍ أن تمتدَّ إليه بسوءٍ).

هذا القولُ شاهدٌ نابضٌ يوثّقُ (اللحظةَ) ويؤرّخُها ويحتفظُ للزمان أن يبقى حيّاً ويسمحُ للحاضرِ أن يَستَشْرِفَ المستقبل.

هذا الإرثُ العريقُ منَ العلاقاتِ المميزةِ يحملُنِي على أن أؤكدَ لكُم أنَّ الموقفَ السعوديَّ في طليعةِ المواقفِ الإقليميةِ والدوليةِ التي تُشدِّدُ على ضرورةِ الالتزامِ بسيادةِ لبنانَ واستقلالِه ووحدةِ أراضيهِ بما يتوافقُ مع قراراتِ الشرعيةِ الدوليةِ والعربيةِ ذاتِ الصلة، مؤكدًا حرصَ قيادةِ المملكةِ الرشيدةِ على لُبنَانَ وشعبهِ بفئاتهِ وطوائفهِ ومناطقهِ كافة، وإحاطةِ جميعِ مكوناتِه بأواصرِ الأخوّةِ والمحبةِ من دونَ تفرقةٍ ولا تمييز.

 

السيداتُ والسادة،

لقد كان موقفُ المملكةِ ثابتاً منذ اللحظةِ الأولى: دعمُ الدولةِ اللبنانيةِ ومؤسساتِها الشرعية، واحترامُ خياراتِ اللبنانيين، وإيمانٌ راسخٌ بأن الشرعيةَ هي حجرُ الأساسِ لأيِّ بناءٍ وطنيٍ متين.

وإذ نؤكدُ مجدداً دعمَنا الكاملَ لفخامةِ رئيسِ الجمهوريةِ اللبنانيةِ العماد جوزاف عون في مسيرتِه المستندةِ إلى خطابِ القَسَم، فإننا نشيدُ في الوقتِ نفسِه برؤيةِ دولةِ رئيسِ الحكومةِ القاضي نواف سلام وجهودِهِ الإصلاحيةِ الهادفةِ إلى إعادةِ ثقةِ الداخلِ والخارجِ بمؤسساتِ الدولة. كما نثمّنُ قرارَ مجلسِ الوزراءِ الواضحَ والصريحَ في تثبيتِ مبدأِ حصريةِ السلاحِ بيدِ الدولة، ونعتبرُهُ خطوةً تأسيسيةً على طريقِ استعادةِ سيادةِ لبنانَ وبناءِ دولةِ القانون.

ولا يفوتُنا في هذا المقامِ أن نثمّنَ عاليًا الدورَ الذي يَضطلعُ به دولةُ رئيسِ مجلسِ النواب نبيه بري في تقريبِ وجهاتِ النظرِ وتعزيزِ المسارِ الوطنيِّ الجامع.

 

السيداتُ والسادة،

نحنُ على أعتابِ مرحلةٍ جديدةٍ نتلمَّسُ منها فجرَ وطنٍ يُغالبُ الأخطارَ والتحدياتِ ويتجاوزُها ليستحقَّ اعتزازَ العالمِ بقدرتِهِ على النهوض.

لذا نتطلعُ أن يبقى لبنانُ سيّداً حرّاً مستقلاً عربياً، وأن ينعمَ شعبُه بالأمنِ والاستقرارِ والازدهار؛ وأن يبقى وطناً لأهلِهِ، كلِّ أهلِهِ، ومقصداً ومَوْئلاً لكلِّ محبّيهِ وأشقائِهِ وعشّاقِهِ.

وسنواصلُ جهودَنا الحثيثةَ مع شركائِنا الدوليين من أجل مستقبلٍ أفضلَ للبنان، وحضِّ جميعِ الأطرافِ على تغليبِ المصلحةِ الوطنيةِ العُليا والتّلاقي من دون ابطاءٍ من أجلِ أن يسكنَ السّلامُ كلُّ السلامِ أديمَ سماءِ لبنانَ وأرضِه.

كما أؤكدَ لكمْ أن السلامَ في الشرقِ الأوسطِ خيارُنا الإستراتيجي، وواجبُنا ألاّ ندخرَ جهدًا للعملِ معًا نحو مستقبلٍ أفضلَ للبشريةِ جمعاء.

وبعد ساعاتٍ قليلةٍ من تتابعِ الاعترافاتِ الدوليةِ بدولةِ فلسطينَ في أروقةِ الأممِ المتحدة، وعلى بُعدِ مئاتِ الكيلومتراتِ من شعبٍ يتعرضُ لأبشعِ الجرائمِ والانتهاكاتِ المستنكرة، وفي ظلِّ الاعتداءاتِ المتكررةِ لسلطاتِ الاحتلالِ الإسرائيليِّ التي تطالُ الدولَ العربيةَ وآخرُها الدوحة، أجددُ التأكيدَ على موقفِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ الثابتِ: أنه لا يمكنُ تحقيقُ سلامٍ شاملٍ أو استقرارٍ دائمٍ في المنطقةِ إلا عبرَ حلِّ الدولتين، بما يضمنُ إقامةَ دولةٍ فلسطينيةٍ مستقلةٍ على حدودِ العامِ 1967 وعاصمتُها القدسُ الشرقية. إن السلامَ العادلَ والشاملَ هو السبيلُ الوحيدُ لإنهاءِ دوامةِ الصراعِ ووضعِ حدٍ لمعاناةِ الشعبِ الفلسطيني.

وفي يومِ المملكة، نؤكدُ أن السعوديةَ ستبقى سندًا لأمتِها العربية، وحاضنةً لإرادةِ السلام، وداعمةً لكلِّ ما يحفظُ الكرامةَ الإنسانية. ‏

 

وفي الختام، يطيبُ لِي أنْ أرفعَ أسمَى آياتِ التهنئةِ والتبريكِ إلى مقامِ مولاي خادمِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ الملكِ سَلْمَانِ بنِ عبد العزيزِ آل سعودِ، وإلى صاحبِ السُّمُوِّ المَلَكِيِّ الأميرِ محمَّد بن سَلْمانِ بن عبدِ العزيزِ آلِ سعودِ وَلِيِّ عَهْدِهِ الأمينِ، وإلى الأُسْرَةِ المالكةِ الكريمةِ، وإلى الشعبِ السعوديِ الأبيِّ الوفيّ، سائلاً المولى عزَّ وجل أن يحفظَ بلادي، ويديمَ عليها نعمةَ الأمنِ والاستقرار، وأن تبقى منيعةَ الجانبِ رافلةً بالعزِ مرفوعةَ الرايةِ إلى عنانِ السماء.

عشتم وعاشتِ العلاقاتُ السعوديةُ-اللبنانيةُ ما دامت: ملائكةُ اللهِ تحمي وطنَ الأرزِ الخالدِ من جبالِ حرمونَ في الجنوبِ إلى جبالِ الأرزِ في الشمال".

 

حضور سلام

وفاجأ رئيس الحكومة الحضور بوصوله إلى مكان الاحتفال خلال قطع قالب الحلوى الذي حمل رسم علم المملكة العربية السعودية، مشاركاً السفير بخاري في قطع القالب ومهنئاً شخصياً بالمناسبة.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan