"أنغام وقصائد" تعيد وهج طرابلس من معرض رشيد كرامي الدولي
الرئيسية ثقافة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 14 25|16:13PM :نشر بتاريخ
ايكو وطن - طرابلس - روعة الرفاعي
طرابلس، المدينة التي قاومت التهميش بالصوت والكلمة والصورة، تعود لتثبت أنها ليست فقط عاصمة شمالية، بل عاصمة للفكر والإبداع العربي. فهذه المدينة التي أنجبت نخبة من المفكرين والأدباء والموسيقيين، تستعد اليوم لتكتب فصلاً جديداً من الحضور الثقافي، عبر فعالية استثنائية تمثل باكورة الأنشطة المرتقبة في معرض رشيد كرامي الدولي.
تحت عنوان "أنغام وقصائد" ينظّم المعهد الوطني العالي للموسيقى (الكونسرفتوار) برئاسة المؤلفة الموسيقية الدكتورة هبة القوّاس، أمسية موسيقية تحتفي بالكلمة واللحن، وتُعيد وصل ما انقطع بين المدينة وثقافتها وذلك يوم الخميس المقبل 16 تشرين الأول الساعة الثامنة والنصف مساء.
الأمسية تُحييها الفنانة جاهدة وهبة، بصوتها العابق بالشجن، ترافقها الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق- عربية، وكورال القسم الشرقي في الكونسرفتوار، بقيادة المايسترو أندريه الحاج، في أداء يجمع بين الحداثة والأصالة، بين القصيدة والمعزوفة، وبين الحنين والمستقبل.
هذه الخطوة تأتي في سياق خطة أكبر لإعادة وضع طرابلس على خريطة الثقافة العربية، لا سيما أن المدينة كانت، وما زالت، رغم كل العواصف، مركز إشعاع ثقافي لا ينضب. فعلى مدار سنوات، كانت الرابطة الثقافية منبراً للأدباء والشعراء العرب، وكانت مقاهي المدينة وملتقياتها الفكرية مسرحاً للنقاشات العميقة، حتى في أحلك الظروف.
الفعالية لا تحمل بُعداً فنياً وحسب، بل رسالة رمزية: طرابلس قادرة على النهوض... لا بالسياسة وحدها، بل بالفن والثقافة والجمال.
هذا الحراك الثقافي ليس ترفاً ولا مجرد مناسبة فنية، بل هو خطوة مدروسة لإعادة الروح إلى طرابلس، المدينة التي عانت طويلاً من التهميش والإهمال. فالثقافة ليست رفاهية، بل رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وركيزة لإعادة بناء الثقة والانتماء. وما إحياء أمسية "أنغام وقصائد" إلا بداية تُؤسس لمسار طويل يعيد للمدينة مكانتها، ولأهلها حقهم في الفرح، وفي العيش بكرامة وسط الجمال والإبداع. طرابلس اليوم لا تحتفل فقط بالموسيقى... بل تُعلن، على طريقتها، أن الحياة أقوى من كل الأزمات.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا