فضل الله: على الدولة وضع خطة طوارئ لمواجهة محططات العدو

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Oct 24 25|13:11PM :نشر بتاريخ

أعرب العلامة السيد علي فضل الله عن خشيته من "ازدياد الاعتداءات الإسرائيلية التي لا يبدو أنها ستتوقف، ونشهدها في الغارات التي طاولت العديد من المناطق، وكان آخرها ما جرى بالأمس في البقاع والجنوب وأدت إلى ترويع الأطفال وهم على مقاعد الدراسة واستشهاد العديد من المدنيين، وفي مواصلة مسلسل الاغتيالات للمواطنين وفي الممارسات العدوانية في قرى الشريط الحدودي لمنع الأهالي من العودة الآمنة إليها".
وحيّا في خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، "أهالي الشريط الحدودي ممن أصروا على الرجوع لقراهم والبقاء فيها رغم كل المخاطر التي يتعرضون لها حفظاً لها وتعبيراً عن حبهم لأرضهم مع عدم توافر المتطلبات الكافية لتأمين حياة كريمة لهم"، داعياً الدولة إلى "تحمل مسؤولياتها بمد يد العون لهؤلاء لتثبيتهم في قراهم وحماية استقرارهم". وقدّر "كل الجهود التي تبذل من مؤسسات وجمعيات تشعر بالمسؤولية تجاههم رغم كل الحصار والتضييق".

وأشار الى "تصاعد وتيرة التهديدات للبنان بقرب شن حرب عليه، والتي جرى التلويح بها من خلال العدد غير المسبوق للمسيرات التجسسية والتي طاولت الأراضي اللبنانية كافة من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب وعلى علو منخفض والتي لم توفر في طلعاتها حتى المقار الرسمية للدولة اللبنانية، ومن خلال المناورات التي جرت على مقربة من الحدود اللبنانية وقد ترافق ذلك مع تهديدات صادرة عن جنرالات العدو وأركان حربه والتي واكبها ما صدر عن المبعوث الأميركي بإعطاء الحرية للكيان الصهيوني بتصعيد الحرب على لبنان، وأن لا مساعدات مالية أو اقتصادية أو إعادة إعمار أو عودة الأسرى القابعين في سجون الاحتلال من دون أن يقوم لبنان بما عليه والذي هو لحساب الكيان الصهيوني".

وقال: "لقد أصبح واضحاً أن ما يراد من كل هذه التهاويل دفع لبنان الى التسليم لشروط العدو وإملاءاته والتي لا تقف عند حدود، ما يفرض على اللبنانيين أن يرتقوا إلى مستوى تحديات هذه المرحلة ومخاطرها والتي يراد لها أن تمس أمنهم واقتصادهم وسيادتهم على أرضهم وقراهم".

وأكد فضل الله "نحن على ثقة، بأن اللبنانيين قادرون بتماسكهم ووحدتهم واستنفار عناصر قوتهم لا المس بها أن يقفوا في وجه ما يخطط لهم"، داعياً اياهم إلى "أن يسارعوا إلى حل خلافاتهم التي مع الأسف باتت خبزهم اليومي لمنع العدو من الاستفادة من أية تناقضات قد تحصل على صعيد الدولة أو على الصعيد الشعبي أو من استفراد فريق من اللبنانيين باعتبار أن المشكلة معه وليس مع أي فريق آخر". وشدد على "أننا نريد للبنانيين أن ينظروا بعين الوعي والمسؤولية إلى ما يجري من حولهم وألا يهونوا من تداعياته على وطنهم، وألا يغيب عنهم أن هذا الكيان هو عدو لكل المكونات والفئات اللبنانية التي تعيش في وجدانها انتماء راسخاً لهذا الوطن".

وطالب فضل الله الدولة اللبنانية المعنية بمواطنيها بـ "ألا تكون غائبة عما يجري وأن تكون حاضرة بكل مكوناتها وألا يقف دورها عند إصدار بيانات إدانة بما يقوم به العدو من جرائم واعتداءات، وترى أنها بذلك قد أدت دورها وقسطها إلى العلى، بل أن توحد جهودها لمواجهة ما قد يحصل على الصعيد الأمني والاقتصادي والمالي... بأن تكون لديها خطة طوارئ على كل هذه الصعد"، مشدداً على وجوب "أن تستنفر جهودها على المستوى السياسي والديبلوماسي وكل علاقاتها للعمل على وقاية هذا البلد من أي عدوان".

وأضاف: "إننا لا نريد وسط كل ذلك أن نهون من حجم الضغوط التي باتت تمارس على الدولة اللبنانية وعلى اللبنانيين ومدى التغطية التي يملكها هذا العدو، ولكن هذا لا يدعو إلى الرضوخ لاملاءاته والتسليم بما يريده، فوطننا ليس بالضعف الذي يصور به أو بات يعتقده البعض، وأرضه التي ارتوت بدماء أبنائه تشهد على ذلك كما يشهد تاريخه القديم والحديث".

وعن الوضع في غزة "التي تنتظر المرحلة القادمة لتطبيق الاتفاق"، قال: "نحن نتطلع إلى أن تتحقق من خلاله طموحات الشعب الفلسطيني بامتلاك قراره على أرضه وحقه في تقرير مصيره... في الوقت الذي نحذر من استمرار سعي العدو الى التنصل من أي التزام تجاه هذا الشعب، كما عمل على الالتفاف على المرحلة الأولى بعد استعادة أسراه، وقد رأينا غاراته التي حصدت مزيداً من الضحايا، سيعمل لتعطيل أي مفاعيل لهذه المرحلة ليستكمل مشروعه الذي بدأه بإنهاء القضية الفلسطينية من جذورها بتدمير ما تبقى من قطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني وهو الذي يعمل ليتابعه في الضفة الغربية، وشرعه بالقرار التمهيدي للكنيست بإلحاق الضفة الغربية بكيانه ما يدعو الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى استمرار وقوفهم مع الشعب الفلسطيني وإسنادهم له حتى ينال حقوقه المشروعة على جميع أراضيه".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan