كرامي تطلق وسفير اليابان وممثلة اليونسكو برنامج الصحة النفسية
الرئيسية صحة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 10 25|20:41PM :نشر بتاريخ
أطلقت وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي وسفير اليابان في لبنان ماسايوكي ماغوشي والقائمة بأعمال مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت الدكتورة ميسون شهاب، برنامج الصحة النفسية والدعم النفسي الإجتماعي في احتفال نظمه المركز التربوي للبحوث والإنماء في مبنى دار لويس أبو شرف للمعلمين والمعلمات في جونيه، بحضور رئيسة المركز التربوي البروفسورة هيام إسحق ورؤساء المكاتب والوحدات في المركز، مديرة الإرشاد والتوجيه الدكتورة هيلدا الخوري، رئيس منطقة جبل لبنان التربوية جيلبير جلخ ومديرة مكتب كرامي مايا مداح.
بعد النشيدين الوطنيين اللبناني والياباني تولى منسق البرنامج الوطني للتعليم في مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت عاصم أبي علي إدارة الإحتفال، مشيرا إلى اهمية البرنامج الممول من الجانب الياباني عبر منظمة اليونسكو والذي يتم تنفيذه بالتعاون مع وزارة التربية والمركز التربوي.
شهاب
ثم قالت القائمة بأعمال مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت: "هذا الحدث يأتي في اليوم العالمي للصحة النفسية، لنجدد معا رسالة أساسية: ان الصحة النفسية حق للجميع، وأن الرفاه النفسي والاجتماعي هو شرط أساسي لجودة التعليم. فعندما لا يكون المعلمون والطلاب بخير، يتعطل التعلم، وحين نرعى صحتهم النفسية، تتحول المدارس إلى مساحات أمان وأمل ونمو".
اضافت: "هذا الموضوع يحمل أهمية خاصة في الواقع اللبناني الراهن، حيث تتراكم آثار الأزمة الاقتصادية والنزوح والأحداث الأخيرة منذ أيلول 2024 على الحياة اليومية للمعلمين والطلاب. من هنا، نرى بأن الاستثمار في الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي ليس فقط استجابة إنسانية، بل هو ركيزة من ركائز جودة التعليم والتعافي الوطني".
وتابعت: "أتوجه بخالص الشكر والتقدير للوزيرة كرامي على قيادتها الحكيمة وشراكتها المستمرة مع اليونسكو، وللسفير ماسايوكي ماغوشي على دعم بلاده وشعبها لمسيرة تعافي التعليم في لبنان. كما أود أن أؤكد على الشراكة الاستراتيجية مع وزارة التربية والمركز التربوي، فمعا نعمل على بناء استجابة تعليمية متكاملة تدمج الرفاه النفسي والمرونة والابتكار في صميم النظام التربوي اللبناني".
وقالت: "تلتزم اليونسكو ضمن خطة عملها للبنان، بضمان استمرارية التعلم ذات الجودة للجميع، وتعزيز الأنظمة الوطنية، ودعم تعافي القطاع التربوي. فالدعم النفسي والاجتماعي ليس مفهوما نظريا، بل هو ممارسة يومية تتجسد في كل تفاعل داخل الصف وخارجه، في الكلمة، في المساحة، في الأنشطة، وفي العلاقات التي تبني الثقة والأمل".
اضافت: "يرتكز البرنامج الذي نطلقه اليوم على أربعة مسارات متكاملة تعزز الرابط بين الرفاه العاطفي والاجتماعي والمعرفي:
- تدريب المعلمين لتمكينهم من دمج مبادئ الدعم النفسي والاجتماعي في ممارساتهم الصفية اليومية، وتحويل الصفوف إلى مساحات آمنة للتعلم والنمو.
- الموسيقى من أجل التعافي، بالشراكة مع بيروت شانتس وإل سيستيما، تستخدم الموسيقى والفنون كأدوات للتعبير، والإبداع، وبناء الأمل الجماعي.
- الانخراط البيئي عبر "الغرفة الخضراء" – حيث يتعلم الطلاب أن الاستدامة والعناية بالبيئة ليست فقط مسؤولية، بل مصدر انتماء وطمأنينة.
- التعلم من خلال الرياضة – من خلال أنشطة رياضية شاملة تعزز الصحة الجسدية والنفسية، وتغرس قيم التعاون، والمساواة، والشمولية، والسلام".
اضافت: "بهذه المقاربة الشمولية، تؤكد اليونسكو أن التعليم لا يقتصر على نقل المعرفة، بل على بناء الإنسان القادر على التكيف، والتعاطف، والمشاركة في صنع مستقبل أفضل. وينفذ هذا البرنامج بالتعاون الوثيق مع وزارة التربية والتعليم العالي والمركز التربوي للبحوث والإنماء، حيث نعمل على مأسسة هذه البرنامج من خلال بناء قدرات المدربين وتطوير الأدوات والموارد المؤسسية لضمان استدامة هذا الجهد بعد انتهاء المشروع".
وتابعت: "إن الغرفة الخضراء في المركز التربوي ليست مجرد مساحة تعليمية، بل هي رمز للأمل والتعافي في قلب النظام التعليمي اللبناني حيث تدمج قيم التعليم الاخضر مع المواطنية وتوطد العلاقة بين التلميذ والبيئة مما يعزز من الصحة النفسية للتلاميذ. وخلال الأشهر القادمة، سيستفيد أكثر من 10,000 طالب وطالبة في 50 مدرسة رسمية من الأنشطة والدعم النفسي والاجتماعي التي يوفرها هذا البرنامج. وهذا العمل هو جزء من رؤية اليونسكو لبناء نظام تربوي شمولي ومرن، قادر على الصمود في وجه الأزمات، وفي الوقت نفسه على رعاية الإبداع والرفاه الإنساني".
ماغوشي
بدوره، لفت السفير الياباني الى أن "هذه المبادرة لا تمس العقول فحسب، بل أيضا قلوب المعلمين والطلاب والمجتمعات في لبنان" . وقال: "أولا أود أن أعرب عن امتناني لوزارة التربية والمركز التربوي واليونسكو على شراكتهم الوثيقة. وأود أن أشيد بشكل خاص بالمعلمين والأسر الذين يواصلون في ظل الظروف الصعبة، إحياء الأمل في الصفوف المدرسية في جميع أنحاء البلاد".
اضاف: "قررت حكومة اليابان دعم هذا المشروع انطلاقا من قناعة تكمن في صلب سياستها الخارجية: بأن كل شخص، مهما كانت التحديات التي يواجهها، يستحق فرصة التعلم والتعافي والحلم. نحن ندرك الواقع الذي يواجهه نظام التعليم في لبنان، فقد تسببت سنوات من الأزمات والصعوبات الاقتصادية في ترك آثار عميقة. هناك الكثير من الأطفال والمعلمين الذين يحملون أعباء غير مرئية من الصدمات النفسية وعدم الاستقرار. ومع ذلك، تواصل المدارس فتح أبوابها كل يوم، ويواصل المعلمون التدريس، ويواصل الأطفال الحضور مع كتبهم وآمالهم".
وتابع: "يهدف المشروع إلى تعزيز هذه القدرة على الصمود. إنه يسعى إلى تزويد المعلمين بالمهارات والأدوات اللازمة لدعم ليس فقط التعلم، بل عملية التعافي النفسية أيضا. كما يهدف إلى إنشاء بيئة تعليمية يشعر فيها الأطفال بالأمان اللازم لتصور مستقبلهم، حيث يعيدون اكتشاف قوتهم وإمكاناتهم. كذلك يتعلق هذا المشروع بالابتكار، فمن خلال الموسيقى والتعاون، يساعد الأطفال على التعبير عما لا تستطيع الكلمات التعبير عنه، ويوضح لهم قوة التواصل والانتماء".
واردف: "لقاؤنا هنا في ال- Green Demonstration Room له دلالة رمزية عميقة، فهو يعكس رؤية التعليم من أجل التنمية المستدامة (ESD) التي دافعت عنها اليابان على مدى عقود. كما تفخر اليابان بقيادتها لمبادرة "تخضير التعليم" التي تضع الوعي البيئي في صلب التعلم. إن التعليم أكثر من مجرد حق، إنه شريان الحياة، يعيد الكرامة، يبني السلام ويمنح كل شاب وشابة القوة للوقوف بثبات، حتى عندما يبدو العالم من حولهم غير مستقر".
وختم: "ستظل اليابان ملتزمة بتخفيف معاناة المجتمعات الأكثر حرمانا في لبنان، وستواصل تعاونها مع الحكومة اللبنانية والمؤسسات المدنية والبلديات والقطاع الخاص، من أجل تعزيز التعاون والصداقة اليابانية اللبنانية".
كرامي
أما وزيرة التربية فقالت: "يسعدني أن نلتقي اليوم، في اليوم العالمي للصحة النفسية، لإطلاق برنامج يحمل في جوهره رسالة وعي وإنسانية وتكامل بين الجسد والعقل والروح، برنامج الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، المدعوم من حكومة اليابان عبر منظمة اليونسكو".
اضافت: "إن هذا البرنامج يجسد قناعة راسخة لدينا في وزارة التربية، بأن جودة التعلم لا تقاس فقط بما يتعلمه الطالب من معارف بل بما يحظى به من توازن نفسي واجتماعي يمكنه من أن يتعلم، ويفكر، ويعيش بكرامة. وهذا ما تؤكده رؤية وزارة التربية 2030 التي جعلت المتعلم في قلب العملية التربوية،
واعتبرت أن التنمية الأكاديمية والشخصية معا هي الطريق إلى تعليم نوعي ومستدام. فالمدرسة، في رؤيتنا، ليست مكانا لتلقين المعارف بل فضاء لبناء الإنسان المتوازن، الواثق، القادر على التفكير النقدي، المتمسك بقيم المشاركة والتضامن والانتماء".
وتابعت: "من هنا، تتكامل هذه المبادرة مع ورشة تطوير المناهج التربوية التي يقودها المركز التربوي للبحوث والإنماء تحت مظلة الوزارة، فالمناهج الجديدة تعتمد مقاربة ترتكز على المتعلم وتنسج بين المعارف والمهارات والقيم والرفاه وتدرج التربية على الصحة النفسية والمهارات الحياتية والوقاية ضمن متطلبات التعلم في جميع المراحل. كما تعنى ببناء قدرات المعلمين وتطوير أدوات التقييم، وتفتح المجال أمام المدرسة لتكون بيئة حامية دامجة تشجع الشراكة مع الأسرة والمجتمع".
وقالت: "في هذا الإطار، تعمل الوزارة من خلال جهاز الإرشاد والتوجيه على دمج خدمات الدعم النفسي والاجتماعي داخل المدارس الرسمية بشكل منهجي، من خلال جلسات متابعة فردية وجماعية للطلاب، وأنشطة وقائية تعزز المهارات الحياتية والقدرة على التكيف، إلى جانب تدريب المعلمين على رصد الحالات التي تتطلب تدخلا".
اضافت: "كما نطور آليات الإحالة والتنسيق مع الوزارات المعنية بهدف بناء شبكة حماية تربوية متكاملة، تجعل من المدرسة بيئة آمنة داعمة للطفل والمراهق في آن واحد. ونحن في الوزارة نؤمن بأن الشراكة هي طريقنا نحو الأثر العميق والمستدام. لذلك نعزز التعاون مع المجتمع المدني والمنظمات الوطنية والدولية، حرصا على توحيد الجهود وتوجيهها بما ينسجم مع نهج الوزارة ورؤيتها. فالعمل التربوي في هذا المجال ليس مبادرات متفرقة، بل منظومة متكاملة تتطلب انسجاما وتنسيقا بين جميع الفاعلين. بهذا فقط نضمن استجابة منظمة وفاعلة، ونبني أثرا يتجاوز المشروع إلى ثقافة مدرسية شاملة في كل مدرسة لبنانية".
وختمت: "الشكر الجزيل لحكومة اليابان، ممثلة بسعادة السفير، على دعمها المتواصل للمشاريع التربوية في لبنان، وأجدد التزامنا بمواصلة هذا التعاون البناء في كل ما يخدم النهضة التربوية الشاملة وفاقا لأولويات الوزارة وخططها الاستراتيجية. كما أعبر عن تقديري العميق لكل الشركاء الذين يرافقوننا في مسيرة تجديد المدرسة اللبنانية - مدرسة وطنية عادلة، دامجة، مستقبلية، تجعل رعاية الإنسان في صلب رعاية المعرفة".
جولة
ثم جالت وزيرة التربية وسفير اليابان وممثلة اليونسكو والوفد في الغرفة الخضراء، بحضور ومشاركة تلامذة إحدى المدارس الرسمية الذين قدموا التلامذة مع معلماتهم ومدرباتهم عرضا حول نظافة البيئة البرية والبحرية ونظافة الهواء، كذلك نظافة المياه وترشيد استهلاكها، وإعادة تدوير المواد واستخدام الطاقة النظيفة من كهرباء ناتجة عن الطاقة الشمسية ومراوح الرياح، ثم انتقلوا إلى الخيمة الزراعية حيث شاركوا في زراعة نباتات منزلية مفيدة للطعام.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا