أمسية موسيقية مميزة.. "صوت الأصالة والنغم الراقي" في معرض رشيد كرامي الدولي 

الرئيسية فن / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة

Oct 17 25|18:40PM :نشر بتاريخ

ايكو وطن - طرابلس - روعة الرفاعي 

"سكن الليل"، "عبّوا جرار الحب"، "رح حلفك بالغصن يا عصفور"، "كامل الأوصاف"، و"رجعوني عينيك"...
هي ليست مجرد أغانٍ بل شذى الروح وذاكرة الزمن الجميل، رافقت حضوراً نوعياً في احتفالية فنية راقية صدحت فيها الأصالة وشعت بالنغم الراقي.
بدعوة من رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى – الكونسرفتوار، المؤلفة الموسيقية الدكتورة هبة القوّاس، ورئيس مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي – طرابلس الدكتور هاني الشعراني، أقيم حفل موسيقي بعنوان "مع صوت الأصالة والنغم الراقي"، أحيته الفنانة المبدعة جاهدة وهبه، بحضور ممثلة اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون، هلا عبيد، والسفيرة سحر بعاصيري عقيلة رئيس الحكومة نواف سلام، إلى جانب حشد نيابي ورسمي وثقافي.

تخللت البرنامج مقطوعات من ألحان جاهدة وهبه الخاصة، إلى جانب باقة من روائع كبار الموسيقيين، بمشاركة الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق-عربية وكورال القسم الشرقي في الكونسرفتوار الوطني اللبناني بقيادة المايسترو أندريه الحاج.

الشعراني 
قدّمت الحفل الشاعرة ماجدة الخطيب، ثم تحدث رئيس مجلس إدارة المعرض فقال: "خلال فترة وجيزة من إنطلاقة أعمال مجلس الإدارة الجديد أي منذ شهرين فقط إستطاع معرض رشيد كرامي الدولي أن يثبت للعالم أن النهوض ليس حلماً بعيد المنال، بل فعل إرادي يصنع بالإيمان والرؤية والعمل المشترك. ففي زمن عمّ فيه الإحباط وتراجعت الثقة بالمستقبل أضاء هذا الصرح من جديد شعلة الأمل، مؤكداً أن الإرادة المجتمعية (أشدد) قادرة من خلال خطوات صغيرة على تحويل التحديات إلى فرص". 

وأضاف الشعراني: "بالأرقام تخطى عدد زوار المعرض عشرة آلاف زائر خلال أربعين يوماً تخللتها تسع عشرة فعالية، وإرتفع دخله بنحو ثلاثمئة بالمئة مقارنة بالأشهر الثلاثة التي سبقت تعيين مجلس الإدارة الجديد. إنطلقنا بأعمال الرقمنة وأجريت صيانة لمبنى الإدارة وحصلنا على الموافقة لصيانة أحد المباني المتصدعة وتدعيمه بدعم كامل من وزارة الثقافة ومنظمة اليونيسكو. وكل هذا لم يكن ليتم لولا دعم المجتمع اللبناني عموماً والطرابلسي خصوصاً بالإضافة إلى الدعم المطلق من الرئيس نواف سلام ووزير الإقتصاد ووزير الثقافة ونواب المدينة وفعاليات الشمال كافة".
وأشار الى أن "رؤية المعرض تقوم على تحويله إلى منصة وطنية رائدة للتنمية المتكاملة ترتكز على ثلاثة محاور أساسية تتفاعل في ما بينها، ومنها تفعيل الدور الإقتصادي عبر إستقطاب المعارض والمؤتمرات والمشاريع الإستثمارية، تعزيز البعد الثقافي والإبداعي، واعادة إبراز الدور الحقيقي لطرابلس كمدينة منفتحة على العالم".

تدمري 
ثم كانت كلمة لعضو مجلس إدارة المعرض رئيسة جمعية تراث طرابلس - لبنان الدكتورة جمانة الشهال تدمري قالت فيها: "الليلة، تتعانق الموسيقى مع أضواء معرض لبنان الدولي الدائم  من طرابلس – معرض رشيد كرام ، هذا الصرحُ المعماريّ الفريد، التاريخيّ، الثقافيّ والاقتصاديّ، الذي يحمل رمزيةً خاصةً ويستعد لينبض من جديد بمشاريع واستثمارات متنوعة ومليئة بالأمل. نجتمع اليوم لا لنحتفل بفنٍّ جميلٍ فحسب، بل لنجدد الإيمان بدور هذا المعرض كمركزٍ نابضٍ بالحياة، يحتضن في رحابه كلَّ أشكال الإبداع، والتنوّع، والتواصل الإنساني. لقد وُلد هذا المعرض ليكون منصّةً اقتصادية وتجارية للبنان والعالم، أما الليلة، فهو يتخطّى هذا الدور، ليغدو مرآةً حقيقيةً للبنان المتعدّد، المنفتح، القادر على استقبال كل نشاطٍ يُغني المجتمع ويُسهم في نهضته. فالاقتصاد لا يكتمل إلا بالثقافة، والابتكار لا يعيش بلا فن، والتنمية لا تزدهر إن لم تتنفس من روح الإنسان. إن معرض طرابلس الدولي هو مدينةٌ تتّسع لكلّ الأفكار الخلّاقة، من الاقتصاد إلى الفن والموسيقى، مروراً بالفعاليات الشبابية، والأنشطة السياحية، والتراثية".

وأضافت: "إن اجتماعنا اليوم في هذا الحفل الموسيقيّ يحمل رمزيةً عميقة،
فالموسيقى لغةٌ لا تحتاج إلى ترجمة، وهي التجسيد الأجمل لوحدة الإنسان رغم اختلافاته. وحين يصدح اللحن في أرجاء هذا المعرض، كأنما يقول لنا: إن طرابلس، رغم الصعاب، ما زالت قادرةً على الحياة، على الإبداع، على استقبال العالم بوجهٍ مشرقٍ، وقلبٍ نابضٍ بالأمل، بأمل عهد جديد مليء بالخير على وطننا لبنان. أنتم اليوم لا تحضرون حفلاً موسيقياً فحسب، بل تُشاركون في تجديد الإيمان برسالةٍ وطنيةٍ عميقة: أن الثقافة والفن ليسا ترفاً، بل ضرورةٌ وطنية كالاقتصاد تماماً. ونحن إذ نحتفل الليلة معاً، فإننا نحتفل أيضاً بإنجازٍ وطنيّ مشرّف: إدراج معرض رشيد كرامي الدولي على لائحة التراث العالميّ لليونيسكو عام 2023، ما أكسبه قيمةً استثنائيةً ومكانةً دوليةً مرموقة. ولا بدّ هنا أن نخصَّ بالشكر والتقدير السيدة العزيزة سحر بعاصيري، والمهندس جاد تابت، على جهودهما الكبيرة والمخلصة في هذا المسار الثقافيّ والوطنيّ الرفيع. كما نتوجّه بالشكر العميق إلى منظمة هذا الحفل وعرّابته، الدكتورة هبة القواس، رئيسة الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية، التي اختارت أن تطلق من هنا، من هذا الصرح، برنامجها الثقافيّ لعام 2026، لتُعلن من قلب طرابلس أن الثقافة هي الطريق الأجمل إلى النهوض. والشكر الكبير للفنانة جاهدة وهبة على صوتها الآسر، وللمايسترو أندريه الحاج الذي يقود هذا الأداء المهيب بمزيجٍ من الأصالة والحداثة، ولجميع الفنانين والموسيقيين المشاركين، وللجمهور الكريم الذي يُثبت، مرة بعد مرة، أن طرابلس هي أرض اللقاء والتنوّع والإبداع".

القواس

أما القواس فقالت: "هذه الليلةُ… ليست زمناً، بل لحظةُ وعيٍ تختبر فيها المدينةُ قدرتَها على الإصغاء إلى نفسها. فحين نصغي إلى الموسيقى، نحن لا نسمع الصوت… بل نسمع حضورَنا وقد صار نغمة. وها نحن الليلة، في طرابلس، نصغي إلى أنفسنا… كما لو أن المدينةَ آلةٌ موسيقيّةٌ هائلة، صمتت طويلاً لتستعيد قدرتَها على العزف. فالمدن، مثل البشر، تمرضُ عندما تصمت. وطرابلسُ… صمتت طويلاً، لكنّها لم تفقد ذاكرتَها: ذاكرةَ الضوء ذاكرةَ النغم، ذاكرةَ التاريخ والإنسان. وهذا المساء... يُعيدُ طرابلس إلى صوتها. من هنا، من قلب هذا المعرض هذا الجسدِ المعماريِّ الذي رسمه أوسكار نيماير كأنّه يحلمُ بسماءٍ لا تغيب، نستعيدُ الفكرة التي أنشأته: أن يكون مساحةً للحداثة في الشرق، لا شاهداً على زمنٍ مضى بل صدىً لمستقبلٍ لم يولد بعد".

وتابعت: "اليوم، مع رئيس مجلس الإدارة الدكتور هاني الشعراني وهيئتِه الجديدة، يعود هذا المكانُ ليكون منارةً في قلب الشمال، ومنبراً للإشعاع الفنيّ في لبنان والمنطقة. وأردنا في المعهد الوطني العالي للموسيقى أن نكون أولَ من يمدّ إرادتَه إلى إرادتهم… من خلال حفلاتٍ تُطلق من هذا الصرح… لتحاكي العالمَ كلَّه".