الجمهورية: لبنان يطالب "الميكانيزم" بلجم إسرائيل والحكومة ترمي الكرة للمجلس
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 24 25|07:47AM :نشر بتاريخ
توزعت الاهتمامات أمس، بين التحضير لاجتماع جديد للجنة «الميكانيزم» المنتظر مطلع الأسبوع المقبل برئاسة الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس التي وصلت إلى تل ابيب أمس، وبين استحقاق الانتخابات النيابية والسجال الدائر حول قانونها، تثبيتاً او تعديلًا، فيما واصلت إسرائيل اعتداءاتها، متمادية في عدم التزام وقف النار، حيث أغار طيرانها الحربي بكثافة على مناطق شمال الليطاني وصولاً إلى عمق لبنان في البقاع والهرمل، موقعاً ثلاثة شهداء وجرحى، بزعم استهداف مواقع ومعسكرات تابعة لـ»حزب الله»، في الوقت الذي كان الرؤساء الثلاثة يطالبون رئيس لجنة «الميكانيزم»، بالعمل على وقف التصعيد وإلزام إسرائيل بالانسحاب تنفيذاً للقرار الدولي 1701.
وأشارت مصادر مواكبة باهتمام، إلى الاجتماع الذي عُقد بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام قبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء أمس، والمواضيع التي نوقشت خلاله، وأبرزها المقاربة التي يجب على لبنان الرسمي أن يعتمدها في مواجهة مأزق الضغط الديبلوماسي والاقتصادي الأميركي المتزايد، والتصعيد العدواني الإسرائيلي الذي اتسعت رقعته في شكل مثير للقلق في الأيام الأخيرة، وشملت أمس مناطق بقاعية بعيدة جداً من الحدود مع إسرائيل. وقالت هذه المصادر لـ«الجمهورية»، إنّ ركني السلطة التنفيذية أظهرا توافقاً على هذه المقاربة، سواء في ما يتعلق باستمرار الجهود مع المجتمع الدولي والمجموعة العربية، لكبح جماح إسرائيل ووقف اعتداءاتها والوفاء بالتزاماتها التي نصّ عليها قرار وقف النار في 27 تشرين الثاني، أو في ما يتعلق باستكمال الخطة الرامية إلى حصر السلاح في الداخل بيد الدولة، على رغم من التباين في التكتيك بين الرجلين. وأشارت المصادر إلى أنّ الاتصالات الداخلية، خصوصاً بين أركان الحكم، ستتكثف في الأيام القليلة المقبلة، وسيضطلع فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري بدور أساسي، لتجاوز المأزق الذي سيترتب عن عودة أورتاغوس إلى لبنان قريباً، وهي قد وصلت إلى إسرائيل أمس، وستترأس اجتماعات «الميكانيزم» التي أوضح رئيسها الجديد الجنرال جوزف كليرفيلد أنّها ستصبح دورية في المرحلة المقبلة، لكي تتمكن من متابعة التطورات.
وقد جال كليرفيلد على الرؤساء الثلاثة، وأطلعهم على أجواء اجتماع لجنة «الميكانيزم»، لافتاً إلى انّ اجتماعاتها «ستصبح دورية بهدف العمل على تثبيت وقف الأعمال العدائية في الجنوب»، مشيراً إلى وضع سلسلة خطوات لتحقيق هذا الهدف.
وأبلغ الرئيس عون إلى كليرفيلد ضرورة تفعيل عمل «الميكانيزم» لوضع حدّ للاعتداءات الإسرائيلية المتتالية على لبنان وانتهاك اتفاق تشرين الثاني الماضي. وأكّد انّ «لبنان الذي التزم اتفاق وقف الأعمال العسكرية منذ إعلانه، يعلّق آمالا كبيرة على عمل لجنة الإشراف للمساعدة في إعادة الإستقرار إلى منطقة الجنوب ومنع الاعتداءات الإسرائيلية التي لا مبرّر لها وغير مقبولة، لاسيما وانّها تستهدف مدنيين ومؤسسات تجارية وصناعية وغيرها». وأكّد أنّ الجيش اللبناني «يقوم بواجبه كاملاً في جنوب الليطاني ويعزز انتشاره يوماً بعد يوم»، وطالب بـ«الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي التي تحتلها، حتى يتمكن الجيش من استكمال انتشاره حتى الحدود الجنوبية الدولية»، لافتاً إلى «ما حققه الجيش حتى الآن لجهة «تنظيف» الأماكن التي حل فيها وإلغاء المظاهر المسلحة والكشف على الأنفاق ومصادرة كل أنواع الأسلحة والذخائر على رغم الصعوبة الجغرافية للجنوب». وأشار إلى انّ «لبنان ملتزم تطبيق كل التدابير الأمنية التي اتخذتها قيادة الجيش، وسوف يستمر في عمله، وأي مساعدة تقدّمها لجنة الإشراف ستساعد حتماً في إنهاء الوضع غير الآمن في المناطق الحدودية، بحيث ينعم أهلها من جديد بالاستقرار والأمان. وهذا الواقع هو لمصلحة الجميع، لأنّ ما من احد من أبناء الجنوب خصوصاً، ولبنان عموماً، يريد العودة إلى حالة الحرب».
وبدوره الرئيس نبيه بري أثار أمام كليرفيلد موضوع مواصلة إسرائيل إعتداءاتها اليومية بغارات جوية استهدفت ولا تزال تستهدف المدنيين والبنى الإقتصادية والصناعية والزراعية في الجنوب وكل لبنان، واستمرار إحتلالها لمناطق لبنانية واسعة على طول خط الحدود، في انتهاك واضح للإتفاق وتعطيلاً لتنفيذ القرار 1701.
كما أكّد الرئيس نواف سلام لكليرفيلد، أنّ لبنان «ملتزم بإنهاء عملية حصر السلاح جنوب نهر الليطاني قبل نهاية السنة، كما ورد في خطة الجيش اللبناني»، وقال إنّ على إسرائيل الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلّة ووقف اعتداءاتها.
وفي مقابلة مع موقع «الميادين أونلاين» قال سلام، إنّ «لبنان يهمّه أن تكون له أحسن العلاقات مع إيران، على أن تقوم تلك العلاقات على أسس الاحترام المتبادل وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية». وأكّد «أنّ أي حديث عن التطبيع مع إسرائيل مرتبط بتطبيق مبادرة السلام العربية وانسحاب إسرائيل من أراضي عام 1967 وإقرار الدولة الفلسطينية»، وشدّد على أنّ «لولا تضحيات «حزب الله» والمقاومة الوطنية عموماً، ما كان تحرّر الجنوب اللبناني»، مؤكّداً «أنّ المقاومة شكّلت جزءًا أساسياً من معادلة حماية لبنان وسيادته».
الانتخابات النيابية
وعلى صعيد الاستحقاق النيابي، كسرت الحكومة الجرّة، وأعلنت أنّها لا تستطيع إجراء الانتخابات وفق القانون النافذ، ورمت الكرة مجدداً في ملعب المجلس النيابي، طالبة تعديل هذا القانون وإلّا ستقوم بنفسها بذلك بعد نفاد المدة المتاحة.
وقال مصدر سياسي بارز لـ«الجمهورية»: «بصريح العبارة، انّ الموقف الذي أتى على لسان رئيس الحكومة هو موقف سياسي بامتياز. فهناك قانون نافذ، ووزير الداخلية سبق واعلن أنّ الوزارة مستعدة لإجراء الانتخابات وفق القانون الحالي. فلماذا وضعت الحكومة نفسها في هذه الخانة، وهي تعلم انّه لا يمكنها إرسال مشروع قانون على قانون صادر ونافذ. فهي يحق لها طلب تعديل او تعليق مواد، لكن ليس لها الحق بإرسال مشروع قانون جديد طالما هناك قانون صادر عن مجلس النواب». وكشف المصدر، انّ عدداً من النواب يستعدون للمطالبة بتنفيذ القانون الحالي في مواجهة النواب الذين يطلبون تعديله. وقال «انّ جلسة الثلاثاء التشريعية تتضمن بنوداً طارئة طلبها سلام. فهل سيقاطعها المقاطعون الذين يطلبون إدراج قانون الانتخاب على رأس جدول الأعمال شرطاً للحضور؟».
هيكل: الجيش سيحافظ على كل شبر
برعاية قائد الجيش العماد رودولف هيكل، أقيم في بلدة كفردونين – بنت جبيل حفل افتتاح ثكنة «محمد فرحات» تكريمًا للمقدم الشهيد الذي استُهدف في 23 تشرين الأول 2024 أثناء إخلاء جرحى في ياطر. حضر الحفل قائد «اليونيفيل» ومحافظ النبطية وذوو الشهيد وعدد من الضباط. وأشاد العماد هيكل بتضحية فرحات وشجاعته، وقال: «شهداؤنا أحياء في وجداننا رغم ألم الفراق. أعاهدكم على أن الجيش سيحافظ على كل شبر من أرض الوطن، وسيحمي مواطنيه. هذا هو عهدنا أمام شهدائنا».
كما أكدت شقيقته رنا أن دماء الشهداء ستبقى ضمانة لوحدة لبنان، قبل إزاحة الستار عن النصب التذكاري.
البخاري
في غضون ذلك، استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب امس، السفير السعودي في لبنان الدكتور وليد البخاري، وعرضا للتطورات في لبنان والمنطقة.
وشدّد الخطيب على «انّ المكون الشيعي لم يكن في اي يوم من الأيام عامل تفريق او انفصال، بل عامل وحدة وجمع». ونوّه بدور المملكة العربية السعودية وحكمتها في تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين وتحقيق الاستقرار، تماماً كما فعلت سابقاً في اتفاق الطائف ورعايتها الدائمة له، وكان لها اليد الطولى في هذا المجال.
ودعا الخطيب السفير البخاري إلى المشاركة في الندوة التي يقيمها المجلس الشيعي في السادس من الشهر المقبل في مقره في الحازمية حول اتفاق الطائف.
من جهته، البخاري اكّد على «حكمة القيادة اللبنانية في دفع الامور نحو الاستقرار»، وقال: «إننا نعوّل دائماً على هذا الامر»، منوّها بدور الرئيس نبيه بري في هذا المجال، ومشدّداً على أن «لا خصومة للمملكة مع المكون الشيعي في لبنان ولا في الخارج»، مستذكراً مواقف الإمام السيد موسى الصدر والإمام محمد مهدي شمس الدين والامام عبد الامير قبلان ومواقف العلاّمة الخطيب في هذا المجال، وعلاقتهم المتينة مع المملكة». وشدّد على «عدم استبعاد أي مكون لبناني، وهذه هي روحية اتفاق الطائف».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا