البناء: تصعيد العدوان الإسرائيلي على غزة بضوء أخضر أميركي قبل العودة لوقف النار

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 20 25|08:48AM :نشر بتاريخ

مع أكثر من مئة غارة إسرائيلية على مناطق مختلفة من قطاع غزة، أعاد جيش الاحتلال تذكير الفلسطينيين والحكام العرب والمسلمين الذين شاركوا الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قمة شرم الشيخ وتوّجوه زعيماً للمنطقة، أن حديث السلام مجرد كلام فارغ، وأن الهراوة الإسرائيلية هي أكثر تجليات الزعامة الأميركية للمنطقة وضوحاً وثباتاً، خصوصاً أن الغارات الإسرائيلية قد تمّ التمهيد لها بواسطة بروباغندا أطلقتها وزارة الخارجية الأميركية تركزت في بيان رسمي، على اتهام حركة حماس بالتحضير لعمل عسكريّ يقول مسؤولون أمنيون عرب وأوروبيون وأتراك إنه اتهام محض افتراء بمثابة تمهيد إعلامي للعدوان الإسرائيلي لتبرئة «إسرائيل» من مسؤولية انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، والهدف متفق عليه بين واشنطن وتل أبيب، وهو وضع ضوابط لقدرة حركة حماس على التحرك في قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي، وتعثر تشكيل القوة الدولية ومجلس الوصاية الأجنبي، أمام عقد الاعتراض الإسرائيلي على مشاركة تركيا ومصر وقطر، ومطالبات عربية وأوروبية باعتماد تشكيل القوة والمجلس عبر قرار أمميّ، وربطهما بأفق قيام الدولة الفلسطينية، بينما تعتقد مصادر فلسطينية أن الأهداف الإسرائيلية تتجاوز ذلك لفرض قواعد اشتباك جديدة تشبه ما هو قائم على الجبهة اللبنانية مع مرور قرابة سنة على اتفاق وقف إطلاق النار، لفرض مناخ يتناسب مع الحاجة لحرب مستمرة على المقاومة لكن بوتيرة منخفضة، تضمن عدم عودة جبهة اليمن الى ساحة الاشتباك، لتفادي تأثيراتها على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وتضمن عدم إثارة الرأي العام العالمي الضاغط على حكوماته لصالح القضية الفلسطينية لفرض عقوبات على «إسرائيل»، والذي وصلت موجاته إلى الحزب الجمهوري والكنيسة الإنجيلية في أميركا وبات يهدّد البيئة الداعمة للرئيس الأميركي والمساندة تقليدياً لـ«إسرائيل».

في لبنان ارتباك رسميّ حول كيفية التعامل مع الطلبات والضغوط الأميركيّة المتصاعدة لجلب لبنان إلى طاولة التفاوض المباشر مع كيان الاحتلال، وكما كل مرة مع وعود جاذبة تصور التفاوض المباشر مجرد ثمن بخس لقاء الحصول على وقف الاعتداءات الإسرائيلية وتحقيق انسحاب إسرائيلي شامل من الأراضي اللبنانية، وتقول مصادر شاركت بصياغة اتفاق وقف إطلاق النار قبل قرابة عام، أن الكلام الأميركي يومها قال إن قبول لبنان بمنح «إسرائيل» 60 يوماً للالتزام بوقف النار والانسحاب هو ثمن بخس أمام تحقيق وقف الاعتداءات والانسحاب، لكن لبنان قبل ولم يحصل على شيء، وأضافت المصادر أنه أمام لبنان تجربة سورية في التفاوض المباشر مع كيان الاحتلال، وهي مفاوضات متعثرة رغم أن ما يحوزه الحكم في سورية من دعم أميركي وعربي وتركي أكبر بكثير مما يمكن للبنان الحصول عليه، وعندما استجاب الحكم السوريّ لدعوات التفاوض المباشر قيل له الكلام ذاته الذي يسمعه لبنان اليوم وعندما قبل بالتفاوض كانت «إسرائيل» تحصل على ما تريد وهو التفاوض المباشر، بينما بقيت السقوف الإسرائيلية ذاتها بل إن بعضها ارتفع أكثر، علماً أنه ليس في سورية مقاومة وسلاح مقاومة يتخذه الإسرائيلي ذريعة للاحتلال والعدوان؟

تشهد المنطقة، بعد التطورات الأخيرة في قطاع غزة، تحولات غير مسبوقة في موازين القوى الإقليمية، ما ينعكس بشكل مباشر على لبنان وملف سلاح حزب الله. ووفق معلومات غربية، فإن لبنان تلقّى عرضًا يقضي بحصر سلاح الحزب ضمن إطار تفاوضي متعدّد المستويات، يتضمن خيارات تدريجية وآليات تنفيذية مرتبطة بضمانات عربية ودولية. إلا أنّ اللافت أن الحزب لم يُبدِ أي تجاوب مع هذا الطرح، متمسكًا برفضه القاطع لأي تفاوض مباشر مع «إسرائيل».

وفي هذا السياق، أكّد النائب علي المقداد أن لا تفاوض مباشر مع «العدو الصهيوني»، قائلاً إنّه «مهما طلب الخارج من لبنان الرسمي والشعبي، فنحن نرفض هذا الطلب رفضًا قاطعًا، لأننا لا نزال نحتفل بذكرى قادتنا وشهدائنا، ولا نزال نتعرّض يوميًا للعدوان والقتل. لا يمكن أن نعطي هذا العدو بالسلم ما لم يأخذه بالحرب، وهذا الضغط العدواني الإسرائيلي هدفه جرّ لبنان الرسمي والمقاومة إلى طاولة المفاوضات».

من جهته، شدّد المفتي الجعفريّ الممتاز الشيخ أحمد قبلان على أنّ إسرائيل «عدو مطلق»، معتبرًا أنّ أي مفاوضات مباشرة معها «ستفجّر البلد»، مضيفًا: «لم نخسر الحرب ولن نخسرها، ومن واجه الجيش الصهيوني بنفسه ودمائه على تخوم الخيام لن يعطي بالسياسة ما لم يُعطه بالحرب».

في المقابل، ترى أوساط دبلوماسية أنّ نهاية حرب غزة ستشكل نقطة تحوّل في المنطقة، إذ سيزداد الضغط على لبنان والعراق وإيران للسير في مسار سياسي جديد يقوم على مبدأ «السلام مقابل عدم التدمير»، وهو مبدأ يعكس إدراك القوى الإقليمية والدولية أنّ استمرار النزاعات المفتوحة يهدّد استقرار المنطقة ككل، ويعقّد جهود التنمية والإعمار، ويزيد من هشاشة الأوضاع الاقتصادية والأمنية.

وفي سياق متصل، أشار السفير الروسي في بيروت ألكسندر روداكوف إلى أنّ «القضية الجوهرية اليوم تتمثل في كيفية تنفيذ قرار نزع السلاح في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية»، معتبرًا أنّ السبيل لمعالجة هذا الملف المعقّد يكمن في الالتزام الصارم من جميع الأطراف بالاتفاقات السلمية المبرمة بين «إسرائيل» ولبنان، استنادًا إلى القرار 1701. وأوضح روداكوف أنّ القرار «حظي بدعم جميع اللبنانيين، بمن فيهم قيادة حزب الله، التي لا بد لها أن تقطع شوطًا طويلاً في التحوّل من حركة ذات طابع عسكري إلى قوة سياسية بحتة»، مؤكدًا وجود «تعاون فعّال وبنّاء بين روسيا ولبنان في المحافل الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة».

وفي ظلّ استمرار الخروق الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلن جيش الاحتلال مساء أمس، بدء تمرين عسكري واسع يمتد حتى الخميس المقبل على طول الشريط الحدودي مع لبنان، داخل البلدات وفي منطقة الشاطئ والجبهة الداخلية. وأوضح المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي أنّ التمرين «يهدف إلى التدريب على التعاون متعدد الأذرع لمواجهة سيناريوهات مختلفة، من بينها حماية المناطق الشمالية والاستجابة للتهديدات الميدانية الفورية».

ميدانيًا، سُجّل تقدّم لوحدات إسرائيلية بمحاذاة حدود بلدة بليدا، حيث أطلقت النيران باتجاه محيط كروم الزيتون لإبعاد المزارعين، كما نفّذ الجيش الإسرائيلي عمليات تمشيط من موقعه في تلة رويسات العلم باتجاه أطراف بلدة كفرشوبا.

سياسيًا، واصل رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل جولته الأوروبية، فشارك في اللقاء الأوروبي لهيئات التيار في بلجيكا، حيث حثّ أبناء الجالية اللبنانية على المشاركة الكثيفة في الانتخابات المقبلة المقرّرة في أيار، مؤكدًا أنّ حق التصويت وحق الترشح «حقان مكتسبان للمغتربين بموجب القانون الحالي»، مشددًا على أهمية تخصيص نواب للانتشار يتولون تشريع القوانين التي تُعنى بشؤون المغتربين. وبعد بلجيكا، توجّه باسيل إلى فرنسا، حيث عقد لقاءات مع الشباب اللبناني وأبناء البترون في المهجر، قبل أن يُلقي كلمة في لقاء نظمته جمعية الـRPL.

في المقابل، دعا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع المغتربين إلى التسجيل بكثافة للانتخابات المقبلة، مؤكدًا أنّ «الاستحقاق النيابي حاصل في موعده»، مشيرًا إلى أن المسألة الوحيدة غير المحسومة هي ما إذا كان الاقتراع سيتم في بلدان الإقامة أم في لبنان.

وفي الشأن الرسميّ، يعقد مجلس الوزراء جلسة الخميس المقبل، على أن يوضع جدول أعمالها يوم الاثنين، ومن المنتظر أن يتضمن بعض التعيينات الإدارية.

من جهة أخرى، شارك رئيس الجمهورية جوزاف عون والسيدة الأولى نعمت عون في احتفال إعلان قداسة المطران إغناطيوس مالويان في قدّاس ترأسه البابا لاوون الرابع عشر، حيث رُفع سبعة قديسين جدد على مذابح الكنيسة، بينهم الأسقف الشهيد مالويان. وحضر المناسبة وفد لبناني رسمي رفيع برئاسة الرئيس عون، الذي وصل روما معلنًا بدء التحضيرات لاستقبال البابا في زيارة مرتقبة إلى لبنان. وعند وصوله إلى العاصمة الإيطالية، زار الرئيس عون المدرسة الحبرية الأرمنية والتقى بطريرك الأرمن الكاثوليك رافائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان الذي منحه وسام «صليب الإيمان»، وهو أعلى وسام في البطريركية.

وفي موازاة ذلك، عقد الرئيس عون لقاءً مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، جرى خلاله البحث في زيارة البابا المرتقبة إلى بيروت والوضع اللبناني العام. وفي ساحة الفاتيكان، جرى لقاء لافت بين البابا لاوون الرابع عشر والبطريرك الراعي، أكد خلاله الحبر الأعظم أنّ لبنان حاضر بقوة في قلب الكرسي الرسولي، وأن التحضيرات لزيارته تجري «بفرح أبوي كامل».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء