دميت تتذكر الشهداء بنصب تذكاري في تلة الروس وحمادة: معركة لبنان لم تنتهِ

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Oct 27 25|22:38PM :نشر بتاريخ

ايكو وطن - دميت - نسيب زين الدين

رعى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط حفل إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية لشهداء بلدة دميت، الذي دعا إليه فرع الحزب في البلدة، وذلك في ساحة تل الروس – دميت. وقد مثّل جنبلاط عضو اللقاء الديمقراطي النائب مروان حمادة.

حمادة

في كلمة ممثل صاحب الرعاية، استذكر حمادة الحاضرين من رموز الحزب وتاريخه، من بينهم المقدّم شريف فياض، واللواء رياض تقي الدين، والعميد رجا حرب، وغيرهم من الرفاق الأبطال.

وقال حمادة: “عند هذه الوقفة، وأمام هذا النصب التاريخي، ينتابني شعوران؛ الأول بالفخر والاعتزاز بشهدائنا الأبطال الذين، من هذا الموقع، حموا الشوف والجبل ولبنان، وحتى العمق العربي من الاختراق، ثم ساهموا بإزالة الاحتلال وفتح طريق التحرير. نعم، التحرير، فلا أحد يمكنه أن يزايد علينا. فتحنا طريق الجنوب عندما كانت باتجاه واحد، وبروح واحدة من المقاومة الوطنية الباسلة بكل فصائلها التقدمية واليسارية، يوم كان الصاروخ الوحيد بحوزتنا هو شجاعة الرجال والنساء وتحررهم من الطائفية والمذهبية والتبعية للخارج.”

وتابع: “أما الشعور الثاني، فهو بشكر الله سبحانه وتعالى، وشكر القيادة التي تولّت من المختارة توحيد السعي إلى السلام بعد الحرب، وإلى المصالحة بعد الانقسام، فكانت عبر دميت وكفرحيم تلك الرحلة التاريخية للبطريرك صفير التي تُوّجت بلقاء دار البركة مع الزعيم التاريخي وليد جنبلاط، فانتهت حروب الجبل إلى غير رجعة، وساد وفاق الجبل الذي نتمناه اليوم للبنان كله رغم الصعوبات الراهنة.”

وأضاف حمادة: “معركة لبنان لم تنتهِ، لكننا مستمرون بخوضها بحكمة الوليد وقيادة تيمور، وبجهود الحزب التقدمي الاشتراكي، بالتعاون والتضامن مع كل مكونات هذا الجبل العزيز وقياداته الروحية والوطنية. أهلنا في السراء والضراء، ولعلّ السراء غالبة اليوم. أما أهلي في دميت وكفرحيم، فننحني إجلالًا لتضحياتهم. وإلى كل شهدائنا الرحمة والعزة، لأنهم سطّروا تاريخ الجبل وكرّسوا وحدته التي لن تهتز بعد الآن، فبوحدتنا وحدها نحفظ جبل لبنان وجبل العرب على حدّ سواء.”

وشكر حمادة النائب تيمور جنبلاط على منحه شرف المشاركة في الحفل وتمثيله، متوجّهًا إلى الشهداء بالقول: “ناموا قريري العين، فالنصب لا يعوّض رحيلكم، لكنه يبقى هنا شاهدًا للتاريخ. عاش الجبل سالمًا وعاش لبنان".

بعد كلمة صاحب الرعاية، أُزيح الستار عن اللوحة التذكارية لشهداء البلدة، ووُضع إكليل من الزهر باسم رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط.

الحفل

وكان الحفل استهل بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الحزب التقدمي الاشتراكي، تلاه الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ثم كلمات عدد من المتحدثين.

غنّام

عرّف بالحفل وألقى الكلمة الافتتاحية نائب مديرة فرع الحزب في دميت فيصل غنّام، فأشار إلى أن “فرع دميت، منذ تأسيسه عام 1965، نجح في حشد المؤيدين وتنظيم نشاطات ناجحة على مختلف الصعد في البلدة والمنطقة، وحتى اليوم أثبت قدرته على العمل الحزبي والاجتماعي، وعلى تمكين المرأة وتعزيز دورها في العمل العام واتخاذ القرار”.

وشكر غنّام مديرة الفرع مي ضو الخوند والهيئة الإدارية وجميع من ساهم في إنجاح الحفل، مستشهدًا بقول المعلم الشهيد كمال جنبلاط: “إن الشهادة تعبّر عن روح الثورة والتضحية التي تمكّن الإنسان من الارتقاء إلى مستوى الحقيقة.”

ضو الخوند

بدورها، قالت مديرة فرع الحزب في دميت مي ضو الخوند: “نلتقي اليوم في هذا الموقع المهيب، في تلة الروس في دميت، حيث ارتفعت رايات الصمود والبطولة، وسُطّرت فصول من أنبل ما كتبته كرامة الجبل في وجه الخطر والعدوان… نلتقي وفاءً للشهداء الذين سكنوا ذاكرة هذا التراب. لا نحزن على رحيلهم، بل نفتخر، لأنهم لم يغيبوا، بل صاروا جزءًا من هواء الجبل وترابه وتاريخه.”

وأضافت: “نستحضر اليوم وجوه القادة والمقاتلين الذين واجهوا الموت بثبات، وسهروا على حماية الجبل وأهله. تحية لأرواح الشهداء، ولعوائلهم الصابرة، وللجرحى والشهداء الأحياء. من هنا، من هذه التلة الشامخة، نُجدّد العهد بأن نبقى على درب الإصلاح والعدالة والمساواة.”

د. أسعد غنّام

من جهته، ألقى رئيس بلدية دميت الدكتور أسعد غنّام كلمة شكر فيها النائب تيمور جنبلاط وكل من ساهم في إقامة الحفل، وقال: “نُزيح اليوم الستار عن لوحة تخليد ذكرى شهدائنا الأبطال الذين سقطوا دفاعًا عن الكرامة والعروبة والأرض والعرض. دماؤهم صنعت الحرية ورسّخت الوطنية والبطولة في قلب هذا الوطن.”

وأكد التزام البلدة بقيادة وليد جنبلاط وتيمور جنبلاط، قائلاً: “من دميت، قلعة الصمود والتصدي، نقول إننا باقون على النهج، متمسكون بالقيادة الحكيمة، ولن نحيد عن خط المختارة مهما كانت التحديات.”

نصر

كما ألقى الشهيد الحي ياسر حليم نصر كلمة باسم عوائل الشهداء، قال فيها: “الشهداء ليسوا مجرد أسماء في التاريخ، بل نفوس أضاءت دروب الأجيال بنور التضحية والإخلاص. دماؤهم صاغت وعينا الوطني، وعلمتنا أن الوطن لا يُحفظ إلا بالوفاء.”

وختم بدعوة المعنيين إلى رعاية عوائل الشهداء والجرحى، مؤكّدًا أن “القوة الحقيقية تكمن في تحويل الألم إلى أمل، والتضحية إلى دافع للاستمرار في بناء المستقبل”.

حضر اللقاء عدد من المشايخ، ومثّل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى رئيس اللجنة المالية في المجلس المذهبي الدكتور عماد الغصيني، إلى جانب حشد من المدراء العامين والقياديين الحزبيين وممثلي المنظمات الرافدة، وعوائل الشهداء، وفاعليات سياسية واجتماعية وتربوية، ورؤساء بلديات ومخاتير، وجمع غفير من الأهالي والحزبيين والمناصرين من دميت والبلدات المجاورة.

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan